مركز عدن للدراسات التاريخية

أحوال اليهود في بلاد فارس

دراسة تاريخية من (224-651م) م.د خديجة حسن علي القصير

م.د خديجة حسن علي القصير([1])

Conditions of the Jews in Persia: a historical study from (224-651 AD)

Dr. Khadija Hassan Ali Al-Qaseer

University of Kufa/ College of Arts

الملخص

وُجِد اليهود في بلاد فارس في حقب مختلفة من التاريخ، وذلك بحسب ماأشارت إليه بعض المصادر اليهودية من أن بعض اليهود هاجروا إلى بلاد فارس بعد الدمار الذي لحق بالهيكل الثاني في القدس عام 70 م، كما يُعتقد أنه قد تكون هناك مجموعات يهودية أخرى قد هاجرت إلى بلاد فارس على مر العصور بسبب أحداث تاريخية ودينية مختلفة.

تختلف المصادر التاريخية في بيان وضع اليهود في بلاد فارس وتفاعلهم مع المجتمع الفارسي، وهذا يعود إلى التنوع الحاصل في الحكومات السياسية التي مرت على هضبة فارس خلال الحقب التاريخية المختلفة، فكانت أوضاع اليهود تتنوع بحسب التغيير الحاصل في تلك الحكومات، ومايترتب عليه من تحولات متنوعة في المنظومة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية.

ونظرًاللمدّة الطويلة التي قضاها اليهود في بلاد فارس ارتأت الباحثة اختيار المدة من 224 إلى 651م التي تمثل حقبة حكم الدولة الساسانية، وماشهدته فارس من تغيرات سياسية وثقافية كبيرة، وتأثير تلك التغيرات على الأقلية اليهودية بشكل ملحوظ.

تميزت هذه الحقبة باندماج اليهود في المجتمع الفارسي، والمشاركة في الحياة الاقتصادية والثقافية؛إذ تمتع اليهود بدرجة من الحرية الدينية والثقافية، وكانوا يحتفظون بمؤسساتهم الدينية والثقافية، مثل المعابد والمدارس اليهودية.

وسنحاول في هذا البحث بيان وضع اليهود في بلاد فارس،الذي كان يتأثر بالتغيرات السياسية والاجتماعية المستمرة في تلك الحقبة.

الكلمات المفتاحية: الدولة الساسانية- اليهود- سابور الثاني- الاضطهاد

Abstract

Jews were present in Persia for different periods of history, according to some Jewish sources, that some Jews migrated to Persia after the destruction of the Second Temple in Jerusalem in 70 AD. It is also believed that other Jewish groups may have migrated to Persia over the ages due to various historical and religious events.

Historical sources differ in explaining the situation of the Jews in Persia and their interaction with the Persian society, and this is due to the diversity of political governments that passed on the Persian plateau during the different historical eras, so the conditions of the Jews varied according to the change in those governments and the consequent various transformations in the political, social, and economic system.

In view of the long period of presence of the Jews in Persia, the researcher chose the period from 224 to 651 AD,which represents the era of the rule of the Sassanid state andthe great political and cultural changes that Persia witnessed and the impact of these changes on the Jewish minority significantly.

This era was marked by the integration of Jews into Persian society and participation in economic and cultural life.Jews enjoyed a degree of religious and cultural freedom and maintained their religious and cultural institutions, such as synagogues and Jewish schools.

In this paper, we will try to illustrate the situation of the Jews in Persia , which was affected by the continuous political and social changes in that period.

Keywords/ Sassanid state – Jews – Sabor II – persecution

المقدمة:

تُعدُّ دراسة أحوال اليهود في بلاد فارس خلال المرحلة الممتدة من 224 إلى 651م موضوعًا ذا أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، فقد شهدت هذه المرحلة تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة، أثرت بشكل مباشر على المجتمعات اليهودية في المنطقة. يُعدّ فهم هذه الأحوال ضروريًا لتسليط الضوء على التحديات التي واجهها اليهود، وكذلك لإظهار كيفية تأثير الظروف الخارجية على تطور هويتهم وثقافتهم،لاسيماأن اليهود قد تعايشوا في المجتمع الفارسي القديم الذي تعود جذور تواجدهم فيه إلى زمن ما قبل المسيح، ووُثِّق هذا الوجود في المنطقة في العديد من المصادر التاريخية لاسيما الفارسية منها.

استمر وجود اليهود في الحقبة الساسانية، لما يقرب من 400 سنة (224-651 م)، تعايشت الجالية اليهودية بشكل عام في بلاد فارس بجوار السكان الفارسيين الأصليين والمجتمعات الدينية الأخرى. وقد عاش اليهود في مناطق مختلفة من فارس، بما في ذلك العاصمة الساسانية.

أهمية الدراسة:

تكمن أهمية الدراسة في أن اليهود في فارس تمتعوا خلال هذه المرحلة بحرية دينية نسبية وحقوق محددة، ولكنهم كانوا أيضًا يتعرضون للتمييز والقيود في بعض الأحيان،ففي بعض المراحل، فرضت السلطات الساسانية ضرائب خاصة على اليهود، وفصلتهم عن المجتمع الفارسي الأوسع. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم استمروا في ممارسة طقوسهم الدينية والحفاظ على هويتهم الثقافية.

مشكلة الدراسة:

تتمثل المشكلة الأساسية في نقص الدراسات المتعمقة التي تتناول حياة اليهود في بلاد فارس خلال هذه الحقبة الزمنية. فمعظم الأبحاث تركزت على الحقب السابقة أو اللاحقة، مما يترك فجوة في الفهم الشامل لتجاربهم وتفاعلاتهم مع المجتمعات المحيطة.

 فرضية الدراسة:

تفترض هذه الدراسة أن أحوال اليهود في بلاد فارس كانت متأثرة بشكل كبير بالتحولات السياسية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة، وأن هذه التأثيرات أسهمت في تشكيل هويتهم الثقافية والدينية.

أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى:

-تحليل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي عاشها اليهود في بلاد فارس خلال المدّة المحددة.

-دراسة العلاقات بين اليهود والمجتمعات الأخرى، بما في ذلك الفرس والمسلمين، وكيف أثرت هذه العلاقات على حياتهم اليومية.

– تسليط الضوء على التغيرات الثقافية والدينية التي طرأت على اليهود في هذه الحقبة.

قسم البحث بحسب مادته العلمية وماترغب الباحثة في بيانه إلى مقدمة وخاتمة ومبحثين وقائمة بأبرز المصادر والمراجع التي اعتمد عليها في إثراء مادته العلمية، وهي وكما يأتي:-

المبحث الأول: الحقبة الساسانية (224-651 م) وأهميتها في تاريخ بلاد فارس.

المبحث الثاني: وصف لأوضاع اليهود في الحقبة الساسانية من حيث:

– وصف الحكم الساساني في بلاد فارس ونظامه السياسي والديني

– التسامح الديني والثقافي تجاه اليهود وحرية ممارستهم لديانتهم

– دور اليهود في المجتمع الفارسي ومشاركتهم في الحياة الاقتصادية والثقافية

الخاتمة: وتمثلت بـ:

-إعادة تلخيص النقاط الرئيسة المتناولة في الخطة

-التأكيد على تأثير العوامل السياسية والاجتماعية على وضع اليهود في بلاد فارس خلال هذه المرحلة

– دعوة لمزيد من الدراسة والبحث حول هذا الموضوع لفهم أعمق للتاريخ اليهودي في المنطقة

المبحث الأول:

الحقبة الساسانية (224-651 م) وأهميتها في تاريخ بلاد فارس:

تقع بلاد فارس، المعروفة اليوم بإيران، في منطقة استراتيجية تربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا. كانت تمتد الإمبراطورية الساسانية عبر مساحة شاسعة تشمل أجزاء من العراق، وأرمينيا، وأفغانستان، وأجزاء من تركيا وباكستان. في أقصى اتساع لها، غطت الإمبراطورية حوالي 6,600,000 كيلومتر مربع، مما جعلها واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ القديم وكما في الخريطة (1)[2].


(خريطة 1) تبين اتساع رقعة الإمبراطورية الساسانية[1]

استمرت الإمبراطورية الساسانية في حكمها السياسيأكثر من أربعة قرون، حكم خلالها أكثر من 32 ملكًاأسهموا في جعلها إمبراطورية مترامية الأطراف، حققت الكثير من الجوانب السياسية والحضارية في المجالات المتنوعة.أسست الإمبراطورية الساسانية على يد أردشير الأول (226-241م) بعد هزيمته لآخر ملوك الأخمينيينأرتابانوس الرابع، واستمر حكمه 14 عامًا حكم خلالها معظم مايعرف اليوم بإيران، والعراق، وأرمينيا، وأفغانستان، ومناطق شرق تركيا، وأجزاء من سوريا، وباكستان، والقوقاز، وآسيا الوسطى، وشبه جزيرة العرب، بل مثلت هذه الحقبة عودة للهوية الفارسية بعد قرون من السيطرة الأجنبية، وأدَّت إلى تعزيز الثقافة الفارسية والسيادة الوطنية[2]،بل وأصبحت السيادة الآرية[3]تمتد على مختلف الأراضي التي عرفت باسم آخر هو إيرانشهر[4].

جاءت تسمية الإمبراطورية الساسانية بهذا الاسم نسبة إلى جدهم الأعلى ساسان، وهو أحد أسلاف العائلة الساسانية ذي المكانة العالية؛ إذ كان الكاهن الأعلى في معبد الإله لبيت النار في مدينة أصطخر، إذ تزوج ساسان من ابنة إحدى الأسر الحاكمة في الإقليم، وولدت بابنه بابك، وبابك ولد أردشير مؤسس الإمبراطورية. ونلحظ هنا أن الساسانيين استفادوا كثيرًا من المكانة الدينية التي شغلوها وأسهمت كثيرًا في توطيد أركان إمبراطوريتهم[5].

اصطبغ تأسيس الإمبراطورية الساسانية بالعديد من الأساطيرالتي دعمها المركز الديني الذي حظيت به هذه الأسرة، إذ كانوا كما أسلفت كهنة بيوت النار.

بدأ أردشير الأول(224-241) بمجرد تأسيسه للإمبراطورية الساسانية يحاول فرض سيطرته على الأقاليم المجاورة والقضاء على حركات التمرد ضد سلطته، وقد انتقل بعد وفاة أخيه ومنافسه على الحكم شابور الأكبر 222م إلى جنوب فارس،وأنشأ مدينة أردشير هوارة، وأصبحت هي مركز حكمه ونقطة انطلاقه لتصفية خصومه؛ فبعد أن وضع قاعدة له في بلاد فارس توسعت إمبراطوريته على حساب الأمراء المحليين الذين رفضوا أداء قسم الولاء له، فبدأ بالقضاء عليهم وتقوية إمبراطوريته.

وقد نجح في القضاء على الانقلابات العسكرية التي قامت ضده، والتي قادها الملكالفرثيأردوان الخامس في عام 224م، والتي انتهت بمقتل أردوان الخامس في معركة هرمزدجانوتتويج أردشيرالحاكم الوحيد بلا منازع لبلاد فارس 226 متخذًا لقب ملك الملوك (شاهنشاه) لقبًا مطلقًا؛ نتيجة لانتصاراته التي حققها على أردوان وتحوله من مجرد ملك إلى ملك الملوك[6].

وبما أن أردشير ينتمي إلى أسرة كهنوتية؛ فإنه أراد أن يضفي على حكمه الصفة الدينية، ولكي يكون تتويجه شرعيًّا؛ فقد أتم مراسيم التتويج في بيت النار في مدينة اصطخر التي كان جده ساسان كاهنًا فيها، وليكمل الصفة الشرعية لتوليه؛ تزوج من إحدى بنات[7]الأسرة الفرثية[8].

استمر حكم أردشير طويلًا يقدر بخمسين سنة، تمكّن خلالها من القضاء على خصومه وتوحيد أركان إمبراطوريتهمن خلال بناء جيش قوي وجعله أداة لتنفيذ سياسته، والمتعارف عليه أن أردشير قدأشرك ابنه شابور الأول معه في الحكم، ثم تقاعد عن عمله السياسي وسلم عرش الإمبراطورية الفارسية إليه حتى توفي 241م[9].

سار شابور الأول (241-272م) على سياسة والده في توسيع حدود الإمبراطورية الساسانية إذ تمكَّن من غزو باكترياوكاشان وضمهما إلى نفوذه، بل أخذ يتقدم باتجاه الأراضي الرومانية؛ إذ قاد العديد من الحملات ضدها، وتمكن في عام 253م من غزو أنطاكية في سوريا ونهبها.

تمكّن من مواجهة القوات الرومانية وهزم أباطرتها جورديان الثالث وفيليب العربي، وأسر الإمبراطور الروماني فاليريان (253-260م) وسجنه بعد معركة الرها 259م في أحد السجون الفارسية وخلد انتصاراته في نقش رستم [10].

ولسنا في صدد تناول كل الملوك الساسانيين الذين وضعوا أسس توطيد الإمبراطورية خلال تاريخها الطويل، وإنما نكتفي بإيراد البعض من الملوك لاسيما الذين سوف نتناول تأثيرات السياسة التي اتبعوها على اليهود في المبحث الثاني، ولكن وقبل ذلك ارتأيت أن أعمل إحصائية مجدولة بأسماء الملوك الذين حكموا الإمبراطورية الساسانية منذ تأسيسها حتى سقوطها، مع تواريخ حكم كل منهم كما يأتي:

مدة الحكماسم الملكالتسلسل
224 – 241مأردشير الأول1
240 – 270مشابور الأول2
270 – 271مهرمز الأول3
271 – 274مبهرام الأول4
274 – 293مبهرام الثاني5
293مبهرام الثالث6
293 – 302منرسي7
302 – 309مهرمز الثاني8
309مأذرنرسي9
309 – 379مشابور الثاني10
379 – 383مأردشير الثاني11
383 – 388مشابور الثالث12
388 – 399مبهرام الرابع13
399 – 420ميزدجرد الأول14
420مشابور الرابع15
420مكسرى16
420 – 438مبهرام الخامس17
438 – 457ميزدجرد الثاني18
457 – 459مهرمز الثالث19
457 – 484مبيروز الأول20
484 – 488مبلاش21
488 – 496مقباد الأول22
496 – 498مجاماسب23
498 – 531مقباد الثاني24
531 – 579مكسرى الأول25
579 – 590مهرمز الرابع26
590 – 628مكسرى الثاني27
590 – 591مبهرام جوبين28
629مكسرى الثالث29
629 – 630 مبوراندخت30
630مسابور الخامس31
630مبيروز الثاني32
630 – 631مآزرمي دخت33
630 – 631مفرخ هرمز34
630 – 631مهرمز السادس35
631مكسرى الرابع36
631 – 631 مفرخ باذ كسرى الخامس37
631 – 632مبوراندخت38
632 – 651ميزدجرد الثالث39

الجدول من عمل الباحثة بالاعتماد على (قائمة شاهنشاهات الإمبراطورية الساسانية)[1]

بدأت الإمبراطورية الساسانية مرحلة جديدة يسودها التسامح الديني ونوع من الهدوء والوفاق الداخلي في عهد يزدجرد الأول بن بهرام شابور (399-421)م، ويتضح ذلك في إحسانه إلى رعاياه المسيحيين حتى لُقِّب بالملك الطيب الرحوم المبارك بني الملوك، ويعود سبب هذا الإحسان إلىمرض قد أصاب هذا الملك ولم يتمكن أطباء البلاط الساساني من علاجه،وبعد أن أرسل الإمبراطورالساساني أسقف ميارفينماروثا لعلاجه، وكانت نتيجة ذلك الأمر أن تعافى الملك وأصدر مرسومًا في 409م يقر بحرية الممارسات الدينية والسماح للمسيحين بممارسة طقوسهم والتنقل بين كنائسهم بحرية، إلا أن هذا التسامح قد أدى إلى إثارة الشعور الديني الزرادشتي[2]، ونتج عنه سوء معاملة المسيحيين وتجاوزهم على المعابد الزرادشتية وتخريبها في خوزستان،فمن ثَمّ قام يزدجرد عام 420م بتغيير سياسته والبدء باضطهاد المسيحيين.[3]

تذكر أغلب الدراسات التاريخية[4]أن عهد سابور ذي الأكتاف هو عهد الازدهار الفعلي للإمبراطورية الساسانية،وعلىالرغم من الإنجازات العسكرية والسياسية؛ فإنه خلّف ملوك ضعفاء لم يستطيعوا أن يحافظوا على منجزات هذه الإمبراطورية حتى تولى كسرى أنوشروان الحكم (531-579م)،وقد اتصف عهده بعهد النهضة في جميع نواحي البلاد السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية[5].

مرت الإمبراطورية الساسانية في المدّة (579-628م) بمايعرف عصر الثورات الداخلية،الذي كان بمنزلة عصر الانهيار والسقوط لهذه الدولة المترامية الأطراف؛ إذ تمخض عن ثورات مجموعة من القادة والنبلاء ضد الملوك الساسانيين، وحلول الفوضى السياسية نتيجة لكثرة أدعياء العرش والنهضة العربية المتمثلة بانتشار الإسلام، وبدء عمليات الفتح الإسلامي التي كانت سببًا في سقوط هذه الإمبراطورية[6]

المبحث الثاني:

وصف أوضاع اليهود في الحقبة الساسانية:

كما أشرت في المبحث الأول أن الإمبراطورية الساسانية حكمت مدة طويلة تزيد على الأربعة قرون، تواتر على الحكم خلالها مجموعة من الملوك، وبما أن كل ملك له شخصية تختلف عن الآخر فيما يتعلق بالسياسة التي تبناها في مدة حكمه؛ فالبعض اتصف بالحزم السياسي، والبعض باللين وإحلال التسامح الديني، والبعض امتاز بتقريب فئة على الفئة الأخرى، لذلك سوف نلاحظ هذه التبعات كلها على اليهود ووضعهم في الإمبراطورية الساسانية وبدايات تواجدهم فيها.

تعود بدايات العلاقات الإيجابية بين الفرس واليهود إلى ما قبل الإمبراطورية الساسانية، حيث تصف المصادر التاريخية أن اليهود في بابل الذين جاء بهم نبوخذ نصر الثاني نتيجة لعمليات السبي المتكررة إلى يهوذا؛ كانوا على تواصل مباشر مع الدولة الأخمينيةفي فارس، بل إنهم أصحاب الدورالرئيس في سقوط الإمبراطورية البابلية الحديثة زمن نبونئيد[7](556-539) ق.م بيد الفرس الأخمينيينلاعتبارات متعددة في مقدمتها التعاون الاقتصادي مع الفرس في فرض الحصار الاقتصادي على تجارة الإمبراطورية البابلية ومن ثم سقوطها عام 539م، فتعد هذه الانطلاقة الحقيقية للتعاون المشترك بين الفرس واليهود، إلا أن آلية هذا التعاون قد اختلفت بين الفرس واليهود بحسب طبيعة الإمبراطوريات الحاكمة، بدليل أن اليهود بمجرد انتقال الحكم إلى الساسانيين عدُّوه زوالًا للامتيازات الهائلة التي تمتعوا بها في عهد الحكومات السابقة لاسيماالإشكانيين؛ لأن مؤسس الأسرة الساسانية أردشير يتصف بانتمائه الديني إلى المعبد الزرادشتيكون جده هو أحد كهنة بيوت النار الزرادشتية في اصطخر، لذلك سنلاحظ تبدل في التعامل مع الفرس[8].

ولكي نحدد أوضاع اليهود في فارس في ظل الإمبراطورية الساسانية نقول إن العلاقة بين الاثنين تأثرت بعدة أحداث سياسية ودينية كانت عاملًا في تحولات كبيرة في تاريخ اليهود فيما بعد، ومن هذه الأحداث التي أثرت في هذه العلاقة:

  1. الاضطهاد الديني: في بعض المراحل التاريخية من حكمهم خاض الساسانيون حملات اضطهاد ضد الديانات غير الزرادشتية، بما في ذلك اليهودية، وقد تعرض اليهود في مراحل محددة للقيود والاضطهاد الديني، بما في ذلك تدمير معابدهم والتحجيم على ممارسة طقوسهم. ومع ذلك، كانت هناك أيضًا أوقات استمتع اليهود بحقوق دينية نسبية. ففي مدة حكم أردشير الأول عانى اليهود من القسوة والقمع لتبنيه سياسة قمعية مع الأقليات المقيمة في إيران؛ إذ فرض المذهب الزرادشتي دينًا رسميًّا لإيران بوصفه ــ كما أوردت سلفًا ــ له علاقة ببيوت النار في اصطخر، وهذا الأمر قد تسبب في التضييق على الأقليات بما فيها اليهود؛إذ أصبحت الدولة تتدخل حتى في أداء الطقوس الدينية، وفرض الرقابة على الشؤون الإدارية والسياسية والاقتصادية، والتضييق على الفئات المخالفة للمذهب الزرادشتي[9].

بل تعدى الأمر الجانب الديني إلى مخلفات اجتماعية لحقت باليهود؛ إذ ألغت الدولة الامتيازات التي تمتعوا بها في ظل الحكومات السابقة ومنها: حق التقاضي أمام المحاكم اليهودية وفق الشريعة اليهودية بل أُخضِعوا إلى محاكم الدولة الرسمية وفق القوانين الزرادشتية، ومنع اليهود من دفن موتاهم وفق تقاليدهم، وأُعدِم البعض من العلماء اليهود، وتعرض البعض الآخر إلى التهجير القسري[10].

لكن هذه السياسة تغيرت في عهد الملك يزدجرد الأول بن بهرام وذلك لزواج هذا الملك من شوشندخت ابنة “رأس الجالوت”[11] لليهود في إيران الذي كانت تربطه علاقة ودية مع هذا الملك، ونتج عنها هذا الزواج الذي كان بمنزلة إعادة إحياء لليهود في إيران إذ عُدّ عصرًا ذهبيًّا لهم؛ لأنه كان يحب السلام والتسامح بالإضافة إلى الحنكة السياسية التي تمتع بها[12].

وقد تطورت الأحوال الاجتماعية للجالية اليهودية المقيمة في فارس وبالأخص في مدينة أصفهان التي اتخذت مدينة خاصة لهم بعد زواج شوشندخت من الملك الساساني؛إذ بفضلها شهدت حياة اليهود الثقافية والفكرية والدينية نهضة لابأس بها؛ إذ اكتمل جمع التلمود البابلي، وظهرت الجامعات والمراكز الدينية اليهودية في بابل وازدهرت، بل نُقِل المركز الديني من أورشليم إلى بابل ليكون تحت إشراف الإمبراطور الساساني ودعمه المباشر[13].

واللافت للنظر لاسيما في عهد كسرى أنو شروان (531-579م) أن اليهود كانوا يتمتعون بوجاهة اجتماعية في بلاطه، بل إن بعضهم امتهن مهنة السحر والتنجيم والطب، وهذا يدل على أهميتهم في البلاط الفارسي، والمكانة المرموقة التي تمتعوا بها في كونهم صُنَّاع القرار، بل وأسهموا في تشجيع الفرس في سياستهم ضد الدولة البيزنطية، وكانوا من المسهمين في تأجيج العداء بين الإمبراطوريتين لتحقيق أهدافهم الخاصة[14].

  • الحروب والصراعات: خلال مدَّة الدولة الساسانية، تعرَّضت بلاد فارس للعديد من الحروب والصراعات مع الدول والإمبراطوريات المجاورة، بما في ذلك الإمبراطورية الرومانية البيزنطية. وكاناليهود في فارس يعيشون في هذا السياق المضطرب، وقد تأثروا بتلك الصراعات والتغيرات السياسية؛ فمثلًا ضُيِّق عليهم اقتصاديًّا من خلال فرض الضرائب المضاعفة وبالأخص في أوقات الحروب الساسانية مع الرومان، ويعزو الباحثون هذا الأمر إلى الثراء الذي يتمتع به اليهود، أو للعلاقات التي كانت تربطهم مع الرومان، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل فرضت الدولة الساسانية عقوبات على اليهود الذين لايدفعون تلك الضرائب، تمثلت بالسجن، بل وإرغامهم على دفع الجزية شأنهم شأن بقية الأقليات الدينية[15].

وعلى الرغم من هذه الإجراءات فقد تمتع اليهود بالسلام النسبي في عهد شابور الأول والثاني، ومُنِحوا بعض الامتيازات مثل عودة محاكمهم ولكن بإشراف المحاكم الرسمية التابعة للدولة الساسانية، وفتحت الجامعات والمدارس الدينية والعلمية اليهودية، وسمح لهم بالقضاء وإدارة عدد من السجون، بل إن الدولة استعانت بهم في بعض المهام المالية كونهم ضليعين في ذلك[16].

3. العلاقات الدينية: العلاقة بين الزرادشتية (الديانة الرسمية للدولة الساسانية) واليهود كانت معقدة نوعًا ما باعتبارأنالزرادشتيين كانوا ينظرون إلى اليهود كفارأو غير مؤمنين إلَّا أنهم لم يشكلوا أي تهديد لرجال الدين الزرادشتيين، ولكن هذا لم يمنع من حدوث مضايقات في بعض الأحيان، وهذا الأمر اختلف بحسب اختلاف الحكام الساسانيين أنفسهم ــ كما أشرت ــ فنجد مثلًا في زمن شابور الثاني (310-381م) إذ حدث أن انقلب على اليهود واضطهدهم واتهم رئيس أكاديميتهم رابين نعماني تلاميذه، وكان عددهم اثني عشر ألفًا بالتهرب من الضرائب بتسجيلهم للدراسة مرتين في العام الواحد[17].

ثم تغيرت الأوضاع عند تسلم يزدجرد الثاني (439-457م) زمام الأمور؛ إذ شهدت أوضاع اليهود في بلاد فارس عدة تغييرات ملحوظة تأثرت بالعوامل السياسية والاجتماعية والدينية. فعلى الصعيد السياسي كانت بلاد فارس تتمتع بنوع من الاستقرار السياسي؛ كونه كان ملكًا قويًّا، ولكنه لا ينفي وجود توترات مستمرةمع الإمبراطورية الرومانية، وهذا بدوره انعكس على بعض الفئات في المجتمع الفارسي، بما في ذلك اليهود الذين تحملوا تبعات هذه الصراعات[18]، إلّا أنهم تعايشوا داخل المجتمع الفارسي، وشهدت علاقاتهم أوقاتًا من التعايش السلمي معالزرادشتيين، مما ساعد على تعزيز الهوية الثقافية والدينية لليهود ومشاركتهم في النشاطات التجارية والاقتصادية، مما منحهم بعض النفوذ في المجتمع،إلّا أن النفوذ الواسع للزرادشتية بوصفها دينًا رسميًّا للدولة أدَّى إلى التشدد مع اليهود ومنعهم من الاحتفال بأعيادهم الرسمية لاسيما الاحتفال بيوم السبت بتأثير من رجال الدين الزرادشت[19].

وفي عهد الإمبراطور الساساني فيروز (459-484م) وبسب تكرر الاضطرابات الدينية بين الزرادشتيين واليهود قام فيروز بحركة اضطهاد واسعة ضدهم على إثر سلخهم لرجلين من رجال الدين الزرادشت في أصفهان، وقام بقتل عدد كبير من اليهود وسبى أبناءهم وسلمهم لمعابد المجوس[20].

4. الانتقال إلى الإسلام: بعد ظهور الإسلام وانتشاره في بلاد فارس، تغيرت الديناميكية بشكل كبير. بعض اليهود اعتنقوا الإسلام، في حين استمر آخرون في ممارسة الديانة اليهودية. وقد أدى انتقال السلطة من الساسانيين إلى العرب المسلمين إلى تغيرات جذرية في البنية الدينية والسياسية في المنطقة، مما أثر على العلاقة بين اليهود والحكومة الجديدة.

هذه بعض الأحداث السياسية والدينية التي أثرت على العلاقة بين الساسانيين واليهود في بلاد فارس خلال المدَّة الزمنية المشار إليها. يجب ملاحظة أن هذه بعض النماذج المنتقاة وليست جميعها فكما هو معروف عن الإمبراطورية الساسانية أنها تتصف بطول مدة حكمها التي تزيد على الأربعة قرون، وكثرة ملوكها.

الخاتمة:

تشغل دراسة تاريخ الجاليات في ظل الإمبراطوريات في العالم القديم وبالأخص اليهودية منها أهمية كبيرة كونها تشكل سلاحًا ذا حدين يمكن استثماره ويمكن إقصاؤه بالشكل الذي يؤدي إلى تبعات وخيمة على الدولة وسياساتها المتبعة.

تتصف العلاقات بين الاثنين بكونها قد تأثرت بعدة أحداث سياسية ودينية كانت عاملًا في تحولات كبيرة في تاريخ اليهود فيما بعد، ومن هذه الأحداث الجانب الديني المتمثل بنمو الديانة الزرادشتية بوصفها دينًا رسميًّا للدولة الساسانية، ومارافق ذلك من تأثير على الأقليات الدينية ومن ضمنها اليهود، ناهيك عن الاضطهادات السياسية التي تحكم فيها طبيعة العلاقة بين الإمبراطورية البيزنطية والساسانية وتأثير هذه العلاقة على اليهود، فأحيانًاتشهد تقريبًا لهم وأحيانًا إقصاء من نفوذهم الذي تمتعوا به.

وبشكل عام فهذا لايمنع من القول:إن اليهود قد تمتعوا في ظل الدولة الساسانية بنوع من الهدوء والاستقرار النسبي في ظل بعض الأباطرة الذين حكموها لاسيما في عهد يزدجرد الأول وابنه.

المصادر والمراجع:

  1. باقر، طه، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، دار الكتب العلمية، بغداد، 1987.
  2. بر شريعتي، بروانة، اضمحلال الإمبراطورية الساسانية وسقوطها. ترجمة: أنيس عبد الخالق محمود. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. بيروت، 2020.
  3. الخشاب، يحيى،إسلام الفرس، بحث ضمن كتاب تراث فارس، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة،1959م.
  4. راوندي، مرتضى، تاريخ اجتماعي إيران، بلا.مط، إيران، بلا.ت
  5. رستم، أسد، الروم في سياستهم وحضاراتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب. دار المكشوف. بيروت،1956.
  6. رستم، أسد، الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب. مؤسسة هنداوي. بيروت،2018.
  7. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، دار الكتب العلمية، بيروت،1987م.
  8. العابد، مفيد رائف محمود، معالم تاريخ الدولة الساسانية عصر الأكاسرة (226-651)، دار الفكر المعاصر، بيروت،1999م.
  9. عبد الملك وآخرون، قاموس الكتاب المقدس.بلا.مط، بلا.ت
  10. عبودي، هنري. س، معجم الحضارات السامية، طرابلس، 1991،
  11. كريستنسن، أرثر. إيران في عهد الساسانيين. ترجمة: يحيى الخشاب. مراجعة: عبد الوهاب عزام. دار النهضة العربية. بيروت،1982.
  12. كشاورز،كريم، تاريخ إيران. بلا.مط. طهران، 1389ش.
  13. المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج1، تحقيق: محمد عبد الرحمن الشاغوري، دار الأندلس، بيروت،1986.
  14. مؤنس، حسين، أطلس تاريخ الإسلام. دار الزهراء للإعلام العربي، بيروت، 2006.
  15. ميخائيل السرياني، حولية ميخائيل السرياني. ترجمة: غريغوريوس يوحنا. دار ماردين. حلب،1996.
  16. نتصر، أمون، يهود إيران. منشورات أنديشه. أورشليم،2014.
  17. نصرية، مهرناز، فرزندان استر، مجموعة مقالات تاريخ اليهود في إيران. طهران،1387ش.
  18. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي. دار صادر. بيروت،1995م.
  19. يهوديان أصفهان، www.iranjewish.com

المراجع الأجنبية:

  1. H. W. F. Saggs, History of Babylon, British Museum Press,1988
  2. Idem , A History of the Jews in Babyloina , Lieden , 1966
  3. Neusner , J.Jacob, Jews in Iran ” , Cambridge History Of IranCambridge University Press,1993.
  4. Saggs, H. W. F. History of Babylon. British Museum Press, 1988.
  5. , EncyclopædiaIranicahttps://iranicaonline.org/articles/hormozd-kusansah

[1]قائمة شاهنشاهات الإمبراطورية الفارسية، موجودة أون لاين عبر متصفح الكوكل على الموقع: https://ar.wikipedia.org/wiki؛ عبودي، هنري. س، معجم الحضارات السامية، طرابلس، 1991، مادة الإمبراطورية الساسانية.

[2] الزرادشتية: هي واحدة من أقدم الديانات التوحيدية في العالم، تأسست في بلاد فارس قبل حوالي 3500 سنة. مؤسسها هو النبي زرادشت، الذي قام بتبسيط مجمع الآلهة الفارسي القديم إلى مفهوم التوحيد، إذ يقدس الزرادشتيون إلهًا واحدًا يُدعى أهورامزدا، الذي يمثل الخير والحكمة. تعتمد العقائد الأساسية: (التوحيد، الثنائية، الكتب المقدسة، الطقوس)، اعتبرت الزرادشتية الدين الرسمي للإمبراطوريات الإيرانية القديمة، مثل الإمبراطورية الأخمينيةوالبارثية والساسانية، لكنها شهدت تراجعًا بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس في القرن السابع الميلادي. اليوم:” جمشيد، يوسفي، الزرادشتية – الديانة والطقوس والتحولات اللاحقة، منشورات الوسام العربي، الجزائر،2012، ص10-25 بتصرف).

[3]الطبري، المصدر نفسه، ج1،ص496.

[4] العابد، مفيد رائف محمود، معالم تاريخ الدولة الساسانية عصر الأكاسرة (226-651)، دار الفكر المعاصر، بيروت،1999، ص41-45.

[5]الخشاب، يحيى، إسلام الفرس، بحث ضمن كتاب تراث فارس، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة،1959، ص16.

[6]كريستنسن، تاريخ إيران، ص101

[7]نبونئيد (Nabû-nāʾid) هو آخر ملوك الإمبراطورية البابلية الحديثة، وقد حكم من 556 ق.م حتى 539 ق.م، عندما سقطت بابل في يد الإمبراطورية الأخمينية بقيادة كورش الكبير. يُعدنبونئيد شخصية فريدة في التاريخ البابلي، حيث كان له اهتمامات عميقة بالآثار والدين، ويُعرف بأنه أول عالم آثار في التاريخ، حيث قام بأعمال تنقيب في المواقع القديمة وجمع الوثائق الأثرية( H. W. F. Saggs, History of Babylon, British Museum Press,1988,p:135)

[8]نتصر، أمون، يهود إيران. منشورات أنديشه. أورشليم،2014، ص11.

[9]راوندي، مرتضى، تاريخ اجتماعي إيران، ج1، بلا.مط، إيران، بلا.ت، ص607.

[10]Idem , 1966 , vol.2, P.38 , P .914

[11]ملك اليهود في إيران وبابل وهو منصب ظهر في عهد الدولة الإشكانية عندما منحت اليهود شبه استقلال سياسي كنوع من المكافأة لهم على إثر التعاون العسكري ضد الرومان، وكان يشترط في اختياره أن يكون سليلًا للملك داود (عبد الملك وآخرون، بلا.ت، مادة رأس الجالوت).

[12]كريم، تاريخ إيران. بلا.مط. طهران، 1389ش، ص370.

[13]www.iranjewish.com

[14]كرستنسن، 1982، ص366.

[15]Neusner , vol03, P . 37- 38

[16]نصرية، مهرناز، فرزندان استر، مجموعة مقالات تاريخ اليهود في إيران. طهران،1387ش، ص45-51 بتصرف.

[17]ميخائيل السرياني، حولية ميخائيل السرياني، ج1، ترجمة: غريغوريوس يوحنا. دار ماردين. حلب،1996، ص183

[18] المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج1، تحقيق: محمد عبد الرحمن الشاغوري، دار الأندلس، بيروت،1986، ص150-153 بتصرف.

[19]رستم، أسد، الروم في سياستهم وحضاراتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب، ج1، دار المكشوف، بيروت،1956م، ص75.

[20]اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج1، دار صادر، بيروت،1995، ص159


[1]العابد، مفيد رائف محمود، معالم تاريخ الدولة الساسانية عصر الأكاسرة (226-651)، دار الفكر المعاصر، بيروت،1999، ص159.

[2]بر شريعتي، بروانة، اضمحلال الإمبراطورية الساسانية وسقوطها. ترجمة: أنيس عبد الخالق محمود. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. بيروت، 2020، ص119.

[3] مجموعة من الشعوب التي قطنت شرق البحر الأبيض المتوسط، تنتسب إلى عائلة الشعوب الألبية التي غزت شمال الهند، لغتهم جزء من اللغات الهندو- أوروبية (المجموعة الهندو إيرانية) (عبودي، معدم الحضارات السامية، مادة أريون).

[4]مؤنس، حسين، أطلس تاريخ الإسلام. دار الزهراء للإعلام العربي، بيروت، 2006، ص49.

[5]رستم، أسد، الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب. مؤسسة هنداوي. بيروت،2018، ص39.

[6]الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، ج1، دار الكتب العلمية، بيروت،1987، ص391.

[7]كريستنسن، أرثر. إيران في عهد الساسانيين. ترجمة: يحيى الخشاب. مراجعة: عبد الوهاب عزام. دار النهضة العربية. بيروت،1982، ص75- 76.

[8] وهي نفسها الأسرة الساسانية الوارد تفاصيلها، وسوف يتوارد استخدام المصطلحين في البحث كونهمايدلان على المعنى نفسه(L. Daniel, Elton, The History of Iran, Greenwood Press,2001,p:21

[9]باقر، طه، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، دار الكتب العلمية، بغداد، 1987،ص117.

[10]الموقع الرسمي للموسوعة،EncyclopædiaIranicahttps://iranicaonline.org/articles/hormozd-kusansah

([1])جامعة الكوفة/ كلية الآداب.

[2]Saggs, H. W. F. History of Babylon. British Museum Press, 1988, pp. 45-78.