مركز عدن للدراسات التاريخية

دور القتبانيين والسبئيين وأتباعهم من سكان مدن الجوف ونجران في فشل حملة اليوس جالوس الرومانية على العربية السعيدة عام 24 ق. م

د. عبدالله علي الفيش عطبوش

د. عبدالله علي الفيش عطبوش([1])

ملخص البحث :

    أرسلت الأمبراطورية الرومانية عام 24 ق. م، حملة عسكرية ضخمة مكونة من عشرة آلاف جندي لغزو العربية السعيدة، وقد ذكر سترابو أن هذه الحملة انطلقت من مصر باتجاه أرض الأنباط في الشمال وقطعت صحاري الجزيرة العربية حتى وصلت إلى العربية السعيدة في الجنوب، وتقدمت في أراضي هذه المنطقة حتى وصلت إلى مدينة مأرب عاصمة سبأ وحاصرتها لمدة 6 أيام، ثم رحلت عنها عائدة إلى مصر بسبب حاجة اليوس جالوس قائد الحملة للمياه .

   وبما أن هذه الرواية حول سبب فشل الحملة الرومانية في السيطرة على العربية السعيدة غير منطقية، فأن هذه الدراسة تهدف إلى معرفة الأسباب الحقيقية لفشل هذه الحملة، ولحل إشكالية هذه الدراسة فقد تم استخدام المنهج التاريخي المعتمد على التحليل والمقارنة .

  وتتكون هذه الدراسة من مبحثين وخلاصة، تم في أولهما مناقشة آراء سترابو والباحثين المحدثين حول أسباب فشل الحملة لاسيما ما يتعلق منها بخيانة سيلايوس دليل الحملة، وتعرض جنودها للأمراض والمجاعة والتعب بسبب المسالك الوعرة، أما المبحث الثاني فقد تم فيه استعراض دور القتبانيين والسبأيين وأتباعهم من سكان مدن الجوف ونجران في فشل الحملة الرومانية .

  واحتوت الخاتمة على عدد من النتائج التي خرجت بها الدراسة، وتثبت أن فشل الحملة الرومانية على العربية السعيدة يعود إلى الدور الفعال لكل من القتبانيين والسبأيين وأتباعهم من سكان مدن الجوف ونجران في مقارعة الرومان، وأن كل الأسباب التي ذكرها سترابو والباحثين المحدثين لم تكن هي سبب في فشل هذه الحملة .

Abstract

The Roman empire has been Send aLarge campaign military compaign from 10,000 soldiers for happy Arab ,Starbo has been mentioned this compaign carriedout from Eygbet ,toward AL-anbat s Land in north and cross deserts of Arabian island until arrival to happy Arab in south ,and proceed to ward the torritany of this region until reached the city Marb capital of Saba Kingdom and besieged for 6 days then Leaved of  it  to Eygbet because Aluis Galose Leader Water campaign .

   Since this is the reason why it faild Roman campaign in confral on Arab happiness that for it was not legical This study target to know what are fact reasons for Faild this campaign . In order to solve this Issue , the study has been used his torical  approad based on analysis and camparison .

  This study consists of two points or axes and conclusion . Firstly ,discussion of the views of Astrabo and researchers about reasons faild campaign . Syllaeus Treasoned for the campaign cause many issues , and irllness , shortage water  

  Secondly ,the role of AL-katabenain ,AL-Sbain and their Followers from the cities ,ALjauf Najran were re conflicted in Failure of the Roman campaign on the happy Arab is dul  to the active role each of AL-katbanian ,AL-Sbain and their Follower All these reasons that talk about them, Astrabo and researchers were not cause of the Failur of this campaign.

المقدمة :-                                   

    لازالت رواية سترابو([2]) عن أسباب فشل الحملة الرومانية  تثير الكثير من التساؤلات بين الباحثين، ويعود سبب ذلك إلى الغموض الذي اكتنف ما كتبه هذا الجغرافي عن هذه الحادثة الهامة .

     وتبعاً لذلك فقد تعددت الأسباب التي أوردها الباحثون المحدثون حول فشل هذه الحملة، لكن كل الذي ذكروه في هذا الجانب لا يخرج عن جملة الأسباب التي ذكرها سترابو لفشل هذه الحملة، وفي أحسن الأحوال هي استنتاجات مأخوذة من سير الحملة في العربية السعيدة([3])، وقد نتج عن ذلك عدم التوصل إلى معرفة الأسباب الحقيقية التي تغافل عن ذكرها سترابو والتي أدت إلى فشل الحملة الرومانية على العربية السعيدة، والسبب في ذلك يعود لعدم اعتماد أولئك الباحثين روأية بليني([4])، حول المدن التي ذكر هذا الجغرافي أن اليوس جالوس دمرها([5])، إلى جانب رواية سترابو حتى يتم تكوين رؤية مقبولة حول مصير هذه الحملة وأسباب فشلها.

أهمية البحث:

     تكمن أهمية هذا البحث أنه يناقش ما ذكره سترابو عن الأسباب التي أوردها هذا الجغرافي  والباحثون المحدثون حول فشل هذه الحملة لمعرفة صحتها من عدمها ، ثم يستعرض دور القتبانيين والسبأيين وحلفائهم من سكان مدن الجوف([6]) ونجران في فشل الحملة الرومانية ، بالاعتماد على ما ذكره بليني حول المدن التي دمرها جالوس أثناء حملته على العربية السعيدة ، ورواية هذا الجغرافي على اقتضابها وعدم وضوحها هامة جداً لأنها  سوف تساعد على وضع تصور تقريبي عن دور كل من هذه الشعوب في إفشال الحملة الرومانية.

منهج البحث :

  وقد استخدم الباحث لحل إشكالية هذه الدراسة المنهج التاريخي الوصفي المعتمد على التحليل العقلاني للآراء الداخلة في موضوع الدراسة، لاسيما ما ذكره مؤرخ الحملة سترابو والباحثين المحدثين حول أسباب فشل الحملة الرومانية، وكذلك رواية بليني حول الحملة، أملاً في الخروج بنتائج سليمة تحدد الأسباب الحقيقية لفشل هذه الحملة.

  وتضمنت هذه الدراسة مبحثين رئيسين هما :

  1 – آراء سترابو وبعض الباحثين المحدثين حول أسباب فشل الحملة الرومانية على العربية السعيدة .

2 – دور القتبانيين والسبئيين وأتباعهم من سكان مدن الجوف ونجران في فشل حملة اليوس جالوس الروماني على العربية السعيدة عام 24 ق.م .                           

وأنهينا دراستنا هذه بخلاصة احتوت على عدد من النتائج التي توصلنا إليها.

المبحث الأول

آراء سترابو وبعض الباحثين المحدثين حول أسباب فشل الحملة الرومانية

على العربية السعيدة

   ذكر سترابو أن الحملة الرومانية بقيادة اليوس جالوس استولت مباشرة بعد وصولها إلى العربية السعيدة على مدينة النجرانيين([7])، وبعد مسير 6 أيام من نجران ألحقت الحملة الهزيمة بالبربر([8]) عند النهر الذي لم يسمه سترابو([9])، وقتلت منهم عشرة آلاف شخص وفقد الرومان في هذه المعركة جنديين، ثم سيطر في الحال على مدينة (أسكا)([10]) بعد هروب ملكها منها، واقتحم بعدها مدينة (اثرولا)([11]) وسيطر عليها دون مقاومة، ووضع فيها حامية وجمع الزاد والمؤن، ولا يستبعد أن جالوس سيطر على معظم مدن الجوف التابعة لسبأ ، ونستدل على ذلك من ذكر بليني لبعض تلك المدن مثل(نيستوس)([12])، (نيسكا) (ماجوسوس)([13])، (كامينا قوس)([14])، (لابيتيا)([15])، ثم تقدمت الحملة إلى مدينة (مارسيابا)([16])، وهي تابعة لقبيلة ((Rhammanitae (الرحمانيين)([17])، وكان حاكمهم يدعى (ILasarus) (ايلاساروس)([18])، وفي الحال هاجم جالوس المدينة وحاصرها لمدة (6) أيام ، غير أن احتياجه للماء اضطره إلى رفع الحصار عنها ولم يكن بحسب رواية سترابو بينه وبين بلاد الطيوب سوى مسيرة يومين حسب ما أخبره الأسرى، وقد قضى في مسيره هذا ستة أشهر، ثم عادت الحملة  خائبة من مارسيابا ، وبعد 9 أيام وصل إلى نجران ومنها عادت الحملة باتجاه مصر([19]) .

    وقد ذكر سترابو من وجهة نظره أسباب فشل  حملة جالوس وحصر معظمها في خيانة  الوزير النبطي(SYLLAEUS) سيلايوس دليل هذه الحملة في سيرها نحو العربية السعيدة ، الذي أتهم من قبل سترابو بالخيانة لأنه لم يدل الرومان على طريق بحري آمن بمحاذاة الساحل ، فاقتاد الأسطول بمحاذاة ساحل صخري لا موانئ فيه ، وإلى أماكن تزدحم فيها الصخور الغاطسة تحت الماء ، أو أماكن ذات مياه ضحلة ، وفي هذه الأماكن ، بصفة خاصة ، كان المد والجزر يلحقان بالأسطول اكبر الأذى. وبعد مشاق جسيمة وصل في اليوم الخامس عشر إلى ميناء الانباط لويكة كومة (Leuce come)([20]) بعد أن خسر كثيرا من سفنه فقد غرق العديد منها بمن فيها، لصعوبة الملاحة  بسبب خيانة سيلايوس ، وذكر سترابو من أسباب فشل الحملة عوامل طبيعية متعلقة  بالأمراض حيث ذكر( أن جالوس وصل إلى لويكة كومة وجيشه يعاني من آلام الأمراض بسبب الماء والنباتات التي استعملها الجنود في طعامهم ، لذلك اضطر جالوس على قضاء الصيف والشتاء هناك لمعالجة المرضى، كذلك اتهم سترابو (سيلايوس) بأنه قاد جنود الحملة بعد الرحيل من ميناء لويكه كومة في طرقات شاقة ومسالك وعرة ، ومن أهم أسباب فشل الحملة ما ذكره سترابو من احتياج جالوس للماء بعد مهاجمته لمدينة مأرسيابا (مأرب)، وحصارها لمدة ستة أيام ، مما اضطره إلى رفع الحصار عنها وعودة الحملة إلى مصر، وكذلك  طول مدة السير إلى العربية السعيدة بالقول ان جالوس قضى في زحفه ستة أشهر بسبب غدر مرشديه، أي سيلايوس([21]).  

وانطلاقاً من رواية سترابو لسير الحملة وما ذكره من أسباب لفشلها ، تعددت أراء واستنتاجات الباحثين المحدثين حول تلك الأسباب ، حيث اعتقد بعضهم أن أسباب فشل حملة جالوس تعود إلى أن قائدها يجهل كل شيء عن طبيعة البحر الأحمر، فلم يوفق في اختيار أسطوله الحربي، مما أدى إلى فقدانه كثيراً من سفنه قبل أن يصل إلى الميناء النبطي ، كما كان يجهل أيضاً الطبيعة الجغرافية للمنطقة ، فقد كان من أسباب هزيمته قلة المياه ، وتفشي الأمراض ، والتحصينات المنيعة للمدن اليمنية (العربية السعيدة) ، وكذلك وصول القوات الرومانية منهكة القوى بعد ستة أشهر سيراً على الأقدام فقد قطعوا مسافة طويلة ، حتى وصلوا إلى الأراضي اليمنية(العربية السعيدة) ، فطالت الرحلة عن الموعد المخطط لها. كذلك حصانة مدينة مأرب ، إضافة إلى المقاومة اليمنية (مقاومة سكان العربية السعيدة) التي لم يذكرها سترابو، والتي كان لها دور فعال في إلحاق الهزيمة بالقوات الرومانية ، مثال على ذلك : تلك المعركة التي أشار إليها سترابو ودارت رحاها حول نهر في منطقة الجوف ولعله وادي الخارد([22]) .

    ويرى آخر أن أسباب فشل حملة جالوس يعود إلى  طبيعة البلاد الصحراوية ومناعتها ، حيث لاقى الرومان الحر والجوع والعطش والمرض مما اهلك أكثرهم ، واجبر الباقيين على التراجع والانسحاب ، لذلك كان لعامل الطبيعة دور أساسي في الدفاع عن بلاد العرب([23]) .

       وكذلك دور المقاومة اليمنية وخاصة شدة التحصينات حول المدن ،تلتها الخسائر التي منيت بها الحملة قبل وصولها إلى الأراضي اليمنية ( أراضي العربية السعيدة) كتلك التي منيت بها منذ بداية رحلتها من مصر إلى الميناء النبطي لويكه كومة ، والتي كان سببها جهلهم بخط السير إلى الميناء النبطي ،إضافة إلى الخسائر التي تسبب فيها الدليل النبطي بخيانته وتضليله لقائد الحملة([24]) .

          ويرى باحث أخر أن أسباب فشل الحملة الرومانية تكمن في عدم كفاءة جالوس في قيادة البحر وتنظيم الأسطول بحيث فقد كثير من سفنه قبل أن يصل إلى ميناء لويكه كومة ، إضافة إلى سيره بجيشه في طرق صحراوية وجبلية وعرة تمتد من لويكه كومة حتى دخل البلاد (العربية السعيدة) ، وكذلك قلة الماء خلال حصار مأرب  وتفشي الأمراض ، ومقاومة القبائل العربية الجنوبية في عدة معارك أحداها عند نهر ذكره سترابو قد يكون غيل الخارد ، وكذلك شدة تحصن السبئيين في عاصمتهم مأرب ومقاومتهم لحصار الرومان ، وعدم إخلاص الدليل النبطي للرومان رغبة في الوفاء لبني عمومته العرب مما خيب آمال الرومان([25]) .

  ومن الآراء كذلك ، أن سؤ تقدير الرومان له- أي لمشروع السيطرة على العربية السعيدة – واستهانتهم بطبيعة بلاد العرب ، وعدم إدخالهم في حسابهم قساوة الطبيعة ، وعدم تمكن الجيوش الرومانية النظامية من المجابهة ، وتحمل العطش والحرارة الشديدة ، كل هذه الأمور أدت إلى خيبة المشروع منذ اللحظة الأولى ، فكانت انتكاسة شديدة في هيبة روما وفي مشاريعها التي أرادت تنفيذها في شبه الجزيرة العربية([26]) .    

         والبعض الآخر اعتقد أن فشل الحملة يعود لفتك القبائل بجنودها عند عودتهم من مأرب إلى مصر حيث قال: لا نستطيع أن نتصور حملة مهزومة ومنكسرة تجتاز أراضي اليمن دون أن تتخطفها القبائل وتمزقها تمزيق النسور للفرائس([27]) .

   عموماُ ما ذكره سترابو والباحثون المحدثون من أسباب لفشل الحملة ممكن أن نجملها في عدة عوامل هي :

1- العامل البشري المتمثل في خيانة سيلايوس دليل الحملة وأخطاء جالوس قائد الحملة([28]) .

2– العوامل المتعلقة بالطبيعة الصحراوية لبلاد العرب ومناعتها ، وكذلك بالأمراض والمشقة والمجاعة والمسالك الوعرة ونقص المياه([29]) .  

3– العوامل المتعلقة بمقاومة سكان العربية السعيدة وتشمل حروب هؤلاء السكان مع الرومان ومتانة تحصينات المدن([30]) .

أولاً- العامل البشري المتمثل في خيانة سيلايوس دليل الحملة وأخطاء جالوس قائد الحملة.

      فيما يتعلق بخيانة الدليل النبطي سيلايوس للحملة الرومانية  وأنه سبب في فشلها لأنه لم يدل الجيش (الحملة) على طريق بحري أمين ، فأنها ليست غلطة هذا الوزير لأن الدولة الرومانية هي دولة بحرية والرومان لديهم إلمام بالبحر الأحمر ومخاطر الملاحة فيه أكثر من الوزير سيلايوس ، أما اختياره لطريق البحر ، فيعود سبب ذلك لأنه الأسهل  والأسرع لتحرك جنود الحملة نحو هدفهم من الطريق البري من مصر إلى بلاد الأنباط  لطول مسافته. 

     لذلك ما حدث للأسطول بعد إبحاره من مصر من تدمير وغرق للعديد من سفنه بمن فيها ، فإن المسؤول عنه  قائد الحملة جالوس الذي اتسم بعدم الكفأة في قيادة البحر([31])، ودليل ذلك  عدم اختياره مرشدين بحريين من الرومان يدلون سفن الحملة على الطريق السليم دون الوقوع في الشعاب المرجانية ، ولا يستبعد إن من أسباب غرق بعض سفن الحملة قبل وصولها إلى ميناء الأنباط رداءة بناء بعض هذه السفن للاستعجال في صناعتها من قبل جالوس بعد أن بناء 80 سفينة حربية ثم غير خطته وبناء 130 سفينة للحمل([32]) ، أو أن جالوس حمل السفن الغارقة أكثر من حمولتها وكل ذلك تسبب في غرق العديد منها قبل وصولها إلى ميناء لويكة كومة .

     أما بالنسبة لوصول جنود الحملة مرضى إلى ميناء لويكة كومة ، فإنه ليس خطأ سيلايوس وخيانته ، بل خطأ القائد جالوس الذي زود جنوده بنباتات ضارة و مياه ملوثة غير صالحة للشرب تم استخدامها في طعامهم أثناء وجودهم في البحر مما أصابهم بالمرض([33]) .

   ومع ذلك فإن عدم معرفة جالوس بطبيعة البحر الأحمر وكذلك غرق بعض سفنه في هذا البحر ووصول جنوده مرضى إلى ميناء لويكه كومة ، كل ذلك ليس عوامل لفشل الحملة ، لأنه  لم يؤثر على عدد أفرادها  ، بدليل مواصلة الحملة لسيرها نحو العربية السعيدة بعد تعافي الجنود من الأمراض التي أصيبوا بها ، دون الحصول على مدد جديد من مصر. ولعل تأثير عامل مرض الجنود على الحملة هو التأخير فقط في زمن رحيل الحملة  من ميناء لويكة كومة إلى العربية السعيدة وهو تأثير هامشي ، فبدلاً من الرحيل في أواخر الصيف وهو وقت غير مناسب للسير في صحاري الجزيرة العربية ، تم ذلك في الربيع وهو فصل مناسب للسير في هذه الصحاري لاعتداله، لذلك كان هذا التأخير في صالح الحملة وسيرها نحو هدفها  ولم يكن له أي دور في فشلها.

   أما بالنسبة للطريق البري ومشقته الذي قاد سيلايوس الحملة عبره إلى العربية السعيدة ، فإن هذا الوزير لم يعرض جنود الحملة للموت في هذا الطريق بعد مغادرتهم ميناء لويكه كومة ،والدليل على ذلك عدم ذكر سترابو أن عدد كبير من الجنود هلكوا في هذه الطريق لمشقتها، وكذلك استمرارهم في سيرهم نحو هدفهم وهو العربية السعيدة ووصولهم إليها ، مما يدل على عدم موت الكثير منهم بسبب مشقة الطريق وتغلبهم على تلك المشاق   .

   أما اتهام سيلاوس من قبل سترابو بانه قاد الحملة في طريق الذهاب لمدة 6 أشهر، فهذا الأمر كان في صالح الحملة وجنودها وليس العكس ، حيث أن طول زمن السير يدل أن سيلايوس لم يرهق الجنود في هذه المرحلة بالسير ليل ونهار، وكذلك حجب أخبار الحملة عن سكان العربية السعيدة لسيرها في دروب غير معروفة، ويؤكد ذلك وصول هؤلاء الجنود إلى العربية السعيدة وهم  ينعمون بالحيوية والنشاط ، ودليل ذلك هجوم جنود الرومان مباشرة على مدينة نجران بعد وصولهم إليها ونجاحهم في السيطرة عليها بعد فرار حاكمها منها([34]) .

     من كل ما تقدم نجد أن سيلايوس رغم اتهامه بالخيانة من قبل سترابو لم يكن سبب في فشل الحملة ، وإن كل التهم التي وجهت إليه ليس له دليل من الواقع ، لنجاح هذا الوزير في إيصال جنود الحملة الرومانية  إلى العربية السعيدة ، وهم في حالة جيدة ودون خسائر بشرية أثناء زحفهم من ميناء لويكة كومة في أرض الأنباط حتى وصولهم إلى العربية السعيدة لعدم وجود دليل على ذلك .

2 – العوامل المتعلقة بالطبيعة الصحراوية لبلاد العرب ومناعتها والمسالك الوعرة والأمراض والمشقة والمجاعة ونقص المياه :

   اعتقد سترابو والباحثين المحدثين أن هذه العوامل سبب في فشل الحملة ، لكن هذا القول ليس فيه قدر كبير من الصحة ، فبالنسبة للطبيعة الصحراوية لبلاد العرب ومناعتها والمسالك الوعرة ، فأنها لم تكن عائقاً وسبباً لهزيمة الحملة، ودليل ذلك وصول جنود الحملة وهم أول الغزاة الذين اخترقوا بنجاح صحاري الجزيرة العربية في الشمال إلى العربية السعيدة  في الجنوب ، ولم تقف الطبيعة الصحراوية لبلاد العرب حاجزاً منيعاً أمام تقدمهم صوب هدفهم، ومن ثم دفعتهم للعودة إلى مصر قبل الوصول للعربية السعيدة.

    أما بالنسبة للأمراض والمشقة فقد تعافى جنود الحملة من الأمراض التي أصيبوا بها في الرحلة البحرية من مصر إلى ميناء لويكة كومة النبطي بعد قضاء جالوس الصيف والشتاء لمعالجة الجرحى في هذا الميناء، وبعد ذلك لم تفتك الأوبئة والأمراض بأكثرهم وهم في طريق الذهاب للعربية السعيدة، ودليل ذلك وصول جنود الحملة وهم بصحة جيدة وعددهم كثير تشهد عليه سيطرتهم على عاصمة نجران من أول هجوم على المدينة وعدم مقاومة حاكم نجران لهم وهروبه من أمامهم .

       كذلك مما يدل على العدد الكبير للرومان وأنهم لم يكونوا يعانون من الأمراض ومشقة الطريق ، ذلك الحشد من البربر (العرب) الذي تصدوا للحملة بعد تقدمها من نجران نحو منطقة الجوف  واشتبكوا معهم في معركة النهر الذي لم يسمه سترابو وهو غيل الخارد([35]) ، والذي ذكر سترابو أن قتلاهم بلغ عشرة آلاف ، ورغم المبالغة في هذا العدد ، لكن  لو أن عدد الرومان قليلاً بسبب موت كثير منهم في الطريق بسبب الأمراض والإرهاق والتعب  لما كان هذا الحشد العربي بهذه الضخامة ، كل ذلك يثبت أن الرومان في طريقهم للعربية السعيدة لم يعانوا من الأمراض ومشقة الطريق بشكل أثر على حملتهم وتقدمها في الطريق إلى هذه المنطقة أو أثناء السير لاحتلال مدنها ، لذلك هذا القول ليس سبباً من أسباب فشل الحملة الرومانية على العربية السعيدة .

    أما عن المجاعة كسبب لفشل الحملة فلا دليل عليه، لأن جنود الحملة كانوا مزودين بما يحتاجونه من ومؤن  خلال سيرهم لمدة 6 أشهر في صحاري شمال الجزيرة العربية حتى وصولهم إلى مدينة أثرولا (يثل) في الجوف وتم احتلالها، وبعدها قام هذا القائد بجمع الزاد لجنوده الذي تألف من الحبوب والتمر والمؤن([36])

  أما أن نقص المياه كان أحد أسباب فشل الحملة الرومانية على العربية السعيدة أثناء تقدمها نحو هذه المنطقة ، فلا صحة لذلك لأن جنود الحملة بعد انطلاقهم من ميناء لويكه كومة في الشمال وسيرهم في صحاري الجزيرة العربية حتى وصلوا إلى العربية السعيدة في الجنوب ، حملوا معهم ما يحتاجونه من مياه على ظهور الجمال([37])، وكانت هذه الوسيلة أحد أهم أسباب وصول جنود الحملة بأعداد كبيرة إلى العربية السعيدة ، ولولا ذلك لهلك معظمهم أو كلهم من العطش في صحاري الجزيرة العربية وهم في طريق الذهاب إلى العربية السعيدة .

    أما نقص المياه بعد وصول الحملة إلى مدينة مارسيابا (مأرب) كان سبباً في فشل الحملة ورحيلها إلى مصر، فهذا سبب غير حقيقي لإنهاء مهمة هذه الحملة في العربية السعيدة ، في حين كان بإمكان جالوس التزود بالماء من سد مأرب ، الذي كان يبعد 8 كيلومترات عن أسوار مأرب([38])، والذي سيوفر لهم الماء الوفير([39]). وكذلك يمكن حل مشكلة المياه عن طريق حفر الآبار لغنى منطقة مأرب التي يغذيها وادي أذنه بالمياه ، وبالتالي يواصل حصاره للمدينة حتى يفتحها، لذلك لا يعد هذا العامل سبباً لفشل الحملة الرومانية في العربية السعيدة .

   أخيراً يمكن القول أن هذه العوامل مجتمعة لم تؤثر على جنود الحملة أو تقلل من عددهم أثناء رحلة الذهاب ، ولعل هذه الصعاب حدثت لهم عند عودتهم مهزومبن إلى مصر ، ويؤكد ذلك قول سترابو أثناء وصفه لعودة جالوس إلى  مصر( حتى وصل (الإسكندرية) ومعه من استطاع إنقاذه ممن تبقى من جنده ، أما البقية فقد ماتوا ، لا بفعل الحروب ، بل بفعل الأمراض والمشقة والمجاعة والمسالك الوعرة)([40]) .

3– العوامل المتعلقة بمقاومة سكان العربية السعيدة وتشمل حروب هؤلاء السكان مع الرومان ومتانة تحصينات المدن:

     أما قول بعض الباحثين بأن المقاومة كان لها دور فعال في إلحاق الهزيمة بالرومان وبالتالي انكسار حملتهم بسببها وعودتها خائبة إلى مصر، والبعض دلل على تلك المقاومة بالمعركة التي أشار إليها سترابو ودارت رحاها حول نهر في منطقة الجوف ولعله وادي الخارد([41])، فإنه قول بعيد عن الصحة ،لأن هذه المقاومة كانت ضعيفة وغير فعالة، ودليل ذلك هروب حاكم نجران من أمامهم ولم يقاتلهم ، وهزيمة البربر ولعلهم السبئيين وحلفائهم من سكان مدن الجوف في المعركة الوحيدة التي خاضوها عند وادي الخارد ، ثم اخذ جالوس مدينة اسكا بعد هروب ملكها ثم اقتحم اثرولا (يثل) وسيطر عليها دون مقاومة تذكر([42])، وبعد ذلك انتهت مقاومة العرب للرومان لعدم قيامهم  بالدخول في معركة أخرى مع الرومان، وكل ذلك يثبت أن مقاومة السبئيين وحلفائهم للرومان أثناء تقدمهم من نجران إلى مأرب لم تكن أحد أسباب هزيمة الرومان  في هذه المرحلة من مسير الحملة في أراضي العربية السعيدة .

     وحتى عندما رفع اليوس جالوس الحصار عن مأرب بحسب ما ذكر سترابو لم يكن ذلك بسبب مقاومة السبئيين وقوة وحصانة عاصمتهم مدينة مأرب مما حماها من اجتياح الرومان لها عندما هاجموها وحاصروها ورفعوا الحصار عنها ، وبالتالي يعد تحصين هذه المدينة أحد أسباب هزيمة الحملة الرومانية وعودتها إلى مصر لعجز جنودها عن اقتحام تلك الأسوار ، بل يعود سبب ذلك إلى سعي جالوس للوصول إلى بلاد الطيوب([43])، التي أخبره الأسرى لديه وهو محاصر لمأرب إنها لا تبعد سوى مسيرة يومين عن هذه المدينة ، لذلك لم يهتم بالسيطرة على مأرب  ورحل عنها للبحث عن بلاد الطيوب ، لذلك لا تعد مقاومة الرومان وحصانة مأرب في هذه المرحلة سبباً رئيساً من أسباب فشل الحملة الرومانية على العربية السعيدة .     

   أما القول إن سبب فشل الحملة الرومانية على اليمن يعود إلى هزيمة هذه الحملة وانكسارها لذلك عند اجتيازها لأراضي اليمن لابد أن تتخطفها القبائل وتمزقها تمزيق النسور للفرائس ([44])، ولكن القائل بهذا الرأي لم يحدد كيفية حدوث الهزيمة بهذه الحملة، وكيف فتكت بجنودها القبائل  وهي عائدة إلى مصر؟ وقد بينا أن الحملة لم تنكسر عند مأرب بسبب قوة تحصين هذه المدينة ومقاومة السبئيين للرومان وإلحاق الهزيمة بهم عند أسوارها ،  لذلك يمكن القول إن رجال القبائل لم يتخطفوا جنود الحملة لعدم عودتهم من مأرب إلى مصر في هذه المرحلة من مسيرها في العربية السعيدة ، كما ذكرنا سلفاً.

  أما إذا افترضنا أن رجال القبائل تخطفوا جنود الحملة الرومانية بعد فشلهم في الوصول إلى بلاد الطيوب وعودتهم إلى مصر ، فهذا الرأي كذلك  يضعفه قول بليني بأن جالوس دمر العديد من المدن منها مأرب([45])، أذن لم تكن هذه العوامل مجتمعة هي سبب في هزيمة الحملة الرومانية .

المبحث الثاني

دور القتبانيين والسبئيين وأتباعهم من سكان مدن الجوف ونجران في فشل حملة حملة اليوس جالوس الروماني على العربية السعيدة عام 24 ق.م

   ذكر سترابو أن جالوس هاجم مدينة مارسيابا (مأرب) وحاصرها  لـ (6) أيام ، غير أن احتياجه للماء اضطره إلى رفع الحصار عنها ، ولم يكن حينئذ بينه وبين بلاد الطيوب سوى مسيرة يومين حسب ما أخبره الأسرى لديه ، وبعد ذلك ذكر أن الحملة عادت إلى مصر.

   لكن لا نعتقد أن حملة عسكرية ضخمة  أمر بالإعداد لها الامبراطور الروماني أغسطس قيصر، وإرسالها للسيطرة على العربية السعيدة المنتجة لأغلى سلع العصر آنذاك المر والبخور واللبان ، وكذلك السيطرة على تجارة سلع شرق أسيا وشرق أفريقيا القادمة بحراً إلى هذه المنطقة والمرغوبة لدى الرومان ، وقطعت مسافة طويلة بدءاً من مصر وانتهاءً بجنوب الجزيرة العربية ، أن تتراجع فجأة وتنسحب إلى مصر بسبب الحاجة إلى الماء، بعد أن صارت على بعد يومين من هدفها وهو بلاد الطيوب،  بينما المياه متوفرة بكثرة في سد مأرب الذي لا يبعد سوى 8 كيلومترات عن مأرب([46])، دون أن تكون هناك أسباب أخرى دفعت قائد هذه الحملة حتى بعدم الاحتفاظ بالمناطق التي سيطر عليها قبل وصوله وحصاره لمدينة مارسيابا (مأرب) وهي نجران ومدن الجوف ، والانسحاب من العربية السعيدة غير ما ذكره سترابو من أسباب لعودتها فاشلة إلى مصر،  وكذلك غير الأسباب التي ذكرها الباحثون المحدثون الذين استنتجوا أسباب فشل الحملة كذلك مما ذكره سترابو من معلومات حول هذه الحملة، وهذه الأسباب قد بينا سابقاً بأنها ليست الأسباب الحقيقية لهزيمة هذه الحملة وفشلها وبالتالي تراجعها إلى مصر .

   أذن كيف فشلت هذه الحملة عن تحقيق هدفها في السيطرة على العربية السعيدة ؟ وما هي الأسباب التي ساعدت على فشل مهمة الحملة؟  بالعودة إلى حصار جالوس لمدينة مارسيابا (مأرب) الذي استمر 6 أيام ، وعدم فتحها من قبل هذا القائد، لا يستبعد أن جالوس قد ترك حصار هذه المدينة وتقدم بجنوده للسيطرة على بلاد الطيوب التي لا تبعد سوى مسيرة يومين من مارسيابا حسب ما أخبره الأسرى لديه، فوجود جنود الحملة على مسافة يومين من هدفهم بلاد الطيوب، لاشك أنه أمر مغر لقائد مثل جالوس بأن يترك حصار مأرب ويواصل زحفه باتجاه الجنوب الشرقي ووصل بنتيجة ذلك إلى مدينة كريبتا (حريب) القتبانية ، والتي لم يذكرها سترابو  في كتاباته عن الحملة الرومانية ، وبليني هو الوحيد الذي ذكرها قائلاً أن هذه المدينة هي أبعد ما وصل إليه جالوس من البلاد([47])، فما الذي حدث بين الرومان والقتبانيين من سكان حريب في هذه المدينة  ثم تطور ليلحق الهزيمة الكاملة بهذه الحملة ويفشلها في تحقيق مهامها ؟

أولاً – دور القتبانيين في إفشال الحملة الرومانية :

  معركة كريبتا (حريب) بين الرومان والقتبانيين ونتائجها:-

  لا يستبعد أن في مدينة حريب حدثت معركة كبيرة بين الرومان والقتبانيين الذين تتبعهم هذه المدينة ، ونستنتج ذلك من تدمير جالوس لهذه المدينة كما ذكر بليني([48])، ولعل في هذه المعركة استبسل القتبانيون ودافعوا عن مدينتهم بشدة ، ورغم اقتحام جالوس لأسوار المدينة وقيامه بتدميرها للقضاء على مقاومة القتبانيين إلا أن الرومان عجزوا عن تحقيق النصر على  القتبانيون الذين استطاعوا صد الرومان ومنعهم من تحقيق النصر على قتبان في معركة كريبتا(حريب)، ونستدل على ذلك من عدم استطاعة الرومان التقدم أبعد من هذه المدينة كما ذكر ذلك بليني، وبالتالي شكل هذا الحدث بداية لفشل جالوس في السيطرة على منطقة  بلاد الطيوب في الداخل ، كما كان لهذه المعركة نتائج وخيمة على مستقبل هذه الحملة في العربية السعيدة ساعدت في نهاية المطاف على هزيمة وفشل هذه الحملة .وتتلخص تلك النتائج في الآتي :-

أ – تمرد بعض سكان مدن الجوف على الرومان بدعم من حاكم مأرب اليساروس :-

  ومهما كان الأمر ، لعل من أهم نتائج معركة كريبتا بين القتبانيين والرومان كانت تمرد بعض سكان مدن الجوف على الرومان، وكان سبب هذا التمرد عجز الرومان عن القضاء على مقاومة القتبانيين بعد اجتياحهم لمدينة كريبتا (جريب)، مما أسقط هيبتهم من نفوس حكام مأرب ومدن الجوف وأغراهم ذلك بالتمرد ضد الرومان .

   وكان هذا التمرد بتحريض من حاكم مأرب  اليساروس(اليشرح بن سمه علي)، الذي خسر نجران ثم مدن الجوف التي سيطر عليها الرومان بعد هزيمته في معركة غيل الخارد ، وقد تنفس هذا الحاكم الصعداء بعد رفع الرومان حصارهم عن مأرب ، ثم تحين الفرص للقضاء على النفوذ الروماني في الأراضي التابعة لسبأ في منطقة الجوف ونجران ، واستقل ابتعاد الحملة الرومانية عن مأرب نحو مدينة كريبتا(حريب)،  وانشغال الرومان بصراعهم مع القتبانيين في هذه المدينة ، وعدم استطاعة جالوس وجنوده تحقيق النصر عليهم ، عند ذلك رأى أن الفرصة مناسبة لتخلص مدن الجوف ونجران التابعة له من سيطرة  الرومان، فقام  بتحريض حكام نجرانا(نجران) و (نيستوس)(نشن)، (ايسكا) (نشق)، (ماجوسوس)، (كامينا قوس) (كمنه)، (لابيتيا)، للعودة من مأرب إلى مدنهم خلسة وإعلان التمرد على الرومان .

   وقد نجح أولئك الحكام في استعادة مدنهم من الرومان بمساعدة سكان هذه المدن لعدم وجود حاميات عسكرية رومانية فيها، حيث اقتصر الوجود العسكري الروماني على مدينة اثرولا(يثل) فقط التي وضع بها جالوس حامية رومانية وحيدة كما ذكر ذلك سترابو([49])، وبهذا التمرد خرجت هذه المدن عن سيطرة الرومان، وصارت حملتهم محاصرة بين القتبانيين في الجنوب والسبئيين وأنصارهم في الشمال.

    ونستدل على هذا التمرد من التدمير الذي قام به جالوس لمدن (نجرانا) (نجران) و(نيستوس) (نشن)، (نيسكا) (نشق)، (ماجوسوس)، (كامينا قوس) (كمنه)، (لابيتيا)، وكذلك لمدينة (مأرسيابا) (مأرب)([50])، رغم أنه لم يلحق الأذى ببعض هذه المدن أثناء زحفه وتقدمه في أرض العربية السعيدة ، ودليل ذلك ما ذكره سترابو أن جالوس سيطر فقط على نجران واسكا (نشق) و(اثرولا) (يثل) وحاصر(مارسيابا) (مأرب) ولم يدمر هذه المدن، وكذلك مما ذكره سترابو من حدوث معركة في نجران عند حديثه عن عودة الحملة نحو مصر([51]) .

ب – توقف جالوس عن التقدم وعودة الحملة من كريبتا للقضاء على تمرد السبئيين وأتباعهم من سكان مدن الجوف ونجران :

     كانت النتيجة الثانية لمعركة كريبتا وفشل الرومان في الحاق الهزيمة بالقتبانيين في هذه المدينة، هي توقف الحملة الرومانية قرب مدينة كريبتا، ويثبت ذلك قول بليني أن هذه المدينة كانت أبعد ما وصل إليه من البلاد .

     ويعود سبب ذلك التوقف إلى مقاومة القتبانيين لجالوس وجنوده في مدينة كريبتا(حريب) ،وسماع جالوس بتمرد بعض سكان مدن الجوف، مما دفعه لوقف الحرب مع القتبانيين والتخلي عن زحفه نحو بلاد الطيوب، وعاد مرة أخرى من كريبتا (حريب) نحو مأرب ومدن الجوف الخارجة عن نفوذه ، ونستدل على هذه العودة من تدمير جالوس بحسب ما ذكره بليني لمدينة مأرب وبعض مدن الجوف ونجران([52])، أما القتبانيين فقد أكتفوا بما حققوه من نصر ولم يطاردوا الرومان بعد انسحابهم من كريبتا (حريب) لخروجهم من أراضيهم وزوال خطرهم على دولتهم ، وكان دورهم في قتال الرومان عامل فعال ورئيسي في القضاء على حلم الرومان في السيطرة على بلاد الطيوب وبداية لفشل وهزيمة حملتهم في العربية السعيدة .

ثانياً – دور السبئيين وأتباعهم من سكان مدن الجوف في فشل حملة اليوس جالوس الروماني على العربية السعيدة:

      لعل حاكم مأرب وأتباعه من حكام مدن الجوف  قد بدأو يعدون العدة منذ لحظة استعادتهم لمدن: (نجرانا) (نجران) و(نيستوس) (نشن)، (نيسكا) (نشق)، (ماجوسوس)، (كامينا قوس) (كمنه) ، (لابيتيا)، لمواجهة ردة الفعل الرومانية ضدهم ، لذلك قاموا بجمع المؤن والسلاح وحشد الجنود والمتطوعين من سكان هذه المدن للدفاع عنها وتحصنوا  خلف أسوار مدنهم انتظاراً لهجوم الرومان عليهم .

    أما جالوس فبعد عودته مع جنوده من كريبتا باتجاه مأرب ومدن الجوف قام هذا القائد بخوض حروب طاحنة ضد المتمردين على روما من أجل تحقيق هدفين أولاً: تأديب المتمردين على الرومان من سكان هذه المناطق ، وثانياً إعادة نفوذ الرومان مرة أخرى في المدن المتمردة عليه ، ونستدل على هذه الحروب من الأعمال الوحشية التي قام بها هذا القائد وجنوده في هذه المناطق والتي تتمثل بعمليات تدمير المدن فيها كما ذكر ذلك بليني([53]). وهذه الأعمال الانتقامية التي قام بها الرومان لم يذكرها سترابو صراحة في ما كتبه حول الحملة ، كذلك لم ينسبها لجالوس قائد الحملة ، بل برأه منها وحملها لسيلايوس دليل الحملة وأنها بإيعاز منه بالقول: ( وأغلب الظن عندي أنه كان يهدف بذلك إلى دراسة حالة البلاد كـ(جاسوس) ، وتحطيم العديد من المدن والقبائل بمساعدة الرومان ، فإذا ما فتكت بـ (الرومان) الأمراض والمجاعة والمتاعب وغيرها من الشرور التي كان قد بيتها لهم أعلن نفسه سيداً على البلاد كاملة)([54]) .  

لكن هذا الاتهام فيه الكثير من المبالغة حيث لا يستطيع سيلايوس السيطرة على العربية السعيدة ويعلن نفسه حاكماً عليها حتى وإن فشل الرومان بمسعاهم هذا ، لعدم وجود العدد الكافي من الجنود الأنباط والذين لا يزيد عددهم عن ألف في صفوف الحملة الرومانية([55]) ، وهذا العدد لا يستطيع به السيطرة على العربية السعيدة ، والتي لم تستطع حملة الرومان وعددها عشرة آلاف جندي من تحقيق هذا المشروع، أما إذا كان القصد من قول سترابو، أن سيلايوس بعد أن يهزم الرومان في العربية السعيدة ويفشلوا في تحقيق هدفهم بالسيطرة على هذه البلاد ، سوف يعود بعد ذلك بجيش من الأنباط للسيطرة على هذه البلاد ، فإن هذا المسعى مستحيل تحقيقه لأن الرومان لن يمكنوه مما فشلوا في تحقيقه ، ودليل ذلك  النهاية المأساوية لسيلايوس بعد عودته مع الحملة الرومانية الفاشلة ، حيث تمت محاكمته بتهمة الخيانة في روما  وحكم عليه الرومان بالإعدام وقطع رأسه([56])، عموماً الحرب ضد المتمردين على روما في العربية السعيدة فقد مرت بالمراحل التالية:

1 – الحرب على مدينة مارسيابا (مأرب) :

        كانت أولى المدن التي تعرضت لغضب جالوس مدينة مأرب الواقعة على طريق الرومان الزاحفين من مدينة كريبتا  إلى الجوف ، وبما أن هذه المدينة كانت محصنة ولم يقتحمها الرومان أثناء تقدمهم باتجاه كريبتا، لذلك أراد جالوس إخضاعها بالقوة للرومان وتأديب حاكمها الياساروس (اليشرح)، الذي قوض نفوذ الرومان في الجوف، فشن الحرب عليها ودارت بقربها معارك شديدة بين الطرفين استطاع فيها الرومان اختراق أسوارها ودخول المدينة وهزيمة حاكمها وجموعه والسيطرة عليها ومن ثم تدميرها([57])، ولعل سبب ذلك يعود لرغبة هذا القائد في الانتقام من سكان هذه المدينة لأن حاكمها الياساروس (اليشرح) أول من دعاء وحرض أتباعه حكام بعض مدن الجوف للتمرد على الرومان ، ونجح في ذلك ، لذلك أمر جالوس جنوده بتدمير المدينة بعد السيطرة عليها . 

   كذلك دمر مأرب لتامين تقدم جيشه نحو مدن الجوف المتمردة على الرومان من الهجمات المرتدة التي لا يستبعد قيام السبئيين بها ضد الرومان في حالة ترك المدينة بيد سكانها ، ولعل هذا الدرس تعلمه جالوس عندما ترك هذه المدينة بعد حصاره الأول لها دون أن يقتحمها ، مما شجع حاكمها الياساروس (اليشرح) مع ابتعاد الحملة الرومانية عن مأرب نحو مدينة كريبتا (حريب)، على تحريض حكام  مدن الجوف الخاضعة للرومان للتمرد عليهم والقضاء على نفوذهم في هذه المدن .

   ولعل الرومان والسبئيين خسروا الكثير من جنودهم في هذه المواجهة العنيفة بينهم في مدينة مأرب ، أما الياساروس(اليشرح)  حاكم هذه المدينة وجموع من سكانها ممن سلم من القتل في المعركة فقد رحلوا عنها بعد هزيمتهم وخراب مدينتهم باتجاه مدن الجوف .

2 – الحرب ضد أتباع سبأ من سكان مدن الجوف :-

     أما جالوس لعله بعد تدمير مأرب لم يبق مع جنوده في هذه المدينة ،بل واصل سياسة التأديب لسكان المدن المتمردة عليه ، فانطلق من مأرب بما تبقى من جنود الحملة وهاجم مدن لابيتا وكامينا قوس وماجوسوس ونيسكا ونيستوس وألحق بسكانها الهزيمة الواحدة تلو الأخرى  وبسبب المقاومة الشديدة لسكان هذه المناطق ولكي لا تعود للتمرد على الرومان مرة أخرى ، قام جالوس بتدمير كل تلك المدن بحسب ما ذكر بليني([58]) .

   أما الأسباب التي ساعدت جالوس وجنوده على إلحاق الهزيمة بهذه المدن على كثرتها،تعود إلى أتباع جالوس سياسة الحرب الخاطفة والسريعة والهجوم العنيف بكل جنود الرومان على تلك المدن مما نتج عنه تصدع أسوارها وانهزام المقاومين عنها ، إضافة إلى أتباع المدافعين عن هذه المدن سياسة دفاع كل مدينة عن نفسها ،ولعل حاكم مأرب الياساروس(اليشرح)  هو من وجه بأتباع هذه السياسة الحربية مع الرومان ظناً منه أن تحصن سكان كل مدينة خلف أسوارها ممكن أن يوقف الرومان ويجبرهم على الرحيل ، معتمداً في ذلك على تجربته في مأرب عندما حاصرها الرومان ثم رفعوا الحصار عنها، وبذلك تتخلص هذه المدن من خطر الرومان ، ومما دفعه لأتباع هذه الخطة اعتقاده أن المواجهة المباشرة للرومان ليست في صالح السبئيين وحلفائهم بعد معركة غيل الخارد التي هزموا فيها  ،لكن هذه السياسة نفعت سكان مأرب عندما كان جالوس في عجلة من أمره للوصول إلى بلاد الطيوب ، لذلك رفع الحصار عن مأرب ، أما وإن جالوس يهاجم هذه المدن ويصر على حربها والسيطرة عليها فكانت هذه الخطة العسكرية عقيمة ، لأنها شتت قوى المدافعين عن هذه المدن وسمحت للرومان بالاستفراد بها الواحدة تلو الأخرى ، وبذلك ألحقت الهزيمة بها جميعاً من قبل الرومان ، وبعد هذه الهزائم لعل حكام هذه المدن وبعض سكانها وحاكم مأرب ومن معه ممن ظل على قيد الحياة اتجهوا نحو نجران وهي أخر ملاذ لهم وتحصنوا بها انتظاراً للرومان .

  رغم هزيمة السبئيين وبعض مدن الجوف في حربهم ضد الرومان ، إلا أن تمردهم كانت له نتائج خطيرة على سير الحملة الرومانية في العربية ، حيث اجبر ذلك التمرد الرومان على العودة من كريبتا نحو المناطق المتمردة ، ولا يستبعد كذلك من نتائج هذا التمرد وقتال الرومان للمتمردين خسارة الرومان لعدد كبير من جنودهم في المعارك التي خاضوها ضد سكان المدن المتمردة ، وكذلك نتج عن التمرد تدمير جالوس لمدن الجوف مما حرم الحملة من الأغذية التي كانت تحصل عليها من هذه المدن مما أضعف من دافعية جالوس بعد ذلك للعودة نحو المناطق الداخلية فكان ذلك سببا ً في فشل الحملة ، أما أهم نتائج تمرد بعض مدن الجوف وقتال الرومان لهم مع سكان مأرب ، أن إخضاعها تطلب جهود كبيرة من قبل جنود الحملة لتحقيق النصر عليها ، مما أصابهم  بالإرهاق والتعب لكثرة هذه المدن وتحصيناتها ، وهذا انعكس سلباً على أداء أولئك الجنود في معركة نجران الحاسمة .

ثالثاً – دور سكان نجران في فشل الحملة الرومانية :

 معركة نجران الثانية:-

    لعل مدينة نجران كانت تتبع لسبأ قبل قدوم الحملة الرومانية ، ولا يستبعد ذلك طالما وهذه الدولة قد مدت نفوذها إلى مدن الجوف الواقعة بالقرب من هذه المدينة، ومن ثم سيطرت على نجران لأهميتها بالنسبة لسبأ لوقوعها على طريق قوافلها نحو البحر المتوسط .

   وأياً كان الأمر لعل نجران كانت من ضمن المدن التي تمردت على الرومان بتحريض من حاكم سبأ(اليساروس)(اليشرح) ، وبسبب ذلك توجه أليها جالوس وجنوده بعد هزيمتهم لسكان مدن الجوف ، وفي هذه المدينة دارت معركة كبيرة بين النجرانيين وحلفائهم من المنهزمين من مدن الجوف ومأرب والرومان ، ونستدل على كل ذلك من قول بليني أنها من المدن التي دمرها جالوس([59]) ، وسترابو هو الوحيد الذي ذكر هذه المعركة بصورة عابرة ولم يعط  أية معلومات عنها ، علماً بأنه لم يقصد المعركة الأولى التي وقعت في هذه المنطقة عند وصول الحملة الرومانية إليها ، فقد ذكر هذه المعركة بالقول (وصل –أي جالوس وجنود حملته-إلى مدينة لـ( النجرانيين) وأرض خصبة جنحت للسلم ، أذ فر ملكها وأخذت المدينة في أول هجوم عليها([60]) ،  بينما هذه المعركة الثانية يرجع زمنها إلى فترة عودة الحملة الرومانية للقضاء على تمرد سكان مأرب ومدن الجوف ونجران على الرومان ، بدليل قول سترابو أن جالوس بعد رحيله من مأرب وخلال تسعة أيام وصل إلى نجران حيث دارت المعركة([61]) .

    وفيما يتعلق بسير وقائع معركة نجران الثانية فقد سكت سترابو عن ذكرها ، لكن لعل في هذه المدينة احتشد حاكم مأرب بما تبقى معه من جنود ورجال مأرب وحكام مدن الجوف التي دمرها الرومان وما تبقى من فلول جنودهم وسكان هذه المدن لاسيما من الرجال الذين هربوا منها على إثر تخريبها من قبل الرومان ، وشكلوا مع سكان نجران جبهة واحدة لحرب الرومان وصدهم عن المدينة ، أما الرومان وبعد وصولهم  إلى مدينة نجران فقد شنوا الحرب عليها ، ودارت بالقرب من أسوارها رحى حرب شديدة بين الطرفين استطاع على إثرها الرومان دخول المدينة ، لتستمر المعركة داخل المدينة ، ونتج عنها  تدميرها من قبل جالوس.

    وقد سكت سترابو عن ذكر نتائج هذه المعركة ، مما يدل أن نتيجتها لم تكن لصالح الرومان، رغم التدمير الذي ألحقه جالوس بالمدينة ، ويمكن القول أنها انتهت بهزيمة الرومان ، ونستدل على ذلك من الرحيل النهائي لجالوس وجنوده من العربية السعيدة بعد هذه المعركة والذي ذكره سترابو بالقول : وخلال تسعة أيام وصل إلى نجران حيث دارت المعركة ، ومن هناك بلغ في اليوم الحادي عشر منطقة تدعى(الآبار السبعة) سميت بذلك ، لأن بها (سبعة) آبار ثم اتجه منها إلى مصر([62])

ومن عوامل هزيمة الرومان في معركة نجران الثانية رعونة وتهور جالوس الذي زج بجنوده في معارك متتالية ، اقتحموا فيها المدن ودمروها خلال مدة وجيزة ، لا تتعدى 9 أيام  فبعد سيطرته على مأرب وتدميرها قاد جنوده باتجاه مدن الجوف وخلال هذه المدة القصيرة خاض أولئك الجنود حروب مستمرة مع سكان هذه المدن استطاعوا فيها تدمير مدن لابيتا وكامينا قوس وماجوسوس ونيسكا ونيستوس دون أن يسيطروا عليها ، ثم وصل في اليوم التاسع إلى نجران ليخوض فيها معركته السادسة والأخيرة، أي أن جيش الرومان كان يخوض كل يوم ونصف معركة يدمر فيها مدينة .

  وكل ذلك أنهك قواهم وقلل من عددهم بسبب قتل الكثير منهم في معاركهم في مأرب ومدن الجوف، وما أن حدثت معركة نجران حتى كان الجنود الرومان المهاجمون لهذه المدينة منهكين بسبب كثرة المعارك التي خاضوها لمدة تسعة أيام متواصلة ، بينما المدافعون عن نجران كانوا اقل تعباً وإنهاكاً خاصة من سكانها مما ساعد على إلحاق الهزيمة بجالوس وجنوده في نجران ، أما بالنسبة لأسباب انتصار العرب في هذه المعركة لعلها تعود إلى وقوف المدافعين عن نجران صفاً واحداً وقتالهم الرومان حتى إلحاق الهزيمة بهم ، وهكذا كان دور سكان نجران حاسماً في هزيمة الحملة الرومانية ، وكان من أهم نتائج هذه الهزيمة في نجران رحيل جالوس ومن تبقى معه من جنود الحملة من العربية السعيدة نهائياً إلى مصر وبذلك فشلت الحملة الرومانية في السيطرة على هذه المنطقة .

الخلاصة :

     في نهاية هذه الدراسة يمكن الخروج ببعض النتائج وهي تشكل الأسباب الحقيقية لفشل حملة القائد الروماني اليوس جالوس على العربية السعيدة ، وهي كالآتي:

1- أن كل التهم التي وجهت للدليل النبطي(سيلايوس) من قبل سترابو وغيره من الباحثين بأنه خان الحملة أثناء قيادته لها من ميناء لويكه كومة حتى وصولها للعربية السعيدة وكذلك كافة العوامل التي ذكرها سترابو والباحثون المحدثون مثل الطبيعة الصحراوية لبلاد العرب ومناعتها والأمراض والمشقة والمجاعة والمسالك الوعرة ونقص المياه ، وقول بعض الباحثين المحدثين أن مقاومة العرب للحملة عند قيل الخارد ، وكذلك التحصينات حول مدينة مأرب لم تكن هي الأسباب الحقيقية لفشل الحملة الرومانية على العربية السعيدة .

2 – إن الأسباب الحقيقية لهزيمة حملة الرومان على العربية السعيدة ، تكمن في الدور الفعال للقتبانيين وتصديهم للرومان في معركة كريبتا (حريب)، وعدم تمكن الرومان من تحقيق النصر عليهم ، مما نتج عنه توقف زحف الحملة نحو بلاد الطيوب عند هذه المدينة ، فكان هذا الدور بداية لفشل الحملة الرومانية . 

3- دور السبأيين لاسيما حاكم مأرب الذي استغل عجز الرومان عن تحقيق النصر على القتبانيين  وبعد قواتهم عن مأرب وقيامه بتحريض حكام مدن الجوف و نجران المتحصنين معه خلف أسوار هذه المدينة لإعلان التمرد على الرومان ونجاحهم في السيطرة على مدنهم وإخراجها من نفوذ الرومان ، مما نتج عنه ارتداد الحملة الرومانية من مدينة كريبتا (حريب)  نحو مأرب فكان هذا التراجع أول انتكاسة للحملة في أراضي العربية السعيدة .

4 – كثرة حروب الرومان في العربية السعيدة ضد القتبانيين في حريب ، وكذلك للقضاء على تمرد مدن الجوف ونجران و تدمير الرومان لمدن كريبتا (حريب) ومأرب ومدن الجوف ، مما تسبب في قتل الكثير منهم  في هذه المعارك ، وإصابة من بقي منهم بالإرهاق والتعب ، بسبب أتباعهم أسلوب الهجوم على هذه المدن المحصنة ، وكل ذلك أضعف قواهم .

5 – الدور الفعال والحاسم لسكان نجران ومن التحق بهم من السبأيين وأتباعهم من سكان مدن الجوف في إلحاق الهزيمة العسكرية بالرومان الذين هاجموا هذه المدينة ، مما زاد من خسائر الرومان البشرية في هذه المعركة وتسبب ذلك في استحالة فرض نفوذهم مرة أخرى على هذه المدينة ، كذلك وجهت هذه الهزيمة ضربة قوية لكل آمال جالوس في الاحتفاظ بالمناطق التي سيطر عليها من قبل ، وبعد ذلك مواصلة سيره لتحقيق هدف روما في السيطرة على بلاد الطيوب في الداخل ، لعدم وجود القوة الكافية من الجنود لفرض سلطان روما عليها ، وكل ذلك تسبب في فشل مهمة جالوس في السيطرة على هذه المنطقة ، فلم يكن أمامه وما تبقى من جنود الحملة إلا العودة خائبين إلى مصر دون تحقيق  أهداف روما  في العربية السعيدة .

6 – اثبت دور السبأيين وحلفائهم في صراعهم مع الرومان وقوع جملة من الأخطاء التي ارتكبها جالوس في حق الحملة لاسيما عدم قيامه بالسيطرة على مأرب بعد سيطرته على بعض مدن الجوف ، بسبب تسرع جالوس برفع الحصار عنها ، بهدف السيطرة على بلاد الطيوب  ، مما ساعد حاكم مأرب وأتباعه من حكام مدن الجوف ونجران من البقاء وتحين الفرص لضرب الرومان والتفكير في كيفية التخلص من احتلالهم لأراضي مدن الجوف ونجران ، وكذلك عدم قيام جالوس بتوطيد نفوذ الرومان في المدن التي سيطر عليها في منطقة الجوف ، حيث كان نفوذ الرومان ضعيفاً  لوجود حامية عسكرية وحيدة في مدينة يثل ، ولم يقم هذا القائد بوضع حاميات عسكرية رومانية قوية تفرض نفوذ روما على كل مدن الجوف ونجران التي سيطر عليها، لذلك مع ابتعاد الحملة منها نحو مدينة كريبتا (حريب)، نجح حاكم مأرب بدفع حكام هذه المدن للتمرد على الرومان  وبذلك خرجت هذه المدن عن نفوذ الرومان بسهولة ، وكل ذلك أسهم في ارتداد الحملة من كريبتا لإعادة سيطرة الرومان مرة أخرى على هذه المناطق ، مما عرض مهمة الحملة في نهاية المطاف للفشل ، بسبب تصرفات جالوس غير الحكيمة في أدارة شؤون المناطق التي سيطر عليها ، ومن الأخطاء التي ساعدت على فشل الحملة الرومانية على العربية السعيدة عدم توفر عوامل البقاء بعد تدمير جالوس لمدن الجوف التي تمد الجنود الرومان بالغذاء ، وكذلك انعدام المدد العسكري والغذائي من مصر ، لعدم قيام جالوس بمراسلة الامبراطور الروماني وطلب العون منه مما حرم الحملة من زيادة عدد أفرادها وتعويض خسائرها في الذخائر والرجال  .

7– نتج عن حرب الرومان للقتبانيين أثناء سعيهم للوصول إلى بلاد الطيوب احتشاد قبائل العربية السعيدة لحرب الرومان بعد سماعها بحروب هذه الحملة ضد قتبان وسبأ ، ونستدل على ذلك مما ذكره بليني حول امتلاك حضرموت مقاتلين أشداء([63]) ، وهي من المناطق المستهدفة من قبل الرومان لوجود سلعة اللبان بها ، وكل ذلك كان من العوامل التي دفعت جالوس وبقايا جنوده للعودة إلى مصر ، لعدم استطاعتهم تحقيق النصر والتغلب على هذه القوى لضعف إمكانياتهم العسكرية والمادية بعد تدميرهم لمعظم مدن الجوف التي تمدهم بالغذاء وهزيمتهم في نجران.

 8 – ولعل من أسباب رحيل الحملة بعد وصولها إلى مدينة كريبتا (حريب) واصطدامهم مع القتبانيين معرفتهم بوجود بلاد الطيوب التي يسعى جالوس للسيطرة عليها  في مناطق بعيدة كقتبان وحضرموت في الداخل مما يصعب على بقايا الحملة السيطرة عليها لقلة عددهم وكثرة المناطق المعادية لهم في الطريق إليها، كل ذلك سرع برحيلهم مهزومين من العربية السعيدة.

    وخلال فترة عودتهم إلى مصر التي استمرت شهرين كان بقايا جنود هذه الحملة يعانون من الإرهاق لمشقة السير السريع لمدة شهرين وكذلك من الجوع  لقلة المؤن التي حملوها معهم من العربية السعيدة بعد تدميرهم لمدن الجوف التي كانت تمدهم بالغذاء ، لذلك لا يستبعد موت كثير منهم في الطريق أثناء عودتهم و لم يسلم منهم إلا القليل وصلوا بسلام إلى مصر .

خريطة سير الحملة الرومانية وعودتها مهزومة إلى مصر بعد صراعهم مع القتبانيين والسبأيين المصدر ، نقلاً بتصرف عن: الجرو، موجز التاريخ، ص183 .

مفتاح الخارطة :

+ معركة

. مدن

___ خط سير الحملة أثناء عودتها  إلى مصر.

كشاف بمختصرات النقوش والرموز المستخدمة في الدراسة

ماسم النقوشرمز النقوش
   
 مجموعة نقوش كوربوس: Corpus Inscriptionum semiti carumir inscription sabaes et Himiariticas, continens vols, 1, 11, 111, 1889- 1932.CIH
 مجموعة النقوش التي نشرها مطهر على الإرياني في كتابه تاريخ اليمن نقوش مسندية وتعليقات ط2 1990م.Er
   
 مجموعة النقوش التي نشرها أحمد حسين شرف الدين في كتابه تاريخ اليمن الثقافي.Sh
 مجموعة نقوش جام المنشورة في: Sabaean inscriptions from mahram Bilqis (Marib). Ja
 مجموعة نقوش ربوتوار المنشورة في: Repertoire depigraphie semitique, vols, V, VI, VII, 1929 -1950.RES
 فقرة chapterCh

الهوامش:

([1])  أستاذ مشارك في قسم التاريخ بكلية التربية زنجبار – جامعة عدن.

([2])   سترابو أو سترابون مؤرخ وجغرافي اغريقي عاش بين 64 ق. م -19 /20 م. انظر حول حياته: وهيب كامل، استرابون في مصر، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1953م، ص3- 17؛ العبادي، اليمن، ص 57 -63.

([3])  عرف مصطلح العربية السعيدة Arabia Felix لدى المؤرخين والجغرافيين اليونان والرومان، فأول من أطلق هذه التسمية على جنوب الجزيرة العربية ايراتوسثنيس 276 -196 ق. م، وهو عالم فلكي وجغرافي يوناني. انظر حول حياته: العبادي، أحمد صالح، اليمن في المصادر القديمة اليونانية والرومانية 485 ق.م -100 م، اصدارات وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 2004م، ص44 -47. وقد وضع مصنفاً سماه الجغرافيا (The Geographica)، فقد لكن محتواه وصل إلينا في الفصل الرابع من الكتاب 16، ضمن مؤلف سترابو (الجغرافيا)، ويذكر فيه العربية السعيدة ويحدد موقعها بأنه في أقصى الجنوب، ثم يذكر خصب أرضها وما بها من ثروة حيوانية ، ويذكر أن أربع أمم تسكن فيها وهم المعينيين والسبأيين والقتبانيين والحضارمة وعواصمهم ، وان بها ملوك يحكمونها وهي تنعم بالثراء كما يذكر ان مملكة قتبان تنتج اللبان وحضرموت المر وعلاقاتها التجارية مع الانباط في ايلانا(ميناء العقبة) والجرهائيون من الخليج العربي . انظر:Eratosthenes, in Strabo:The Geography of Strabo , translated by , Horace   Leonard jones ,  The loeb Classical Library,.  London,  Book XV1,4. ,1966,ch 1-4,p.309-311.

جبرا، إبراهيم، بلاد العرب من جغرافية سترابون، مجلة المجمع العلمي العراقي، مطبعة الفيض، بغداد، ج2، 1951م، ص246 – 248؛ الأدهم، عبد اللطيف، بلاد اليمن في المصادر الكلاسيكية، وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، القسم الثاني ، 2001م ، 137 -151؛ العبادي ، اليمن ، 105 -113 .   

([4]) بليني الاكبر مؤرخ وجغرافي روماني عاش في الفترة من 23 -79 م. انظر حول حياته: عبد اللطيف أحمد علي، مصادر التاريخ الروماني، دار النهضة العربية، بيروت، 1970م، ص27؛ حسين الشيخ، دراسات في تاريخ حضارة اليونان والرومان، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، 1987م، ص 355؛ العبادي، اليمن، 64 -69. انظر رواية هذا الجغرافي حول المدن التي دمرها جالوس: Pliny:Natural History , translated by H. Rackham .M.A; William Heinemann ltd , Vol,11,  Book V1, London ,1969.p .460.؛

  محمود شكري محمد، بلاد العرب من تاريخ بلينيوس، مجلة المجمع العلمي العراقي، المجلد3، ج1، 1954م، ص139؛ العبادي ، اليمن ، ص 206 .

([5]) هو حاكم مصر في فترة حكم الامبراطور الروماني اغسطس قيصر 31 ق.م – 14 م ، وقائد الحملة الرومانية على العربية السعيدة 25 -24 ق.م، كان عضو طبقة الفرسان : Pliny:Natural History , .p .460.  محمود شكري محمد ، بلاد العرب ، ج1 ، ص 139 . العبادي ، اليمن ، ص 206 .

([6])  لا يوجد ذكر لدولة معين المشهورة  أثناء هجمات الرومان على مدن الجوف، وبالتالي لعل سبأ قد مدت نفوذها إلى هذه المنطقة عند ضعف هذه الدولة وتحالفت مع ملوكها المتاخرين ووضعتهم تحت حمايتها كما يشير بذلك نقش هاليفي 5-7/485. انظر : بافقيه، محمد عبد القادر، تاريخ اليمن القديم، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1985 م، ص31. ثم أسقطت هذه الدولة قبل قدوم الحملة الرومانية وسيطرت على أراضيها ودليل ذلك عدم ذكر هذه الدولة أثناء تعرض مدن الجوف لهجمات الرومان عام 24 ق. م، ويرى بعض الباحثين أن دولة معين قد زالت قرب نهاية القرن الأول قبل الميلاد. انظر :

443,447. Wissmann,von,H:   Himyar Ancient History, lemuseon, 77, 3-4, 1964,p

بافقيه، تاريخ اليمن القديم، ص 31 .

([7])   نجران واد في شمال اليمن ذكر في نقوش المسند باسم(ن ج ر ن). انظر:

 Re’protoire d’ e’pigraphie Se’mitique ; publie par  la  Commission du corpus inscrioptionum semiticarum (Acade’mie des inscrioptions  et Belles-Lettres)  tome v1 , 1935(RES 3052-3946).  RES 3945/20.                                                      

     الارياني، مطهر علي، في تاريخ اليمن نقوش مسندية وتعليقات، مركز الدراسات والبحوث اليمني، ط2، 1990م ، ص200 . نقش Er 32/2 .  وكانت أكبر مدنه مدينة رجمة  عاصمة لملك مهامر وأمير في نجران في القرن 8 ق. م. انظر : RES 3943/3 .  ولعل هذه المدينة  أطلق عليها في وقت غير معروف أسم الوادي فصار أسمها نجران وصارت عاصمة لهذا الوادي، ونستدل على ذلك مما ذكره سترابو عن وصول حملة الرومان إلى مدينة النجرانيين city of the Negrani  دون ذكر أسمها ، وكذلك من ذكرها كمدينة Negrana . انظر: Strabo:The Geography of Strabo  , translated by , Horace   Leonard jones ,  The loeb Classical Library,.  London,  Book XV1,4. ,1966,  Book XV1,4, ch 24 ,p.361,363… الأدهم، بلاد اليمن، ص171. وتقع مدينة نجران في الجهة الشرقية الشمالية من صعدة على بعد 100 كم. انظر: الويسي: حسين بن علي، اليمن الكبرى كتاب جغرافي جيولوجي تاريخي، مكتبة الإرشاد، ط2، صنعاء، ج2، 1991 م، ص 133.

([8])   البربر: مصطلح كان يطلقه الرومان على كل شعب من غير الرومان ولا يعني المتوحشين ، بل الغرباء عنهم، وكان يطلقه الرومان على الشعوب الاقل منهم تحضراً . العبادي، اليمن ، ص 182 هـ 1 .

([9])   يعتقد بعض الباحثين أن النهر الذي أشار له سترابو ولم يذكر أسمه هو غيل الخارد ، انظر : جواد علي ، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، دار العلم للملايين بيروت لبنان ، ط2 ، 1993 م، ص 50 . الجرو، أسمهان سعيد ، موجز التاريخ السياسي القديم  لجنوب الجزيرة العربية (اليمن القديم)، دار جامعة للطباعة والنشر، ط1 ، 2002 م،  ص 181؛ الشيبة، عبد الله حسن، دراسات في تاريخ اليمن القديم، مكتبة الوعي الثوري، ط1، ، تعز، 2000م، ص22.

([10])   يضن بعض الباحثين أنها مدينة (نشق) وتسمى حالياً (الخربة البيضاء) ، وذكرت هذه المدينة في نقوش المسند باسم (ن ش ق م) انظر: – Corpus inscriptionum semiticarum Pars Quarts, Inscriptions Himyariticas et sabaeas continens, 1, 11 et 111 parisiis, 1889-1932.CIH.610/1-4.RES 3945/14,17.

 الارياني، في تاريخ اليمن، ص200 . نقش Er32/2 . وأطلق عليه بليني اسم (نيسكا): Pliny:Natural History , p .460.، وقد ذكرها الهمداني ضمن أرض الجوف انظر: الحسن بن حمد بن يعقوب (ت: 350 هـ)، صفة جزيرة العرب، تحقيق: محمد بن علي الأكوع الحوالي، مكتبة الإرشاد، صنعاء، 1990 م، ص280؛ جواد علي، المفصل، ج2، ص51، 53؛ العبادي، اليمن، ص 183. انظر حولها كذلك: بروتون، جان فرانسوا، مدن وحواضر، اليمن في بلاد ملكة سبأ،  ترجمة: بدر الدين عرودكي، باريس، معهد العالم العربي، دار الاهالي، دمشق، 1999م، ص103؛ روبان، كريستيان، نشق، ترجمة: علي محمد زيد، الموسوعة اليمنية، مؤسسة العفيف الثقافية، ط2، صنعاء، ج4، 2003م، ص2962 وما بعدها .

([11])   يعتقد بعض الباحثين أنها مدينة (يثل) المعينية (براقش). انظر: الهمداني، الصفة، ص280؛ جواد علي، المفصل، ج2، ص 57؛ العبادي، اليمن، ص 184. انظر حولها كذلك: دي ميغريه، اليساندرو، يثل، اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة: بدر الدين عرودكي، باريس، معهد العالم العربي، دار الاهالي، دمشق، 1999م، ص 138. وذكرت يثل في نقوش باسم (ي ث ل). انظر: شرف الدين، أحمد حسين، تاريخ اليمن الثقافي، مطبعة الكيلاني الصغير، القاهرة، ج3، 1967م، ص52، 53، 54. نقوش Sh 3/3 . Sh 4/3. . Sh 5/4 .

([12])   نشن الخربة السوداء هي أحد مدن الجوف. الهمداني، الصفة ، ص280. ذكرت في النقوش باسم (ن ش ن) RES 3945/ 14-17. . انظر حولها: روبان، كرستيان، نشن، ترجمة: علي محمد زيد، الموسوعة اليمنية، مؤسسة العفيف الثقافية، ط2، صنعاء، ج4، 2003م ، ص 2956 وما بعدها .

([13])   يعتقد بعض الباحثين أنها موضع قريب من مجزر بأرض الجوف. انظر: جواد علي، المفصل، ج2، ص 53؛ العبادي، اليمن، هـ5، ص 206

([14])   يرى البعض أنها مدينة كمنه وهي أحدى مدن الجوف. انظر: الهمداني، الصفة ، ص280؛ جواد علي، المفصل، ج2 ، ص53؛ العبادي، اليمن، هـ6، ص 206. وكمنه ذكرت في النقوش باسم (ك م ن ه و) كمنهو انظر: RES 3945/17 . انظر حولها كذلك: روبان، كرستيان، كمنه، ترجمة: علي محمد زيد، الموسوعة اليمنية، مؤسسة العفيف الثقافية، ط2، صنعاء، ج4، 2003 م، ص 2458 وما بعدها .

([15])   يعتقد البعض أنها (لوق) وهو موضع خربة في (شحاط) عند جبل قدم على مسيرة ساعتين من شمال شرق معين. جواد علي، المفصل، ج2، ص54؛ العبادي ، اليمن ، هـ7 ، ص 206 .

([16])    ذكرها بليني باسم ماريبا : Pliny:Natural History , p .460. يرى بعض الباحثين أنها مدينة مأرب  عاصمة مملكة سبأ. انظر : Wissmann,von,H:   Himyar Ancient History, p 435. . الارياني، مطهر علي، حول الغزو الروماني لليمن، مجلة دراسات يمنية ، صنعاء، العدد 15، 1984م، ص 61 . العبادي، اليمن ، هـ3، ص 184؛ بلاي فير، إف .إل ، تاريخ العربية السعيدة أو اليمن، ترجمة: سعيد غبد الخير النوبان و علي محمد باحشوان، دار جامعة عدن للطباعة والنشر، عدن، 1999م، ص49؛ جواد علي، المفصل، ج2، ص54، 56. وذكرت هذه المدينة في نقوش المسند ( م رب). انظر: الارياني، في تاريخ اليمن، ص200 . نقش Er 32/3.

([17])   يعتقد بعض الباحثين أن الرحمانيين هم شعب ريمان. انظر:

Wissman ,Von, H ; and M , Hofner ;Betrage zur Historischen Geographie des voris Lamishen sudgrabie , Wiesbadn , 1953.s34.                                   

وقد  ذكر هذا الشعب في النقوش (ا ر ي م ن) (اريمان) أي الريمانيين. انظر :

 . RES. RES4085/1.   RES 2743/3-4 .CIH 512/2.

([18])   يرى بعض الباحثين أن المقصود بـ (ايلاساروس) عند سترابو هو (ال يشرح يحضب الاول). انظر: الارياني، حول، ص 56؛ جواد علي، المفصل، ص55.  والذي حكم خلال الفترة من 35- 15 ق. م، في عهده قدمت حملة اليوس جاليوس الروماني إلى اليمن عام 24 ق. م. انظر: شرف الدين، أحمد حسين، اليمن عبر التاريخ من القرن 14 ق.م إلى القرن 20م، مطبعة السنة المحمدية، 1964، ص91.  او 30- 20 ق. م. البكر، منذر عبد الكريم، دراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام، تاريخ الدول الجنوبية في اليمن، مطبعة جامعة البصرة، البصرة ، 1980م، ص 271.

لكن اليشرح يحضب الأول كان لقبه ملك سبأ وذي ريدان وهو من بني بتع وليس من الريمانيين انظر: الارياني، في تاريخ اليمن، ص55. نقوشE: 4/1..E:5/5.E::3/5-6. ،

Jamme, A. Sabaen, inscriptions from mahram Bilqis (marib), Baltimur: Johns Hopkins, 1962.J568/7  Ja 645.Ja 496.  WissmaN, Himyar, P, 458.                  

البكر، دراسات، ص283.   . Ja 645.Ja 496لذلك ليس له علاقة بالحملة الرومانية عام 24 ق.م ، لأن حكمه على رأي بعض الباحثين كان في بداية القرن 2م. بافقيه، محمد عبدالقادر، كرب آل وتر يهنعم الاول والدولة الاولى في بلاد العرب ” فرضيات عمل جديدة “، مجلة ريدان، العدد (6) 1994م، ص48. ومن المحتمل أن حاكم مأرب عند قدوم حملة الرومان هو (ايل شرح بن سمه علي ينف) الريماني وسيد الريمانيين في مأرب انظر: ،1/ RES4085. ولعل حكمه كان في الربع الأخير من القرن الأول ق. م، ونستنتج ذلك من خلال ذكره من قبل سترابو أنه حاكم على الرحمانيين (الريمانيين). انظر: Strabo:The Geography of Strabo ,  Book XV1,4. ch 24,p.361.

جبرا ، بلاد العرب ، ص 266؛ الادهم ، بلاد اليمن، ص172؛ العبادي، اليمن ، ص 185 .

([19])   Strabo:The Geography of Strabo  ,  Book XV1,4, ch 24,p.361-363..

جبرا، بلاد العرب، ص 266؛ الادهم، بلاد اليمن ، ص171 – 174؛ العبادي، اليمن، ص 181 – 185.

([20])   وتقع في الطرف الشمالي الشرقي من ساحل البحر الأحمر شمال مدينة ينبع الحالية. عبد اللطيف أحمد علي، مصر والامبراطورية الرومانية في ضوء الأوراق البردية، دار النهضة العربية ، القاهرة، 1961م، ص64.

([21])   Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Chs23- 24,p355-361.

انظر: جبرا، بلاد العرب، ص264 – 266؛ الأدهم، بلاد اليمن، ص169 -173؛ العبادي، اليمن، ص179 – 186 .

([22])   الجرو، موجز، ص 183 -184 .

([23])    باوزير، محمد عبد الله بن هاوي، الحملة الرومانية على العربية الجنوبية أو السعيدة (اليمن القديم) بين المصادر الكلاسيكية والجدل التاريخي، مجلات كليات التربية، دار جامعة عدن للطباعة والنشر، العدد (9)، 2008 م ، ص 243. انظر حول ذلك أيضاً: جواد علي، المفصل ، ج2 ، ص 420 .

([24])   باوزير، الحملة ، ص 243 .

([25])   الشيبة، تاريخ ، ص 22 .

([26])   جواد علي، المفصل، ج2 ، ص 43 -44؛ مهران ، محمد بيومي ، دراسات في تاريخ العرب القديم ، دار المعرفة الجامعية ، القاهرة، د. ت ، ص 311 .

([27])   الارياني، حول ، ص 63 .

([28])   انظر:  ,p.355-357   Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch23,  24؛ جبرا، بلاد العرب، ص264 – 265؛ رودنسون، ماكسيم ، بلاد اليمن في المصادر الكلاسيكية ، ترجمة: حميد العواضي، القسم الأول، وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 2001م ، ص36 – 37؛ العبادي، اليمن، ص177 -181؛ الجرو، موجز، ص 182؛ باوزير، الحملة، ص243؛ الشيبة، دراسات، ص 22؛ الادهم، بلاد اليمن، ص 166 -173 .

([29])   انظر:  ,p.357359  Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch 24

 جبرا، بلاد العرب، ص265 – 266؛ رودنسون ، بلاد اليمن، ص 36؛ العبادي ، اليمن ، 179 -185؛ الجرو، موجز، ص 182؛ باوزير، الحملة ، ص 243؛ الشيبة ، دراسات ، ص 22 .

([30])   الجرو، موجز، ص184؛ باوزير، الحملة، ص243؛ الارياني، حول، ص63؛ الشيبة، دراسات، ص22.

([31])   الشيبة ، تاريخ ، ص 22 .

([32])   ,p355-357. Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. ch 23

جبرا ، بلاد العرب ، ص 264؛ الادهم ، بلاد اليمن ، 167؛ العبادي ، اليمن ، ص 178 .

([33])   انظر:.p357. Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. ch 24

جبرا ، بلاد اليمن ، 265؛ الادهم ، بلاد اليمن ، ص 170؛ العبادي ، اليمن ، ص 180 .

([34])   انظر:p. 361. Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. ch 24

جبرا ، بلاد العرب ، ص 266؛ الأدهم ، بلاد اليمن، ص 171؛ العبادي ، اليمن ، ص 181 .

([35])   انظر: جواد علي، المفصل، ج2، ص 50؛ الجرو، موجز التاريخ السياسي، ص 181؛ الشيبة، دراسات، ص 22 .

([36])  , p,361. Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. ch 24

جبرا ، بلاد العرب ، ص266؛ الأدهم ، بلاد اليمن، ص 172؛ العبادي ، اليمن ، ص 184 .

([37])   انظر:Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch 24,p359.

جبرا ، بلاد العرب ، ص 265؛ الأدهم ، بلاد اليمن، ص 171؛ العبادي ، اليمن ، ص 181 .

([38])    الارياني، حول الغزو الروماني، ص 63 .

([39])   بلاي فير، تاريخ، ص 50 .

([40])  ,p363. Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. ch 24

جبرا ، بلاد العرب، ص 267؛ الأدهم ، بلاد اليمن، ص174 ؛ العبادي ، اليمن ، ص 188 .

([41])   انظر: باوزير، الحملة الرومانية، ص 243؛ الجرو ، موجز، ص 18؛ الشيبة ، دراسات، ص 22 .

([42])   انظر: ,p.363 Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. ch 24 –

 جبرا ، بلاد العرب ، ص 266؛ الادهم ، بلاد اليمن، ص 172؛ العبادي، اليمن، ص184.

([43])    لعلها أراضي قتبان وأوسان المنتجة للمر، فلا يوجد أراضي تبعد يومين عن مأرب سوى أرض قتبان ودليل ذلك توجهه إلى مدينة كريبتا (حريب) لقول بليني أنها أبعد ما وصل إليه من البلاد انظر: pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.460

 محمود شكري، بلاد العرب، ج1، ص 139؛ العبادي، اليمن ، ص 207 .

([44])   الارياني ، حول ، ص 63 .

([45])   pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.460

   محمود شكري، بلاد العرب ، ج1 ، ص 139؛ العبادي ، اليمن ، ص206 .

([46])   الارياني ، حول الغزو الروماني، ص 63؛ بلاي فير ، تاريخ، ص 50 .

([47])   pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.460

 محمود شكري، بلاد العرب، ج1، ص 139؛ العبادي ، اليمن ، ص207 .

([48])   pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.460

 محمود شكري، بلاد العرب ، ج1 ، ص 139؛ العبادي ، اليمن ، ص207 .

([49])   انظر: ,p.361. Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch 24

جبرا ، بلاد العرب، ص 266؛ الأدهم، بلاد اليمن، ص 172؛ العبادي، اليمن ، ص 184.

([50])   انظر : pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.460

محمود شكري، بلاد العرب، ج1، ص 139؛ العبادي ، اليمن ، ص206 .

([51])   انظر: ,p .361,363. Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch 24

 جبرا ، بلاد العرب، ص 266؛ الأدهم، بلاد اليمن، ص171 – 173؛ العبادي، اليمن ، ص181 -187.

([52])   انظر: pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.460

 محمود شكري، بلاد العرب، ج1، ص139؛ العبادي ، اليمن ، ص206 .

([53])   انظر : : pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.460

 محمود شكري، بلاد العرب، ج1، ص 139؛ العبادي ، اليمن ، ص206-207 .

([54])         ,p.357.  Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch 24

 جبرا ، بلاد العرب ، ص 265؛ الادهم ، بلاد اليمن ، ص169؛ العبادي ، اليمن ، ص 179 -180.

([55])   Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch 23,p.357.

 جبرا ، بلاد العرب، ص264؛ الأدهم ، بلاد اليمن، ص 168؛ العبادي ، اليمن ، ص 178 .

([56])  .  Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch 24,p.363

 انظر: جبرا ، بلاد العرب، ص 267؛ الأدهم، بلاد اليمن، ص174؛ مهران، دراسات في تاريخ العرب القديم، ص311؛ باوزير، الحملة الرومانية ، ص 248 .

([57])   انظر : pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.460

 محمود شكري، بلاد العرب، ج1 ، ص 139؛ العبادي ، اليمن ، ص206.

([58])   انظر : pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.460

        محمود شكري، بلاد العرب ، ج1 ، ص 139؛ العبادي ، اليمن ، ص206.

([59])   انظر: pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.460

       محمود شكري، بلاد العرب ، ج1 ، ص 139؛ العبادي ، اليمن ، ص206.

([60])  ,p.361. Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch 24

   جبرا ، بلاد العرب ، ص 266؛ العبادي ، اليمن ، ص181.

([61])   انظر:  ,p.363.  Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch 24

جبرا ، بلاد العرب ، ص 266؛ العبادي ، اليمن ، ص 186 -187 .

([62])   انظر:  ,p.363.  Strabo ,The Geography of Strabo ,vol,V!!,  Book XV1,4,. Ch 24

   جبرا، بلاد العرب، ص 266؛ الأدهم، بلاد اليمن، ص173 -174؛ العبادي ، اليمن، ص 187 -188.

([63])   انظر : : pliny , Natural History ,  vol,1v.B.v1,- ch 33-,p.461

       محمود شكري  ، بلاد العرب ، ج1 ، ص 139؛ العبادي ، اليمن ، ص207.

المصادر والمراجع:

الأدهم ، عبد اللطيف:

بلاد اليمن في المصادر الكلاسيكية ، وزارة الثقافة والسياحة ، صنعاء، القسم الثاني ، 2001م .  

الارياني، مطهر علي:

في تاريخ اليمن نقوش مسندية وتعليقات، مركز الدراسات والبحوث اليمني، ط2، 1990م  .

الارياني، مطهر علي:

حول الغزو الروماني لليمن، مجلة دراسات يمنية ، صنعاء، العدد 15، 1984م.

بافقيه، محمد عبد القادر:

تاريخ اليمن القديم ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1985 م .

بافقيه، محمد عبدالقادر:

كرب آل وتر يهنعم الأول والدولة الأولى في بلاد العرب ” فرضيات عمل جديدة “، مجلة ريدان عدد (6) 1994م.

باوزير، محمد عبد الله بن هاوي:

الحملة الرومانية على العربية الجنوبية أو السعيدة ( اليمن القديم ) بين المصادر الكلاسيكية والجدل التاريخي، مجلات كليات التربية، دار جامعة عدن للطباعة والنشر، العدد (9)، 2008م.

بروتون، جان فرانسوا:

مدن وحواضر، اليمن في بلاد ملكة سبأ ،  ترجمة بدر الدين عرودكي ، باريس فرنسا ، معهد العالم العربي، دار الأهالي، دمشق، 1999م.

بلاي فير، إف .إل:

تاريخ العربية السغيدة أو اليمن ، ترجمة سعيد غبد الخير النوبان و علي محمد باحشوان ، دار جامعة عدن للطباعة والنشر، عدن، 1999م.

البكر، منذر عبد الكريم:

دراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام ، تاريخ الدول الجنوبية في اليمن ، مطبعة جامعة البصرة، البصرة ، 1980م .

جبرا ، إبراهيم:

بلاد العرب من جغرافية سترابون، مجلة المجمع العلمي العراقي ، مطبعة الفيض، بغداد، ج2، 1951م.

الجرو، أسمهان سعيد:

موجز التاريخ السياسي القديم  لجنوب الجزيرة العربية (اليمن القديم)، دار جامعة عدن للطباعة والنشر ط1 ، عدن، 2002م.

جواد علي:

المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، دار العلم للملايين، ط2، بيروت، 1993م.

حسين الشيخ:

دراسات في تاريخ حضارة اليونان والرومان ، دار المعرفة الجامعية ، القاهرة، 1987م.

دي ميغريه، اليساندرو، يثل:

اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة بدر الدين عرودكي ، باريس فرنسا، معهد العالم العربي ، دار الأهالي، دمشق، 1999م.

روبان ، كرستيان ، نشن ، ترجمة علي محمد زيد ، الموسوعة اليمنية، مؤسسة العفيف الثقافية ، صنعاء اليمن ، ،ج4، ط2 ، 2003 م  .

روبان ، كريستيان ، نشق ، ترجمة علي محمد زيد ، الموسوعة اليمنية، مؤسسة العفيف الثقافية ، صنعاء اليمن ، ،ج4، ط2 ، 2003 م  .

روبان ، كرستيان ، كمنه ، ترجمة علي محمد زيد ، الموسوعة اليمنية، مؤسسة العفيف الثقافية، صنعاء، ط2 ، ج4، 2003 م  .

رودنسون ، ماكسيم:

بلاد اليمن في المصادر الكلاسيكية، ترجمة حميد العواضي، القسم الأول، وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء ، 2001م .

 شرف الدين، أحمد حسين:

تاريخ اليمن الثقافي ، مطبعة الكيلاني الصغير، القاهرة ، ج3 ، 1967م  .

شرف الدين، أحمد حسين:

اليمن عبر التاريخ من القرن 14 ق. م إلى القرن 20م، مطبعة السنة المحمدية، 1964م.

الشيبة، عبد الله حسن:

دراسات في تاريخ اليمن القديم، مكتبة الوعي الثوري، ط1، تعز،2000م.

العبادي، أحمد صالح:

اليمن في المصادر القديمة اليونانية والرومانية 485 ق.م -100 م ، إصدارات وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 2004م.

عبداللطيف أحمد علي:

مصادر التاريخ الروماني، دار النهضة العربية، بيروت، 1970م .

عبد اللطيف أحمد علي:

مصر والأمبراطورية الرومانية في ضوء الأوراق البردية، دار النهضة العربية، القاهرة، 1961م.

مهران، محمد بيومي:

دراسات في تاريخ العرب القديم، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، د.ت.

محمود شكري محمد:

بلاد العرب من تاريخ بلينيوس، مجلة المجمع العلمي العراقي، المجلد3، ج1 ، 1954م.

وهيب كامل:

استرابون في مصر، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1953م.

الويسي، حسين بن علي:

اليمن الكبرى كتاب جغرافي جيولوجي تاريخي، مكتبة الإرشاد، ط2، صنعاء، 1991م.

 الهمداني، الحسن بن حمد بن يعقوب (ت: 350 هـ):

صفة جزيرة العرب، تحقيق: محمد بن علي الأكوع الحوالي، مكتبة الإرشاد، صنعاء، 1990م.

المراجع الاجنبية :

Corpus inscriptionum semiticarum Pars Quarts, Inscriptions Himyariticas et sabaeas continens, 1, 11 et 111 parisiis, 1889-1932.

:Eratosthenes, in Strabo:The Geography of Strabo , translated by , Horace   Leonard jones ,  The loeb Classical Library,.  London,  Book XV1,4. ,1966,

Jamme, A. Sabaen, inscriptions from mahram Bilqis (marib), Baltimur: Johns Hopkins, 1962..                            

Pliny:Natural History , translated by H. Rackham .M.A; William Heinemann ltd , Vol,11,  Book V1, London ,1969.

Re’protoire d’ e’pigraphie Se’mitique ; publie par  la  Commission du corpus inscrioptionum semiticarum (Acade’mie des inscrioptions  et Belles-Lettres)  tome v1 , 1935(RES 3052-3946) tome v111950(RES3947-5106).                          

  Strabo:The Geography of Strabo  , translated by , Horace   Leonard jones ,  The loeb Classical Library,.  London,  Book XV1,4. ,1966. .

Wissmann,von,H:   Himyar Ancient History, lemuseon, 77, 3-4, 1964.

Wissman ,Von, H ; and M , Hofner ;Betrage zur Historischen Geographie des voris Lamishen sudgrabie , Wiesbadn , 1953.