مركز عدن للدراسات التاريخية

 البخور والمباخر في العربية الجنوبية من خلال المعطيات الأثرية والتاريخية

د. أسوان محمد حسين عبد الله

د. أسوان محمد حسين عبد الله(1)

ملخص البحث:

اشتهرت العربية الجنوبية (اليمن القديم) ولاسيما مملكة حضرموت، بزراعة أشجار اللبان والمر، وهما من مشتقات (البخور)، وكانت لها أهمية عظيمة في الطقوس الدينية منذ بداية التاريخ ونشوء الحضارات الأولى، فقد كانت تحرق أطنان من البخور يوميًا في المعابد تقربًا للإلهة، وكان من ضمن هدايا الملك السبئي (كرب إل وتر) إلى ملك آشور أجود أنواع الطيوب.

وذكرت المصادر الكلاسيكية (اليونانية والرومانية)، أن أهل العربية الجنوبية كانوا يصنعون الطيوب، وأن غاباتهم غنية بأشجاره، وأن الروائح العطرة تنبعث من هذه الأشجار، ومعرفتهم للطرق التجارية البرية منها والبحرية، مما ساعد على رفد خزينة الدولة بالأموال الطائلة، ومن ثم ثراؤها وترف شعبها، مما جعلها محطةً لأنظار الطامعين، لذلك أطلق عليهم مؤلفو هذه المصادر تسمية العربية السعيدة (ARrab iu Felix).

لا يخفى أن مظاهر الحضارة في العالم القديم – زمن بحثنا- قد جعل من ((البخور)) السلعة الأكثر رواجاً وطلبها لا يتأتى إلا لمن بلغوا شأناً كبيراً في سلم الرقي الاجتماعي، وهم في -العادة -القائمون على شؤون الملك والمعابد الدينية، لقد عدَّ الطابع الديني القديم في أثناء ممارسة الطقوس الدينية البخور مطلباً دينياً؛ إذ يقدم في المعابد تقرباً للآلهة.

وكان البخور أغلى هدية يقدمها الملوك لأَقرانهم في العربية الجنوبية وغيرها من بلدان العالم القديم. وحتى نفهم أهمية هذه السلع اللبان والمر. . (البخور) والاتِّجار بها مع أقطار العالم القديم، جدير بنا أن نعرف أهميتها كسلع نقدية ومقدسة، وأن ننظر إلى الدور الذى كانت تؤديه مختلف أصناف البخور في الحياة اليومية لأعظم الحضارات منذ القدم.

Abstract

Ancient Southern Arabia (Ancient Yemen) especially Kingdom of Hadramout was famous for growing frankincense and myrth trees that produced some incense ingredients. Incense bore great significance during religious rituals since the beginning of time and the rise of first civilizations. Tons of incense were burned everyday at temples to win gods’ favor. Incense was also part of Sheban King Kareb Il Watar to the King of Ahur as one of the best perfumes.

Classical sources indicated that people of Southern Arabia used to make perfumes, that their forests were full of frankincense trees and that nice scents were emitted by such trees. The same sources said that those people had good knowledge of trade routes both at the sea and on land, which helped provide treasury with enormous funds that reflected on the people’s welfare and made the country a coveted object to invaders.

As for the research methodology, the researcher has adopted the historical approach to study this bright spot in Yemeni ancient history. She also adopted descriptive and analytical method.

Undoubtedly, the ancient world civilizations held incense as the most wanted and bestseller commodity that was acquired only by social elites such as royal families and those in charge of temples. Incense was a requirement at such temples to satisfy gods. Incense was also the special gift given by kings to their peers.

مقدمـة:

لقد نالت العربية الجنوبية (اليمن القديم) شهرة واسعة في العالم القديم؛ بسبب إنتاجها للمواد العطرية المختلفة، وكسبت من وراء ذلك ثروة عظيمة، جعلها تعيش في رغدٍ وترفٍ، وشكَّلت تلك المواد العمود الفقري لتجارتها ردحًا من الزمن، وقد تعددت أسباب ازدهارها وشهرتها. فكما نعرف أن أية حضارة من حضارات العالم لابد من أن تكون هناك أسباب تساعدها على نشوء تلك الحضارة. وأهم تلك الأسباب الموقع الجغرافي، والبيئة الطبيعية التي تؤثر سلبًا أو إيجابًا. فعلى سبيل المثال البيئة التي نشأت فيها حضارة اليمن القديم تؤثر في الجانب الزراعي والتجاري، فتؤدي إلى ازدهارها إذا كانت إيجابية، وتؤدي إلى العكس إذا كانت سلبية.

ومن أهم مقومات حضارة اليمن القديم ازدهار الزراعة والتجارة. وتوافرها أدَّى إلى نشوء المدن، وظهور حضارة ذاعت شهرتها، وعمَّت العالم القديم(1)، وبذلك يمكن القول إن مورداً مهماً من موارد القوة كان متاحاً لأهل اليمن القديم آنذاك، ولاسيما إنتاج البخور والاتِّجار فيه، مما جعل عنصر المال متوافراً لديهم للإنفاق فيما يلحق بالنشاط الزراعي والتجاري؛ كبناء السدود لحجز المياه، وتنظيم الإرواء، وبناء المراكز التجارية، وبناء المدن والقصور والمعابد وغيرها، فكل ذلك كان أساساً قوياً في حضارة اليمن القديم وتطور الحياة فيها(2).

فمنذ الألف الرابع ق. م بدأت القوافل التجارية تجتاز جنوب الجزيرة العربية حاملة البخور والبضائع الأخرى، إلى بلاد ما بين النهرين، ومصر، وسوريا، وشمال الهند، وتعود بمنتجات بلدان الشرق الأدنى لتباع على ساحل المحيط الهندي في عدن والموانئ الأخرى، ومنها تجد طريقها إلى الشرق(3)، وأهم ما يتاجر به أهل اليمن تجارة المر واللبان “البخور”، فقد ازدهرت هذه التجارة ازدهارًا عالميًا. فكما نعرف أن البخور في ذلك الوقت يعدُّ السلعة الأكثر طلبًا في العالم القديم، فقد كانت تحرق الأطنان منه يوميًا في المعابد تقربًا للآلهة.

إن هذا الطلب العالمي للبخور أدَّى إلى ازدهارها، فاشتغل أهل اليمن القديم بتجارته بأنفسهم، وقد ساعدهم في تجارتهم موقعهم الاستراتيجي، فاليمن القديم يتوسط أقدم الحضارات العالمية، ويجاور أخصب بقاع العالم، منها الهند وشرق أفريقيا الغنية بمنتجاتها المرغوبة، مما جعلها تقوم بدور التاجر الوسيط في البعد التجاري، كما كان ذلك الدور سببًا من أسباب ثراء أهل اليمن القدماء وشهرتهم العالمية، ولعلَّ ذلك مبررٌ كافٍ للفت أنظار الدول العظمى آنذاك إلى المناطق الزراعية، وهذه الحالة شدَّت انتباه الكثير من المؤرخين القدامى، منهم إسترابون (المؤرخ الروماني) الذي قال: “وقد أصبحت السبئي والجرهاي أغنى القبائل عامة”(4). كما ذكر أن هذه المنطقة مليئة بالخيرات المدارية؛ حيث تنتج المر، والبخور، والقرفة، والبلسم(5). وذكر (هيرودوت): أن بلاد العرب تقع بعيدًا في أقصى البلاد المأهولة، أنها البلاد الوحيدة التي ينمو بها اللبان، والمر، والأكاسيا، والقرفة، والأدن. والحقيقة أن معظم هذه المواد تنتجها اليمن القديم فضلاً عن مشاركة الهند وبلدان أُخَر إلى الشرق منها(6)، وقد ترتب على ذلك كما سبقت الإشارة شهرة اليمن القديم بما تنتجه من سلع مهمة ومرغوبة لفتت أنظار العالم القديم، بل أصبحت عرضة للأطماع الأجنبية، وبالفعل تعرضت للغزو الروماني في 24ق. م(7).

وكان أهل اليمن القديم ماهرين في إعداد البخور واللبان وأصناف الطيوب وتجهيزها، وهذه المهارة أكدَّها (هيرودوت) بقوله: “إن ذلك كان مشهورًا عنهم بين الأمم القديمة لا يشاركهم فيها أحد”(8).

كما أن (ثيوفراستوس) ذكر في حديثه عن جمع المر واللبان من مختلف الجهات، وعن نقل المحاصيل إلى معبد الشمس الذي كان أكثر معابد السبئيين قداسة، وكان يقوم على حراستها مسلحون أقوياء، ويكتب على لوحة الكمية التي يرغب صاحب كل محصول بيعها، وقيمة بيع المكيال منها، وبعد إتمام عملية البيع يعطي كهنة المعبد ثلث القيمة، ويأخذ صاحب المحصول الثلثين المتبقيين(9).

وهناك كثيرون غيرهم كتبوا عن تجارة البخور والحالة المعيشية التي كان يتمتع بها أهل اليمن القديم في ذلك الوقت؛ حيث عثر على المباخر (المجامر)، التي سلطت الضوء على الحياة الدينية في اليمن القديم، وتفنن الإنسان القديم في صناعتها، ونقش عليها نوع البخور الذي يحرق فيها (انظر الشكل رقم (1) أ، ب، ج، د) كما سنتحدث عنها فيما بعد.

وقد استدعى البحث أن يكون على ملخص ومقدمة وخمسة مباحث: كان المبحث الأول بعنوان البخور: مفهومه، ومناطق زراعته، وظروفه المناخية، وطرقه التجارية. أما المبحث الثاني فكان بعنوان: البخور وأهم مشتقاته في النقوش، وقد أحصت الباحثة سبعة عشرً نقشاً. أما المبحث الثالث فكان بعنوان: المباخر أو المجامر، وتناولت الباحثة فيه صناعة المباخر وأهميتها في الطقوس الدينية، وفيه عرضت أنواع المباخر، على النحو الآتي: المباخر الحجرية، والمباخر المصنوعة من الفخار والطين، والمباخر المصنوعة من المعادن. وختمت الباحثة هذا المبحث بالنقوش والرسوم والزخارف في تزيين المباخر. أما المبحث الرابع فكان بعنوان: الآلهة الذين قدمت لهم البخور والمباخر، وانقسم على قسمين: الأول: الآلهة الذين قدمت لهم البخور، والثاني: الآلهة الذين قدمت لهم المباخر. أما المبحث الخامس فكان بعنوان: أهمية البخور وأثره في العلاقات الخارجية، وفيه عرضت الباحثة المكانة التي أنيطت بهذا المنتوج (البخور)، وأثره في الدول المتقاربة جغرافياً المتباعدة ترفاً وغناءً، والمتناحرة في حين والمتصالحة في حين آخر.

أهمية البحث وأهدافه:

  • لقد نال البخور والمباخر في العربية الجنوبية مكانة مرموقة في حياة شعوب العربية الجنوبية.
  • من مظاهر استعمال البخور والمباخر أن تمَّ تقديمة بوصفه قرابين المعبودات، ولعل أقوى مظاهره استعماله في الشعائر الجنائزية والاحتفالات الدينية والمهرجانات، ومن مظاهر الحفاوة به أن يكرَّم به أشخاص ذووا مكانة مرموقة.
  • معرفة المناطق المنتجة في بلاد العربية الجنوبية للبخور (للبان المر الصبر).
  • لقد أسهمت تجارة البخور في ازدهار النشاط التجاري في تلك المنطقة (العربية الجنوبية). إذ ارتقى النشاط التجاري في تلك المنطقة بصفة لاسيما.
  • أكسبهم الاتجار بالبخور والمباخر معرفة عميقة للطرق التجارية، البرية والبحرية.
  • أصبحت العربية الجنوبية وسيطاً تجارياً مهماً بين الشرق والغرب، بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي.
  • كما كان للبخور دور اقتصادي ومالي مزدهر ساعد على زيادة خزينة الدولة، ومن ثمَّ ثراؤها وترف شعبها.

منهج البحث:

أما منهج البحث، فقد اعتمدت الباحثة على المنهج التاريخي لدراسة هذه الظاهرة المضيئة في تاريخ اليمن القديم، والمنهج الوصفي التحليلي.

كما يحتوي البحث على خاتمة عرضت فيها الباحثة أهم النتائج التي خلص إليها البحث، والملاحق، وقائمة الاختصارات والرموز، وهوامش البحث، وقائمة المصادر والمراجع.

المبحث الأول

البخور: مفهومه ومناطق زراعته وظروفه المناخية، وطرقه التجارية

  1. مفهومه:

 ترجع كلمة بخور إلى الفعل بخَّر(10)، والبخور ما يتبخر به، وثياب مبخَّرة أي ثياب مطيَّبة. وتستعمل كلمة “بخور” بمعانٍ متنوعة، ففي معناها الأوسع مادة يصدر عنها دخان عطري، ذو رائحة زكية، يتألف من مواد صمغية (اللبان، المر، الصبر)(11)، ويتم حرق بعض منها مباشرة منها اللبان والمر.

وبعضهم يطلق عليها اسم ” كندر” وهو ضرب من العلك، وبعضهم الآخر قال: إنَّهُ اللبان(12).

  • مناطق زراعة البخور:

تركزت زراعة النباتات العطرية، ولاسيما البخور في إقليم ظفار (مملكة حضرموت القديمة) وادي حجر وجزيرة سقطرى، بل كانت المصدر الرئيس لهذه المادة في العالم القديم، حتى حل بها الجفاف في القرن الثالث الميلادي(13)*. إذ توقف إنتاجها منه، أو تراجع، أو قل إنتاج المواد العطرية بشكل عام في اليمن القديم؛ بسبب إهمال أهل هذه المنطقة الحفاظ على النباتات البرية لتلك المواد، وقد يكون السبب الحقيقي لذلك عدم وجود الأمان في طرق القوافل بين قتبان ومأرب؛ نتيجة للحروب التي كانت قائمة حينذاك بين ممالك المنطقة المذكورة(14).

وفي المحصلة لا يعلم بالضبط متى بدأ استعمال اللِّبان بصورة عامة في العالم، فالأشجار التي يستخرج منها اللِّبان والمر، لا تنمو إلا في البلاد العربية الجنوبية والصومال، وذلك استنادًا إلى إشارات الكلاسيكيين القدماء، التي ظهرت في كثير من كتاباتهم عن هذه السلع وأهميتها.

  • الظروف المناخية لزراعة البخور:

يُعدُّ المناخ من أهم العوامل التي تساعد على نمو أشجار اللِّبان؛ وذلك نتيجة لتوافر الظروف المناخية المناسبة لنموه، ولم تكُ موجودة في بلاد أخُرَ غير اليمن والصومال. واكتسب اليمن القديم أهمية ومكانة عظيمتين في ذلك الوقت، لإنتاجها هذه السلعة المقدسة -التي تحتل مكانة دينية مقدسة- وتصديرها؛ حيث أقبل عليها العالم القديم إقبالاً شديدًا، وكذا اليمنيون أنفسهم، وكان الموقع الجغرافي المتميز لليمن القديم قد وفرَّ الجو المناسب لزراعته.

أمَّا المناخ المناسب لزراعته، فهو فصل الصيف؛ حيث يتم قطع الجذع، فينتج عنه مادة صمغية تسيل على الجذع، وبعد أن يجف تجمع في فصل الخريف، وما إن يحل فصل الشتاء يكون الموسم قد اكتمل، وبعدها يتم شحن هذه المادة في أكياس للتصدير(15).

وهناك إشارات التي ذكرها بعض المؤرخين والجغرافيين الكلاسيكيين (الإغريق والرومان)، ومنها ما ذكرها: (ثيوفراست حوالي 300 ق. م) بقوله: “لقد سمع بزراعة اللُبان في جبال كانت شامخة تغطيها الغابات ومعرضة للثلوج”(16). وقد أطلق “بليني”(17)على المنطقة التي تنتج اللُبان (ساريبا)، وبها غابات طبيعية تمتد منحدرة إلى الأرض المستوية.

كما أشار إليها (نقولا زيادة) بقوله: “كانت بلاد اللُبان تكتنفها سحب كثيفة وضباب”(18). ولكن الموطن الحقيقي للبخور (هي المنطقة التي تشمل الهضبة الممتدة من جبال سنحان، إلى الشرق من ظفار حتى جبال المهرة المطلة على سيحوت في محافظة المهرة، ويبلغ امتداد هذه الهضبة من الشرق والغرب، نحو: مائتين وخمسين قدماً، وارتفاعها في بعض الأماكن يبلغ نحو: ثلاثة آلاف قدمٍ، وتنحدر منها إلى الساحل وصحراء الربع الخالي وديان تكسو معظمها الأعشاب وأشجار البرية، ولاسيما الجنوبية منها، ووجدت في بعضها ينابيع صغيرة، ويبدو لنا أن أجود اللُبان هو ما يجمع من السفوح الشمالية، أما المنحدرات الجنوبية فلُبانها رديء(19).

وذكر (هيرودوتس عاش ما بين 424ق. م-425ق. م تقريباً) عن اللُبان وحراسة أشجاره، إذ يرى أن هناك حيات مجنحة تصون الأشجار التي تحمل اللُبان، وهي صغيرة الحجم، متنوعة الألوان، تتدلى بأعداد لا حصر لها من كل شجرة، وكانوا يحتالون لطرد هذه الحيات بقدرٍ من بلسم الإصطرك، يشعله الذي يريد اجتناء اللُّبان، فيصعد من دخانه ما يغرق شملها(20). وأشار (إسترابو ولد نحو63، أو64 وتوفي بعد سنة 20م) إلى أن بلاد اللبان والمر من أخصب الأماكن، ولكنها مليئة بالحيات السامة المميتة؛ إذ قال: “هي أخصب تلك الأراضي على الإطلاق، ثمارها المر واللُّبان والقرفة، وفيها حيات ذات لون فاقع تبلغ الشبر، وبوسعها القفز إلى علوٍ خصر الأدمي، ولا ينجح في لسعتها علاج”(21).

على الرغم من وجود الظروف المناسبة لنمو شجيرات اللُّبان في بلاد العرب ولاسيما العربية السعيدة، ولاسيما في الشحر وسقطرى؛ إلا أن العرب يجلبون من بلاد الصومال إقليم (تيغرى) من بلاد الدناكل الكثير من البخور. ويزرع البخور (اللُّبان) في الصومال في منطقة مشابهة جغرافيا كظفار، وتبعد بعض الأميال شرق ساحل بربرة(22).

ويذكر في الرحلة التي أرسلتها الملكة الفرعونية (حتشبسوت) التي سجلتها في معبدها (دير البحري) ذكرت فيها أنهم عادوا بأشجار المر والبخور من الصومال أو العربية السعيدة لزراعته في وادي النيل، ولكن هذه الأشجار لم تنمو في مصر؛ لعدم توافر الظروف الملائمة لزراعته(23).

  • الطرق التجارية للبخور:

لقد نشأت مع مرور الزمن تجارة منتظمة وأساسية في جنوب البلاد العربية، لسد حاجة مصر، والشام، وبلاد الرافدين، واليونان، وروما، والهند، وحتى الصين.

وكانت قوافل الجمال الضخمة تقطع الأميال على طول الجزيرة العربية، وهي تحمل السلع الثمينة التي تنقلها إلى المعابد، والبلاطات، والأسواق، وأول الطرق الطريق البري الذي يمتد من ظفار مصدر اللُّبان، إلى وادي حضرموت، ثانيها طريق بحري يمتد من ظفار إلى ميناء “قنا” اللُّبان (انظر الخارطة رقم 1)، ويتحكم في مساره كل دولة من الدول القديمة، وحظي ميناء (قنا) بشهرة عالمية، فهو الميناء الرئيس لمملكة حضرموت، والصالح للاتجار مع الهند، وشرق آسيا، وإفريقيا، ومصر منذ أزمنة بعيدة. كما جاء ذكر ميناء (قنا) في العديد من النقوش المهمة (Ja74,756,632,Ry538,333,CIH621,728,948) التي تحكي عن النشاط الاقتصادي والسياسي الذي كان يتسم به هذا الميناء، وأثره في سير الأحداث التاريخية(24).

أما حالة الميناء في القرن الثالث الميلادي، فقد وصفها لنا مؤلف كتاب الطواف (The Periplues)؛ حيث ورد في الفقرة (24): بعد الوصول إلى منطقة (Arabia Eudaeman)، والساحل يستمر في الامتداد (شرقًا) لمسافة ألفين (ستاد)، أو أكثر حتى نصل إلى ما يعرف بمنطقة البدو الرحل، أو قبيلة صيادين السمك. . . حيث نجد سوقًا تجارية أخرى؛ تقع بمحاذاة الشاطئ تدعى (قنا Cana) تابعة للملك (إليزوس Elazus) (إل عزيلط) ملك مدينة اللبان والبخور. وفي الأراضي الداخلية تقع العاصمة (سباتا Sabbatha) (شبوة)؛ حيث يجلب البخور بالجمال من أجل الحفظ والتخزين، الذي كان يجلب إلى ميناء (قنا) على أخشاب (الرمث Paft)، التي ترفع بواسطة القِرَب المنفوخة، وعلى القوارب أيضًا. ويتمتع هذا الميناء بالتجارة مع الجهات المقابلة، والبعيدة من موانئ البحر الأحمر، كما يتاجر مع (بار إيجازا Bareygaza)، و(سيتيا Saythia)، و(عمان Ommana)، (25)، ومع كل الشواطئ المجاورة لبلاد إيران.

ويُرْبَط الميناء بعاصمة الدولة عدة طرق برية، يعتمد استعمالها على الظروف الأمنية للمناطق التي تمر بها، وقد سقط هذا الميناء في يد الدولة الحميرية، التي أصبحت تسيطر على المنطقة الساحلية الممتدة من مضيق باب المندب وحتى الشرق منه، وقد اضطرت الدولة الحضرمية إلى إقامة سور القلعة؛ ليفصل بين حدود الدولتين، ويبدو أن حضرموت استعادت الميناء (26)، وقد ظل هذا الميناء مستعملاً حتى القرن الرابع الميلادي بعد تدهور تجارة الطيوب، ويعود اكتشاف هذا الموقع إلى الرحالة الأوروبي ويلستد(27).

المبحث الثاني

البخور وأهم مشتقاته في النقوش

 تميزت العربية الجنوبية بإنتاجها أجود أنواع البخور والمواد العطرية التي أسهمت بصورة كبيرة في ازدهار تجارة البخور خلال المدة من القرن العاشر حتى نهاية القرن الأول ق. م. والبخور هو مواد صمغية غير سامة، وهي طيبة الرائحة، مع إضافة عود الصندل في بعض الأحيان، وغيره من المواد الأخرى ليعطي روائح عطرة، ويصنع البخور إما في شكل مسحوق أو أعواد(28).

ومنها ما ذكر في النقوش اليمنية القديمة مثل: رند – قسط – طيب – للبني – سلخت…، وقد وردت كلمة (طيب) في النقوش اليمنية بمعنيين: الأول: طيب بمعنى ذهب، والمعنى الثاني نوع البخور، واللفظ طيب (طيب)، هو الأرجح للكلمة الصحيحة التي ذكرت، بدليل أن هناك مبخرة مكتوب على وجهها هذا المعنى، ونقشت فيها كلمة واحدة طيب فقط، وهي تشير إلى نوعِ البخور الذي يحرق في هذه المبخرة. (انظر الشكل(1)أ، ب، ج)، وفي المعجم السبئي جاءت كلمة بخر(بخ) (29).

 وتعددت أنواع البخور التي تنتجها أراضي تلك المنطقة، وكان أهمها وأكثرها شهرة اللبان (الكندر) والمر(30)، وأهم أنواع البخور في النقوش الآتي:

  1.  ط ن ف (اسم) (طنف)(31):

“طيب” وردت في نقش Ja 635/4)): و ط ن ف/ ط ي ب م/ ح م د م/ ب ذ ت/ خ م ر، وتعني: الطيب ذو الرائحة العطرة حمدًا لذات خمر.

وقد أمدتنا النقوش بأسماء العديد من أنواع البخور والطيوب، سنستعرض أهمها:

2- ل ب ن، ل ب ن ت (اسم) (لبنت) ״ اللبان״:

يعد اللبان من أفضل أنواع البخور، وقد ورد في النقوش (ل ب ن ت)(32)، وأطلق عليه اليونان (Libanos)، وفي اللغة اللاتينية يسمى (Olibanum) أو ليبانيوم، أما في المصادر العربية فجاء باسم (كندر Condur) ورد بخور اللبني في النقش(Ym467) (انظر الشكل رقم (1) ج)(33)، وجاء في اللسان: “أن اللبنى: الميعة. واللبنى واللبن: شجر، واللبان: ضرب الصمغ”(34) وفي المعجم السبئي جاءت كلمة (لبن) بمعنى الميعة (البخور)(35). وفي العربية الجنوبية يطلق دائماً على الكندر اسم اللبان، وتضاف إليه صفات مختلفة مثل ״ لبان ذكر״، ״لبان شحرى ״، ״ لبان مستكا ״ وغيرها من الأسماء الأخرى(36).

ويتكون اللبان بصفة عامة من صمغ، وراتنج، وزيت طيار، وهو يتكون من مجموعتين: الأولى مكونات تذوب في الكحول، ويبلغ مقدارها نحو 72% من الوزن الكلي، والثانية مكونات لا تذوب في الكحول، ويبلغ مقدارها نحو 28% من الوزن الكلي، بالإضافة إلى الزيت الطيار، ويكون ذا لون أصفر وله رائحة طيبة(37).

اللُّبانُ شُجَيْرة شَوِكَة لا تَسْمُو أَكثر من ذراعين، ولها ورقة مثل ورقة الآس، وثمرة مثل ثمرته وله حَرارة في الفم. واللبان: الصنوبر. وفي التهذيب: اللبني شجرة لها لبن كالعسل، يقال لها لبنى، قال الجوهري: يبخر به(38)، وشجرة اللبان شجرة ليس لها جذع، ولها أعداد كبيرة من الأغصان، وهي شجرة شوكية لا يتجاوز طولها من 6 إلى 7 أقدام، ويمكن أن يصل نموها إلى 15 قدمًا إذا وجدت مناخًا مناسبًا(39).

تنتج هذه الأشجار مادة صمغية لونها أصفر باهت شفاف عند بداية جمعه، ويتغير لونه، ويصبح مغبرًا نتيجة احتكاكه في بعضه البعض، وفي أثناء حرقه تفوح منه رائحة طيبة، وله دخان أبيض(40)، وتصل أنواعه إلى 25 نوعًا، يوجد عدد قليل منها في جنوب الجزيرة، وهي من أفضلها(41)، ويتم جمع اللبان بإحداث شقوق طولية في لحاء الأشجار، وفي اتجاهات مختلفة من جذوعها وأغصانها فيخرج سائل منها، يتجمد عند ملامسته للهواء، متحولاً إلى قطع متباينة الحجم تشبه الدمعة، وتوضع في أحواض هذه الأشجار حصر من سعف النخيل، تحسبًا لسقوط تلك القطع، أما القطع المتبقية أو اللاصقة بالأشجار، فإنها تقشط بآلة حادة(42).

وذكر صاحب دليل البحر الأرثري في هذا الشأن أن الأشجار التي تنتج البخور ليست بالطويلة أو الضخمة، والبخور يتقطر منها على لحائها، كما يحدث إلى الشجرة التي تسقط صمغها دمعًا في مصر.

ويقوم بجمع البخور عبيد الملك وأولئك الذين يبعثون لهذا العمل عقوبة لهم؛ إذ إن هذه الأماكن ليست صحية كما أنها موبوءة، وحتى إلى أولئك الذين يبحرون في محاذاة الساحل، إلا أنها بالنسبة إلى الذين يعملون هناك تكاد تكون قاتلة، وقد يقضون (نحبهم)؛ بسبب نقص الطعام أيضًا(43)، ويعبأ اللبان في أقفاص خشبية مغطاة بالحصر المصنوعة من السعف، خوفًا من تهشُّمه؛ لأنه مادة تميل إلى الجفاف(44).

  • م ر ر، أ م ر ر (اسم جمع) (مرر) (أمرر) ״مُرّ״:

وردت في نقش Res3427/1)) ، وجاءت المرة في لسان العرب بمعنى: شجرة أو بقلة، وجمعها مر، وأمرار، والمرار شجرة مر. ونقل ابن منظور عن ابن سيده: “وعندي أن أمرارًا جمع مر”. والمرار: شجرٌ مرٌّ، ومنه بنو آكل المرار قوم من العرب، والمرُّ دواء(45).

وقد ورد ذكر المر في نقش Res3427/1))، الذي يشير إلى تاجر معيني يسمى ״ زيد إيل بن زيد״ كان يتولى توريد المر والقليمة من بلاده إلى معابد المعبودات في مصر ونص النقش كما يلي:

ا م ر ر ن /و ق لي م ت ن/ ك أ ب ي ت ت / أ ل أ ل ت / م ص ر

أ م ر ر ن / و ق ل ي م ت ن / ك أ ب ي ت ت / أ ل أ ل ت / م ص ر/

المر / والقليمة / لمعابد / المعبودات (في) وردت في نقش Res3427/1))، الذي يشير إلى تاجر معيني يسمى ״ زيد إيل بن زيد״ الذي كان يتولى توريد المر والقليمة من بلاده إلى معابد المعبودات في مصر.

وأشجار المر لها شكل جذع الشجرة عند نموها، وتتفرع أغصانها التي تحيط بها، فتغطي جذع الشجرة لمسافة قطرها قرابة 20 قدمًا، ويصل طولها من 4 إلى 15 قدمًا، وتزهر أشجارها بعد نزول الأمطار بمدة وجيزة، ومن ثم تجف وتتحول إلى أشواك(46).

ويتم جمع المر بعد إحداث شقوق أكبر وأطول من الشقوق التي تعمل لجمع اللبان، وذلك من قاعدة الجذع، ويمكن تشقيق أشجاره إذا كانت قوية(47)، وأجود أنواعه ما تنتجه الأغصان، ويعرف بمسمى ستاكت(48)، وهو عبارة عن صمغ أحمر يميل إلى البني، في أثناء حرقه يخرج منه دخان أبيض قليل، له رائحة عطرة أخف من رائحة اللبان، ويوجد للمر أنواع ليس لها رائحة، تستعمل في الأدوية والعطور(49)، وتصل أنواعه إلى 250 صنف، وقد تكشف الدراسات الحديثة مزيدًا من الأصناف مستقبلاً(50)، وينقل المر بعد جمعه في أكياس من الجلد، لاحتوائه على نسبة كبيرة من الزيت خشية من جفاف الدهن وتسربه(51).

  • ص ر ف (ص ر ف):

 ورد في المعجم السبئي أن الصرف(ص ر ف) هو نوع من أنواع البخور(52) كما ورد ذكره أيضاً بالنقش (CIH 400) وذلك فيما ينص ״ أنه لا يجوز شرعاً إبعاد أو بيع كل البخور ״صرف״ الموجود في معبد برأن ״معبد المعبود المقه ״، وهذا النقش يشير إلى أن الصراف كان يستخدمه بوصفه بخوراً، ويقدم بوصفه قرابين للمعبودات في المعابد.

  •  ذهب (ذ ه ب ):

 ورد بالمعجم السبئي أن الذهب (ذ ه ب ) هو نوع من البخور(53)، وهو أيضاً نوع من الطيب يدخل في تركيب البخور، وقد ورد ذكره في نقوش المسند كما في النقش CIH 683)) وذلك كما يلي:

ر ن د / ذ ه ب / ن ع م / ق س ط /

ر ن د / ذ ﮬ ب / ن ع م / ق س ط /

  • ك م ك م (اسم)، نوع من الطيب (كمكام) ״كمكام״:

وكمكام هو(دهن المر) كما ورد في النقش (CIH682)، ومادة المر تختزن 17% من حجمها زيتًا إذا كانت طرية(54)، ويسمى بدهن المر، ومن مميزاته أنه يحافظ على رائحة العطور التي يكون أحد عناصر تركيبها مدة طويلة من الزمن، حددها ثيوفراستوس قرابة عشرة أعوام، وذكر أنه كلما عتق ازدادت رائحته طيبًا، يضاف إليه في بعض الأحيان قليلٌ من الخمر لصناعة صنفٍ آخر من الطيب. كما أنه يضاف إلى الخمور لإكسابها رائحة عطرة، وذكر بليني أن المر واللبان: “يحفظان للعطور رائحتها لمدة طويلة” (55).

واستعمل المر في المعابد، وفي التحنيط، وفي معظم الأشياء التي تدخل في الدهن المقدس(56). وقيل: “المر، كالصبر، دواء سمي به لمرارته، وقد عالجوا به عدة أمراض” (57).

وينص النقش (CIH682) كما يلي:

 ر ن د / ض ر و / ك م ك م / ق س ط

ر ن د / ض ر و / ك م ك م / ق س ط

  • ق س ط (اسم) (ق س ط) “عود الطيب”:

القُسط ورد في النقش (CIH682)، والقُسط بالضم: عود يتبخر به، والقسط: عود يُجاء به من الهند يجعل في البخور والدَّواء، يقال لهذا البخور قُسْطٌ وكُسْطٌ وكُشْطٌ، وفي الحديث عليكم بالعود الهندي، وقيل هو القسط البحري، وقيل هو العود الذي يتبخر به. وفي حديث أُمَّ عطية: “لا تمسُّ طيبًا إلا نُبْذةً من قسط وأظفار، وفي رواية: قُسْط أظفار”، والقسط: ضرب من الطيِّب، وقيل هو العود، وقيل هو: عُقَّار معروف طيِّب الرَّيح تتبخر به النفساء والأطفال(58). ويعتقد جواد علي أن نعته بـ(قسط أظفار) نسبة إلى (ظفار) قرب مرباط في جنوب الجزيرة العربية، التي تعرف بـ(ظفار الساحل) ونسب إليها العود الذي يتبخر به؛ لأنه يُجْلَبُ إليها من الهند، ومنها إلى اليمن(59)، وقال ابن سيده: ” الأظافير: ضرب من العطر أسود من أصله على شكل ظفر الإنسان، يوضع في الدخنة ولا واحد له”، أي أنه منسوب إلى الظفر وليس إلى مدينة ظفار(60). كما مر معنا أن البعثة الأمريكية أثبتت من خلال حفرياتها في هذه المدينة أنها أرض للبان. وقد ذكر(ديودورس) أن له ثلاثة أصناف هي: العربي، والهندي، والسوري، وأجوده العربي، خفيف الوزن ذو رائحة قوية، ولونه يميل إلى البياض، وكان يحضر على أيدي خبيرة(61).

  • ر ن د (اسم) (ر ن د) “رند” نوع من طيب(62):

ورد (رند) في النقش CIH682))(63)، و الرَّنْد: “الآس، وقيل: هو العود الذي يتبخر به، وقيل: هو شجر من أشجار البادية، وهو طيب الرائحة يستاك به، وليس بالكبير، وله حب يسمى الغار، واحدته رندة”(64).

  • ل د ن (اسم) (ل د ن) “لادن” نوع من طيب:

ورد (لادن) في النقش(CIH685)، اللدن: هو اللين من كل شيء من عود، أو حبل، أو خلق، وكل رطب مأد لدن”(65). وهو عبارة عن ورد يحصل عليه من نبات يسمى (قلسوس)، ولا يزال يستعمل في صناعة العطور حتى اليوم(66)، وقيل: هو الضرب من العلوك(67).

10 – ض ر و (اسم)، (ض ر و) نوع من الطيب:

ورد (الضرو) في النقش (CIH681)، والضِّرْوُ والضَّرْوُ: هو شجر طيَّبُ الريح يُستاك به، ويجعل ورقه في العطر، وقيل هو البُطْمُ نفسه، والبُطْمُ الحبة الخضراء، وقيل: هو من شجر الجبال، وهي: مثل شجر البلُّوط العظيم، له عناقيد كعناقيد البطمِ غير أنه أكبرُ حبًّا، ويُطْبَخُ ورقه حتى ينضج، فإذا نَضجَ صُفِّيَ ورقه ورُدَّ الماءُ إلى النار، فيعقد ويصير كالقُبيَّطي، ويتداوى به من خشونة الصَّدر ووجع الحلق. وقيل إن الضرو بالكسر صمغ شجرة تدعي الكمكام تجلب من اليمن. وقيل إن أكثر منابت الضرو باليمن” (68).

  1. ق ل ي م ت ن (اسم جمع) (ق ل ي م ت ن):

قليمتن نوع من الطيب ورد في النقش Res 3427/1)). وقيل: إنَّ هذه اللفظة تعني: قصب الذريرة، والذريرة: فتات من قصب الطيب الذي يُجاء به من الهند يشبه قصب النُّشَّاب، وفي حديث عائشة: “طيَّبتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإحرامه بذريرة “(69)، وقيل: هو نوع من الطيب مجموع.

وهو خليط من جملة مواد جافة أبرزها الحلب الأبيض، وجوز الطيب، وزهر الكافور، وتطحن هذه المواد، ويشتهر وادي(تبن) في لحج بكثرة إنتاجه منها(70).

12 – س ل خ، س ل خ ت (اسم) (سلخت):

“سليخة”، ” قرفة حطيبة” (نوع من الطيب) ورد في النقش (YM467) والسليخة: نوع من الـ(Cassia) أي: الأكاسيا وهي: قشرة تؤخذ من شجرة القرفة أو من أشجارها(71). وقيل: هي شيء من العطر تراه كأنه قشر منسلخ ذو شعب(72). والقرفة دواء معروف، والقرف: قشر شجرة طيبة الريح يوضع في الدواء والطعام، وقد غلبت هذه الصفة عليها، غلبة الأسماء لشرفها(73)، ويستعمل دهنها الناتج من ثمرها أحيانًا(74). وقيل: إن القرفة ضرب من الدار صيني، وهي على أنواع منه: الدار صيني الحقيقي، ومنه أيضًا المعروف بقرفة القرنفل(75).

  1.  ط ن ف(ط ن ف):

 ورد بالمعجم السبئي أن طنف (ط ن ف) يقصد بها الطيب(76)، وقد استخدمت بوصفها بخوراً وكان يتم تقديمها للمعبودات، ولكن هذا النوع ليس له وجود في الوقت الحاضر.

  1.  ق ب ل (ب ق ل):

 استخدم القبل في المعابد بو صفه بخور ويقدم للمعبودات، وقد ورد بالمعجم السبئي (ب ق ل) بأنه نوع من الطيوب(77)، وقد جاء ذكره في النقوش المسندية، كما في النقش CIH 439/2)) الذي يشير إلى تقديمه مع الضرو بوصفه قرباناً للمعبود ״المقه״.

  1.  ح ذ ك (ح ذ ك):

 ورد في المعجم السبئي بأنه نوع من الطيب(78)، وقد جاء هذا الاسم في النقوش المسندية، كما في النقش(CIH681)، و النقش(CIH 684)) وذلك كما يلي:

 ح ذ ك /ط ر و /ر ن د /ق س ط

 ح ذ ك / ض ر و / رن د / ق س ط

 حذك ضرو رند قسط

  1.  أ ض م( ا ض م ):

       وردت لفظة (أضم) على مبخرة رقم USM A-20-628)) في متحف جامعة صنعاء كما هو موضح (انظر الشكل1، 2)، وهو نوع ليس له وجود في الوقت الحاضر، ولكن تدل هذه المبخرة على أَنها كانت تعد نوعاً من أنواع البخور.

  1.  ن ع م ( ن ع م ):

 استخدم بوصفه بخوراً في المعابد، ورد في المعجم السبئي أن ״ نعم ״ هو نوع من الطيوب(79)، وقد ورد هذا النوع في النقوش(CIH 683) وذلك كما يلي:

ر ن د / ذ ه ب / ن ع م / ق س ط

ر ن د / ذ ﮬ ب / ن ع م/ ق س ط/

رند ذهب نعم قسط

 ومما سبق نستخلص كثرة الأسماء الواردة عن البخور في النقوش، لذا يجب علينا أن نلقي الضوء على الأوعية التي استخدمت لحفظ البخور، وفي العادة هذه الأوعية كانت مصنوعة من الأحجار، ومنها ما كان مصنوعاً من البرونز. وقد حاول إنسان اليمن القديم أن يستفيد من البيئة المحيطة به، ونلاحظ مدى تأثيرها فيه، وذلك من خلال أعماله الفنية القديمة، ونلاحظ ذلك من خلال المعروضات الموجودات في متحف الآثار – عدن، فأغلبها مصنوع من الحجر، أي أنها أقرب وسيلة استفاد منها الإنسان اليمني في صنع ذلك التراث الأثري الرائع، (فصاغ نماذج فنية على درجة عالية من الدقة والجمال، وأن ذلك الإتقان يبرهن بما لا يدع مجالاً للشك بأن الفن اليمني لم ينشأ فجأة بدون مقدمات، بل جاء نتاجًا طبيعيًا لسلسلة من المقدمات المعقدة، التي استمرت الآلاف من السنوات وتطور خلالها المجتمع في العربية الجنوبية)، وإن كان هناك اختلاف من حضارة إلى أخرى، وهذا الاختلاف ناتج عن تأثر الإنسان بالبيئة المحيطة به، أو عن عوامل عقائدية، يعُدُّ الفن سجلاً للأحداث التاريخية وللعقائد(80).

المبحث الثالث

المباخر أو المجامر: م ق ط ر (مقطر)

ق ط ر، م ق ط ر (جمع)،م ق ط ر ت (اسم)، ״مقطرة ״، ״ مجمرة ״ (للبخور)، ورد في نقش CIH 338/8))، وقد عرفت المبخرة في لغة اليمن القديم باسم (م ق ط ر) (81)، فقد أتت كثير من النقوش بهذا الاسم، وقد عثر على نماذج عديدة منها مصنوعة من مواد مختلفة، ولاحظت مباخر جيرية رخامية، ذات غطاء مفتوح من الأعلى، وتوجد بعض المباخر مفتوحة (مبخرة برنزية) في مقدمتها وعل، وبعضها الآخر ثور. وهي ذات أشكال متعددة دائرية وغيرها. وقد تفنن الإنسان اليمني القديم في عملها. وقد نقش على بعضها اسم البخور الذي يحرق فيها، واسم صاحبها، واسم المعبد الذي خصصت له، والإله الذي نذرت له. وهناك قطع أثرية تعطينا الحفريات غير الشرعية فكرة وإن لم تكن كاملة عن نوعية القطع في المعابد (مذابح، مباخر، موائد إراقة السوائل (الخمور) (82).

صناعة المباخر وأهميتها في الطقوس الدينية:

يبدو أن أغلب مدن العربية الجنوبية (اليمن القديم) بها معابد، وقد تخصصت هذه المعابد لعبادة الآلهة، وقد يتخصص المعبد لعبادة إله واحد يكرس المعبد له، ويسمى باسمه وعلى سبيل المثال (معبد المقه) (83)، أو (عثتر)، وتنذر له النذر، ويشرف على إدارة المعبد رجال دين (كهنة)، يقومون بالشعائر الدينية، ويستلمون النذور التي تنذر له، فقد كان أهل العربية الجنوبية (اليمن القديم) يقدمون النذور والقرابين لآلهتهم في المعابد، فالمعبد في نظرهم ملك للإله، يستخدمه بوصفه منزلاً وتُحصَّل فيه الضرائب والعشور). وتقدم له النذور والقرابين، لذا فقد امتلأت المعابد بالنذور الكثيرة، التي هي عبارة عن تماثيل صغيرة، ومباخر وحيوانات، ولوحات فيها كلمات الدعاء، ونقوش بسيطة تعدد دواعي الشكر، التي يبتغي الحصول عليها من الإله في المستقبل.

وتعد المباخر من أهم أثاث المعابد في العربية الجنوبية وهي المخصصة لحرق البخور(84)، وهذه المباخر أيضًا تقدم بوصفها نذوراً للآلهة، فقد عُثِرَ في المعابد على كميات كثيرة متنوعة أيضًا. وأهم المواد التي تصنع منها تلك المباخر الآتي:

أ- المباخر الحجرية:

إن الأواني الحجرية التي تُعدُّ المباخر إحدى أنواعها، من أهم الصناعات الفنية التي قامت في العربية الجنوبية (اليمن القديم) لذا نلاحظ أن طبيعة اليمن الجبلية أثَّرت فيما أنتج إنسان اليمن القديم من فن. فنجد الأعمال الفنية القديمة سواء أكانت الأعمال الفنية الصغرى، منها الأواني واللوحات والنقوش، أم الأعمال الكبرى منها فن العمارة. فمثلًا نلاحظ على المباخر تأثير الحجر؛ فأمَّا أن تكون مصنوعة كليًا وأمَّا جزئيًا، وقد تم العثور على مبخرة مكورة ذات رجلين من الحجر الجيري، نقشت على أحد أوجهها وبخط غائر وهي الطريقة الأكثر استخداماً على المباخر المختلفة وقد عثر عليها (بخربة البيضاء)، وأما بارزة وهذا النوع قليل الاستخدام ولاسيما على المباخر الحضرمية (85)، والسبئية الريدانية (الحميرية) المتأخرة، وهناك مباخر صنعت من أحجار متنوعة منها الكلسية (الجيرية)، أو الأحجار الرملية ومنهاما صنع من الرخام أو المرمر وقليل منها ما صنع من الأحجار البازلتية الإسفنجية ذات اللون الأسود المعروف في العربية الجنوبية حالياً باسم أحجار الحبش، وهو حجر بركاني أسود اللون، وأقل من ذلك المباخر المصنوعة من المعادن وبالذات معدن البرونز، وكذلك المباخر المصنوعة من الفخار التي انتشرت صناعتها في وقتنا الحالي، إلى جانب المباخر المصنوعة من المعادن مثل النحاس والفضة وغيرها (86).

ب- المباخر المصنوعة من الفخار والطين:

إن الفخار في العصور القديمة كان السلعة، أو الأداة التي تستعمل أكثر من أي شيء في الحياة اليومية، فمنه كانت تصنع أواني الطعام والأوعية اللازمة للحفظ والتخزين، وبعض أنواع المؤن، كما تصنع منه أوعية لحفظ البخور، وبعض الأوعية ذات غطاء، وبعضها الآخر مفتوح (كما في المتحف – عدن).

لقد تم العثور على بعض المباخر من هذا النوع في حفريات مدينة(ريبون) في محافظة حضرموت، فقد عُثِرَ في أطلال معبد المدينة على كميات كثيرة من المباخر، وكان بعضها مصنوعاً من الحجر، وبعضها الآخر من الفخار المحروق(87).

وقد ذكر بافقيه: أنه لم يعثر على مبخرة من الفخار من الذي يستعمل حاليًا في حضرموت، ولكنه عثر في منطقة أثرية في سوريا على مبخرة شبيهة بمباخر الطين، التي تستعمل في محافظة حضرموت اليوم. وقد أرجع بافقيه وجود تلك المبخرة الأثرية في سوريا، بوصفها دليلاً على نمط المبخرة الطينية الحضرمية(88).

ج- المباخر المصنوعة من المعادن:

تَمَّ العثور على نماذج قليلة، من المباخر المصنوعة من المعادن التي عثر عليها في اليمن، مثل التي صنعت من البرنز، أو الذهب، أو الفضة. ونورد على سبيل مثال واحدة منها هي مبخرة مصنوعة من البرنز، (انظر الشكل (2) أ، ب)، الذي عثر عليها في مواقع (أم ذيبية) في وادي ضراء في محافظة شبوة(89)، وقد عثر في هذه المبخرة على بقايا البخور الذي أحرق يوم الدفن غالبًا.

النقوش والرسوم والزخارف في تزيين المباخر:

غالبًا ما تأتي المباخر في صور متعددة من حيث الشكل، والحجم، والنقوش، والرسوم. وبالرغم من المباخر التي عثر عليها مختلفة بعضها عن بعض، والرموز التي تأتي فيها هي غالبًا رموز دينية معينة ومحددة. ومن المباخر التي احتوت عليه من الزخارف المتنوعة، التي شغلت الواجهة الأمامية للمبخرة (انظر الشكل رقم3)(90).

  • المباخر التي رسم عليها الهلال والقرص:

إنَّ هذين الرمزين أكثر الرسومات التي تتكرر على مباخر اليمن القديم، وعلى الرغم من أن تلك المباخر التي تحمل هذه الرسومات، قد عثر عليها في مواقع مختلفة، إلا أن هناك فكرة واحدة يرمز إليها هذان الرمزان. وقد اختلف الباحثون حولهما، فمنهم من يقول: إنهما يرمزان للقمر، وهو كامل النمو وهلال، ومنهم من يقول: إنهما يرمزان للهلال والشمس، وحول ذلك نجد أن (أحمد فخري) يقول: ” تماثيل الوعول تبرهن على أن المذبح قد خصص للإله المقه، ولكن الهلال والقرص ربما يرمزان لآلهة أخُرَ أيضًا(انظر الشكل 4). وهي رمز للآلهة ذات حميم، ويشاركها الإله (ود) في معين، و(عم) في قتبان، و(سين) في حضرموت(91).

وقول آخر (نور الدين): “إنَّ هذه الرموز الدينية غالبًا ما تمثل رأس ثور يبرز من بين قرنيه دائرية تمثل الشمس، وهذا الرمز المتفق عليه أنه للإله المقه. ونجد أن هذين الرمزين يختلفان في بعض المباخر؛ حيث يظهر لنا الهلال ملتصق بقاعدة، وربما كانت ترمز لرأس ثور من الخلف، يظهر قرناه ويعلو القرص، والأشكال الكروية داخل قرون الحيوانات، التي يظن أنها ترمز إلى القمر (المعبود الأب في الثالوث الكوكبي)(92).

ومن المباخر التي قدمت للإله المقه والتي رُسِمَ عليها صورتا الهلال وقرص الشمس ولاسيما على جوانبها (انظر الشكل 4) في الجزء العلوي للمبخرة ذات الشكل المكعب الذي تعرض في بعض أجزائه لكسور، وقد دون السطران الأول والثاني من النقش فيما يبدو من الصورة في أعلى صورتي الهلال وقرص الشمس ولاسيما على جوانبها، حيث تعرضت بعض حروف كلماتها الأخيرة للتلف، ودون بقية النقش على الجانب الأمامي من المبخرة، ومما ورد في مضمون النقش NA68))، ما يأتي:

  1.  و ﮬ ب م / ب.
  2.  ط ن. .
  3.  ﮬ ق ن ي / إ ل.
  4.  م ق ﮬ / ب ع ل.
  5. ن ي ط / م ف.
  6. . . م / م(93).

معني النقش:

صاحب النقش المسمى (و هب ب. . . طان قدم- قرب (للإله) ال مقه سيد (المعبد المسمى) نبط أو (نايط) مفحم (مقطر).

ب- المباخر التي تحمل نقوشًا وكتابات:

لقد حاول الفنان في العربية الجنوبية أن يظهر تلك المباخر بأشكال جميلة، حيث نقش عليها نقوشًا زخرفية، وكتابات بخط المسند؛ حيث إنها تمدنا بمعلومات تفيدنا في دراسة الحياة الدينية للإنسان اليمني. كما ذكرنا سابقاً أن هناك مباخر وجٍدَت عليها كلمات تشير إلى نوع البخور فيها بعض الكتابات بالخط المسند، ويظهر عليها رمز الإله المقه. وأيضاً من المباخر التي قدمت للإله إل مقه في معبده المسمى نيط كما ورد في النقش NA68))، وفي النقش (Ja696=Ja697).

ج- المباخر التي رسم عليها رموز حيوانية:

للثور والوعل أهمية كبيرة في الرموز الدينية القديمة. علمًا أنَّهُ في ديانات اليمن القديمة لم يُعد الحيوان إلهاً قطُّ، وإنما استعمل بوصفه رمزاً للآلهة. فنجد الثور والوعل هما رمزان دينيان، وربما كانا يرمزان لإله الإخصاب والقوة ويتكرران كثيرًا في الآثار اليمنية القديمة. كذلك الوعل يتكرر في بعض الرسومات التي تظهر على المباخر العربية الجنوبية، فنلاحظه صورة كاملة أو صورة رأسه فقط.

وفي المبخرة التي ذكرها (فخري)، عثر عليها في المعبد باسم (دار البيضاء)، وإذا ما نظرنا إلى هذه المبخرة، فإننا نجد في الجزء الأسفل من الجانب الأعلى منظرًا يمثل (شجرة الحياة)، ويقف على جانبيها وعلان، يقف كلُّ منهما على رجليه الخلفيتين، ويقول: إنَّ الفكرة الأساسية وراء هذا المنظر لابد من أنها متأثرة بالفن والأساطير البابلية، ووجود صورة الوعل على المبخرة يبرهن أنها خصصت للإله المقه(انظر الشكل رقم 5) (94).

د- المباخر التي رسمت عليها رموز زخرفية:

هناك مباخر رسمت عليها رموز زخرفية من الخارج، وهي عبارة عن أشكال. . . وبعضها تحمل زخارف معمارية رائعة، رسمت عليها أكاليل، وزهور، وأشجار النخيل(95).

ومن الآثار الشعائرية التي تقدم في المعابد ما قدمت إلى المعبود ذي سماوي التي عثر عليها في اليمن، وهي نوعان:

  1. مذابح في شكل مجامر صغيرة مكعبة الشكل؛ أغلبها مصنوع من الحجر الكلسي، وبعضها من الفخار، ولها أربع أرجل صغيرة، وعلى أبدانها زخارف مختلفة منها المثلثات، والحزوز، والخطوط المتقاطعة، ومنها ما يحمل أسماء أنواع مختلفة من البخور المستعملة في ذلك الوقت، منها اللبان، والرند، والقسط، والضرو، والقلم. . إلخ، وقد وجدت هذه المذابح، أو المجامر الصغيرة المكعبة-(انظر الشكل (6) أ،ب)- في أماكن كثيرة من الجزيرة العربية مثل: تمنع، شبوة، قرية الفاو، ثاج، جنوب الظهران(96). وقد اختفى هذا النوع من المذابح بحسب رأي (بيرين) في نحو القرن الأول قبل الميلاد(97).
  2. مذابح في شكل مجامر كبيرة مصنوعة من الحجر، تقدم -في العادة- لتلك المعبودات، وهذه يُحمل هيكلها على قاعدة هرمية الشكل، وفي العادة تزخرف واجهاتها بزخارف متنوعة منها ما هو على شكل هلال، يضم بين جنباته قرص الشمس، ويرتكز على قاعدة مخروطية، فضلاً عن زخارف معمارية تتمثل في الأبواب والنوافذ الوهمية. ومن الزخارف ما يمثل رسومًا لبعض الحيوانات كالوعول، فضلاً عن نصوص التقديم التي تحوي أسماء المقدمين والآلهة، وقد وجد هذا النوع من المذابح بكثرة في قرية الفاو (98).

وترد في نقوش المسند أسماء مختلفة لمذابح البخور التي كان يحرق عليها أنواع البخور المختلفة. فقد كان يطلق على هذه المذابح الأسماء م ق ط ر (مقطر)، و م س و د ت (مسودت)، و م ف ح م (مفحم)، و م ج م ر (مجمر). ومن مذابح الحجرية المشارة إليها آنفًا، هو في شكل مجمرة متوسطة الحجم عليها بالخط المسند، يسجل إهداء المذبح ذاته إلى المعبود ذي سماوي (ذ ي س م و ي) (99) كما ورد في النقوش كلمة(أ ذ ن ن) لقب للمعبود ذي سماوي يرمز للسلطة أو القوة والقدرة(100).

المبحث الرابع

الآلهة الذين قدمت له البخور و المباخر

تُعَدَّ المباخر من أهم أثاث المعابد، وهي تُعَدَّ أمراً ضرورياً لعملية إحراق البخور فيها، وتعد من الطقوس الدينية المهمة التي تقدم في مناسبات متعددة، منها قدوم المتعبد إلى معبد الإله المعبود للقيام بأداء شعائره الدينية، ومنها تقديم القرابين الإهدائية، أو القرابين النذرية، حيث يبدأ المتعبد بإحراق بخور قدومه للمعبد، إما في المباخر التي وضعت في قدس الأقداس، أو في أروقة المعبد، أو في الفناء المكشوف منه(101).

حيث يتم بعد ذلك تبخير القربان أو النذر المقدم، ولاسيما متى ما كان من نوع القرابين أو النذور المذبوحة؛ لأن عملية حرق البخور في الديانة اليمنية القديمة طقس شعائري مطلوب القيام به في كل المعابد العربية الجنوبية القديمة(102).

أولاً – الآلهة الذين قدمت لهم البخور:

البخور من أهم القرابين والنذور التي كانت تقدم للآلهة في العربية الجنوبية، وكانت هذه المادة أغلبها تقدم بوصفها عشوراً للمعابد عن الكميات التجارية منها، أو تقدم بوصفها مادة محروقة، وفي العربية الجنوبية يؤرخون بيوم إحراق البخور في المعابد بكميات كبيرة لأحداث أخُرَ معمارية أو غيرها من الأحداث القديمة، ومن الآلهة التي ورد في النقوش ذكر تقديم البخور لها ما يلي:

  • الإله المقه:

من النقوش التي ورد فيها ذكر تقديم البخور للإله إل مقه، النقشCIH582) ).

ويتكون هذا النقش من سطرين دوِّنا بطريقة خط المحراث على قطعة حجرية عثر عليها في معبد أوأم في مأرب، وهذا ما يدل على أنه من النقوش القديمة، وربما العائدة إلى عهد مكاربة سبأ، ومما ورد فيه ما يلي:

  1.  ي ش ط / ب ن / ت ب ع ك ر ب / ﮬ
  2.  ق ن ي / إ ل ق ﮬ / أ ب خ ر

معنى النقش:

           صاحب النقش المسمى (يشبط بن تبع كرب قدم – قرب للإله) إل مقه بخوراً (103).

  • الإله ود:

قدم البخور للإله ود (القمر) وكان إلهاً رئيساً لمملكتي أوسان ومعين. ومن النقوش التي ورد فيها ذكر تقديم البخور لهذا الإله باسم (معثي أو معثيت) في النقشGl1234))، إذ ورد في السطر الخامس من هذا النقش، ويشير هذا التاريخ للحدث المعماري المكرس لآلهة معين بما قدم من بخور للإله ود، وذلك على النحو الاتي:

 – ي و م / ع ر ب / د ح م ل / و ب د ي ت / وع ب د ت / م ث ع ع ي / و د م/ ب ح ض ر ﮬ س.

معني النقش:

يوم قدم (أصحاب النقش) دحمل وباية وعبيدة بخوراً (للإله) (ود) في هيكله أو في معبده ربما في موسم الحج الخاص به (104).

– الإله عثتر ذو رحبة:

قدم البخور للإله عثتر في معابده المقامة بمنطقة المعينية أو في المناطق الأخرى، إما بصورة منفردة أو مع آلهة أخُرَ، ومن النقوش التي قدم فيه البخور لهذا الإله بصور منفردة النقش Res2846)) ورد فيه ما يأتي:

  • م ث ع ي ت / ع ث ت ر / ذ ر ح ب ت

أي أن صاحب النقش المتلف اسمه قدم بخوراً للإله عثتر في معبده المسمى ذو رحبة. وتقع هذه المنطقة إلى الشمال من صنعاء(105)، وكانت تتبع مملكة معين في أوج ازدهارها.

ثانياً: الآلهة التي قدمت لهم المباخر:

          كانت المباخر تستخدم لحرق البخور عليها في المناسبات الدينية منها الحج، أو في الزيارات الموسمية، أو في الطقوس الدينية اليومية، ولهذا فقد كثر تقديم المباخر بوصفها قرابين أو نذوراً للآلهة المعبودة في العربية الجنوبية، وهناك من المباخر ما خصصت للاستخدامات الشخصية، حيث دونت عليها أسماء الأشخاص الذين خصصت لهم في معابد الآلهة المعبودة دون الإشارة إلى إهدائها للإله المعبود في المعبد الذي وجدت فيه، فربما تكون قدمت بوصفها تذكاراً بدلاً عن التمثال الذي ربما كانت تكاليفه كبيرة، ولا يقدر عليها بعض الأشخاص من العامة (انظر الشكل رقم (7) أ، ب).

  • الإله المقه:

ومن النقوش التي يرد ذكر للمباخر التي قدمت بوصفها قرباناً للآلهة النقش Ja696=Ja697))، وهذا النقش عثر عليه في معبد أوأم الخاص بالإله إل مقه (القمر) والواقع خارج مدينة مأرب، ورد في هذا النقش ما يلي:(106).

  1. 1- ع ل ﮬ ن / ب ن / ع ل ﮬ ن / أ
  2. 2- د م / ك ب ر / خ ل ل / ﮬ ق
  3. 3- ن ي / ث ر ن ﮬ ن / و م ق ط رن.
  4. معنى النقش:

صاحب النقش المسمى علهان من أسرة علهان التابعة (لأسرة أو قبيلة) كبيرة خليل قدم- قرب (تمثالي) الثورين والمقطرة (المبخرة). والواضح من النقش أنه لم يذكر فيها المناسبة التي قدم من أجلها القربان، فربما يكون هناك نقص في النقش أدى إلى عدم معرفتها، وربما يكون القربان المذكور تطوعي دون أية مناسبة.

  • الإله عثتر:

من المباخر التي قدمت لمعابد الإله (عثتر)، ومن هذه النقوش النقش CIH422))، وهو من النقوش السبئية، ويتكون من أربعة أسطر كتبت على واحد من وجوه قاعدة المبخرة المقدمة للإله عثتر، ورد في محتوى النقش ما يأتي: (107).

  1. 1- أ م ت / ش م س م / ذ ت / و ﮬ
  2. 2- ر ن / ﮬ ق ن ي ت / ع ث ت ر / م ق ط ر
  3. 3- ن / ل س ع د ﮬ م و / ن ع م ت م
  4. 4- و أ و ل د م / ﮬ ن أ م.
  5. معنى النقش:

صاحبة النقش المسماة أمة شمس الوهرانية (نسبة إلى أسرة أو منطقة تسمى وهران)، قدمت – قربت (للإله) عثتر هذه المقطرة (المبخرة)؛ من أجل ما أسعدها به (الإله عثتر) من النعم والأولاد الأصحاء السالمين.

  • – الإله سين:

ومن المباخر المسماة بـ (مفحم) التي قدمت للإله الحضرمي سين (القمر)، وهذا ما وضحه النقش المدون على أحد جوانب عمود مستطيل الشكل به بروز من أعلى، وآخر من أسفل وتحديداً في الجانب الأمامي من الدعامة فيما يلي النقش مباشرة، (انظر الشكل رقم 8) الذي عثر عليه في معبد الإله المسمى (ذو حلسم) في منطقة بالقطفة، وقد نشر هذا النقش (جاكلين بيرين) تحت رمز(BAQ1)، وذلك ضمن النقوش الأخرى التي كشف عنها في هذا المعبد، ومما ورد في هذا النقش ما يلي:

  • ذ ل ح د س / ب ن / ي ك ب د / س ق ن ي / س ي ن / م ف ح م ﮬ ن (108).
  • معنى النقش:

صاحب النقش المسمى (ذو لحدس بن يكبد)، قدم – قرب (للإله) سين المفحم (المبخرة). ومن محتوى النقش تبين أن صاحب النقش لم يذكر المعبد الخاص بالإله سين الحضرمي، الذي عبد في منطقة باقطفة التي عثر على هذ النقش فيها، حيث كانت قديماً ضمن مناطق نفوذ مملكة حضرموت.

  • – الإله لحيعثت والإله عم أنس:

 من المباخر التي قدمت لهذين الإلهين الذين قد عبدا في منطقة ناعط، وهي التي عثر فيها على مبخرة عليها نقش (Na8)، وهي مبخرة صغيرة مصنوعة من الحجر، وقد تعرضت لبعض الكسور في أطرافها العلوية (انظر الشكل 9)، وهي المبخرة الوحيدة تقريباً التي دون بداية النقش فيها على رأس ثور ذي الشكل المثلث، الذي شكل قرنية الهلال رمز الإله القمر، وفي أعلاه القرص الدائري رمز الإلهة الشمس، والذي عدَّه بعض الباحثين شكل نجمة (109)، وعلى هذا الأساس احتمل باحثون آخرون** أنه رمز الإله عثتر (كوكب الزهرة)، وهو في الحقيقة رمزاً للإله القمر.

المبحث الخامس

أهمية البخور وأثره في العلاقات الخارجية

أهمية صناعة النباتات العطرية في استخداماتها المختلفة، سواء أكان في الطقوس الدينية أم في المناسبات أم في العلاج الطبي؛ ساعد في إقامة علاقات تجارية بين جنوب الجزيرة العربية، وبين دول العالم القديم لاسيما مصر، الذين يطلقون على أرضها وما يقابلها من شواطئ إفريقيا المطلة على البحر الأحمر، اسم (أرض بونت)*** واسم (الأرض المقدسة)، التي يجلب منها البخور لإحراقه في معابدهم، أو يقدمونه قربانًا لآلهتهم، وظلت على أهميتها تلك في العصر الهلينستي، وصارت تعرف بأرض البخور وغيره، ونظرًا لتطور العلاقات الاقتصادية بينهما، فقد عثر في الجيزة على نقش بالخط المعيني لتاجر معيني يدعى زيد بن زيد من عهد بطليموس الثاني، الذي يعتقد أنه أصبح كاهنًا في أحد المعابد المصرية؛ حيث قام باستيراد كميات من المر والبخور بسفينة، كان يمتلكها مقابل نوع من المنسوجات التي كانت تصنع في معبده(110).

من المعلوم أن منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية (العربية الجنوبية)، قد أقامت علاقات مختلفة مع دول العالم القديم خلال المدة من القرن العاشر حتى نهاية القرن الأول ق. م. وكانت على رأس تلك الصلات تجارة البخور والمباخر، وكان للمؤثرات الجغرافية والبشرية والتاريخية والسياسية أهمية بارزة في الحركات التجارية لتلك المنطقة(111).

لا يخفى على الباحث الرصين والمتعمق في شؤون حضرموت التي تُعَدَّ بلد البخور؛ أنها مملكة مترامية الأطراف كانت تتوسط جنوب شبه الجزيرة العربية، وتمتد من مشارق وادي بيحان في قتبان غرباً إلى حدود عمان شرقاً منطقة ظفار أَفضل المناطق المنتجة للبخور، وقد امتدت عبر البحر حتى جزيرة سقطرى، وإلى عاصمتها (شبوة)، وكان يجلب اللبان لتخزينه فيها، وكانت مدينة(قنأ) الميناء التجاري الرئيس لحضرموت(112).

لقد توافرت في منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية ثلاث مقومات رئيسة أسهمت بدور كبير في قيام دول مستقرة على أساس اقتصادي قوي مستمر، أولها: زراعة منتظمة تقوم على مساحات كبيرة من الأراضي الخصبة، وقدر كاف من الأمطار الموسمية الغزيرة، وثانيها: مناطق واسعة من الأشجار الطبيعية والنباتات التي تنتج التوابل والطيوب (البخور)، وهي سلعة كان العالم القديم في حاجة شديدة إليها، أما ثالث: هذه المقومات فهي التجارة، هذا إلى جانب موقع يتحكم في بدايات الخط التجاري البري من الجنوب إلى الشمال، والخط التجاري البحري بين الشرق والغرب عند ملتقى المحيط الهندي والبحر الأحمر(113).

 لقد كان للبخور الذي تنتجه أراضي تلك الدول دور مهم في تلك العلاقات بين شعوبها، وكان واحداً من أَهم الأسباب التي أدت إلى وجود تنافس وصراع مستمر بينهم في سبيل السيطرة على طرق تجارته التي تمر عبر أراضيهم(114).

لقد تميزت منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية بإنتاجها لأجود أَنواع البخور والمواد العطرية التي أسهمت بصورة كبيرة في ازدهارها بتجارة البخور خلال المدة من القرن العاشر حتى نهاية القرن الأول ق. م. والبخور عبارة عن مواد صمغية غير سامة، وهي طيبة الرائحة، مع إضافة عود الصندل في بعض الأحيان، وغيره من المواد الأخرى ليعطي روائح عطرة، ويصنع البخور إما في شكل مصنوع أو أعواد(115).

 لقد أدى ظهور البخور في العربية الجنوبية إلى بناء أساس اقتصادي راسخ وإلى بقاء دول جنوب شبه الجزيرة العربية وتمتعها بقدر واضح من التوافق أو التكامل السياسي فيما بينها. وربما كان هذا انعكاساً للتكامل الاقتصادي بين تلك الدول، فقد كانت كل دولة تتميز بإنتاجها لنوع من الطيوب (البخور) أو التوابل دون الأخرى(116)، بل شكّل البخور أقوى مظاهر العلاقات الخارجية بين الممالك القديمة؛ إذ كانت تلك الأنواع تتجمع عند بداية خط القوافل البري (طريق البخور) الذي يمر في مناطق حددتها التضاريس الطبيعية وجعلتها أنسب من غيرها، لذلك كان لابد من وجود قدر من التكامل بصورة أو بأخرى بين تلك الدول؛ إذ اتخذ شكل تبادل السيادة أو تتابعها على المنطقة من حين لآخر(117).

إن أثر البخور في العلاقات الخارجية لأشهر دول العربية الجنوبية تمثل بدول خمس هي حضرموت وسبأ و معين وقتبان وأوسان، قامت في مدد متداخلة ومتعاقبة، وكانت متعاصرة متعاونة أو متنافسة متناحرة، كل واحدة منها تستقل بنفسها تارة، وتدين بالولاء لبعض جاراتها تارة أخرى(118). ويبدو أن البخور الذي تنتجه أراضي تلك الدول له دور مهم في العلاقات بين شعوبها، وكان واحداً من أهم الأسباب التي أدت إلى وجود تنافس وصراع مستمر بينهم في سبيل احتكار تجارته، والسيطرة على طرق تجارته التي تمر عبر أراضيهم(119).

الخاتمـة:

 بعد رحلة البحث استخلصت الباحثة النتائج الآتية:

– أَن (البخور) و (المباخر) قد احتلت مكانة عظيمة في الحياة الدينية والاجتماعية في العربية الجنوبية (اليمن القديم).

– أصبحت سلعة (البخور) و (المباخر) توأم الحياة الاجتماعية والطقوس الدينية التي لا يمكن أَن يستغني عنها في أية مناسبة (دينية – اجتماعية)، وعلى وفق ما تقدم تفنن الإنسان في العربية الجنوبية في عملها وأتقن ذلك.

– ينفي فان بيك نمو أشجار اللبان في المرتفعات الغربية والتي كانت تقع تحت حكم السبئيين ويحمل فان بيك كل من ثيوفراست، وديودور، وأسترابو، وأرتميدس مسئولية الخلط والتشويش فيما يتعلق بموقع مناطق اللبان بسبب ادعائهم بأن بلاد السبئيين تنتج اللبان، ويعتقد بأن الأدلة الأثرية سوف تؤكد ذلك وتوجد أشجار اللبان بمنطقة المهرة والمحفد، وكلما اتجهنا (شرقا) ،وفي وادي حجر والتلال الشرقية لحضرموت جبال الجول (حيث يوجد فيها اللبان البدوي ويتم استنباته في مناطق الزراعة المروية، ولازالت أشجار اللبان تنمو في وادي الغبر أحد الأودية التي تتفرع من وادي دوعن. كما يوجد في جزيرة سقطرى عدة أنواع. وأيضًا على شاطئ باب المندب.

  • لقد ازدهرت الحركة التجارية في المنطقة بفضل التقدم الزراعي والاجتماعي وأثره في تجارة البخور والمباخر.
  • أصبحت دول العربية الجنوبية آنذاك تسوِّق منتوجاتها المتنوعة لاسيما منتوجاتها الطيوب والعطور.
  • أصبحت العربية الجنوبية وسيطاً تجارياً مهماً بين الشرق والغرب، لموقعها الجغرافي الاستراتيجي، وأظهر أهلها مهارةً ونبوغاً في أمور البيع والشراء.
  • أكسبهم الاتجار بالبخور والمباخر معرفة عميقة للطرق التجارية، البرية والبحرية.
  • كان نشاطهم التجاري ولاسيما في تجارة البخور له مردود مالي وفير، ساعد على زيادة خزينة الدولة، ومن ثَمَّ ثراؤها وترف شعبها.
  • يبدو أن هذه التجارة (تجارة البخور) قد عكست نفسها في المدى التاريخي على الصلات والعلاقات التجارية والحضارية ودول بلاد العرب الجنوبية والحضارات القديمة ولاسيما المجاورة لها.

الملاحــق

جدول يوضح ألفاظ (أنواع البخور، المباخر)، الواردة في البحث:

المصدرالمعنىالصفةاللفظالمسند
Ja635/4طيباسمط ن ف طنف
Ym 467(بخور) اللبن، الميعةاسمل ب ن، ل ب ن ي، ل ب ن يلبن/لبنت
RES 3427/1مراسمم ر رمرر
RES 3427/1مرورجمعأ م ر رأمرر
CIH400  ص ر فص ر ف
Ja635/4-5عاطر ذو رائحةصفةط ي ب مطيبم
CIH683نوع من البخور ذهبذ ه ب
CIH682(نوع من الطيب) كمكام، دهن المرواسمك م ك مكمكم
CIH682عود ق س ط قسط
CIH682رند (نوع من الطيب)اسمر ن درند
CIH685لادن(نوع من البخور)اسمل د نلدن
CIH681نوع من الطيباسمض ر وضرو
CIH681نوع من الطيباسم جمعق ل ي م ت نقليمتن
Ym 467نوع من الطيباسمس ل خ، س ل خ تس ل خ ت
المعجم السبئييقصد بها الطيب ط ن فط ن ف
CIH439/2نوع من الطيوب قبلط ق ب ل  
CIH681-684نوع من الطيوب حذكق ح ذ ك
USM A-20-628نوع من أنواع البخور أضمأ ا ض م
CIH683نوع من الطيوب نعما ن ع م
CIH338مجامر، مقاطرجمعم ق ط رمقطرو

قائمة المختصرات والرموز

ب. ت = بدون تاريخ

  • ASOR= Annual of the American School of Oriental Research, Philadelphia, The Americal Research.
  • BAQ = Inscriptions Ba-Qutfah Temple- published dy J. pirenne.
  • CIH= Corpus Inscriptionm Semiticarum, Himyariticas et Sabaeas Continens, Tomus I,II,III,Paris, 1889. 1911,1929

–         Ja = inscriptions publieés par A. Jamme:

  • Ibib = تعني المرجع نفسه
  • NA=Inscriptions published by Khalil Yahya Nami
  • RES=Repérotoire d,Epigraphie Sémitique.
  • RY=Rnscriptions published by Ryckmans.
  • USM =University of Sana’a٫ a Museum.

(1) أستاذ التاريخ القديم المساعد/ كلية التربية طور الباحة – جامعة عدن.

(1) حبتور، ناصر صالح، حسين، أسوان محمد، عامل نشوء المراكز والمدن في اليمن القديم، مجلة سبأ، جامعة عدن، العدد (18-20)، جمادي الآخر 1424هـ- إبريل 2013م، ص152.

(2) الجرو، أسمهان، التواصل الحضاري بين عرب الجنوب والعالم القديم، مجلة دراسات يمنية، العدد 31، صنعاء، 1990م، ص182؛ باوزير، محمد بن هاوي، كراسات في تاريخ حضرموت وتراثها، ط1، دار الوفاء للدراسات والنشر، عدن، 2014م، ص102-105.

(3) زكريا، أحمد وصفي، رحلتي إلى اليمن، دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر بدمشق، 1986م، ط1، ص41. ولمزيد من التفصيل عن التواصل التجاري بين اليمن القديم وبلاد ما بين النهرين ومصر والشام والهند، انظر: باوزير، محمد بن هاوي، المرجع السابق، ص106- 113.

(4) شرف الدين، أحمد، مسالك القوافل التجارية في شمال الجزيرة العربية وجنوبها، دراسات تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الثاني، الجزيرة العربية، ط1، 1404هـ، إشراف: أ. د. عبدالرحمن الأنصاري، مطابع جامعة الملك سعود، ص255.

(5) غلاب، محمد السيد، التجارة في عصر ما قبل الإسلام، دراسات تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الثاني، الجزيرة العربية، ط1، 1404هـ، إشراف: أ. د. عبدالرحمن الأنصاري، مطابع جامعة الملك سعود، ص194.

(6) عبد العليم، مصطفى كمال، تجارة الجزيرة العربية مع مصر في المواد العطرية في العصرين اليوناني والروماني، دراسات تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الثاني، الجزيرة العربية، ط1، 1404هـ، إشراف: أ. د. عبدالرحمن الأنصاري، مطابع جامعة الملك سعود، ص208-211.

(7) ولمعرفة أحداث الحملة الرومانية على اليمن القديم. . . أسبابها وسيرها ونتائجها، انظر: باوزير، محمد بن هاوي، الحملة الرومانية على العربية الجنوبية (اليمن القديم) بين المصادر الكلاسيكية والجدل التاريخي، مجلات كليات التربية، العدد 9، دار جامعة عدن، أغسطس 2008م، ص231- 265.

(8) شرف الدين، مرجع سابق، ص255.

(9) عبد العليم، مرجع سابق، ص207.

(10) الزبيدي، محب الدين أبي فيض السيد مرتضى الحسيني، شرح القاموس المسمى تاج العروس من جواهر القاموس، دار الفكر، ب. ت، (باب بخر)، (8/133).

(11) فريا ستارك، “البوابة الجنوبية لبلاد العرب”، ترجمة: علي محمد باحشوان، مجلة اليمن، مركز البحوث والدراسات، جامعة عدن، العدد الثاني، 1990م، ص127.

(12) الكندر: عرف بهذا الاسم في مختلف اللغات الهندية والفارسية. علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج7، ص237.

(13) غلاب، محمد السيد، مرجع سابق، ص194؛ باوزير، كراسات في تاريخ حضرموت، ص98- 105.

* أثبتت البعثة الأمريكية التي قامت بإجراء أول حفريات في ظفار عام 1952م أنها أرض اللبان لتوافر غابات أشجاره فيها، وأن مملكة حضرموت قد امتدت سلطانها حتى هذه المنطقة. للمزيد انظر عبد الحكيم شائف محمد، تجارة اللبان والمر في اليمن القديم، مجلة جامعة صنعاء للعلوم الاجتماعية والإنسانية. العدد4، 2008م، ص116 – 168.

(14) عبدالعليم، مرجع سابق، ص206، 210.

(15) شهاب، حسن صالح، أضواء على تاريخ اليمن البحري، دار العودة، ط2، بيروت، 1981م، في باب السلع المقدسة، ص131-140.

(16) Groom, N, Frankincense and Myrrh, in: A study of the Arabian incense trade, Longman, librairie du Liban, London and New York, 1981, p. 160.

(17) بليني الأكبر، هو جايوس بلينوس سكندوس المعروف باسم (بليني الأكبر) تميزًا له عن ابن أخيه بليني الأصغر، وهو مؤلف روماني، عاش في القرن الأول للميلاد (23/24م-79م). وكانت له مؤلفات بلغ عددها (120)، ولم يبقَ من مؤلفاته سوى موسوعة (التاريخ الطبيعي) (Natural History). تعدُّ موسوعة التاريخ الطبيعي التي أعدّها (بليني) دائرة معارف عن الطبيعة، لم يسبقه إليها أي كاتب يوناني، أو روماني من قبل، وقد تألف هذا العمل من (37) كتابًا، شملت مختلف المجالات العلمية، وفي كتابه (الثاني عشر) عمل تحقيقًا علميًا مفصلاً عن طيوب اليمن وأشجارها العطرية ومناطق نموها، للمزيد انظر:The Encycolpedia Americana, the International work, Americana Corpora on, New York, 1829, vol,XX11, P. 246.

(18) زيادة، نقولا، ” دليل البحر الإرتيري وتجارة الجزيرة العربية البحرية”، دراسات في تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الثاني، ط1، 1404هـ، إشراف: أ. د. عبدالرحمن الأنصاري، مطابع جامعة الملك سعود، ص266.

(19) شهاب، حسن صالح، المرجع السابق، ص131-140.

(20) حتي، فيليب، تاريخ العرب المطول، ج1، دار الكشاف، بيروت، 1965م، ط1، ص59-60.

(21) Strabo, The geography of Strabo, translated by: Horace Leonard Jones, P, H, D, LL, D, the Loeb classical library, Vol, B, XV1, (4), London, 1966, P. 2-26.

(22) اليزابيث، مونرو، الجزيرة العربية بين البخور والبترول، ترجمة: محمود محمود، مجلة (الدارة) ع1س2، (ص23 – 28) الرياض، 1976م، ص33؛ موللر، والتر، طريق اللبان، ترجمة يوسف محمد عبدالله، ضمن كتاب (اوراق ج2)، صنعاء، 1985م، ص219-220.

(23) باوزير، محمد بن هاوي، الشواهد النقشية لتجارة البخور وثيقة مهمة وصورة حية للوحدة الحضارية بين اليمن القديم والوطن العربي القديم، المجلة اليمنية للبحوث الزراعية، العدد (26)، دار جامعة عدن، يونيو 2008م، ص107 – 108.

(24) الجرو، أسمهان، الحياة الحضارية، ص73.

(25) المرجع نفسة والصفحة.

(26) النعيم، نورة عبد الله العلي، الوضع الاقتصادي في الجزيرة العربية في الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي، دار الشواف للنشر والتوزيع، الرياض، 1992م، ص210.

(27) Wellested J. R. Travel in Arabia, Graz ADV, Vols 2, 1978, p. p. 421-472.

(28) مجموعة من المؤلفين،״ البخور״، الموسوعة العربية العالمية، مج4، الرياض،1994م، ص236.

(29) بيستون، وآخرون، المعجم السبئي، مرجع سابق، مادة ״ب خ ر ״، ص27.

(30) لوكس، فريد، المواد والصناعات عند قدماء المصريين، ترجمة زكى إسكندر ومحمد زكريا غنيم، القاهرة،1991م، ص151.

(31) بيستون، وآخرون، المعجم السبئي، مادة ״ ط ن ف ״، ص153.

(32) المرجع نفسه، مادة ״ ل ب ن ״، ص81.

(33) سيد، عبدالمنعم عبدالحليم، البحر الأحمر وظهيره في العصور القديمة، الإسكندرية،1993م، ص567.

(34) ابن منظور، جمال الدين محمد مكرم، لسان العرب، دار صادر، (د. ت)، بيروت، 1970م، اللسان، مادة (لبن)، (13/377).

(35) بيستون وآخرون، المعجم السبئي، مادة ״ ل ب ن ״، ص81.

(36) عبدالله، عبد الله، يوسف محمد، أوراق في تاريخ اليمن وآثاره، مجموعة بحوث ومقالات ط2، دار الفكر المعاصر، بيروت 1990م، ص223.

(37) الدبعي، عبدالرحمن سعيد، الخليدي، عبد الولي أحمد، النباتات الطبية والعطرية في اليمن، مركز عبادي للدراسات والنشر، صنعاء 1997م، ص143.

(38) ابن منظور، مصدر سابق، اللسان، مادة (لبن)، (13/377).

(39) Van Beek, Frankincense and Myrrh, B. A, New Haven, ASOR, Vol. 23, 1960, P. 72.

(40) Ibib, 71

(41) Groom, N. , op. cit, pp. 104-105.

(42) النعيم، نورة عبد الله العلي، الوضع الاقتصادي في الجزيرة العربية في الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي، دار الشواف للنشر والتوزيع، الرياض، 1992م، ص236.

(43) زيادة، نقولا، المرجع السابق، ص266، 267.

(44) Groom, N, op. cit, pp. 135-136.

(45) ابن منظور، المرجع السابق، اللسان، مادة (مرر)، (5/167).

(46) Van Beek, op. cit, P. 72.

(47) Thomas, Bcrtram, Arabia Felix, London, 1932, p123.

(48) Groom, N, op. cit, pp. 146,147.

(49) Van Beek, op. cit,p p,71,72.

(50) Groom, N. , op. cit, pp. 104-105

(51) Groom, N. , op. cit, p. 135,136.

(52) بيستون، وآخرون، المعجم السبئي، مرجع سابق، مادة ״ صر ف ״، ص144.

 (53) المرجع نفسه، مادة ״ ذ ﮬ ب ״ ص38.

(54) Groom, N. , op. cit,. p. 12.

(55) النعيم، نورة، مرجع سابق، ص190، 191.

(56) علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج7، دار العلم للملايين، بيروت، مكتبة النهضة، ط1، بغداد، 1970م، ص238.

(57) الزبيدي، مصدر سابق، (باب بخر)، مادة (مرر)، (3/537).

(58) ابن منظور، مصدر سابق، اللسان، مادة، قسط (7/379).

(59) علي، جواد، المفصل، ج7، المرجع السابق، ص237.

(60) ابن سيدة، المخصص، مادة (باب العود)، (3/199).

 (61) Miller, J, Innrs, The Spice Trade of The Roman Empire 29, B. C. to A. D. 641, Oxford, The Clarendon Press, 1969, p85

(62) ابن منظور، مرجع سابق، اللسان، مادة (رند)، (3/186).

(63) الجرو، أسمهان، الحياة الحضارية، المرجع السابق، ص34.

(64) ابن منظور، مصدر سابق، اللسان، مادة (رند)، (3/186).

(65) ابن منظور، المصدر السابق، اللسان، مادة (لدن)، (13/383).

(66) الدمياطي، محمود، معجم أسماء النباتات الواردة في تاج العروس للزبيدي، ص128.

(67) ابن سيدة، المصدر السابق، المخصص، مادة (باب الصمغ، واللثي، والعلوك ونجو ذلك)، (3/219).

 (68) ابن منظور، المصدر السابق، اللسان، مادة (ضرا)، (14/ 483).

(69) صحيح البخاري، (5586).

(70) شهاب، حسن صالح، مرجع السابق، ص146.

(71) علي، جواد، مرجع سابق، ج7، ص239.

(72) ابن سيده، المصدر السابق المخصص، (3/201) (باب العودة).

 (73) ابن منظور، مرجع سابق، اللسان، مادة (قرف)، (9/279).

 (74) علي، جواد، مرجع سابق، ج7، ص238.

(75) الزبيدي، المرجع السابق، تاج العروس، مادة (قرف)، (6/219).

(76) بيستون، وآخرون، المعجم السبئي، مرجع سابق، مادة ״ ط ن ف ״، ص153.

(77) المرجع نفسه، مادة ״ ق ب ل ״ ص103.

(78) المرجع نفسه، مادة ״ ح ذ ك ״ ص65.

(79) بيستون، وآخرون، المعجم السبئي، المرجع السابق، مادة ״ ن ع م ״ ص90.

 (80) الشرعبي، عبدالغني علي سعيد، العلاقات المصرية من خلال الشواهد الأثرية والأدلة التاريخية منذ القرن الثامن قبل الميلاد وحتى القرن السادس، رسالة دكتوراه غير منشورة، في الآثار القديمة، جامعة القاهرة، كلية الآثار قسم المصريات، 1995م، ص283.

(81) بيستون، وآخرون، المعجم السبئي، المرجع نفسه، مادة ״ ق ط ر ״ ص109.

(82) بافقيه، محمد عبد القادر، مختارات من النقوش اليمنية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1985م، ص102.

 (83) العريقي، منير عبد الجليل، معابد اليمن، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآثار- قسم الآثار المصرية، جامعة القاهرة، 2001م، ص302.

(84) الحمادي، هزاع محمد عبد الله، القرابين والنذور في الديانة اليمنية القديمة، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة، كلية الآثار، قسم الآثار المصرية، عام 2006م، ص417.

 (85) بافقيه، محمد عبد القادر، لمحات من أعمال الصيانة والترميم في اليمن القديم، مجلة دراسات يمنية، العدد 36، ص53.

(86) الحمادي، هزاع محمد عبد الله، مرجع سابق، ص419.

(87) تقرير ريبون، صادر عن أعمال البعثة اليمنية السوفيتية، عام 1983م، ص43.

(88) بافقيه، محمد عبد القادر، لمحات من أعمال الصيانة، مرجع سابق، ص53.

(89) المرجع نفسه والصفحة ذاتها.

(90) نامي، خليل، نشر نقوش سامية قديمة من جنوب بلاد العرب وشرحها، مطبعة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، القاهرة، 1943م، ص86.

(91) فخري، أحمد، رحلة أثرية إلى اليمن، مرجع سابق، ص153.

(92) نور الدين، عبد الحليم، مقدمة الآثار اليمنية، ط2، القاهرة، 2008م، ص69.

(93) نامي، خليل، نشر نقوش سامية قديمة من جنوب بلاد العرب وشرحها، مطبعة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، القاهرة، 1943م، ص86.

(94) فخري، أحمد، رحلة أثرية إلى اليمن، مرجع سابق، ص153.

(95) المرجع نفسه والصفحة ذاتها، ص224.

(96) الأنصاري، عبد الرحمن الطيب، قرية الفاو، صورة للحضارة العربية قبل الإسلام في المملكة العربية السعودية، الرياض، عمارة شؤون المكتبات، جامعة الرياض، 1402هـ، ص64.

(97) بيرن، جاكلين، الفن في منطقة الجزيرة العربية في فترة ما قبل الإسلام، دراسات يمنية، العددان 23، 24، 1986م، ص23.

(98) التمامي، منيرة حمد، مجامر قرية الفاو، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، 1419هـ، ص57.

(99) طيران، سالم بن أحمد، مذبح بخور (م ف ح م)، عليه نص إهدائي للمعبود ذي سماوي، إدوماتو، العدد الأول، مجلة نصف سنوية محكمة تعني بآثار الوطن العربي، شوال 1420هـ / يناير 2000م، ص51.

(100) بيستون، وآخرون، المعجم السبئي، المرجع السابق، ص2.

(101) الحمادي، هزاع محمد عبد الله، مرجع سابق، ص417.

(102) العريقي، منير عبد الجليل، المرجع السابق،ص302.

 (103) الحمادي، هزاع، المرجع السابق، ص498.

(104) المرجع نفسة والصفحة ذاتها.

(105) القحطاني، محمد سعيد، المرجع السابق، ص171.

(106) Ja696=Ja697، وانظر: الحمادي، هزاع، المرجع السابق، ص419.

 (107) CIH422، وانظر: الحمادي، هزاع، المرجع السابق، ص422.

  (108) -Pirenne , J. L´ Apport des lnseriptions a PInterpretation du temple de Ba-Qutfah. Raydan, vol 2,Louvain (Belgium)1979, p. 217

 (109) نامي، خليل، المرجع السابق، ص12.

** حيث يرى منير العريقي: من المعروف أن من رموز التي اتخذها أهل العربية الجنوبية كانوا يرمزون بها عن الشمس هي الأسد والحصان كما رمز لها بالكروم (العنب). للمزيد انظر: العريقي، منير عبدالجليل، الفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم، مكتبة مدبولي، ط2، القاهرة، 2002م، ص67، ورمز النجمة: يقصد بها الآله عثتر: عند باحثين آخرين ومنهم: عبدالحليم نور الدين، مقدمة في الآثار، المرجع السابق، ص66؛ وباخشوين، الحياة الدينية، المرجع السابق، ص221.

*** عن أرض بونت أو بلاد(Punt) انظر، باوزير، محمد بن هاوي، ” اليمن في القرآن الكريم والشعر الجاهلي وكتب المؤرخين والجغرافيين العرب القدس “، رسالة دكتوراه (غير منشورة) في جامعة تونس الأولى، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية – تونس، 14 يونيو 2004م، ص56 – 58.

(110) عبد العليم، مصطفى كمال، المرجع السابق، ص202.

(111) يحيى، لطفي عبد الوهاب، العرب في العصور القديمة، الإسكندرية، 1988م، ص104.

(112) بافقيه، محمد عبد القادر، تاريخ اليمن القديم، بيروت، 1985م، ص11.

(113) يحي، لطفي عبد الوهاب، الوضع السياسي في شبه الجزيرة العربية حتى القرن الأول الميلادي، دراسات تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الثاني، الرياض، 1984م، ص99.

(114) عبد الله، يوسف محمد، أوراق في تاريخ اليمن، المرجع السابق، ص220.

(115) مجموعة من المؤلفين، (البخور) الموسوعة العربية العالمية، المرجع السابق، ص236.

 (116) يحي، لطفي عبد الوهاب، الوضع السياسي، المرجع السابق، ص99.

(117) المرجع نفسه والصفحة ذاتها.

(118) بافقيه، محمد عبد القادر، تاريخ اليمن القديم، المرجع السابق، ص11.

(119) عبد الله، يوسف محمد، أوراق في تاريخ اليمن وآثاره، المرجع السابق، ص220.

 المصادر والمراجع

  1. الأنصاري، عبدالرحمن الطيب، قرية الفاو، صورة للحضارة العربية قبل الإسلام في المملكة العربية السعودية، عمادة شؤون المكتبات، جامعة الرياض، الرياض، 1402هـ.
  2. بافقيه، محمد عبدالقادر، تاريخ اليمن القديم، بيروت، 1985م.
  3. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ، مختارات من النقوش اليمنية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1985م.
  4. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ، لمحات من أعمال الصيانة والترميم في اليمن القديم، دراسات يمنية، العدد 36، أبريل، مايو، يونيو، مجلة فصلية تصدر عن مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء، 1989م.
  5. باوزير، محمد بن هاوي، ” اليمن في القران الكريم والشعر الجاهلي وكتب المؤرخين والجغرافيين العرب القدس “، رسالة دكتوراه (غير منشورة) في جامعة تونس الأولى، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية – تونس، 14 يونيو 2004م.
  6. . . . . . . . . . . . . . . . ، الشواهد النقشية لتجارية البخور وثيقه مهمة وصورة حية للوحدة الحضارية بين اليمن القديم والوطن العربي القديم، المجلة اليمنية للبحوث الزراعية، العدد (26)، دار جامعة عدن، يونيو 2008م.
  7. . . . . . . . . . . . . . . . ، كراسات في تاريخ حضرموت وتراثها، ط1، دار الوفاء للدراسات والنشر، عدن، 2014م.
  8.  بيرن، جاكلين، الفن في منطقة الجزيرة العربية في فترة ما قبل الإسلام، دراسات يمنية، العددان 23، 24، 1986م.
  9. بيستون، أ. ف. ل، محمود الغول، والتر موللر، جاك ريكمانز، المعجم السبئي، بيروت، لوفان، مكتبة لبنان، ودار نشريات بيترز، 1982م.
  10. التمامي، منيرة حمد، مجامر قرية الفاو، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، (1419ه).
  11. تقرير ريبون، صادر عن أعمال البعثة اليمنية السوفيتية، عام 1983م.
  12. الجرو، أسمهان، التواصل الحضاري بين عرب الجنوب والعالم القديم، مجلة دراسات يمنية، العدد 31، صنعاء، 1990م.
  13. حبتور، ناصر صالح، حسين، أسوان محمد، عامل نشوء المراكز والمدن في اليمن القديم، سبأ، مجلة تاريخية حولية محكمة تصدر عن أقسام التاريخ والآثار، جامعة عدن، العدد (18-20)، جمادي الآخر 1424هـ/ إبريل 2013م.
  14.  حتي، فيليب، تاريخ العرب المطول، ج1، ط1، دار الكشاف، بيروت، 1965م.
  15. الحمادي، هزاع محمد عبد الله، القرابين والنذور في الديانة اليمنية القديمة، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة، كلية الآثار، قسم الآثار المصرية، 2006م.
  16. الدبعي، عبد الرحمن سعيد، الخليدي، عبد الولي أحمد، النباتات الطبية والعطرية في اليمن، مركز عبادي للدراسات والنشر، صنعاء 1997م.
  17. زكريا، أحمد وصفي، رحلتي إلى اليمن، ط1، دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، دمشق، 1986م.
  18. الزبيدي، محب الدين أبي فيض السيد مرتضى الحسيني، شرح القاموس المسمى تاج العروس من جواهر القاموس، دار الفكر، (د. ت).
  19. زيادة، نقولا، “دليل البحر الإرتيري وتجارة الجزيرة العربية البحرية”، دراسات في تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الثاني، إشراف: أ. د. عبد الرحمن الأنصاري، مطابع جامعة الملك سعود، ط1، (1404هـ).
  20. سيد، عبد المنعم عبد الحليم، البحر الأحمر وظهيره في العصور القديمة، الإسكندرية، 1993م.
  21. شرف الدين، أحمد، مسالك القوافل التجارية في شمال الجزيرة العربية وجنوبها، دراسات تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الثاني، الجزيرة العربية، إشراف: أ. د. عبدالرحمن الأنصاري، مطابع جامعة الملك سعود، ط1، (1404هـ).
  22. عبد الحكيم شائف محمد، تجارة اللبان والمر في اليمن القديم، مجلة جامعة صنعاء للعلوم الاجتماعية والإنسانية. العدد4، 2008م.
  23. شهاب، حسن صالح، أضواء على تاريخ اليمن البحري، دار العودة، ط1، بيروت، 1981م.
  24. الشرعبي، عبدالغني علي سعيد، العلاقات المصرية من خلال الشواهد الأثرية والأدلة التاريخية منذ القرن الثامن قبل الميلاد وحتى القرن السادس، رسالة دكتوراه غير منشورة، في الآثار القديمة، جامعة القاهرة، كلية الآثار قسم المصريات، 1995م.
  25. طيران، سالم بن أحمد، مذبح بخور (م ف ح م)، عليه نص إهدائي للمعبود ذي سماوي، إدوماتو، العدد الأول، شوال، مجلة نصف سنوية محكمة تعني بآثار الوطن العربي،1420هـ (يناير 2000م).
  26. عبدالعليم، مصطفى كمال، تجارة الجزيرة العربية مع مصر في المواد العطرية في العصرين اليوناني والروماني، دراسات تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الثاني، الجزيرة العربية، إشراف: أ. د. عبدالرحمن الأنصاري، مطابع جامعة الملك سعود، ط1، (1404هـ).
  27. عبدالله، يوسف محمد، أوراق في تاريخ اليمن وآثاره- مجموعة بحوث ومقالات، ط2، دار الفكر المعاصر، بيروت 1990م.
  28. عبد المولى، أسامه محمود، تجارة البخور في شبه الجزيرة العربية في الفترة من القرن العاشر حتى نهاية القرن الأول قبل الميلاد، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الزقازيق المعهد العالي لحضارات الشرق الأدنى القديم، قسم شبه الجزيرة العربية،2013.
  29. العريقي، منير عبدالجليل، معابد اليمن، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآثار- قسم الآثار المصرية، جامعة القاهرة 2001م.
  30. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ، الفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم، مكتبة مدبولي، ط2، القاهرة، 2002م.
  31. علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج7، ط1، دار العلم للملايين، بيروت، مكتبة النهضة، بغداد، 1970م.
  32. العسقلاني، أحمد بن علي بن بحر، شرح فتح الباري شرح صحيح البخاري، دار الريان، 1407ھ/ 1986م.
  33. غلاب، محمد السيد، التجارة في عصر ما قبل الإسلام، دراسات تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الثاني، الجزيرة العربية، إشراف: أ. د. عبدالرحمن الأنصاري، مطابع جامعة الملك سعود، ط1، (1404هـ).
  34. فريا ستارك، ” البوابة الجنوبية لبلاد العرب”، ترجمة: علي محمد باحشوان، مجلة اليمن، مركز البحوث والدراسات، جامعة عدن، العدد الثاني، 1990م.          
  35. القحطاني، محمد سعيد، آلهة اليمن القديم الرئيسة ورموزها حتي القرن الرابع الميلادي، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة صنعاء، كلية الآداب، قسم الآثار، 1997م.
  36. لوكاس، الفريد، المواد والصناعات عند قدماء المصريين، ترجمة: زكى إسكندر ومحمد زكريا غنيم، القاهرة، 1991م.
  37. مجموعة من المؤلفين،((البخور)) الموسوعة العربية العالمية، مج4، الرياض، 1994م.
  38. ابن منظور، جمال الدين محمد مكرم، لسان العرب، دار صادر، (د. ت)، بيروت، 1970م.
  39. نامي، خليل، نشر نقوش سامية قديمة من جنوب بلاد العرب وشرحها، مطبعة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، القاهرة، 1943م.
  40. النعيم، نورة عبدالله العلي، الوضع الاقتصادي في الجزيرة العربية في الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي، دار الشواف للنشر والتوزيع، الرياض، 1992م.
  41. نور الدين، عبد الحليم، مقدمة الآثار اليمنية، ط2، القاهرة، 2008م.
  42. يحي، لطفى عبد الوهاب، الوضع السياسي في شبه الجزيرة العربية حتى القرن الأول الميلادى، دراسات تاريخ الجزيرة العربية، الكتاب الثاني، الرياض، 1984م.

المراجع الأجنبية:

  1. Groom, N, Frankincense and Myrrh, in: A study of the Arabian incense trade, Longman, librairie du Liban, London and New York, 1981.
  2. The Encycolpedia Americana, the International work, Americana Corpora on, New York, vol,XX11, 1829.
  • Strabo, The geography of Strabo, translated by: Horace Leonard Jones, P, H, D, LL, D, the Loeb classical library, Vol, B, XV1, (4), London, 1966.
  • Wellested J. R. Travel in Arabia, Graz ADV, Vols 2, 1978.
  • Van Beek, Frankincense and Myrrh, B. A, New Haven, ASOR, Vol. 23, 1960.
  • Thomas, Bcrtram, Arabia Felix, London, 1932.
  • Miller, J, Innrs, The Spice Trade of The Roman Empire 29, B. C. to to A. D. 641, Oxford, The Clarendon Press, 1969.
  • -Pirenne , J. L´ Apport des lnseriptions a PInterpretation du temple de Ba-Qutfah. Raydan, vol 2 ,pp. 202-241,Louvain (Belgium)1979