خصوصية العلاقة بين الأمراء الحاتميين والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر يوسف بن عمر (647 ـ 694هـ)
د / محمد منصور علي بلعيد
د / محمد منصور علي بلعيد
أستاذ مشارك / كلية التربية ـ زنجبار
د / محمد عبدالله سعيد الميسري
أستاذ مشارك / كلية التربية ـ زنجبار
ملخص البحث
يتناول هذا البحث العلاقة التي جمعت الأمراء الحاتميين وعلى رأسهم في ذلك الحين الأمير بدر الدين محمد بن حاتم بالدولة الرسولية في عهد الملك المظفر يوسف بن عمر (647 ـ 694هـ) التي اتخذت أشكالًا وصورًا عديدة، وتميزت بالخصوصية عن باقي علاقات الملك المظفر الأخرى.
ومن أشكال هذه الخصوصية وصورها، ما أُسند إليهم من مهام دلت في مجملها على الثقة المطلقة والاحترام المتبادل والتحالف الصادق الذي وصل في بعض مراحله إلى حد التضحية بالنفس والمال في سبيل خدمة هذا الملك ودولته الرسولية، ومن أبرز هذه المهام: حماية حدود الدولة الرسولية من الاعتداءات الزيدية، والتنسيق مع القبائل في مناطق اليمن الأعلى للانضمام للدولة الرسولية، وزرع بذور الخلاف بين أعدائها من الأشراف الزيديين وغيرهم، وتمثيل الملك المظفر فيما يرجو فعله وتنفيذ أوامره على أكمل وجه. ولعل طريقة تعامل الملك المظفر مع هؤلاء الأمراء وما أبداه من رفعة وتكريم لهم، دليل على عرفانه بالجميل لتضحياتهم، وانعكاس لخصوصية التعامل معهم.
ABSTRACT
This research deals with the relationship between Al Hatimeens princes, headed by Prince Badr al-Din Muhammad ibn Hatim in the apostolic state during the reign of King Muzaffar Yusuf bin Omar (647-694 AH), which took many forms and images, which were distinguished from the rest of the other Muzaffar relations.
The forms and images of this particularity, which were entrusted to them in terms of total confidence and mutual respect and sincere alliance, which reached at some stages to the extent of self-sacrifice and money for the service of this king and his apostolic state, the most important of these functions: protection of the borders of the Apostolic State of The Zaydi attacks, coordination with the tribes in Yemen’s highest regions to join the apostolic state, sowing the seeds of disagreement between its enemies of Zaydis and others, and representing the Muzaffar king in what he hoped to do and execute his orders to the fullest. The dealing way of Muzaffar with these princes, and valorization and the honor shown by them, is a sign of gratitude for their sacrifices and a reflection of the specificity of dealing with them.
المقدمـة:
تُعد الدولة الرسولية من أبرز الدول المستقلة في اليمن من حيث الازدهار والعمر، كما يُعد عهد الملك المظفر يوسف بن عمر، أطول عهود الملوك الرسوليين كافة. ونظرًا لما أسلفنا، كان على الطائفة الإسماعيلية عامة، وقبيلة همدان على وجه الخصوص، أن تمد جسور التواصل مع هذا الملك بعد توليه الحكم في الدولة الرسولية في سنة 647هـ، بوصفه الملاذ الآمن، والقادر على حمايتها من التسلط الزيدي القادم من الشمـال صوب مناطق تواجدها في صنعاء وما حولها.
وحتى لا يكون الحديث على وجه العموم، علينا أن نشير إلى ذلك الانقسام الذي حدث في صفوف هذه الطائفة، في أواخر عهد السيدة بنت أحمد الصليحي، بسبب عدم التزام الدعاة الإسماعيلية في مصر بالفكر الإسماعيلي الذي لا يجيز انتقال الخلافة من الأخ لأخيه أو ابن عمه، ويحصرها في الابن دون سواه، وهو ما تم تجاهله من قبلهم بعد تجويز بعضهم انتقال الخلافة من الآمر بأحكام الله إلى ابن عمه الحافظ، وكان المفترض أن تنتقل إلى ولده الطيب. فظلت الإسماعيلية في اليمن مخلصة للدعوة الطيبية، مما أدى إلى انفصالها عن الدعوة الحافظية في مصر.
وعلى أثر هذا الانقسام، وما نتج عنه من تضييق على الإسماعيلية في اليمن، اتخذ الإسماعيلية من بني حاتم الهمدانيين خطوة نحو تغليب المصلحة القبلية على المصلحة المذهبية، ورسموا لأنفسهم خطًّا يختلف كثيرًا عن ذلك النهج الذي استمر عليه بقية الدعاة الإسماعيلية في اليمن. وبنوا لهم دولة في صنعاء وما حولها، أطلق عليها البعض: ” دولة شعب همدان” في إشارة إلى أساسها القبلي البعيد كل البعد عن المذهب الإسماعيلي. واستمرت هذه الدولة حتى الفتح الأيوبي لليمن في سنة 569هـ.
وإذا كانت العلاقة بين بني حاتم الهمدانيين والدولة الأيوبية قد شابها الكثير من التعقيدات لأسباب ليس المجال هنا لذكرها، فإن العلاقة بين بني حاتم والدولة الرسولية في عهد الملك المظفرقد اتخذت طابعًا آخر ساد فيه الاحترام المتبادل القائم على المصالح المشتركة حينًا، والعدو المشترك (الزيدي) في أحيان كثيرة. على أن الملك المظفر لم يرضَ من بني حاتم وغيرهم سوى الاندماج الكامل تحت حكم الدولة الرسوليـة، وهو الأمر الذي نتج عنه انقسام داخلي بين بني حاتم، إذ عارض هذا الأمر الأمراء من نسل السلطان حاتم بن أحمد في حصن ذي مرمر، كونه أخل بالاستقلالية التي تعودوا عليها منذ عقود، بينما رحب به أبناء عمومتهم في حصن العروس، وعلى رأسهم ـ في ذلك الحين ـ الأمير بدر الدين محمد بن حاتم، كونه يمنحهم فرصة للظهور السياسي، وتصدُّر الموقف، والتطلع لرئاسة بني حاتم وهمدان عامة، وهو الأمر الذي لن يتسنى لهم إلا بالتعرض لخدمة الملك المظفر، والسير في ركبه. فكان من نتائج هذا الانقسام أن تم إخضاع كل من وقف معارضًا للملك المظفر، بمن فيهم السلاطين الحاتميون في حصن ذي مرمر، بينما جمعت هذا الملك بالأمراء الحاتميين في حصن العروس علاقة ذات طابع خاص يختلف كليًا عن باقي علاقاته الأخرى في مناطق اليمن الأعلى.
وعلى هذا الأساس، أسندت لهؤلاء الأمراء مهام جسيمة، دلت على الثقة المطلقة التي منحها لهم الملك المظفر، ومن أبرز تلك المهام: التفاوض مع مختلف الأطراف في مناطق اليمن الأعلى نيابة عنه، والتحدث باسمه ـ بعد التشاور معه ـ حول أدق الأمور السياسية والعسكرية والمالية المتعلقة بالدولة الرسولية، كما تم تكليفهم بشراء الحصون من الراغبين في بيعها، وإسقاط المعارضة منها عسكريًا إذا لزم الأمر، ناهيك عما أبداه هؤلاء الأمراء من النصح والإرشاد للملك المظفر، مما يدل على صدق تحالفهم معه. كما أنهم بذلوا الغالي والنفيس في سبيل هذا التحالف، ولم يبخلوا حتى بأرواحهم دفاعًا عن الدولة الرسولية، ولهذا عرف لهم الملك المظفر قدرهم، وأنزلهم منازلهم التي يستحقون، وأكرمهم كما لم يفعل مع غيرهم.
ولتحقيق الهدف المنشود من هذا البحث، فقد تم تقسيمه إلى مقدمة وتمهيد ومبحث رئيس واحد. خُصص التمهيد في محوره الأول لتناول التاريخ السياسي لبني حاتم الهمدانيين من سنة 492هـ، إلى قيام الدولة الرسولية في سنة 626هـ، كما تطرق التمهيد في المحور الثاني للأوضاع السياسية في الدولة الرسولية في عهد مؤسسها الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول وصولًا إلى سنة مقتله في 647هـ، وكُرس المبحث الرئيس في هذا البحث لاستعراض مجالات وجوانب الخصوصية في العلاقة التي جمعت الأمراء الحاتميين بالملك المظفر في سنوات حكمه التي امتدت من سنة 647هـ حتى وفاته سنة 694هـ، وأنهينا البحث، بخاتمة احتوت أهم النتائج والتوصيات التي توصلنا إليها، وقائمة بأهم المصادر والمراجع المستخدمة في البحث.
تمهيـد
أولًا-التاريخ السياسي لبني حاتم الهمدانيين:
يعد السلطان حاتم بن الغشيم الهمداني أول من حكم صنعاء مستقلًا عن الصليحيين([1]) بعد وفاة الداعي أبي حمير سبأ بن أحمد الصليحي، وانفراد السيدة بنت أحمد الصليحي بالحكم في الدولة الصليحية وذلك في سنة 492هـ([2])، واستمر أمر همدان في آل الغشيم حتى سنة 510هـ([3])، بعدها قررت همدان نقل زمام أمرها من آل الغشيم إلى آل القُبيب الهمدانيين، واختارت لهذا الأمر هشام بن القبيب اليامي الهمداني، إلا أن الخلاف الداخلي الذي حدث ـ لاحقًا ـ بين آل القبيب حول الزعامة، أدى إلى عزلهم جميعًا([4])، واجتمعت كلمة همدان في سنة 533هـ، على اختيار السلطان حاتم بن أحمد بن عمران اليامي الهمداني، خلفًا لآل القبيب، نظرًا لما يتصف به من الحكمة والكياسة والفطنة والدهاء([5]).
وتعد أسرة آل حاتم هذه من أهم الأُسر التي ساندت الصليحيين في إقامة دولتهم، وفي قتالهم للنجاحيين في تهامة، حتى إن عمران اليامي ـ جد السلطان حاتم ـ كان واليًا للدولة الصليحية على منطقة ذي جبلة([6]) في عهد المكرم أحمد بن علي الصليحي. بل إنه قُتـل، وهو يقاتل دفاعًا عنها في موقعة الكظائم سنة 479هـ([7]).
وبتولي السلطان حاتم بن أحمد أمر همدان في سنة 533هـ، ووفاة السيدة بنت أحمد الصليحي في السنة التي قبلها، دانت له صنعاء وما حولها؛ إلا أن الأمر لم يدم طويلًا، إذ بايعت الزيدية المتوكل على الله أحمد بن سليمان([8]) إمامًا لهم. وكان من الطبيعي حدوث الصراع بين الطرفين (الزيدي والحاتمي) على صنعاء وما حولها.
وظل الصراع بين الجانبين سجالًا، تارة ينتصر الإمام المتوكل ويسيطر على صنعاء، وتارة ينتصر السلطان حاتم ويطرد الإمام منها، وتارة ثالثة يعقد الطرفان صلحًا إلى حين ثم يُعاودا القتال مرة أخرى، واستمر الوضع على هذه الحال حتى وفاة السلطان حاتم سنة 556هـ([9])، ثم تولي السلطنة من بعده ابنه علي.
وفي عهد السلطان علي بن حاتم اتخذت العلاقة بين الحاتميين والزيديين شكلًا آخر يختلف عن سابقه، وتسوده المودة والألفة بين الجانبين، حتى إنه لما استجد الصراع بين الأشراف من آل القاسم العياني والأشراف من آل الهادي، الذي ينتمي إليهم الإمام المتوكل وأُسِر الإمام المتوكل في إحدى المعارك مع الأشراف القاسميين، اتجه أبناء الإمام المتوكل، إلى السلطان علي بن حاتم، لكي يسعى في إطلاق سراح أبيهم من الأسر، فبذل السلطان علي بن حاتم جهودًا مضنية حتى تم إطلاق سراح الإمام المتوكل([10]).
بعد وفاة الإمام المتوكل أحمد بن سليمان في سنة 566هـ، بايع الأشراف الزيديون المنصور بالله عبدالله بن حمزة([11]) إمامًا لهم في سنة 593هـ، وفي عهد هذا الإمام توطدت العلاقة بين السلاطين الحاتميين والأشراف الزيديين بشكل لم تعهده العلاقات الحاتمية ـ الزيدية عبر تاريخها الطويل، حتى إن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة تزوج من ابنة أحد السلاطين الحاتميين([12])، وكان الوجود الأيوبي في اليمن ـ حينذاك ـ أبرز أسباب هذا التحالف([13]).
واستمرت تلك العلاقة تتوطد حتى وفاة الإمام المنصور في سنة 614هـ([14]). وخلال المدة (614 ـ 646هـ) ظل منصب الإمامة عند الزيدية شاغرًا بسبب استئثار الأشراف الحمزيين (أبناء الإمام المنصور عبد الله بن حمزة) بالسلطة والنفوذ في الدولة الزيدية، فظلت العلاقة وطيدة بين السلاطين الحاتميين وأولئك الأشراف، كما كانت عليه في عهد أبيهم المنصور.
بعد ذلك، ظهرت قوة جديدة على مسرح الأحداث السياسية في اليمن، وهم بنو رسول الذين أُسندت لهم مهمة الدفاع عن الدولة الأيوبية في حال غياب ملوكها، واستمر أمر بنو رسول يتعاظم بمرور السنين، وكان على السلاطين الحاتميين التأقلم مع هذا الوضع، وبالفعل جمعت الأمراء الحاتميين علاقات وطيدة مع الأمراء الرسوليين، حتى إن الأمير بدر الدين الحسن بن علي بن رسول أمر السلطان مدرك بن بشر بن حاتم أن ينظم له قصيدة([15]) تتضمن ما حدث في معركة عصر([16])، التي انتصر فيها الأمراء الرسوليين على الأشراف الزيديين، الطامحين إلى السيطرة على صنعاء.
وحين وصلت هذه القصيدة إلى الديار المصرية، حيث كان الملك المسعود الأيوبـي هناك في زيارة لوالده الملك الكامل، استعظمها الملك الكامل([17])، وأمر ولده الملك المسعود بالتخلص من الأمراء الرسوليين([18])، وعلى رأسهم الأمير بدر الدين الحسن، حين رأى بفراسته، افتخارهم بأنفسهم، وأنهم يشكلون خطرًا على الوجود الأيوبي في اليمن، حتى قال الأمير بدر الدين محمد بن حاتم([19]): “ولم تخف بنو أيوب على ملك اليمن أحدًا من العرب والعجم، كخوفهم من بني رسول، وذلك لما كان فيهم من علو الهمة، وبُعد الصيت، وحسن سياسة الأمر، وقهر الأعداء”.
ثانيًا-قيام الدولة الرسولية على يد الملك المنصور عمر بن علي بن رسول (626هـ):
في سنة 626هـ، قرر الملك المسعود الأيوبي مغادرة اليمن لزيارة والده([20])، للمرة الثانية، وكان قبل مغادرته قد عمل بوصية والده التي أوصاه فيها بالتخلص من الأمراء الرسوليين، وتحديدًا الأمير بدر الدين الحسن بن رسول لما يشكلونه من خطر على الوجود الأيوبي في اليمن، فقبض على هؤلاء الأمراء، وأرسلهم إلى الديار المصرية([21])، ما عدا الأمير نور الدين عمر بن علي بن رسول، وذلك أن هذا الأمير لم يكن يُظهر حبه للمناصب ورغبته في السلطة، كما أنه لم يظهر عليه يومًا الخيلاء والفخر والكبرياء كما كان يفعل أخوه الأكبر الأمير بدر الدين الحسن بن رسول، ناهيك أنه كان مقربًا من الملك المسعود نظرًا لطاعته العمياء وإخلاصه وتفانيه في خدمة الملك المسعود([22]).
ونظرًا لما أسلفنا، أناب الملك المسعود، الأمير نور الدين عمر بن علي بن رسول، على بلاد اليمن حتى موعد عودته من الديار المصرية([23])، بعد أن أزاح من أمامه كل العقبات التي قد تعترض طريقه، وعلى رأسها، أخوه الأمير بدر الدين الحسن، وفي أثناء الطريق توفي الملك المسعود بالقرب من مكة([24])، وحين تواترت الأخبار إلى اليمن بوفاته، أظهر الأمير نور الدين بقائه على الولاء للدولة الأيوبية، ولم يغير شيئًا مما كان على عهد الملك المسعود.
وفي سنة 628هـ، أيقن الأمير نور الدين بعجز الأيوبيين، عن إرسال من ينوبهم في حكم اليمن، وبدأ يفكر جدِّيًّا بالاستئثار بالسلطة والاستقلال عن الدولة الأيوبية، فاتخذ عدد من الخطوات التي أدت في مجملها إلى انفراده بالسلطة، والتخلص مما تبقى من النفوذ الأيوبي في اليمن، ولعل أبرز هذه الخطوات، ذلك الصلح الذي عقده مع الأشراف الزيديين([25])، الذي نص في أحد بنوده على أن الطرفين (الزيدي والرسولي) حلفاء ضد أي محاولة من قبل الأيوبيين لاستعادة نفوذهم في اليمن([26]).
أما السلاطين الحاتميون فكان من مصلحتهم إبرام مثل هذا الصلح، بالنظر إلى العداوة التاريخية([27]) بينهم وبين الأيوبيين في اليمن، والتي تمتد جذورها إلى عهد السلطان علي بن حاتم، فحافظوا على علاقات متوازنة مع الرسوليين والأشراف الزيديين على حدٍ سواء، حتى إنهم كانوا هم الوسطاء في هذا الصلح والتحالف، فقد كان الملك المنصور عمر بن علي بن رسول في أثناء عقد هذا الصلح، يقيم في دار السلطان علي بن حاتم بينما كان الأشراف الزيديون يقيمون في دار السلطان مبارك بن علي بن حاتم([28]).
وعلى الرغم من توتر العلاقة بين الملك المنصور والأشراف الزيديين خلال سنوات عهده، بعد استبعاد الخطر الأيوبي على اليمن، إلا أن السلاطين الحاتميين لم يألوا جهدًا في الصلح بينهما كلما سنحت لهم الفرصة بذلك، وظل هذا ديدنهم حتى مقتل الملك المنصور في سنة 647هـ([29]) على يد بعض مماليكه([30]) بالقرب من مدينة الجَنَد.
العلاقة بين الأمراء الحاتميين والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر يوسف بن عمر (647 ـ 694هـ)
تزامنت بداية عهد الملك المظفر يوسف بن عمر في سنة 647هـ([31]) مع قيام المهدي أحمد بن الحسين بأمر الإمامة عند الزيدية([32])، ونظرًا لحالة الفوضى والارتباك التي سادت الدولة الرسولية عقب مقتل الملك المنصور عمر بن علي، تمكن الإمام المهدي من بسط نفوذه على معظم مناطق اليمن الأعلى، وفي مقدمتها، صنعاء وما حولها، وأجاب دعوته سواد الناس والقبائل، ولم يتأخر عن إجابته أحد في تلك الجهات([33]).
ومثل بقية القبائل في اليمن الأعلى، لم يجد بنو حاتم الهمدانيين بدًا من مبايعة الإمام المهدي اتقاءً شره، ولعلمهم بأن الملك المظفر منشغل بإرساء دعائم دولته، وأن الوقت لم يحن لطلوعه اليمن الأعلى([34])، وحتى يحدث ذلك، كان على الأمراء الحاتميين مهادنة الإمام المهدي والسير في ركبه مع التواصل سرًا مع من تبقى من الرسوليين في بعض الحصون المنيعة القريبة من صنعاء، كحصني كوكبان وبراش([35]).
وفي أثناء إقامة الإمام المهدي في صنعاء، أمر بقتل رجلين من قبيلة جشم الهمدانية على تهمة قتل قِيل إنها من غير بينة، فأنفت بقية همدان من ذلك([36])، ومالت إلى حصونها في ذي مرمر([37]) والعروس([38])، ولم بيقَ مع الإمام المهدي أحد منهم، حتى قال شاعرهم([39]):
ومن مبلغٌ عنا النبي محمدًا * ومن مبلغٌ عنا البتول وحيدرا
بأن إمامًا قام بعد ابن حمزةٍ * أقام حقوق الدين حولًا وأشهرا
فلما استقلت في أزالٍ ركابهُ * أناخ على الإسلام حتى تدعثرا
أباح دماء المسلمين ومالها * وكان رجاها أن يقوم وينصرا
وإن تثأروا أو تنكروا كان عاجلًا * وإلا قصدنا الأريحيَّ المظفَّرا
كبيرَ بني غسانَ وابن كبيرهم * وحامي حماها أن يُضام ويُقهرا
وفيما يبدو، فإن همدان عامة والأمراء الحاتميين خاصة قد حزموا أمرهم، وقرروا مراسلة الملك المظفر، وهو ما أكده أيضًا قول الأمير بدر الدين محمد بن حاتم، حين قال([40]): “جاء الرسول إلى والدي بكتاب مولانا الملك المظفر بخط يده، يأمره بإعانة أهل حصن كوكبان([41])، وأنه لا يغفل عنهم، ويعرِّفه صدور مائتي مثقال (لأهل حصن العروس)، ويخبره بما وقع من الفتح والنصر باستفتاح زبيد، ويقول: وأما الأشراف وكونهم قد غلبوا على شيء من بلادنا، فنحن نخرجهم منها ـ إن شاء الله ـ أذلة وهم صاغرون”. وقد كان الملك المظفر قد أرسل قبل ذلك بجامكية([42]) لأهل حصن كوكبان، مقدارها خمسمائة مثقال، خوفًا من سقوط الحصن بيد الإمام المهدي([43]).
وبانتظار طلوع الملك المظفر، حاول الأمراء([44]) الحاتميون جاهدين الحد من نفوذ الإمام المهدي، حتى وصل بهم الأمر إلى حد التخطيط سرًا للقبض عليه([45]) بالتعاون مع الأمير أسد الدين محمد بن الحسن الرسولي المتحصن في براش، وكذلك مع الأشراف الحمزيين الذين ضاقوا ذرعًا بمحاولات الإمام المهدي تهميشهم.
ونظرًا لاعتراض الأمير شمس الدين أحمد بن عبدالله بن حمزة على هذه الخطة([46])، تم الاستعاضة عنها بخطة أخرى([47]) مفادها تخليص الأمير أسد الدين الرسولي من حصار الإمام المهدي وإرساله لقتال ابن عمه الملك المظفر([48])، على أن يقوم الأمراء الحاتميون بعد ذلك بالسعي في الصلح بين الأمير أسد الدين والملك المظفر، وهو ما تم لاحقًا([49])، حتى وصف الأمير بدر الدين محمد بن حاتم هذا اللقاء بين الأمير أسد الدين والملك المظفر بالقول([50]): ” ولم يكن أحسن منه لقاء ولا آنق ولا أبهج”، وحين علم الإمام المهدي بما فعله الأمراء الحاتميون، أمر بخراب ممتلكاتهم في صنعاء وما حولها([51]).
وفيما كان الملك المظفر منشغلًا بالصراع مع أخويه (غير الأشقاء) الفائز والمفضل على الحكم في الدولة الرسولية، قام الأمراء الحاتميين بدور الوسيط بين الملك المظفر وكبير الأشراف الحمزيين وهو الأمير شمس الدين أحمد بن عبدالله بن حمزة، بعد أن وصل إلى طريق مسدودة في علاقته مع الإمام المهدي، إذ تم إقناعه بما لم يكن مقتنعًا به قبل ذلك، وهو ضرورة التخلص من الإمام المهدي ولو اقتضى الأمر قتله وتصفيته جسديًا، وذلك بطلبه الدعم من الملك المظفر لتحقيق هذا الأمر، وبالفعل نجح الأمراء الحاتميون في هذه المهمة، حتى نظم الأمير شمس الدين أحمد شعرًا في الملك المظفر، قال فيه([52]):
سلامُ مشوقٍ ودّه ما تصرما * يزورك من نجدٍ وإن كنت مُتهِما
سلامٌ كنشرِ الروضِ باكره الحيا * فأضحى أنيقًا مشرقًا متبسمـا
يخصك من قرب، وإن كنت نائيًا * ويُهدي تحياتي فُرادى وتوأما
فيا أيها الملك المظفر والذي * حمى قصبات المُلك أن تتهدما
فشمِّر لشيد المجد إذ أنت أهله * وتمم على اسم الله تدع متمِّما
استغل الملك المظفر هذا الأمر، ولم يألُ جهدًا في دعم هذا الأمير بالمال والسلاح عبر الأمراء الحاتميين، لا سيما أنه قد استقر له الأمر في مناطق اليمن الأسفل ولم يعد هناك ما يشغله عن التفرغ لمناطق اليمن الأعلى، فكان من ثمار هذا التعاون العسكري أن قُتل الإمام المهدي أحمد بن الحسين في إحدى المعارك مع الأشراف الحمزيين في سنة 656هـ([53])، وكانت النسخة التي أرسلها الأمير شمس الدين أحمد بن عبدالله بن حمزة إلى الملك المظفر على ما رواه الأمير محمد بن حاتم([54]) بقوله: “يجدد الخدمة ويشكر النعمة لله تعالى ثم للمقام العالي السلطاني خلد الله ملكه، وينهي صدورها في المصف بشوابة([55])، ورأس الإمام أحمد بن الحسين بين يدي، وخاتمه في إصبعي”. والأكيد أن هذا الأمر ما كان له أن يحدث، لولا تلك الجهود التي بذلها الأمراء الحاتميون كوسطاء بين الطرفين الحمزي والرسولي.
ولأننا لا نستطيع أن نتحدث عن العلاقة بين الملك المظفر والأمراء الحاتميين من غير التطرق إلى العلاقة مع الأشراف الحمزيين، فإن علينا أيضًا الإشارة إلى عمق العلاقة التي جمعت الأمراء الحاتميين بهؤلاء الأشراف منذ تولي جدهم المنصور بالله عبد الله بن حمزة الإمامة الزيدية في سنة 594هـ([56])، والتي استمرت في العهود اللاحقة، وهو الأمر الذي انعكس على علاقة كل منهما بالأطراف الأخرى. فقد ظل هؤلاء الأمراء يقومون بدور الوساطة بين الملك المظفر والأشراف الحمزيين طيلة عهد هذا الملك التي ناهزت الخمسين عامًا، فتمكن عبرهم من تحقيق العديد من الأهداف المهمة التي ما كان له أن يحققها دون مساعدة الأمراء الحاتميين.
وتأخذ خصوصية العلاقة بين الأمراء الحاتميين والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر طابعًا أخر يختلف جذريًا عن العلاقة مع الأشراف الحمزيين، لعدة أسباب:
أولًا- أن الأشراف الحمزيين لديهم آمال وتطلعات في إعادة أمجاد الدولة الزيدية التي كانت في عهد سلفهم الإمام المنصور عبدالله بن حمزة، وكان الملك المظفر يعلم بذلك، ويدرك أنه يتناقض تمامًا مع أطماعه، في السيطرة على اليمن الأعلى، وصولًا إلى صعدة في أقصى الشمال.
ثانيًا- أن الصلح الرسولي مع الأشراف الحمزيين، هو صلح مؤقت مرهون بالعداء المشترك للطرف الثالث (الإمام المهدي أحمد بن الحسين)، وبعد التخلص من هذا الطرف، خفّت وتيرة هذا الصلح، وأصبحت الحاجة لهم أقل مما سبق.
ثالثًا- أن الأمراء الحاتميين أكثر ليونة وتساهلًا وانقيادًا من الأشراف الحمزيين، والتحالف معهم لا يتأثر بتغير الأحداث، وليست لهم أطماع في تكوين دولة خاصة بهم، وذلك ينبع من إدراكهم لعجزهم عن مواجهة الأشراف الزيديين منفردين، فهم من باب أولى محتاجون لتحالف مع الرسوليين، لحماية أنفسهم من الخطر الزيدي، بينما كان الأشراف الحمزيون يستغلون هذا التحالف لتحقيق مصالحهم الذاتية، وهو ما سيتعارض حتمًا مع المصالح الحاتمية والرسولية على حد سواء.
كما علينا في هذا الشأن، أن نشير إلى الموقف العام للأمراء الحاتميين من الدولة الرسولية، ففي حين قرر الأمير بدر الدين محمد بن حاتم وأخوته الاندماج الكامل مع الدولة الرسولية في عهد الملك المظفر، ووضعوا كل حصونهم وممتلكاتهم تحت تصرف هذا الملك، اتخذ الأمراء الحاتميون في حصن ذي مرمر موقفًا مغايرًا كليًا لهم، إذ أرادوا الاحتفاظ بنوع من الخصوصية التي ورثوها عن أجدادهم السلاطين([57])، وهو ما لم يرق للملك المظفر ولم يرَ إليه سبيلًا، ولعل لهذا التباين في الموقف بين الأمراء الحاتميين من الدولة الرسولية، عدة أسباب، أهمها:
أولًا– أن الرئاسة في بني حاتم ظلت محصورة مدة طويلة بيد الأمراء من نسل السلاطين في حصن ذي مرمر، فأراد أبناء عمومتهم من الأمراء الحاتميين في حصن العروس منافستهم على الرئاسة([58])، وذلك بالتعرض لخدمة الملك المظفر، والتقرب منه، وهو ما كان يأنفه الأمراء من نسل السلاطين.
ثانيًا- أن بذور هذا الانقسام تعود إلى ذلك الخلاف الذي حدث بين الملك المظفر وابن عمه الأمير أسد الدين بسبب قيام الملك المظفر باعتقال الأمير فخر الدين أبي بكر بن الحسن([59])، أخي الأمير أسد الدين، ففي حين وقف الأمراء الحاتميون في حصن ذي مرمر في صف الأمير أسد الدين، استنادًا إلى تحالف قديم جمعهم به أيام ولايته على صنعاء في عهد الملك المنصور عمر بن علي([60])، اختار الأمراء الحاتميون في حصن العروس الوقوف في صف الملك المظفر ورفضوا أي استضافة للأمير أسد الدين في حصون بني حاتم، حتى قال الأمير بدر الدين محمد بن حاتم([61]): “فما زال ذلك بيننا حتى ولّد حقدًا وشحناء، ثم آل الأمر إلى المحطة على ذي مرمر”.
ثالثًا– كان الأمراء الحاتميون في حصن العروس أكثر قراءة للواقع السياسي في ذلك الحين، وأدركوا بفراستهم أن هذه المرحلة هي مرحلة الملك المظفر ولا سواه، فوضعوا رهانهم على الحصان الرابح، فصدقت فراستهم وارتفع شأنهم، بعكس الأمراء الحاتميين في حصن ذي مرمر الذين ما زالوا يعيشون في زمن أسلافهم السلاطين ولم يدركوا أنه ولّى دون رجعة، وأن عليهم التعايش مع الواقع كما هو.
رابعًا– وقفت العلاقات مع الأشراف الحمزيين حجرًا عثرة دون أي تقارب بين الأمراء الحاتميين في حصن ذي مرمر والملك المظفر، فقد كانوا يرجحون كفة هؤلاء الأشراف على كفة الملك المظفر عند حدوث أي خلاف بينهما، بينما يفعل الأمراء الحاتميون في حصن العروس العكس من ذلك تمامًا.
ولكل ما أسلفنا، فقد انحصرت خصوصية العلاقة ـ موضوع البحث ـ في الأمراء الحاتميين في حصن العروس ـ ونعني بهم الأمير بدر الدين محمد بن حاتم وإخوته، ومن كان على نهجه، وانتهى أي دور للأمراء الحاتميون في حصن ذي مرمر بعد إخضاعهم مرغمين للدولة الرسولية([62]). واللافت في الأمر، أن من تصدر هذه المهمة هم أبناء عمومتهم في حصن العروس، إثباتًا للملك المظفر على صدقهم في تحالفهم معه، وأن لا شيء قد يثنيهم عن ذلك، حتى إنهم كانوا أحرص منه على إسقاط حصن ذي مرمر، فعندما أرسل إليهم الملك المظفر أن لا يحدث الاستعجال في أخذ الحصن وأن يُعطَوا الفرصة للتفكير، أقسم الأمير بدر الدين محمد بن حاتم على إسقاطه بأي الوجوه([63]).
ونظرًا للجهود التي بذلها الأمير بدر الدين في إخضاع حصن ذي مرمر، وهبه الملك المظفر ثلث ما يُتحصل من بلاد حصن ذي مرمر والثلث من المال المخصص للأمراء كافة يتصرف به كيف يشاء، وهنا تتجلى صورة من صور الخصوصية في العلاقة بين هذا الأمير تحديدًا والملك المظفر، حين قال له([64]): “لست أطلب إلا الشفقة تبقى عليّ، وأنت الأهل والمال والحصن والبلد”، ثم يضيف حينما ألح عليه الملك المظفر في أخذ المال: “فأقسمت لا أخذت غير عادتي من المال التي أعتادها ولا أخذت غير بلد أستوهبها منك”، ثم أردف قائلًا: “ثم عمل لي من البر والكرم والمعروف أضعاف ذلك”.
وفي سنة 657هـ، قرر الملك المظفر الطلوع إلى مناطق اليمن الأعلى([65])، وإخضاع ما تبقى من الحصون الممتنعة، فجعل محطته في سيان([66])، وأرسل قادته لحصار تلك الحصون، فأرسل علي بن موسى بن رسول لحصار حصن فدة([67])، وأرسل الأمير بدر الدين محمد بن حاتم لحصار حصن الظفر([68]). وفي أثناء هذا الحصار ورد أمر من الملك المظفر إلى الأمير بدر الدين بالتقدم إلى بلاد بني شهاب([69]) وحضور([70]) للتوسط بينه وبين تلك القبائل، وكان على رأسها في ذلك الحين الأمير شهاب بن الوشاح([71]).
ونظرًا لقوة العلاقة التي جمعت الأمير بدر الدين محمد بن حاتم بكل من الملك المظفر من جهة، والأمير محمد بن الوشاح، توصل الطرفان إلى تفاهم بينهما، وكان الأمير بدر الدين حريصًا على إتمام ذلك الصلح، يظهر ذلك جليًا من قوله([72]): “وما زلت به (يقصد الأمير محمد بن الوشاح) حتى أصلحت أموره عند مولانا السلطان”، بل ورهن أخاه الأمير السيف بن حاتم([73]) عند آل الوشاح في حصن بيت ردم([74])، ضمانةً لما تم الاتفاق عليه، بينما كان حصن العروس التابع للأمراء الحاتميين، المكان الآمن للرهائن من القبائل عند عقد أي صلح بينها وبين الملك المظفر.
ولم يزل الملك المظفر يعتمد على الأمير بدر الدين محمد بن حاتم وإخوته من الأمراء الحاتميين للقيام بالمهام الجسام، ومن تلك المهام شراء الحصون ممن يرغب في بيعها من القبائل كحل وسط بينه وبين تلك القبائل. وفي هذا الشأن تمكن الأمير بدر الدين من إقناع أصحاب حصني عزان([75]) والمصنعة([76]) ببيعهما بثلاثين ألف دينار([77]).
وفي سنة 658هـ، أوكل الملك المظفر ولاية صنعاء للأمير علم الدين الشعبي([78])، وفيما يبدو أن الملك المظفر لم يكن يرغب في تولية صنعاء للأمير بدر الدين محمد بن حاتم، على الرغم من تلك الجهود التي بذلها في خدمة الدولة الرسولية، لعدة أسباب، لكن أبرزها: الخوف من تفكير الأمراء الحاتميين في استعادة أمجادهم الغابرة وإحياء دولتهم المندثرة، فأراد بتولية الأمير علم الدين قطع كل الأسباب التي قد تؤدي إلى هذا الأمر، لا سيما أنه رأى تلك المكانة الكبيرة للأمير بدر الدين في نفوس قبائل صنعاء وما حولها، وهو الذي كان يُلقب بـ: “الأمير الكبير”([79])، تمييزًا له عن بقية الأمراء الحاتميين.
وعلى الرغم من ذلك، كان الملك المظفر يوكل للأمير بدر الدين مهامًا هي أقرب في جوهرها إلى وظيفة الوالي دون تعيين رسمي، فتراه حينًا يجعله شريكًا للوالي، وحينًا نائبًا لـه، وحينًا أخرى بديلًا عنه عند انشغاله، وهذا يدل على ذكاء كل من الملك المظفر والأمير بدر الدين، فالأول وإن لم يعين الأمير بدر الدين واليًا على صنعاء، إلا أنه أشعره بأهميته في تلك المناطق وجعله يمارس دور الوالي دون تعيين، وبالمقابل لم يطمع الأمير بدر الدين في أكثر من ذلك، وكانت قراءته للواقع السياسي ـ في ذلك الحين ـ صحيحة، وأدرك أن التحالف مع الملك المظفر قلبًا وقالبًا هو السبيل الوحيد لتبوء مكانة تليق به بين الأمراء والأشراف والقبائل على حد سواء، وعمل بالمثل القائل: “ليس بالإمكان.. أفضل مما كان”.
وتأسيسًا على ما تقدم، بذل الأمير بدر الدين وبقية الأمراء الحاتميين من إخوته وأقاربه، جهودًا محمودة في خدمة الدولة الرسولية بالتعاون مع هذا الوالي الجديد، حتى إن الأمير بدر الدين كان يقترح على الأمير علم الدين الشعبي أن يحل محله في بعض مكامن الخطر([80])، وبالمقابل كان الأمير علم الدين الشعبي يدرك مكانة الأمير بدر الدين في مناطق اليمن الأعلى، ويعلم أنه لن يستقيم له الحال، إلا بالتعاون معه، ولذلك كان يعامله بما هو أهله ويستشيره ويستصوب رأيه في كثير من الأمور بل ويقبل شفاعته إكرامًا له([81]).
ولم تقتصر علاقة الملك المظفر بزعماء همدان على الأمير بدر الدين فقط، بل امتدت لتشمل الكثير من الزعامات القبلية، وإن لم تكن بالمستوى والخصوصية نفسهما، ومن هؤلاء الشيخ عزان بن عمرو الهمداني الذي أوصى الملك المظفر قادته في صنعاء ألا يفعلوا شيئًا دون مشورته([82]). وكذلك الأمير محمد بن عمران الهمداني الذي كان أحد قادة المحاط الست الموكلة إليها مهمة حصار حصن ثلا([83]). وكذلك الأمير شمس الدين أحمد بن علي الصليحي الهمداني الذي كان واليًا للملك المظفر على بلاد حجة([84]).
ونتيجة لسياسات الأمير علم الدين الشعبي وأساليبه الخاطئة في التعامل مع القبائل اليمنية([85])، توترت الأوضاع في مناطق اليمن الأعلى حتى وصل الحال إلى أن الأمير علم الدين لم يعد يأمن على نفسه، وهنا تتجسد صورة أخرى من صور خصوصية العلاقة التي جمعت الأمير بدر الدين وهمدان عامة بالدولة الرسولية في عهد الملك المظفر، ومن ذلك ما رواه الأمير بدر الدين حين قال([86]): “فسار الأمير علم الدين راكبًا حصانه قلقًا مما فعل العسكر ـ حين تركوه وحيدًا ـ وقال لي: هؤلاء الغُز قد صدروا ولم يلووا، فقلت له: لا بأس نحن يا همدان بين يديك، والله لا أُخذ لك عقال ومنا عين تطرف”، وكان وعده قبل ذلك بألف رجل من همدان، وهو في مقدمتهم، يعوِّض بهم عسكره الذين تمردوا عليه، في أثناء حصار حصن ثلا، ولكنه من شدة خوفه لم يثبت وفك الحصار عن الحصن([87]).
ومع تواتر الأخبار إلى الملك المظفر بما آل إليه الحال في مناطق اليمن الأعلى، رأى أن الوقت قد حان ليتولى الأمير بدر الدين محمد بن حاتم، بعض المهام التي أخفق فيها الأمير علم الدين الشعبي، ومن ذلك قول الأمير بدر الدين: “ثم اتفق في هذه الهدنة أن الأمر السلطاني ورد (عليَّ) بالنزول إلى الأبواب (السلطانية) للمراجعة بحديث المحطة على ثلا (للمرة الثانية)”، ثم أردف قائلًا: “فنزلت إلى الأبواب ومثلت بالمقام، وقال لي مولانا السلطان: عرضنا المحطة على ثلا، وأن تكون أنت صاحب المحطة”، ولتنفيذ هذا الأمر، استعمل الأمير بدر الدين ألف رجل من همدان([88]).
ولم يكتفِ الملك المظفر بهذا الدور للأمير بدر الدين، بل أرسل إليه عبر وسطاء من حجة، خزانة مبلغها خمسون ألف دينار مظفرية، وفي مضمونها([89]): “عند وصول الخزانة إليك، ترسل منها للأمير علم الدين بجامكية عسكره، وتنفق على الرتب التي تحت يدك وكذلك الحصون، وما كان منها محتاجًا إلى الجامكية أنفقت على أهله، فليس عندنا صورة ولا تفصيل لما تحتاج إليه”. وهذا يدل على الثقة الكبيرة التي كان يوليها الملك المظفر للأمير بدر الدين محمد بن حاتم، إذ استأمنه على هذا المبلغ الكبير من الخزانة دون أن يعلم تفاصيل إنفاقها على وجه التحديد، بل إنه أرسل إليه خزانة غيرها وبمبلغها نفسه، ولكن من طريق ذمار، ضمانًا لوصول الخزانة وتحسبًا لتعثر إحداهما ([90]).
والمؤكد في كل هذا، أنه ما كان للأمير بدر الدين أن يتمتع بهذه المكانة عند الملك المظفر لولا وقوف الأمراء الحاتميين خاصة وهمدان عامة إلى جانبه، بل إن الكثير منهم جاد بنفسه دفاعًا عن الدولة الرسولية، وعلى رأس هؤلاء الأمير بشر بن حاتم الذي قُتِلَ في إحدى المعارك مع الأشراف الزيديين([91]).
الجدير بالذكر هنا، أن الأمير بدر الدين محمد بن حاتم كان أعلم بأحوال البلاد العليا من الملك المظفر، نظرًا للتقارب الجغرافي بين البلاد الحاتمية الهمدانية وتلك التي تخضع للنفوذ الزيدي شمال صنعاء، وكان لا يدخر نصحًا للملك المظفر، وإن كان لا يعارضه إذا أصر على أمر، بينما كان الملك المظفر يثق في رأيه، ولا أدل على ذلك من كثرة المراجعات التي نزلها الأمير بدر الدين للأبواب السلطانية في زبيد أو تعز([92])، والتي كان يلتقي فيها بالملك المظفر شخصيًا، ويناقش معه أهم المستجدات على الساحة السياسية، ومن الأمثلة على ذلك، ما رواه الأمير بدر الدين، حين أمره الملك المظفر بالمحطة على ثلا، إذ نصح الملك المظفر بترك حصني ثلا([93]) وظفار([94]) كمتنفسين للأشراف الزيديين ينشغلون بهما عما سواهما، وأكد له أن محاولة إسقاط هذين الحصنين سيجعل الأشراف يفكرون جديًا في تنحية خلافاتهما جانبًا([95]) وفي إقامة إمام يجمع كلمتهم([96])، ويوحد صفوفهم، وهذا ما حدث فعلًا. بعد أن أصر الملك المظفر على حصار ثلا، إذ لم تمضِ مدة على هذا الحصار حتى بايع الأشراف الزيديون المهدي إبراهيم بن تاج الدين إمامًا لهم في سنة 671هـ([97])، فاجتمع له عسكر عظيم، فيه كل مناهضي الملك المظفر، ولم يثبت مع الملك المظفر سوى الأمراء الحاتميين ومن ورائهم قبيلة همدان([98]).
ونظرًا لهذا الموقف من الأمراء الحاتميين، قام الإمام المهدي إبراهيم بن تاج الدين([99]) بالاستيلاء على حصني النواش([100]) والمنار([101])، وهي من الحصون الحاتمية، كما أمر المماليك بنهب بيوت الأمراء الحاتميين في صنعاء بعد دخولهم إليها([102])، وكان على الأمير بدر الدين وإخوته أن يقودوا المواجهة مع هذا الإمام، حتى روى مصنف السمط هذا الأمر بقوله([103]): “قال الأمير بدر الدين محمد بن حاتم، وأقبل الأمير علي بن عبدالله (الزيدي) وبنو شهاب، فأرسلت صنوي السيف (ابن حاتم) في خيل ورجل من همدان مقابلته، وأقبل أحمد بن محمد.. بمن معه، فجعلت في مقابلتهم صنوي الفهد (ابن حاتم)، ثم خرجت أنا بمن بقي من همدان وقد تلازم الأمير علي بن عبدالله والصنو السيف… ملازمة عظيمة، فكسرناهم، ومنح الله النصر الجنود المظفرية”.
ومن الأمثلة على ذلك أيضًا، قول الأمير بدر الدين محمد بن حاتم([104]): “وكان صنوي علي بن حاتم في موضع يسمى “دباخ”([105])… فقاتلوه في تلك الليلة قتالًا عظيمًا… فلم ينالوا منهم شيئًا”، وقوله أيضًا([106]): “ثم قصدونا إلى الزعلاء… فرددناهم تلك الليلة وأمسى كل منا ومنهم يوقد ناره خائفًا من صاحبه، والرمي من أول الليل إلى الصباح”.
ولم يزل الأمراء الحاتميون يواجهون الأشراف بمفردهم تارة، ويسعون إلى الصلح معهم تارة أخرى، حتى وصلتهم الأخبار بطلوع الملك المظفر ومحطته في جهران([107])، وفي صورة من صور الخصوصية في العلاقة بين هؤلاء الأمراء والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر، انتدب هذا الملك اثنين من الأمراء الهمدانيين لمهمة استطلاع الطريق له إلى صنعاء وتأمينه، وهما: الأمير السيف بن حاتم والأمير شمس الدين أحمد بن علي الصليحي الهمداني([108])، كما أمرهما باستكشاف حال القبائل، ومن منهم لا يزال على الطاعة، ومن منهم مخالف، وأعطاهما عشرة آلاف دينار من أجل هذا الغرض، وتعهد لهما بالمزيد إن احتاجا لأكثر من ذلك، وألح عليهما بإفساد من أمكنهما إفساده من عسكر الأشراف وحلفائهم([109]).
بينما أسندت للأمير بدر الدين محمد بن حاتم مهمة مراسلة القبائل في حضور وبني الراعي([110]) ليتراجعوا عن خلع الطاعة، والعودة إلى حلف الملك المظفر، فأنجز هذه المهمة بنجاح، وألزمهم تقديم الرهائن على ذلك([111])، وكذلك فعل الأمر ذاته مع أهل بيت حنبص([112])، ثم ورد عليه الأمر من الملك المظفر بالطواف حول جبل عيبان([113]) على رأس مائة فارس، وتفحص جوانبه، ومن أي الجهات يمكن طلوعه، نزولًا إلى صنعاء([114]).
وبينما الوضع على هذه الحال، قرر الإمام المهدي النزول من صنعاء لملاقاة الملك المظفر، وهو لا يعلم أن الأمراء الحاتميين قد أفسدوا عليه القبائل، فلم يجد غير حصن في قرية أفق([115]) يتحصن به من الجنود المظفرية، وبعد فترة قصيرة وقع الإمام المهدي ومن معه في الأسر بعد أن تم اقتحام الحصن.
ولا تزال العلاقة بين الأمراء الحاتميين والملك المظفر تتوطد أكثر فأكثر حتى إنهم لم يكونوا يرفضون له أمرًا ولو كان فيه ضرر لهم، ولعل فيما اشترطه أهل حصن كوكبان على الملك المظفر، مقابل تسليمه دليلًا على ذلك، فقد اشترطوا عليه لتسليم الحصن، عشرين ألف دينار والأمان لهم ولأموالهم وحصن ردمان([116]) بديلًا عن حصنهم، وهو يومئذ للأمير بدر الدين محمد بن حاتم، اشتراه من الأمير الحمزي علي بن عبدالله، وقد أورد الأمير بدر هذا الموقف بقوله([117]): “.. ولم يطلبوه إلا طلبًا لمضرتي”، فقد كان هو من أسند إليه الملك المظفر المحطة على الحصن والتضييق على أهله حتى يستسلموا، فأرادوا بهذا الشرط نكايته والانتقام منه، وحين ورد الأمر من الملك المظفر للأمير بدر الدين بتسليم حصن ردمان لأهل كوكبان، أجابه بالقول([118]): “ليس مني خلاف، ولو طلب مولانا الأرواح لم يكن هناك توقف، والحصن هو نعمة من مولانا السلطان”.
وكمندوبين للملك المظفر يثق بهم ويعلم صدقهم، أرسل الملك المظفر، الأمير علي بن حاتم إلى كافة الأمراء الحمزيين يدعوهم “للفرحة”([119])، والنزول للأبواب السلطانية، وطلب منه أن يكون هو الرفاقة لمن أراد منهم النزول([120])، وفي مهمة أخرى تختلف في جوهرها عن مهمة الأمير علي بن حاتم، تم انتداب الأمير سالم بن حاتم لقتال من ظل من الأشراف مخالفًا للملك المظفر([121]).
إننا حين نتحدث عن خصوصية العلاقة بين الأمراء الحاتميين والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر، فإنما نتحدث عن علاقة قَدَّمَ فيها الأمراء الحاتميون الغالي والنفيس في خدمة هذه الدولة، وهي علاقة لن تتكرر في خصوصيتها مع أي ملك رسولي أخر، وإذا كانت همدان كافة قد انحازت إلى صف الدولة الرسولية، فإن الأمراء الحاتميين هم من وقع عليهم العبء الأكبر، كونهم من تصدره وضربوا من أجله أروع الأمثلة.
لم يقتصر دور الأمراء الحاتميين على ما سبق الإشارة إليه، بل إنهم كانوا يقومون مقام الملك المظفر في بعض الأحوال، ومن ذلك ما رواه الأمير بدر الدين حين قال([122]): “وفي خلالها (انقطاع الطرق) تعسر وصول الخزائن، فتقدم الأمير السيف بن حاتم بخزانة جيدة إلى (حصن) الزاهر([123])، وأوصلها صعدة”.
كما أنهم لم يدخروا جهدًا في خدمة الدولة الرسولية بكل السبل، فإليهم يرجع الفضل الأول في تفكيك الجبهة الزيدية بعد مقتل الإمام المهدي، إذ كانوا يستغلون بعض الخلافات التي تحدث بين الأشراف الزيديين لاستمالة بعضهم إلى صف الدولة الرسولية، ومن ذلك ما فعله الأمير الفهد بن حاتم حين سعى في التقريب بين الأمير نجم الدين موسى بن أحمد الحمزي والسلطان الملك المظفر، وكذلك فعل الأمير بدر الدين محمد بن حاتم مع الأمير علم الدين سليمان بن محمد، حين أصلح بينه وبين الملك المظفر، بل أرسل ولده رفاقة للأمير علم الدين حتى يصل إلى الأبواب السلطانية([124]).
وبوصفه الممثل الشخصي للملك المظفر فيما يخص العلاقات الزيدية ـ الرسولية، وضامنًا له فيما يُتفق عليه، ووسيطًا يثق به هؤلاء الأشراف ويعلمون صدقه ونزاهته، لم يكن بالإمكان إيجاد بديل عن الأمير بدر الدين محمد بن حاتم للقيام بهذه المهام التي وصلت مداها حين أصبح عضوًا في لجنة التحكيم([125]) التي تنظر في الخروقات التي قد يرتكبها أي طرف في أثناء مدة الهدنة أو الصلح بين الجانبين. وهذا دليل واضح على المكانة التي كانت للأمير بدر الدين في نفوس الأشراف الزيديين والملك المظفر على حد سواء، والتي ما كان له أن ينالها إلا بوجود صفات لا تتوافر في الكثير من الناس، ومن تلك الصفات: الصدق والوفاء والوضوح، والتفريق بين الممكن والمستحيل، وإنزال الناس منازلهم مهما كانت درجة الخلاف معهم، ولعلنا نتلمس بعض هذه الصفات مما رواه الأمير بدر الدين عن نفسه حين قال([126]): “ثم أني اتفقت مع الأمير جمال الدين وأبلجت خاطره، ثم عزمت عليه إلى المحطة، وقلت له: تكون لنا ضيفًا هذه الليلة… فساعد إلى ذلك… وكانت ليلة من أحسن الليالي وأعجبها، واتفق من الإسعاف أن الأمير علم الدين (الشعبي) طلع له من منزله بصنعاء أشياء أنيقة من أصناف الأطعمة والحلاوات… لم تكن تطلع له من قبل ولا من بعد، فأمسى الأمير جمال الدين عندنا تلك الليلة على الكرامات الطائلة”.
وفي توافق قدري عجيب، يعكس صورة أخرى من صور الخصوصية في العلاقة بين الأمراء الحاتميين والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر، تزامن انهدام القصر بصنعـاء مع وجود هؤلاء الأمراء مع الأمير علم الدين الشعبي([127])، مع أن القصر قبل لحظات من انهدامه كان يعج بالزوار عربًا وعجمًا، فلما قضوا حوائجهم، خرجوا وتفرقوا، ولم يبق في المجلس مع الأمير علم الدين إلا الأمراء الحاتميون وبعض غلمانه، فانهدم القصر عليهم جميعًا، ومات نتيجة لذلك كل من الأمير علم الدين الشعبي والأمير علي بن حاتم، ونجا من الموت بأعجوبة الأمير بدر الدين محمد بن حاتم، بعد أن أُخرِج من تحت الأنقاض في آخر لحظة.
وفي السنوات الأخيرة من عهد الملك المظفر ضعفت قوته ولم يعد يتحمل مشقة السفر صوب مناطق اليمن الأعلى، وكان عليه في الوقت نفسه أن يجد من يحل محل الأمير علم الدين الشعبي بعد وفاته، ولكنه على ما يبدو، لم يجد الشخص المناسب الذي يقوم مقامه من الأمراء الرسوليين، فأسند ولاية صنعاء لابنه الملك الواثق([128])، ولكنه عجز عن احتواء تمردات القبائل في اليمن الأعلى، ثم جعلها في ابنه الأشرف([129])، وكان أكثرهم شبهًا بوالده من حيث الحنكة والكياسة وحسن التصرف وصفات القيادة وتدبير الأمور([130])، وهذا ما انعكس على العلاقة بين الملك الأشرف والأمراء الحاتميين([131])، الذين رأوا فيه امتداد لعهد والده، فقال شاعرهم([132]):
ألا مرحبًا يا ابن المظفرِ قابلتْ * طلوعَك فينا أنجمُ اليُمْن طُلَّعا
وأهلًا بها من أوبةٍ أشرفيةٍ * يروقُ جميعَ الناسِ مرأى ومَسْمَعا
وفي محاولة من الملك المظفر لإرضاء بقية أولاده من جهة، وللمحافظة على حياة الملك الأشرف كولي للعهد، أسند ولاية صنعاء لابنه الثالث الملك المؤيد داود بن يوسف([133]). ومن خلال قراءة الأحداث، وجدنا أن الملك المؤيد لم يكن بحنكة أبيه المظفر وأخيه الأشرف وكياستهما. فخلال الفترة التي قضاها في ولاية صنعاء (687 ـ 693هـ)، انتهج أسلوب القوة والبطش كخيار وحيد في التعامل مع القبائل اليمنية والأشراف الزيديين على حد سواء، وهذا يعني أنه استغنى عن أي دور للأمراء الحاتميين كوسطاء بين الدولة الرسولية وتلك الأطراف، وبذلك أخفق في احتواء الوضع في مناطق اليمن الأعلى، واضطربت البلاد عليه([134]) من نقيل صيد([135]) إلى صعدة، ولم يتمكن مع ما استخدم من قوة مفرطة من إخمادها، وهنا تبرز بوضوح أهمية الدور الذي كان الأمراء الحاتميون يقومون به في توطيد حكم الدولة الرسولية في تلك الجهات.
ولإدراك الملك المظفر لهذه الحقيقة، استدعى كل من الملك المؤيد والأمير بدر الدين محمد بن حاتم إلى الأبواب السلطانية في تعز، حتى روى الأمير بدر الدين هذا الأمر بقوله([136]): ” وكنت إذ ذاك منقبضًا عن (الملك) المؤيد في (حصن) العروس، فنزلت الأبواب السلطانية، فتلقاني (الملك المظفر) بالبر والكرامة التي هي من عوائده الجميلة إلينا، ووصلني ومن معي من الصدقات العميمة بما لا أقوم بشكره، ووقفت على بابه الكريمة أيامًا، ثم أمرني بالطلوع صحبة الملك المؤيد، بعد أن أكد الوصية عليه فيًّ، وأوصاني بخدمته”.
لكن الملك المؤيد ـ على ما يبدو ـ لم يستوعب رسالة والده فيما يخص هؤلاء الأمراء، واستمر في تكبره وغيِّه، مما اضطر الملك المظفر إلى عزله عن ولاية صنعاء، وإسنادها إلى الملك الأشرف مرة أخرى، لعله يصلح بعض ما أفسده المؤيد مع الأمراء الحاتميين ومع غيرهم من القبائل والأشراف الزيديين، حتى وصف الأمير بدر الدين محمد بن حاتم هذا الأمر بقوله([137]): “فاقتضت الآراء طلوع من لا يأفل الخطب إلا بطلوع غرته، ولا تخمد الحرب إلا بوقود نار همته وعزمه، مولانا السلطان الأعظم الملك الأشرف”. فطلع إلى صنعاء في سنة 693هـ([138])، قبل أشهر قليلة من وفاة والده المظفر في سنة 694هـ([139]).
الخاتمـة:
مما لا شك فيه، أنه لولا تلك الخصوصية في العلاقة بين الأمراء الحاتميين ـ وعلى رأسهم في ذلك الحينالأمير بدر الدين محمد بن حاتم ـ والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر يوسف بن عمر، لما تمكن هذا الملك من بسط نفوذ دولته على مناطق اليمـن وصولًا إلى صعدة في أقصى الشمال.
كما كان للصفات الشخصية التي توافرت في كل من الملك المظفر والأمير بدر الدين دور كبير وكلمة الفصل في تلك الخصوصية، إذ شكلا ثنائيًّا فريدًا لم يتكرر في تاريخ العلاقات بين الطرفين على امتداد تاريخ الدولة الرسولية (626 ـ 858هـ)، ولم يكن له مثيل في تاريخ اليمن في عهد الدول المستقلـة، إلا ما شهدته الدولة الطاهرية من الخصوصية في العلاقة مع قبيلة همدان (الإسماعيلية) في عهد الملك الظافر عامر بن طاهر (858 –870هـ).
ولذلك رأينا كيف تزعزعت أوضاع الدولة الرسولية في أواخر عهد الملك المظفر، حين ولى صنعاء وما حولها لولديه الواثق والمؤيد، اللذين جهلا أهمية هذه الخصوصية في العلاقة مع الأمراء الحاتميين بالنسبة للاستقرار السياسي في الدولة الرسولية، وبالتالي فشلا في إدارة تلك المناطق بمعزل عن هؤلاء الأمراء، بينما كان أخوهما الأشرف سر أبيه، فأدرك بفطنته أهمية تلك الخصوصية، فكان عهده امتدادًا لعهد أبيه لولا الأجل الذي وافاه باكرًا.
وبالمقابل أخلص الأمراء الحاتميون للدولة الرسولية في عهد الملك المظفر، وبذلوا في خدمتها الغالي والنفيس حين رأوا ما لهم من المكانة عند هذا الملك، وأحجموا عن ولديه الواثق والمؤيد حين رأوا الغلظة في التعامل معهم، واستبشروا خيرًا حين آلت ولاية العهد في الدولة الرسولية للملك الأشرف.
17 ـ اليمن الكبرى كتاب جغرافـي جيولوجـي تاريخي، مطبعـة النهضـة العربيـة، القاهـرة، 1962م.
[1])) ابن عبد المجيد، تاج الدين عبد الباقي، بهجة الزمن في تاريخ اليمن، تح: عبد الله بن محمد الحبشي ومحمد أحمـد السنباني، ط2، دار الحكمة، صنعاء، 1408هـ/1988م، ص87.
[2])) ابن الحسين، يحيى، غاية الأماني في أخبار القطر اليماني، ج1، تح: سعيد عبد الفتاح عاشور، دار الكاتب العربي، القاهرة، 1388هـ/1968م، 1/279.
[3])) السروري، محمد عبده محمد، تاريخ اليمن الإسلامي، ط1، دار الكتب اليمنية، صنعاء، 1429هـ/ 2008م، ص185.
[4])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/294.
[5])) ابن عبدالمجيد، بهجة الزمن، ص88.
[6])) جِبْلة: تقع في جنوب مدينة إب، وتبعد عنها بحوالي (عشرة كيلو مترات)، وهي عبارة عن ربوة شمال جبل التعكر. الويسـي، حسين بن علي، اليمن الكبرى “كتاب جغرافي جيولوجي تاريخي” مطبعة النهضة العربية، القاهرة، 1962م، ص144؛ الحجري، محمد بن أحمد، مجموع بلدان اليمن وقبائلها، تح: إسماعيل بن علي الأكوع، ط2، دار الحكمة، صنعاء، 1416هـ/1996م، 1/31 ـ 37.
[7])) السروري، تاريخ اليمن الإسلامي،ص186.
[8])) هو أبو الحسن أحمد بن سليمان بن محمد المطهر بن علي بن أحمد بن يحيى بن الحسين… بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ولد في سنة 500هـ، في منطقـة حوث، وقام بأمر الإمامة الزيدية في سنة 532هـ، وعمره لم يتجاوز اثنتين وثلاثين سنة، كانت له وقائع مشهورة مع السلطان حاتم بن أحمد اليامي الهمداني على صنعاء ونواحيها. انظر: الثقفي، سليمان بن يحيى، سيرة الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان (532 ـ 566هـ)، تح: عبدالغني محمود عبدالعاطي، ط1، الرياض، 2000م، ص10 وما بعدها؛ المحلي، حسام الدين حميد بن أحمد، الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية، ج2، تح: المرتضى بن زيد الحسني، ط1، مطبوعات مكتبة مركز بدر العلمي والثقافي، صنعاء، 1423هـ/2002م، 2/219.
[9])) ابن عبدالمجيد، بهجة الزمن، ص89.
[10])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/318.
[11])) هو الإمام المنصور بالله أبو محمد عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة ابن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، عاصر الأيوبيين في اليمن، وكانت له معهم صولات وجولات حتى وفاته في سنة 614هـ. عن حياة هذا الإمام، وحروبه مع الأيوبيين. انظر: ابن دعثم، أبو فراس بن دعثم الصنعاني، السيرة الشريفة المنصورية، سيرة الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، ج2، ج3، تح: عبدالغني محمود عبدالعاطي، ط1، دار الفكر المعاصر، بيروت، 1414هـ/ 1993م، 2/29 وما بعدها، 3/477 وما بعدها؛ وللمزيد من التفاصيل عن هذا الإمام ودولته المنصورية، انظر: الميسري، محمد عبدالله سعيد، الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة ودوره في إحياء الدولة الزيدية في اليمن، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة عدن، عدن، 1424هـ/ 2004م، ص29 وما بعدها.
[12])) الميسري، الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، ص87.
[13])) ابن حاتم: الأمير بدر الدين محمد بن حاتم اليامي الهمداني، السمط الغالي الثمن في أخبار الملوك من الغز باليمن، تح: ركس سميث ، كمبردج ، 1974م، ص42.
[14])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/406.
[15])) ابن حاتم، السمط، ص187 ـ 188.
[16])) عَصِر: قرية وجبل غربي صنعاء بمسافة (أربعة كيلومترات)، وقد أصبحت اليوم مع التوسع العمراني جزءًا من صنعاء. المقحفي، إبراهيم بن أحمد، معجم البلدان والقبائل اليمنية، ط2، دار الكلمة، صنعاء، 1406هـ/ 1985م، ص455.
[17])) ابن حاتم، السمط، ص189.
[18])) ابن الأنف، عماد الدين إدريس بن الحسين، نزهة الأفكار وروضة الأخبار في ذكر من قام في اليمـن من الملـوك الكبـار والدعاة الأخيار، مخطوط مصور، دار الكتب المصرية، القاهـرة، برقـم (1253) (تاريخ)، ق54ب.
[19])) السمط، ص189.
[20])) الخزرجي، موفق الدين أبو الحسن علي بن الحسن، العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية، عنى بتصحيحه: محمد بسيوني عسل، مطبعة الهلال، القاهرة، 1329هـ/1911م، 1/40.
[21])) ابن الديبع، أبو الضياء وجيه الدين عبد الرحمن بن علي، قرة العيون بأخبار اليمن الميمون، تح: محمد بن علي الأكوع، ط2، المكتبة اليمنية، صنعاء، 1409هـ/1988م، ص298.
[22])) ابن الديبع، قرة العيون، ص300.
[23])) وللخزرجي رواية أخرى حول هذا الأمر، انظر: العقود اللؤلؤية، 1/40 ـ 41.
[24])) ابن الديبع، قرة العيون، ص300.
[25])) ابن الأنف، نزهة الأفكار، ق57ب؛ الخزرجي، العقود اللؤلؤية، 1/47.
[26])) الميسري، محمد عبدالله سعيد، الزيدية في اليمن، ط1، دار الوفاق للدراسات والنشر، عدن، 1435هـ/2014م، ص83.
[27])) تعود هذه العداوة التاريخية، إلى كون الأيوبيين هم من أسقط الدولة الحاتمية، التي أسسها السلطان حاتم بن أحمد اليامي الهمداني، والتي استمرت من سنة 533هـ إلى سنة 569هـ، وهي السنة التي دخل فيها الأيوبيون إلى اليمن، كما ازدادت هذه العداوة ضراوة بعد أن نقض الملك العزيز طغتكين بن أيوب (579 ـ 593هـ)، الصلح الذي عقده مع السلطان علي بن حاتم، والذي نص على إعطاء السلطان علي بن حاتم جامكية شهرية مقدارها خمسمائة دينار مقابل التنازل عن الحصون والبلاد الحاتمية. ابن حاتم، السمط، ص41.
[28])) ابن حاتم، السمط، ص203.
[29])) الخزرجي، العقود اللؤلؤية،1/82.
[30])) المملوك: هو العبد، وتطلق كلمة مماليك على فئة من الرقيق الأبيض يشتريهم الحكام من أسواق النخاسة البيضاء لتكوين فرق عسكرية خاصة في أيام السلم، ويتم إضافتها إلى الجيش العام أيام الحرب انظر: البستاني، بطرس، محيط المحيط (قاموس مطول للغة العربية)، مكتبة لبنان، بيروت، 1977م، ص862. علي عبد الحليم، الغزو الصليبي والعالم الإسلامي، ط2، دار عكاظ، جدة، 1402هـ/1982م، ص208. العبادي، أحمد مختار، قيام دولة المماليك الأولى في مصر والشام، مؤسسة شباب الإسكندرية، 1988م، ص11. وكان الملك المنصور قد استكثر من شرائهم حتى بلغت مماليكه البحرية ألف فارس. انظر: ابن الحسين، غاية الأماني، 1/433.
[31])) الخزرجي، العقود الؤلؤية، 1/88 ـ 90.
[32])) هو الإمام المهدي أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن عبد الله بن القاسم بن أحمد بن إسماعيل بن أبي البركات بن أحمد… بن القاسم الرسي بن إبراهيم… بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. ولد في هجرة كومة ببلد شاكر من بلاد الظاهر، وحين بلغ الثانية عشرة من عمره نقله عمـه إلى مدرسـة مسلت ومنها إلى المدرسة المنصورية بـ(حَوْث)، فقرأ في العلوم حتى بلغ الغاية فيها. ولمّا كان مستوفيـًا لشروط الإمامة عند الزيدية طلب منه أهل زمانه من العلماء والفقهـاء القيام بهـا، فوافق علـى ذلك. انظر: السيد شرف الدين، يحيى بن القاسم، سيـرة الإمام المهدي أحمـد بن الحسيـن، مخطوط مصور، دار الإمام زيـد بن علي، صنعاء، برقم (4) (سير وتراجم)، ق4 ب ـ 7 أ. ابن فند، محمد بن علي الزحيف، مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار، ويسمى: اللواحق الندية بالحدائق الوردية (شرح بسامـة السيد صارم الدين الوزير)، ج2، ج3، تح: عبد السلام بن عباس الوجيـه وخالد قاسـم محمد المتوكل، ط1، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، عمّان، 1423هـ/2002م، 2/867 ـ 868.
[33])) ابن حاتم، السمط، ص225. الخزرجي، العقود اللؤلؤية، 1/76.
[34])) الميسري، الزيدية في اليمن، ص109.
[35])) بَرَاش: اسم مشترك بين عدد من المواضع في اليمن منها: براش صنعاء وهو جبل شامخ إلى الشرق من صنعاء يطل عليها من خلف جبل نقم. وبراش أيضًا جبل في بلاد وادعـة إلـى الجنوب من مدينـة صعدة ويعرف ببراش صعدة. وسيأتي ذكره فيما بعد. الحجري، مجمـوع بلدان اليمن،1/105 ـ 106. المقحفي، معجم البلدان، ص72.
[36])) ابن حاتم، السمط، ص236.
[37])) ذِي مَرْمَر: حصن في أعلى قرية شبام الغراس، على بعد (18 كيلو مترًا) شمال غرب صنعاء. المقحفي، معجم البلدان، ص 261. وعند الأكوع، إلى الشمال الشرقي من صنعاء بمسافة (25 كيلو مترًا). انظر: الأكـوع، إسماعيل بن علي، هجر العلم ومعاقله في اليمن، ط1، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، 1416هـ/1995م، 2/788.
[38])) العَرُوسُ: حصن وبلدة في حضور، بالجنوب الغربي من صنعاء، وهو مقابـل لحصن كوكبـان مـن الجنوب. المقحفي، معجم البلدان، ص450.
[39])) ابن حاتم السمط، ص237.
[40])) السمط، ص262.
[41])) كَوْكَبان: حصن مطل على شبام كوكبان إلى الغرب الشمالي من صنعاء، يقال إنه سمي بهذا الاسم لأن قصره كان مبنيًا بالفضة والحجارة وداخلها الياقوت والجوهر، وكان الدر والجوهر يلمع مع حلول الليل كما يلمع الكوكب. انظـر: الحجري، مجموع بلدان، 4/669.
[42])) الجامكية: كلمة فارسية من مصطلحات الدواوين، ومعناها المرتب أو العطاء الذي يناله موظف الدولة. دهمان، محمد أحمد، معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشـق، 1410هـ/1990م، ص51.
[43])) ابن حاتم السمط، ص261.
[44])) منذ عهد الملك المظفر، انتقل الدور المحوري في زعامة بني حاتم الهمدانيين من أولاد السلطان حاتم بن أحمد (دار السلطنة)، إلى أبناء عمومتهم كالأمير بدر الدين محمد بن حاتم وإخوته، إلا أنهم لن يلقبوا أنفسهم بالسلاطين لعدة أسباب، لعل أبرزها: أن لقب “سلطان” لا يطلق إلا على كل من كان من نسل السلطان حاتم بن أحمد فقط، أما من هم دونهم فهم أمراء وليسوا من دار السلطنة. والسبب الثاني أنه لم تعد لبني حاتم أي سلطنة، بعد سقوطها على يد الأيوبيين في سنة 569هـ، واستمرار إطلاق هذا اللقب على من تبقى من أبناء وأحفاد السلطان حاتم بن أحمد هو من باب التشريف لا غير.
[45])) السيد شرف الدين، سيرة الإمام المهدي، ق60أ. ابن حاتم، السمط، ص277.
[46])) ابن الأنف، نزهة الأفكار، ق62أ. الشرفي، أحمد بن محمد بن صلاح، اللآلئ المضيئة في أخبار أئمة الزيدية، مخطوط مصـور، دار الإمام زيد بن علي، صنعاء، برقم (4) (تاريخ)، 2/392.
[47])) قضت الخطة أن يسعى الأشراف الحمزيين في الصلح بين الإمام المهدي والأمير أسد الدين، على أن يجهز الإمام المهدي، الأمير أسد الدين لقتال ابن عمه الملك المظفر، من أجل تخليص أخيه الأمير فخر الدين أبي بكر من الأسر، على أن يقوم الأمراء الحاتميين بعد ذلك بالسعي في الصلح بين الأمير أسد الدين والملك المظفر. ابن الحسين، غاية الأماني، 1/435.
[48])) كان هناك خلاف قد حدث بين الملك المظفر وابن عمه الأمير أسد الدين عقب اعتقال الملك المظفر للأمير فخر الدين أبي بكر بن الحسن، أخي الأمير أسد الدين، بعد تحصنه في زبيد وامتناعه عن تسليمها للمك المظفر. ابن حاتم، السمط، ص257.
[49])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/435.
[50])) السمط، ص278 ـ 279.
[51])) السيد شرف الدين، سيرة الإمام المهدي، ق61أ.
[52])) ابن حاتم، السمط، ص307 ـ 308. الخزرجي، العقود اللؤلؤية، 1/112 ـ 114.
[53])) السيد شرف الدين، سيرة الإمام المهدي، ق119أ. الحمزي، عماد الدين إدريس بن علي، كنز الأخيار في معرفة السير والأخبار، تح: عبد المحسن مدعج المدعج، ط1، مؤسسة الشراع العربي، الكويت، 1992م، ص104.
[54])) السمط، ص331.
[55])) شُوَابَة: واد من أعمال ذيبين من بلاد بكيل، ينحدر ماؤه إلى الجوف، وإليه تنسب قرية شوابة في عزلة سفيان، ناحية ذيبين، بمحافظة عمـران. الحجري، مجموع بلدان اليمن، 3/458. المقحفـي، معجم البلدان، ص375.
[56])) عبد الله بن حمزة (الإمام المنصور بالله) ، الشافي، تح: مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، مكتبة اليمن الكبرى، صنعاء، 1406هـ/1986م ، 1/3.
[57])) للمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، انظر: فرحان، عباس علوي، بنو حاتم الهمدانيون (492 ــ 626هـ)، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة عدن، عدن، 1426هـ/2005م، ص41 وما بعدها.
[58])) وهذا ما أكده ابن الحسين حين قال: “وفيها (657هـ) تنافس بنو حاتم بن أحمد على الرياسة، وتنازعوا واختلفوا… حتى آل الأمر إلى أن قبض عليهم المظفر، واستولى على حصنهم ذي مرمر”. غاية الأماني، 1/447 ـ 448.
[59])) ابن حاتم، السمط، ص265.
[60])) المصدر نفسه، ص343.
[61])) ابن حاتم، السمط، ص354.
[62])) الخزرجي، العقود اللؤلوية، 1/147.
[63])) السمط، ص356.
[64])) المصدر نفسه، ص357.
[65])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/448.
[66])) سَيَّان: قرية عامرة جنوب صنعاء من بلد ذي جُرة (بلاد الروس حاليًا). تنسب إلى سيان بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي، وإليها يُنسب بنو السياني. المقحفي، معجم البلدان، ص341.
[67])) فِدَّة: حصن وسط وادي ضهر، على بعد (سبعة كليو مترات) غربي صنعاء. الحجري، مجموع بلدان اليمن، 4/634. المقحفي، معجم البلدان، ص498.
[68])) الظُفُر: حصن في منتهى حقل قتاب (قاع الحقل) ويقع بالشرق من يحصب العلو. المقحفي، معجم البلدان، ص423.
[69])) بنو شهاب: قبيلة وبلد من حمير قرب صنعاء تسمى اليوم بلاد البستان، وتنسب إلى شهاب بن العاقل بن ربيعة بن وهب بن ظالم… بن كندة، وتضم عزلتي شهاب الأسفل، وشهاب الأعلى، ومن قراهم: بيت بوس، وحدّة، وحَمِل، وأرتل. انظر: ابن دعثم، السيرة المنصورية، 2/151، (حاشية 4). ابن الديبع، قرة العيون، ص129، (حاشية 4). الحجري، مجموع بلدان اليمن، 1/119.
[70])) حَضُور: جبل شامخ غربي صنعاء بمسافة (18 كيلو مترًا) ، ينسب إلى حضور بن عدي بن مالك بن زيد بن سُدد بن زرعة بن حمير بن سبأ الأصغر، وهو أعلى جبل في اليمن، ويدعى أيضًا جبل النبي شعيب لوجود قبر النبي شعيب عليه السلام ومسجده فيه. المقحفي، معجم البلدان، ص191 ـ 192.
[71])) ابن حاتم، السمط، ص338.
[72])) المصدر نفسه، ص341 ـ 342.
[73])) المصدر نفسه، ص341.
[74])) بَيتُ رَدَم: قرية وحصن في مخلاف بني شهاب أسفل بني مطر، جنوب جبل حضور إلى الغـرب من صنعاء. ابن الديبع، قرة العيون، ص308، (حاشية 6)؛ الأكوع، إسماعيل بن علي، البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي، ط2، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1408هـ/ 1988م، ص49.
[75])) عِزَّان: اسم مشترك بين عدد من الأماكن في اليمن منها: بلدة عزان في عـرش رداع بالغـرب الجنوبي منها بمسافـة (18 كيلو مترًا) ، وعزان حصن في جبل بُرع وعزان حصن خرب أعلى جبل ريمان المطل على مدينة إب من الزاوية الشرقية الشمالية ، وجبل عزان في حاشد. المقحفي ، معجم البلدان ، ص452. والمقصود من النص عزان المصانع في البلاد الحميرية بيريم، كما يفهم من النص. ابن حاتم، السمط، ص209.
[76])) المصنعة: أسم مشترك بين عدد من المواضع في اليمن، لكن المقصود من النص، حصن في البلاد الحميرية بيريم. ابن حاتم، السمط، ص499؛ المقحفي، معجم البلدان، ص629 ـ 630.
[77])) ابن حاتم، السمط، ص364. ابن الحسين، غاية الأماني، 1/452 ـ 453.
[78])) هو الأمير علم الدين سنجر، من مماليك الملك المسعود يوسف بن الملك الكامل الأيوبي، سُمي بالشعبي تمييزًا له عن باقي المماليك، لأنه لم يعرف شيئًا من فسقهم وفجورهم، كان أميرًا شجاعًا، متدينًا، وناسكًا متعبدًا، توفي في سنة 682هـ، أثر انهدام قصره في صنعاء، وهو بداخله. الخزرجي، العقود اللؤلؤية، 1/197.
[79])) ابن حاتم، السمط، ص530.
[80])) ابن حاتم، السمط، ص376.
[81])) المصدر نفسه، ص377.
[82])) المصدر نفسه، ص395.
[83])) المصدر نفسه، ص381.
[84])) حَجّة: مدينة عامرة بالسكان تقع في الشمال الغربي من صنعاء وهي منطقة جبلية وجزء منها من تهامة. الويسي، اليمن الكبرى، ص117 ـ 118.
[85])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/455. وللمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، انظر: الميسري، الزيدية في اليمن، ص160، 168 ـ 169.
[86])) السمط، ص423 ـ 424.
[87])) ابن حاتم، السمط، ص411.
[88])) المصدر نفسه، ص404 ـ 405.
[89])) المصدر نفسه، ص415.
[90])) المصدر نفسه، ص415.
[91])) ابن حاتم، السمط، ص542.
[92])) ابن حاتم، السمط، ص393، 404، 558، 561.
[93])) كانت ثلا منذ قيام دولة بني رسول في سنة 626 هـ، من أشد المناوئين لهم، وأبرز المتحالفين مع الدولة الزيديـة، وظلت عصية عليهم، وفية للزيديين حتى سقوط الدولة الرسولية في سنة 858هـ. انظر: الخزرجـي، العقود اللؤلؤية، 1/73. ابن الحسين، أنباء الزمن في تاريخ اليمـن، مخطوط مصور، دار الإمام زيد بن علي، صنعاء، برقم (3) (تاريخ)، ق158. جار الله، عبد الرحمن حسن، ثُلا إحدى حواضر اليمن في العصر الإسلامي تاريخها وآثارها، إصدارات وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 1425هـ/2004م، ص46 ـ 47.
[94])) ظَفَارِ: اسم مشترك بين عدد من الحصون اليمنية، والمقصود هنا، حصن من بلاد همدان من أعمـال ذيبيـن، كان يعرف سابقـًا بأكمة الإمام الناصر أبي الفتـح الديلمي (437 ـ 444هـ) ثم أعاد الإمام المنصـور بالله عبد الله بن حمـزة بناءه في سنة 600هـ، ثم ارتبط اسمه لاحقًا بالأمير صـارم الدين داود بن عبد الله بـن حمـزة. انظر: الحجري، مجموع بلدان اليمن، 3/564. الأكـوع، هجـر العلم، 3/1283.
[95])) وهذا ما قصده الأمير بدر الدين محمد بن حاتم، حين قال: “… وأيقنوا أنهم بعد فوات ثلا، صائرون إلى البلاء… وهماـ أي ظفار وثلا ـ زوقاء حصونهم ومعاقلهم، وبهما يحاربون، ويقاومون الغز… “. انظر: السمط، ص406.
[96])) ابن حاتم، السمط، ص405.
[97])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/456.
[98])) ابن حاتم، السمط، ص467.
[99])) هو إبراهيم بن أحمد تاج الدين بن محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى… بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، كان إمامًا شهيرًا، ذا علم غزير، دعا بعد موت عمه الإمام المنصور بالله الحسن بن بدر الدين محمد. انظر: ابن القاسم، إبراهيم، طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث)، ويسمى: ” بلوغ المراد إلى معرفة الإسناد “، تح: عبد السلام بن عباس الوجيه، ط 1، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، عمّان، 1421هـ/2001م، 1/61 ـ 62. المؤيدي، مجد الدين بن محمد بن منصور، التحف شرح الزلف، ط3، مكتبة مركز بدر، صنعاء، 1417هـ/ 1997م، ص262 ـ 263. ومن الجدير بالذكر، أنه حين حدثوا المهدي إبراهيم بن تاج الدين في أمر توليه الإمامة، اشترط إجماع العلماء والفقهاء على ذلك، فبعث إليهم الأمير صارم الدين، فأجابه البعض وامتنـع البعض الآخر، وقالوا له لا يمكننا أن نبايعه دون المناظرة لتصح إمامته ونبايعه على بصيرة، فلما سمع الأمير صارم الدين قولهم، أخرج سيفه وأقسم لئن تأخر عن مبايعته أحد لأضربن عنقه، عندها بايعوه طائعين وكارهين، وكانت البيعة له في حصن ظفار في آخر ذي الحجة من سنة 670هـ. انظر: ابن حاتم، السمط، ص407. ابن الأنف، نزهة الأفكار، ق 84 أ.
[100])) النواش: حصن في قفلة عذر من بلاد حاشد، والنواش: حصن في عزلة التويتي من مخلاف الشِّعر وأعمال النادرة. المقحفي، معجم البلدان، ص707.
[101])) المنار: عزلة من بعدان جنوبي يريم، ومن قراها: الجبجب وذي حيفان وحيضان وبيت هريش ومدين وعَقد وثاولة. المقحفي، معجم البلدان، ص662.
[102])) ابن حاتم، السمط، ص466.
[103])) المصدر نفسه، ص422 ـ 423.
[104])) المصدر نفسه، ص500.
[105])) لم استدل على هذا الموقع في المعاجم، ولكنه ـ كما يُفهم من النص ـ ليس بعيدًا عن صنعاء.
[106])) ابن حاتم، السمط، ص500.
[107])) جَهْران: حقل واسع إلى الجنوب من مدينة صنعاء بمسافة (66 كيلو متر)، وينسب إلى جهران بن يحصب بن دهمان بن مالك، من ولد سبأ الأصغر، وهي اليوم ناحية من أعمال آنس تعرف بقاع جهران. المقحفي، معجم البلدان، ص 196.
[108])) ابن حاتم، السمط، ص475.
[109])) المصدر نفسه والصفحة.
[110])) بنو الراعي: عزلة من ناحية بني مطر (ناحية البستان سابقًا). المقحفي، معجم البلدان، ص265.
[111])) ابن حاتم، السمط، ص499.
[112])) بيت حُنْبُص: بلدة بالقرب من صنعاء في ظاهر جبل عيبان، فوق حدة. المقحفي، معجم البلدان، ص95.
[113])) عَيْبان: جبل يطل على صنعاء من ناحية الغرب. الحجري، مجموع بلدان اليمن، 3/619. المقحفي، معجم البلدان، ص 482.
[114])) ابن حاتم، السمط، ص429.
[115])) أَفْق: قرية عامـرة من مخلاف عنس وأعمال ذمـار. انظر: البكري، عبد الله بن عبد العزيز، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، تح: مصطفى السقا، ط3، عالم الكتب، بيروت، 1983م، 1/178. المقحفي، معجم البلدان، ص46.
[116])) رَدْمَانُ: اسم مشترك بين عدد من الأماكن والقبائل في اليمن، والمقصود من النص لا يبعد عن صنعاء كثيرًا. المقحفي، معجم البلدان، ص273.
[117])) السمط، ص532.
[118])) المصدر نفسه والصفحة.
[119])) الفرحة أو الفرجة في بعض المصادر: عادة اجتماعية، يحتفل فيها الملوك الرسوليين، عند قدوم مولود جديد من أبنائهم أو أبناء أبنائهم أو عند ختانهم أو عند الشفاء من آثار الختان. فيدعون فيها الخاصة والعامة، ويقدمون فيها، ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات والحلاوات خلال أيام معدودة. ابن حاتم، السمط، ص534. للمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، انظر: هُديل، طه حسين، الحياة الاجتماعية في اليمن في عصر الدولة الرسولية (626 ـ 858هـ) ط1، دار جامعة عدن للطباعة والنشر، عدن، 2010م، ص231 232.
[120])) ابن حاتم، السمط، ص534.
[121])) ابن حاتم، السمط، ص543.
[122])) المصدر نفسه، ص545.
[123])) الزَاْهِـر: حصن وقريـة مشهـورة فـي بلاد الجـوف. المقحفـي، معجـم البلدان، ص295.
[124])) ابن حاتم، السمط، ص546، 551.
[125])) المصدر نفسه، ص548.
[126])) السمط، ص502.
[127])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/467 ـ 468.
[128])) الخزرجي، العقود اللؤلؤية، 1/235.
[129])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/470.
[130])) ولا أدل على ذلك، من قول الإمام المهدي إبراهيم بن تاج الدين وهو في أسر الملك المظفر، واصفًا حاله بعد معركة أفق:
وبعد ذلك جاءوا بـي إلـى ملكٍ * لـه المفاخـر والعليـاء مكتسـبُ
أبو الهزبر نقيُّ العرض من دنسٍ * وباذل المـال لا زور ولا كـذبُ
فكان منه من الإحسان ما شهـدت * بفضله فيه عجم الناس والعـربُ
فمن يبلِّغ عني كل مـن سكنـت * قلبـي محبتـه أو بيننـا نسـبُ
فليشكروه فإنـي اليـوم شاكـره * سرًا وجهرًا وهذا دون ما يجـبُ.
انظر: ابن فند، مآثر الأبرار، 2/907 ـ 908.
[131])) كان الأشرف ابن الملك المظفر، ملكًا نبيلًا عارفًا، ذكيًا، فطنًا، حازمًا، حسن السيرة والسياسة، ولهذا كانت الأوضاع تهدأ، وتقل الفوضى، وتصل إليه القبائل عارضة الطاعة، ويتم الصلح مع الأشراف الزيديين فور وصوله إلى اليمن الأعلى، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تقديره للجميع، وتقديرهم له، وذلك ما لم يكن عند أخويه الواثق والمؤيد، توفي في الثالث والعشرين من شهر محرم من سنة 696هـ، للمزيد من التفاصيل حول هذا الملك، انظر: الخزرجي، العقود اللؤلؤية، 1/297 ـ 298.
[132])) ابن حاتم، السمط، ص553.
[133])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/471.
[134])) الشاوش، نادر حسن محمد، الدولة الرسولية في عهد السلطان المؤيد (696 ـ 721هـ)، رسالة دكتوراه، (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة عدن، عدن، 1435هـ/2013م، ص15.
[135])) نقيل صَيْد: وهو ما يعرف اليوم بنقيل سمـارة، الذي يقع بين يـريم والمخـادر، ويمر به طريق تعـز ـ ذمار. المقحفي، معجم البلدان، ص 400.
[136])) السمط، ص558.
[137])) المصدر نفسه، ص561.
[138])) ابن الحسين، غاية الأماني، 1/474.
[139])) الخزرجي، العقود اللؤلؤية، 1/275.
المصادر والمراجع
أولًا- المصادر:
- ابن الأنف، عماد الدين إدريس بن الحسين (ت: 872هـ)
1 ـ نزهة الأفكار وروضة الأخبار في ذكر من قام في اليمـن من الملـوك الكبـار والدعاة الأخيار، مخطوط مصور، دار الكتب المصرية، القاهـرة، برقـم (1253) (تاريخ).
- البكري، عبد الله بن عبد العزيز (ت: 487هـ)
2 ـ معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، تح: مصطفى السقا، ط3، عالـم الكتب، بيروت، 1983م.
- الثقفي، سليمان بن يحيى (ت: بعد سنة 327هـ)
3 ـ سيرة الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان (532 ـ 566هـ)، تح: عبدالغني محمود عبدالعاطي، ط1، الرياض، 2000م.
- ابن حاتم، الأمير بدر الدين محمد بن حاتم (ت: بعد سنة 702هـ)
4 ـ السمط الغالي الثمن في أخبار الملوك من الغز باليمن , تح: ركس سميث , كمبردج , 1974م.
- ابن الحسين، يحيى (ت: 1100هـ)
5 ـ أنباء الزمن في تاريخ اليمـن، مخطوط مصور، دار الإمام زيد بن علي، صنعاء، برقم (3) (تاريخ).
6 ـ غاية الأماني في أخبار القطر اليماني، ج1، تح: سعيد عبد الفتاح عاشور، دار الكاتب العربي، القاهرة، 1388هـ/1968م.
- الحمزي، عماد الدين إدريس بن علي (ت: 744هـ)
7 ـ كنز الأخيار في معرفة السير والأخبار، تح: عبد المحسن مدعج المدعج، ط1، مؤسسة الشراع العربي، الكويت، 1992م.
- الخزرجي، موفق الدين أبو الحسن علي بن الحسن (ت: 812هـ)
8 ـ العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية، ج1، عنى بتصحيحه: محمد بسيونـي عسـل، مطبعة الهلال، القاهرة، 1329هـ/1911م.
- ابن دعثم، أبو فراس بن دعثم الصنعاني ( من رجال القرن السابع الهجري)
9 ـ السيرة الشريفة المنصورية، سيرة الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، ج2، ج3، تح: عبدالغني محمود عبدالعاطي، ط1، دار الفكر المعاصر، بيروت، 1414هـ/1993م.
- ابن الديبع، أبو الضياء وجيه الدين عبد الرحمن بن علي (ت:944 هـ)
10 ـ قرة العيون بأخبار اليمن الميمون، تح: محمد بن علي الأكوع، ط2، المكتبة اليمنيـة، صنعاء، 1409هـ /1988م.
- السيد شرف الدين، يحيى بن القاسم بن (ت: 677هـ)
11 ـ سيـرة الإمام المهدي أحمـد بن الحسيـن، مخطوط مصور، دار الإمام زيـد بن علي، صنعاء، برقم (4) (سير وتراجم).
- الشرفي، أحمد بن محمد بن صلاح (ت: 1100هـ)
12 ـ اللآلئ المضيئة في أخبار أئمة الزيدية، مخطوط مصـور، دار الإمام زيد بن علـي، صنعاء، برقم (4) (تاريخ).
- عبدالله بن حمزة (الإمام المنصور بالله) (ت: 614هـ)
13 ـ الشافـي، ج1، تح: مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، مكتبة اليمن الكبرى، صنعاء، 1406هـ/1986م.
- ابن عبد المجيد، تاج الدين عبد الباقي (ت: 744هـ)
14 ـ بهجة الزمن في تاريخ اليمن، تح: عبد الله بن محمد الحبشي ومحمد أحمد السنباني، ط2، دار الحكمة، صنعاء، 1408هـ/1988م.
- ابن فند، محمد بن علي الزحيف (ت: 916هـ)
15 ـ مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار، ج2، ج3، ويسمى: اللواحق الندية بالحدائق الوردية (شرح بسامـة السيد صارم الدين الوزير)، تح: عبد السلام بن عباس الوجيه وخالد قاسم محمد المتوكل، ط1، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، عمّان، 1423هـ/2002م.
- ابن القاسم، إبراهيم (ت: 1152هـ)
16 ـ طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث)، ويسمى: ” بلوغ المراد إلى معرفة الإسناد “، تح: عبد السلام بن عباس الوجيه، ط1، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، عمّان، 1421هـ /2001م.
- المحلي، حسام الدين حميد بن أحمد (ت: 652هـ)
17 ـ الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية، ج2، تح: المرتضى بن زيد الحسني، ط1، مطبوعات مكتبة مركز بدر العلمي والثقافي، صنعاء، 1423هـ/2002م.
ثانيًا- المراجع:
- الأكـوع، إسماعيل بن علي
1ـ البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي، ط2، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1408هـ/ 1988م.
2ـ هجر العلم ومعاقله في اليمن، ج2، ج3، ط1، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشـق، 1416هـ/1995 م.
- البستاني، بطرس
3 ـ محيط المحيط، قاموس مطول للغة العربية، مكتبة لبنان، بيروت، 1977م.
- جار الله، عبد الرحمن حسن
4 ـ ثُلا إحدى حواضر اليمن في العصر الإسلامي (تاريخها وآثارها)، إصدارات وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 1425هـ/2004م.
- الحجري، محمد بن أحمد
5 ـ مجموع بلدان اليمن وقبائلها، تح: إسماعيل بن علي الأكوع، ط2، دار الحكمة، صنعاء، 1416هـ/1996م.
- دهمان، محمد أحمد
6 ـ معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشـق، 1410هـ/1990م.
- السروري، محمد عبده محمد
7 ـ تاريخ اليمن الإسلامي، ط1، دار الكتب اليمنية، صنعاء، 1429هـ/2008م.
- الشاوش، نادر حسن محمد
8 ـ الدولة الرسولية في عهد السلطان المؤيد داود (696 ـ 721هـ)، رسالة دكتوراه (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة عدن، عدن، 1435هـ/2013م.
- العبادي، أحمد مختار
9 ـ قيام دولة المماليك الأولى في مصر والشام، مؤسسة شباب الإسكندرية، 1988م.
- علي عبد الحليم
10 ـ الغزو الصليبي والعالم الإسلامي، ط2، دار عكاظ، جدة، 1402هـ/1982م.
- فرحان، عباس علوي
11 ـ بنو حاتم الهمدانيون (492 ــ 626هـ)، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة عدن، عدن، 1426هـ/2005م.
- المقحفي، إبراهيم بن أحمد
12 ـ معجم البلدان والقبائل اليمنية، ط2، دار الكلمة , صنعاء، 1406هـ/ 1985م.
- المؤيدي، مجد الدين بن محمد بن منصور
13 ـ التحف شـرح الزلف، ط3، مكتبة مركز بدر، صنعاء، 1417هـ/1997م.
- الميسري، محمد عبد الله
14 ـ الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة ودوره في إحياء الدولة الزيدية في اليمن، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة عدن، عدن، 1424هـ/ 2004م.
15 ـ الزيدية في اليمن، ط1، دار الوفاق للدراسات والنشر، عدن، 1435هـ/2014م.
- هُديل، طه حسين عوض
16 ـ الحياة الاجتماعية في اليمن في عصر الدولة الرسولية (626 ـ 858هـ)، ط1، دار جامعة عدن للطباعة والنشر، عدن، 2010م.
- الويسـي، حسين بن علي