مركز عدن للدراسات التاريخية

مسندم في كتابات الرحالة الغربيين

د. علي عفيفي علي غازي

د. علي عفيفي علي غازيصحفي وأكاديمي مصري

الملخص

يُمثل استقراء وتحليل ما ورد في كتابات الرحالة الغربيين ضرورة تاريخية، باعتبار أن ما كتبوه مصدرًا مهمًا، في ظل غياب التدوين لدى أهل شبه الجزيرة العربية والخليج العربي، كما أنه في الوقت نفسه يُمثل رؤية الآخر، والتي دائمًا ما تكون أكثر دقة، لأنها ترصد الطبيعي والمألوف، وليس فقط الشاذ، والدخيل، رغم أنها قد تكون ناقدة أو غير محايدة في التحليل. انطلاقًا من تلك الرؤية يُحلل هذا البحث ما ورد عن منطقة “مسندم”، التابعة لسلطنة عمان، في كتابات ثلاثة عشرة من الرحالة الغربيين، مروا بها أثناء رحلاتهم في منطقة الخليج العربي، على مدار أكثر من أربعة قرون تمتد من بداية القرن السادس عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وهم: جسبارو بالبي، جوزيف سالبنكي، كارستن نيبور، ديفيد سيتون، روبرت تايلور، وليم بالجريف، صموئيل زويمر، جون لوريمر، كرستجي، بيرترام توماس، وليم ريتشارد وليمسون، يتر غلوب، جون بولوك.

الكلمات المفتاحية: مسندم، سلطنة عمان، الخليج العربي، الرحالة الغربيون.

Summary

Within the absence of historiography, “documented historical writings,” in the Arabian Peninsula and the Arabian Gulf, the extrapolation and analysis of Western travellers’ writings considered as a historical necessity. These travellers’ accounts contain valuable information that recognized as valuable sources for the Arabian Peninsula and the Arabian Gulf. At the same time, they represent the perspectives and visions of the other, which are often accurate; because they described ordinary and unusual activities, traditions and habits, vents, and etc. However, they are, sometimes, prejudiced in their analysis and interpretations. In consequent to that, this study analyses the mentions, perceptions, and descriptions of the “Musandam” area, in the Sultanate of Oman, in the writings of Thirteen-western travellers, who travelled to the Arabian Gulf for the sixteenth to mid-twentieth century. Those travellers are Gasparo Balbi, Joseph Salbancke, Carsten Niebuhr, David Seton, Robert Taylor, William Palgrave, Samuel Zwemer, John Lorimer, Cursetjee, Birtram Thomas, William Richard Williamson, Peter Globe, and John Bulloch.

Keywords: Musandam, Oman, Arabian Gulf, Western Travelers.

المقدمة:

يتناول هذا البحث من خلال منهج البحث التاريخي التحليلي المقارن ما ورد عن منطقة “مسندم” في كتابات ثلاثة عشرة من الرحالة الغربيين، ممن جابوا شبه الجزيرة العربية والخليج العربي؛ لأهداف مختلفة، على مدار أكثر من أربعة قرون تمتد من بداية القرن السادس عشر الميلادي، وحتى منتصف القرن العشرين، ويهدف لطرح رؤية الآخر لمعرفة كيف رأى هؤلاء المنطقة، وبما وصفوها، وما كانت تمثله للبحارة في الخليج، وما تمتعت به من سمعة لدى البحارة العرب المحليين، بالإضافة لما يتردد عنها من شائعات لدى الأوروبيين من الرحالة والبحارة والعسكريين والسياسين والدبلوماسيين. ويأتي ذلك انطلاقًا من أهمية كتابات الرحالة كمصدر تاريخي مهم في ظل غياب التسجيل والتوثيق المحلي، وباعتبارهم عين الآخر الوافدة الراصدة المحللة الناقدة؛ بهدف تقديم الواقع كما شاهدوه في حينه؛ لنسترشد به في حاضرنا، وننير به مستقبلنا.

وفق ذلك يهدف البحث إلى تحليل ما ورد في كتابات هؤلاء الرحالة الغربيين، للتعرّف على وصفهم للمنطقة، جغرافيًا واقتصاديًا واستراتيجيًا واجتماعيًا. ومن هنا تأتي أهمية البحث في تسليط الأضواء على منطقة لم يُكتب عنها إلا القليل، ومعرفة كيف وصفها الرحالة، خاصة في ظل ندرة المصادر التي تناولتها، وهكذا يُمكن حصر إشكالية البحث في التساؤلات التالية: ما هي رؤية الرحالة الغربيين لمسندم؟ وهل تشابهت رؤاهم على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم ومعتقاداتهم؟ وهل اتفقت أم اختلفت في توصيفها وتوصيف عادات وتقاليد وقيم أهلها؟ وهل صدقت رؤيتهم أم أنه داخلها الخيال والأيديولوجيا الغربية المتأثرة بالكولونيالية والإمبريالية ضد كل ما هو شرقي؟ وللإجابة على هذه التساؤلات قسّم الباحث بحثه وفق منهجية تاريخية تتناول ما ورد عنها عند الأقدم من الرحالة فالأحدث. ويفتتح البحث بمقدمة تُعرّف بمنطقة مسندم جغرافيًا واقتصاديًا، واستراتيجيًا، وعسكريًا، ثم يُحلل الباحث ما ورد عنها في كتابات ثلاثة عشرة من الرحالة الغربيين، مروا بها أثناء رحلاتهم في منطقة الخليج العربي، على مدار أكثر من أربعة قرون تمتد من بداية القرن السادس عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وهم: جسبارو بالبي، جوزيف سالبنكي، كارستن نيبور، ديفيد سيتون، روبرت تايلور، وليم بالجريف، صموئيل زويمر، جون لوريمر، كرستجي، بيرترام توماس، وليم ريتشارد وليمسون، يتر غلوب، جون بولوك. وأخيرًا يتضمن البحث خاتمة تستعرض النتائج التي توصلت لها الدراسة، ويختتم بقائمة للمصادر والمراجع، التي تُشكِّل حجر الأساس الذي استند إليه البحث.

تقع منطقة “مسندم” في أقصى شمال سلطنة عُمان، على مضيق هرمز، وتتمتع بتضاريس جبلية، وتتميز بأهمية اقتصادية كبيرة، إذ تشتهر، عبر التاريخ، بنخيلها الوارف، ويُقدِّر إجمالي عدد النخيل في المحافظة، وفق إحصاء عام 1969، بحوالي 167068 نخلة مُشكلًا ما نسبته 2,1% من أعداد النخيل في السلطنة. ويبلغ عدد أشجار النخيل المثمرة في المحافظة حوالي 132930 نخلة، ويبلغ متوسط إنتاجية النخلة المثمرة الواحدة حوالي 10.28 كجم، وتقدّر الإنتاجية الإجمالية للمحافظة من التمور بحوالي 1366 طنًا سنويًا، وهي تُشكِّل ما نسبته 0.8% من الإنتاج الكلي للتمور في السلطنة[1].

تُعدُّ رأس مسندم مفتاح الخليج العربي، والمتحكم في مدخله، وأهميتها الإستراتيجية أشبه بأهمية جبل طارق في البحر المتوسط. وهي منتهى منطقة رؤوس الجبال، ومواجة لمضيق هرمز، بوابة الخليج العربي . ومن رأس مسندم يتمّ التحكم في المضيق أو إغلاقه؛ نظرًا لما تتمتع به من موقع جيوستراتيجي مهم جدًا[2].

وتبدأ السلسلة الجبلية، التى تُشكِّل العمود الفقري لعُمان من رأس مسندم، وتُعرف في الأدبيات الجغرافية باسم “رؤوس الجبال”[3]، وفي الواقع هي مرادف لإقليم الشحوح، وبداية ساحل الرؤوس عند خليج “دبا” في الخليج حتى رأس شعم مرورًا برأس مسندم، وشمالًا من جبل حريم، يتقلص الارتفاع العام للقمم تدريجيًا حتى تنتهي الجبال عند رأس مسندم في جرف مفاجئ[4]. و”رؤوس الجبال” قاحلة لا زراعة فيها، ويعمل الأهالي في حصاد التمور بمنطقة الباطنة، وصيد الأسماك من البحر[5].

وتشتمل المنطقة على عدة جزر منها: أم الغنم، ومقلب (جزيرة التلغراف). وبين مُسندم واليابسة مضيق “فك الأسد”، وعدة أخوار منها قوي، مالكولم، وإلفنستون وغيرها[6]. ويتحكم في مدخل الخليج مجموعة من ثلاث جزر منها جزيرتي “القيوين”، كما يُسميها الرحالة الأوروبيون، أما الرحالة العرب فيسمونها سلامه وبناتها[7]، والتى تقع في وسط المضيق إلى الشمال الشرقي من جزيرة مسندم، وتكمن أهمية هذه الجزر في كون المسافة التي تفصلها عن جزيرة لارك الفارسية هى الأضيق اتساعًا في المضيق، والتي على السفن جميعها الداخله والخارجة أن تمر خلالها. ولجزيرة أم الغنم، القريبة من شبه جزيرة مسندم أهمية عسكرية تتمثل في حماية الطريق البحري، وترتبط عمان بالخليج العربي عبر منطقة رأس مسندم، تلك القطعة الصغيرة من الأراضي العمانية[8].

  1. جسبارو بالبي Gasparo Balbi (1550-1625)

تبدأ رحلة الجوهري الإيطالي، والرحالة البندقي، جسبارو بالبي، تاجر البلاط الملكي، عند مغادرته حلب في 13 ديسمبر 1579،وبعد يومين يصل إلى بيرة جك على الفرات، حيث يستقل مركبًا ينحدر به إلى الفلوجة. ومنها برًا إلى بغداد؛ لينزل في نهر دجلة حتى البصرة، التي يصلها في 21 مارس 1580، ويُغادرها بحرًا إلى هرمز، وبعد أن يرحل في الهند وسيلان وغيرهما، يعود في عام 1587 إلى البصرة، ومنها إلى بغداد عن طريق نهر دجلة فيصلها في 23 نوفمبر، ثم يتركها إلى حلب عائدًا إلى وطنه[9].

يعود بالبي إلى وطنه فينكب على كتابة أخبار رحلته، في حوالي 159 صفحة، وينشرها في عام 1590 بالبندقية، واضعًا لها عنوانًا طويلا مشوقًا: “رحلة إلى الهند الشرقية للجوهري البندقي جسبارو بالبي، التي تحتوي على ما رآه خلال تسع سنوات بين 1579 إلى 1588، مع الحديث عن الضرائب والأوزان والمقاييس في كل المدن خلال تلك الرحلة”، ويذهب في إحصائه لقرى الساحل العربي للخليج فيذكر خصب Casab وكمزار Conzar وخور فكان Chorf، ثم مسندم Mesendenderadi، وليما  Lima وكلباء Chelb. ويذهب بعد ذلك ليُعدد مواقع أخرى في عمان[10].

  • 2 – جوزيف سالبنكي Joseph Salbancke

يُطالعنا في مطلع القرن السابع عشر التاجر الإنجليزي جوزيف سالبانكي، أحد مؤسسي شركة الهند الشرقية البريطانية The East India company في عام 1600، بحسبانه الرحالة الأوروبي الأول، الذي قطع “سبخات” ورمال المنطقة الممتدة من قطر حتى ليما في شبه جزيرة مسندم على ظهر بعير مع قافلة في صحبة مجموعة من العرب في حوالي عام 1624[11]. وعلى الرغم من أننا لم نتمكن من الوصول إلى المصدر، الذي وردت فيه أخبار هذه الرحلة، إلا أننا يُمكن أن نعتمد هذه الرواية. فالطريق البري بين مسقط وقطر، الذي يحمل تجارة مسقط وعمان إلى الأحساء برّا، وإلى البحرين بحرًا، قديم ومشهور[12].

  • 3 – كارستن نيبور Carsten Niebuhr (1733-1815)

ينطلق الرحالة الدنماركي من أصل ألماني كارستن نيبور  في بعثة علمية برعاية فريدريك الخامس، ملك الدنمارك (1746-1766)، إلى بلدان الشرق الأدنى، وجنوب الجزيرة العربية، وخاصة العربية السعيدة Arabia Felix، لتقصي الأخبار والمعلومات العلمية عنها، وسد النقص في المعارف عن جغرافيتها وأحوالها، وفي طريق الرحلة إلى الهند يموت جميع أفراد البعثة، ليعود نيبور عبر الخليج العربي وحده[13].

ويكتب عن رأس مسندم يقول “في مساء يوم العشرين (20 يناير 1765) رأينا رأس جاسك Jask الواقع على الشواطئ الفارسية، وبعد ظهر اليوم 21 كنا على ارتفاع 25 48 من القطب، كان كوه مبارك المسمى بومبارك Bombareck على الخرائط الأوروبية يبعد 3 وثلاثة أرباع الميل شرقًا باتجاه الشمال، ويقع عند 25 21 بعد ظهر اليوم 23 كان ارتفاع القطب من السفينة يبلغ 26 83، ومن جزيرة سلامة 26 82، لكن ربما لم يكن مرصدي هنا شديد الدقة؛ لأن رأس مسندم كان يُعيق نظري، إذ إن الجزيرة التي كانت عليه حجبت بعضًا من خط الشفق عني، في اليوم 24 وجدت ارتفاع القطب في جزيرة طنب، وكان 26 14 حتى في هذا الوقت كان الهواء شديد التقلب، فيهدأ أحيانًا ثم يكفهر الجو، وتُمطر أحيانًا، واستمر هذا المناخ المتغير إلى أن اقتربنا من بوشهر”[14].

  • 4 – ديفيد سيتونDavid Seton

يُعرف القليل عن ديفيد سيتون، قبل أن يُرشح من قبل حاكم بومباي؛ ليخلف الدكتور بوجل Bogle، أول وكيل لشركة الهند الشرقية في مسقط، في بداية أكتوبر 1800، وقد أطراه حاكم بومباي بقوله: “إنه رجل مؤهل تأهيلًا جيدًا جدًا لتأدية واجبات المقيمية، مع معرفته بالمنطقة واللغات، ولطافته وأخلاقه وخبرته في معرفة شخصية المواطنين بوجه عام”. وبعد أن يُزود سيتون بتعليمات تقضي بأن يتعاون مع وكلاء الشركة في كلٍ من بغداد والبصرة وبوشهر، يركب السفينة “جفرنر دنكان Governor Duncan” ويتجه إلى مسقط ليصلها في 2 ديسمبر 1800. ليعمل طوال السنوات الثمانية، التي قضاها في مسقط على إرساء قواعد النفوذ البريطاني في سلطنة عمان والساحل المهادن (الإمارات العربية المتحدة).

يقوم سيتون بجولات في الخليج العربي ما بين (1800-1809)، تبدأ في الأول من نوفمبر 1801، إذ يركب مع السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي، سلطان مسقط (1792-1804)، سفينة السلطان “جنجافة” في رحلته من مسقط إلى جزيرة البحرين. ويطوّف بسواحل الخليج، ويُدّون مشاهداته. وتبدأ جولته من جزيرة مسقط، مرورًا بالسويدا، ثم صحار، موطن عائلة إمام مسقط، ويُبحر إلى ساحل مكران، فيمر من أمام رأس مسندم، أو رؤوس الجبال كما يُسميها العرب، الذين يعيشون على جوانبها، وهم من قبيلة الشحوح، ويُلقي مرساه عند جزيرة لارك، ويُبحر ليلًا إلى بندر عباس، وفي اليوم التالي يرسو عند جزيرة قشم، التابعة لأمير عربي من قبيلة بني مُعين يُدعى الشيخ عبد الله، كي يتزود بالماء. وينتقل إلى خصب، ويُسافر إلى  الرمس، أول مكان تابع للقواسم، وعند الظهيرة يمر بجزيرة طنب الكبرى، وبالمساء يمر مقابل لنجة وشناص على ساحل فارس، ويذكر أن كلا المكانين تحت سيطرة الشيخ صقر بن راشد القاسمي، حاكم رأس الخيمة (1777-1803)، ثم بلدة مغوه مقر قبيلة بني المرازيق، ويرسو مقابل جزيرة قيس، ويمر بهندرابي وشتوار وجزيرة الشيخ شعيب، التابعة للشيخ رحمة من قبيلة بني مُعين.

يرسو سيتون في يوم 9 نوفمبر 1801 أمام رأس مسندم، فيقول إن هذا الرأس البارز من اليابسة يُسميه العرب رؤوس الجبال، ويوجد على جانبه الشرقي خليج صغير باتجاه الغرب، حيث يلقاه خليج آخر من الغرب، ويمنع تلامسهما، ويحول رؤوس الجبال إلى جزيرة وجود تلة ضيقة عرضها حوالي مائة قدم. وتُسمى هذه الخلجان السندانات، ويعيش على جوانبها قبيلة تُسمى الشحوح، تتألف من ثلاثة آلاف رجل، يعتنقون الإسلام، ولكن ليس لديهم أئمة لأداء الصلاة جماعة على الإطلاق، ويعيشون على صيد الأسماك، تأتي قطعان الأسماك إلى الشاطئ فيراها رجل على التل، ويعرف من لون الماء اتجاه حركتها، فيوجه المراكب إليها بتلويح قطعة من النسيج يُدلهم بها على مكان وجود الأسماك، فيصطادونها ويُجففونها، ويبعثون بها إلى مسقط والبصرة، وإذا ما اضطر سوء الأحوال الجوية أية سفينة إلى اللجو إلى خلجانهم يستولون عليها… ومررنا بين حجر الزاوية ورأس مسندم، أو كما يقول العرب سلامة ورؤوس الجبال[15].

  • 5 – روبرت تايلور Robert Taylor

يكتب في عام 1818 الكابتن روبرت تايلور، القائد في الكتيبة الثالثة بمدفعية بومباي الوطنية ومساعد الوكيل السياسي في العراق مستخلصات موجزة تحتوي على معلومات تاريخية وغير ذلك من معلومات عن إقليم عُمان، ومسقط والمناطق المتاخمة له، وجزر البحرين، وهرمز، وقشم، وخارج (شارك) وموانئ ومواقع أخرى في الخليج الفارسي، ونشرها توماس هيوز في عام 1856، فكتب يقول: “يُطلق الأهالي على الرأس أو النتوء الصخري البارز اسم مسندم. يتكون هذا الرأس من سلسلة من الجبال الصخرية، التي تمتد من حافته الشرقية عند خط عرض 25َ 53ْ شمالًا؛ لتنتهي عند البحر في اللسان الأرضي البارز، الذي يُعرف بالاسم ذاته. إن رأس مسندم كثير التعرجات مما يُهيء عددًا من المراسي الآمنة للسفن، وثمّة جزيرة كبيرة تقع مباشرة شمال شرق الرأس بصفة مباشرة عند خط عرض 30ً 22َ 26ْ، ويفصل بينها وبين اليابسة خور يُسمى أسندم، يُشكل قناة لا يُمكن للسفن عبورها، فهي ضيِّقة جدًا، أما عمقها فهو، على كل حال، لا يقلّ أبدًا عن ست عشرة قامة. ومما لا شك فيه أن هذه القناة قد انشقت عن اليابسة الصخرية في فترة من فترات ثورة الطبيعة العارمة. ويُطلق الأهالي على هذا الرأس اسم رؤوس الجبال، بينما يُسميه الملاحون البريطانيون، رأس مسندم.

يشق رأس مسندم جون بحري يتوغل في الداخل لمسافة يوم. ويسكن أطراف هذا الجون فرع من قبيلة الشحيين، الذين يصل عددهم إلى ثلاثة آلاف رجل، وهم مسلمون، وإن كانوا غير ملتزمين بشكل كامل بطقوس الإسلام وشعائره، أو، في الحقيقة، فإنهم لا يتقيدون بأية تعاليم دينية. وقد عجز شيوخ الوهابيين خلال فترة طويلة عن تحويلهم لاتِّباع منهجهم في الممارسات الدينية، وفي القيام بالقرصنة، كما أنهم لم يؤدوا للوهابيين زكاة.

تختلف لغة الشحيين عن لغة القبائل الأخرى. وبما أن العديد منهم يمتاز بلون شعره الأحمر، فيُمكن أن نستخلص، بشكل أو بآخر، ونتفق مع ما يقوله العرب، أن لغة هؤلاء القوم هي خليط غير دقيق من لهجات أسلافهم البرتغاليين والدينماركيين طُعِّمت بمخزون غير نقي من اللغة العربية. كان لكلا هذين الشعبين البرتغالي والدنيماركي مستوطنات في أسندم. كما كانت لهم أيضًا مستوطنات في خصب، وهو خليج يقع إلى الغرب من هذا الرأس، حيث كانت توجد صناعة مزدهرة لقماش من نوع خاص، لا تزال صناعته قائمة إلى الآن، ويُستعمل هذا النسيج منذ فترة طويلة على امتداد جانبي الخليج، يُعصبون به الرؤوس ويتحزمون به. ويُقال أيضًا أن خصب تضمّ جماعة من سلالة البرتغاليين يعملون في حرفة صيد السمك المتواضعة.

توجد ثلاث جزر، أو بالأحرى ثلاث صخور كبيرة جافة مجدبة إلى الشمال من رأس مسندم يُطلق عليها العرب اسم سلامة. تبتعد الجزيرة التي تقع في أقصى الشمال في خط عرض 30ً 29َ 26ْ شمالا على بعد عشرة أميال من الرأس إلى الشمال من الحافة الشرقية لخور أسندم، الذي يقع عند خط عرض 30ً 22َ 26ْ شمالًا. الماء في جوار هذه الجزر عميق، والقناة الفاصلة بينها وبين اليابسة واسعة وآمنة، إلا أن التيار هنا يجري بسرعة؛ بل يُمكن وصف سرعة جريانه بالخطرة. وتقع جزر الغنم قبالة خصب”[16].

  • 6 – وليم جيفورد بالجريف Palgrave William Gifford (1826-1888)

بحكم أن الإنجليزي وليام جيفورد بالجريف كان طبيبًا، ولندرة الأطباء في شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت أصبح مُقربًا إلى الصفوة ودوائر صنع القرار؛ ما جعله قريبًا من الأحداث، وقضى بالجريف في الرياض فترة من الزمن تصل إلى قرابة الخمسين يومًا (1862)، ينتقل بعدها إلى الأحساء من دون أن يُكتشف أمره، ثم إلى البحرين، وقطر، حيث يزور رأس ركان، والبدع، والدوحة، والوكرة؛ ويتكلم عن بدو المناصير وبنو  ياس، ويُغادر قطر إلى بر فارس على سفينة فارسية، ويتحدث عن صخور حالول، وينزل في جارك، ثم يُبحر إلى لنجة، ومنها إلى ساحل عمان، حيث يزور الشارقة وخورها وميناءها، ثم يصل بحرًا من السويق إلى صحار، ويزور رأس الخيمة، ورؤس الجبال، وشعم، وخصب، ويصل إلى رأس مسندم، ويرى صخور سلامة، ويزور هرمز، ووربه، وليمة ومينائها، ويزور قلحاط (قلحوط)  وقطاع اللحي، والباطنة، والفجيرة، ثم يصل إلى مسقط، والظاهرة، والجبل الأخضر. وأخيرًا يُغادر مسقط إلى بندر عباس وبوشهر ثم البصرة، ومنها إلى بغداد، ثم يعود إلى ساحل البحر المتوسط ليُبحر في النهاية عائدًا إلى بريطانيا[17].

يقول عن رأس مسندم: “أبحرنا على أمل أن ندور حول رأس مسندم في الليلة نفسها، ولكن القدر كان يُخبئ لنا زيارة بعض الأماكن الأخرى عن طريق المصادفة، وكان الوقت متأخرًا فعلًا عندما وصلنا إلى اللسان، وشاهدنا أمامنا الممر البحري الضيق، الذي يجري بين الصخور البعيدة في رأس مسندم، والأرض الرئيسة التي يقع عليها الرأس، وهذا المضيق يُسمونه هنا “باب”، وهذا يُمثل منظرًا ساحرًا، وتوجد جروف مرتفعه على جانبيه، والماء ينساب من خلفه عميقًا أسود، والصخور هنا جرداء تمامًا، وصالحة جدًا لشطر المركب سيئة الحظ بكل أنواعها، إذا ما اصطدمت بها، ومن هنا، ومن اندفاع الموجات السوداء، التي لا تنتهي جاء الاسم مسندم، أو إن شئت فقل السندان، والاسم المناسب الذي يُطلق على هذه الرأس في بعض الأحيان، ولكن هذا ليس كل ما في هذا الأمر، نظرًا لأن هناك صخرة مربعة ضخمة من البازلت تبرز من وسط المياه في عرض البحر، ويزيد ارتفاعها على مائة قدم أو أكثر، وتقف وحيدة وسط الماء، وهذه الصخرة يُطلق عليها اسم “سلامة”، وهي طريقة لطيفة في التعبير عن الخطر، كما هو الحال في الأيومينات، في علم اللاهوت عند الإغريق، هذه الصخرة تشهد وتتسبب في كثير من حالات تحطم السفن، والواقع إن حالات تحطم السفن هنا بلغت من الكثرة حدًا جعل الناس يظنون أن الشيطان هو الذي وضع هذه الصخرة في هذا المكان عامدًا متعمدًا…، أخيرًا فإن ما بين صخور الرأس نفسها، وقمم الرأس مسندم المخيفة، وسلامة صاحبة الفأل السيء، هي وكل أسرتها الخائنة، التي تستحق بكل المعايير أن يُطلق عليها هذا الاسم، علاوة أيضًا على جزيرتي لارج وهرمز الصخريتين، واللتين لا تبعدان مسافة كبيرة عن صخرة سلامة الأم، في كل هذه المسافة فإن المضيق بعيدًا كل البعد عن الانفتاح أو السلامة، وبخاصة عند الملاحين العرب، يُضاف إلى ذلك أن التيارات القوية والمتقلبة، التي تكتسح ذلك المدخل الضيق، وكذلك العواصف المتكررة، التي تنشأ وتتولد فوق مرتفعات رؤوس الجبال، وفي عمان، أو التي تندفع هابطة من سلسلة مرتفعات الخليج الجبلية الموجودة خلف بندر عباس على الجانب المقابل من المضيق تزيد من أخطار هذه المنطقة”[18].

  • 7 – صموئيل مارينوس زويمر Samuel Marinus Zwemer،(1867-1952)

يبدأ الباحث والرحالة المبشر الأمريكي من أصل هولندي صموئيل مارينوس زويمر، أحد مؤسسي الإرسالية الأمريكية في البلاد العربية، نشاطه التبشيري كمبشر بروتستانتي، في البصرة. وفي عام 1891، يقوم بأول رحلة تبشيرية له، وكانت إلى جدة، وفي العام التالي يقوم كذلك بأول رحلة إلى منطقة الخليج، عندما سافر إلى الأحساء والمناطق القريبة منها. ثم ينتقل مع زوجته إيمي إلى البحرين، ويظل بها حتى عام 1905، رئيسًا للبعثة التبشيرية، ويتخذ منها محطةً للتبشير، ويؤسس فيها مقرًا تابعًا للإرسالية الأمريكية في البلاد العربية. ويُطلق عليه أهالي البحرين “ضيف إبليس”. وكانت طريقته الرئيسة للتبشير هي توزيع الكتب والحوارات الشخصية. وأنشأ معهد يُسمى باسم “معهد زويمر”؛ تخليدًا لأعماله في سبيل التبشير، وكان هدف المعهد الأول والأساس هو تنصير المسلمين. ويقود حملة تبشيرية بالمسيحية في المنطقة العربية، ويُلاقي رفضًا كبيرًا من المسلمين والمسيحيين، حيث رأى به الطرف الأول عدوًا يُحاول تغيير دين آبائهم وأجدادهم، أما الطرف الثاني فرأى به مبشرًا بعقائد ليست من عقائد أهل المسيحية في العالم العربي. وتؤكد كتابات ووثائق وتقارير المبشرين فشل مهمته فشلًا ذريعًا.

يُصدر زويمر دورية علمية فصلية بعنوان “العالم الإسلامي”، صدر منها 37 مجلدًا ما بين عامي (1911-1947)، وينشر 45 كتابًا، منها: الجزيرة العربية مهد الإسلام، نشر في نيويورك عام 1900، وله أيضًا مقالًا مهمًا يصف فيه رحلاته في سلطنة عمان، وساحل عمان المتصالح، بعنوان: ثلاث رحلات في شمال عُمان Three Journeys in Northern Oman، نشر بمجلة الجمعية الجغرافية بلندن، يتضمن أقدم صور معروفة لقصر الحصن في أبو ظبي عام 1902. وله مصنفات في العلاقات بين المسيحية والإسلام أفقدها بتعصبه وتضليله قيمتها العلمية منها: الإسلام في الصحراء العربية، عام 1943. إضافة إلى العديد من الدراسات التي نشرها في مجلة “العالم الإسلامي”[19].

يكتب زويمر عن مسندم في مقاله الموسوم “عمان وشرق شبه الجزيرة العربية”، والمنشور في عام 1907، فيقول إن “هناك حكايات يتداولها الأهالي على الـمقاهي في شرق عُمان عن جنسٍ غامضٍ بشرتهم فاتحة اللون يعيشون في أعالي الجبال، يتجنَّبون الأغراب، ويتحدَّثون لغةً خاصة بهم، لا يتحدَّثها سواهم. وأعتقدُ أنني استطعتُ حلّ لغز تلك الحكايات الغريبة، التي طالـما حيَّرت مَن يزور مَسـقَـط؛ ففي منطقة خصب القريبة من مُسَنْدَم تعيش قبيلة تتحدَّث لغةً، لا هي فارسيَّـة ولا عربيَّـة ولا بلوشيَّـة، ولكنها أشبه ما تكون باللغة الحميرية، أو هي إحدى لهجات “المهرة”، التي وصفها “كارتر” في (صحيفة بومباي، يوليو 1847). فهم يتواصلون فيما بينهم بهذه اللغة، بينما يستخدمون اللغة العربيَّـة عندما يتعاملون مع الأغراب[20].

كما يُشير كذلك في مقاله الموسوم “ثلاث رحلات في شمال عمان” والمنشور في عام 1902، إلى أن “هناك ثرثرة في منزل للقهوة في شرق عمان عن جنس غامض بين أناس ذوي بشره فاتحة يعيشون في مكان ما في الجبال، وهم يتجنبون الغرباء، ويتحدثون لغة خاصة بهم. أعتقد أنني قد وجدت حل للغز هذه القصة الغريبة، التي حيرت المسافرين إلى مسقط. ففي خصب، بالقرب من رأس مسندم، تعيش قبيلة ليست لغتها الفارسية أو العربية أو البلوشية، ولكن لغتها تشبه اللهجة المحلية الحميرية للمهرة Mahras، والتي وصفها كارتر Carter (جريدة بومباي، يوليو، 1847). هذه اللغة يستخدمونها في الحديث بين بعضهم البعض، على الرغم من أنهم يتحدثون العربية مع الغرباء. وتشبه بشرتهم معظم العرب، ودينهم الإسلام. ولعل هذه هي القبيلة التي تُشير إليها الشائعات[21].

  • 8 – جون جوردن لوريمر John Gordon Lorimer (1870-1914)

تزداد الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية والسياسية للخليج العربي، منذ أواخر القرن التاسع عشر، بسبب اشتداد التنافس الأوروبي؛ مما أدى إلى تزايد الاهتمام البريطاني بالمنطقة، وبالتالي ظهرت الحاجة لمسح شامل لها، إذ رأى اللورد كيرزون Lord Curzon، نائب ملك بريطانيا في الهند (1899-1904)، بعد جولة له في الخليج أواخر سنة 1903، ضرورة إعداد دليل جغرافي تاريخي؛ ليكون مرجعًا في متناول المسؤولين السياسيين البريطانيين في حكومة الهند. وفي شتاء (1904-1905) يُشكّل جون جوردن لوريمر، بتكليف منه، يعاونه جاسكين، المقيم المساعد في بغداد فيما بعد، والملازم جابرييل، الموظف السياسي في حكومة الهند، فريقًا من الباحثين السياسيين والعسكريين والجغرافيين، يرافقوه في جولة إلى سواحل الخليج؛ لجمع المعلومات عن مناطق الخليج وأواسط الجزيرة العربية، ويُسجلوا ويجمعوا ما أمكنهم، وامتدت عمليات المسح إلى أوسع التفاصيل.

ويُعدُّ لوريمر من أبرز الرحالة والمؤرخين والمبعوثين السياسيين البريطانيين، ومن الشخصيات التي لعبت دورًا في إرساء قواعد الإمبراطورية البريطانية في الشرق الأوسط. وهو أحد رجال حكومة الهند البريطانية، فقد كان موظفًا في سلك الخدمة المدنية الهندية، اختص بمنطقة الخليج العربي، ومن أبرز من وصفوها في بداية القرن العشرين، وقام بوضع كتابه دليل الخليج؛ بتكليف من حكومة الهند، في أربعة مجلدات ضخمة، تحوي قسمين، أحدهما تاريخي (1915)، والآخر جغرافي (1908). وأُعيدت الطباعة مرة أخرى في بومباي عام 1928. ثم ظهرت طبعة إنجليزية أخرى في أيرلندا في حروف صغيرة جدًا تختلف في حجمها عن طبعة كلكتا. ولكن جميع النسخ كانت محجوبة عن أيدي الجمهور، ولم يُسمح بالإطلاع عليها، وظلت حبيسة ملفات حكومة الهند البريطانية وسجلاتها قرابة خمسين سنة، حتى سمح القانون الإنجليزي بتداوله ونشره بعد مرور الفترة القانونية، أي خلال منتصف القرن العشرين (تقريبًا 1958)، حين سمحت الحكومة البريطانية بنشره، فقامت حكومة دولة قطر بترجمته.

تقوم حكومة دولة قطر ممثلة في قسم الترجمة في ديوان أميرها بترجمة الدليل إلى اللغة العربية في أربعة عشرة مجلدًا، موزعة بالمناصفة بين قسميه التاريخي، الذي نشر لأول مرة عام 1967، والجغرافي المطبوع عام 1969، يختص كل جزء منها بجانب من الجوانب، مع اختزال عنوانه إلى “دليل الخليج”. وطبع بمطابع علي بن علي بالدوحة، وينشر على نفقة سمو حاكم دولة قطر، وهو آنذاك الشيخ أحمد بن علي آل ثاني (1960-1972)، إلا أن الترجمة الأولى جاءت سريعة، وفيها الكثير من الأخطاء، ووجهت لها الكثير من الانتقادات، فأعيدت ترجمة هذا المؤلف مرة ثانية عام 1976 في عهد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني (1972-1995). وأعيد طباعته في طبعة ثالثة سنة 2002 على نفقة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر (1995-2013)، لتُضاف إلى مآثره في اهتمامه بالتراث الثقافي والوثائق التاريخية.

تصدر ترجمة أخرى أشرفت عليها جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان تحمل عنوان “السجل التاريخي للخليج وعمان وأواسط الجزيرة العربية”، تولت طباعته ونشره دار غارنت للنشر بلندن، عام 1995، وذلك في قسمين تضمن كل قسم 7 مجلدات. ووفرت هذه الطبعة النص الإنجليزي في مقابل النص العربي، في حيز مادي واحد يقع في مدى البصر والبصيرة، فجاءت كل صفحة عربية تقابلها صفحتها باللغة الإنجليزية. وصدرت ترجمة ثالثة عام 2013 عن الدار العربية للموسوعات بعنوان “دليل الخليج العربي وعمان ووسط الجزيرة العربية”، في 20 مجلدًا، القسم التاريخي يتكون من 10 مجلدات، من ضمنه مجلدًا حاصر (داخل علبة) يضم لوحات نسب وملوك وسلاطين وأمراء الخليج العربي. والقسم الجغرافي والإحصائي جاء في ستة مجلدات، وألحق بهم أربعة مجلدات للفهارس. وقد التزمت جميع هذه الطبعات العربية بما التزمت به الطبعة الإنجليزية الأصل في عرض الأحداث التاريخية، وأسماء الأماكن والقبائل بالأبجدية الإنجليزية مخالفة بذلك الترتيب المعجمي العربي، وعلى هذا الأساس دخلت المناطق والقبائل ذات الأسماء المبتدئة بحرف العين باللغة العربية جنبًا إلى جنب مع الأسماء المبدوءة بحرف الألف أول الحروف الإنجليزية.

يستمد هذا الدليل أهميته، من كونه لم يوضع في الأساس على أنه مؤلف تاريخي، وإنما وضع بتكليف من حكومة الهند البريطانية لأحد كبار موظفيها، ليُصبح سجلًا تاريخيًا جغرافيًا، سياسيًا، اجتماعيًا، اقتصاديًا، يكون في متناول الموظفين والمسؤولين الرسميين البريطانيين، الذين يُبتعثون لخدمة بلادهم في هذه المنطقة، ليكونوا، بعد الإطلاع عليه، على خبرة ودراية بها، كما أنه يُغطي فترة زمنية طويلة مهمة وممتدة، والمعلومات المذكورة في طياته مهمة في كل ما يتعلق بالنواحي السياسية والإدارية والجغرافية والتاريخية والاقتصادية والثقافية، وغيرها، وقد كتبه لوريمر معتمدًا على مصادر عدة أبرزها الدراسة الميدانية المباشرة، والمعاينات اليومية النابضة، التي كان يقوم بها بنفسه، أو يقوم بها بعض موظفي وممثلي الإنجليز، واعتمد على الوثائق الرسمية البريطانية المتمثلة بمستندات وزارة الخارجية البريطانية، كما وضعت حكومة الهند البريطانية تحت تصرفه كل سجلاتها ومعلوماتها ووثائقها، وتقارير السفارات والبعثات السياسية والعسكرية والتجارية، ومجموعة المعاهدات والاتفاقيات والمستندات. فضلًا عن كتابات الرحالة الأوروبيين حول المنطقة، واستفاد لوريمر من رحلات واستطلاعات كثيرة سبقته قام بها ضباط بريطانيون، كما استفاد من بعض المصادر العربية التي ترجمت إلى الإنجليزية في عصره، مثل كتاب “كشف الغمة”، الذي ترجمه الوكيل السياسي في الخليج، وكتاب “الفتح المبين لسيرة السادة البو سعيدين”. بعد أن ترجمه المستشرق بادجر. وقد استطاع لوريمر أن يستفيد من ذلك في وضع معلوماته وبياناته وتدقيقها وتصنيفها على النحو الذي صدر به هذا الدليل الضخم.

والدليل في صورته النهائية عبارة عن موسوعة من أجزاء متعددة تتناول الحياة الطبيعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للسكان، ووصفًا للمنطقة وقبائلها وإماراتها ومشيخاتها وإحصائيات متنوعة. وعلى الرغم من أن المعلومات الواردة في القسم الجغرافي، قد تجاوزها الزمن، باستثناء ما يتعلق بالجغرافيا الطبيعية، إلا إنها مع ذلك تبقى لها وظيفتها ومصداقيتها، لأنها إطار توضع فيه الوقائع والأحداث، وعلى هذا لا يزال كتاب لوريمر من أهم المصادر التي يعتمد عليها مؤرخو المنطقة[22].

يقول لوريمر عن مسندم أنها “كانت في السابق تُدعى بالإنجليزية “مسلدم”، وهي محاذية للطرف الشمالي الشرقي للرأس البحري، رؤوس الجبال، الذي يفصلها عنه مضيق ضيق فقط. ويُمكن اعتبار أن مسندم هي مدخل الخليج، وتفصله عن خليج عمان، ويبلغ طول مسندم ميلين من الشمال إلى الجنوب، أما عرضها عبر طرفها الجنوبي، فلا يقل كثيرًا عن طولها، في حين أن أقصى ارتفاع لها يبلغ 875 قدمًا، وهي شديدة الانحدار من كل النواحي تقريبًا، والأماكن التي يجري النزول فيها من البر، ثلاثة أخوار صغيرة أو أربعة تقع على جانبها الشرقي. وثمة أطلال عند طرفها الشمالي، مؤلفة من كتل حجرية كبيرة لا ملاط بينها. أما العدد القليل من الرعاة المسؤولين عن رعي الماعز فهم عمومًا القاطنون الوحيدون في الجزيرة. وتنتهي مسندم في طرفها الشمالي بجرف صخري يبلغ ارتفاعه 100 قدمًا، ويُشكل رأس مسندم الشهير, أما سبر الأغوار الذي يجري قرب جزيرة مسندم على الجانبين الشمالي والشرقي فيُسجل عمقًا يبلغ 100 قامة، وهو عمق يفوق كثيرًا أي عمق نصادفه داخل الخليج. ويُسمى المضيق، الذي يفصل الجزيرة عن البر، فك الأسد أو الباب، ويبلغ عرضه 600 ياردة، وعمق المياه فيه 24 قامة، وهو خال تمامًا من العقبات، ويُمكن للبواخر المرور فيه بسهولة إذا ما حافظت على سرعة معقولة، لكن السفن العربية باستثناء قوارب التجديف تتجنبه نتيجة لتيارات المدود القوية، والرياح المربكة، والجروف، على كلا الجانبين عمودية الشكل، وهناك عمود صخري يُطلق عليه اسم “كشلو”، ويبلغ ارتفاعه 100 قدمًا يقوم على مسافة نصف ميل شمال الشمال الشرقي لرأس مسندم، وبينه وبين هذا الرأس ممر مائي سالك”[23].

  • 9 – كرستجي  Cursetjee

يقوم الرحالة الهندي كرستجي، الحاصل على البكالريوس في الآداب من جامعة أكسفورد ببريطانيا، برحلة من بومباي إلى البصرة مع وصف شامل لموانئ وشعوب الخليج العربي، وشط العرب وأحوالهم وتاريخهم وعاداتهم، أثناء الحرب العالمية الأولى، في شتاء عام (1916-1917)، ويدون ملاحظاته الشخصية، وتفاصيل دقيقة عن المنطقة، ونشرها في العام التالي (1918) في بومباي، وقامت مطبوعات بانوراما الخليج بالبحرين بترجمتها إلى اللغة العربية ونشرها في عام 1989، وكتابه بمثابة وثيقة تاريخية ذات قيمة ثمينة عن ماضي المنطقة، وشهادة مهمة عن الأوضاع السائدة آنذاك، ويتضمن سجلًا حافلًا بالمشاهدات والمعاينات، ويمثل وثيقة مدونة عن تراث المنطقة وتقاليدها وتاريخها وجغرافيتها، وعند حديثه عن الخليج العربي، يوضح اشتقاقه اللغوي، ثم وصفه الجغرافي، ثم التوقيت الذي استغرقته الرحلة منذ دخول سفينته من مضيق هرمز بين جزيرة قشم وصخور سلامة أو رأس مسندم، موضحًا أنها استغرقت تسعة عشر يومًا لأن الباخرة أخذت “مسارًا متعرجًا، حيث تقوم الباخرة بزيارة كل ميناء من موانئ الخليج العديدة كل يوم وآخر بالتناوب أو كل يومين أو ثلاثة أيام”[24].

10 – بيرترام توماس  Birtram Thomas (1892- 1950)

يعتبر الرحالة الإنجليزي بيرترام سيدني توماس مستكشفًا محترفًا في عمان، وبين عامي (1924-1930) كان المستشار المالي لدى تيمور بن فيصل، سلطان عمان ومسقط (1913-1932). وفي عام 1930 أخذت توماس مهمة سياسية إلى جزيرة مسندم لهدف تحري “غيوم الحرب”، على حد قوله[25]. وقام بنشر الدراسات التمهيدية عن القبائل التي قابلها في رحلته الأولى، كما نشر في عام 1930 كذلك بعض الدراسات المهمة الخاصة باللغة التي يتحدثها الشحوح في شبه جزيرة مسندم، مع ترجمة لمفرداتها[26].

إن اسهام توماس في التعريف بسلطنة عمان عامة، ومسندم خاصة، لا يُضاهيه أحد، فقد كانت اهتماماته واسعة، وقد اهتم بالقصص الشعبية المتداولة بين البدو، وكان لتوماس اهتمام كبير في علم الحيوان، وخبرة في التنبه إلى أخطارها، وكان مهتمًا أكثر بدراسة الناس القاطنين على حواف الرمال، والذين يعتبرهم من بقايا سكان الجزيرة العربية الأصليين، قبل أن ينزح الساميون إليها، فدرس لغاتهم، وقاده هذا البحث إلى زيارة منطقة مسندم، وقابل رجال الشحوح، الذين يعيشون في الكهوف، وقد وجدهم يعيشون في حفر يتراوح عمقها بين 12-14 قدمًا، ويصل طولها إلى 15 قدمًا وعرضها 12 قدمًا، جدرانها مبنية من الحجارة، وسقوفها من الخشب المغطى بالرمل، حتى إنه يصعب رؤيتها أو تمييزها، ووصف رقصاتهم الشعبية، حيث يقف اثنا عشر رجلا في حلقة، ويبدأ قائدهم يولول مغنيًا، فيردون عليه بصوت شبيهة بالنباح، وفي كل مرة يرمون سيوفهم في الهواء، ثم يلتقطونها بأيديهم العارية[27].

11 . وليم ريتشارد وليمسون William Richard Williamson (1872-1958)

يقوم وليم ريتشارد ويلمسون، أو الحاج عبد الله ويلمسون، بجولة في الخليج العربي في عام 1925 بتكليف من شركة النفط الإنجليزية الفارسية؛ بهدف التفاوض مع شيوخ المشيخات حول اتفاقيات إمتيازات النفط في أراضيهم، فيزور البحرين وقطر ومسقط وعمان وأبو ظبي والشارقة وعدن، وهي الجولة التي كانت بالغة الخطورة بأهدافها ونتائجها، إذ إنها مهدت للشركات البريطانية أن تضع يدها منذ ذلك الوقت على منابع النفط في البلدان الواقعة على الخليج العربي، ووطدت أركان الاستعمار البريطاني فيها، وربطتها بمعاهدات جائرة طويلة الأمد. ولقد ترك ويلمسون وريقات قليلة دوّن فيها بعض وقائع تلك الجولة، تحتوي معلومات عن أوضاع بلدان الخليج العربي، وأحوال سكانها، وطريقة معيشتهم وحياتهم، وبعض الحوادث الطريفة التي رافقتها، ومن المناطق التي كتب عنها شبه جزيرة مسندم، إذ يقول: “ومن رأس الخيمة تقدمنا إلى كساب، وأماكن أخرى في شبه جزيرة مسندم، والتي لم نر فيها شيئًا مهمًا سوى من الناحية الجيولوجية. ويمتد في شبه جزيرة مسندم ساحل صخري وعر تتخلله خلجان عديدة، كانت تؤلف أماكن اختفاء فاخرة للقراصنة، ولهذا السبب سُمي هذا الساحل بساحل القراصنة، وعندما ذكر لنا أن الجزء الجنوبي من شبه جزيرة مسندم، أي مدينة “كلبا”، ومنطقتها ليست بصديقة لنا، عدنا أدراجنا إلى كساب، وركبنا الباخرة خوزستان في طريقنا إلى مسقط”[28].

12 – بيتر غلوب Peter Globe

يُمضي عالم الآثار الدنماركي بيتر غلوب اثني عشر عامًا في التنقيب في أقطار الخليج العربي سعيًا وراء اكتشاف حضارة دلمون، التي ظلت مطمورة تحت الرمال حتى الخمسينيات من القرن العشرين، حيث بدأ عمله التنقيبي بالمنطقة برفقة بيبي مفتش متحف ما قبل التاريخ في مدينة أورهوس، في عام 1953 في أول بعثة دنماركية في البحرين. وفي عام 1956 بدأت أعمال التنقيب في دولة قطر، وفي عام 1958 شملت التنقيبات جزيرة فيلكا الكويتية، وقامت البعثة بسفرات بين أعوام 1962-1964 إلى منطقة الأحساء في المملكة العربية السعودية، وفي 1964 وصلت إلى عمان، وجزيرة ذيبة في المحيط الهندي[29]. ترجم له درويش مصطفى الفار بعض مقالاته المنشورة بمجلةKumal  الدنمركية بين عامي 1956-1965 في كتاب بعنوان “صفحات عن ما قبل التاريخ في قطر”، نشر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث عام 2000[30].

نشرت مؤخرًا (2009) هيئة متاحف قطر مجموعة من الصور، التي صورها الدنمركيان: منتجة الأفلام يته بانغ، وعالم الأثنوغرافيا كلاوس فرديناند عضوي البعثة الدنمركية، التي ترأسها الدكتور غلوب؛ للتنقيب عن آثار عصور ما قبل التاريخ في قطر، وحمل الكتاب عنوان “البعثة الدنمركية إلى قطر عام 1959”. حيث أمضى المصوران فترة شهرين ونصف الشهر في قطر زائرين ومسافرين مع قبيلتي المرة والنعيم، حيث قاما بالتقاط عدد كبير من الصور تربو على 2200 صورة، وصورا فيلم عن حياة الصحراء لمدة عشرين دقيقة عرض حركة البدو وقوافلهم، وعرض لأول مرة عام 1962. وهذه الصور محفوظة في المجموعات الأثنوغرافية الخاصة بمتحف موسكارد في مدينة أورهوس في الدنمارك[31].

يقول غلوب عن منطقة رأس مسندم، لقد “كان أحد هؤلاء الرجال عدا ذلك يحمل فأسًا برونزية ذات مقبض طويل، وهذه في حد ذاتها تحمل دلالات تاريخية قديمة. ولا تحمل هذه الفؤوس إلا من قبل أعضاء قبيلة الشحوح الآتين من المنطقة الجبلية المسماة رؤوس الجبال الواقعة في القسم الشمالي لقمة مسندم. وقبيلة الشحوح بعددهم الذي يبلغ من ثلاثة إلى أربعة آلاف نسمة ليسوا من العرب، ويتكلمون لهجة خاصة بهم، ويقطنون في بيوت من الحجر، ويمارسون صيد السمك، وجمع القواقع كحرف رئيسية. ويمكن الافتراض بأن هؤلاء هم من الأقوام الأسيوية، التي قدمت إلى مضيق هرمز قبل 4000 سنة، ووجدت لها في شبه جزيرة عمان مستقرًا لها. والصلة البعيدة بين شعوب العصر البرونزي في لورستان وفارس وبين شعوب العصر الحجري الغامض، الذي غزا شبه جزيرة جتلاند، والذي كان يحمل الفؤوس قبل 4000 سنة تكون محتملة.

إن التنقيبات في شبه الجزيرة المضطربة هذه، التي كانت شعوبها تعيش إلى يوم قريب بشكل منعزل تمامًا عن العالم الخارجي يمكن وبدون شك أن تحل اللغز المرتبط بأصل قبيلة شيحان. جلب لنا أحد الصبية ماء لغسل الأيدي، وفي الوقت المناسب برز رجلان يحملان طبقًا معدنيًا مطعمًا مدورًا ضخمًا مليئًا بالأرز الأبيض ولحم الماعز والسلطة الخضراء، ووضعاه في وسط البساط. وبعد ترديد الكثير من عبارات الشكر لله والبسملة، وبصفتي ضيف الشرف، فقد دعاني الوالي المضيف لتناول الطعام. وتقليديًا يختار هو قطعة من وسط اللحم ويضعها أمامي – باليد اليمنى دائمًا – وتتردد كلمات: “تفضل”، و”شكرًا”، و”عفوًا”، وشأني شأن غيري، فقد سمعت أن عين المعزة تقدم كتعبير عن التكريم والكياسة، مع أنني لم أر شيئًا كهذا يحدث في عمان. وإن كان نك هولبروك قد قدمت إليه عين معزة حين كان في شبه جزيرة مسندم، فرفض تناولها فما كان من مضيفه إلا رماها بعيدًا قائلا: “نحن أيضًا لا نُحبها”[32].

13 – جون بولوك John Bulloch

يكتب السفير البريطاني جون بولوك عن إقليم مسندم وقبيلة الشحوح يقول: “إلى الشمال من رأس الخيمة، وفي شبة جزيرة مسندم التابعة لعمان،  يعيش شعب مختلف تمامًا، الشحوح، وينحدر هؤلاء من مهاجرين جاءوا في غابر العصور ربما من الهند، ويجري الآن تهيئتهم لمواكبة القرن العشرين. منذ بضع سنوات فقط كانوا لا يزالون يحملون فؤوسًا صغيرة حادة تُستعمل كأسلحة وكأدوات، واشتهروا بوحشيتهم تجاه أعدائهم وبلفتاتهم الكريمة تجاه المسافرين المسالمين. إذ كانوا دائمًا يوفرون الماء للمسافرين في نقاط معينة، كما أنهم كانوا شديدي التمسك بواجبات الضيافة العربية.

ويُضيف بولوك إن عمان شهدت “في الستينات ثورة في ظفار حظيت بتأييد حكومة اليمن الجنوبي. وارتعشت الامارات عندما قامت الجبهة الشعبية لتحرير عمان بتغيير اسمها في عام 1968 إلى الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل. والأسوأ من هذا، من وجهة نظر الحكام، كان قيام الجبهة الشعبية الديمقراطية المدعومة من قبل المستشارين السوفيات والصينيين، وهي الجبهة التي خرجت إلى حيز الوجود عندما انشقت جماعة أكثر تطرفًا عن الجبهة الشعبية لتحرير عمان، وجعلت من شبه جزيرة مسندم، التي لا يفصلها عن دولة الامارات سوى الشارقة، ساحة لعملياتها. وشكلّت بذلك جبهة ثانية ضد قوات السلطان. لقد كانت هذه حربًا صغيرة وسرية ومميتة في نفس الوقت، خاضها جنود السلطان والضباط ورجال الكوماندوز والبريطانيون. وتمّ القضاء على الثورة في ظفار في نهاية الأمر”.

ويُردد بولوك ما قرأه في الأدبيات البريطانية من أنه “لقرون عديدة كان رواد البحر من بين سكان ساحل عمان الشمالي وجزيرة مسندم، ومنعطف الشاطئ الممتد بين رأس الخيمة وقطر ينهبون السفن التي كانت تمر عبر مضيق هرمز، مدخل الخليج الذي يبلغ عرضه 36 كيلومترًا، وكانت القرصنة تعتبر مهنة مشرّفة، بمثابة فرض جزية من قبل أناس لم يكن لهم الا أن يتطلعوا إلى البحر لضمان معيشتهم”.

ويُحاول بولوك تبرير ما يقوم به سكان المنطقة في البحر بقوله “لم يكن انعدام فرص أخرى فقط، الذي جعل سكان الساحل يتجهون للقرصنة. فقد كانت هناك أيضًا عوامل جغرافية أخرى. فالساحل يمتد في الاتجاه الجنوبي الشرقي من رأس مسندم حتى الخليج، وهو مليء بالأخوار والمخاطر المرجانية المحجوبة الأسنة الرملية، التي تحمي مداخل الموانئ. وتمتد هذه الأخوار بين مرتفعات صخرية سوداء وهائلة في الجانب الشرقي لمسندم في خليج عمان، وفي أماكن أخرى من الخليج، فتنعطف وتلتوي، ثم تنفتح على ملاجئ سرية لا يمكن رؤيتها من البحر. وغالبًا ما كان ربابنة السفن الذين صدوا هجمات القراصنة يقولون في تقاريرهم إن سفن القراصنة قد اختفت في مكان ما عند الساحل”.

ثم يذكر “تربط الآن شبكة من الطرق الممتازة الفجيرة. بالإمارات الأخرى. وهناك طريق ساحلي يمتد شمالًا حتى دبا الوقعة في الجانب الشرقي من شبه جزيرة مسندم وشعم الواقعة على الساحل الغربي. وحتى تلك الدرجة من التغلغل في جبال مسندم، التي تشبه سطح القمر كانت لا تتصور قبل سنوات قليلة عندما كانت العادة تقضي بأن يُطلق المرء رصاصة من بندقيته إن هو أراد أن يدخل إحدى قرى الشحوح. فكان الناس يخرجون لاستقبال ضيفهم غير المتوقع”[33].

الخاتمة

يتبين من استقراء علاقة مسندم بالرحالة الغربيين، ومن تحليل المتناثرات، التي وردت عنها بين ثنايا كتاباتهم، أن موقعها الجيوستراتيجي جعلها تحظى باهتمام جُل الرحالة الذين مروا بمنطقة الخليج العربي،  كما تؤكد الدراسة التحليلية لنصوص هؤلاء الرحالة، والتي تناولت مسندم، أنهم كتبوا عن جوانب عديدة: جغرافيًا، ومناخيًا، واقتصاديًا، وتجاريًا، واجتماعيًا، وحظيت قبيلة الشحوح، سكان مسندم، باهتمامهم، فكتبوا عن عاداتها وتقاليدها، ولغاتها، بعضهم استحسنها، والبعض الآخر لم يُغفل الجوانب السياسية والجيوستراتيجية والاقتصادية لمسندم؛ بل إن بعضهم كان له دورًا في الاكتشافات الأثرية في أراضيها.

يتضح من تحليل ما ورد عن مسندم في كتابات الرحالة الغربيين أنها تُمثل منطقة جيوستراتيجية مهمة للبحارة في الخليج، إذ إنها بمثابة مفتاح بوابة الخليج؛ ويتوجب على من يعبر إليه أن يمر من خلالها، ومن ثم فقد مر بها جُل الرحالة، الذين مخروا عُباب مياه الخليج، ومن ثم كتبوا عنها، إلا أنها رغم ذلك تمتعت بسمعة غير حميدة، نظرًا لما كان يتردد عنها من شائعات في أوساط الأدبيات الأوروبية من كونها مقرًا للقراصنة، الذين يفرضون الجزية على كل من يمر بها، بالإضافة إلى أنها منطقة مليئة بالأخوار والتعرجات، والرؤوس والصخور المرجانية، والأسنة الرملية، والجروف المرتفعة على جانبي المجرى المائي، وسرعان جريان التيار المائي به وتقلباته؛ مما يجعلها منطقة خطرة؛ بل مصيدة للموت، إذ إن صخورها الجرداء بإمكانها شطر أي مركب تصطدم بها؛ خاصة في ذلك العصر الذي لم تكون السفن والبواخر العملاقة قد عُرفت، وكانت الملاحة لا تزال في طور الملاحة البخارية. ولعل اسم “مسندم” اشتق من ذلك، وأن اسم “رؤوس الجبال”، هو الاسم القديم والشائع بين البحارة العرب؛ إذ إن من عادة العرب إطلاق أسماء فأل حسن، كما في مسمى “سلامة”، والتي تُطلق على جزيرة صخرية في عرض البحر؛ كانت تتسبب في كثير من حالات تحطم السفن.

تؤكد الدراسة اتفاق جميع الرحالة، الذين مروا بمنطقة مسندم، على أن سكانها هم عرب من قبيلة الشحوح، الذين يتحدثون لغة محلية خاصة بهم، ليست من العربية، وإن اختلفت تفسيرات الرحالة لها، من كونها من الحميرية القديمة، أو خليط ما بين الدنماركية والبرتغالية والعربية والإنجليزية وغير ذلك. ولعل المقصود هو اللغة المهرية، الشائعة في سلطنة عمان واليمن وجنوب المملكة العربية السعودية، ويتحدث بها حاليًا حوالي 100 ألف شخص، وذلك على الرغم من صعوبة تقدير العدد الحقيقي[34]، كما اتفقوا على أنهم يعيشون على صيد الأسماك، والتمور التي يجنونها من أشجار النخيل بمزارعهم، وأكدوا على كرم أهلها وشجاعتهم، وغير ذلك من الصفات الحميدة، التي لا يزال يتمتع بها سكان المنطقة حتى يومنا هذا، وهو ما يدعو الباحث إلى الاعتقاد بصدق رؤاهم عن عادات وتقاليد وقيم سكان المنطقة؛ فضلا عن وصفهم الدقيق لطبيعتها الجغرافية والجيولوجية والإستراتيجية.


[1]عادل رضا: عمان والخليج العربي؛ قضايا ومناقشات، (القاهرة: دار الكتاب العربي، 1969)، ص 91.

[2] أنطوان متى: الخليج العربي من الاستعمار البريطاني للثورة الإيرانية 1798- 1978، (بيروت: دار الجيل، 1993)، ص 22 ؛ سير روبرت هاي: دول الخليج الفارسي، يوسف الشاروني (ترجمة)، (القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2004)، ص 21.

[3] محمد بن عبد الله بن حمد الحارثي: موسوعة عمان؛ الوثائق السرية،  (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2007)، ج1، ص 399.

[4] G. M. Lees, Reginald A. Smith and N. B. Kinnear: “The Physical Geography of South-Eastern Arabia”, the Geographical Journal, Vol. 71, No. 5 (May 1928), P.445.

[5] محمد مرسي عبد الله: إمارات الساحل وعمان والدولة السعودية الأولى 1793- 1818، (القاهرة: المكتب المصري الحديث، 1987)، ص 29، 30.

[6] لوريمر ج . ج.: دليل الخليج، القسم التاريخي، (الدوحة: ديوان أمير دولة قطر، د. ت.)، ج 7، ص  3853، 3854.

[7] جون كيلي: بريطانيا والخليج 1795- 1870، محمد أمين عبد الله (ترجمة)، (عمان: وزارة التراث والثقافة، 1979)، ج1، ص 32.

[8] El MallakhRagaei: “Economic Requirements for Development Oman”, Middle East Journal, Vol. 26, No. 4 (Autumn 1972), p.415.

[9] كاسبارو بالبي: رحلة الإيطالي كاسباروا بالبي إلى حلب– دير الزور– عنه– الفلوجة– بغداد سنة 1579، بطرس حداد (ترجمة)، (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2008)، ص 5-14؛ علي عفيفي علي غازي: “رحالة زارو الإمارات جسبارو بالبي”، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 49، (أكتوبر 2016)، ص 28-31؛ علي عفيفي علي غازي: “رحالة زارو قطر (6) جسبارو بالبي”، مجلة الدانة، العدد 44، (سبتمبر 2015)، ص 68، 69.

[10] Pedro Teixeira: The Travels of Perdo Teixeira, Translation by William F. Sinclair, (London: the Hakluyt Society, 1902), pp. 176, 177.

[11] سلوت، ب، ج، عرب الخليج في ضوء مصادر شركة الهند الشرقية الهولندية 1602-1784، عايدة خوري (ترجمة)، (أبو ظبي: المجمع الثقافي، 1993). ص48.

[12] عبد العزيز عبد الغني إبراهيم: قطر الحديثة، قراءة في سنوات نشأة إمارة آل ثاني 1830-1916، (بيروت: دار الساقي، 2013)، ص 30.

[13] علي عفيفي علي غازي: “الخط العربي في كتابات الرحالة كارستن نيبور”، مجلة التراث الشعبي، العدد الثاني (2016)، ص 48-55؛ علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا الإمارات – كارستن نيبور”، مجلة الإمارات الثقافية ، العدد 46، (يونيو 2016)، ص 26-29؛ علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا قطر (7) كارستن نيبور”، مجلة الدانة، العدد 45، (أكتوبر 2015)، ص 52، 53.

[14] كارستن نيبور: رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها، عبير المنذر (ترجمة)، (بيروت: دار الانتشار العربي، 2007)، ص 84، 85.

[15] ديفيد سيتون: يوميات ديفيد سيتون في الخليج 1800-1809، سلطان بن محمد القاسمي (تحقيق)، (الشارقة: الخليج للصحافة والطباعة والنشر، 1994)، ص 27، 28، 31، 39، 45؛ علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا الإمارات – ديفيد سيتون”، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 50، (نوفمبر 2016)، ص 32-34.

[16] Hughes Thomas (compiled and edited): Arabian Gulf Intelligence, Selections from the Recordsof the Bombay Government,concerning Arabia, Bahrain, Kuwait, Muscat and Oman, Qatar, United Arab Emirates and the Islands of the Gulf, Robin Bidwell (introduced), (London: The Oleander press, 1985).

توماس هيجز: مختارات من وثائق حكومة بومباي، عبد العزيز عبد الغني إبراهيم (ترجمة)، حسن بن محمد بن علي آل ثاني (تقديم ومراجعة وتعليق)، (الدوحة: مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية، 2017)، ص 31، 32.

[17] علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا الإمارات – وليم جيفورد بالجريف”، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 52، (يناير 2017)، ص 30-33؛ علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا قطر (2) وليم جيفورد بالجريف”، مجلة الدانة، العدد 39، (مارس 2015)، ص 60-61.

[18] وليم جيفورد بالجريف: وسط الجزيرة العربية وشرقها، 2ج، (القاهرة: المجلس الأعلى للثقافه، 2001(، ج2، ص 371.

[19] علي عفيفي علي غازي:”رحالة زاروا الإمارات – صموئيل زويمر”، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 51، (ديسمبر 2016)، ص 32-35؛ علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا قطر (8) صموئيل زويمر”، مجلة الدانة، العدد 47، (يناير 2016)، ص 26-27.

[20] Zwemer S. M.: “Oman and Eastern Arabia”, Bulletin of the American Geographical Society, Vol. 39, No. 10 (1907), pp. 597-606.

[21] Samuel M. Zwemer: “Three Journeys in Northern Oman”, the Geographical Journal, Vol. XIX, No. 1 (1902), pp. 54-64.

[22] علي عفيفي علي غازي: نخيل الخليج العربي في دليل لوريمر. عبد العزيز عبد الغني إبراهيم (تقديم)،(بيروت: دار الرافدين للنشر، 2015)؛ علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا الإمارات – جون لوريمر”، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 53، (فبراير 2017)، ص 26-28.

[23] لوريمير ج. ج.: السجل التاريخي للخليج وعمان وأواسط الجزيرة العربية ، (لندن، دار غارنت للنشر، 1995(، ج2، ص 175.

[24] سي. أم. كرستجي: أرض النخيل أو رحلة من بومباي إلى البصرة والعودة إليها 1916-1917 ، منذر الخور (ترجمة)، (المنامة: مطبوعات بانوراما الخليج، 1989)، ص 58.

[25] هلال الحجري: “مدخل إلى أدب الرحلات في عمان، دراسة وصفية للرحالة البريطانيين 1626-1970″، مجلة نزوى، العدد 35 (يوليو 2003).

[26] علي عفيفي علي غازي:”رحالة زاروا عمان 9- بيرترام توماس”، مجلة التكوين، العدد 42، (أبريل 2019)، ص 70-72؛ علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا قطر (3) بيرترام توماس”، مجلة الدانة، العدد 40، (أبريل 2015)، ص 44، 45؛ محمد همام فكري: “عبور الربع الخالي رحلة بيرترام توماس”، مجلة أسواق الخليج، العدد 850،‎‎ (6 ينابر 1994)‎،‎‎ ص 40-41.

[27] روبن بدول: الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية، عبد الله أدم نصيف (ترجمة)، (الرياض: المترجم، 1989)، ص 199.

[28] عبد الله ويلمسون: رحلة إلى الخليج العربي،  سليم أحمد خالد (ترجمة)، (بيروت: الدار العربية للموسوعات ، 2005)، ص 56، 57.

[29]  غلوب ب. ف.: البحرين، البعثات الدنماركية في دلمون القديمة، محمد البندر (ترجمة)، (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2003)، ص 7، 10، 17، 18.

[30] نخبة من علماء الآثار الدنماركيين: صفحات عن ما قبل التاريخ في قطر، درويش مصطفى الفار (ترجمة)، (الدوحة: المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، 2000)، ص 15، 21، 35.

[31]  يته بانغ وكلاوس فرديناند.: البعثة الدنماركية في قطر عام 1959، محمد البندر (ترجمة)، (الدوحة: هيئة متاحف قطر، 2009)، ص 3.

[32] غلوب ب. ف.: البحرين، البعثات الدنماركية، ص 240.

[33] جون بولوك: الخليج، دهام موسى العطاونة (ترجمة)، (لندن: مطبوعات دهام موسى العطاونة، 1988)، ص 19، 126، 178، 179، 213.

[34] Janet C.E. Watson: “Travel to Mecca from Southern Oman in the Pre-motorized Period” Chapter 12of book: Venetia Porter and Liana Saif (Edited): The Hajj: Collected Essays, (London: The British Museum Press, 2013), pp. 96-97.


المصادر والمراجع

أولا: باللغة العربية ومعربة

  1. أنطوان متى: الخليج العربي من الاستعمار البريطاني للثورة الإيرانية 1798- 1978، (بيروت: دار الجيل، 1993).
  2. إيان جاردنير: في خدمة السلطان رواية مباشرة لحرب ظفار، ليلى بنت عبدالله الحضرمية  وسلطان سعيد البوسعيدي (ترجمة)، (مسقط: دار الخليجي لدعاية والاعلان والنشر، 2010).
  3. توماس هيجز: مختارات من وثائق حكومة بومباي، عبد العزيز عبد الغني إبراهيم (ترجمة)، حسن بن محمد بن علي آل ثاني (تقديم ومراجعة وتعليق)، (الدوحة: مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية، 2017).
  4. جون بولوك: الخليج، دهام موسى العطاونة (ترجمة)، (لندن: مطبوعات دهام موسى العطاونة، 1988).
  5. جون كيلي: بريطانيا والخليج 1795- 1870، محمد أمين عبد الله (ترجمة)، ج1، (عمان: وزارة التراث والثقافة، 1979).
  6. ديفيد سيتون: يوميات ديفيد سيتون في الخليج 1800-1809، سلطان بن محمد القاسمي (تحقيق)، (الشارقة: الخليج للصحافة والطباعة والنشر، 1994).
  7. روبن بدول: الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية، ترجمة عبد الله أدم نصيف، (الرياض: المترجم، 1989).
  8. سلوت، ب، ج، عرب الخليج في ضوء مصادر شركة الهند الشرقية الهولندية 1602-1784، عايدة خوري (ترجمة)، (أبو ظبي: المجمع الثقافي، 1993).
  9. سي. أم. كرستجي: أرض النخيل أو رحلة من بومباي إلى البصرة والعودة إليها 1916-1917 ، ترجمة منذر الخور (المنامة: مطبوعات بانوراما الخليج، 1989).
  10. سير روبرت هاي: دول الخليج الفارسي، يوسف الشاروني (ترجمة)، (القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2004).
  11. عبد العزيز عبد الغني إبراهيم: قطر الحديثة، قراءة في سنوات نشأة إمارة آل ثاني 1830-1916، (بيروت: دار الساقي، 2013).
  12. عبد الله ويلمسون: رحلة إلى الخليج العربي،  سليم أحمد خالد (ترجمة)، (بيروت: الدار العربية للموسوعات ، 2005).
  13. عادل رضا: عمان والخليج العربي؛ قضايا ومناقشات، (القاهرة: دار الكتاب العربي، 1969).
  14. علي عفيفي علي غازي: نخيل الخليج العربي في دليل لوريمر. تقديم أ. د. عبد العزيز عبد الغني إبراهيم،(بيروت: دار الرافدين للنشر، 2015).
  15. غلوب ب. ف.: البحرين، البعثات الدنماركية في دلمون القديمة، محمد البندر (ترجمة)، (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2003).
  16. كارستن نيبور: رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها، عبير المنذر (ترجمة)، (بيروت: دار الانتشار العربي، 2007).
  17. كاسبارو بالبي: رحلة الإيطالي كاسباروا بالبي إلى حلب– دير الزور– عنه– الفلوجة– بغداد سنة 1579، بطرس حداد (ترجمة)، (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2008).
  18. لوريمر ج . ج.: دليل الخليج، القسم التاريخي، ج7، (الدوحة: ديوان أمير دولة قطر، د. ت.).
  19. لوريمير ج. ج.: السجل التاريخي للخليج وعمان وأواسط الجزيرة العربية ، ج2، (لندن، دار غارنت للنشر، 1995(.
  20. محمد بن عبد الله بن حمد الحارثي: موسوعة عمان؛ الوثائق السرية، ج1، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2007).
  21. محمد مرسي عبد الله: إمارات الساحل وعمان والدولة السعودية الأولى 1793- 1818، (القاهرة: المكتب المصري الحديث، 1987).
  22. نخبة من علماء الآثار الدنماركيين: صفحات عن ما قبل التاريخ في قطر، درويش مصطفى الفار (ترجمة)، (الدوحة: المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، 2000).
  23. وليم جيفورد بالجريف: وسط الجزيرة العربية وشرقها، ج2، (المجلس الأعلى للثقافه، القاهرة، 2001).
  24. يته بانغ وكلاوس فرديناند.: البعثة الدنماركية في قطر عام 1959، محمد البندر (ترجمة)، (الدوحة: هيئة متاحف قطر، 2009).

ثانيًا: باللغات الأجنبية

  • Hughes Thomas (compiled and edited): Arabian Gulf Intelligence, Selections from the Recordsof the Bombay Government,concerning Arabia, Bahrain, Kuwait, Muscat and Oman, Qatar, United Arab Emirates and the Islands of the Gulf, Robin Bidwell (introduced), (London: The Oleander press, 1985).
  • Janet C.E. Watson: “Travel to Mecca from Southern Oman in the Pre-motorized Period” Chapter 12of book: Venetia Porter and Liana Saif (Edited): The Hajj: Collected Essays, (London: The British Museum Press, 2013).
  • Pedro Teixeira: The Travels of Perdo Teixeira, Translation by William F. Sinclair, (London: the Hakluyt Society, 1902).

ثالثًا: مقالات في دوريات باللغة العربية

  • علي عفيفي علي غازي: “رحالة زارو الإمارات جسبارو بالبي”، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 49، (أكتوبر 2016).
  • علي عفيفي علي غازي: “رحالة زارو قطر (6) جسبارو بالبي”، مجلة الدانة، العدد 44، (سبتمبر 2015).
  • علي عفيفي علي غازي: “الخط العربي في كتابات الرحالة كارستن نيبور”، مجلة التراث الشعبي، العدد الثاني (2016).
  • علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا الإمارات – كارستن نيبور”، مجلة الإمارات الثقافية ، العدد 46، (يونيو 2016).
  • علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا الإمارات – ديفيد سيتون”، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 50، (نوفمبر 2016).
  • علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا قطر (7) كارستن نيبور”، مجلة الدانة، العدد 45، (أكتوبر 2015).
  • علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا الإمارات – وليم جيفورد بالجريف”، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 52، (يناير 2017).
  • علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا قطر (2) وليم جيفورد بالجريف”، مجلة الدانة، العدد 39، (مارس 2015).
  • علي عفيفي علي غازي:”رحالة زاروا الإمارات – صموئيل زويمر”، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 51، (ديسمبر 2016)
  • علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا قطر (8) صموئيل زويمر”، مجلة الدانة، العدد 47، (يناير 2016).
  • علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا الإمارات – جون لوريمر”، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 53، (فبراير 2017)
  • علي عفيفي علي غازي:”رحالة زاروا عمان 9- بيرترام توماس”، مجلة التكوين، العدد 42، (أبريل 2019).
  • علي عفيفي علي غازي: “رحالة زاروا قطر (3) بيرترام توماس”، مجلة الدانة، العدد 40، (أبريل 2015).
  • محمد همام فكري: “عبور الربع الخالي رحلة بيرترام توماس”، مجلة أسواق الخليج، العدد 850،‎‎ (6 ينابر 1994)‎.
  • هلال الحجري: “مدخل إلى أدب الرحلات في عمان، دراسة وصفية للرحالة البريطانيين 1626-1970″، مجلة نزوى، العدد 35 (يوليو 2003).

رابعًا: مقالات في دوريات باللغات الأجنبية

  • El MallakhRagaei: “Economic Requirements for Development Oman”, Middle East Journal, Vol. 26, No. 4 (Autumn 1972).
  • G. M. Lees, Reginald A. Smith and N. B. Kinnear: “The Physical Geography of South-Eastern Arabia”, the Geographical Journal, Vol. 71, No. 5 (May 1928).
  • Samuel M. Zwemer: “Three Journeys in Northern Oman”, the Geographical Journal, Vol. XIX, No. 1 (1902).
  • Zwemer S. M.: “Oman and Eastern Arabia”, Bulletin of the American Geographical Society, Vol. 39, No. 10 (1907).