مركز عدن للدراسات التاريخية

جرائم التعذيب الاستعماري لليبيين خلال فترة الاحتلال الإيطالي (1911 – 1930 م )

د/ وفاء الضاوي محمد

د/ وفاء الضاوي محمدمحاضر في التاريخ الحديث والمعاصر / قسم التاريخ / كلية الآداب /  جامعة طرابلس- ليبيا

ملخص البحث

مارس الإيطاليين أبشع أنواع التعذيب في حق المواطنين اللبيين بغية القضاء عليهم ، بهدف القضاء على المقاومة وحتى يسهل عليهم التحكم بمقدرات البلاد واستغلال مواردها ، وقد برر أعماله الوحشية بأنها ردة فعل طبيعية بعد خسارته أمام صمود المجاهدين واستماتتهم في الدفاع عن بلادهم ، الأمر الذي دفع بالإيطاليين إلى ابتكار أساليب جديدة تمثلت في إتباع سياسة التجويع والتشريد والاعتقال والنفي ، وقطع طرق الإمداد والتموين والإمداد للمجاهدين ، وعملت على معاقبة كل من يحاول مساعدة الثوار أو يشاركهم في الحرب ضدهم ، وهذا ليس بغريب على شعب هدفه السلب والنهب .

وبناء على ما تقدم تم تقسيم البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث شملت جوانب موضوع الدراسة، وخاتمة تضمنت نتائج البحث ، يليها قائمة بالمصادر والمراجع .

Colonial torture of Libyans during the period of the Italian occupation  (1911-1930 AD)
Research summary

The Italians practiced the most heinous torture against the Libyan citizens in order to eliminate them, with the aim of eliminating the resistance and making it easier for them to control the capabilities of the country and the exploitation of its resources. New methods consisted of adopting the policy of starvation, displacement, arrest, and exile, and cutting the supply and supply routes of the Mujahideen, and it worked to punish all those who are trying to help the rebels or participate in the war against them, and this is not strange for a people whose aim is looting and pillaging.
Based on the foregoing, the research was divided into an introduction and four topics that covered aspects of the subject of the study, and a conclusion that included the results of the research, followed by a list of sources and references.

مقدمة :

لقد قامت ايطاليا بتنفيذ مخططها الاستعماري البربري منذ أن وطئت أقدامها الأراضي الليبية، لكنها فوجئت بمقاومة مستميتة من قبل سكان البلاد بالرغم من أسلحتهم المتواضعة حيث تمكنوا من زعزعة أمن القوات الايطالية وإلحاق الهزائم بهم .

وكان ضعف الحكم العثماني في ولاية طرابلس ، انعكاساً طبيعياً لما ساد الدولة العثمانية من فساد وفوضى واضطراب ، ويرجع السبب في ذلك إلى السياسة التي اتبعها الولاة العثمانيين في حكم البلاد وفرضهم للضرائب المجحفة التي اثقلت كاهل السكان ، يقابله ضعف شخصية بعض الولاة وعدم قدرتهم على إدارة أمور الولاية بصورة تتناسب وطبيعة عملهم ، مما أدى إلى انتشار الرشوة والمحسوبية ، وبالتالي اختلال الأمن والنظام فيها، مما جعلها عرضة للتدخل الخارجي والطمع في مقدراتها ، ولكن مع ذلك فقد واجه الليبيون حركات استعمارية كثيرة رغم إمكانياتهم البسيطة وأسلحتهم المتواضعة ، فصدو التوسع الفرنسي في غرب البلاد وجنوبها الغربي ، ومن بعد في شرقها ضد الاستعمار الإنجليزي ، يلي ذلك المقاومة الكبيرة داخل البلاد ضد الاستعمار الايطالي الذي كان يعمل على إعادة أمجاد روما القديمة ، والقضاء على حالة البطالة التي انتشرت في البلاد ، وذلك بإيجاد أسواق جديدة لتصريف المنتجات الايطالية ، وبالفعل تحركت ايطاليا نحو ليبيا وبدأت باتباع سياسة التغلغل السلمي وعملت على ارسال البعثات الكشفية للتعرف على البلاد وايجاد نقاط الضعف للتدخل من خلالها في شؤون البلاد ، كما اتخذت من الجالية الايطالية دريعة لتدخل البلاد بحجة حماية ممتلكات الايطاليين في ليبيا الأمر الذي دفعها إلى انشاء بنك روما سنة 1907 لتدخل البلاد اقتصادياً ومن ثم عسكرياً ، ولكنهم فوجئوا بمقاومة مستميتة من قبل المجاهدين الليبيين رغم امكانياتهم البسيطة وتخلى العثمانيين عنهم ، و كانت المقاومة بقيادة احمد الشريف ، ومحمد سوف المحمودي واحمد المريض ، وعبدالنبي بالخير وسليمان الباروني ، ليأتي الدور البارز الذي قاده شيخ الشهداء عمر المختار الذي أفشل مخططات المحتل ، حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية الايطالية بالإعدام شنقاً وتم تنفيذ الحكم في حقه في السادس عشر من سبتمبر عام 1931 م .

لهذه الأسباب قمت بدراسة هذا الموضوع ، لأنه لازال يحتاج إلى الكشف عن دوافعه والعوامل التي حركته والنتائج التي ترتبت عليه ، كما ان الدراسات السابقة اقتصرت على دراسة المقاومة الليبية كانت جزئية وسرد للوقائع الحربية دون انتباه للنتائج التي ترتبت عليها والمتمثلة في السجن والقمع والاعدام وعمليات النفي والتهجير ، والتي راح ضحيتها الاف المدنيين من الشباب والشيوخ والنساء والاطفال الذين أبعدوا عن وطنهم إلى معتقلات الجزر الايطالية .

أهمية الموضوع :

تتجسد أهمية هذا الموضوع من حيث كونه يشكل خطوة مهمة للتعرف على أهمية هذه المرحلة التجي غطتها المقاومة ، وردود الفعل تجاهها ، والآثار التي ترتبت عليها . كما يكشف عن الجرائم التي ارتكبت في حق الليبيين من قبل الاحتلال الايطالي ، وذلك بجمع المعلومات من مصادرها ووضعها في قالب واحد يسهل الرجوع اليها .

منهجية البحث :

لقد تم اتباع قواعد منهج البحث التاريخي ، فجمعت المادة التاريخية من مصادرها ، واعدت تركيبها واجتهدت في تفسيرها للوصول للعلة من وراء وقوع الحوادث بالشكل الذي وقعت به .

وبناء على ما توفر لدينا من معلومات ، تمت هيكلة البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث يليها خاتمة تضمنت نتائج البحث ، ومـن تم قائمة المصادر والمراجع.

حيث تم تقسم البحث إلى مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث ، فتناول المبحث الأول عملية سفك دماء المجاهدين باستخدام أبشع الطرق الوحشية، من قتل بالرصاص، وتنفيذ الإعدامات العشوائية التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، بل تعداه إلى أبعد من ذلك، حيث تفنن الايطاليون في تعذيب المجاهدين وعملوا على إحراقهم لإرهابهم وإخضاعهم لحكمهم .

        أما المبحث الثاني فقد تضمن كيفية استخدام الطائرات وترويع المدنيين دون رحمة حيث قاموا برميهم بالقنابل الحارقة ورشهم بالغازات السامة ، من أجل القضاء على المقاومة بطريقة أسرع .

أما المبحث الثالث فقد اشتمل على دراسة عملية حشد المجاهدين في المعتقلات وتفريغهم في السجون الجماعية دون مراعاة لأوضاعهم الصحية ولا فئاتهم العمرية فقد ضمت تلك المعتقلات كافة شرائح المجتمع الليبي من أطفال وشيوخ ونساء .

وتطرقنا في المبحث الرابع لظاهرة التعذيب المعنوي التي تمثلت في النفي خارج البلاد، حيث بذلوا كل جهدهم من أجل القضاء على العنصر البشري لكي يتسنى لهم الاستحواذ على خيراتها .

وتأتي الخاتمة لتعرض النتائج المستخلصة من البحث، يليها قائمة مفصلة بالمصادر والمراجع التي ساعدت الباحث في استخراج البحث في صورته النهائية وإعطائه النتيجة المرجوة ليكون إضافة مفيدة وسديدة ساهمت في عرض بعض مشاكل تاريخ ليبيا الحديث والمعاصر.

    المبحث الأول – الممارسات البشعة بدماء المجاهدين الليبيين من قبل الاستعمار الإيطالي.

        على إثر الخسارة التي تعرض لها الايطاليون في معارك الهاني وشارع الشط في 23 أكتوبر 1911م، ويرجع ذلك إلى حسن إدارة المجاهدين لخطة سير المعركة ومباغتة الايطاليون من الخلف مما تسبب في مقتل العديد من الجنود الطليان وجرح الكثير منهم([1]) .

        وفي هذا الصدد، يخبرنا فرنسيس ماكولا، الذي كان يراقب الأحداث ، إن السرية الرابعة والخامسة من اللواء الحادي عشر، وكان عددها 400 جندي وضابط لم يبقى منها غير 37 رجلاً، الأمر الذي دفع بالإيطاليين إلى فقدان وعيهم وإطلاق الرصاص بطريقة عشوائية في كل الاتجاهات وعلى كل من يقع بصرهم عليه دون تفريق بين مسلح وأعزل من سكان منطقة المنشية، وعملوا على قيام مجزرة كبيرة فيها، ومنذ ذلك الحين بدأت عمليات سفك الدماء والتنكيل بالمواطنين([2]).

وقد كانوا الضباط والجنود الايطاليين يشهرون مسدساتهم في الشوارع والطرقات، الأمر الذي افزع المواطنين الآمنين، وليس هذا فحسب بل قاموا بتفتيش البيوت بحثاً عن الأسلحة، وأصدروا بيانات تهدد بإعدام كل من يكون بحوزته سلاح ، وأقيمت المحاكم العسكرية وأصدرت أحكام الإعدام([3])، الأمر الذي دفع العقيد نشأة بك إلى توجيه برقية مستعجلة إلى حكومته في اسطنبول طلب منهم الاحتجاج دولياً على تلك الجرائم التي ارتكبها في حق سكان واحة المنشية، حيث أنهم لم يستثنوا الأطفال  ولا النساء وقتلوهم جميعاً ، و شوهدت جثت الرجال في كل مكان وقد ذبحوهم  ذبح الخراف([4]) .

    وكان انتشار الجثث في الميادين والطرقات أمرا عادياً مما اغضب كراوزة  ورفض الكتابة في كل الحالات التي يشاهدها من بشاعة الموقف والصور المروعة التي شاهدها([5]) .

    وتشير المصادر الوطنية والأجنبية إلى الجرائم البشعة التي ارتكبها العدو الايطالي تجاه المواطنين ، حيث عملوا على إعدام أربعة عشر رجلاً جريحاً بعدما هربوا من المذبحة التي أقامها الايطاليون ضد الأهالي ولكنهم لم يستطيعوا النجاة فعلم الايطاليين بمكان تواجدهم وألقوا القبض عليهم وشنقوهم في نفس اليوم([6])بالقرب من جامع سيدي حمودة([7]).

    وفي هذا الصدد يفيدنا كراوزة أن الايطاليين قاموا بعملية تمشيط فقتلوا كل من وجدوه مسلحاً أو شبه مسلح أما من تبقى منهم فقد سحبوهم إلى المدينة وبلغ عددهم ثلاثمائة شخصاً([8]).

   ويورد لنا أبوت الكثير من الروايات حول الجرائم التي ارتكبت في احداث المنشية ، حتى النساء والأطفال لم ينجوا من العقاب والمحاسبة حيث كانت جثثهم ملقاة في المساجد والبيوت التي تم استرجاعها من الايطاليين ، ويضيف رواية كان قد نقلها عن طبيب يوناني ، إنه سمع من احد النساء في المستشفى في عين زارة عن المعاملة السيئة والتعذيب حتى الموت للنساء الليبيات على يد الجنود الايطاليين([9]).

   وهناك العديد من الروايات عن عمليات القتل الجماعي ، أولها الحكم بقتل الذكور الذين في واحة المنشية ممن تجاوز سنهم الثالثة عشر والرابعة عشر عاماً بتهمة اشتراكهم في الحرب([10]) ، ويفيدنا الزاوي بأن ذلك شمل كل عربي حمل السلاح أو اشترك في المقاومة([11]).

    ومن القصص المروعة قتل الأسرى جميعاً دون محاكمة ، وكردة فعل على هذه الأفعال الوحشية استطاع المجاهدين هزيمة الايطاليين وحاصروهم في المدينة القديمة ، فكانت ردة فعل العدو أكثر بشاعة فقاموا بقتل كل من وجدوه أمامهم أثناء انسحابهم ، فعمت المذابح المكان([12]) وتشير المصادر إن عدد القتلى في واحة المنشية ما بين أربعة إلى سبعة ألاف كما هتكت أعراض النساء([13]) .

   وقد نبذت الصحافة العالمية ما فعلوه الايطاليين من مجازر في حق الليبيين ، حيث اتهمت صحيفة الستاندرد (standard) ، ايطاليا بالقتل الوحشي للنساء والأطفال ، كما نشرت صحيفة التايمز (Times) بأن فيضانات الدم فتحت وطالت البريء  والمذنب معاً ، كما وصفت صحيفة المانشيستر جارديان العدو الايطالي بأنه من أكثر الحروب فظاعة في التاريخ ، كما إتهمته أيضاً بأنه قتل واجبر على رحيل أكثر من ثلث السكان في مدينة طرابلس([14]) .

   كما قام الايطاليون بانتهاك مقدسات المسلمين وذلك بدخولهم المساجد للتفتيش عن الأسلحة ([15]).

  ومن قصص القتل العشوائي التي ارتكبها الايطاليون في عام 1913 عندما شرعوا في شق الطرق وأعمال البناء ، فقاموا بتجنيد المواطنين في أعمال السخرة وكانوا يحتجزون المواطنين لتوفير اليد العاملة ، ومن ثم ارسالهم إلى سجن القلعة حيث يوجد فيه مجموعة ممن حكم عليهم بالإعدام ، فاختلط العمال بالمحكومين ، ونفد فيهم جميعاً حكم الإعدام([16]).

   وفي معركة القرضابية مثال أخر لعمليات القتل الجماعي ، فعند وصول حملة العقيد مياني إلى سرت ، رفض العديد من الرجال الذهاب مع الحملة لقتال إخوانهم في قصر بوهادي الذي يبعد عن سرت بأكثر من عشرون كيلو متر وعند هزيمة قوات مياني رجع إلى سرت وصب جم غضبه عليهم وقام بإعدام مائة رجل منهم رمياً بالرصاص دون محاكمة([17]).

    وبعد هزيمة الايطاليين في معركة القرضابية ، قاموا بردة فعل انتقامية نتج عنها إحراق مئاتي شخص من أهالي مدينة تاورغاء ومصادرة جميع أملاكهم ، وفي مصراتة احرق الايطاليون منزل الشريف فيدان وفيه جميع أفراد عائلته وأقاربه([18]).

ونلاحظ هنا إنه عندما يتعرض الجنود الايطاليين للهزيمة ، يقومون بأعمال انتقامية كردة فعل على هزيمتهم ، وهذه الأعمال الوحشية لم يسلم منها حتى الشيوخ والأطفال والنساء([19]) .

المبحث الثاني : استخدام الطائرات والقنابل والغازات السامة .

    لقد مارس الايطاليون أبشع الأساليب القمعية للنيل والانتقام من المقاومة الوطنية حيث قصفت بطائراتها الحربية الأراضي الليبية دون أن تكترث للخراب والدمار الذي ستحدثه في البلاد.

   وفي نوفمبر عام 1911م ألقيت أول قنبلة على المجاهدين في منطقة عين زارة([20]) ومن مأسئ هذا القصف العنصري قتل الأبرياء وحرق البيوت وتخريب المدن والقرى يضاف إلى ذلك قتل الحيوانات وحرق المزارع ، وتزايد عدد الطائرات الحربية الغازية حيث وصل عددها في السنة الأولى من الغزو ثمان وخمسين طائرة ، استخدم فيها الفاشست الغازات السامة المحرمة دولياً ، حيث ألقيت الطائرات قنابلها التي كونت سحباً من الدخان في الهواء مما سبب اختناقاً مميتاً للناس([21]).

   وفي عام 1917م تم رش مناطق الزاوية وصرمان والعجيلات بالسائل الحارق ، كما قتلوا السكان والحيوانات ، ودمروا الحقول باستخدام القنابل الحارقة المحرمة دولياً([22]) .

وقد استخدم الطيار الايطالي بياني قنابل الغاز السامة ضد المجاهدين فكبدهم خسائر فادحة ، كما ساهم الطيران الحربي في إفناء الثروة الحيوانية ، وذلك بإصدار صوت الصافرة فتفزع الحيوانات وتتجمع فيقوم بإلقاء القنبلة عليهم وإبادتهم دفعة واحدة. ، كما طالت طائرات العدو القوافل الناقلة للإمداد لمساندة المجاهدين في الصحراء حيث تمكنت القوات الايطالية من قصفها وتدميرها بالكامل ، وفي هذا الصدد شجع القائد بادوليو الأعمال الوحشية والإجرامية التي قام بها سيشيلياني وخاصة الغارات الجوية وعمليات التطهير التي طالت البلاد بأكملها([23]) .

المبحث الثالث : السجون والمعتقلات .

لقد مارس العدو الايطالي هذه الظاهرة كردة فعل تجاه المقاومة الوطنية في ليبيا والانتقام منهم بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة ، لذلك عملت ايطاليا على تفريغ البلاد من سكانها وذلك بزج المواطنين في المعتقلات التي أقاموها في الصحراء ، بهدف محاصرة الوطنية اقتصادياً وعزلها اجتماعياً ، وذلك بمنع إمدادها بالمؤن والأموال وقطع مصادر إعاشتها ، والحيلولة دون التحاق عناصر وطنية جديدة بها ، وبذلك القضاء على المساعدات التي كانت تحصل عليها المقاومة خفية من بقية المواطنين ، لذلك عمل حاكم ليبيا بيترو بادوليو (PietroBadoylio)([24])على إقامة معسكرات اعتقال في أماكن بعيدة يجمع فيها القبائل التي كانت تساند الثوار، وبدأت ايطاليا في تنفيذ برنامجها الاستعماري فأقامت مراكز للتجميع من بينها عين الغزالة وطلميثة وبرسس وتوكرة(*) .

   وبعد فشل المفاوضات بين عمر المختار والايطاليين استخدم العدو هذه الوسيلة للضغط على حركة المقاومة وإجبارها على الاستسلام ، وقد اختار الطليان منطقة عين الغزالة مركزاً لتجميع المواطنين لحصانته وإفشال هجمات الثوار ، ولكن مع ذلك تمكن المجاهدون من قبيلتي العبيدات والحاسة بالاتفاق مع المعتقلين بتدبير كمين للإيطاليين والاستيلاء على احد القوافل وغنم ما تحمله من مؤن وذخائر بعد القضاء على الحراس([25])ولكن الايطاليون ردوا بيد من حديد على المجاهدين فطوقوهم وأعادوا اعتقالهم واعدم بعضهم ، ومع ذلك فإن هذه الحادثة لم تردع المجاهدين وأعوانهم من الأهالي ، حيث ضلوا يغيرون بين حين وأخر لكي يفهم العدو بأن ليبيا لن تكون سهلة المنال([26]).

طلميثة : اتخذها الايطاليون قاعدة لتجميع المجاهدين في عام 1930م، لمناعتها حيث يمكنهم التصدي لأي هجوم مباغت من المجاهدين وانقاد اخوانهم المعتقلين ، وتمكن الايطاليون من اعتقال ما بين (50 : 60) ألف نسمة من قبيلتي البراعصة والدرسة وبعض القبائل الأخرى([27]).

مركز تجمع برسس : كانت برسس مركزاً لتجمع قبيلة العبيدات من سكان الجبل الأخضر ، ومكث المعتقلون فيها قرابة خمسة أشهر ، ونظراً لطول مدة الاعتقال حدث تمرد وهرب بعض المعتقلين ، الأمر الذي دفع غراتسياني إلى إصدار أوامره بترحيل المعتقلين من برسس إلى معتقل البريقة([28]) .

المعتقلات الجماعية :-

    إن مرحلة جمع السكان في معسكرات البريقة والعقيلة والمقرون وسلوك وغيرها ، كانت ضربة قاسمة لحركة الثورة في الجبل الأخضر لأنها حرمت المقاومة من استبدال دماء جديدة بمن يسقطون شهداء في ميادين النضال ، كما إنها سببت كارثة كبيرة فقد هلكت أعداد هائلة من الحيوانات التي كانت تشكل عصب الاقتصاد بالنسبة لسكان القبائل المهجرة من ديارها إلى تلك المعتقلات العامة([29]).

  1. معتقل العقيلة([30]):-

   ضم هذا المعتقل أفراد قبائل البطنان وبعدها تم فرز أفراد قبيلة العبيدات ، وتم نقلهم إلى معتقل العبيدات بالبريقة ، وبقى بالعقيلة من تربطه صلة قرابة بأحد المجاهدين ، واشتهرت العقيلة باسم معتقل العقوبات أيضا لأنه مورست بداخله أبشع أنواع العقوبات على المعتقلين من جلد بالسياط يصل إلى ألف جلدة وسكب الماء المالح على جسم المعاقب ، كما قاموا بربط المتهم في العمود تحت أشعة الشمس الحارقة مدة لا تقل عن ثلاثة أيام ، كما عملوا على تعذيب وإجهاد المعتقلين بكنس الرمال ونقلها من مكان إلى أخر طيلة اليوم ، كما سخروهم لشحن وتفريغ حمولة البواخر الايطالية ، وما يميز معتقل العقيلة عن غيره إنه خليط من جميع أفراد القبائل القاطنة في برقة ، وقد منع الايطاليين السجناء السياسيين من مزاولة أي عمل أو امتلاك أي شيء بل كانوا عرضة للانتقام منهم ، بعد كل هزيمة يلحقها المجاهدين بالطليان([31]).

  • 2 – معتقل البريقة :-

لقد ضم معتقل البريقة قبائل العبيدات ، ومارس بحقهم الطليان أبشع وسائل التعذيب والتجويع مما أصاب الناس أمراض الإسهال والمعدة والأورام بالمفاصل حيث كان يصل عدد الموتى يومياً إلى 150 شهيد .

  • 3 – معتقل سلوق :-

احتوى معتقل سلوك قبائل العواقير والعرفة والعبيدات وهو أكبر المعتقلات مساحة ، وبلغ عدد المعتقلين بداخله حولي 36 ألف نسمة ، تم توزيعهم على الخيام ، وقد سُمح للمعتقلين بسلوق بمزاولة بعض الأعمال خارج المعتقل بموجب تصريح يمنحه مدير المعتقل على شرط أن يعود قبل غروب الشمس ، وكانت حالة المعتقلين بسلوك أفضل من حالة المعتقلين بالبريقة والعقيلة ، و مع هذا أصيبوا ببعض الأوبئة الفتاكة كالتيفوذ اللطعي الذي تسبب في هلاك أغلب سكان المعتقل([32]).

  • 4 – معتقل المقرون :-

   ضم هذا المعتقل قبائل الدرسة والبراعصة حيث بلغ عددهم حوالي 18 ألف نسمة وطبق عليهم نفس النظام الذي طبق على المعتقلات السابقة ، ولكن زاد الاهتمام به لوجود مدرسة الباليلا داخل سياجه ، حيث قام الطليان بتعليم الأطفال مبادئ الفاشية في محاولة منهم لخلق جيل يدين بالولاء لروما ، ولكن هذا الحال لم يستمر طويلاً ، حيث انتشرت المجاعة وسوء التغذية والتعذيب بالجلد والربط على العمود ، وكثرت فيه الإعدامات الأمر الذي ادى إلى إبادة المعتقلين([33]).

    ولم تكتفي ايطاليا بجمع المعتقلين وإبادتهم بل عملت على تفريغ البلاد من سكانها ، حيث عملت على ترحيلهم ونفيهم إلي سجون ومعتقلات الجزر الايطالية ، لكي تتسنى لها فرصة القضاء على جميع المعارضين والانفراد  بحكم البلاد ، ضناً منها إنها بهذه الأعمال الوحشية ستقضي على المقاومة ، ولكن كل جرائمها في حق الليبيين لم تزدهم إلا إصراراً على مواصلة الكفاح والجهاد ضد العدو المحتل .

المبحث الرابع : التعذيب المعنوي (النفي خارج البلاد) .

   إن عقوبة النفي تتمثل في إبعاد الشخص المشتبه فيه خارج وطنه ، وقد شملت عمليات النفي مختلف الفئات من رجال ونساء وأطفال وشيوخ ، وكل من له نشاط سياسي أو محرض على المقاومة أو داعماً لها .

    لقد كانت عمليات النفي تخالف كافة الشرائع السماوية والنظم القانونية ، إذ كيف يكون الإنسان الذي يدافع عن نفسه ووطنه مجرماً ويُحْكم عليه بالإعدام أو النفي ، في حين إن كافة القوانين والتشريعات المعاصرة تلزم المواطن بالدفاع عن وطنه في حالة تعرضه للخطر الخارجي ، لذلك جاءت فكرة التجنيد الإجباري أو الخدمة الوطنية التي طبقتها أغلب الدول على شعوبها([34]).

وبذلك فإن عمليات النفي وما ترتب عليها تعتبر منافية لقواعد الأخلاق الدولية وقواعد القانون الدولي ، لأن الغزو والنفي مُورسا ضد دولة مستقلة وأدى ذلك إلى حرمانها من العيش بسلام .

لقد ارتبطت ظاهرة النفي ارتباطاً مباشراً بتصاعد حركة المقاومة المسلحة ، فقد كانت عمليات سفك الدماء هي نوع من ردة الفعل العدوانية نتيجة الفشل الذي منيت به ايطاليا بسبب الخسائر التي تعرضت لها ، لذلك كانت عمليات النفي هي الجزء المكمل لمظاهر القتل والسجن التي ارتكبها الايطاليون بحق المجاهدين .

ومن أجل القضاء على المقاومة الوطنية ، فقد باشرت ايطاليا عمليات النفي منذ أول مواجهة مسلحة في مدينة طرابلس يوم 23 أكتوبر 1911 ، في معركة المنشية وشارع الشط وسيدي المصري ، حيث أصدر رئيس الوزراء الايطالي جيوليتي  أوامره بنفي أي معارض للسلطات الايطالية إلى جزر فافنيانا (Faveniana) وأوستيكا (Ustica) وترمتي (Tremiti) وفينتوتيني (Ventutini)([35]).

   وبالفعل فقد بدأ الطليان افراغ واحة المنشية من سكانها ، ونفي رجالها إلى الجزر الايطالية ، وكان الهدف من عمليات النفي استتاب الأمن وعدم اتصال السكان بالمجاهدين المطوقين للواحة الأمر الذي يؤدي إلى مساندتهم لبعضهم ومقاومتهم([36]) .

  كما كان هدف الطليان من إتباع سياسة النفي تجاه المجاهدين يكمن في تغطية عمليات الإعدام التي أصبحت مصدر انتقاد العالم لهم ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى للتقليل من عدد المحاربين بالموت المحقق الذي كان ينتظرهم في المعتقلات الايطالية .

وهكذا كان الترحيل عشوائياً وعملاً انتقامياً ونوعاً من القصاص غير العادل بعد كل هزيمة تلحق بالقوات الايطالية ، وقد شملت عمليات النفي الرجال والنساء والشيوخ وحتى الأطفال لم ينجوا من الانتقام ، وفي هذاالصدد فقد تم العثور على عدة وثائق تبين عدد المنفيين إلى جزيرة تريميتي من 29 أكتوبر 1911 إلى 9 يناير 1912 بـ 1367 منفياً ، كان وصولهم على دفعتين ، الأولى بعدد595 منفياً ، والثانية بعدد 772 منفياً ، توفى منهم 198 منفياً([37]).وازداد عدد المنفيين في الفترة ما بين 20 : 30 يناير 1912 بعدد يقدر بـ 3053 منفياً موزعين على عدة جزر ايطالية ، وقد كان المنفيون من المدن الساحلية ، ثم تواصل زحف الايطاليون إلى المدن الداخلية في الجبل الغربي ومنطقة سرت والقبة وفزان ومنطقة الجبل الأخضر ، وعلى اثر الهزائم التي تعرض لها الايطاليون في سنتي 1914 – 1915 ، وبانسحابهم نحو الساحل كانوا يقومون بعمليات اسر جماعية للسكان المدنيين إما بالانتقام للتعويض عن خسائرهم البشرية التي فقدوها في ساحات الحرب ، ففي معركة لُقن عمران في أواخر نوفمبر 1914 على سبيل المثال تم اسر عدد من سكان المنطقة من بينهم أربعون رجلاً من الحوامد تم نفيهم إلى جزيرة اوستيكا([38])

   وفي مدينة برقة تؤكد لنا الوثيقة المؤرخة في نوفمبر من عام 1914 ، إن عمليات النفي لم تكن بناء على التهم الموجهة للمرحلين ، بل كانت تهدف إلى نفي الأبرياء لإرهاب السكان([39]).

وكانت عمليات الأسر والسجن والنفي تتم بنفس الوثيرة في كافة المناطق الداخلية ، ففي فزان والجفرة وسرت في مايو 1915 ، وبعد معركة القرضابية والهزيمة الفادحة التي تعرضت لها القوات الايطالية ، وبسبب عمليات القتل الجماعي التي ارتكبها العقيد مياني في سرت كردة فعل على الهزيمة ، وتخوف الايطاليون من ردود الفعل ضد حامياتهم في المناطق التي ينتمي إليها الذين اعدموا ، صدرت الأوامر باعتقال الزعماء أو ذويهم قبل انتشار خبر المذبحة ، وكان الهدف من هذا الإجراء ضمان الأمن لحامياتهم في تلك المواقع ، ونتيجة لذلك فقد جرت عمليات اعتقال واسعة في مصراتة  وترهونة وقماطة وزليتن والخمس وورفلة وتم نفيهم إلى ايطاليا([40]) .

    وليس من السهل توفير إحصائية متكاملة بعدد المنفيين نظراً لشح المصادر ، غير إن الرقم الذي يمكن الاطمئنان إليه وفق المصادر المتوفرة يقدر ب3618 بين رجل وامرأة وطفل تم استخلاصها من قوائم المنفيين التي دونت بأيدي الطليان أنفسهم ، حيث كانت القائمة الأولى من طرابلس ، وضمت 595 رجلاً وشاباً ، وتم نفيهم في يوم 26 أكتوبر 1911 ، وتم نفيهم إلى جزيرة تريميتي([41]).

أما القائمة الثانية فقد ضمت 276 رجلاً وطفلاً ، وكانت التهم المنسوبة إليهم هي مناهضة الحكم الايطالي أو مساعدة المجاهدين وقد كانت عمليات النفي في المدة المحصورة بين 1913 – 1915([42]).

وفي المجموعة الثالثة 671 شخصاً وكلهم من الرجال ومن المناطق الممتدة بين طرابلس وسرت ، والبعض من الجبل الغربي ، والكارثة العظمى التي حلت بالبلاد هي موت الشباب وهى الفئة التي ركز عليها الايطاليون ، وخاصة بعد مشاركة الأخيرة في الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) ، وانضمام ايطاليا فيها في شهر مايو 1915 ، وذلك للاستفادة من خدمات المنفيين في مختلف المجالات منها الخدمات العامة مثل الزراعة والصناعة وغيرها ، لذلك عملت ايطاليا على تكثيف عمليات النفي لتعويض خسائرها في تلك الحرب ، كما إن ايطاليا عملت على مشاركة بعض الليبيين في تلك المعارك الأوروبية ، التي ليس لهم بها أية علاقة([43]).

    وكان من أسباب ازدياد عمليات النفي في ولاية طرابلس امتلاء السجون بالمواطنين الليبيين ، لذلك عمل الايطاليون على نفي العديد من السكان إلى جزرهم البحرية من أجل القضاء على المقاومة الشعبية في البلاد .

    وهكذا نتوصل إلى نتيجة المعاملة السيئة التي تعرض لها المنفيون في جزر المنفى فقد عوملوا باحتقار وازدراء وكانوا يتعرضون للإهانة دائماً ، بل واجبروا على العمل في مزارع ومصانع الايطاليين بدون مقابل ، وليس هذا فحسب بل عملوا على ترحيلهم إلى المستعمرات الايطالية في أفريقيا وتحديداً إلى أرتريا  يشتغلون في أعمال مد خطوط السكك الحديدية و ذلك لتعويض النقص في الأيدي العاملة([44]).

      أما عن الوضع الصحي للمنفيين فقد انتشرت العديد من الامراض بين صفوفهم مما أدى إلى هلاكهم ، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها انعدام الغذاء والكساء وقسوة المناخ في جزر مكشوفة ، والإقامة في السراديب المظلمة التي لا تصلها أشعة الشمس ، مما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية والفتاكة بين صفوف المنفيين مثل مرض الكوليرا الذي أودى بحياة الكثير منهم ، وهذا ما حدث للمنفيين في جزيرة اوستيكا وتريميتي ، ومن الأمراض الأخرى التي كانت سبباً في وفاة المنفيين داء الرئة وداء الشُعب ووباء الحمى والهزال ، وقد زادت نسبة الوفيات في الفترة الممتدة من 23 ديسمبر إلى 6 يناير 1912 حيث تجاوزت النصف([45]).

    ويرجع سبب تلك الوفيات إلى عدم قدرة بعض الأجسام على التأقلم مع ظروف البيئة، خصوصاً كبار السن والصغار، فهم لا يستطيعون مقاومة البرد القارس في تلك الجزر .

وقد أشار تقرير أخر أعده لوتراريو (Lutrqrio) المكلف بالتفتيش على المعتقلين في جزيرة تريميتي ، إلى ارتفاع عدد الوفيات بسبب الالتهاب الرئوي وأمراض أخرى معدية ، وليس هذا فحسب بل ازدادت الأحوال سوءً في هذا المعتقل بسبب سوء التغذية وإهمال النظافة في الزنزانات وسوء المعاملة ، كل تلك العوامل ضاعفت من معدل الوفيات بين المنفيين([46]).

الخاتمة

تبين لنا من خلال هذا البحث مدى بشاعة الجرائم التي تعرض لها الشعب الليبي بسبب مقاومته للاحتلال الايطالي ، ولكن هل يعد هذا مبرراً للتنكيل بالمواطنين والنيل منهم بأبشع الوسائل .

لقد تفنن الايطاليين في تعذيب الليبيين دون حسيب أو رقيب ، حيث إن المجتمع الدولي لم يكترث لما يحصل في ليبيا من مذابح وإعدامات جماعية وفردية بل تعدى الأمر إلى أكثر من ذلك حيث استخدم الايطاليين الطائرات وإلقاء القنابل الحارقة على شعب يمكن وصفه بالأعزل مقارنة بالأسلحة المتطورة التي استخدمها الطليان للقضاء على حركة المقاومة التي كان لها دوراً كبيراً في صد العدو الخارجي وإلحاق الهزائم الواحدة تلو الأخرى ، وكردة فعل على تلك الهزائم عملت ايطاليا على تفريغ البلاد من سكانها بإتباعها لكافة الأساليب المشروعة والغير مشروعة للقضاء على الليبيين دون تفريق ، حيث شمل انتقامهم جميع فئات الشعب الليبي حتى النساء والأطفال والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة لم يسلموا من بطشهم وانتقامهم .

ولكن كل تلك الأعمال الانتقامية لم تثني الشعب الليبي عن كفاحه ودفاعه عن وطنه وتحريره من براثن العدو الغاشم ، حتى استقلاها في 24 ديسمبر 1951 تحت اسم المملكة الليبية المتحدة تحت نظام ملكي دستوري .


[1]– تقرير القنصل الأمريكي في طرابلس إلى السفير الأمريكي في اسطنبول ، بتاريخ 24 أكتوبر 1911م، وثائق أمريكية ، مجلد (1) ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1989م، ص492 .

[2]– فرنسيس ماكولا، حرب ايطاليا من اجل الصحراء ، ترجمة: عبدالمولى صالح الحرير ، مراجعة محمود حسن منسي ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1991م، ص 181 ، 184 .

[3]– نفس المرجع ، ص191 .

[4]– برقية نشأة بك إلى الحكومة الترقية في اسطنبول ، بتاريخ 3 نوفمبر 1911م، وثائق أمريكية، مصدر سابق، ص 335 .

[5]– غوتلو أولف لفكراوزة، تقارير صحفية حول الغزو الايطالي لليبيا ، ترجمة: عماد الدين غانم، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1993م، ص109 .

[6]– فرنسيس ماكولا ، المرجع السابق ،ص 193 ،هيئة تحرير ليبيا ، الفظائع السود الحمر ، من صفحات الاستعمار الايطالي في ليبيا ، مطبعة الكرنك ، القاهرة ، ط2 ، 1948م، ص 23 .

[7]– جامع سيدي حمودة يقع بالقرب من سور المدينة ويبعد عدة أمتار عن مقر قيادة الجنرال كانيفا ، وفي عام 1950م أطلق عليه ميدان الشهداء .

[8]– غوتولبكراوزة ، مرجع سابق ، 173 .

[9]– ج . ن ، أبوت ، الحرب المقدسة في طرابلس الغرب ، ترجمة : عبدا لحفيظ الميار ، دارف المحدودة ، لندن ، 1993 ، ص ص163 ، 164 .

[10]– فرنسيس ماكولا ، مرجع سابق ، ص244 ، هيئة تحرير ليبيا ، مرجع سابق ، ص32 .

[11]– الطاهر احمد الزاوي ، جهاد الأبطال في طرابلس الغرب ، دار الفتح للطباعة والنشر ، بيروت ، ط 3 ، 1973 ، ص199 .

[12]– فرنسيس ماكولا ، مرجع سابق ، ص 284 .

[13]– كراوزة ، مرجع سابق ، ص97 ، هيئة تحرير ليبيا ، مرجع سابق ، ص20 .

[14]– وليم اسكيو ، اوروبا والغزو الايطالي لليبيا ، 1911 – 1912م، ترجمة: ميلاد المقرحي ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1988م، ص 112 .

[15]– هيئة تحرير ليبيا ، مرجع سابق ، ص 93 .

[16]– نفس المرجع ، ص 44 .

[17]– احمد عطية مدلل ، التدخل الأجنبي في ليبيا (1918 – 1915م) ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، ج 2 ، 2007 ، ص 820 .

[18]– هيئة تحرير ليبيا ، المرجع السابق ، ص 45 .

[19]– نفس المرجع ، ص 46 .

[20]– مصطفى علي هويدي ، ظاهرة النفي وأسبابها ، مجلة الشهيد ، العدد العاشر ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1989 ، ص 69 .

[21]– أنزو سانتاريللي ، جورج ووشا ، رومين دائنيرو ، لوجي قوليا ، عمر المختار وإعادة الاحتلال الفاشي لليبيا ، ترجمة: عبدالرحمن سالم العجيلي ، تقديم عقيل البربار ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1988 ، ص ص 74 ، 75 .

[22]– ايريك ساليرنو ، حرب الابادة في ليبيا ، ترجمة : علي حسنين ، ، المنشأة العامة للتوزيع والنشر ، 1984 ، ص 87 .

[23]– انزو سانت اويللي وآخرون ،مرجع سابق ، ص 145 .

[24] – حكم ليبيا في الفترة من 1929 إلى 1933 .

* عين الغزالة تقع غرب طبرق بحوالي 45 كيلو متر ، وهى منطقة حصينة تحيط بها المياه من ثلاثة جهات .

[25]– ادريس عمر الحرير ، الاستعمار الاستيطاني الايطالي في ليبيا ، 1911 – 1970 ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ،1984 ، ص ص ،123 ، 124.

[26]– نفس المرجع السابق ، ص174 .

[27]– مجموعة من الاساتذة والباحثين ، بحوث ودراسات في التاريخ الليبي ، يوسف سالم البرغثي ، المعتقلات ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، ط2 ، 1998 ، 349 .

[28]– نفس المرجع ، نفس الصفحة .

[29]– قصة جهاد الليبيين ضد الاستعمار الإيطالي (1911 – 1943 ) ، صور ووثائق وأرقام ، جمع وتعليق حبيب وداعة الحسناوي ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1988 ، 248 .

[30] – العقيلة منطقة صحراوية تقع على خليج سرت تبعد عن بنغازي بحوالي 285 كلم ، مياهها مرة المذاق شمسها قوية يندر بها الكلاء.

[31]– يوسف سالم البرغثي ، المعتقلات ، مرجع سابق ، ص 351 .

[32]– محمد الطيب الأشهب ، برقة العربية أمس واليوم ، مطبعة الهواري ، القاهرة ، 1947 ، ص 66 ، 68 .

[33]– عقيل البربار وأخرون ، عمر المختار ، نشأته وجهاده (1862 – 1931) ، المركز الليبي للمحفوظات التاريخية ، طرابلس ، ط2 ، 1983 ، ص ص 130 ، 131 .

[34]– احمد عطية مدلل ، مرجع سابق ، ص 821 .

[35]– روماينراينيرو ، الجوانب المجهولة عن المقاومة الليبية ، مجلة البحوث التاريخية ، السنة 7 ، عدد 2 ، المركز اللبي للمحفوظات التاريخية ، طرابلس ، 1985 ، ص ص 98 ، 99 .

[36]– باولوا مالتيزي ، ليبيا أرض الميعاد ، ترجمة : عبدا لرحمن سالم العجيلي ، مركز المحفوظات للدراسات التاريخية ، طرابلس ، ط 2 ، 1992 ، ص 228 .

[37]– سلسلة الوثائق الايطالية ، المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1989 ، احصائية بعدد المنفيين بجزيرة تريميتي ، بتاريخ 9 يناير 1912 ، ص58 – 59 .

[38]– نفس المصدر السابق ، ص 402 – 515 .

[39]– نفس المصدر ، وثيقة رقم (916073) ، بنغازي ، في 18 نوفمبر 1914 ، ص 156 .

[40]– الوثائق الايطالية ، مصدر سابق ، نص قرار الوالي تاسوني الصادر في 12 يونيو 1915 ، 165 .

[41]– نفس المصدر السابق ، قائمة بأسماء المبعدين من طرابلس إلى جزيرة تريميتي ، ص ص 260 – 270 .

[42]– نفس المصدر السابق ، ص ص335 – 340 .

[43]– محمد سعيد القشاط – معارك الدفاع عن الجبل الغربي ، المنشأة العامة للتوزيع والنشر ، طرابلس ، 1983 ، ص 178 .

[44]– الوثائق الايطالية ، مصدر سابق ، برقية مارتيني إلى حكومة ارتريا رقم 2783 ، بتاريخ 30 مايو 1915 ، 178 .

[45]– الوثائق الايطالية ، المنفيون ، مصدر سابق ، ص60 .

[46]– نفس المصدر السابق ، رسالة وزارة الداخلية إلى الإدارة العامة للصحة ، حول تقرير لوتراريو بتاريخ 25 يناير 1912 ، ص 69 .


المصادر والمراجع

أولاً: الوثائق والتقارير :

  1. – تقرير القنصل الأمريكي في طرابلس إلى السفير الأمريكي في اسطنبول ، بتاريخ 24 أكتوبر 1911 ، وثائق أمريكية ، مجلد (1) ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1989 .
  2. – برقية نشأة بك إلى الحكومة الترقية في اسطنبول ، بتاريخ 3 نوفمبر 1911 ، وثائق أمريكية .
  3. – رسالة وزارة الداخلية إلى الإدارة العامة للصحة ، حول تقرير لوتراريو بتاريخ 25 يناير 1912 .
  4. – الوثائق الايطالية ، المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1989 ، إحصائية بعدد المنفيين بجزيرة تريميتي ، بتاريخ 9 يناير 1912 م.
  5. –  وثيقة رقم (916073) ، بنغازي ، في 18 نوفمبر 1914 م .
  6. –  برقية مارتيني إلى حكومة ارتريا رقم 2783 ، بتاريخ 30 مايو 1915 م .
  7. – رسالة وزارة الداخلية إلى الإدارة العامة للصحة ، حول تقرير لوتراريو بتاريخ 25 يناير 1912م .

ثانيا : المراجع العربية والمترجمة :

  • – الطاهر احمد الزاوي ، جهاد الأبطال في طرابلس الغرب ، دار الفتح للطباعة والنشر ، بيروت ، ط 3 ، 1973م .
  • – ايريك ساليرنو ، حرب الإبادة في ليبيا ، ترجمة: علي حسنين ، المنشأة العامة للتوزيع والنشر ، 1984 م .
  • – – أنزو سانتاريللي ، جورج ووشا ، رومين دائنيرو ، لوجي قوليا ، عمر المختار وإعادة الاحتلال الفاشي لليبيا ، ترجمة: عبدالرحمن سالم العجيلي ، تقديم عقيل البربار ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1988 م .
  • – إدريس عمر الحرير ، الاستعمار الاستيطاني الايطالي في ليبيا ، 1911 – 1970 ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ،1984م .
  • –  أحمد عطية مدلل ، التدخل الأجنبي في ليبيا (1918 – 1915) ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، ج 2 ، 2007 م .
  • – باولوا مالتيزي ، ليبيا أرض الميعاد ، ترجمة: عبدا لرحمن سالم العجيلي ، مركز المحفوظات للدراسات التاريخية ، طرابلس ، ط 2 ، 1992 م .
  • – ج . ن ، أبوت ، الحرب المقدسة في طرابلس الغرب ، ترجمة عبدا لحفيظ الميار ، دارف المحدودة ، لندن ، 1993 م .
  • – حبيب وداعة الحسناوي ، قصة جهاد الليبيين ضد الاستعمار الإيطالي (1911 – 1943 ) ، صور ووثائق وأرقام ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1988م .
  • – غوتلوب أودلف كراوزة ، تقارير صحفية حول الغزو الايطالي لليبيا ، ترجمة عماد الدين غانم ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1993 .
  • فرنسيس ماكولا ، حرب ايطاليا من اجل الصحراء ، ترجمة :  عبد المولي صالح الحرير ، مراجعة محمود حسن منسي ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1991 م .
  •  – فرنسيس ماكولا ، المرجع السابق ،ص 193 ،هيئة تحرير ليبيا ، الفظائع السود الحمر ، من صفحات الاستعمار الايطالي في ليبيا ، مطبعة الكرنك ، القاهرة ، ط2 ، 1948م .
  • عقيل البربار وأخرون ، عمر المختار ، نشأته وجهاده (1862 – 1931) ، المركز الليبي للمحفوظات التاريخية ، طرابلس ، ط2 ، 1983م.
  • – محمد الطيب الأشهب ، برقة العربية أمس واليوم ، مطبعة الهواري ، القاهرة ، 1947م .
  • – محمد سعيد القشاط – معارك الدفاع عن الجبل الغربي ، المنشأة العامة للتوزيع والنشر ، طرابلس ، 1983م .
  • – مجموعة من الأساتذة والباحثين ، بحوث ودراسات في التاريخ الليبي ، يوسف سالم البرغثي ، المعتقلات ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، ط2 ، 1998م .
  • – وليم اسكيو ، أوروبا والغزو الايطالي لليبيا ، 1911 – 1912 ، ترجمة: ميلاد المقرحي ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1988 م .

المجلات والدوريات العلمية :

  • – روماين راينيرو ، الجوانب المجهولة عن المقاومة الليبية ، مجلة البحوث التاريخية ، السنة 7 ، عدد 2 ، المركز الليبي للمحفوظات التاريخية ، طرابلس ، 1985م .
  • مصطفى علي هويدي ، ظاهرة النفي وأسبابها ، مجلة الشهيد ، العدد العاشر ، المركز الوطني للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1989 م .