د/ إسكندر محمد النيسي
د/ إسكندر محمد النيسي([1])
ملخص البحث:
يستعرض هذا البحث دور أحد أبرز علماء اليمن وأفكاره العلمية التي أثَّرت على مسار التحولات السياسية في اليمن بشكل خاص، وفي العالم الإسلامي بشكل عام، وهو:(الإمام العلامة والقاضي محمد بن علي بن محمد الشوكاني) رحمة الله عليه. كما سيقدم الباحث استعراضًا لكل المباحث التي ستتناول أفكار الشوكاني بمختلف المجالات. إذ سيتم ذكر أهم المؤلفات العلمية التي تعد شعاع التنوير والمعرفة للأجيال المتعاقبة في مختلف المراحل التاريخية. فالشوكاني نال مكانة سياسية واجتماعية مرموقة في عهد الأئمة الزيديين، وكان داعمًا لحروب الأئمة ضد الاحتلال العثماني لليمن. تولى الشوكاني منصب القضاء لأكثر من أربعين عامًا، استطاع أن يشخص مجريات الأحداث، وفقًا لرؤيته العلمية لطبيعة الأحداث ومشاركته الفعالة في وضع الخطط وتنفيذ البرامج السياسية والاقتصادية والفكرية والإدارية، من أجل الانتقال بالمجتمع نحو الأفضل.
كما أوضح الشوكاني مفهوم أو طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وأكد على ضرورة تحرر العلماء من ضغط الواقع المحاط بهم، وعدم تأثيرهم بالأحكام الظالمة التي قد تأتي من المجتمع ضدهم. ففقه الشوكاني واجتهاده في المجال السياسي جاء نتيجة لمعايشته عن قرب طبيعة الصراع السياسي في البلاد الإسلامية بشكل عام، وفي اليمن بشكل خاص. وسيختم البحث بالنتائج والتوصيات التي سيتوصل إليها الباحث بإذن الله تعالى.
Abstract:
This research reviews the role and ideas of one of the most prominent scholars of Yemen, whose scientific ideas influenced the course of political transformations in Yemen in particular, and in the Islamic world in general. The researcher will also present a review of all the investigations that will address Al-Shawkani’s ideas in various fields. As the most important scientific literature that is the ray of enlightenment and knowledge for successive generations will be mentioned in various historical stages. Al-Shawkani gained a prominent political and social status during the reign of the Zaidi imams, and he was a supporter of the imams’ wars against the Ottoman occupation of Yemen. Al-Shawkani has held the position of judiciary for more than forty years.
He was able to diagnose the course of events, according to his scientific vision of the nature of events and his effective participation in setting plans and implementing political, economic, intellectual and administrative programs, in order to move society towards the best.
Al-Shawkani also clarified the concept or nature of the relationship between the ruler and the ruled, and emphasized the necessity of the scholars ’freedom from the pressure of the reality surrounding them, and their lack of influence by the unjust judgments that may come from society against them. In general, and in Yemen in particular. The research will conclude with the results and recommendations that the researcher will reach, God willing.
مقدمة البحث:
(الإمام العلامة والقاضي محمد بن علي بن محمد الشوكاني ) الذي ولد يوم الاثنين الثامن والعشرين ذي القعدة سنة 1173هـ ــــ 1759م في شوكان، وتوفي يوم الأربعاء السابع والعشرون شهر جماد سنة 1255هــ ــــ 1834م، العلامة والإمام والقاضي (محمد بن علي الشوكاني) رحمة الله عليه، الذي كان لأفكاره العلمية أهمية كبيرة في مختلف المجالات، وكما تجسدت تلك الأفكار في خدمة المجتمع اليمني بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام.
أيضا هناك ثلاثة عوامل رئيسة حددها الشوكاني لتثبيت الاستقرار السياسي في المجتمع من خلال: (القوة العسكرية، القوة الاقتصادية، والمناصب الدينية)
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى معرفة طبيعة المرحلة التاريخية لليمن الحديث التي عاصرها الشوكاني، وتأثير أفكاره العلمية في معالجة أكثر القضايا التي رافقت تلك المرحلة من خلال التالي:
ـ معرفة المكانة العلمية والسياسية والتاريخية التي نالها الشوكاني وأسرته في مدة حكم الأئمة.
ـ معرفة موقف الشوكاني ودوره في طبيعة المتغيرات والأحداث على الساحة اليمنية بعد توليه منصب قاضي القضاة في اليمن.
ـ رؤية الشوكاني في عملية التغيير وإصلاح النظام السياسي في اليمن حينها.
ـ دور الفقه والاجتهاد من وجهة نظر الشوكاني.
ـ طبيعة حكم الأئمة الزيدية. . الدولة القاسمية التي أسسها الإمام المنصور بالله بن القاسم.
أهمية البحث:
تكمن أهمية هذا البحث في كونه يستعرض مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ اليمن السياسي في العصر الحديث بمختلف الأحداث والصراعات السياسية التي عاصرها الإمام العلامة القاضي محمد بن علي الشوكاني، وأيضًا تبرز مكانة هذا البحث وأهميته في كونه سيتناول شخصية علمية برز دورها المتجدد، من خلال تقديم الرؤى والأفكار العلمية المختلفة في معالجة تلك المرحلة التاريخية من تاريخ اليمن الحديث.
مشكلة البحث:
لا يخلو أي بحث من المشكلة، فهناك مشكلة توظيف الدين في الصراعات السياسية في العالم الإسلامي، وهذا مما جعل الشوكاني أن يحذر من خطورة ذلك على الأمة بشكل عام. وبحكم إلمام ومعرفة الشوكاني بأكثر العلوم مثل: العلوم الدينية والقضاء والسياسة والاقتصاد والتربية والثقافة والتاريخ والأدب، والشعر الذي كان يعبر من خلاله عن أي حدث يشعل مشاعره ووجدانه، فقد استطاع أن يتجاوز صعوبة تلك المرحلة من خلال مناشدته بالاحتكام إلى الكتاب والسنة، والتعامل مع العلوم المعرفية التي يستخدمها العقل البشري في تطوير المجتمعات. وبالرغم من امتلاك الشوكاني للعلوم المذكورة، فالدراسات قليلة من قبل الباحثين، فتم الاهتمام بالجانب الديني من قبل بعض الباحثين الذين يهمهم اتجاهات الشوكاني، وبالذات بعد وفاته وهذا ليس بالمطلوب الذي يفي بدور وقدرة العلامة الشوكاني الذي أثرى نتاجه العلمي المكتبات والجامعات اليمنية والعربية والإسلامية.
منهجية البحث:
استخدم الباحث المنهج التاريخي في سرد وترتيب مجريات الأحداث السياسية والتاريخية. وأيضًا المنهج التحليلي والوصفي، الأكثر استخدامًا في وصف كل التحولات السياسية والاقتصادية والتاريخية التي جسدت الرؤية الحقيقية في فكر الشوكاني.
المبحث الأول: النشأة التاريخية والعلمية للإمام الشوكاني.
المطلب الأول: النشأة التاريخية للإمام الشوكاني.
ولد الإمام محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن صلاح بن علي بن عبد الله الشوكاني الصنعاني، يوم الاثنين الثامن والعشرين من شهر القعدة سنة (1173هـ، الموافق 18 يوليو 1760م، وتوفى رحمه الله يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر جمادي الآخرة سنة 1250هـ ـ 1834م)([2]). ولد العلامة الفاضل في هجرة شوكان قرية السحامية إحدى قبائل خولان، ولا تبعد كثيرًا عن صنعاء شرقًا. وأسرة الشوكاني تنحدر من جد يمني عريق، وكانت تحظى عند سلف الأئمة بجلالة عظيمة. وكان فيهم علماء وفضلاء يعرفون سائر البلاد الخولانية (بالقضاة)([3]). وهناك أول من انتقل إلى (صنعاء) بحثًا عن العلم والمعرفة هو والد العلامة الشوكاني (القاضي علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني)، فقرأ على مشاهير علماء صنعاء وبرع في الفقه وحققّ كتبًا فيه، في التفسير وعلوم اللغة، ومن ثم أصبح في صنعاء مدرسًا ومفتيًا، حتى ولاه الإمام الهادي عباس حينها قاضيًا على خولان، ولكنه اعتذر عن ذلك، فولاه القضاء في صنعاء حيث استقرَّ بها مع أهله. أما نشأة الابن الإمام محمد بن علي الشوكاني كانت في بيئة علمية في صنعاء، وقضى معظم أوقاته يَدرُس ويُدرِّس، وظل في رعاية والده الفاضل الذي كان مدرسته الأولى، وبعدها صار قاضي قضاة نظام حكم الأئمة الثلاثة في الدولة القاسمية لقرابة 40 عامًا وهم: المنصور علي بن المهدي عباس، والمتوكل أحمد بن المنصور، والمهدي عبد الله بن المتوكل([4]).
المطلب الثاني: المشايخ والعلماء الذين تتلمذ على أيديهم الشوكاني.
هناك كوكبة كبيرة من العلماء يصل عددهم حوالي 85 عالمًا([5])، استرشد وتعلم الشوكاني من أفكارهم العلمية بمختلف المجالات، ومن أبرزهم:
1ـ أحمد بن عامر الحدائي (1127 ـ 1197هـ ـ 1715 ـ 1783م)، وقرأ عليه الشوكاني في الفقه والفرائض، وكما وصف تلميذه الشوكاني بالصدق والأمانة والزهد والمتانة في الدين.
2 ـ أحمد بن محمد الحراري (1158 ـ 1227هـ)، لازمه الشوكاني ثلاث عشرة سنة، وقرأ عليه الفرائض ووصفه بالعلم والتقوى وحسن الخلق ورجاحة العقل.
3 ـ إسماعيل بن الحسن بن أحمد (1120 ـ 1206هـ ـ 1715 ـ 1791م)، عرف بشيخ الشوكاني في اللغة العربية، علم الصرف والمعاني والبيان.
4 ـ الحسن بن إسماعيل الغربي (1140 ـ 1208هـ) تعلم منه شرح الشمسية للقطب.
5 ـ صديق بن علي المزجاجي (1150 ـ 1209هـ)، لقب بشيخ الشوكاني بالإجازة في الحديث وغيره([6]).
6 ـ عبد الرحمن بن إسماعيل الأكوع (1135 ـ 1207هـ ـ 1724 ـ 1772م)، وكان شيخ الشوكاني في الفروع، وظل الشوكاني ملازمًا له بالطاعة وحسن الاستقامة حتى مات.
7 ـ عبد الرحمن بن قاسم المداني (1121 ـ 1211هـ 1709 ـ 1796م)، شيخ الشوكاني أيضًا في الفروع، وقرأ عليه شرح الأزهار.
8 ـ عبد القادر بن أحمد شرف الدين الكوكباني (1135 ـ 1207هـ ـ 1723 ـ 1772م)، كما وصفه الشوكاني بأنه شيخه الكبير والعلامة المجتهد المطلق في كل الفنون.
9 ـ عبد الله بن إسماعيل النهمي (1150 ـ 1228هـ )، قرأ عليه قواعد الإعراب.
10 ـ علي بن محمد الشوكاني (1130 ـ 1211هـ)، والده وشيخه الأول، وقرأ عليه شرح الأزهار، وشرح الناظر للمختصر([7]).
المطلب الثالث: المؤلفات العلمية للإمام القاضي محمد الشوكاني.
استطاع الشوكاني أن يكون بارعًا ومتقنًا في الكتابة والتأليف، وبالذات قبل أن يتولى مهمة القضاء سنة (1209هـ)، وهو في السادسة والثلاثين من العمر، وكان يقوم بتأليف الكتب والرسائل والأبحاث والشعر، والتي تتحدث وتعبر عن واقع المرحلة وطبيعتها التي رافقت حياته، ومن أجل معالجة الأخطاء والمشاكل التي كانت تعاني منها الأمة في كافة المجالات.
وهناك أيضًا للشوكاني عدة مؤلفات مطبوعة، ومؤلفات مخطوطة، تصل عددها 221 مؤلف في مختلف العلوم الدينية، السياسة، الاقتصادية، الاجتماعية والأدبية. ومن أهم وأبرز المؤلفات التي نالت إعجاب الكثير من المطلعين على الإنتاج العلمي والفكري الذي امتاز به الشوكاني على المستوى الداخلي والخارجي، وفي مقدمة ذلك: كتاب(البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع)، في هذا الكتاب عمل الشوكاني على سرد طبيعة الأحداث التي رافقت مسار حياته المعبدة بالمتاعب والصعاب التي كانت تعيق تطور المجتمع، وأيضًا استطاع الشوكاني إنصاف من كان له تاريخ مشرف، وتم ذكرهم في هذا الكتاب، بما فيهم أساتذته الذين تعلم من معارفهم، وامتدح تلامذته الذين واصلوا مسيرة العطاء على نهجه وفكره. ومصنفاته التي نحن بصدد ذكرها وضمنها الشوكاني كتابه (البدر الطالع)، مثل:
(نيل الأوطار، شرح منتقي الأخبار) و(فتح القدير، الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير) و(تحفة الذاكرين، بعده الحصن الحصين) و( در الصحابة)، في فضائل القرابة والصحابة، (الدرر البهية) وشرحها (الدراري المضية)، والفوائد المجموعة، في الأحاديث الموضوعة)، إرشاد الفحول، في علم الأصول) و(إتحاف الأكابر، بإسناد الدفاتر)([8]).
المبحث الثاني: معايشة الشوكاني لطبيعة الأوضاع السياسية في اليمن
إن معايشة الشوكاني للمرحلة التي نشأ فيها، كانت صعبة ومعقدة جدًا، نتيجة للوضع الذي كانت فيه البلاد الإسلامية تعاني من تفكك في مكوناتها، وضعف شديد في تلاحم النسيج الاجتماعي، بسبب تزايد الصراعات المذهبية والطائفية والقبلية التي سادت وتسود المجتمعات الإسلامية بصفة عامة ومجتمعنا اليمني بصفة خاصة. إن العلامة الجليل محمد الشوكاني قد عاصر في مسار حياته الكثير من المذاهب والفرق والطوائف الدينية المختلفة، ورأى ما فيها من التعصب والجمود والبدع والانحراف العقدي والسلوكي المتناقض لتعاليم الإسلام.
ولذلك أكد الشوكاني على دور العلماء والحكام في تأدية واجباتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ورأى ظاهرة الظلم الاجتماعي تتزايد حتى في سلوكيات القضاة والحكام، وهذا ما أثر في بيئة الشوكاني وجعل من فكره القيام بموضوع الإصلاح الذي سنتحدث عنه لاحقًا([9]).
المطلب الأول: طبيعة حكم الأئمة الزيدية في اليمن:
في حقيقية الأمر لقد تمكن الأئمة من حكم اليمن لمدة طويلة من الزمن، في الوقت الذي رافق تلك الصراعات حروب مدمرة للمجتمع اليمني، نتيجة للصراع والمنافسة بين الأئمة أنفسهم حول مسألة منصب الإمام من ناحية، ومن ناحية أخرى حروب الأئمة ضد العثمانيين، والشعب اليمني هو الخاسر الأول ويدفع ثمن فاتورة الصراعات المذهبية والطائفية منذ ذلك الحين وحتى وقتنا الحاضر. منهج التفكير الفقهي الاجتهادي في المذهب الزيدي قام على عاملين في تكوين الاستقلالية والحس الإبداعي التجديدي لدى الإمام الشوكاني، وهما: الاجتهاد الفقهي، والانفتاح على الرصيد المعرفي للمدارس الإسلامية الأخرى([10]).
المطلب الثاني: مؤسس المذهب الزيدي في اليمن:
جاء الشيخ يحيى بن الحسين بن القاسم الرَّسِّي ــ مؤسس المذهب الزيدي في اليمن ــ قادمًا من الحجاز إلى مدينة صعدة، وكان برفقته حوالي 50 شخصًا وصلوا إلى صعدة الواقعة في شمال اليمن، وبحسب ذكر المؤرخين، كان ذلك في بداية القرن العاشر الميلادي. وبعد قدوم مؤسس المذهب الزيدي إلى شمال اليمن، أطلق على نفسه تسمية (الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب)، من ثم مجيء ابنه الإمام الناصر، والذي دخل في حرب مع أتباع المذهب الشيعي الإسماعيلي في اليمن(3). وهناك من الأئمة الذين برز دورهم، الإمام محمد بن علي السراجي الوشلي، ومن ثم الإمام يحيى شرف الدين بن المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضي سنة 912هـ ـ 1506م، ودخلوا في قتال مرير مع دولة بني طاهر ومع العثمانيين. ويذكر حمزة علي لقمان في كتابه (معارك حاسمة من تاريخ اليمن)، أن شمال اليمن كانت مقسمة إلى أجزاء متناثرة، فقد كان الإمام محمد بن الناصر، يحكم صنعاء ومخاليفها، وأولاد الإمام المطهر محمد بن سلمان، يحكمون كوكبان وملحقاتها، وأولاد الإمام المؤيد وأشراف آل المنصور وآل الإمام محمد بن علي السراجي الوشلي، يحكمون بلاد الشرف والظواهر وصعدة (1).
المطلب الثالث: مؤسس الدولة القاسمية في اليمن:
أسس الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأشول بن القاسم بن يوسف الداعي بن يحيى المنصور بن الهادي إلى الحق، الدولة القاسمية في اليمن. وكما عرف عن الإمام القاسم بأنه كان عالمًا دينيًا وقائدًا عسكريًا جاهد ضد الغزو العثماني، وكان أول من مهد الأمور لجلاء العثمانيين من اليمن([11]).
وبعد وفاته تولى الإمامة ابنه المؤيد محمد الذي واصل مشوار أبيه ونجح على إرغام الاحتلال العثماني من مغادرة الأراضي اليمنية سنة 1038هـ ـ 1635م([12]). وبوفاة المؤيد محمد سنة 1054هـ ـ 1644م، جاء إلى الحكم أخوه المتوكل إسماعيل بن القاسم، وفي عهده عزز من انتشار عساكره بقيادة ابن أخيه صفي الإسلام احمد بن الحسن، الذي استطاع من احتلال عدن وحضرموت وأجزاء كثيرة من جنوب اليمن التي كانت تخضع لحكم سلاطين وأمراء وشيوخ محلين في ذلك الحين.
ولكن في بداية الأمر لا بد من التذكير والإشارة إلى أن نفوذ المذهب الزيدي ظل محصورًا في المناطق الشمالية حتى القرن السادس عشر، وعندما تزايد توسع سلاطين الدولة العثمانية في البلاد العربية، سرعان ما تمكنوا من فرض سيطرتهم على اليمن، والمعروف تاريخيًا بالاحتلال العثماني الأول لليمن سنة 1538م، واستطاع العثمانيون من خلال تحالفهم مع الأئمة من القضاء على الدولة الطاهرية التي كانت تحكم اليمن تحت المذهب السني، وكانت تشكل المنافس القوي للطرفين (الدولة العثمانية والأئمة الزبدية) في حكم اليمن([13]).
من الملاحظ لمجريات الأحداث أنه بعد الانتصار الذي حققته الدولة العثمانية والأئمة الزيدية على الدولة الطاهرية في اليمن في ذلك الوقت؛ لم يستمر ذلك التحالف، حتى نشب الصراع والعداء فيما بينهم حول حكم اليمن، واستمر هذا الصراع حوالي مئة عام، ومن ثم استطاع الأئمة من إجبار الدولة العثمانية على الانسحاب من اليمن سنة 1635م([14]).
ولكن وبعد الانسحاب نتج عن ذلك فراغ سياسي في البلاد، مكن الأئمة من استغلال تلك الظروف لصالحهم في سد ذلك الفراغ السياسي بطريقة تدريجية، ولم يوجد من نازعهم في بداية الأمر على السلطة، إلا القلة الضعيفة جدًا، والتي لا تشكل أي خطر عليهم، فيما ظل الأئمة في صراع وخلافات وتنافس وحروب على منصب الإمام، أدى ذلك إلى دخول البلاد في حروب أهلية وتدهور الأوضاع في جميع المجالات([15]).
وهذا مما سهل للعامل الإقليمي والدولي التدخل في شؤون اليمن بسهولة والسيطرة عليها، بدءًا بالاحتلال البريطاني لجنوب اليمن سنة 1839م، والاحتلال العثماني الثاني لشمال اليمن سنة 1872م([16]).
واستمر الاحتلال العثماني الثاني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى 1918م. وفي إثناء مدة حكم الإمام يحيى بن حميد الدين، والذي استفاد من انهزام الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. والدولة العثمانية كانت قد بدأت تعاني من الضعف والتقهقر في مستعمراتها في أكثر من مكان، بما في ذلك اليمن. فالإمام يحيى استطاع أن يكون له الدور الكبير في مواجهة العثمانيين وفرض شروطه عليهم بتوقيع اتفاقية صلح دعان 1911م([17]).
وأيضًا هناك أطماع وغزوات استعمارية توافدت على المنطقة العربية في التاريخ الحديث والمعاصر، كالاحتلال البريطاني والفرنسي لأكثر الدول العربية، وأيضًا التنافس الاستعماري البريطاني العثماني البرتغالي في اليمن، نتيجة الموقع الجغرافي المهم، المتمثل في باب المندب وميناء عدن الدولي والبحر الأحمر، الشريان الأساسي لعبور التجارة العالمية إلى أكثر من مكان على الكرة الأرضية([18]).
ومن خلال الترابط التاريخي الحديث والمعاصر في اليمن، نجد أن القاضي الشوكاني لم يكن بعيدًا عن طبيعة الوضع السياسي في اليمن، بحكم معاصرته الأئمة الذين حكموا اليمن في ذلك الوقت من بيت القاسم، وكان أولهم المهدي عباس، الذي عايش الشوكاني حكمه لمدة 16 عامًا. ووصفت الفترة الأولى من حكم المهدي عباس بالازدهار والاهتمام بالعمران.
ولكن لم يستمر ذلك نتيجة سوء الإدارة، حتى تمردت القبائل على الحكم ودخلت البلاد في الفوضى والاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية([19] ).
كل هذا ساعد على تدخل العوامل الخارجية بتحريض القبائل على المطالبة باستقلالية مناطقهم بسبب تصرفات بعض الوزراء الذين جلبوا النقمة على حكم المهدي العباس، وأيضًا الأئمة جعلوا من نظام الحكم وراثيًا، رغم أن هذا يخالف النظرية السياسية الزيدية التي كان النظام يستند إليها، وكان نظام الحكم يحاول أن يخفي أنه مخالف لقواعد النظرية السياسية الزيدية، وذلك من خلال إظهار حرص الأئمة على أنهم في انسجام فيما بينهم ظاهريًا، مبررين قضية التوريث في السلطة ليست استنادًا إلى حق وراثي، بل إلى ادعاء توافر صفات الإمامة حتى في أبنائهم، أما الرعية فليس لهم في ذلك حق يذكر([20]).
المبحث الثالث: تأثير فكر الفقه الشوكاني على حركة التجديد والإصلاح في المجتمع عامة
تمكن الإمام الشوكاني من ممارسة الأعمال المسندة إليه، وتوليه القضاء العام منحه فرصة كبيرة للمشاركة في التخطيط ووضع برامج الدولة في أكثر المجالات، الأمر الذي جعل فكره الفقهي ينفتح على قضايا المجتمع العامة، وهذا ينعكس على إنتاجه الفقهي الذي لم يتوقف عند اهتمامه بحفظ وشرح الموروث التراثي لطبيعة المرحلة التي عاشها، بل تجاوز فكره إلى صياغة برامج عملية ميدانية إصلاحية من أجل تسيير شؤون الدولة العامة، وهذا البعد الجديد الذي أعطاه الشوكاني لفقهه جعله ينتقل من فقه الكتب إلى فقه البرامج التي تخدم تطور المجتمع.
المطلب الأول: الفقه السياسي في فكر الشوكاني:
استعرض الشوكاني في رسائل مختلفة لقضايا سياسية، أفرزتها طبيعة نظم الحكم الإسلامية السائدة في البلاد، وما ترتب عليه من قناعات ومواقف سياسية ميزت الفكر السياسي في عصره مثل: مبدأ فصل الدين عن الدولة، ومبدأ الصلة بالحكام وعوامل الاستقرار السياسي. كل هذه العوامل وما رافقها من تداعيات، قد مثلت منطلق الإصلاح السياسي عند الشوكاني، من أجل الوصول إلى تصور شرعي سيسهم بشكل كبير في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي أنتجتها النظرة الجزئية للدين الإسلامي، والتأكيد على البعد الشمولي للإسلام، كونه يمثل نظام حياة بشكل عام ولا ينحصر في علاقة الإنسان بربه فقط([21]).
تجلت اهتمامات الشوكاني بالمجتمع الإسلامي بشكل عام، من خلال رجوعه إلى الجذور التاريخية، وتحليله للانتكاسات التي رافقت تدمير المنطقة والمجتمع الإسلامي بسبب الغزوات الخارجية والصراعات الداخلية([22]).
كان الشوكاني يعارض بشدة اعتزال العلماء للمناصب في الدولة؛ لأن زهدهم في مراكز التغيير في المجتمع والدولة يؤدي إلى زيادة ابتعادهم عن تعاليم الإسلام([23]). ورأى في المقابل أن اشتغال رجال العلم في أجهزة الحكم والدولة يعد وسيلة مهمة لتحقيق العدل، وترشيد الحكام، وتخفيف ظلمهم. وهناك له ما قاله في هذا الشأن: “ولا يخفى على ذي عقل أنه لو امتنع أهل العلم والفضل والدين عن مداخلة الملوك، لتعطلت الشريعة المطهرة، لعدم وجود من يقوم بهاء، وتبدلت المملكة الإسلامية بالمملكة الجاهلية في الأحكام الشرعية، من ديانة ومعاملة، وعم الجهل، وخولفت أحكام الكتاب والسنة جهارًا، ولاسيما من الملك وخاصته وأتباعه”([24]). .
أما بخصوص العلاقة بين الحاكم والمحكوم من وجهة نظر الشوكاني يحددها ويضبطها فقه الأولويات القائم على معرفة الضرر الأكبر والأخف. فالشوكاني أيقن أن مسالة عزل المناصب والحكام أصبح قناعة فقهية في المجتمع الإسلامي بشكل عام, وكما يؤكد على أهمية تحرر العلماء من ضغط الواقع، وعدم تأثرهم بالأحكام الظالمة التي قد يصدرها المجتمع عليهم من جراء اتصالهم بالحكام، وهذا يعود في الأساس إلى الجهل بقواعد الضرر والمصلحة في الشريعة الإسلامية([25]).
إن الفقه السياسي لدى الشوكاني، ربطه بأهمية الاستقرار السياسي المطلب الأول في حياة المجتمعات البشرية، وكان ذلك نتيجة لمعايشته طبيعة الصراع السياسي في العالم الإسلامي عامة وفي اليمن خاصة. وعلى هذا الأساس جاءت رؤية الشوكاني من أجل الاستقرار السياسي، محددة بثلاثة عوامل أساسية وهي: القوة العسكرية، والقوة الاقتصادية، والمناصب الدينية([26]).
المطلب الثاني: الفقه الاقتصادي في فكر الشوكاني:
عُرِفت اليمن في عهد الشوكاني بتردي الأوضاع الاقتصادية، وانتشار الفقر على نطاق واسع في المجتمع اليمني، الذي كان يعتمد في الأساس على مصدر رزقه المتمثل في النشاط الزراعي وإنتاجه النباتي والحيواني الذي كان يتم استهلاكه محليًا. في الوقت الذي كان النظام الجبائي يوصف آنذاك بالظلم والإجحاف، وهذا لم يقتصر على جباية الزكاة الشرعية وإنما امتد ذلك ليشمل أمورًا أخرى يتحملها المواطن، مثل إعانة الجهاد التي كانت قد فُرِضت على عامة الناس لتمويل الحملات العسكرية من أجل قمع أي تمرد على السلطة المركزية، أو حسم أي صراع ينشب بين الأسرة الحاكمة نفسها، وأيضًا زيادة الضرائب بين الحين والآخر، التي أرهقت معظم سكان اليمن، ما سبب خروج القبائل على السلطة المركزية وسيطرتها على المناطق الزراعية الأكثر إنتاجًا لقوت المواطن، وتم سلبها ونهبها، مما زاد الأمور تعقيدًا في استقرار الوضع السياسي في اليمن حينها([27]).
ونتيجة للحالة الاقتصادية والمعيشية المتدهورة للشعب اليمني، جعلت من الشوكاني أن يقدم وجهة نظره لمعالجة الجانب الاقتصادي الذي يشكل العمود الفقري في حياة المجتمعات بشكل عام، موضحًا في ذلك بأنه لابد من رفع الظلم الاقتصادي الواقع على الرعية فيما يأخذه الأئمة من أموال تحت دعاوى باطلة. ومن أجل تلك المعاناة حرَّم الشوكاني على الحكام شرعًا الأخذ من أموال الرعايا زيادة على ما فرضه الله سبحانه وتعالى، وأن أموال الرعايا محرمة بحرمة الإسلام، ومعصومة بعصمة الدين، وهذا ما أكده الشوكاني في عدة فتاوى شرعية تحرم على القضاة والأمراء أخذ أي غرامات مالية تفرض بالقوة على المتخاصمين([28]).
من أهم المعالجات التي قدمها الشوكاني رفضه القاطع لأخذ الضرائب والجبايات المخالفة لشرع الله، مقدمًا نصيحته إلى الإمام المنصور علي بن العباس الذي تبنى تلك السياسة التعسفية في أخذ الضرائب من المواطنين.
فنصيحة الشوكاني قبلت عند المنصور الذي كلف الشوكاني بصياغة وكتابة مرسوم إلى جميع الرعايا يتضمن إصلاح السياسة الاقتصادية، في الوقت الذي كانت رسائله تنادي بقضية ترشيد الاقتصاد من أجل معالجة كل المشاكل التي تعاني منها البلاد(2).
المطلب الثالث: الفقه الإداري والاجتماعي في فكر الشوكاني:
لا تغيب معاناة المجتمع بشكل عام عند الشوكاني من ظاهرة فساد الأجهزة الإدارية في الجهاز الإداري للدولة اليمنية، نتيجة لعدم القضاء على الأمية الدينية، وهذا ما سبب تزايد التدهور الاجتماعي في حياة الشعب اليمني. فرسالة الشوكاني (الدواء العاجل في دفع العدو الصائل) تعبر عن حقيقة تلك المعاناة الاجتماعية التي تم ذكرها. وتقسيم المجتمع اليمني إلى ثلاث فئات من قبل الشوكاني تتمثل في: رعايا يأتمرون بأمر الدولة، ورعايا خارجون عن سلطة الدولة، وأيضًا سكان المدن. ومن خلال هذا التشخيص لرؤية الشوكاني، يؤكد أن العامل المشترك للفئات الثلاث أنهم في جهل عام بالشريعة الإسلامية، الأمر الذي أدى إلى ضعف الالتزام الديني، واستفحال الإضرار والآفات في المجتمع اليمني(3).
المطلب الرابع: الفقه التربوي في فكر الشوكاني:
الجانب التربوي: هو الأساس في تربية المجتمعات على القيم والسلوك الدينية والحضارية، وفقًا للخصوصية لكل مجتمع. فالأسرة هي النواة التي تبنى عليها التنشئة التربوية الحقيقية على ضوء المعتقد الديني أو الأيديولوجي أو الحضاري المتوارث عبر الأجيال المتعاقبة على العصور التاريخية([29]).
كما أن الشوكاني يرى أن التربية الدينية الصحيحة تجعل من الشريعة الإسلامية المرجع لتقدير هذه المصالح، وهي في الوقت نفسه المنهج الذي يجب أن يتبع لتغيير الواقع الاجتماعي، الذي قد تغيرت أساليبه ومفاهيمه عن أحكام الشريعة الإسلامية وتعاليمها. وعلى هذا الأساس يتطلب الأمر معالجة هذا الواقع الذي تلوث بالفساد وتطويعه حتى يعاد إلى الصواب الذي يتوافق مع منهج الحق(أحكام الدين الإسلامي)([30]). هناك إجماع في المجتمعات الإسلامية، بأن الأسرة والمسجد والمدرسة والجماعة، هي العوامل الرئيسة في تنشئة الفرد وتربيته في المجتمعات الإسلامية، ولكن هذا العُرف التربوي لم يظل سائدًا في المجتمعات الإسلامية والعربية منذ العصور الوسطى وحتى يومنا هذا؛ نتيجة لتعدد الغزوات الاستعمارية التي توافدت على المنطقة العربية والإسلامية، وهذا الاستعمار المتنوع رسخ ثقافته وفلسفته وأيديولوجيته التي تجسد البيئة الأولى في تربية الجيل الجديد على تلك الأفكار المذكورة في مجتمعاتهم، واستطاع الاستعمار ــ الذي غادر المنطقة في منتصف القرن الماضي، وظل يعمق ثقافته ولغته كاستعمار عن بعد ــ؛ أن يبقى مؤثرًا وفاعلًا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وهذا ما ركز عليه ونبه من تداعياته الشوكاني، حيث يرى أن القوى التي تتجاذب الفرد تؤثر في اتجاهاته وقيمه التي تربى عليها في محيط أسرته، بحيث قد يؤدي تجاذب هذه القوى إلى إعادة تشكيل سلوكه، بما يتفق والاتجاهات التي تتبناها، رغم أنها قد تكون مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية وتعاليمها([31]). وعلى ضوء التجاذبات المختلفة لتربية الفرد تبرز خطورة ذلك من وجهة نظر الشوكاني عندما يكون مخالفًا لمبادئ الدين الإسلامي، كما تصبح عملية التربية والتعليم تُوجَّه وتُدار من قبل المتعصبين والمقلدين، فتغيير سلوك الإفراد في اتجاه الخطأ الذي يولد الخوف والرعب لدى عامة الناس في المجتمع، لاسيما عندما يسيطر التعصب والصراع المذهبي والطائفي، بسبب الجهل والأمية التي مازالت في المناطق الريفية من أيام حكم الأئمة الزيدية وحتى وقتنا الحاضر([32]).
والحقيقة أنه بعد واحد وخمسين عامًا من ثورة 26 سبتمبر 1962م لم تتخلص اليمن من ظاهرة الجهل والأمية والتخلف الذي أصبح مستوطنًا يمنع حركة الإصلاح والتطور والتجديد في المجتمع اليمني.
المبحث الرابع: المرحلة العلمية والفكرية التي تميز فيهما الشوكاني في اليمن
المطلب الأول: فكر الشوكاني في ازدهار النهضة الأدبية والفكرية:
إن الحقبة التاريخية التي عاصرها الشوكاني، كانت اليمن فيها تمثل زخمًا في النهضة الأدبية والفكرية والعلمية، في الوقت الذي كانت المنطقة الإسلامية والعربية تعاني من الركود([33]). فاليمن في عصر الشوكاني من 1760 ـ 1843م شكلت منارة ومركزًا للعلم، بفضل جهود المفكرين والمجتهدين الذين كان لهم بصمات مشهود لها في تنشيط روح الاجتهاد بين علماء اليمن، وكما عرف عن إغلاق باب الاجتهاد في العالم الإسلامي، فظهور الشخصية المتجددة في العطاء من بين علماء اليمن، (الإمام العلامة والقاضي محمد بن علي الشوكاني)، الذي تميز بخاصية الأصالة والتجديد والابتكار، وأكد على أهمية الاجتهاد، وطالب بترك التقليد، إلا أنه وقفت أمامه معارضة شديدة من قبل المقلدين، بسبب انتهاجه لمبدأ الاجتهاد الذي يعطي العقل حرية الابتكار والأعمال الصالحة التي تخدم الإنسانية، والعقل يعمل على تهذيب وصياغة الأفكار التي تواكب التطورات المتلاحقة، دون الخروج عن الكتاب والسنة([34]).
في حقيقة الأمر إذا كان فكر الشوكاني قد بزر في مسار الإصلاح والتجديد في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ اليمن الحديث، فهناك أيضًا قافلة من العلماء المجتهدين الذين سبقوه، تميزوا في عصورهم، وأثرت نتاجاتهم في ازدهار الحياة العلمية والثقافة في زمنهم، وهم:
1ـ محمد بن إبراهيم الوزير(775 ـ 840هـ)
2ـ الحسن بن أحمد الجلال، توفي سنة (1084هـ)
3ـ صالح بن مهدي المقبلي، توفي سنة (1108هـ)
4ـ محمد بن إسماعيل الأمير، (1099ـ 1182هـ)،
بالإضافة إلى من لقب بشيخ الإسلام، محمد بن علي الشوكاني، وهؤلاء جميعًا وصفهم الأستاذ الدكتور/ عبدالعزيز المقالح بقوله: “هم خمسة عمالقة من رجال الإصلاح الديني والفكري في بلادنا (اليمن)”([35]).
وحقيقة للتاريخ، إن هؤلاء هم الباكورة المضيئة والنسق الأول لازدهار الحياة العلمية والفكرية في اليمن وخارج اليمن، وأعمالهم أصبحت شعاعًا تنويريًّا تجديديًّا تناولتها كتب وأبحاث المؤرخين والمفكرين منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.
المطلب الثاني: تحليل لرؤية الشوكاني في تقسيم المجتمع اليمني إلى ثلاث فئات:
تناولها الشوكاني في دراسته وتقسيمه المجتمع اليمني إلى ثلاث فئات، وكان ذلك في نهاية القرن السابع عشر الميلادي. تؤكد لنا طبيعة الأحداث التشابه بين عصر الشوكاني والواقع الاجتماعي الحالي من حيث التقسيم: فالمجموعة الأولى (رعايا) هم المغلوبون على أمرهم، الفئة المسحوقة في المجتمع، والتي تبحث عن الرزق اليومي من أجل أن تعيش، وهي الفئة التي تنفذ أوامر الدولة في أي مكان وفي أي زمان. أما (رعايا خارجون عن سلطة الدولة) هم أيضًا الفئة المتنفذة في المجتمع، ويسيطرون على كل مقومات وثروات البلد، وهم الذين يختارون الضعفاء في سلطة الدولة، حتى يظلوا دائمًا هم أقوى من الدولة. والفئة الثالثة (سكان المدن)، وهؤلاء هم الذين هاجروا إلى المدن الحضرية من أجل العلم والمعرفة، وذهبوا إلى مختلف دول العالم للحصول على مختلف العلوم في الجامعات والأكاديميات والمعاهد العلمية، والدولة تنفق عليهم ملايين الدولارات في هذا الجانب المهم الذي يشكل الانطلاقة الحقيقية في تحديث المجتمع وتطويره، من خلال النهضة العلمية التي تتطلع إليها الأجيال المتعاقبة. ولكن للأسف أن هذه الفئة المتعلمة، التي أصبحت تملك ذخيرة من العلم والمعرفة، وعندها رؤية حقيقية نحو إصلاح المجتمع، تصطدم بالفئة الثانية التي وصفها الشوكاني (بالخارجة عن سلطة الدولة)؛ لأن أي تطوير وحداثة في المجتمع سيضر بمصالحها. وهذا الواقع المؤلم الذي جعل الشوكاني أن يركز كل جهوده في وضع المعالجات للخروج من النفق المظلم، والممارسات الاستبدادية كالظلم الإداري والاجتماعي الناتج عن عبث رجال أجهزة الحكم، والظلم المالي التعسفي في أخذ الضرائب بالطرق غير الصحيحة، وهذا مما استنهض وجدان الشوكاني إلى المطالبة بوضع شروط وضوابط في تولي المناصب العامة لاسيما المناصب في القضاء وقال: “انتخاب القضاة في قُطْرٍ أولًا ممن جمع الله لهم بين العلم والعمل، والزهد والورع، من الباذلين نفوسهم لإصلاح الرعايا وتعليمهم فرائض الله، ودفع المظالم الواردة عليهم، ويقبضون ما أوجب الله عليهم، فإن في ذلك ما هو أنفع من الأشياء التي تؤخذ على وجه الظلم([36]). إن المعاناة وغياب العدالة وتزايد الظلم وتردي الأوضاع الاجتماعية، وجهل أغلب الناس بالالتزام الديني هو نتيجة للتخلف والأمية المنتشرة في أوساط المجتمع اليمني خاصة، والمجتمع العربي والإسلامي عامة، حيث كأن ذلك قبل أربعة قرون من التاريخ الحديث والمعاصر.
المطلب الثالث: العواقب الناتجة عن الصراعات الطائفية والمذهبية:
من الملاحظ لمجريات الأحداث المتعاقبة، أنه حتى يومنا هذا ومجتمعاتنا تعاني أسوأ وأصعب المشاكل المعقدة التي رافقت مراحل تاريخنا الحديث والمعاصر، نتيجة لعدم فهم التعامل الحقيقي بمبادئ وأسس الدين الإسلامي الحنيف من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك تجاهل وإهمال متعمد لمفهوم تنفيذ القوانين والأنظمة والتشريعات التي تحفظ وتنظم سلوكيات البشر([37]). بالإضافة إلى توارث ظاهرة الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية في واقعنا الاجتماعي، التي حذر الشوكاني من خطورة عواقبها؛ كون هذه الظاهرة المدمرة تعمل على تمزيق المجتمعات العربية والإسلامية وتفتيتها، من خلال الصراع الطائفي والمذهبي والعرقي الذي عانت منه أوروبا في العصور الوسطى، وتجاوزته بنجاح عبر الانتقال إلى الحداثة والتطور الشامل، الذي أوصل أوروبا إلى مستوى عالٍ من الازدهار والتقدم، لأنها اهتمت بقيمة العلم والمعرفة، واحتكمت للتشريعات والقوانين التي تنظم حياة البشر بالعدل المتساوي على الجميع([38]). وقيَّمت الماضي بالسلبيات والإيجابيات، وحافظت على الإيجابيات لأنها الأساس في بناء المستقبل، وعملت على دفن السلبيات ونسيانها.
أما نحن (العرب) للأسف عندما نقيم أي تجربة أو مرحلة تاريخية معينة، أو نظام حكم معين تم استبداله بنظام آخر، تكون النتيجة هي نسف وإلغاء وتشهير بكل ما سلف، وفي مقدمة ذلك الإنجازات التي يتم نسيانها وعدم ذكرها. ومن هنا يظل النظام القائم أو الحاكم الجديد الذي ليس لديه مشروع أو رؤية مستقبلية نحو تطوير المجتمع، يتباكى ويتذرع بسلبيات النظام السابق، ويروج لها بأنها العائق لمدة حكمه لعدة سنوات، وعدم قدرته على تطوير البلاد. واليوم نحن العرب نعيش في القرن الواحد والعشرين، قرن الإنجازات العلمية والتكنولوجيا المتطورة، التي نحن لسنا بشركاء بصنعها. لذا يتوجب علينا اليوم مراجعة تاريخنا، وتذكُّر حضارتنا وثقافتنا إلى أين وصلت، ودور العلماء العرب والمسلمين الذين استرشدت بإنجازاتهم أوروبا واستفادت من معارفهم العلمية في صنع التحولات التي وصفت بعصر النهضة الأوروبية منذ بداية القرن الخامس عشر الميلادي، وتوجت بالوحدة الأوروبية المشتركة (الاتحاد الأوروبي).
نتائج البحث:
من خلال إعدادنا لهذا البحث الذي يتناول مرحلة تاريخية مهمة، تمثلت بشخصية علمية، امتازت بقدرتها على أن تكون فعالة ومحورية، وذات مكانة بارزة في صنع التحولات التي شهدها التاريخ الحديث في الواقع اليمني والإسلامي عامة؛ تبين لنا أن طبيعة المرحلة التي عاصرها الشوكاني، كانت مليئة بالإحداث والمتغيرات، التي حاول الباحث جاهدًا أن يقدمها للقارئ، حتى يكون على دراية ومعرفة بما رافق ذلك من جهود كان لها التأثير الأكبر والأشمل في تصحيح كل المنعطفات التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، من قبل العلامة والإمام والقاضي (محمد بن علي الشوكاني) الذي تحولت أفكاره العلمية بشكل عام إلى مخزون حضاري وفكري، تناولتها كوكبة من الكتاب والباحثين، وستتناولها الأجيال القادمة.
لذا توصل الباحث إلى بعض الاستنتاجات التالية:
1 ـ أن طبيعة المرحلة التي عاصرها الشوكاني، كان فيها الدين قد وظف في السياسة، نتيجة لممارسة ذلك من قبل الحكام، حتى يشرعون بقاءهم في السلطة، وانتقال السلطة في إطار الأسرة والأبناء.
2 ـ توظيف الصراع المذهبي والطائفي في خدمة الحكام، وهذا ما حذر من خطورته الشوكاني كون نتائجه تدمر المجتمعات الإسلامية. وما تعيشه اليمن والمنطقة من صراعات في هذا الشأن، إلا برهان يقيني لرؤية الشوكاني الثاقبة.
3 ـ تولية الشوكاني قاضي قضاة دولة حكم الأئمة الثلاثة ومفتيها لمدة 40 عامًا، يعطينا المضمون التالي:
أولًا: أن الخبرة العلمية والعملية التي يمتلكها الشوكاني، قد فرضت نفسها لدى حكم الأئمة في تسيير أمور الدولة وشؤونها داخليًا وخارجيًا.
ثانيًا: ليس من مصلحة نظام حكم الأئمة، أن يكون الشوكاني بعيدًا من نظام الحكم، كونه يشكل نقطة تقارب والتقاء المذاهب الدينية، بحكم فهمه المنطقي والعقلاني لكل مجريات الأحداث التي شهدتها اليمن والمنطقة في ذلك الوقت، وقدرته العالية في التعامل مع كل القضايا بما يرضي الجميع، دون الخروج عن كتاب الله وسنة.
4. استطاع الشوكاني أن يكتب العديد من المؤلفات الأدبية والفكرية، وحث العلماء على ضرورة الاجتهاد، والابتعاد عن المقلدين، جاء ذلك نتيجة للانفتاح الذي عرف به المذهب الزيدي على المذاهب الأخرى.
توصيات البحث:
من خلال اطلاعنا على الإنجازات العلمية والفكرية والعملية التي قدمها الشوكاني خلال مسيرة حياته النضالية، من أجل رفع شأن المجتمع اليمني والإسلامي في مختلف المجالات. وفي الوقت الذي نشعر بأن الإمام والعلامة والقاضي الشوكاني لم يجد إنصافًا عادلًا بما قدمه من موروث علمي وفكري وعملي يخلد اسمه بعد موته.
لذا يتطلب منا تقديم بعض التوصيات، ونأمل بأن يتم العمل بهاء من قبل الجهات المعنية وهي:
ـ يوصي الباحث الجهات المعنية في الدولة اليمنية، بأن تعمل على جمع كل الإنجازات العلمية التي رافقت المرحلة الشوكانية، بكل مؤلفاتها ومصنفاتها بمختلف المجالات، وتقديمها وإعدادها بشكل موسوعة علمية لتصبح مرجعية لكل الأجيال المتعاقبة على المستوى الداخلي والخارجي.
ـ يوصي الباحث الدولة اليمنية، ممثلة بالجهات المختصة بأن تعيد النظر في إنصاف العلامة الشوكاني، بصرح علمي، لا يقل عن اسم جامعة أو مركز علمي كبير يليق بمكانة الشوكاني العلمية والعملية والفكرية التي قدمها في مسار حياته.
ـ يوصي الباحث وزارة الأوقاف والإرشاد ووزارة الثقافة، وجامعة صنعاء، إعادة النظر في بناء مركز الشوكاني المتهالك الذي يقع داخل أرضية جامعة صنعاء، حتى يصبح مركزًا علميًّا متكاملًا، ينال شرف التسمية التي يحملها (مركز الشوكاني).
ـ يوصي الباحث كل الجهات المعنية، وفي مقدمة ذلك الهيئة العامة للكتاب، أن تعمل على إعداد معرض علمي يقدم فيه كل الإنجازات الشوكانية العلمية بمختلف المجالات.
([1]) أستاذ مشارك في التاريخ السياسي الحديث والمعاصر كلية التربية والألسن جامعة عمران ـ اليمن.
[2] ـ ديوان الشوكاني: أسلاك الجوهر والحياة الفكرية والسياسية في عصره ( 1173 ـ 1250 هـ، تحقيق ودراسة، حسين العمري، دار الفكر للطباعة والنشر، سورية ـ دمشق، الطبعة الثانية 1986م، ص15.
[3] ـ برنارد هيكل: العلماء المصلحون في اليمن، مجلة الإكليل صنعاء يناير، يونيو2008م العدد 31، 33 ص21
[4] ـ المرجع نفسه، ص22.
[5] ـ حسن ناصر سرار: الشوكاني وسيد قطب والأبعاد الحضارية، إصدار وزارة الثقافة والسياحة صنعاء اليمن 2004مص 36.
[6] ـ المرجع نفسه، ص37.
[8] ـ عبد الله خادم العمري: النهضة الأدبية في اليمن بين عهدي الحكم العثماني (1045 ـ 1333هـ) مثلث التواصل صنعاء/ تهامة المخلاف السليماني، إصدار وزارة الثقافة والسياحة صنعاء، 2004م ص129.
[9]. ماجد أحمد الشنقيطي: جهود الشوكاني في تفسير القرآن من خلال كتابه فتح القدير، منتدى البحوث والدراسات القرآنية 14 يوليو 2009م. انظر الموقع www. qk. org. sa
[10] ـ المصدر نفسه.
3ـ زيد بن علي الفضيل: بحث: الزيدية علامات وأفكار، الخصائص الفكرية والمؤثرات الثقافية 16/5/2011م. انظر الموقع yemenhrc. Info/research Detaijs. aspt?id=7
[12] ـ حمزة علي لقمان: معارك من تاريخ اليمن، مركز الدراسات اليمنية صنعاء 1978م، ط 1 ص140.
[13] ـ زيد بن علي الفضيل، مرجع سابق.
[14]ـ نيكولاي ايفا نون: الفتح العثماني للأقطار العربية 1516 ـ 1574م، نقله إلى العربية يوسف عطا الله، راجعه وقدم له د/ مسعود ظاهر الفارابي بيروت 1988م الطبعة الأولى، ص120.
[16]ـ جميل بيضون وآخرون: تاريخ العرب الحديث، إصدار دارا الأمل للنشر والتوزيع، 1991م، ص149.
[17]ـ مفيد الزيدي: موسوعة التاريخ العربي، المعاصر والحديث، دار أسامة الأردن، 2004م، ط:1، ص149.
[18]ـ شارل سانـ بيرو: العربية السعيدة منذ القدم إلى عهد علي عبدالله صالح موحد اليمن، ترجمة فارس غصوب، بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، بيروت، لبنان 1999م، ط:1، ص91.
[19]. محمود قاسم الشعبي: الوحدة اليمنية والألمانية: دراسة مقارنة، الإكليل، ينايرـــ يونيو2008م، ص113.
[20]. المرجع نفسه، ص114.
[21]. أحمد عزوز: الشوكاني المجدد، في كتاب جديد لباحثة جزائرية نشر في جريدة العرب الدولية (الشرق الأوسط) العدد 8705، بتاريخ 28 سبتمبر 2002م. للمزيد انظر الموقع: www. aawsat. com
[22]. محمد محمد علي محمد: الفكر السياسي عند الإمام الشوكاني: دراسة مقارنة (ماجستير) جامعة القاهرة مصر، كلية دار العلوم، 1993م. للمزيد انظر 3/7/2010م الموقع: www. Alukah. net/library
[23]. حليمة بوكروشه: معالم تجديد المنهج الفقهي أنموذج الشوكاني، كتاب الأمة يصدر من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، قطر، العددان 90 ـ 91، السنة الثانية والعشرين، رمضان سنة 1423هـ، ص208.
[25]. المرجع نفسه، ص211 ـ 212.
.[26] حمزة علي لقمان: معارك حاسمة من تاريخ اليمن، مرجع سابق، ص134.
[27]. حليمة بوكروشة: معالم تجديد المنهج الفقهي، أنموذج الشوكاني، مرجع سابق، ص215.
[28]. إشراق أحمد مهدي محمد غليس: فكر الشوكاني السياسي أثره المعاصر في اليمن، رسالة دكتوراه، السودان جامعة النيلين، كلية الدراسات العليا، 2004م، ص136.
2. حليمة بوكروشة، مرجع سابق ص217.
3. المرجع نفسه، ص220.
[29]. المرجع نفسه، ص221.
[30]. أشواق غليس: مرجع سابق، ص146.
[31]. المرجع نفسه، ص147.
[32]. المرجع نفسه، ص149.
[33]. برنارد هيكل: العلماء المصلحون في اليمن، الإكليل العدد 31 ـ 32 ينايرـ يونيو 2008م، ص9.
[34]. المرجع نفسه، ص10.
[35]. حسن سرار: الشوكاني وسيد قطب والأبعاد الحضارية، مرجع سابق، ص132.
[36]. ذكريات الشوكاني: تحقيق: صلاح رمضان محمود، دار العودة بيروت، 1986م، ص18.
[37]. أشواق غليس: مرجع سابق، ص147.
. [38]مفيد الزيدي: موسوعة تاريخ أوروبا، ح ـ م، دار أسامة للنشر الأردن، 2004مط 1، ص39.
المصادر والمراجع:
ـــــ أحمد عزوز: الشوكاني المجدد في كتاب لباحثة جزائرية، نشر في جريدة العرب الدولية (الشرق الأوسط)العدد 8705، بتاريخ 28 سبتمبر 2002م، للمزيد انظر الموقع: www. aawsat. com
ـــــــ أشواق أحمد مهدي محمد غليس: فكر الشوكاني السياسي وأثره المعاصر في اليمن، رسالة دكتوراه، السودان جامعة النيلين، كلية الدراسات العليا، 2004م.
ـــــ برنارد هيكل: العلماء المصلحون في اليمن، مجلة الإكليل، العدد 31، يناير 2008م صنعاء.
ـــــ جميل بيضون وآخرون: تاريخ العرب الحديث، إصدار دار الأمل للنشر والتوزيع، لم يذكر مكان النشر، 1991م.
ــــــ حمزة علي لقمان: معارك من تاريخ اليمن، مركز الدراسات اليمنية صنعاء 1987م.
ـــــ حليمة بوكروشة: معالم تجديد المنهج الفقهي أنموذج الشوكاني، كتاب الأمة يصدر كل شهرين عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، قطر العددان 90 ــــ 91، السنة الثانية والعشرين سنة 1423هــ.
ـــــ حسن ناصر سرار: الشوكاني وسيد قطب والإبعاد الحضارية، إصدار وزارة الثقافة والسياحة صنعاء 2004م.
ــــ حسين عبدالله العمري: تاريخ اليمن الحديث والمعاصر 992 ـــ 1326ه / 1516 ـــ 1918م، إصدار دار الفكر دمشق ــــ سورية، الطبعة الثانية سبتمبر 2001م.
ــــــ ديوان الشوكاني: أسلاك الجوهر والحياة الفكرية والسياسية في عصره 1173 ـــ 1250ه، تحقيق ودراسة: حسين العمري، دار الفكر للطباعة والنشر، سورية ــ دمشق الطبعة الثانية، 1986م.
ـــــ ذكريات الشوكاني: تحقيق/ صلاح رمضان محمود، دار العودة بيروت 1986م.
ــــ زيد بن علي الفضيل: بحث الزيدية: علامات وأفكار، الخصائص الفكرية والمؤثرات الثقافية 16/5/2011. انظر الموقع: yemenhrc. Info/researchDetails. aspt?id=7
ـــــ شارل سان ـــ بيرو: العربية السعيدة منذ القدم إلى عهد علي عبدالله صالح موحد اليمن، ترجمة فارس غصوب، بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، بيروت لبنان، 1999م.
ـــــ عبدالله خادم العمري: النهضة الأدبية في اليمن بين عهدي الحكم العثماني 1045 ــ 1333ه، مثلث التواصل صنعاء/ المخلاف السليماني، إصدار وزارة الثقافة والسياحة صنعاء 2004م.
ــــ محمد محمد علي محمد: الفكر السياسي عند الإمام الشوكاني: دراسة مقارنة (ماجستير) جامعة القاهرة مصر، كلية دار العلوم، 1993م للمزيد انظر 3/7/2010م الموقع: www. Alukah. net/library
ـــــ محمود قاسم الشعبي: الوحدة اليمنية والألمانية: دراسة مقارنة، مجلة الإكليل، يناير 2008م صنعاء.
ـــــ ماجد أحمد الشنقيطي: جهود الشوكاني في تفسير القران من خلال كتابه فتح القدير، منتدى البحوث والدراسات القرآنية يوليو 2009انظر الموقع: www. qk. org. sa
ــــ نيكولاي إفانون: الفتح العثماني للأقطار العربية 1516 ـــ 1574م، نقله إلى العربية يوسف عطا الله، راجعه وقدم له: مسعود ضاهر الفارابي، بيروت الطبعة الأولى، 1988م.