المرصد الفلكي لمدينة أربيل – دراسة في ضوء النصوص المسمارية
أ. د. قصي منصور التـُركي
أ. د. قصي منصور التـُركي
م. د. زيار صديق دوسكي([1])
الملخص:
تزودنا النصوص المسمارية بالعديد من الإشارات حول اهتمام الفكر الجغرافي العراقي القديم بالدراسات الفلكية، وقد تناولت الدراسات الخاصة بالفلك جوانب متعددة من الحياة اليومية لسكان بلاد الرافدين، وفي مقدمة ذلك حساب الوقت وتحديد الطالع وغيرها من الأمور المتعلقة بالفلك، ولكي يتحقق هذا الاهتمام كان لابد من وجود مراصد فلكية تؤدي الغرض أعلاه في أغلب المدن، وإذا كانت الزقورة في المدن السومرية والبابلية قد استخدمت في أحد أغراضها للرصد الفلكي على أرجح احتمال؛ نظرا لارتفاعها النسبي عن الأرض المحيطة بها، فإن الارتفاع الطبيعي لمدينة أربيل جعلها مركزًا مهما للرصد الفلكي حيث أشارت العديد من النصوص المسمارية إلى وجود مثل مرصد فلكي كهذا، وسيكون محور بحثنا من العناصر الرئيسة والثانوية الآتية:
أولًا- مدخل تاريخي عن المراصد الفلكية وأغراض التنجيم في حضارة بلاد الرافدين.
ثانيًا- مدينة أربيل ودور معبد عشتار الأربيلية في المرصد الفلكي.
ثالثًا- أهم النصوص المسمارية الخاصة بالمرصد الفلكي لمدينة أربيل (إعادة تحليل وترجمة).
Abstract:
Provide us with cuneiform texts from many references about the care of the old Iraqi geographical thought astronomical studies; studies have dealt with astronomy own multiple aspects of daily life for residents of Mesopotamia. In the introduction to the expense of time and determine the luck and other things related to astronomy , and in order to achieve this interest had to be there Observatories astronomer serve their purpose above in most cities , and if the ziggurat in cities Sumerian and Babylonian have been used in one of its objectives for astronomical observation due to the high relative from the land surrounding , the natural rise in the city of Erbil make it an important center for astronomical observation where indicated many cuneiform texts to the existence of such an observatory.
Elements:
Find addresses a range of major and minor elements can be incorporated as follows:
- The definition Astronomical Observatory in Mesopotamia civilization.
- The importance of the city of Erbil, and its geographical location as an astronomical observatory.
- The most important cuneiform texts Astronomical Observatory of the city of Erbil (re- analysis and translation).
المقدمة:
على الرغم من شحة المعلومات الواردة حول المراصد الفلكية كبناء معماري، إلا أن المعلومات التي يمكن أن نجدها في الألواح المسمارية تشير إلى وجود المراصد الفلكية، وأنها كانت تقوم بدور مهم في الحياة اليومية للسكان، بيد أن طبيعة هذا العمل وحقيقة وجود المرصد الفلكي كمعلم بنائي في مدينة أربيل يحتاج إلى شيء من التوضيح والدراسة لاسيما وأن المدينة لم تشهد تنقيبات وكشوفات واسعة، وأنها تحوي العديد من طبقات الأبنية المتعاقبة عليها، بحيث يصعب الجزم بالكشف عن المرصد الفلكي في مدينة أربيل في القريب العاجل؛ لذا فإن الهدف من هذا البحث هو تسليط الضوء على المرصد الفكي في مدينة أربيل وإبراز مكانته الحقيقية باعتباره معلما من المعالم الحضارية للمدينة فضلًا عن كونه واحدًا من أبرز الأبنية التي تدل على ازدهار العلوم والمعارف في المدينة بشكل خاص وحضارة بلاد الرافدين بشكل عام.
الإشكالية:
من الأمور المسلم بها من خلال أدلة الكتابات المسمارية، أن مدينة أربيل كانت تحوي مرصدا فلكيا، فهل كان هذا المرصد مختصا برصد الظواهر الفلكية كخسوف القمر وكسوف الشمس وحركة الكواكب والنجوم؟ وهل كانت عملية الرصد في مرصد مدينة أربيل تتميز بالدقة قياسا بالمراصد الأخرى في المدن المجاورة كمراصد مدينة نينوى وآشور؟
هذا ما سنحاول الإجابة عليه من خلال إعادة ترجمة النصوص المسمارية الوارد ذكرها عن المرصد الفلكي لمدينة أربيل وتحليلها.
العناصر:
يتناول البحث مجموعة من العناصر الرئيسة والثانوية يمكن إدراجها كالآتي:
أولًا- مدخل تاريخي عن المراصد الفلكية وأغراض التنجيم في حضارة بلاد الرافدين.
ثانيًا- مدينة أربيل ودور معبد عشتار الأربيلية في المرصد الفلكي.
ثالثًا- أهم النصوص المسمارية الخاصة بالمرصد الفلكي لمدينة أربيل (إعادة تحليل وترجمة).
أولًا- مدخل تاريخي لفكرة نشوء الرصد الفلكي وأغراض التنجيم في حضارة بلاد الرافدين:
يعد علم الفلك من أقدم العلوم التي عرفها الإنسان القديم فقد نشأ متأثرا بالبيئة الزراعية، إذ بمعرفة الإنسان الزراعة أصبح علم الفلك يسير موازيًا لها ومتطورا ومتكيفا معها، فبعد أن كانت النجوم وتشكيلاتها عبارة عن أجرام مضيئة ولماعة، أصبح ظهورها واختفائها مرشدا للزراعة من حيث مواعيد الحراثة والبذار والحصاد، وعلى الأغلب فإن السماء الصافية في معظم أيام السنة ونجومها الساطعة خاصة في الأقسام الوسطى والشمالية من بلاد الرافدين تعد من الأسباب المسوغة للتفكير بها وبحركاتها وغيابها وظهورها([2]).
- فكرة نشوء الرصد الفلكي للسماء:
لقد رصد العراقيون القدماء السماء رصدًا دقيقًا لمكانتها المقدسة لديهم إذ عدوا السماء مكانا لاستقرار الآلهة، وقد أدت ملاحظتهم الدقيقة إلى اكتسابهم خبرات كبيرة في مجال التنجيم عبر العصور بما قدمته السماء من إشارات تدل على تنبؤات نافعة (كالريح، الأمطار، الفيضانات… إلخ)، وقد كان العراقيون القدماء في بادئ الأمر يعزون حدوث تلك الظواهر السماوية إلى أسباب غامضة تقف وراءها قوىً خفية فسرت على أنها إشارات أو علامات ترسلها الآلهة تدل على رضاها أو سخطها على الإنسان([3])، وهكذا نشأ علم التنجيم والفلك عندما بدأ الإنسان بمحاولات بسيطة في تفسير تلك الإشارات لمعرفة ما سيحدث في المستقبل والتنبؤ عنه، وترجع تلك المحاولات إلى الألف الثالث قبل الميلاد([4]).
ولا يخفي علينا أن هناك فؤول تنجيم ذات محتوى ثنائية اللغة (السومرية – الأكدية) تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد مدونة من أصل سومري أقدم([5]).
ومن المعروف أن المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من بلاد الرافدين من أولى المناطق التي ظهرت فيها الزراعة، إذ أن الأمطار كانت تسقط عليها سنويا بكميات وفيرة؛ لذلك استوطن السكان في تلك المناطق، وبمرور الزمن أخذت أعدادها تتزايد حتى أصبحت تلك المناطق غير قادرة على استيعاب هذا الكم الكبير من السكان مع الأخذ بالحسبان أن المواد الغذائية لم تسد الحاجة المتزايدة للسكان، مما دفع الأعداد الزائدة منهم إلى الانتقال إلى مناطق أخرى شحيحة الأمطار، وهذه العملية من الهجرة والاستيطان دفعت الناس إلى ممارسة طقس (الاستسقاء)([6]) كي ينزل المطر، وهذه الممارسة حثت الناس على دراسة أية ظاهرة لها علاقة بسقوط المطر، وقد أوصلهم هذا الاستنتاج إلى حقيقة مفادها أن حركة الكواكب في القبة السماوية تؤثر على تقلبات الجو وتسبب شحة الأمطار أو وفرته، وهذه العلاقة بين طقس الاستسقاء وحركة النجوم والكواكب تم التوصل إليها من خلال الاستنتاجات التي تبلورت على أثرها نصوص الفأل البابلية([7]).
ولعل مشاهد طقس الاستسقاء المعروفة في فترة حضارة سامراء خير شاهد ودليل([8])،وأن الغناء والموسيقى والرقص أشياء تتوائم من أجل اكتمال الطقوس، إذ كانت تعد شكلا من أشكال الحضارة)[9](.
وكانت المرأة قد مارست هذه العملية ممارسة طقوسية باعتبارها من بين أولى الإشارات المادية لطقوس دينية معروفة في حضارة بلاد الرافدين والشرق القديم، حيث خلّف لنا سكان العراق القدماء طقس الاستسقاء في مشهد على إناء خزفي يعود إلى فترة فخار حضارة سامراء([10])، والصحن دائري الشكل رسم عليه أربع نساء احتللن كل جهة من جهات العالم الأربع وتنثر كل واحدة منهن شعرها باتجاه عقرب الساعة، أي إلى جهة اليمين لبركة هذه الجهة على غيرها (ينظر الشكل رقم -1-)، فتتكون الغيوم ثم تمطر السماء، بدليل أن العقرب يخرج من الجحور عند سقوط المطر من كل جهة، وقد سمى السومريون هذا الطقس بمصطلح ” آ- كي- تي “(A. Ki.Ti )”([11]) والعلامة الأولى تعني الماء، ومجازا يمكن أن نعتبرها هنا المطر، والثانية تعني الأرض، والأخيرة تعني الفعل أخذ أو جلب، وبذلك يكون معنى الكلمة “أخذ الماء إلى الأرض” أي بمعنى تقريب الماء من الأرض، وبتعبير آخر طقس استنزال المطر على حد تعبير عالم المسماريات فوزي رشيد([12]).
إن عوامل العناية بالفلك عديدة منها الرغبة في ضبط الوقت ومراقبة سريان الزمن لأنهم اتخذوا من دورة القمر الشهرية أساسا لتقاويمهم المختلفة([13]).
كما استخدم الآشوريون والبابليون حركات الكواكب والنجوم في كشف المطالع بالنسبة لمصير البلاد والملوك([14]).
- أغراض التنجيم:
اعتمد التنجيم على مراقبة الشمس والقمر والنجوم من حيث مواقعها وأشكالها وألوانها واستنباط الفأل من كل ظاهرة فيها، والغرض الأساس من علم التنجيم هو التنبؤ بمستقبل الملك أو البلاد أو على الصعيد الشعبي للأفراد([15]).
وقد ظهر علم التنجيم في أول الأمر بشكل علم ثانوي تابع لعلم الفلك، والبدايات الأولى لهذا العلم ترجع بتاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وذلك استنادًا إلى نصين مسمارين يعود الأول منها إلى الملك سرجون الأكدى (2334-2279ق.م)، أما الآخر فيعود إلى الملك أبي سين (2028 – 2004ق.م)، وهذا يدل على أن علم التنجيم وجد بشكل بسيط في العهود السومرية والأكدية من خلال الفؤول الخاصة بالكواكب والنجوم التي سبقت لوح فينوس الذي يعود تاريخه إلى العصر البابلي القديم (2000 – 1595ق.م)([16]).
أما لدى الآشوريين فقد أصبح علم التنجيم من أكثر الوسائل عند في أواخر الألف الثاني، نتيجة للأوضاع والظروف التي أحاطت بالدولة الآشورية مما استلزم الأمر الاهتمام الكبير بعلم الفلك والتنجيم([17])، وكان التنجيم في بلاد آشور خاليًا من الشعوذات إلا أنه اختص بشؤون أفراد العائلة المالكة، وأن هذ التنبؤات جاءت نتيجة الحوادث الجارية في السماء مثل الخسوف والكسوف والحلقات حول القمر وأوضاع الكواكب، ويندرج ضمن ذلك حالات الرعد والبرق والهزات الأرضية([18]). ويعد المنجمون والعرافون من الموظفين والمتنفذين في القصر وكان دورهم من خلال تأثيرهم على قرارات الملك الخطيرة والجسيمة مثل عقد المعاهدات وإرسال الجيوش للحروب([19]). ومن الأمثلة الواردة في العصر الآشوري الحديث عندما يكتبون تنبؤاتهم وتقاريرهم ويرسلونها إلى الملك من خلال النص التالي: “عندما يشاهد القمر في اليوم الثلاثين فالمعنى، أما الصقيع (أو) سيكون هناك صوت العدو”([20]).
لقد كانت ظاهرة الخسوف والكسوف تولد الذعر في نفوس الناس، ومع ذلك فمن الممكن أن يعطي المنجم تفسيرا للخسوف والكسوف لكي يضفي على الملك شيئا من القلق من خلال النص التالي:
“لقد حان وقت الخسوف، ولكنه لم يلاحظ في آشور، إذ إن الخسوف تجاوز آشور تلك المدينة التي يعيش فيها الملك، فقد كان هناك غيوم في كل مكان بحيث لم نعرف أن الخسوف قد يحدث أم لم يحدث… فلندع الملك يرسل الرسائل إلى جميع المدن (بابل، نيبور، أربيل… فلقد عمد الآلهة في المدينة التي يعيش فيها الملك إلى تقسيم السماء ولم يظهر الخسوف… هكذا فليظل الملك سعيدًا”([21]).
وهناك العديد من النصوص الخاصة بمصير الشؤوم للملك في أثناء الخسوف والكسوف، خاصة في العصر الآشوري الحديث إذ تقرأ النص التالي عن الرسالة الفلكية التي تعود إلى عهد الملك اسرحدون (680-669ق.م): “إلى الملك سيدي أسرحدون من خادمكم نابو أخي ابيريا الصحة الجيدة، لسعادتكم من الظلام هذا (اي يوم الكسوف) لم أرسل تبريكاتي المعتادة”، أن خسوف القمر تحرك من 90 شرقا واستغرق 90 غربًا كاملة للقمر هذا ما يناسب سعادتكم وتنذر بالشر للبلاد الغربية وعندها سوف أرسل لسعادتكم لوحة فلكية تتعلق بخسوف القمر”([22]).
وبهذا الوصف نستطيع القول إن التنجيم والفلك يرتبط كثيرا بمصير الملك والبلاد، ولذلك أصبح الاهتمام بالفلك والمراصد الفلكية من الأمور المهمة في حضارة بلاد الرافدين.
ثانيًا- مدينة أربيل ودور معبد عشتار الأربيلية في الرصد الفلكي:
تقع مدينة أربيل في المنطقة المحصورة بين رافدي نهر دجلة (الزابين) في أراضي سهلية عند الأطراف الغربية لسفوح جبال زاكروس ([23])، وحدودها شمالًا تركيا وقسم من أراضي محافظة دهوك، ومن الجنوب محافظة كركوك، ومن الشرق إيران وقسم من أراضي محافظة السليمانية، ومن الغرب محافظة نينوى، والمدينة تقع على خط عرض 36. 11 درجة، طول 42. 2 درجة شرقا (ينظر الخارطة)، يبلغ ارتفاعها حوالي (414) مترا فوق مستوى سطح البحر([24]).
ولعل الجغرافي الشهير “ياقوت الحموي” كان محقا عندما وصف قلعة أربيل (ينظر صورة رقم -1-) والمدينة بكاملها بالقول: “قلعة حصينة، ومدينة كبيرة، في فضاء من الأرض واسع بسيط، ولقلعتها خندق عميق، وهي في طرف من المدينة، وسور المدينة ينقطع في نصفها، وهي على تل عال من التراب، عظيم وواسع الرأس، وفي مقدمة هذه القلعة أسواق ومنازل للرعية وجامع للصلاة، وهي شبيهة بقلعة حلب، إلا أنها أكبر وأوسع رقعة، وطول أربل تسع وستون درجة ونصف، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث وهي بين الزابين، ومع سعة هذه المدينة، فبنيانها وطباعها بالقرى أشبه منها بالمدن، وأكثر أهلها أكراد”([25]).
لقد عرف اسم أربيل في اللغة السومرية مدونا في النصوص من العصر السومري الحديث في أواخر الألف الثالث قبل الميلاد ضمن نصوص سلالة أور الثالثة، فأول ذكر لمدينة أربيل ورد في مدونات ثاني ملك من ملوك السلالة المذكورة ” شولكي” (Šul. gi ) (2094-2047 ق. م) وبصيغة ” أورـ بي2 ـ لومكي” (Ur-bÍ-lum(ki) ).([26]) وفسر على أنه الآلهة الأربعة([27]).
أما ما ورد عن اسم مدينة أربيل في المصادر المسمارية الأكدية بصيغ كلمات وليس مقاطع كما عرفناها آنفا فإن الصيغ الواردة عن الاسم نجدها على النحو الآتي( [28]):
uru. arba-il “أورو. أربا. إيل”
” arba-il. ki أربا. إيل. كي“
ومن الواضح أن الصيغ الواردة أعلاه على الرغم من أنها مقطعية إلا أنها ركزت على المقاطع الرئيسة للاسم، وهي الإشارة إلى الرقم (4) مع المقطع الرئيس الثاني الذي يعطي صيغة اسم إله “إيل” (il) مع وجود السابقة الدالة على المدينة (uru) والعلامة اللاحقة (ki) الدالة على المدينة أيضًا.
أما عشتار فقد حظيت بأهمية خاصة بكونها إلهة الحب والجمال والجنس والخصب والتكاثر([29])، وربط العراقيون القدماء بينها وبين نجمة السماء (الزهرة) التي تتميز عن سائر النجوم الأخرى بشدة لمعانها والتي تظهر تارة نجمة الصباح (السَحَر) وتارة نجمة المساء([30]). ولأهمية الآلهة عشتار ومكانتها المقدسة ادّعى الملوك الآشوريون أن الآلهة اختارتهم لتولي الحكم([31])، ويشير أسرحدون في نصوصه أنه تم اختياره وليا للعهد عن طريق الفأل لمعبد عشتار الأربيلية إذ نقرأ النص التالي: “كنت أصغر أخواني بأمر الآلهة آشور – شمش- مردوك-نابو–عشتار نينوى–عشتار أربيل بقوله هذا هو خليفي“([32]).
أما بالنسبة للمعبد المخصص للإلهة عشتار الأربيلية فتعتبر مدينة أربيل شأنها شأن باقي المدن العراق القديم من أهم المدن التي حوت على المعابد، وفي الوقت نفسه فإن كل المدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة تمتلك معابدها الخاصة بالآلهة وأسمائها وصفاتها وعلاقاتها بعضها ببعض البشر أيضًا([33]).
وفيما يخص معبد أربيل فإنه يعد من صنف معابد الآلهة المحلية ذات الصفات المنفردة لمنطقة محلية واحدة أو مشتركة لعدة مناطق وبأسماء مختلفة، وقد تكون بالاسم واللقب نفسيهما باختلاف بسيط في الألقاب فيقال: عشتار الأكادية وعشتار الآشورية أو عشتار الأربيلية، وتنفرد هذه الآلهة في مدن صغيرة بها وقد تكون حلقة تضاف في مدينة رئيسة إلى آلهة المدينة الكبيرة([34]). حيث يذكر فلكيو الملك باستمرار مرصد أربيل ومرصد آشور، وعلى ما يبدو أن مرصد أربيل كان المرصد الرسمي للسلالة السرجونية الآشورية، ولعل اختيار أربيل كان سببه المكانة الدينية المميزة لها والمتأتية من الآلهة عشتار([35]). إذ نقرأ النص التالي عن معبد عشتار أربيل:
” مدينة أربيل معبد البهجة معبد مدينة أربيل خان رفيع، معبد واسع معبد الابتهاج المقدس، مدينة أربيل مدينة معبد الرشد والمشورة”([36]).
إن المذكرات الفلكية لمرصد أربيل قبل معركة كوكميلا (331ق.م) بأيام يذكر أنه بعد قيام الرصد في معبد أربيل عشتار، فإن نتيجة الرصد أنه سيحدث خسوف للقمر بعد فترة من غروب الشمس، ويظهر زحل مع غروب المشتري قبل اكتمال الخسوف بقليل، وقد كانت نتيجة هذا الرصد نذير شؤم للدولة الأخمينية (550-331ق.م)، بينما كان طالع خير للإسكندر المقدوني فهُزم داريوش في المعركة عندما توجه الإسكندر إلى مدينة أربيل، فوجد أسلحة مخزونة في المدينة وانتصر على الجيش الأخميني الذي كان يحكمها([37]).
ثالثًا- أهم النصوص المسمارية الخاصة بالمرصد الفلكي لمدينة أربيل (إعادة تحليل وترجمة):
نظرًا لأهمية علم الفلك في نظر العراقيين القدماء أصبح يدرس كعلم في المدارس، وخير دليل ما قام به مجموعة من المختصين والمتدربين على لوح مسماري بما يعرف بلوح فينوس (ينظر شكل رقم -2-)، الذي كتب في عهد الملك أمي صدوقا (1646-1626ق.م) وفحواه عبارة عن استنتاجات من خلال رصد حركات الكواكب والنجوم([38])، ولا شك في أن عملية الرصد هذه كانت تجري في مراصد خاصة، إذ إن من المؤكد أن فلكيي العراق القديم استخدموا كل الوسائل المتاحة من أجل إرصادات أفضل، كما كان للعمارة أثر بالغ في تقدم الفلك وخاصة الزقورات، ويرجع سبب ذلك الارتفاع الذي أعطي للزقورة في الماضي وما يربطها بالسماء، فعلى مقربة من بابل برجان ما زالا يوضحان أمجاد الماضي وروعته، ولاسيما برج مدينة بورسيبا التي يعني اسمها دار الإشارات السبع للسماء والأرض، والبرج الثاني هو زقورة بابل وتعني دار الأسس للسماء والأرض([39]).
وقد أشارت الرسائل المسمارية من العصر الآشوري الحديث إلى وجود مراصد متعددة مثل مرصد أربيل، مرصد نينوى، وآشور، وتتوفر لدينا العديد من النصوص إلى أهمية مدينة أربيل في المراصد الفلكية. ولعل الإشارات النصية في الكتابات المسمارية توضح من خلال الكتابات المسمارية عن مرصد فلكي في مدينة أربيل، في النص التالي (ينظر النص رقم -1-): “إذا القمر والشمس شوهدا معا… في (مرصد) مدينة أربيل”.
وفي رسالة بعث بها شخص يدعى عشتار نادن ابلي مسؤول الكتّاب العشرة في أربيل إذ نقرأ النص التالي: “إلى الملك سيدي، خادمك عشتار نادين ابلي، رئيس الراصدين في (مرصد) أربيل، تحية للملك سيدي، ليكن نابو ومردوخ وعشتار أربيلا ناعين للملك سيدي، راقبنا في اليوم التاسع والعشرين، السماء كانت غائمة ولم نرَ القمر”([40]).
وقراءة النص بالمقاطع الصوتية المسمارية أدناه وعلاماته المسمارية (ينظر النص رقم -2- )
a-na LUGAL EN-ia
WARAD-ka id15-SUM –A
LU- GAL 10-ti
ša URU. Arba-il
li-u šul-mu
dAG dAMAR UD
d15 ša uru – Arba-il
a-na LUGAL EN-ia
lik-ru-bu ina UD 29
ma-ṣar-tu
ni-ta-ṣa-ar
d30 lane-mur
والترجمة الحرفية:
إلى الملك سيدي،
خادمك عشتار نادين ابلي،
رئيس الراصدين العشرة في (مرصد) مدينة أربيل،
تحية وسلام (للملك)،
(ليكن) نابو ومردوخ،
وعشتار أربيلا،
(نافعين) للملك سيدي،
راقبنا في اليوم التاسع والعشرين،
السماء،
كانت غائمة،
ولم نر القمر.
ويتوفر لدينا نص آخر حول الرصد في مدينة أربيل من خلال النص التالي: “إلى الملك سيدي خادمك عشتار شوم ايريش رئيس (الكتّاب) العشرة من أربيلا أبعث تحياتي إلى مولاي الملك، وأسأل نابو ومردوك أن يمنحا السعادة للملك، أما بعد فإنه في اليوم التاسع والعشرين قمنا بعمل رصد إلا أننا لم نر القمر…”([41]).
كذلك هناك نص آخر حول عملية الرصد في أربيل إذ نقرأ النص التالي: ” أنه في اليوم التاسع والعشرين قمنا بعمل رصد إلا أننا لم نر القمر، فليمنحوا نابو مردوك – بركاتهم لمولاي الملك”([42]).
كذلك نقرأ نصًّا آخر في جدول الرصد في أربيل: “إلى مولاي الملك خادمك سيلا فليمنح نابو – مردوك بركاتا لمولاي الملك. أما بعد بالنسبة للرصد الفلكي الذي كتب لي عنه مولاي الملك قائلا يجب أن تنجزه، فإننا سوف نقوم بإرسال تقرير عن ذلك”([43]).
وهناك نص آخر عن المراصد الفلكية في أربيل يذكر: “إلى مولاي الملك خادمك نابو فليمنح نابو – مردوك بركاتهما إلى الملك فادو أن أخبر مولاي قمنا بعمل رصد وفي اليوم الرابع عشر من الشهر تمت مشاهدة القمر والشمس سوية في أربيل”([44]).
ونقرأ في نص آخر حول الرصد في أربيل: “إلى مولاي الملك واسأل نابو ومردوك أن يمنحا بركاتهما، أما بخصوص الآلة الفلكية التي كتب عنها مولاي الملك أنه في اليوم الثالث عشر ستكون حوله هالة براقة وتزداد جمالا… وفي اليوم الرابع عشر قد شوهد القمر مع الشمس سوية…”([45]).
الخاتمة والاستنتاجات:
بعد ذكر المعلومات الواردة عن المراصد الفلكية في أربيل تم التوصل إلى الاستنتاجات التالية:
أولًا: يعد علم الفلك من أقدم العلوم التي عرفها الإنسان القديم، فقد نشأ متأثرًا بالبيئة الزراعية؛ إذ بمعرفة الإنسان الزراعة أصبح علم الفلك يسير موازيًا لها ومتأثرًا ومتطورا؛ إذ راقب العراقيون القدماء السماء مراقبة دقيقة لمكانتها المقدسة لديهم؛ إذ عدّوا السماء مكانًا لاستقرار الآلهة، وقد أدت ملاحظاتهم الدقيقة إلى اكتسابهم خبرات كبيرة في مجال التنجيم عبر العصور بما قدمته السماء من إشارات يمكن أن تدل على تنبؤات نافعة أو مضرة.
ثانيًا: ظهر علم التنجيم كعلم ثانوي تابع لعلم الفلك، ووجد في بادئ الأمر في عصر فجر السلالات، وأصبح أكثر الوسائل البارزة عند الآشوريين نتيجة للأوضاع والظروف التي أحاطت بالدولة الآشورية، فاستلزم الأمر الاهتمام الكبير بعلم الفلك.
ثالثًا: اشتهر معبد عشتار الأربيلية بكونه مركزا للتنبؤ والفأل، ولا سيما عن طريق فحص الكبد، وبلغ أوج نشاطه في عهد السلالة السرجونية الآشورية، فأصبحت مركزا للفال والتنبؤ، وقصده الملوك للاستشارة والاستخارة، حيث ذكره فلكيو الملك باستمرار.
رابعًا: رصد العراقيون القدماء عدة ظواهر كان من بينها الخسوف القمري والكسوف الشمسي وحركة الكواكب والنجوم والبروج، ولا شك أن عملية الرصد هذه كانت تجري في مراصد خاصة إذ أن من المؤكد أن الفلكيين في العراق القديم استخدموا كل الوسائل المتاحة من أجل الإرصادات الأفضل، إذ تتوفر لدينا العديد من النصوص المسمارية أثبتت لنا بشكل دقيق أن أربيل كان لها دور في الرصد الفلكي وأن مرصدها الفلكي الذي لم يعثر عليه بعد يُعَد من أهم المراصد الفلكية في العراق القديم.
الملاحق:
أولًا- الخارطة:
خارطة رقم -1- موقع مدينة أربيل (أربائيل Arbail ) بالنسبة للمدن والمواقع الأثرية في كوردستان العراق، نقلا عن:
Parpola S & Porter M, The Helsinki atlas of the near east in the neo- Assyrian period, Finland, 2001,p.4.
ثانيًا- الصور و الأشكال:
(صورة رقم -1-) صورة شهيرة لقلعة أربيل بعدسة أحد الهواة المصورين عام 1948. نقلا عن:
Qusay Al-Turkey, Astronomical Observatory of Erbil City ”A Study of Cuneiform Texts” Is Submitted to: Conference in Erbil 7-10 April 2014, Ancient Arbela: Pre-Islamic History of Erbil International.
(شكل رقم-1- ) إناء من الخزف لأربع نسوة يؤدين طقس استنزال المطر من عصر سامراء، ينظر: عكاشة، ثروة: الفن العراقي القديم، مصدر سابق، ص 95.
(شكل رقم – 2-) أحد الألواح الخاصة بأرصاد الزهرة في زمن الملك امي – صدوقا، محفوظ في المتحف البريطاني بالرقم K160، نقلا عن:
Stephen L and others, The Venus Tablets of Ammizaduga, London, Oxford Un press, 1928, plat.1.
ثالثا- النصوص:
(نص رقم -1-) النص الخاص بالرصد الفلكي لمدينة أربيل (بخط الباحث)
(نص رقم -2-) العلامات المسمارية للنص الخاص بالرصد الفلكي لمرصد مدينة أربيل. (بخط الباحث).
[1]– أعضاء هيئة تعليمية في جامعة دهوك / العراق.
[2]- شيماء علي أحمد النعيمي، الفلك في العراق القديم من القرن السابع الى القرن الرابع ق.م، رسالة دكتوراه مقدمة الى مجلس كلية الاداب بجامعة الموصل في اختصاص الاثار القديمة، 2006، ص7.
[3]-A. Westenholz, Mesopotamian Astroloyy An introduction to Babylonian and Assyrian Celestial Divintion , (London: 1993) , p32..
[4]-H, Hunger, D. Pinged, “Astral Sentences in Mesopotamian”, HDOR 1/99, (1999), p7.8.6 A, Falkenstein, “Wahrsagung”, In Der Sumerschen Uberlieferung, CRRA. Vol. 14, (1991).
[5]-RAL, VOL. 10 (2003) P. 51.
[6]– تتم مراسيم الاستسقاء في العراق القديم بقيام أربع من النساء بالوقوف متقابلات، ثم يبدأن بتحريك أجسامهن وشعرهن الطويل على أن تبدأ عملية التحريك باتجاه اليمين ثم اليسار. للمزيد ينظر: فوزي رشيد، “علم الفلك بدايته وإنجازاته” مجلة المؤرخ العربي، (بغداد: 1997)، العدد 5، ص27.
[7]– رشيد، المصدر السابق، ص207-208.
[8]– Goff, Beatrice Laura, Symbols of Prehistoric Mesopotamia, London, Yale University,1963, p.3-4, fig. 23-38.
[9]– Kramer S N, Sumerian Religion (Ancient Religious), New York,1950, p.61.
[10] – يعود الفضل في اكتشاف فخار سامراء أول مرة إلى عالم الآثار الألماني “هيرزفيلد”، وذلك في عام 1911م، حيث نقب في أطلال مدينة سامراء تحت بيوت المدينة العباسية، وعثر على عدد كبير من الأواني والكسر الفخارية داخل القبور، وهي التي عرفت فيما بعد بطراز فخار سامراء، والذي اتفق الباحثون الآثاريون على إرجاعه لفترة الألف السادس قبل الميلاد، وقد أعطى فخار سامراء دلالات واضحة على انتشاره في مناطق واسعة وسط بلاد الرافدين وشمالها ضمن حضارة كوردستان القديمة خلال الفترة المذكورة، ينظر:
Perkins A, The Comparative Archaeology of Early Mesopotamia, Chicago, 1968, p.5.
ولمزيد من المعلومات عن فخار سامراء والمشاهد المنفذة عليه ينظر:
محسن، زهير صاحب، فخار سامراء، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1981.
[11]– Labat R , Manuel D, Epigraphie Akkadienne, Paris, 2002, No. 579, 461,73.
[12]– رشيد، فوزي، من هم السومريون، مجلة آفاق عربية، عدد (12)، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، لسنة 1982، ص85.
[13]– عبد العظيم أنيس، العلم والحضارة، (القاهرة: 1967)، ص58؛ فوزي رشيد، العلوم الانسانية والطبيعية، موسوعة الموصل الحضارية، (الموصل: 199)، ج1، ص390.
[14]– فوزي رشيد، “علم الفلك وقياس الأوقات في العراق القديم”، مجلة آفاق عربية، (بغداد: 1984)، ص107.
[15]– فاضل عبدالواحد علي، “طرق العرافة في النصوص المسمارية” مجلة كلية الآداب، (بغداد، 1979)، ص701-702.
[16]– لوح فينوس: هو لوح سمك أحمر اللون دائري الشكل من الجوانب دونت عليه الكتابة المسمارية، عثر عليه في مكتبة آشور بانيبل، وقد ألف بأسلوب منتظم ضمن الفؤول المأخوذة من فينوس. للمزيد:
M. Baigeent, “The great omen series”. Enuma AnuEnlil “From the Babylon: Astrology and Ancient Mesopotamia. (London: 1994). p26.
[17]– D. J. WISMAN, “Assyrian Writing Boards, II Iraq, (London: 1955), vol. 28, p.7.
[18]– هاري ساكس، قوة آشور، ترجمة: عامر سليمان، (الموصل: 1999)، ص313.
[19]– شعلان كامل إسماعيل، الحياة اليومية في البلاط الملكي الآشوري خلال العصر الآشوري الحديث (911—612 ق. م)، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، (جامعة الموصل: 1991)، ص81؛ علي ياسين الجبوري، الإدارة، موسوعة الموصل الحضارية، (الموصل، 1991)، مج1، ص252.
[20]– ساكز، قوة آشور…، ص313-314.
[21]– هاري ساكز، عظمة آشور، ترجمة: خالد أحمد عيسى، وأحمد غسان السبانو، (دمشق: 2002)، ص321.
[22]– Leo Oppenheim , Letters From Mesopotamia. (Chicago: 1967), p. 161.
[23] عبد، سليمة عبد الرسول، أساليب التوثيق التراثي وتطبيقاتها المستقبلية في قلعة أربيل، (مديرية الآثار لعامة، أربيل، 2004م)، ص87.
[24] جمال بابان، اصول اسماء المدن والمواقع العراقية، (بغداد، 1989)، ص 57.
[25] الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت: معجم البلدان، تحقيق: فريد عبد العزيز الجندي، ج1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1999، ص113، مادة: أربل.
[26] Edzard O und Farber G, Repertoire Geographique des Textes Cuneiformes,band.II, Wiesbaden,1974,p.217.
[27]- هاري ساكس، قوة آشور، ترجمة: عامر سليمان، (بغداد: 1990)، ص42.
[28] Parpola S and Kazuko, Neo –Assyrian Treaties and Loyalty Oaths, Helsinki University Press,1988,pp.18,L.3 r.4. L.6.30frg,34frg,10r.10, L.6.30A.
[29]– فاضل عبدالواحد علي، “عشتار وتموز جذور المعتقدات الخاصة بهما في حضارة وادي الرافدين”، مجلة سومر، (بغداد: 1973)، ج (1-2)، مج29، ص54؛ ج ز بوتيرو، ص. ن، كريمر، أسطورة إينانا عشتار، ترجمة: الأب ألبيرابونا، (بغداد، 1973)، العدد 3، ص268؛
Zainab Babran: “Women of Babylon”, (London: 1997), p. 47.
[30]– فاضل عبدالواحد علي، “الشمس والزهرة على ضوء النصوص السومرية والبابلية” مجلة الأقلام، (بغداد: 2002)، العدد 2، ص67.
[31]– فاضل عبدالواحد علي، عشتار ومأساة تموز، (بغداد: 1986)، ص48؛ فاضل عبدالواحد علي “عشتار وتموز جذور المعتقدات الخاصة بها في حضارة وادي الرافدين، مجلة سومر، (بغداد: 1973)، ص154، مؤيد سعيد “المدن الدينية والمعابد، موسوعة المدينة والحياة المدنية، (بغداد، 1988)، ج1، ص130-131.
[32]– طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، (بغداد: 1986)، ج1، ص637.
[33]– ابتهال عادل إبراهيم، “أربيل ومكانتها الدينية في العصر الآشوري الحديث 911-612ق.م ق.م، مجلة الدراسات التاريخية، مجلة جامعة تكريت: 2010، العدد 6، ص 36.
[34]– المصدر نفسه، ص 15؛
B, pongratz, Leiten, The in terplay of Military strategy cultie, In Assyrrian Politics, ed. Parpola. Whiting, R( Helsnkey: 1997) , p.250.
[35]– Budge, op. cit, p.186.
[36]– Jhon Macginnis, ACITY From the Dawn of History–Erbil in the Cuneiform Sources – Oxbow Books Limited (2014). P. 161.
-[37]حكمت بشير الأسود، “قدسية عدد سبعة في حضارة وادي بابل الرافدين”، مجلة آفاق عربية، (بغداد، 1985)، العدد 19، ص97.
[38]– SAA.op.cit, Vol. 10. No. 142. p.111.
[39]– Ibid , 558 , p 302. ا
[40]-Stephen Langdoa and Johnkinght Fothering hum , The venus Tablets of Am Mizadaga , (Oxford: 1998) p.178.
[41] – R. H , Pfeifer, State Letters of Assyria (Michigan press: 1930), No. 71, p. 206.
[42]– Ibid, No 817.
[43]– Ibid, No, 591, p. 206.
[44]-Ibid, No. 818, p. 208.
[45]– Ibid, No.76, p.209.
المصادر والمراجع:
أولًا- المصادر والمراجع العربية:
- ابتهال عادل إبراهيم، “أربيل ومكانتها الدينية في العصر الآشوري الحديث 911- 612 ق.م، مجلة الدراسات التاريخية، جامعة تكريت، العدد 6، 2010.
- ج. ز. بوتيرو، ص. ن، كريمر، أسطورة أينأنا عشتار، ترجمة: الأب ألبير أبونا، العدد 3، (بغداد: 1973).
- جمال بابأن، أصول أسماء المدن والمواقع العراقية، (بغداد: 1989).
- حكمت بشير الأسود، “قدسية عدد سبعة في حضارة وادي بابل الرافدين”، مجلة آفاق عربية، العدد 19. (بغداد: 1985).
- الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت: معجم البلدان، تحقيق: فريد عبد العزيز الجندي، ج1، دار الكتب العلمية، (بيروت: 1999).
- رشيد، فوزي، من هم السومريون، مجلة آفاق عربية، عدد (12)، دار الشؤون الثقافية العامة، (بغداد: 1982).
- سليمة عبد الرسول عبد، أساليب التوثيق التراثي وتطبيقاتها المستقبلية في قلعة أربيل، مديرية الآثار العامة، (أربيل: 2004).
- شعلان كامل إسماعيل، الحياة اليومية في البلاط الملكي الآشوري خلال العصر الآشوري الحديث (911-612 ق. م)، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، (جامعة الموصل: 1991).
- شيماء علي أحمد النعيمي، الفلك في العراق القديم من القرن السابع الى القرن الرابع ق.م، رسالة دكتوراه مقدمة الى مجلس كلية الاداب بجامعة الموصل في اختصاص الاثار القديمة، كلية الآداب، (جامعة الموصل: 2006).
- طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ج1. (بغداد: 1986).
- عبد العظيم أنيس، العلم والحضارة، (القاهرة: 1967).
- علي ياسين الجبوري، الإدارة، موسوعة الموصل الحضارية، مج1 (الموصل: 1991).
- فاضل عبد الواحد علي، “الشمس والزهرة على ضوء النصوص السومرية والبابلية” مجلة الأقلام، العدد 2 (بغداد: 2002).
- فاضل عبد الواحد علي، عشتار ومأساة تموز، (بغداد: 1986).
- فاضل عبد الواحد علي، ” طرق العرافة في النصوص المسمارية” مجلة كلية الآداب، (بغداد: 1979).
- فاضل عبدالواحد علي، ” عشتار وتموز جذور المعتقدات الخاصة بهما في حضارة وادي الرافدين”، مجلة سومر، ج (1-2)، مج29. (بغداد: 1973).
- فوزي رشيد العلوم الإنسانية والطبيعية، موسوعة الموصل الحضارية، ج1 (الموصل: 199).
- فوزي رشيد، ” علم الفلك بدايته وإنجازاته” مجلة المؤرخ العربي، العدد 5 (بغداد: 1997).
- فوزي رشيد، “علم الفلك وقياس الأوقات في العراق القديم”، مجلة آفاق عربية، (بغداد: 1984).
- محسن، زهير صاحب، فخار سامراء، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، (جامعة بغداد: 1981).
- مؤيد سعيد، “المدن الدينية والمعابد، موسوعة المدينة والحياة المدنية، ج1 (بغداد: 1988).
- هاري ساكز، عظمة آشور، ترجمة: خالد أحمد عيسى، وأحمد غسان السبأنو، (دمشق: 2002).
- هاري ساكس، قوة آشور، ترجمة: عامر سليمان، (بغداد: 1990).
- هاري ساكس، قوة آشور، ترجمة: عاملر سليمان، (الموصل: 1999).
ثانيًا- المصادر والمراجع الأجنبية:
- A. Falkenstein, “Wahrsagung”, In Der Sumerschen Uberlieferung, CRRA. Vol. 14, (1991).
- B. Pongratz, Leiten, The in terplay of Military Strategy Cultie, In Assyrian Politics, ed. Parpola. Whiting, R, (Helsinki: 1997), p.250.
- Budge … op. cit.
- D. J. WISMAN, “Assyrian Writing Boards, II Iraq, (London: 1955), vol. 28.
- Edzard O. und Farber G, Repertoire Geographique des Textes Cuneiformes, band. II, Wiesbaden, 1974.
- Goff, Beatrice Laura, Symbols of Prehistoric Mesopotamia, London, Yale University, 1963.
- H. Hunger, D. Pinged, “Astral Sentences in Mesopotamian”, HDOR 1/99, (1999).
- Jhon Macginnis, ACITY from the Dawn of History–Erbil in the Cuneiform Sources – Oxbow Books Limited (2014).
- Kramer S N, Sumerian Religion (Ancient Religious), New York, 1950.
- Labat R, Manuel D, Epigraphie Akkadienne, Paris, 2002, No. 579.
- Leo Oppenheim, Letters From Mesopotamia. (Chicago: 1967).
- M. Baigeent, “The great omen series”. Enuma AnuEnlil “From the Babylon: Astrology and Ancient Mesopotamia. (London: 1994).
- Parpola S and Kazuko, Neo –Assyrian Treaties and Loyalty Oaths, Helsinki University Press, 1988.
- Perkins A, The Comparative Archaeology of Early Mesopotamia, Chicago, 1968.
- Qusay Al-Turkey, Astronomical Observatory of Erbil City ”A Study of Cuneiform Texts” Is Submitted to: Conference in Erbil 7-10 April 2014, Ancient Arbela: Pre-Islamic History of Erbil International.
- R. H, Pfeifer, State Letters of Assyria (Michigiganpress: 1930). No. 71.
- RAL, VOL. 10 (2003).
- SAA. Vol. 10. No. 142.
- Stephen Langdoa and Johnkinght Fothering hum, The venus Tablets of Am Mizadaga, (Oxford: 1998).
- Westenholz, Mesopotamian Astroloyy An introduction to Babylonian and Assyrian Celestial Divintion, (London: 1993).
- Zainab Babran: “Women of Babylon”, (London: 1997).