د. خالد حسن الجوهي
د. خالد حسن الجوهي([1])
الملخص:
يتناول البحث بالدراسة حركة المجاورة في الحرمين الشريفين في فترة القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، كظاهرة علمية واجتماعية تميز بها الحرمان الشريفان منذ العصر الإسلامي، إذإن هذا النشاط يُعتبر أحد أبرز المظاهر العلمية لتلك الفترة، نتج عنه حراك ثقافي وعلمي.
ويهدف البحث إلى معرفة أهمية المجاورة وتأثيرها على الحياة العلمية، كما يهدف إلى تقصي الشخصيات الحضرمية التي جاورتفي الحرمين خلال مدة الدراسة كنموذج لذلك التفاعل العلمي والحضاري من خلال قيامهم بالتدريس في أروقة الحرمينوباحاتها، وتبادل المعارف والعلوم والإجازات العلمية، ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحث المنهج الوصفي، إذ احتوى البحث على مقدمة ومبحثين، أولهما تحت عنوان: حركة المجاورة في الحرمين الشريفين، والثاني عنوانه: المجاورون الحضارم في الحرمين الشريفين.
الكلمات المفتاحية للبحث (المجاورة في الحرمين، القرن العاشر الهجري – السادس عشر الميلادي).
abstract
The researchdeals the study of the neighboring movement in the Two Holy Mosques during the tenth century AH / sixteenth century AD، as a scientific and social phenomenon that characterized by the Two Holy Mosques since the Islamic era، where this activity is considered as one of the most prominent scientific manifestations of that period، which resulted it in a cultural and scientific movement.
The research aims to know the importance of the neighborhood and its impact on the scientific life. It also aims to investigate the Hadrami personalities who were adjacent to the Two Holy Mosques during the study period as a model for that scientific and cultural interaction through their teaching in the corridors and courtyards of the Two Holy Mosques، and the exchange of knowledge، science and scientific leaves. To achieve the goal، the researcher has used the descriptive method، where the research contains an introduction and two topics، the first one is entitled: The Movement of Neighboring in the Two Holy Mosques، and the second one is entitled: The Hadrami neighboring in the Two Holy Mosques.
The Key Words of the Research are:
(The Neighborhood in the Two Holy Mosques، Tenth Century AH – Sixteenth Century AD).
المقدمة:
تختلف هجرة الحضارم إلى الحجاز عن غيرها من الهجرات للبلدان الأخرى، فالحجاز بلد عربي توجد فيه الأماكن المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة، لذا فقد شارك الحضارم في بناء المجتمع الحجازي منذ وقت مبكر، وأصبحوا جزءًا أساسيًا من نسيجه الاجتماعي،إذ مارسوا مختلف الأعمال وتقلدوا الوظائف العليا الدينية منها والدنيوية(1).
فاتصال الحضارم بالحجاز كان منذ عهد الفتوح الإسلامية، إذ وجد الحضرمي ضالته هناك، فهو المركز الذي لا يُمل الاغتراف من مناهله العلمية، كون الحرمين الشريفين من أكبر مراكز الإشعاع العلمي والفكري في العالم الإسلامي؛ ولهذا برع عدد كبير منهم في علوم الشريعة الإسلامية، وأصبحوا يتبؤون مراتب عليا في مجال الإفتاء والتدريس والإمامة والخطابة في الحرمين الشريفين.
كما أنالحضارم قد حققوا نجاحات كبيرة في المجال التجاري وكانوايمسكون بمقاليد التجارة في الحجاز، وأصبحوا منافسين أقوياء لإخوانهم الهنود الذين كانت لهم سيطرة على الحياة التجارية في بعض مدن الحجاز، وقد “عُرف عنالحضارمة الجد والمثابرة والصبر، فنجدهم يبدؤون حياتهم المهنية في الأعمال المنزلية والبدنية، أو العمل عند أصحاب المحلات التجارية، حيث كانوا يتقنون المهارة في التأقلم على البيئة المحلية، ثم يتدرجون إلى أن يصبحوا أصحاب محلات تعمل لحسابهم الخاص”(1).
لذا لم يكن ذوو الأصول الحضرمية في مجتمع الحجاز فئة خاملة غير مؤثرة في محيطها، بل كانوا على العكس من ذلك، إذ كانت لهم علاقات مميزة مع أركان الحكم والزعامات الدينية والسياسية في الحجاز، كما كانت لهم مراسلات تكاد لا تنقطع مع السلاطين العثمانيين وأمراء مكة المكرمة، ومن الطبيعي أن هذه العلاقة “لم تكن دائمًا بصورة حسنة بل شابها في بعض المراحل التاريخية حالات من التوتر والصراع”(2).
وقد تميزت الهجرة الحضرمية إلى الحجاز عن غيرها من الهجرات الأخرى بالآتي:
وشهدت حركة المجاورة في الحرمين نشاطًا كبيرًا من قِبل الحضارم في مختلف المراحل التاريخية؛إذ التقى العلماء الحضارمهناك بإخوانهم من مختلف الدول الإسلامية وتبادل الطرفان المعارف والعلوم والإجازات العلمية،وأسهموا مع الآخرين من علماء العالم الإسلامي في إنعاش الحياة العلمية في الحرمين من خلال الدروس التي تلقى في المؤسسات والمراكز العلمية في الحرمين الشريفين.
مشكلة البحث والهدف والأهمية
يتناول البحث بالدراسة حركة المجاورة في الحرمين الشريفين في القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، والتعرف على المجاورين الحضارم بالحرمين (في فترة الدراسة)، إذ تتمثل مشكلة البحث في عدم وجود دراسات متعمقة في هذا المجال، ولهذا يطرح البحث عدة تساؤلات منها:
1 – ماذا نقصد بحركة المجاورة؟
2 –ما هي المؤسسات العلمية التي مارس فيها المجاورون نشاطهم العلمي؟
3 – هل كان للحضارم دور في هذا النشاط الديني والعلمي؟
كما تهدف الدراسة إلى معرفة أهمية المجاورة وتأثيرها على الحياة العلمية، ومعرفة الدور الذي قام به الحضارم في أثناء مجاورتهم في الحرمين الشريفين، والأنشطة العلمية التي مارسوها كما يهدف أيضًاإلى تقصٍّ لأهم الشخصيات التي جاورت الحرمين في تلك الفترة، وعمل ترجمات لها تساعد الباحثين مستقبلًا، في دراسة هذه الظاهرة.
وتكمن أهمية الدراسة في أن نتائجها قد تفيد على النحو الآتي:
الدراسات السابقة:
1 – آل مشاري،منى حسن: المجاورون في مكة والمدينة في العصر المملوكي، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الملك سعود، الرياض، 1409هـ – 1989م. تمت الاستفادة منها في تتبع حركة المجاورة في الحرمين.
2 – الجوهي، خالد حسن: الحضارم في الحجاز ودورهم في الحياة العلمية والتجارية 1840 – 1918م، وهي رسالة دكتوراه من جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، أشارت هذه الدراسة للوجود الحضرمي في بلاد الحجاز ودورهم في المجالات العلمية والتجارية، واستُفِيد منهافي هذه الدراسة في بعض الجوانب التمهيدية للبحث.
المبحث الأول
حركة المجاورة في الحرمين الشريفين
“المجاورة تعني البقاء في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، حيث يباشر المجاور حياته اليومية العادية دون مانع، وتنتهي بخروجه منهما، طالت المدة أم قصرت، أو وفاتهم فيهما، كما أن المجاورة يُراد بها المقام مطلقًا غير ملتزم بشرائط الاعتكاف الشرعي”(1).
لقد حرص كثير من علماء المسلمين على المجاورة في الحرمين الشريفين لتوفر الجو العلمي بهما، حيث يتم الالتقاء بين علماء المشرق والمغرب متعددي الثقافات والمذاهب، وكان هذا اللقاء بمنزلة فرصة لنشر علومهم وإبراز معارفهم، مما أوجد وحدة ثقافية ومعرفية بين أطراف العالم الإسلامي(2).
كان المجاورون على درجة كبيرة من النشاط العلمي الذي أفاد منه المسلمون، سواء في أرض الحرمين أو الذين يأتون للحج أو الزيارة، وتمثل هذا النشاط في إنتاج العديد من الكتب والمؤلفات في مختلف الفنون والعلوم(3).
“مارس المجاورون نشاطهم العلمي في عدد من المراكز والمؤسسات العلمية:
ج- المدارس: إذ مارسوا التدريس بها في أثناء مجاورتهم بالحرمين الشريفين”(1)، وسنستعرض هذه الأنشطة على النحو الآتي:
أولًا-حلقات الدرس في الحرمين الشريفين:
لعب المسجد الحرام والمسجد النبوي دورًا كبيرًا في نهضة العلم والتعليم ليس في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) فحسب، بل في عهد الخلفاء الراشدين ومن جاء بعدهم حتى العصور المتأخرة.
وكان كثير من العلماء يرون التدريس بالمسجد الحرام أو المسجد النبوي أفضل من التدريس في المدارس وأجزل نفعًا وأعظم أجرًا،وكان التدريس في المساجد لا يحتاج إلى أمر تعيين أو تكليفلمن يقوم به وإنما هو عمل اختياري عكس التدريس في المدارس، فالمساجد مفتوحة أمام كل طالب علم وما عليه إلا الانضمام إلى إحدى الحلقات المنتشرة في المسجد”(2).
هذا بالنسبة للعلماء غير المعتمَدين للتدريس، أما المعتمَدون للتدريس الذين يتلقون رواتب تأتى مع الصرّة فإنه كان لا يُسمح لهم بالتدريس حتى يحصلوا على إذن بعد أن يجتازوا الامتحان الذي يحضره كبار العلماء، حيث يحدد شيخ العلماء موعدًا في الحرم بعد صلاة الظهر أو العصر،ويتولى شيخ العلماء أو نائبه مع عدد من العلماء الآخرين امتحانه، فيجلسونه على رأس حلقة دائرية يتم من خلالها معرفة مدى إلمامه بعلوم اللغة العربية والفقه وبقية العلوم الشرعية”(3).
تُعقد أماكن التدريس في المسجد الحرام في أروقته وعند المقامات الأربع، وعند مقام إبراهيم،وحجر إسماعيل،وعند الأبواب الرئيسة للبيت الحرام، وصحن المسجد الحرام، أما المسجد النبوي فتُعقد عند أبواب المسجد،وفي الروضة الشريفة، وخلف الأعمدة،وداخل الأروقة، وفي الحجرة النبوية، وعند المنبر”(1).
أما أوقات التدريس في المسجد الحرام والمسجد النبوي فقد كان العلماء هم الذين يختارون الوقت المناسب بحيث لا يصطدم مع جداولهم الدراسية إذا كان مرتبطًا بدروس في المدارس(2).وكانت الدراسة تتوقف في الأعياد والمناسبات مثل عيد الفطر والأضحى(3).
ويتجلى نشاط العلماء الحضارمة الذين جاوروا بالحرمين الشريفين من خلال عقد حلقاتهم العلمية في حلقات الدرس في الحرمين الشريفين،إذ أسهمت هذه الحلقات في ازدهار الحركة العلمية، فقد حظي المذهب الشافعي بالكثير من حلقات التدريس بسبب الانتشار الواسع لهذا المذهب، مما جعل حظ العلماء الشافعية أكبر في تولي منصب شيخ العلماء بعد استحداثه في القرن الثالث عشرالهجري(1)، ولهذا كان للعلماء الحضارمة النصيب الأوفر من مجموع العلماء الذين تبوؤا مراتب علمية كبرى كالإفتاء، ومشيخة العلماء،والإمامة، والخطابة،والتدريس في حلقات الدرس بالحرمين.
ثانيًا-الأربطة:
لعبت الأربطة دورًا في إنعاش الحياة العلمية، “فقد كانت ملتقىً للعلماء والطلبة؛ تلقى فيها الدروس العلمية؛إذ لم يكتف بعض العلماء بالتدريس في المسجد الحرام أو في منازلهم، بل منهم من يكون له مكان أو خلوة في أحد الأربطة أو الزوايا الموجودة في مكة أو المدينة، حيث يستغل العالم وقت فراغه من الدروس في المسجد فيعقد دروسًا إضافية يحضرها كثير من طلبة العلم، وكانت كثير من الأربطة مُعدة لسكن الجماعات الفقيرة، وقد يسكنها عدد من العلماء المجاورين وطلاب العلم”(2).
لقد اهتم بعض واقفي الأربطة”بتوفير جو ومناخ مناسبين لنزلاء الأربطة، فجعلوها مقتصرة على العلماء وطلبة العلم، وهكذا أسهم الواقفون في الحركة العلمية، فكان لهذه الأربطة الأثر الجميل في تشجيع العلم، والإسهام الإيجابي في توفير سبل الحياة بعيدًا عن الانشغال بمتطلبات المعيشة”(2).
ومن أشهر هذه الأربطة، الرباط الموجود بمكة المكرمة “ويسمى برباط ربيع أو رباط الحضارمة لنزولهم فيه، وتوليهم النظارة عليه، وهو موجود منذ القرن السادس الهجري، وكان الناظر عليه الشيخ محمد عبدالرحمن باشيخ”(3)، وهناك العديد من هذه الأربطة كانت موجودة منذ القرن الخامس الهجري في مكة المكرمة مثل رباط السدرة، كان موقوفًا سنة 400هـ/ 1009م وإلى جانبه رباط المراغي ويُعرف برباط القيلاني، ومن الأربطة كذلك رباط أم الخليفة الناصر العباسي المعروف برباط العطيفية،الذي بُني سنة 579هـ/ 1083م، ورباط الحافظ ابن منده الأصفهاني، ورباط الميانشي في شارع السويقة، ورباط القزويني على باب السدرة خارج المسجد الحرام، ورباط الزنجيلي مقابل مدرسته عند باب العمرة(4)، وغيرها، وهناك العشرات منها لايتسع المقام لذكرها. وفي المدينة المنورة رباط دكالة ويقال له رباط المغاربة، ورباط الفاضل، ورباط الأصفهاني، ورباط مراغة، ورباط الشيرازي،ورباط السبيل، ورباط البغدادي، ورباط الجبرتي وغيرها من الأربطة(1).
ثالثًا-المدارس:
تسابق السلاطين المماليك والعثمانيون والأمراء والمقتدرون من العلماء وغيرهم في إنشاء المدارس، فتعددت وزادت العناية بها، والمدرسة هي بناء مجهز لسكن المعلمين والدارسين للعلم الشرعي، ومعظم هذه المدارس يُنفَق عليها من عائدات الأوقاف، ويُرصد ريعها لدفع رواتب القائمين عليها من طلبة ومدرسين(2).
ومن أشهر المدارس في مكة المكرمة المدرسة الأشرفية التي أنشأها السلطان الأشرفقايتباي المملوكي سنة (884هـ/1478م) واستمرت في أدائها فيما بعد، وأيضا المدرسة الباسطية التي أُنشئت عام 826هـ/1423م والمـدرسة الجـمالية(3)،والمدرسة المـرادية التي بنـاها السلطـان مراد الثالـث وعُرفت باسمه(4)، ومدرسة محمد باشا التي قام بالتدريس فيها عبد الرحمن المرشدي(5)، وتقع في سويقة بجوار باب الزيادة، وصدر أمر في عام (1305هـ/1887م) بترميم المدرسة وأعمارها(6).
أما مدارس المدينة المنورة “فمن أشهرها مدرسة السلطان قايتباي التي أنشأها مع مدارسه في مكة المكرمة،وهي على شكل القاعة بأربعة أواوين كلها بالحجارة المنحوتة الملونة، وفيها خلوات للطلبة”(1).ومن المدارس أيضا المدرسة السنجارية وهي دار سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه،يتعلم فيها أهل المدينة والوافدون إليها(2).
رابعًا-الزوايا:
هي في الأصل “مقر لأحد الشيوخ، يستقبل فيه طلابه ومريديه،وقد شاعت هذه الزوايا في الحجاز، بسبب قدوم عدد من شيوخ الطرق الصوفية إليها وإقامتهم فيها، أو قدوم بعض أتباع تلك الطرق، وكان بعضهم يسميها باسم شيخ الطريقة نفسه، وقد كان المترددون عليها يقيمون الطقوس المقررة في طريقتهم، ويستمعون إلى دروس مختلفة يلقيها شيوخهم، ويقرؤون في الكتب التي ألفها شيوخهم الأوائل، وفي الغالب لكل زاوية مكتبة تحتوي بعضا من الكتب الدينية وبعض كتب التصوف”(3)، وكان كثيرًا ما ينفق الشيخ على زاويته من موارده الخاصة، أو من وقف إذا كانت الزاوية لها أوقاف(4). ومن هذه الزوايافي الحرمين زاوية العيدروس وزاوية السيد الحداد في منطقة أجياد في مكة المكرمة،وفي المدينة المنورة هناك زاوية السقاف وهو( محمد بن علوي بن محمد السقاف) الذي بنى زاويته بالمدينة المنورة(5)، ومنها الزاوية الجنيديةنسبة إلى الشيخ محمد بن أحمد الجنيد (ت 991هـ/ 1583م)، وقد بنى زاويته في مكان المدرسة الشهابية، الموضوعة لأهل المذاهب الأربعة وهي دار سيدنا أبي أيوب الأنصاري، حيث استأذن المذكور في إقامة الذكر بها بعد تعطل الدراسة، فتصدر لإقامة الذكر وتربية المريدين، وسميت بالزاوية الجنيدية، وهي في أيدي أولاده بعد وفاة والدهم(1).ومن زوايا المدينة المنورة زاوية أبي بكر العيدروس العدني في حارة الأغوات(2) وزاوية المحضار في باب قباء(3).
المبحث الثاني
أشهر المجاورينالحضارم في الحرمين الشريفين
في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي
لقد جاء عدد كبير من الحضارم للمجاورة في الحرمين الشريفين،وتختلف سنوات مكثهم بها بحسب ظروف كل واحد منهم، وقد شاركوا إخوانهم المسلمين الآخرين في إثراء الحياة العلمية في الحرمين ومن أهمهم:
لم يكن السيد أبوبكر السقاف من الشخصيات الحضرمية التي جاورت في الحرمين الشريفين فحسب، بل كان له حضور بين الأوساط العلمية والاجتماعية،إذ تميز بالذكاء والفطنة، وأخذ علومه عن علماء حضرموت وعلماء الحرمين معًا، وبذلك تكونت لديه ملكات كوّنت منه شخصية تحظى بالإعجاب من قبل شيوخه جعلتهم يعجبون بشخصيته ويضعون ثقتهم فيه ويأذنون له بالتدريس والإفتاء على المذهب الشافعي؛لأن العلماء الحضارم في الحرمين من أتباع المذهب الشافعيفي مختلف المراحل التاريخية، وهو انعكاس للحالة الفقهية السائدة في بلادهم حضرموت، ولذا مارسوا تلقي العلم وفق هذا المذهب، ومن ثم درّسوه في باحات الحرمينوأروقتها، كما حظي صاحب الترجمة بعلاقات حسنة مع أعيان مكة المكرمةووجهائها.
ولد بتريم سنة 851هـ/ 1447م، ونشأ في حجر والده، وحفظ القرآن على السيد محمد بن علي باجحدب والمعلم سالم بن نميري، وأخذ التصوف عن أبيه، وعميه علي وأحمد، والشيخ سعد بن علي بامدحج، وتفقه على الشيخ عبدالله بن علي بن عبد الرحمن بلحاج بافضل، والعلامة محمد بن عبد الرحمن بلفقيه، ورحل إلى الحرمين وحج سنة 880هـ/ 1457م، وأخذ عن الحافظ السخاوي،وأجازه([3]) أكثر مشايخه في جميع مروياتهم ومؤلفاتهم، وفي الإفتاء والتدريس، حيث كان يتمتع بصفاء الذهن، وذكاء الفطنة، وجودة القريحة، وإصابة الرأي، وصدق الفراسة، ما يُعجب من ذلك مشايخه، وفي سنة 888هـ/ 1483م قصد بيت الله الحرام، وممن أخذ عنه بالحرمين الشريفين جار الله بن فهد([4])،وله كتاب يسمى” الجزءاللطيف في علم التحكيم الشريف” وهو عبارة عن كتاب يُعنى بتدوين أسانيده وترجم فيه لمشايخه وصفه المسند الكبير الكتاني بقوله “إسناد عجيب يندر الحصول عليه”([5])، حيث قام الكتاني بنسخه عندما زار المدينة المنورة،وكانت للسيد أبي بكر السقاف منزلة عالية لدى أعيان مكة المكرمة، وتوفي بعدن وبها دفن([6]).
ولد بتريم سنة 861هـ/ 1456م، وتوفي أبوه وعمره أربع سنوات، فنشأ في حجر عمه العلامة السيد علي بن أبي بكر،وجاور بمكة سنتين لطلب العلم على يد علمائها، آخذًا الحديث وغيره عن الحافظ السخاوي([7]).
كان على جانب كبير من العلم والعمل والورع والزهد والعزلة والانفراد عن الناس، قرأ الفقه على السيد عبد الله بن علي مولى الشبيكة، في أثناء مجاورته بمكة المكرمة، ثم جاور فيها سنتين غير السفر المتكرر إليها للمجاورة، واستفاد من مجاورته، فأخذ العلم عن علمائها، منهم الحافظ السخاوي حيث أجازه، والقاضي إبراهيم بن ظهيرة([8]) القرشي المكي.
ولد بتريم وتلقى العلم عن علماء عصره منهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بافضل، والسيد عبد الله العيدروس، والسيد محمد بن علي عيديد وغيرهم، رحل إلى مكة المكرمة وأخذ عن السيد عبد الله بن محمد صاحب الشبيكة([9])( الأول) وأخذ عن القاضي برهان الدين ابن ظهيرة، والحافظ السخاوي،كما أخذ عن علماء المدينة المنورة([10]).
ولد بتريم سنة 850هـ/ 1446م، وحفظ القرآن على شيخه المعلم السيد محمد بن علي بن عبدالرحمن،وحفظ الكثير من الحاوي الصغير في الفقه، والوردية في النحو، وأكثر ديوان الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي([11])،وتوجه إلى حج بيت الله الحرام سنة 880هـ/ 1457م، وأخذ بمكة عن الحافظ السخاوي وأجازه بجميع مروياته ومؤلفاته، ثم سافر ثانية الى الحج سنة 886هـ/ 1455م وزار المدينة المنورة وأخذ عن علمائها([12]).
جمع الشيخ عبد الله بن أحمد باكثير بين العلم الشرعي الذي وصل فيه إلى مرحلة متقدمة من الإتقان لدرجة تصديه للإفتاء والتدريس، وبين الأدب حيث كان ينظم الشعر، فهوشيخ الإسلام الفقيه الزاهد، كان من العلماء العاملين والفضلاء البارعين، متصفًا بمحاسن الأخلاق، ولد بحضرموت سنة 847هـ/ 1443م، ونقله والده إلى غيل باوزير فحفظ القرآن وعمره ثماني سنين، كما حفظ المنهاج والبهجة لابن الوردي، وخلاصة ابن ظفر وألفية ابن مالك،ورحل إلى مكة وجاور بها إلى أن توفي، والتقى بجماعة من علماء الحرمين منهم الإمام السخاوي، وإبراهيم بن ظهيرة، وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فتصدى لذلك وكان من فضلاء مكة وعين المدرسين بها، وكان حسن الخط نسخ بيده العديد من الكتب، كما كان ينظم الشعر([13])، ويحكى عنه أنه “مكث بمكة ثلاثًا وخمسين سنة لم يتوضأ إلا بماء زمزم ولا أكل من ضيافة لأحد من أهلها سوى مرة واحدة للقاضي إبراهيم بن ظهيرة، وكان من عادته أن يجلس كل يوم بالحرم الشريف يقرئ الناس في عدة علوم إلى قبيل الظهر، ومن بعد صلاة الظهر يقرئ آخرين في الحديث إلى العصر، ومن بعد صلاة العصر يقرئ آخرين في التصوف، ومن بعد صلاة المغرب إلى العشاء يطوف”([14]).
ولد بتريم، ونشأ بها، وحفظ القرآن مجودًا، وحفظ الجزرية والشاطبية، واشتغل بعلم التجويد والقراءات والفقه والنحو، ثم رحل إلى عدن فأخذ بها عن السيد أحمد بن أبي بكر العيدروس وغيره،وأخذ بمدينة زبيد الفقه عن الإمام أحمد بن عمر المزجد، والحديث عن الحافظ عبد الرحمن بن علي الديبع، كما أخذ عن الإمام العامري والفقيه الشاوري، فقد أخذ من الجميع أصول الدين وأصول الفقه وأصول الحديث، وأخذ علم القراءات عن الشيخين العامري والشاوري،ثم رحل إلى الحرمين فأخذ بالمدينة المنورة علم القراءات عن المغربي محمود بن حميدان والشيخ أحمد العجيمي بمكة، وأخذ التصوف عن جماعة بها، وكتب بخطه كتبًا عديدة، وقصده الناس لعلو سنده في القراءات،حيث تميز صاحب الترجمة بأنه كان وحيد عصره فيتحقيق القراءات العشر ورواتها برواياتهم؛ إذ لم يسبقه أحد في هذه المرتبة العلمية فيما يتعلق بعلم القراءات، حيث كانوا فقط يحققون للقراءات السبع فقط. وأقرأالناس بمكة دهرًا وبرع في علوم الشريعة الثلاثة أيضًا، لكنه غلب عليه علم القراءات فأُشتهر به وكان واسع الرواية وجيز العبارة في الدرس والإفتاء، كان حسن الحفظ ذا خُلق حسن، قليل الغضب، كريمًا زاهدًا في الدنيا ورياستها حيث عُرضت عليه وظائف فلم يقبلها، كان فقيرًامتقللًا حسن العشرة، تربطه بالشيخ عبد السلام الزمزمي صحبة أكيدة، توفي بمكة ودفن بالمعلاة([15]).
ولد بتريم ونشأ بها، حفظ القرآن الكريم وبعضًا من فنون علوم الشريعة وجالس العلماء المجتهدينوسافر إلى عدة أقاليم وجاور بالحرمين الشريفين، وأخذ عن علمائها، كان عابدًا زاهدًا ورعًا، محبًا للفقراء مُجالسًالهم([16]).
أخذ عن ابن حجر الهيتمي([17]) أخذ رواية، وعن الشيخ أبي الحسن البكري وغيرهما، وتفقه وبرع،وكان عالمًا صالحًا زاهدًا ورعًا متواضعًا كثير العبادة أحد كبار المتصوفة، حفظ الإرشاد في الفقه،مشاركًا في الكثير من العلوم من تصانيفه ( حاشية على الإرشاد- النور المذرور ) جاور بمكة سنين لا يقبل من أحد شيئًا حتى من أمراء مكة المكرمة،وكان صاحب الترجمة كثير التعظيم لأهل العلم مع الخمول المفرط والتواضع الزائد والاستقامة والانقطاع لله تعالى، فلم يتزوج مدة عمره مقبلًا على الطاعة([18]).
10 – عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بافقيه(ت: 974هـ/ 1566م)
هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأسقع بن عبد الله بن أحمد الفقيه بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد الفقيه المقدم، ولد بتريم ونشأ في حجر والده،وحفظ القرآن الكريموطلب العلم وتبحر فيه،وأخذ عن الشيخ علي ابن حسام الدين التقي، وأجازه في كتبه ومروياته، وعن الحافظ عبد الله بن أحمد باكثير والإمام أحمد الشلي،وقرأ عليه الحديث والفقه والفرائض والحساب والميقات،واستقر به المقام في مكة المكرمة وجاور بها بعد أن نقل إليها أهله، وكانت فترة وجوده بها أربع عشرة سنة،وتوفي بمكة يوم الجمعة الخامس من جمادى الأولى سنة 974هـ/ 1566م، وصلى عليه عند باب الكعبة إمامًا القاضي حسين المالكي رئيس مكة ومفتي المالكية، ودفن بالشبيكة([19]).
11 – شيخ بن عمر بن شيخ السقاف (ت979هـ/ 1571م)
تميز شيخ السقاف بعلاقاته الاجتماعية الواسعة وبمكانته بين أوساط المجتمع المكي، وكانت لا ترد له شفاعة، وأمره مقبول بين الخاص والعام فهو شيخ بن عمر بن شيخ بن عبد الله بن عبد الرحمن السقاف،ولد بمدينة قسم- إحدى قرى وادي حضرموت- ونشأ بها،ورحل إلى تريم وأخذ عن كبار علمائها، وكان علم التصوف هو الغالب عليه، ثم رحل إلى الحرمين وذاع صيته هناك، وانتفع به كثيرون وتخرج على يديه علماء، كان عالمًا زاهدًا مقبول الشفاعة وأمره مطاع، توفي بمكة سنة 979هـ/ 1571م([20]).
12 – محمد بن علي بن هارون بن الفقيه المقدم (ت: 983هـ/ 1575م)
هو محمد بن علي بن هارون بن حسن بن علي بن جمل الليل محمد بن حسن بن محمد أسد الله بن حسن بن علي بن الفقيه المقدم، ولد بتريم وحفظ القرآن وتنقل في بلدان عدة ومنها الحَرَمان، وجاور بها عدة سنين، وأخذ عن علمائها، كان حسن الهيئة والخلق، له شهرة في الحرمين، مواظبًا على العبادات وحضور الجمعة والجماعات والأذكار([21]).
13 – عبد المعطي بن حسن بن عبدالله باكثير(ت 989 هـ/ 1518م)
ولد بمكة ونشأ بها،وتفنن في كثير من العلوم،ومن شيوخه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري([22])، سمع عليه صحيح البخاري بقراءة والده، فهو يرويه عنه سماعًا كما في اصطلاح أهل الحديث، والشيخ زكريا يرويه عن شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني، ولهذا اشتهر صاحب الترجمة في زمنه بالسند العالي، وتميز عن أقرانه بذلك، فازدحم الناس على الأخذ عنه،واستقر به المقام في الهند وفيها توفي([23]).
14 – شيخ بن عبدالله بن شيخ العيدروس(ت990هـ/ 1519م)
هو الشيخ الكبير شيخ بن عبدالله بن شيخ العيدروس، ولد بتريم سنة 919هـ/ 1603م، وتوفي بأحمد بآباد بالهند، ودفن بها في صحن داره وبني عليه قبة عظيمة، حيث كان شيخ زمانه باتفاق عارفي وقته، وهذا اللقب جاء من عدة اعتبارات منها: أن اسمه شيخ، وأنه بلغ من السن حد الشيخوخة، وأنه شيخ أهل التصوف في زمانه، وآخرها أنه شيخ طلبة العلم، فهو شيخ اسمًا ووصفًا على كل تقدير([24])، كان كثير التردد على الحرمين الشريفين مجتهدًا في العبادات، فقد كان يعتمر في رمضان أربععمرات في الليل ومثلها في النهاركل يوم، ومن أجمل ما قال فيه الشيخ عبد المعطي بن حسن باكثير:
قد عشت في أم القرى دهرًا على تحصيل علم ثم درس قُرانِ
وعبادة وزهادة في خلوة متسترًا عن سائر الإخوان
وقيام ليل مع صيام هواجر متمسكًا بالبيت والأركان
وكتبت في الحُجّاج والعُمّار والزوّار والعُبّاد منذ زمان
مترددًا من مكة الغرّا إلى قبر النبي المصطفى العدنان([25])
من شيوخه الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي المصري، والفقيه عبد الله أحمد باقشير الحضرمي، وله من كل منهما إجازةفي جماعة آخرين يكثر عددهم، من تصانيفه: العقد النبوي والسر المصطفوي – والفوز والبشرى – وشرحان على قصيدته المسماة (تحفة المريد) – ونفحات الحكم على لامية العجم – وله ديوان شعر([26]).
15 – أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن علوي(ت 1004هـ/ 1595م)
أحد السادة العلويينالحضارم ولد بمدينة تريم، حفظ القرآن، وتلقى العلم عن أكابر عصره،وحج بيت الله الحرام وجاور بالحرمين، وأخذ عن علماء الحرمين، كان يغلب عليه التصوف رغم تضلعه بالفقه وأصوله، كثير البكاء من خشية الله، وأثنى عليه مشايخه وأكابر عصره([27]).
16 – سعيد بن عبد الرحمن بابقي(ت 1017 هـ/ 1608)
ترجم له صاحب كتاب خلاصة الأثر ما نصه: ” الإمام الرباني والعارف الصمداني كان من العارفين بالله تعالى الواقفين مع الكتاب والسنة، كان يتكلم على طريق الصوفية بما يُبهر به الألباب ويحل مشكلات المحققين، على الوجه الصواب مع كثرة العبادة والتلاوة للقرآن والتوجه إلى تعالى في سره وعلانيته، حفظ القرآن العظيم واشتغل بالعلم على كثيرين من الحضارمة واليمنيين، وساح مدة مديدة في اليمن ودخل الهند وجال في بلاده ثم رجع إلى عدن ورحل منها إلى الحرمين، وأقام بها، وأخذ بها عن الشيخ أبي الحسن البكري.. والسيد سالم بن أحمد شيخان”([28]).
17 – أحمد بن محمد الهادي بن عبد الرحمن بن شهاب ( ت 1045ه /1635م)
ولد بتريم، حفظ القرآن الكريم، أخذ عن والده وعميه شهاب الدين وأبي بكر عدة علوم منها التفسير والحديث والفقه والنحو والتصوف، كما أخذ عن الشيخ عبد الله بن شيخ وولده زين العابدين العيدروس، كما أخذ عن السيد عبد الرحمن بن عقيل وغيرهم، كان جامعًا للعلوم الشرعية متفننًا في علوم العربية أفصح أهل عصره لسانًا، ارتحل إلى الحرمين وأخذ عن جماعة منهم: أحمد بن علان ([29])، وعمر بن عبدالرحيم البصري([30])؛إذ لازمه ملازمة تامة، وكان يحبه ويثني عليه وزوّجه بابنته،كما أخذ عن الشيخ عبد العزيز الزمزمي([31]) والشيخ أحمد الخطيب، كما أخذ عن علماء المدينة المنورة، وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فجلس للإقراء في المسجد الحرام، وعم نفعه، كان كثير التلاوة للقرآن الكريم في كل أوان، عاملًا بعلمه ملازمًا للذكر، مثابرًا لفعل الخير، قانعًا زاهدًا، لطيف المعاشرة، حسن المذاكرة، محبًا للفقراء والضعفاء([32]). توفي بمكة ودفن بالمعلاة.
18 – أحمد بن الفضل بن محمد باكثير(ت 1047هـ/ 1637م)
من أدباء الحجاز وفضلائها المتمكنين، كان فاضلًا أديبًا، له مقدار علي وفعل جلي، وله منزلة وشهرة عند أشراف مكة، وفي موسم الحج يجلس في المكان المخصص لتقسيم الصرة العثمانية بالحرم الشريف بدلًا عن شريف مكة، من مؤلفاته (حُسن المآل في مناقب الآل)، جعله باسم الشريف إدريس أمير مكة([33]).
19 – محمد بن عمر بن محمد الحَبْشي (ت 1052هـ/ 1643م)
محمد بن عمر بن محمد بن علوي ابن أبي بكر ابن علي بن أحمد بن محمد بن أسد الله بن حسن بن علي بن الفقيه المقدَّم، نزيل مكة المكرمة، وشهرته بالغزالي وبالحبشي، ولد بتريم وحفظ القرآن، صحب الشيخ عبد الله بن الشيخ عيدروس والقاضي عبد الرحمن بن شهاب الدين، والسيد عبد الرحمن بن عقيل والسيد أحمد بن محمد الحبشي وغيرهم، رحل إلى الحرمين وأخذ عن الشيخ عمر بن عبد الرحيم البصري والشيخ أحمد بن علان، ثم صحب السيد صبغة الله، والسيد أسعد، والشيخ أحمد الشناوي،وتوفي بمكة ودفن بالمعلاة([34]).
الخاتمة
فضلًا عن الذين ورد ذكرهم، هناك عديد من الأعلام الذين جاوروا بالحرمين الشريفين، لم يُذكَروا في البحث،وهذايعطينا صورة واضحة عن حركة المجاورة لدى الحضارم، ونستنتج منها:
2- أغلب من جاور بالحرمين من فئة السادة العلويين،ولعل ذلك نابع من ارتباطهم الاجتماعي، كونهم ينتسبون إلى العترةالنبوية الشريفة، ولأن معظم علماء حضرموت كانوا من هذه الفئة الاجتماعية.
3- تختلف الفترة الزمنية للمجاورين الحضارم، كل حسب رغبته، والتزاماتهفي بلده حضرموت.
4- مارس العلماء وطلبة العلم الحضارمة في الحرمين الشريفين في أثناء مجاورتهمعددًا من الأنشطةمنها تلقيهم العلم،والتصدر للتدريس، ومناظرة كبار العلماء حول المسائل الفقهية المختلفة، وتبادل الإجازات العلمية بينهم وبين علماء العالم الإسلامي.
5- كثير من المجاورين في الحرمين استهوتهم الأماكن المقدسة وفضلوا الإقامة الدائمة فيها، مع عدم نسيانهم لوطنهم الأم، ولهذا ظلوا على تواصل دائم معه.
[1]))أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد، كلية التربية المهرة – جامعة حضرموت (بروم – حضرموت – اليمن)، بريد الكتروني: [email protected]
(1) السقاف، جعفر محمد، المغتربون اليمنيون الحضارم، بحث ضمن سلسلة كتاب الثوابت – العدد 15 – الآفاق للطباعة والنشر، صنعاء، ط1، مايو 1999م ص661.
(1)هورخرونية، ك. سنوك، صفحات من تاريخ مكة المكرمة، ترجمة: علي عودة الشيوخ، صياغة وتعليق: محمد محمود السرياني، ومعراج نواب مرزا، مركز تاريخ مكة المكرمة، 1432هـ، ج2، ص 343.
(2) المشهور، عبدالرحمن بن محمد بن حسين، شمس الظهيرة، تحقيق: محمد ضياء شهاب، عالم المعرفة للنشر والتوزيع، ط1، جدة 1984م، ج1، ص147.
1) باقادر، أبوبكر احمد، بعض إسهامات الحضارمة في الثقافة العربية، مجلة المسار، السنة التاسعة، العدد الخامس والعشرون، 1429هـ/ 2009م، ص4-5.
(2) الجابري، خالد محسن، الحياة العلمية في الحجاز خلال العصر المملوكي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، مكة المكرمة، 2005م، ص 146.
(3) آل مشاري، المجاورون في مكة والمدينة، ص131.
(1) آل مشاري، المجاورون في مكة والمدينة، ص131.
(2) الجابري، الحياة العلمية في الحجاز، ص330.
(3) بيومي، محمد علي، دور مصر في الحياة العلمية في الحجاز إبان العصر العثماني، دار القاهرة، ط1، 2006م، ص252.و”الصرة هي المساعدات النقدية والعينية التي ترسل سنويًا للحرمين الشريفين مع محامل الحج”.
(1) بيومي، دور مصر في الحياة العلمية، ص 254.
(2) الجابري، الحياة العلمية في الحجاز، ص 331.
(3) أمحزون، محمد، المدينة المنورة في رحلة العياشي، رسالة ماجستير، جامعة الملك سعود، ص209.
(1) هورخرونيه، صفحات من تاريخ مكة المكرمة، ج2، ص539. استُحدِث منصب شيخ العلماء في عهد الشريف محمد بن عبد المعين بن عون (1243 – 1267ه) إذ أقام الشيخ عبدالله سراج (ت 1264هـ / 1847م) رئيسًا لعلماء مكة، وهو منصب يُناط به تنظيم التدريس بالمسجد الحرام، من جهة الرأي في تعيينهم، أو توزيع الأُعطيات على المدرسين والطلبة ورئاسة لجنة امتحان المتقدمين لطلب التدريس بالحرم، فضلًا عن اضطلاعه بالتدريس، كما كان شيخ العلماء محل استشارة الدولة، وغالبًا ما يقوم بالإفتاء وإصدار الفتاوى التي يوقع عليها بعده كبار العلماء، ثم صار شيخ العلماء تعينه الحكومة العثمانية، وغالبًا ما يكون من رجال الإفتاء على المذهب الشافعي، وصار يُشرف على جميع أمور المسجد الحرام واصدار الفتاوى وحل النزاعات بين العلماء في بعض القضايا العلمية (رمضان، آمال صديق، الحياة العلمية في مكة المكرمة 1115- 1334هـ / 1703- 1916م، مركز تاريخ مكة المكرمة، ط1، 1432هـ، ج2، ص 491).
(2) الشهري، فاطمة بنت عبدالله، الحياة العلمية في مكة المكرمة (1256- 1334هـ/ 1840- 1916م) رسالة ماجستير، جامعة الملك سعود، الرياض، 2000م، ص 225.
(4) الفاسي، تقي الدين محمد بن أحمد، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تحقيق: محمد حامد الفقي، مؤسسة الرسالة، ط2، 1986م، ج1، ص118- 123.
(1) ولمعرفة المزيد، راجع: ابن فرحون، أبو محمد عبد الله بن محمد، نصيحة المشاور وتسلية المجاور، تحقيق: علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، ط1، 2006م؛المديرس، عبد الرحمن، المدينة المنورة في العصر المملوكي ( 648- 923هـ) مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ط1، 2001م؛ الجاسر، حمد: رسائل في تاريخ المدينة المنورة، منشورات دار اليمامة، الرياض (د.ت).
(2) هورخرونيه، صفحات من تاريخ مكة المكرمة، ج1، ص 91.
(5) المحبي، محمد، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، دار صادر، بيروت (د.ت)، ج3، ص 369.
(6) آمال صديق، الحياة العلمية في مكة المكرمة، ج1، ص 341.
(1) بيومي، دور مصر في الحياة العلمية،ص217.
(3) الصديقي، سحر بنت عبدالرحمن، أثر الوقف الاسلامي في الحياة العلمية بالمدينة المنورة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، ط1، 2003م، ص 122 – 123.
(2) المرجع نفسه، ص 243.
(3) الأنصاري، ناجي محمد حسين، التعليم في المدينة المنورة من العام الهجري الأول إلى عام 1412هـ، ط1،
1993م، ص 331.
[3])) مفردها إجازة وتعني” إذنًا من الأستاذ لتلميذه أن يروي عنه مروياته ومسموعاته أو بعضًا منها” للمزيد من التفاصيل ينظر: المديرس، المدينة المنورة،ص248. وتُعد الإجازات العلمية إحدى طرائق تحصيل العلم، وتنوعت الإجازات لتشمل العلوم كلها، فهناك إجازة في الحديث، وفي القراءات، وفي الفقه، وفي التفسير، والنحو، والطب ونحوها، وكان يُعرف قدر الشيخ ومنزلته العلمية بمن أخذ الإجازة عنه من المشايخ في العلوم والفنون المختلفة.
[4])) جار الله بن عبد العزيز بن عمر بن محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي، جاور بالمدينة المنورة ستة 909ه أحد الشخصيات العلمية المشهورة بالحرمين قام بتخريج الأسانيد والمشيخات لجماعة من مشائخه، ضليع في الفقه والنحو، توفي سنة 954هـ(العيدروس،عبد القادر بن شيخ، النور السافر عن أخبار القرن العاشر، تحقيق وضبط نصوص: أحمد حالو وآخرون، دار صادر، بيروت، ط1، 2001م، ص323-324.
[5])) الكتاني،عبدالحي عبدالكبير: فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط2، 1982م، ص312.
[6])) الشلي، محمد بن أبي بكر، المشرع الروي في مناقب السادة الكرام آل باعلوي، المطبعة العامرية الشرفية، ط1، 1319هـ، ج2، ص34 -41.
[7])) الشلي، المشرع، ج1، ص120. الشيخ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي، القاهري المولد الشافعي المذهب، نزيل الحرمين الشريفين، ولد سنة 831هـ، ، برع في الفقه والعربية والقراءات والحديث والتاريخ وشارك في الفرائض والحساب والتفسير وأصول الفقه والميقات وغيرها، له العديد من المؤلفات منها: الجواهر والدرر في ترجمة الشيخ ابن حجر، وفتح المغيث بشرح ألفية الحديث، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع، والإعلان بالتوبيخ على من ذم علم التاريخ وغيرها،توفي سنة 902ه بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع (مقدمة كتاب الضوء اللامع، العيدروس، النور السافر، ص40- 44).
( ([8]هو إبراهيم بن علي بن محمد بن ظهيرة القرشي المخزومي، أبو اسحاق برهان الدين، ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، أجازه عدد من العلماء من مصر والشام بالإقراء والإفتاء، ، إنتهت إليه رئاسة العلم بالحجاز، ت 891هـ، السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، دار الجيل بيروت، ط1، 1992م ج1، ص88- 99؛ المعلمي،عبد الله بن عبد الرحمن، أعلام المكيين من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر، مؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي، ط1، 2000م، ج1، ص86-87.
[9])) موضع بين الزاهر ومكة،وهي الآن من أحياء مكة المكرمة، تمتد من المسجد الحرام غربًا إلى ريع الحفائر شمالًا إلى حارة الباب.السنجاري،علي بن تاج الدين، منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم،دراسة وتحقيق:جميل عبد الله المصري، جامعة أم القرى مكة المكرمة، ط1، 1998م،ج1، ص206.
[10])) الشلي، المشرع، ج1، ص180-182. المشهور، شمس الظهيرة، ج1، ص389.العيدروس، النور السافر، ص142.
[11])) عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح اليافعي المكي الشافعي، نزيل الحرمين، ولد 698هـ، وحفظ القرآن، وأخذ عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهيبي البصّال، والشريف أحمد بن علي الحرازي قاضي عدن ومفتيها، حج سنة 712هـ، ثم عاد الى اليمن، ، تصدى للتصنيف والإقراء والإسماع. من مؤلفاته: المرهم في أصول الدين، والإرشاد والتطريز، وأسنى المفاخر، وأطراف التواريخ، والأنوار اللائحة في أسرار الفاتحة، ومرآة الجنان وغيرها الكثير، توفي سنة 768هـ بمكة ودفن بجوار الفضيل بن عياض بالمعلاة. السخاوي، التحفة اللطيفة، ج2، 294-296.
[12])) الشلي، المشرع، ج2، ص134-137.
[13])) العيدروس، النور السافر، ص178، السخاوي، الضوء اللامع، ج5، ص11.
[14])) الغزي،نجم الدين محمد بن محمد، الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1997م، ج1، 217-218.
[15])) أبو الخير،عبد الله مرداد، المختصر من نشر النور والزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر، اختصار وترتيب وتحقيق محمد سعيد العامودي وأحمد علي، عالم المعرفة جدة، ط2، 1986م، ص50 – 51؛ العيدروس، النور السافر، ص272؛ المشرع الروي، ج2. المعلاة: ويقال المعلي، بلام وياء، والمعلى، بلام وألف، وكلها ألفاظ أثبتها النساخ، واشتهرت بين العامة بضم الميم وتشديد اللام المفتوحة وهي القسم العلوي من مكة المكرمة، وهي اليوم حي من أحياء مكة المكرمة، وقد حوت مقابر عدد كبير من الصحابة والتابعين وكبار العلماء، وهي أفضل مقابر المسلمين بعد البقيع (الغازي، عبد الله، إفادة الأنام بذكر أخبار بيت الله الحرام، تحقيق: عبد الملك بن دهيش، ط1، مكة المكرمة، 2009م، ج2، ص194 ؛السنجاري، منائح الكرم ج1، 206.
[16])) الشلي، المشرع الروي، ج2، ص115.
[17])) شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري، ولد بمكة سنة 909هـ وتوفي بها، ودفن بالمعلاة في تربة الطبريين، أخذ عن كثير من علماء عصره أجازه بعضهم بالإفتاء والتدريس وعمره دون العشرين، برع في علوم كثيرة من التفسير والحديث وعلم الكلام وأصول الفقه وفروعه والفرائض والحساب والنحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والتصوف، من محفوظاته في الفقه: المنهاج للنووي، ومقروآته كثيرة لاتُعد، وإجازات المشايخ له كثيرة، قدم إلى مكة في آخر سنة 933هـ فحج وجاور بها ثم عاد الى مصر، وفي سنة 940هـ جاور واستقر مع أهله في مكة المكرمة يؤلف ويفتي ويدرس إلى أن توفي سنة 974هـ.(العيدروس، النور السافر، ص390 – 395).
[18])) المعلمي، أعلام المكيين، ج2، ص700؛ العيدروس، النور السافر، ص358 – 359.
[19])) مرداد، نشر النور، ص288 ؛ العيدروس، النور السافر، ص390.
[20])) الشلي، المشرع الروي، ج2، ص124.
([21]) المرجع نفسه، ج2، ص11- 12.
[22])) زكريا بن محمد بن زكريا ، ولد سنة 823ه وقيل سنة 824ه، إشتغل في سائر العلوم المتداولة، وبرع في سائر العلوم الشرعية وآلاتها حديثًا، وتفسيرًا، وفقهًا، وأصولًا، وعربيةً، وأدبًا، ومعقولًا، ومنقولًا ، تفقه على جماعة منهم شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني و موسى بن محمد السبكي، والشيخ شمس الدين محمد بن علي البدشيني، وغيرهم كثيرون، وأجازه العديد من العلماء يزيدون على مائة وخمسين،وكان صاحب الترجمة وقورًا، مهيبًا، مؤانسًا، ملاطفًا، يصلي النوافل من قيام مع كبر سنه وبلوغه المائة سنة وأكثر، توفي رحمه الله ثالث شهر ذي القعدة سنة 926 للهجرة في القاهرة وصلي عليه بالجامع الأزهر. (الغزي، الكواكب السائرة، ج1، ص 198 – 207).
[23])) مرداد، نشر النور، ص323.
[24])) العيدروس، النور السافر، ص489.
[25])) العيدروس، النور السافر ص491.
[26])) المرجع نفسه، ص492.
[27])) الشلي، المشرع، ج1، ص53.
[28])) المحبي، خلاصة الأثر، ج2، ص 210.
[29])) أحمد بن إبراهيم الصديقي الشافعي النقشبندي المكي، ولد بمكة سنة 977هـ وبها نشأ، حفظ القرآن وطلب العلوم العقلية والنقلية والحكمية حتى برع فيها، كانت دروسه في المنطق يحضرها بين يديه جلة من العلماء توفي سنة 1033ه. (مرداد، نشر النور، ص105 – 106).
[30])) السيد عمر بن عبد الرحيم البصري الحسيني الشافعي نزيل مكة المشرفة، الأمام المحقق، فقيهًا عارفًا، مربيًا، ، أدرك الإمام الشمس محمد الرملي والشهاب أحمد بن قاسم العبادي وأخذ عنهما عدة علوم، قرأ على عدة علماء منهم الشهاب الهيثمي والشيخ عبدالله السندي، والشيخ علي العصامي، والقاضي علي بن جار الله والشيخ عبد الرحيم الحسائي، وغيرهم، وصل الى درجة الاجتهاد، شافعي المذهب، توفي في ربيع الثاني 1037 هجرية بمكة ودفن بالمعلاة (المحبي، خلاصة الأثر، ج3، ص210- 212).
[31])) عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الزمزمي ( 977- 1072هـ) ، إمام مكة ورئيس علمائها،ومفتي الشافعية بمكة المكرمة، ولد بمكة، ونشأ بها،وطلب العلم،وجد وبرع في العلوم ولاسيما الفقه وذاع صيته في أرجاء المعمورة، وانتهت إليه رئاسة المذهب الشافعي، وانتشرت فتاويه شرقًا وغربًا (الشلي،محمد ابن أبي بكر باعلوي، عقد الجواهر والدرر في أخبار القرن الحادي عشر، تحقيق: إبراهيم المقحفي، مكتبة تريم، حضرموت، مكتبة الإرشاد، صنعاء، ط1، 2003م، ص305).
[32])) الشلي، المشرع الروي، ج2، ص81؛ القطان، أحمد، تنزيل الرحمات على من مات، مخطوط، مكتبة الحرم المكي، ج2، ص174.
[33])) المحبي، خلاصة الأثر، ج1، ص172 ؛ مرداد، نشر النور، ص77.
[34])) المحبي، خلاصة الأثر، ج4، ص80 ؛ مرداد، نشر النور، ص418.
قائمة المصادر والمراجع
أولًا- المخطوطات:
ثانيًا- المصادر المطبوعة:
– المشرع الروي في مناقب السادة الكرام آل باعلوي،المطبعة العامرية الشرفية، ط1، 1319ه.
ثالثًا- المراجع:
رابعًا: الأبحاث والمقالات: