د. سعيد ناجي غالب قائد إسكندر ([1])
ملخص البحث
يسعى هذا البحث إلى تسليط الضوء على العلاقات اليمنية المغربية منذ ظهور الإسلام حتى نهاية الفتوحات الإسلامية لبلاد المغرب، وتتبع البواكير الأولى لنشأة تلك العلاقات، وتحديد أبرز السمات المشتركة والمحطات المتشابهة بين اليمن وبلاد المغرب عشية ظهور الإسلام، وكيف أسهم الفتح الإسلامي في إعادة جسور التواصل بين اليمن وبلاد المغرب، والذي ظهر جليا في التناغم والانسجام بين العنصر اليمني الفاتح وبين السكان البربر المغاربة في أثناء محطات الفتح الإسلامي المتعددة.
اعتمد البحث المنهج التاريخي والمنهج المقارن في استنباط وتحليل نصوص المصادر العربية التي مثلت الأساس الذي استندنا عليه في بناء هذا البحث، فضلا عن بعض الدراسات الحديثة التي قاربت الموضوع.
Yemeni-Maghreb relations since the rise of Islam until the end of the Islamic conquests of Maghreb
Abstract
This research aims to shed light on the Yemeni-Maghreb relations since the emergence of Islam until the end of the Islamic conquests of Maghreb. It traces the early starts of these relations and identifies the most common features and similar stages between Yemen and Maghreb on the eve of the rise of Islam. It also explores how the Islamic conquests contributed to re-establishing bridges of communication between Yemen and Maghreb which was evident in the harmony between the Yemeni conquerors and the Maghreb Berber population during the various stages of the Islamic conquest.
The research has adopted the historical and the comparative method in deriving and analyzing the texts of Arabic sources that represented the basis on which the researcher relied on to structure this research in addition to some recent studies that approached the topic.
مقدمة:
يعد التاريخ العلائقي بوابة العبور الرئيسة لردم الفجوات وهدم الجدران وبناء الجسور بين الأمم والشعوب عبر تاريخها الطويل، فضلا عن أنه يطلع الباحث والقارئ على خصوصيات كل أمة وما تمتاز به من ثقافة وفكر يميزها عن غيرها، كما أنه- التاريخ العلائقي- يؤدي في محصلته النهائية إلى الإسهام الفاعل تأثيرًا وتأثرًا في بناء الحضارة الإنسانية عموما، واليمن وبلاد المغرب بوصفها جزءًا من عالمنا الإسلامي اليوم أو جزءًا من دار الإسلام في الأمس؛ انفردا منذ عصور مبكرة عن كثير من البلاد الإسلامية بروابط وصلات وثيقة، أعطتهما خصوصيات ميزتهما عن غيرهما.
وقد كان لموقع اليمن([2]) وبلاد المغرب([3])؛ وطرف داريتهما، ووعورة طبيعتهما، وتنوع تضاريسهما، وطباع ساكنيهما، وتركيبتهما الاجتماعية، فضلا عن التقارب والتشابه الكبير في كثير من المحطات التاريخية التي مرا بها؛ دورٌ في قيام علاقات وروابط متينة بين البلدين، تبلورت ملامحها بجلاء مع ظهور الإسلام وانضواء بلاد المغرب تحت رايته في القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي.
من هذه المعطيات ينطلق بحثنا ليعالج إشكالية محورية مفادها: البحث عن تاريخ نشأة العلاقات الأولى بين اليمن وبلاد المغرب، والظروف التي ساعدت على نشأة تلك العلاقات، وما أبرز السمات المشتركة والمتشابهة التي ميزت المنطقتين عشية ظهور الإسلام، وكيف أسهم الفتح الإسلامي في القرن الأول الهجري في استمرارية وتطوير تلك العلاقات بين البلدين؟
ولمقاربة الموضوع قمنا بتقسيم هذا البحث إلى تمهيد ومحورين رئيسين على النحو الآتي: التمهيد تحدثنا فيه عن البواكير الأولى للعلاقات اليمنية المغربية، وتناول المحور الأول أبرز السمات المشتركة بين المنطقتين عشية ظهور الإسلام، وتناول المحور الثاني الفتح الإسلامي وإعادة جسور التواصل بين اليمن وبلاد المغرب.
تمهيد- البواكير الأولى للعلاقات اليمنية المغربية
رغم الصعوبات التي يجدها الباحث المتتبع للبدايات الأولى لنشأة العلاقات بين اليمن وبلاد المغرب، بسبب شحة المعلومات، والبعد المكاني بين المنطقتين؛ إلا أننا لا نعدم بعض الإشارات المصدرية التي تدلل على وجود تلك العلاقات منذ القدم، يذكر البكري في هذا الصدد مثلا؛ أن هناك آثارًا قديمة وقبورًا في قرطاجنة مكتوب عليها بعض العبارات بالكتابة الحميرية اليمنية القديمة([4])؛ وهو ما يعني أن هناك عناصر يمنية قد استقرت في إفريقية منذ فترات مبكرة في التاريخ، وساهمت في البناء الحضاري لتلك المنطقة، والظاهر أن تلك الآثار ترجع إلى أيام ازدهار الحضارة اليمنية القديمة، إذ تشير بعض النقوش إلى قيام علاقات تجارية بين اليمنيين القدامى وبلدان العالم الخارجي([5])؛ نتج عنها استقرار لمجاميع يمنية في تلك البلدان، وما يؤيد قيام رحلات يمنية في ذلك التاريخ المبكر هو العثور على نقش يحمل اسم آلهة دولة معين في جزيرة ديلوس في اليونان([6])؛ ويُخيلُ إلينا أن تلك الوفود التجارية قد مرت عبر إفريقية ذهابا وإيابا، وخصوصا مدنه التجارية الساحلية، ومنها قرطاجنة التي عثر فيها على شواهد مدونة بالكتابة الحميرية حسب ما ذكر البكري كما أسلفنا.
ومن الإشارات المصدرية التي تؤكد وجود صلات قديمة بين البلدين، ما أورده المؤرخ ابن خلدون عن جولات لملوك من اليمن إلى بلاد المغرب، ففي هذا الصدد يذكر أن ملكًا من التبابعة اسمه ” إفريقش بن قيس بن صيفي” قد جال بجيوشه في ربوع بلاد البربر([7])؛ وبه سميت إفريقية، كما يُنسب إليه- التبع الحميري- تعجبه من اختلاف لهجات البربر وتنوعها، وقوله عنهم ما أكثر بربرتكم؛ فشاع هذا النعت على ساكنة تلك البلاد([8])؛ وإن كان نسابة البربر لا يقبلون تلك التفسيرات حسب ابن خلدون نفسه.
وفي الشأن ذاته تذهب عدة مصادر جُلها مغربية إلى أنَّ قبائل صنهاجة وكتامة البربريتين تعود أصولهما إلى قبيلة حمير اليمنية([9])؛ ويرجح أحد الباحثين([10])؛ أن هاتين القبيلتين كانتا قد هاجرتا من اليمن عقب انهيار سدِّ مأرب إثر سيل العرم الذي ذكره القرآن الكريم في سورة سبأ([11])؛ وقد ظلت قبيلة صنهاجة وبطونها تفتخر بأصلها الحميري إلى مراحل متأخرة من ظهور الإسلام ببلاد المغرب؛ إذ يذكر ابن عذاري المراكشي أن الدولة الزيرية ([12])؛ التي قامت في إفريقية، طالما اعتز حكامها بانتسابهم إلى حمير من اليمن([13])؛ وتزعم قبيلة هوارة أنهم “قوم من اليمن جهلوا أنسابهم“([14])؛ وفي السياق ذاته يذكر الإدريسي أن قبائل لمتونة الصحراء فرع من صنهاجة، وصنهاجة ولمطة ينتمون إلى أب واحد وأم واحدة، وأبوهم لمط بن زعزاع من أولاد حمير، وأما أمهم فهي تازكاى العرجاء وأبوها زناتي اسمه هوار، وهوار أخ لصنهاج ولمط من أم، وأبوه المسور بن المثنى بن كلاع بن أيمن بن سعيد بن حمير([15])؛ ومن أحفادهم قامت دولة المرابطين الصنهاجيين الذين أعادوا نسبهم إلى قبيلة حمير في اليمن([16]).
وفي هذا الصدد يذكر المؤرخ ابن الديبع أن قبائل كتامة وصنهاجة وزناتة ولواتة التي تمتد مساكنهم من غربي مصر إلى طنجة ونواحيها بالمغرب الأقصى تنتمي إلى بني مرة بن عبد شمس الذين يصل نسبهم إلى حمير([17])، وفي الشأن ذاته يذكر الفَرِحُ نقلا عن نشوان بن سعيد الحميري أن ” كتامة وعهامة وزناتة ولواتة وصنهاجة قبائل ضخمة في المغرب من حمير“([18]).
وكان النسابة اليمني المشهور الحسن الهمداني كان قد سبق نشوان الحميري وابن الديبع في التأكيد على الأصل اليمني للقبائل البربرية -السالفة الذكر- ففي كتابه الإكليل يؤكد الهمداني أن” كتامة وعُهامة وصنهاجة ولواتة وزُناتة” ترجع في أصلها إلى مرة بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ([19])؛ وهناك روايات أخرى تذهب إلى القول إن أصل البربر جميعا من اليمن وأنهم أبناء النعمان بن حمير بن سبأ([20]).
وعلى كلٍّ، فإن الإشارات الواردة هنا وهناك- رغم قلتها- تدلُّ على قدم العلاقات اليمنية ببلاد المغرب وسكانها البربر([21])؛ التي لا شك أنها تعززت بظهور الإسلام، الذي أسهم اليمنيون بدور فعال في إيصاله إلى ساكنة بلاد المغرب، وهو الأمر الذي ساعد على التحام اليمنيين مع المغاربة في بوتقة واحدة تحت مظلة الدين الجديد.
وأسهمت السمات المشتركة والمتشابهة التي ميزت اليمن وبلاد المغرب عشية ظهور الإسلام بشكل أو بآخر في الاندماج والتقارب بين اليمنيين والمغاربة بعد ظهور الإسلام وتدشين مرحلة الفتوحات الإسلامية لبلاد المغرب، وهو ما سنتحدث عنه في هذا المحور.
المحور الأول: السمات المتشابهة والمشتركة بين اليمن وبلاد المغرب عشية ظهور الإسلام
سنقف في هذا المحور على بعض السمات المشتركة والصفحات المتشابهة بين اليمن وبلاد المغرب عشية ظهور الإسلام والتي أسهمت- في تقديرنا- في تقبّل المغاربة لاحقًا للدين الإسلامي، الذي كان للعنصر اليمني الدور الفاعل والمحوري في إيصاله إلى بلاد المغرب وساكنته. ويمكن استعراض أبرز السمات المشتركة والصفات المتشابهة بين البلدين على النحو الآتي:
أولًا: التركيبة الاجتماعية والسياسية في اليمن وبلاد المغرب
إن المُطَّلع على التركيبة الاجتماعية لبلاد اليمن عشية ظهور الإسلام؛ يلاحظ أن المجتمع اليمني كان يتكون من مجموعة من القبائل التي سادت على امتداد الرقعة اليمنية، وأبرز هذه القبائل هي حمير، همدان، مذحج، خولان، حضرموت، كندة، مهرة، فضلا عن قبائل تهامة وقبائل بلاد السراة ونجران([22])؛ وهذه القبائل كانت مقسمة إلى عشائر وبطون وأسر، ولا تشكل وحدة سياسية واحدة، وكل واحدة منها تشكِّلُ كيانًا مستقلًّا، وكل قبيلة لها علاقاتها السلمية أو الحربية مع القبائل الأخرى؛ حسب ما تقتضي المصالح بين الأطراف دون النظر للمصلحة العامة للقبيلة أو للقبائل الأخرى([23]).
وفضلًا عن القبائل اليمنية -السكان الأصليين للبلاد- كان هناك قوىً أخرى تتحكم في المشهد السياسي اليمني، وعلى رأسها الفرس([24])؛ الذين كانوا يحكمون السيطرة على بعض المدن الرئيسة في اليمن المزدهرة اقتصاديا، مثل مدينة صنعاء والجند وعدن، والموانئ الرئيسة على البحر الأحمر وخليج عدن([25])؛ كما كان هناك نفوذ رمزي ديني للروم البيزنطيين في مدينة نجران التي كان أهلها على دين النصرانية ويتبعون روما دينيا فقط([26])؛ فضلا عن العنصر الأسود الحبشي الذي نرجح بقاء جموع منهم في اليمن بعد ظهور الإسلام، لا سيما إذا ما علمنا أن الأحباش سبق أن احتلوا اليمن لفترات من الزمن قبل ظهور الإسلام([27])؛ قبل أن يُخرَجوا من الفرس الذين استنجد بهم سيف بن ذي يزن الحميري سنة 525م([28]).
وبالمقابل فإن المجتمع المغربي عشية ظهور الإسلام تجاذبته قوىً اجتماعية وسياسية متعددة؛ يأتي على رأسها البربر الذين هم عماد سكانه، وبهم سميت البلاد([29])؛ وكان البربر ينقسمون إلى مجموعتين قبليتين رئيستين؛ المجموعة الأولى مجموعة البتر وكان يطغى عليها طابع البداوة والترحال، ومن أبرز قبائل هذه المجموعة قبيلة زناتة ولواتة ونفوسة ومغيلة([30])؛ وكانوا يتركزون أكثر في المدن الداخلية والصحراوية، والمجموعة الثانية هي مجموعة البرانس، ويطغى عليها إلى حد كبير طابع الاستقرار وتركز معظمهم في السهول والمدن الساحلية، وأبرز قبائل هذه المجموعة صنهاجة ومصمودة وكتامة وأوربة([31] )؛ وكان هناك تنافس وصراع بين قبائل البتر وقبائل البرانس، واستمر هذا الصراع حتى وصول الفاتحين العرب([32]).
وفضلًا عن البربر السكان الأصليين للبلاد كان هناك عنصر الروم الذي استوطن وسيطر سيطرة أساسية على المدن الرئيسة، وخاصة الساحلية منها كتونس وقرطاجة في المغرب الأدنى، وعنابة وقسنطينة في المغرب الأوسط، وسبتة وطنجة في المغرب الأقصى، ولم يستطع الروم البيزنطيون التوغل في المناطق الداخلية البعيدة([33])؛ ومن الفئات السكانية الأخرى، التي كانت متواجدة في بلاد المغرب عنصر الأفارقة([34])؛ وعنصر السودان بحكم الصلة الوثيقة من الناحية الجغرافية بين بلاد المغرب وبلاد السودان([35]).
ثانيا: الوضع الديني في اليمن وبلاد المغرب عشية ظهور الإسلام
إن المتتبع للأديان التي كانت سائدة في كلٍّ من اليمن وبلاد المغرب عشية وصول الإسلام يلاحظ تشابهًا كبيرًا، ففي اليمن نجد أن الوضع الديني عرف تعددًا للأديان المختلفة؛ فمنها ما هو ذو أصل سماوي كالحنيفية واليهودية والمسيحية، ومنها الوثنيات المتعددة، ففي هذا الشأن تتحدث الروايات عن الديانة اليهودية في اليمن، وأنها دخلت اليمن منذ عهد تُبَّع الآخر تبان أسعد أبو كرب([36])؛ وكانت معظم قبائل حمير وكندة وجزء من حضرموت يعتنقون اليهودية([37]).
والأمر ذاته بالنسبة للديانة النصرانية فقد انتشرت في اليمن، ويقال إن أول من اعتنق النصرانية هو “عبد كلال بن مثوب”([38])؛ أحد ملوك حمير، وكانت مدينة نجران مركزًا رئيسًا للنصرانية في اليمن([39])؛ وقد أوردت المصادر([40])؛ حادثة اضطهاد نصارى نجران وإحراقهم من طرف ذي نواس الحميري، وذكر القرآن الكريم تلك الحادثة في مطلع سورة البروج([41]).
أما بالنسبة للوثنية في اليمن فانتشرت انتشارًا كبيرًا، وكان لكل قبيلة معبودها الخاص، فقد عبدت قبائل همدان وخولان الصنم “يعوق”، وكان على صورة فرس في خيوان بالقرب من صنعاء([42])؛ وكان يغوث الإله الخاص لقبائل مراد وبني الحارث بن كعب من مذحج([43])؛ بينما عبدت قبائل حمير ومن والاها “نسرا”، وظل معبودها الرئيس، حتى أدخلهم ذو نواس في اليهودية([44])؛ كما وجدت بيوت للعبادة أشهرها “ذو الخَلَصة”، وهو صنم كانت تعبده قبيلتا بَجيلة وخَثعم، وقد وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثًا بقيادة جرير بن عبدالله البجلي في نهاية السنة العاشرة للهجرة بعثًا لهدمه([45])؛ وعبدت قبيلة دوس صنمها المعروف بذي الكفين، وقد تخلص منه على يد الطفيل بن عمرو الدوسي في نهاية العام الثامن الهجري([46])؛ وفضلًا عن الوثنيات؛ انتشرت في اليمن المجوسية وعبادة النار، إذ يشير ياقوت الحموي إلى أن قبيلة خولان قضاعة كانت مركز عبادة النار في اليمن([47]).
وهذا التعدد للأديان السماوية والوثنيات وعبادة الكواكب الذي كان موجودا في اليمن؛ نجد له نظيرًا في بلاد المغرب، فإنَّ المتأمل في الوضع الديني في بلاد المغرب عشية وصول الإسلام؛ يجد تعددَّا في الأديان أيضًا، فبعضها ذات أصلٍ سماويٍّ كاليهودية والمسيحية، وبعضها وثنيٌ وبعضها متعلقٌ بالمجوسية وعبادة النار.
فالديانة اليهودية ظهرت في بلاد المغرب منذ القدم، ويرجَّح أنها تعود إلى العهد الفينيقي ثم الروماني([48])؛ وتؤكد بعض الروايات أن الكاهنة التي تزعمت قبائل جراوة البربرية في جبال أوراس وقاومت الفاتحين العرب في سبعينيات القرن الأول الهجري كانت مع قومها يعتنقون اليهودية([49])؛ بل قيل إن يهود المغرب بعد أن استكمل العرب فتح بلاد المغرب بدأوا يفكرون في التوجه إلى الضفة الأخرى –بلاد الأندلس- صحبة الفاتحين، واتُّهم يهود إسبانيا بأنهم كانوا على تواصل مع إخوانهم يهود المغرب الأقصى، وأنهم قاموا بتحريض العرب الفاتحين على غزو الأندلس حتى ينعموا بالعدل والأمان اللذيَّن كان ينعم به إخوانهم اليهود في المغرب الأقصى، وهو ما دفع المجمع الكنسي الذي انعقد في طليطلة سنة 694م إلى فرض عقوبات قاسية ضد يهود أسبانيا بسبب هذا التخابر([50]).
أما بالنسبة للديانة المسيحية فقد انتقلت إلى بلاد المغرب بعد أن أصبحت الديانة الرسمية للدولة الرومانية التي كانت مسيطرة على شمال إفريقيا حينها، وقد تركزت المسيحية في بلاد المغرب في المدن الرئيسة ولم يكن لها حضور في الداخل المغربي([51]).
ومن أبرز الشخصيات المغربية التي اعتنقت الديانة المسيحية زعيم قبيلة أوربة كسيلة؛ الذي ظل على ديانته إلى أن تمكن الفاتح العربي أبو المهاجر بن دينار من إقناعه بترك المسيحية والدخول في الإسلام([52])؛ ويذكر ابن عذاري المراكشي أن جموعا من النصارى فروا من المدن المغربية في أثناء توغُّل الفاتح عقبة بن نافع الفهري في ستينيات القرن الهجري الأول([53])؛ كما هاجر عددٌ من النصارى من بلاد المغرب وتفرقوا على الأندلس وسائر الجزر البحرية؛ بعد إقدام الكاهنة البربرية على حرق المزارع وهدم الحصون في أثناء حروبها مع الفاتح العربي اليمني حسان بن النعمان الغساني([54]).
أما بالنسبة للديانات الوثنية وتنوعها في بلاد المغرب فقد وجدت عدة إشارات مصدرية تشير إليها؛ ومن ذلك ما ذكره الرقيق القيرواني حول حملة عقبة بن نافع التي انطلقت من إفريقية صوب المغرب الأقصى وبلاد طنجة في سنة 63هـ/683م، وانعطافه نحو السوس الأدنى التي فيها قوم لا يعرفون الله ولا دين لهم حسب قول الرقيق([55])؛ كما أورد الجغرافي البكري أن بعض قبائل ودان في المغرب الشرقي كان لهم صنم من حجارة مبني على ربوة يسمى “كرزة” يقربون إليه القرابين ويستشفون به من أدوائهم ويتبركون لزيادة أموالهم بالتقرب إليه([56])، وفي إشارة أخرى يذكر البكري أن هناك إحدى القبائل المغربية في جبال درن كانت تعبد الكبش([57]).
وتجدر الإشارة إلى انتشار المجوسية في بلاد المغرب أيضًا([58])؛ فقد أشار ابن أبي زرع إلى أن بعض قبائل مدينة فاس كان لهم بيت لعبادة النار، وكان موضعه في المكان الذي بنيت فيه مدينة فاس لاحقًا أيام الأدارسة([59]).
تلك –إذن- أبرز السمات الاجتماعية والسياسية والدينية المشتركة والمتشابهة بين اليمن وبلاد المغرب عشية ظهور الإسلام، والتي -لا ريب- أنها ستسهم بشكل أو بآخر في إعادة توثيق العلاقات بين البلدين مع وصول الإسلام وتدشين محطات الفتح العربي لبلاد المغرب.
المحور الثاني: الفتح الإسلامي وإعادة جسور التواصل بين اليمن وبلاد المغرب
شكّل الفتح العربي الإسلامي لبلاد المغرب حلقة جديدة في استمرارية العلاقات والتواصل بين اليمن وبين بلاد المغرب، إذ كان العنصر اليمني مشاركًا رئيسًا وفعالًا في تلك الفتوحات؛ منذ انطلاق حملاتها الأولى صوب بلاد المغرب في عهد الخلافة الراشدة، الأمر الذي انعكس أثره على سير تلك الفتوحات؛ وتسهيل مهمة الفاتحين العرب في نشر الإسلام بين ربوع سكان بلاد المغرب.
أولا: إسهام العنصر اليمني في الفتوحات المغربية في العصر الراشدي
تذهب بعض الروايات إلى أن العلاقة بين العرب عمومًا والمغاربة إبّان ظهور الإسلام تعود إلى أيام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، إذ يذكر الأستاذ عبد الهادي التازي([60])؛ أن وفدًا مغربيًّا بربريًّا من قبيلة رجراجة- “أشراف قبائل مصمودة”-على رأسهم سيدي شاكر بن يعلى بن واصل كان قد وصل إلى مكة، واجتمع بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، واستمع إليه قبل أن يهاجر إلى المدينة، وعن طريق هذا الوفد سمع المغاربة بالإسلام لأول مرة، لتأخذ تلك العلاقات طريقها إلى النمو في أيام الخلافة الراشدة، وتحديدا في أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، حيث بدأت المحاولات الأولى للفتح العربي لبلاد المغرب([61]).
وقد كان للعلاقات اليمنية المغربية الضاربة في التاريخ، وللهجرات اليمنية التي استقرت منذ القدم في بلاد المغرب- كما أسلفنا في التمهيد- أثرها في تسهيل مهمة الفاتحين الجدد، فعمرو بن العاص بعد أن أتم فتح مصر، توجه مباشرة غربًا نحو مدينة برقة، ومن ثم باتجاه طرابلس- المغرب الشرقي- وتؤكد الروايات أن عمرو بن العاص تمكّن من دخول برقة دون أيَّة مقاومة تذكر من سكانها الذين ينتمون لقبيلة لواتة([62])؛ تلك القبيلة البترية الكبيرة، التي وصفها ابن خلدون بأنها “بطن عظيم متسع من بطون البربر البتر”([63])؛ وتشير الروايات إلى أن معظم الجيش الذي توغَّل به عمرو بن العاص في تلك المناطق كان من قبائل يمنية من لخم وهمدان وخولان والصدف وبلي وبني مدلج([64]).
ويُخيَّلُ إلينا أن عدم مقاومة قبائل برقة وبعض المناطق الصحراوية الليبية للفاتحين العرب، يرجع للأصول الاجتماعية المشتركة، وللتشابه الكبير في نمط الحياة مع العرب الفاتحين([65])؛ وتحديدًا اليمنيين منهم ([66])؛ وهو ما أكدته رواية المؤرخ اليمني ابن الديبع الذي أشار إلى أن قبيلة لواتة- التي كانت تقطن مدينة برقة- ترجع أصولها إلى قبائل حمير اليمنية([67]).
وظل جزء من الجيش العربي الإسلامي بقيادة عقبة بن نافع الفهري مرابطًا في بعض مدن إفريقية الشرقية وصحراواتها مثل برقة وطرابلس وودان منذ دخلها الإسلام أول مرة على يد عمرو بن العاص سنة 23هـ/642م([68])؛ وتتحدث الروايات عن إسهام بعض الشخصيات اليمنية في فتح تلك المناطق؛ ومن ذلك جهود شريك بن سحيم المرادي([69]) وغزواته في اتجاه ودان وسرت وغدامس وبعض واحات الصحراء.
وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) جهز جيشا لاستكمال فتح إفريقية، جعل على رأسه ابن خالته عبدالله بن سعد بن أبي السرح، وتقول المصادر إن عدد ذلك الجيش الفاتح بلغ عشرين ألفًا([70])؛ كان لقبائل أهل اليمن سهم وافر فيه([71]).
وإذا كانت الفتوحات العربية لبلاد المغرب قد توقفت بسبب أحداث الفتنة التي مرت بها الأمة الإسلامية في نهاية عهد الخليفة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – وفي عهد الخليفة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه-؛ فإن تلك الفتوحات قد استؤنفت في عهد بني أمية. فهل كان لليمنيين دور في الفتوحات في العهد الأموي؟ وكيف أسهموا في توطيد العلاقات اليمنية المغربية؟
ثانيا: الفتوحات في العصر الأموي وإسهام اليمنيين في توثيق العلاقات اليمنية المغربية
منذ تولي معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – أمر الخلافة عام 41هـ/ 660م، أولى مشروع استكمال حركة الفتوحات الإسلامية اهتمامًا كبيرًا، وكانت إفريقية إحدى أهم المناطق التي اهتمت بها الخلافة الأموية في أيام معاوية بن أبي سفيان، وكان الفاتحون اليمنيون ركيزة أساسية في حركة الفتوحات في بلاد المغرب.
فمن أشهر الأسماء اللامعة في فتح إفريقية في عهد معاوية بن أبي سفيان، القائد اليمني معاوية بن حديج الكندي([72])؛ الذي كلفته الخلافة رسميًا سنة 45هـ/665م بمهمة فتح إفريقية([73])، فتوجه هذا القائد على رأس جيش قوامه عشرة آلاف رجل، فتح بهم سوسة وجلولاء في تونس، كما غزى صقلية بمائتي مركب وعاد بغنائم كثيرة([74])؛ ومن أبرز القادة اليمنيين الذين كانوا ضمن طلائع ذلك الجيش، القائد حنش بن عبدالله الصنعاني([75])؛ كما انخرطت قبيلة لخم في تلك الحملة بقيادة الأكدر بن همام اللخمي([76])؛ وكريب بن أبرهة بن الصباح ([77])؛ وقد امتدح بعض المؤرخين جهود الفاتح اليمني معاوية بن حديج الكندي، إذ وصفه ابن الأثير أنه أقر السلام العربي في البلاد([78]).
ومن قادة الفتح اليمنيين الذين أسهموا في نشر الإسلام وفي تعزيز العلاقات اليمنية المغربية المهاجر بن أبي دينار الأنصاري، إذ استطاع هذا الفاتح – الذي امتاز بالسياسة والمحاورة- اجتذاب زعيم إحدى أهم قبائل البربر- قبيلة أوربة- للإسلام وهو كسيلة بن لمزم([79])؛ بعد أن كان مع قبيلته يعتنقون المسيحية ويتحالفون مع الروم البيزنطيين ضد العرب الفاتحين، كما كان للسياسة المرنة التي سار عليها أبو المهاجر دور في التقريب بين العرب والبربر، وظهر أثرها في تقدم حركة الفتح التي وصلت وقتها منطقة تلمسان في غرب المغرب الأوسط([80])؛ على الحدود الشرقية للمغرب الأقصى- المملكة المغربية اليوم- لأول مرة، وبذلك يكون أبو المهاجر بن دينار اليمني أول فاتح عربي مسلم وطئت أقدامه المغرب الأوسط “الجزائر اليوم”([81]).
ومن أشهر قادة الفتح اليمنيين الذين أسهموا في نشر الإسلام في بلاد المغرب، وكان لهم الأثر الواضح في توطيد العلاقات اليمنية المغربية، القائد حسان بن النعمان الغساني الأزدي اليمني([82])؛ إذ مثلت قيادته للفتوحات نقلة نوعية في تطور العلاقات بين العرب عموما بما فيهم العنصر اليمني وبين البربر المغاربة.
وتكمن أهمية الحملة التي قادها حسان بن النعمان الغساني؛ والتي بلغ عدد أفرادها أربعين ألفا([83])؛ في أنها عملت على إدماج الفاتحين العرب مع السكان المغاربة البربر؛ وهو ما نلمسه من خلال الإجراءات والترتيبات الإدارية والعسكرية التي أشرف عليها حسان بن النعمان بنفسه، والتي كان من أبرزها إشراك البربر المسلمين في إدارة وقيادة الجيوش([84])؛ وفضلًا عن جهود حسان بن النعمان في تقريب البربر ودمجهم مع العرب، فقد بذل حسان جهودًا مهمة في استتباب الأمن وبناء المساجد، والعمل على نشر الإسلام واللغة العربية عبر الدعاة الذين وزعهم بين أوساط قبائل البربر، كما قام بتجنيد اثني عشر ألفًا منهم، وجعل على قيادتهم ابني الكاهنة البربرية([85])؛ “يفرن، يزديان”([86])؛ وفرض لهم عطاء أسوة بإخوانهم العرب في الغنائم والفتوحات، وكل تلك الإجراءات حسّنت من إسلامهم، وتعايشهم مع إخوانهم العرب([87]).
وكان آخر فاتح عربي أتم فتح ما تبقى من بلاد المغرب هو موسى بن نصير اللخمي اليمني؛ الذي توغَّل بجيوشه من إفريقية صوب المغرب الأوسط حتى وصل إلى مدينة طنجة بالمغرب الأقصى([88])؛ ثم اتّجه جنوبًا نحو السوس الأدنى والأقصى، ووصلت جيوشه وادي درعة، وكان لفتوحات موسى بن نصير إسهام واضح في تطوير العلاقات اليمنية المغربية، إذ ترك موسى العشرات من العرب في المناطق التي فتحها؛ ليُعلِّموا الناس القرآن الكريم وشرائع الإسلام واللغة العربية([89]).
وهكذا يمكن القول إن الفتح الإسلامي لبلاد المغرب الذي دشنت حملاته الأولى في بداية العقد الثالث من القرن الأول الهجري في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب- رضي الله عنه – واستمرت إلى أواخر العقد التاسع من القرن الهجري الأول- عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك- قد أسهم بشكل أو بآخر في تعزيز العلاقات اليمنية المغربية، لا سيما إذا ما علمنا أن العنصر اليمني كان له الحضور القوي في كل محطات الفتح.
ولم يقتصر دور اليمنيين في الفتوحات الإسلامية لبلاد المغرب على الجانب العسكري -كقادة وجند وعسكر- فحسب، بل إنهم حملوا على عاتقهم بناء الدولة الإسلامية الجديدة إلى جانب إخوانهم البربر المغاربة، لا سيما أن أعدادًا كبيرة منهم قد استقروا في المناطق المفتوحة على طول البلاد وعرضها.
ومن أبرز الأماكن التي استوطنها اليمنيون منذ تدشين حملات الفتح الأولى؛ المناطق الشرقية من بلاد المغرب، فقد استقرت قبائل يمنية من بلى وجهينة وبني مدلج في مدينة الرمادة([90])، وفي السياق ذاته تذكر بعض الروايات أن قسمًا من عرب اليمن من قبائل الأزد ولخم والصدف استقروا في الجبل الشرقي لبرقة، وقسم آخر من غسان وجذام وتجيب نزلوا جبل برقة الغربي([91])؛ كما تذكر روايات أخرى نزول قبائل يمنية من بني سهم وقبائل حضرموت مدينة ودان على مشارف الصحراء الليبية([92]).
وفي المغرب الأدنى، استقرت عدد من قبائل اليمن، ولا سيما بعد اختطاط مدينة القيروان على يد عقبة بن نافع الفهري([93])، سنة 50هـ/669م، إذ تشير بعض الروايات إلى نزول القبائل القحطانية اليمنية فيها([94])، كما استقرت جموع من قبيلة عبس اليمنية في جزيرة شريك([95])، واستوطن قوم من عرب اليمن يعرفون ببني المغلس([96])، مدينة سبيبة([97]).
وفي المغرب الأوسط استقرت بعض من قبائل اليمن؛ ففي مدينة طولقة([98])، نشأت ثلاث مدن؛ واحدة منها كانت خاصة بقبائل أهل اليمن([99]).
وفي المغرب الأقصى استقرت عدة قبائل يمنية منذ حملات الفتح الأولى التي قادها عقبة بن نافع الفهري وأبو المهاجر بن دينار الأنصاري، إذ نزلت قبائل الصدف اليمنية في مدينة سبتة ونواحيها([100]) كما نزلت قبائل حمير في نواحي نكور وسواحلها([101])؛ واستقرت بطون لقبيلة خولان اليمنية جنوبي طنجة باتجاه مدينة فاس على ضفاف نهر يسمى زلول([102]).
وقد أدى استقرار الفاتحين اليمنيين في بلاد المغرب إلى إنعاش الحياة المدنية وعمران المدن وبنائها، فقد ذكرت الروايات أن القائد اليمني معاوية بن حديج الكندي اختطَّ مكانًا قرب القيروان الحالية يسمى “القرن”([103])؛ وأصبح مركزًا له وقاعدة خلال فترة بقائه في إفريقية، كما اختط وحفر عدة آبار للماء عند باب تونس، عرفت باسم آبار حديج([104])، ومما لا شك فيه أن جموع الفاتحين الأوائل من اليمنيين؛ قد أسهموا في بناء مدينة القيروان أول عاصمة رسمية للمسلمين في إفريقية والغرب الإسلامي([105])؛ وأنشؤوا الدور والمساكن في نواحيها([106])؛ كما تشير الروايات إلى أن الفاتح اليمني أبو المهاجر بن دينار اختطَّ مدينة للمسلمين تبعد عن القيروان نحو ميلين([107])؛ وكذلك الأمر بالنسبة لمدينة تونس التي أسسها الفاتح اليمني حسان بن النعمان الغساني وأنشأ بها دارًا لصناعة المراكب والسفن([108]).
وفي السياق ذاته تمكَّن الحميريون في بلاد الريف بالمغرب الأقصى عبر الفاتح صالح بن منصور الحميري من تأسيس إمارة خاصة بهم – بإشراف خلافة دمشق- منذ البدايات الأولى لتسعينيات القرن الهجري الأول([109])؛ وتأسست على يد أحفاده مدينة نكور بالريف المغربي([110]) في بداية العقد الثالث من القرن الثاني الهجري.
واندمج اليمنيون الفاتحون الذين استقروا في بلاد المغرب بأهل البلاد، ونقلوا إليهم خبراتهم في المجال الزراعي وهندسة الترع المائية وتقنيات الري وبناء المواجل والصهاريج والسدود المائية، وبناء المدرجات الزراعية، وكثيرًا من مظاهر الحياة الاجتماعية، مما أدى إلى سرعة اختلاطهم وتساكنهم وتزاوجهم مع المغاربة([111])، منصهرين جميعا تحت بوتقة الإسلام الذي أصبح مظلَّة الجميع.
وكان للعنصر اليمني دور بارز في الحركة العلمية ونشر الإسلام في المناطق التي نزلوا بها، ومن أبرز الأسر اليمنية التي عملت على نشر الإسلام بين القبائل البربرية أسرة سعيد بن إدريس بن صالح بن منصور الحميري([112])؛ إذ إن جَدَّ هذه الأسرة صالح بن منصور الحميري كان قد استقر بالمغرب الأقصى بمرسى تمسامان منذ حملات الفتح العربي الأولى([113])- عهد عقبة بن نافع الفهري- وعمل مع أحفاده على نشر الإسلام بين بربر غمارة وصنهاجة بمنطقة الريف([114]).
وقد استمر الإسهام الفاعل لليمنيين في الجانب العلمي ونشر الإسلام وتعليم الناس أمور دينهم في المراحل اللاحقة؛ حيث ارتبط تاريخ ما بعد الفتوحات الإسلامية لبلاد المغرب ارتباطًا وثيقًا بالعنصر اليمني، ويكفي دليلًا في هذا الشأن أن البعثة العلمية التي بعثها عمر بن عبدالعزيز لتعليم البربر شرائع الاسلام والفقه في أمور دينهم؛ كانت مكونة من عشرة فقهاء سبعة منهم من أهل اليمن([115])؛ ولم تتوقف مهمة الفاتحين اليمنيين على نشر الإسلام وتعليم الناس الدين الجديد في بلاد المغرب فحسب، بل نراهم ينطلقون إلى الضفة الأخرى- شبه الجزيرة الإيبيرية- مع إخوانهم البربر المغاربة([116])؛ فاتحين تلك البلاد، ناشرين الدين الإسلامي([117]).
وصفوة القول إن العلاقات اليمنية المغربية الضاربة جذورها في القدم، فضلًا عن تفرد البلدين بالعديد من الخصائص والسمات التاريخية المشتركة والمتشابهة قبل الإسلام، كل ذلك قد ساعد على التناغم والتقارب والاندماج والتلاحم بين اليمنيين والمغاربة منذ ظهور الإسلام حتى استكمال الفتوحات الإسلامية لبلاد المغرب في نهاية القرن الهجري الأول.
الخاتمة
بناء على كل ما سبق من محاور البحث وعناوينه المختلفة توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:
أولًا: قِدَمُ العلاقات اليمنية المغربية، والتواصل بين المنطقتين، والذي يرجع إلى عصور غابرة، وهو ما أكدته النقوش اليمنية القديمة المكتوبة بخط المسند الحميري في مدينة قرطاجنة، والروايات المصدرية التي تحدثت عن حملات لبعض التبابعة الحميريين ووصولهم إلى بلاد المغرب، فضلا عن الإشارات التي وردت في مصادر مغربية ويمنية تؤكد الأصول الحميرية اليمنية لقبائل بربرية عديدة أشهرها صنهاجة وكتامة ولواتة.
ثانيًا: وجود الكثير من السمات المتشابهة والمشتركة بين اليمن وبلاد المغرب قبل الإسلام، في العديد من المجالات والجوانب الاجتماعية والسياسية والدينية، وهو الأمر الذي ساعد الفاتحين العرب وخصوصا اليمنيين منهم على اختراق البلاد المغربية بعد تدشين مرحلة الفتوحات.
ثالثًا: مثَّل الفتح العربي لبلاد المغرب محطة جديدة بارزة في إعادة جسور التواصل بين اليمن وبلاد المغرب، لا سيما أن معظم قادة ورجال الفتح الإسلامي للبلاد المغربية ينتمون إلى بلاد اليمن.
رابعًا: أدت المشاركة الكبيرة لأهل اليمن في الفتوحات واستقرارهم في كل الأماكن المفتوحة؛ إلى الإسهام الفاعل إلى جانب إخوانهم البربر المغاربة في بناء الدولة المغربية الإسلامية، واختطاط المدن الجديدة والقواعد العسكرية وبنائها، ونقل الخبرات الفنية في المجال الزراعي وتقنيات الري، فضلا عن استكمال نشر تعاليم الإسلام والفقه الإسلامي، واللغة العربية بين السكان البربر المغاربة.
خامسًا: انصهار الفاتحين اليمنيين مع البربر المغاربة في بوتقة واحدة إطارها الدين الإسلامي، وهو ما تجلى في توجه الجميع إلى فتح الضفة الأخرى الشمالية لبلاد المغرب؛ بلاد الأندلس ونشر الدين الإسلامي وإعلاء رايته فيها.
(1) أستاذ التاريخ الإسلامي المشارك بقسم التاريخ والعلوم السياسية- كلية الآداب/ جامعة تعز(اليمن).
[2]– كانت حدود اليمن في المدة المدروسة أوسع من حدوده اليوم، فقد ترامت أطرافه من البحر الأحمر ” القلزم” غربا، إلى حدود العراق شرقا، شاملا أجزاء واسعة من عمان والخليج العربي، ومن بحر العرب وخليج عدن جنوبا حتى حدود مكة ونجد والحجاز شمالا، فضلا عن مئات الجزر المتناثرة على امتداد سواحله البحرية الطويلة. انظر: الهمداني (أبا الحسن محمد بن أحمد تـ360هـ): صفة جزيرة العرب، ص86- 93، والأصطخري (أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي المعروف بالكرخي تـ 346هـ ): مسالك الممالك، تحقيق محمد جابر عبد العال الحيني، مراجعة محمد شفيق غربال، منشورات وزارة الثقافة والارشاد القومي، الجمهورية العربية المتحدة، 1381هـ/1961م، ص21، 26، وابن حوقل (أبا القاسم محمد النصيبي تـ367هـ): صورة الأرض، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1992، ص29، والحموي (ياقوت بن عبدالله تـ 626هـ) ” معجم البلدان“، مج4، تقديم محمد عبدالرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، لبنان، ط1، 2008، ص509-510، والحجري (محمد بن أحمد): مجموع بلدان اليمن وقبائلها، مج2، تحقيق ومراجعة إسماعيل بن علي الأكوع، وزارة الإعلام والثقافة، اليمن، ط1، 1984، ص786-790.
[3] – المقصود ببلاد المغرب الأراضي الممتدة من غرب مصر حتى المحيط الأطلسي، ويحدها شمالًا بحر الروم (المتوسط)؛ وجنوبًا الصحراء التي تفصلها عن بلاد السودان، وتشمل حاليا (ليبيا، تونس، الجزائر، المملكة المغربية، موريتانيا). انظر: البكري (أبا عبيد عبدالله بن عبد العزيز تـ487هـ): المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، باريس، طبعة 1965، ص21، وعزاوي (أحمد): مختصر في تاريخ الغرب الاسلامي، ج1، مطبعة ربا نت، الرباط، ط2، 1430/ 2009، ص9.
[4]– البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص45.
[5]– بافقيه (محمد عبدالقادر): تاريخ اليمن القديم، المؤسسة العربية للدراسة والنشر، لبنان، 1985، ص28.
[6]– نفسه، الصفحة نفسها.
[7]– على الرغم مِمًا قد يخالط هذه الإشارات من المبالغات الأسطورية، فإنه لا يُستبعد منها وجود خيط لعلاقات ربطت المنطقتين في تلك العصور الباكرة.
[8]– ابن خلدون (عبدالرحمن بن محمد تـ808هـ): مقدمة ابن خلدون، تحقيق درويش الجويدي، المكتبة العصرية، بيروت، 2003، ص18، وقارنه بابن منبه (وهب الأبناوي الصنعاني تـ114هـ): كتاب التيجان في ملوك حمير، مركز الدراسات والبحوث + الجيل الجديد، صنعاء، ط3، 2008، ص371-372، وانظر: إسماعيل مولاي عبد الحميد: سيماء الحضارة اليمنية في المغرب الأقصى، بحث مقدم في ندوة بعنوان” اليمن عبر التاريخ” خلال الفترة من 23-25 سبتمبر 1989م، نشر جامعة عدن، ص30.
[9]– مؤلف مجهول (من أهل القرن 8هـ): الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية: تحقيق الدكتور: سهيل زكار+ الأستاذ عبدالقادر زمامة، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، ط1، 1399هـ-1979م، ص18-19، ابن أبي زرع (أبو الحسن علي بن عبد الله تـ741هــ): الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور، الرباط، 1972، ص119، وابن خلدون، المقدمة، م.س، ص18، وانظر: الإدريسي (أبا عبد الله محمد بن عبدالله السبتي تـ 560هـ): نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، مكتبة الثقافة الدينية، بور سعيد، 1994، ج ا، ص223.
[10]– إسماعيل مولاي عبد الحميد، سيماء الحضارة اليمنية في المغرب الأقصى، م.س، ص30.
[11]– قال الله تعالى {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}. انظر: سورة سبأ، آية رقم15، 16.
[12]– نسبة إلى مؤسسها أبي الفتوح يوسف بُلُكّين بن زيري بن مناد الصنهاجي (362-373هـ/972-983م)؛ وقد استمر أولاده وأحفاده في حكم إفريقية حتى النصف الأول من القرن السادس الهجري. للمزيد حول هذه الدولة انظر: الصلابي (علي محمد): الدولة العبيدية الفاطمية، المكتبة العصرية، بيروت، ط1، 2007، ص85-109.
[13]– ابن عذاري (أبو العباس أحمد المراكشي تـ بعد 712هـ): البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، ج1، تحقيق ومراجعة، أ.س كولان، أليفي بروفنسال، الدار العربية للكتاب، بيروت ط3، 1983، ص240.
[14] – اليعقوبي (أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب تـ 284هـ): البلدان، المطبعة الحيدرية، النجف، ط3،1957، ص99.
[15]– انظر: الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، م.س، ج ا، ص223..
[16]– مؤلف مجهول، الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، م.س، ص 18، 24؛ ابن الأثير (عز الدين علي محمد بن عبدالكريم تـ630هـ): الكامل في التاريخ، ج8، دار الكتاب العربي، لبنان، (د.ت.ط)؛ ص74، 76- ضمن أحداث سنة488ه، الصلابي(علي محمد): دولة المرابطين، مكتبة الإيمان، المنصورة، 2006، ص15؛ عزاوي(أحمد): مختصر في تاريخ الغرب الاسلامي، ج2، مطبعة ربا نت، الرباط، ط2، 2009، ص25.
[17]– ابن الديبع (وجيه الدين عبدالرحمن بن علي ت: 944هـ): نشر المحاسن اليمانية في خصائص اليمن ونسب القحطانية، صنعة أحمد راتب حموش، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، ط1، 1413هـ/ 1992م، ص146، 155.
[18] – انظر: الفَرِحُ (محمد حسين): عروبة البربر” تاريخ ودلائل انتقال البربر من اليمن إلى بلاد المغرب والجذور العربية اليمنية لقبائل البربر”، وزارة الثقافة، الجمهورية اليمنية، 2010م، ضمن إصدارات تريم عاصمة الثقافة الاسلامية، ص9.
[19] – الهمداني (أبي محمد الحسن بن أحمد تـ بعد 334هـ): كتاب الإكليل من أخبار اليمن وأنساب حمير، ج2، إصدارات وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 2004، ص21، 22، 93.
[20] – ابن خلدون (عبدالرحمن بن محمد تـ 804هـ): العبر وديوان المبتدأ والخبر، ج6، مؤسسة جمال للطباعة والنشر بيروت، لبنان، 1979، ص93. وانظر: سعد زغلول نقلًا عن المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص144. الذي يشير إلى تنازع الناس حول نسب البربر فمنهم من يقول إنهم من غسان وغيرهم من اليمن الذين تفرقوا بعد سيل العرم، ومنهم من يرى أنهم من قيس بن عيلان وغير ذلك. انظر: سعد زغلول عبدالحميد: تاريخ المغرب العربي، ج1، دار المعارف، الاسكندرية، طبعة 2000، ص89.
– [21]للمزيد حول موضوع العلاقات اليمنية المغربية قبل الاسلام. انظر: الفرح، عروبة البربر” تاريخ ودلائل انتقال البربر من اليمن إلى بلاد المغرب والجذور العربية اليمنية لقبائل البربر“، حيث سعى المؤلف إلى رصد النصوص التي تثبت الأصل العربي واليمني منه تحديدا للعنصر البربري.
[22]– الشجاع (عبد الرحمن بن عبدالواحد): تاريخ اليمن في الإسلام في القرون الأربعة الهجرية الأولى، مكتبة الإحسان، صنعاء، ط8، 2013، ص27-28.
[23]– الشجاع، تاريخ اليمن في الإسلام في القرون الأربعة الهجرية الأولى، م.س، ص27-28.
[24]– كان الفرس قد دخلوا اليمن سنة 575م، حين استنجد سيف بن ذي يزن الحميري بكسرى فارس لمساعدته على إخراج الأحباش الذين كانوا قد احتلوا اليمن منذ سنة 525م، -بتنسيق مع الروم البيزنطيين- بحجة الدفاع عن المسيحيين الذين اضطهدهم ذو نواس الحميري في نجران. لمزيد من الاطلاع حول الموضوع انظر: وهب بن منبه، كتاب التيجان في ملوك حمير، م.س، ص348-355، وبافقيه، تاريخ اليمن القديم، م.س، ص159-163.
[25]– الفقي (عصام الدين عبدالرؤف): اليمن في ظل الإسلام منذ فجره وحتى قيام دولة بني رسول، دار الفكر العربي، ط1، 1982، ص 15، وعبد الرحمن الشجاع، تاريخ اليمن في الإسلام في القرون الأربعة الهجرية الأولى، م.س، ص27.
[26]– الكامل (محمد أحمد): موجز تاريخ اليمن حتى نهاية عهد الدولة الطاهرية، الجيل الجديد، صنعاء، ط2، 2017، ص20.
[27]-تذكر الروايات أن أول تواجد للأحباش في اليمن يعود إلى القرن الأول الميلادي، ثم تواجد الأحباش كقوة احتلال حوالي سنة 340م؛ لغرض تأمين طرق التجارة البحرية بين بحر الهند والبحر المتوسط عبر البحر الأحمر، فضلًا عن هدفهم الديني وهو نشر المسيحية، وعن أن غزوهم لليمن كان ردة فعل على غزو الملك الحميري شمر يهرعش للحبشة نهاية القرن الثالث الميلادي، وقد استمرت سيطرة الأحباش إلى سنة 375م، حيث تم طردهم على يد الملك الحميري “ملك كرب يهأمن”، ليعودوا مرة أخرى لاحتلال اليمن في أوائل القرن السادس الميلادي، وتحديدًا سنة 525م. انظر: وهب بن منبه، كتاب التيجان في ملوك حمير، م.س، ص278، 349- 355، الحداد (محمد يحيى): تاريخ اليمن السياسي، ج1، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت، ط4، 1986، ص111-133، بافقيه، تاريخ اليمن القديم، م.س، ص167-168.
[28]– وهب بن منبه، كتاب التيجان في ملوك حمير، م.س، ص351-355، بافقيه، تاريخ اليمن القديم، م.س، ص163.
[29]– استوطن البربر المنطقة الممتدة من صحراء ليبيا إلى المحيط الأطلسي، ومن البحر المتوسط إلى حوض السينغال والنيجر، واختلطوا مع مرور الزمان بالقبائل المهاجرة إليهم وبالشعوب الغازية لبلادهم، حتى أصبحوا أمة متميزة بلغتها وتقاليدها وأسلوبها الخاص في الحياة. انظر: بن منصور (عبد الوهاب): قبائل المغرب، ج1، المطبعة الملكية، الرباط، 1968، ص268.
[30]– ابن خلدون، العبر، ج6، ص90، وحركات (إبراهيم): المغرب عبر التاريخ، ج1، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، 2000، ص24-26.
[31]– ابن حزم (أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الأندلسي تـ 456ه): جمهرة أنساب العرب، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار المعارف، مصر، 1977، ص.495، وعزاوي، مختصر تاريخ الغرب الإسلامي، م.س، ج1، ص12.
[32]– يذكر أحمد عزاوي أن الكتلة الزناتية أسهمت في دعم الفتح الإسلامي منذ البداية؛ إذ كانوا أول من التقى الفاتحين العرب غربي مصر، ولكونهم بدوًا رحّلًا فهم أميل إلى الحركة، ولم يكن لهم ما يربطهم بالأرض، فاعتنقوا الإسلام وانتقلوا مع الفاتحين العرب اقتناعا بالدين ورغبة في الغنائم. انظر: مختصر تاريخ الغرب الإسلامي، م.س، ج1، ص12 وهامشها.
[33] – عبدالوهاب بن منصور، قبائل المغرب، م.س، ج1، ص103-104.
[34] يشير ابن خلدون إلى أن هذا العنصر كان أقدم من سكن إفريقية، ويتحدث ابن عبد الحكم عنهم بالقول: “وأقام الأفارق وكانوا خدمًا للروم (أي البيزنطيين) على صلح يؤدونه إلى من غلب على بلادهم”، ويذهب بعض الدارسين إلى أن الأفارقة عبارة عن خليط من الشعوب التي احتلت بلاد المغرب كالرومان والبيزنطيين وبقايا القرطاجيين القدامى، وفي ضوء هذه الآراء نميل إلى أن الأفارقة عنصر أصلي سكن المغرب قديمًا وتزاوج مع العناصر الوافدة المحتلة لبلاد المغرب تاريخيًا فأصبح فئة مميزة عن غيره -ربما يشبه عنصر الأبناء في اليمن الذي كانوا خليطًا من تزاوج العنصر الفارسي باليمنيات- ومع ظهور الإسلام، كان الأفارقة تحت النفوذ البيزنطي الروماني. انظر: ابن عبد الحكم (أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله تـ 257هـ): فتوح مصر والمغرب، تحقيق علي محمد عمر، مكتبة الثقافة الدينية، بورسعيد، 1995، ص197، والعبر، م.س، ج6، ص.94، وانظر: مؤنس(حسين): فتح العرب للمغرب، مكتبة الثقافة الدينية، بورسعيد، [ د.ت.ط.]، والحريري (محمد عيسى): مقدمات البناء السياسي للمغرب الإسلامي، دار القلم، الكويت، ط2، 1983، ص18.
[35] – على الرغم من أن المصادر العربية لا تسعفنا بالحديث عن وجود جماعات سودانية ذات كيان خاص عند مجيء الفاتحين العرب، فإنه يستشف من بعضها أن الواحات الجنوبية كانت همزة وصل بين المغرب وبلاد السودان، حيث تصف تلك المصادر المناطق الصحراوية بأنها أبواب السودان. انظر: اليعقوبي، البلدان، م.س، ص.98، والبكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص.148+ 182، وسعد زغلول، تاريخ المغرب العربي، م.س، ج1، ص115. وللمزيد حول التركيبة الإثنية لبلاد المغرب عشية الفتح الإسلامي؛ راجع اسكندر (سعيد ناجي): حركة الخوارج الصفرية في المغرب الإسلامي ما بين القرنين “2-4هـ/ 8-10م“، أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة ابن طفيل، القنيطرة، المملكة المغربية، 2009، ص35-40.
[36]– تولى الملك أبي كرب أسعد الحكم خلفا لوالده الملك الحميري “ملك يكرب يهأمن- 375-400م-، وتقول الروايات أن الملك أبي أسعد كرب هو التبع ” أسعد الكامل” المشهور الذي تحدث عنه القرآن الكريم بقوله تعالى {أهم خيرٌ أم قوم تُبًعٍ}، وهو الذي أضاف إلى اللقب الرسمي “ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت” الإضافة الجديدة “وأعرابهمو طودم وتهامة”، أي وأعرابهم في الجبال وتهامة”، وقد توسعت حدود الدولة في عهده لتضم أرض نجران ومكة ونجد، وامتدت سنوات حكمه لأكثر من ثلاثين عاما تبدأ بسنة 400م إلى ما بعد 430م. انظر: وهب بن منبه، كتاب التيجان في ملوك حمير، م.س، ص342-343، والحداد، تاريخ اليمن السياسي، م.س، ج1، ص116-119.
[37]– عبدالرحمن الشجاع: اليمن في صدر الإسلام، دار الفكر، دمشق، ط1، 1987، ص59-60.
[38]– يرجح أن هذا الملك عاش في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي، وأن من أحفاده الحارث بن عبد كلال الحميري الذي أرسل له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مبعوثه المهاجر بن أمية يدعوه إلى الإسلام، فاستجاب لدعوة الإسلام، سيما وأن أسرته وأجداده كانوا قد آمنوا بالله متأثرين بالمسيحية التي اعتنقها جدهم عبد كلال بن مثوب. انظر: الطبري (محمد بن جرير تـ310هـ): تاريخ الأمم والملوك، مج1، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1988، ص417، والشجاع، اليمن في صدر الإسلام، م.س، ص 60- 63.
[39]– الجندي (بهاء الدين محمد بن يوسف بن يعقوب تـ732هـ): السلوك في طبقات العلماء والملوك، تحقيق محمد بن علي الأكوع، ج2، مكتبة الإرشاد، صنعاء، ط2، 1416هـ/1995، ص81، وعبدالرحمن الشجاع: اليمن في صدر الإسلام، م.س، ص60-61، الحداد، تاريخ اليمن السياسي، م.س، ج1، ص120-121.
[40] – وهب بن منبه، كتاب التيجان في ملوك حمير، م.س، ص348.
[41]– قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (*) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (*) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (*) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (*) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (*) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (*) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ* . راجع سورة البروج، الآية رقم 1 إلى الآية رقم 7، الجزء الثلاثون.
[42]– مسعود (ميخائيل): الأساطير والمعتقدات العربية قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت، ط1، 1994، ص151.
[43] – الشجاع، تاريخ اليمن في الإسلام في القرون الأربعة الهجرية الأولى، م.س، ص23.
[44]– مسعود، الأساطير والمعتقدات العربية قبل الإسلام، م.س، ص151
[45]– الطبري (محمد بن جرير تـ 310هـ): تاريخ الأمم والملوك، مج2، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1988، ص209، والجعدي (علي بن سمرة ت حوالي 586هـ): طبقات فقهاء اليمن، تحقيق فؤاد سيد، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 1981-1401، م.س، ص19.
[46]– الشجاع، اليمن في صدر الإسلام، م.س، ص 190-191.
[47] – الحموي (شهاب الدين أبوعبدالله ياقوت بن عبدالله تـ 626هـ): معجم البلدان، تقديم محمد عبدالرحمن المرعشلي، مج2، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1429هـ/2008، ص261، وانظر: وهب بن منبه، كتاب التيجان في ملوك حمير، م.س، ص343.
[48]– العزاوي، مختصر الغرب الاسلامي، ج1، م.س، ص14.
[49]– ابن خلدون، العبر، ج6، م.س، ص107، وانظر: سعد زغلول، تاريخ المغرب العربي، ج1، م.س، ص224.
[50]– سعد زغلول، تاريخ المغرب العربي، ج1، م.س، ص114.
[51]– العزاوي، مختصر الغرب الاسلامي، م.س، ص14+ ص26.
[52]– انظر: ابن خلدون، العبر، ج6، م.س، ص218.
[53]– انظر: البيان المغرب، ج1، م.س، ص24.
[54]– البيان المغرب، ج1، م.س، ص 36-37.
[55]– الرقيق (أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم القيرواني تـ بعد 425هـ): تاريخ إفريقية والمغرب، تحقيق الدكتور عبدالله العلي الزيدان، والدكتور عز الدين موسى، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 1990، ص14.
[56] – المغرب في ذكر إفريقية والمغرب، م.س، ص12، وانظر: سعد زغلول، تاريخ المغرب العربي، م.س،ج1، ص120.
[57] – المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص161.
[58] – انظر: البيان المغرب، م.س،ج1، ص24.
[59] – ابن أبي زرع (أبو الحسن علي بن عبد الله تـ741هـ): الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور، الرباط، 1972، ص16.
[60] – عبد الهادي التازي: الوسيط في التاريخ الدولي للمغرب، مج1، دار المعرفة للنشر، الرباط، ط1، 2001، ص129.
[61]– نود الإشارة إلى أننا لسنا بصدد الحديث عن تفاصيل حملات الفتوحات العربية الإسلامية لبلاد المغرب، فذاك موضوع قد دُرس بشمولية من طرف بعض الباحثين، وإنما سنعمل على إبراز دور العنصر اليمني تحديدا في تلك الحملات، وما نشأ عنه من تطور في العلاقات بين اليمنيين والمغاربة خلال تلك المرحلة التاريخية. في هذا الصدد انظر: حسين مؤنس، فتح العرب للمغرب، مكتبة الثقافة الدينية، بورسعيد، (د. ت. ط)، وسعد زغلول عبد الحميد: تاريخ المغرب العربي، دار المعارف، الاسكندرية، ج1، طبعة 2000، اسكندر، حركة الخوارج الصفرية في المغرب الإسلامي ما بين القرنين” 2-4هـ/ 8-10م“، م.س، ص40-66.
[62]– الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، م.س، مج1، ص222. وفي هذا الصدد يورد أبو زكريا نصًّا طويلًا يتحدث فيه عن إسلام قبيلة لواتة وزيارة وفد من رجالها إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومما جاء فيه قوله: “وبلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين قدم عليه قوم من البربر ” لواتة” أرسلهم إليه عمرو بن العاص، وهم محلقو الرؤوس واللحى، فقال لهم من أنتم؟ قالو من البربر، لواتة. فقال عمر لجلسائه: هل منكم من يعرف هذا القبيل في شيء من قبائل العرب والعجم؟ قالوا: ليس لنا من قبيلهم من علم. فقال العباس بن مرداس السلمي: إن عندي فيهم علمًا يا أمير المؤمنين، هؤلاء من أولاد بر بن قيس، وكان لقيس عدة من أولاد، أحدهم سالم بن قيس، وفي خلقه بعض الرعونة، يعني ضيقًا، فقاتل إخوته ذات يوم، فخرج إلى البراري فكثر بها نسله وولده، وكانت العرب تقول تبربروا أي كثروا… فقال لهم عمر: مالكم محلقو الرؤوس واللحى؟ فقالوا شعر نبت على الكفر فأحببنا أن نبدل شعرًا في الإسلام”. انظر: أبو زكريا (يحيي بن أبي بكر تـ 472هـ): كتاب السيرة وأخبار اللائمة، تحقيق إسماعيل العربي، دار الغرب الإسلامي، ط2، 1982، ص51-52.
[63]– العبر، م.س، ج6، ص.116.
[64]– ابن عبد الحكم، فتوح مصر وبلاد المغرب، م.س، ص76، 84، 103، والصباري (عبدالسلام محمد): الصلات الاجتماعية والاقتصادية بين اليمن والغرب الإسلامي من الفتح حتى منتصف القرن 5هـ/11م، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة مولاي اسماعيل، مكناس، المملكة المغربية، 2001،ص31.
[65] – اكنينح (العربي): في المسألة الأمازيغية أصول المغاربة (أمازيغ، عرب، زنوج وآخرون)؛ مطبعة آنفو- برانت، فاس، ط1، 2003، ص27.
[66] – يذهب بعض الباحثين إلى الحديث عن وجود تقارب كبير بين لهجات البربر ولهجات جنوب الجزيرة العربية، وتشابه بين كتابات بلاد اليمن القديمة “الحميرية” وكتابات عُثِر عليها في بعض جهات صحراء بلاد المغرب. انظر: عزاوي، مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي، ج1، م.س، ص11.
[67]– ابن الديبع، نشر المحاسن اليمانية في خصائص اليمن ونسب القحطانية، م.س، ص146.
[68]– البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص13.
[69]– البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، ص12-13، وطه (عبد الواحد ذنون): دراسات في تاريخ وحضارة المغرب الإسلامي، دار المدار الإسلامي، بيروت، ط1، 2004، ص41.
[70]– ابن عذاري، البيان المغرب، م.س، ج1، ص9، القيرواني (أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي ت 333هـ): طبقات علماء إفريقية وتونس، تقديم وتحقيق علي الشابي ونعيم حسن اليافي، الدار التونسية للنشر، ط2، 1985، ص70.
[71]– القيرواني، طبقات علماء إفريقية وتونس، م.س، ص68-70، واكنينح، في المسألة الأمازيغية أصول المغاربة، م.س، ص27، الصباري، الصلات الاجتماعية والاقتصادية بين اليمن والغرب الإسلامي، م.س، ص32-36.
[72] – هو أبو نعيم معاوية بن حديج الكندي وقيل: التجيبي والسكوني، اشترك في فتح مصر، وذهبت إحدى عينيه في غزوة النوبة مع عبدالله ابن أبي السرح، وهو الذي أقبل على عمر بن الخطاب يبشره بفتح الاسكندرية، كان عثماني الهوى، ولاه معاوية على مصر، اختط القرن قبل تأسيس القيروان، وأقام بها مدة إقامته في إفريقية، وحفر عدة آبار للماء عند باب تونس في ناحية الجبل عند مصلى الجنائز تسمى آبار حديج، توفي في مصر سنة 52هـ/671 م . للمزيد انظر: القيرواني، طبقات علماء إفريقية وتونس، م.س، ص76 وهامشها، ابن عذاري، البيان المغرب، م.س، ج1، ص16-19.
[73] – ابن عذاري، البيان المغرب، م.س، ج1، ص16.
[74]– ابن عذاري، البيان المغرب، م.س، ج1، ص16-17.
[75]– هو أبو رشدين حنش بن عبدالله بن عمرو بن حنظلة بن فهد بن عبدالله بن ثامر السبئي الصنعاني، وقيل نسبة إلى صنعاء الشام، ونرجح أنه يمني كما يوضحه لقبه السبئي، كان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الكوفة، ولاه عبدالله بن الزبير على اليمن، فأُسر وجيء به إلى الخليفة عبد الملك بن مروان فعفى عنه، وكان له صولة وجولة في فتوحات إفريقية وبلاد المغرب، كما رافق موسى بن نصير في حملته على الأندلس سنة 92هـ/712م، وينسب إليه اختطاط جامع سرقسطة وبناؤه، توفي سنة 100هـ/718م بإفريقية، وقيل مات في الأندلس ودفن في مدينة سرقسطة. للمزيد حول الموضوع انظر: الجعدي، طبقات فقهاء اليمن، م.س، ص57-58، وابن عذاري، البيان المغرب، ج1، ص18، والداية (محمد رضوان): ترجمة حنش الصنعاني، مجلة الإكليل، وزارة الإعلام والثقافة، صنعاء، العددان 3، 4، السنة الأولى- ربيع 1401هـ/1981م، ص39-46. ابن عذاري، البيان المغرب، ج1، ص18
[76] – يوسف (كارم محمود اسماعيل): دور اليمنيين السياسي في الأندلس”92-172هـ/ 711-788م“، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، عمان، صفر 1411- سبتمبر 1991م، ص12-13.
[77] -سعد زغلول عبد الحميد، تاريخ المغرب العربي، ج1، ص176 نقلا عن المالكي، ج1، ص18.
[78] – نقلا عن سعد زغلول عبد الحميد، تاريخ المغرب العربي، م.س، ج1، ص180.
[79]– يذكر أحد الباحثين المغاربة أن الاسم الحقيقي للقائد البربري هو “اكسل” وتعني بالأمازيغية النمر، ويقول إنه حُرِّف هذا الاسم إلى “كسيلة”. لمزيد من الاطلاع على معنى هذا الاسم يمكن الرجوع إلى مداخلة د. محمد الغرايب بعنوان” الجانب الإنساني في المقاومة الأمازيغية: حالة كسيلة والكاهنة”، وقد نشرت في ندوة المقاومة المغربية عبر التاريخ أو مغرب المقاومات، الرباط، 2005، ج1، ص167-168.
[80]– بيضون (إبراهيم): الدولة العربية في إسبانيا من الفتح حتى سقوط الخلافة، دار النهضة العربية، بيروت، ط3، 1986، ص41-42.
[81]– العبادي (أحمد مختار): في تاريخ المغرب والأندلس، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، [د. ت.ط]، ص40.
[82]– الرقيق، تاريخ إفريقية والمغرب، م.س، ص22.
[83]– ابن عذاري، البيان المغرب، م.س، ج1، ص34.
[84]– من أبرز القادة البربر الذين ولاهم حسان بن النعمان الغساني على قيادة الجيوش؛ هلال بن ثروان اللواتي. انظر: ابن عبد الحكم، فتوح مصر وبلاد المغرب، م.س، ص228. وتجدر الإشارة إلى أن ما قام به حسان بن النعمان من إشراك البربر في قيادة الجيش كان له أثر إيجابي على مسيرة الفتح؛ فمن ناحية أشعر البربر بالمساواة مع إخوانهم العرب، ومن ناحية أخرى استفاد من خبرات البربر الحربية ومعرفتهم بمسالك الطرق وطبائع القبائل، مما سهل المهمة على الفاتحين.
[85]– ابن عذاري، البيان المغرب، م.س، ج1، ص38.
[86] – الفَرِحُ، عروبة البربر، م.س، ص28.
[87]– المالكي (أبو بكر عبد الله بن محمد ت 494هـ): كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم وأوصافهم، تحقيق بشير الكبوس، مراجعة محمد العروسي المطوي، ج1، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط2، 1994، ص56، وابن عذاري، البيان المغرب، م.س، ج1، ص38، وطه، دراسات في تاريخ وحضارة المغرب الإسلامي، م.س، ص51-52.
[88] – الرقيق، تاريخ إفريقية والمغرب، م.س، ص39-40، ابن عذاري، البيان المغرب، م.س، ج1، ص40-42.
[89] – الرقيق، تاريخ إفريقية والمغرب، م.س، ص39-40، وابن عذاري، البيان المغرب، م.س، ج1، ص40-42.
[90] – اليعقوبي، البلدان، م.س، ص95، ومدينة الرمادة أول منازل البربر وتقع بالقرب من البحر، وكانت معسكرا للرومان قديما، وتدخل ضمن الأراضي الليبية اليوم القريبة من الحدود المصرية. انظر: الهكاري (زينب): المسالك والممالك لأبي عبيدالله البكري” الجزء الخاص ببلاد المغرب“، تقديم أحمد عزاوي، مطبعة رباط نت، الرباط، 2012، ص59.
[91] – اليعقوبي، البلدان، م.س، ص96.
[92] – البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص 11-12، اليعقوبي، البلدان، م.س، ص98.
[93]– ابن عبد الحكم، فتوح مصر وبلاد المغرب، م.س، ص224.
[94] – اليعقوبي، البلدان، م.س، ص100.
[95] – تقع هذه الجزيرة بين مدينتي سوسة ومدينة تونس، وسميت بجزيرة شريك نسبة إلى شريك العبسي اليمني. انظر: البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص45، وسعد زغلول عبدالحميد، تاريخ المغرب العربي، ج1، م.س، ص165.
[96]– بنو المغلس من بطون همدان اليمنية، وما زال بنو المغلس موجودين إلى اليوم في اليمن ويسكنون منطقة الحجرية في محافظة تعز. راجع الهمداني، صفة جزيرة العرب، م.س، ص136، 137، 142، 194،307، وانظر: المقحفي (إبراهيم بن أحمد): معجم البلدان والقبائل اليمنية، دار الكلمة، صنعاء، ط3، 1988، ص616.
[97] – المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص146، ومدينة سبيبة تقع جنوب مدينة القيروان على بعد مرحلتين تقريبا.
[98] – طولقة تقع حاليا جنوب غرب مدينة بسكرة بإقليم قسنطينة في الجزائر. انظر: الهكاري، المسالك والممالك لأبي عبيدالله البكري” الجزء الخاص ببلاد المغرب“، م.س، ص138-139.
[99] – المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص72.
[100] – المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص103.
[101] – اليعقوبي، البلدان، م.س، ص108.
[102] – المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص109، وهذا النهر هو المعروف اليوم باسم نهر سبو الذي يصب في ساحل المهدية على المحيط الأطلسي في مدينة القنيطرة.
[103] -ابن عذاري، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، ج1، م.س، ص16.
[104] -انظر: القيرواني، طبقات علماء إفريقية وتونس، م.س، ص76 وهامشها.
[105] – اليعقوبي، البلدان، م.س، ص100، والقيرواني، طبقات علماء إفريقية وتونس، م.س، ص68-69، والصباري، الصلات الاجتماعية والاقتصادية بين اليمن والغرب الإسلامي، م.س، ص57.
[106] – القيرواني، طبقات علماء إفريقية وتونس، م.س، ص58.
[107] -ابن عذاري، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، ج1، م.س، ص16.
[108] – البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب م.س، ص38-39، وسعد زغلول، تاريخ المغرب العربي، ج1، م.س، ص238-241.
[109] – البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب م.س، ص91، والصباري، الصلات الاجتماعية والاقتصادية بين اليمن والغرب الإسلامي، م.س، ص57.
[110] – البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص91، وعزاوي، مختصر الغرب الإسلامي، ج1، م.س، ص72.
[111] – الصباري، الصلات الاجتماعية والاقتصادية بين اليمن والغرب الإسلامي، م.س، ص56، 61،64.
[112] – هو الذي أسس مدينة نكور سنة 123هـ/740م. انظر: البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص91، وعزاوي، مختصر الغرب الإسلامي، ج1، م.س، ص72.
[113] – البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص91.
[114] – البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م.س، ص91، وكارم محمود اسماعيل يوسف، دور اليمنيين السياسي في الأندلس”92-172هـ/ 711-788م“، م.س، ص28.
[115]– أوردت المصادر أسماء هؤلاء الفقهاء وهم: موهب بن حي المعافري، عبدالرحمن بن رافع التنوخي، بكر بن سوادة الجذامي، أبو عبدالرحمن عبدالله بن يزيد الحبلي المعافري، سعيد بن مسعود التجيبي، أبو سعيد جُعثل بن هاعان بن عمير بن اليثوب الرعيني اليمني. انظر: رياض النفوس، ج1، م.س، ص 99 -118، وطبقات علماء إفريقية وتونس، م.س، ص84- 87، أحمد (مصطفى أبوضيف): أثر القبائل العربية في الحياة المغربية، ج1، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، ط1، 1986، ص92-95.
[116] -ابن عذاري، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، م.س، ج2، ص5.
[117] – من أبرز الشخصيات اليمنية الذين اشتركوا مع إخوانهم المغاربة في فتوحات الأندلس؛ عبدالملك بن عامر المعافري – جد المنصور بن أبي عامر- الذي كلفه طارق بن زياد بافتتاح حصن قرطاجنة، وطريف بن مالك المعافري الذي أسهم في تأمين الناحية الجنوبية الغربية من الجزيرة الخضراء. انظر: ابن عذاري، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، م.س،ج2، ص256-257، الترب(سناء محمد): المعافريون في الأندلس منذ الفتح حتى القرن الخامس الهجري، المؤسسة اليمنية للثقافة والفنون – سلسلة كتاب تعز عاصمة ثقافية-، تعز، اليمن، ط1، 2014، ص50-51.
قائمة المصادر والمراجع
أولا: القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم
ثانيا: المصادر:
ثالثًا: المراجع
رابعا: الأبحاث المنشورة في مؤتمرات علمية ومجلات محكمة
خامسا: رسائل الماجستير والدكتوراه