مركز عدن للدراسات التاريخية

علم الحديث ورجاله في الأزهر الشريف في العصر الفاطمي في الفترة من 362-567هـ/ 966-1171م

د. أحمد عبد الباقي حسين

د. أحمد عبد الباقي حسين ([1])

ملخص البحث

 عندما دخل المعز لدين الله الفاطمي (341هـ/952م -365هـ/975م)، إلى مصر على يد قائد قواته جوهر الصقلي وضع نصب عينيه أن تكون مصر منطلقًا لنشر دعوته ومذهبه والتوسع شرقا؛ وتحل محل الخلافة العباسية الخلافة الفاطمية، وإخضاع الدول المستقلة في المشرق الإسلامي لسلطانه الديني والسياسي؛ لذا نجده يقوم بحركة عمارة كبيرة نتج عنها تأسيس القاهرة، وأبرز معالمها الأزهر الفاطمي، ليكون منبرًا لنشر المذهب الشيعي الإسماعيلي.

 فخططوا ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗرﺗكز ﻋﻠﻰ إنشاء ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺒرﻯ، ومن ﺛَم ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍلأجواء ﻟﻠﻌﻠماء ﻓﻼ ﻳﺸﻐﻠﻬم شيء عن ﺍﻟﻌﻠم، ﻭﺍﻟﺒﺤث ﻭﺍﻟدﺭﺱ؛ ﻓﺠﻌﻠوﺍ ﻟﻬم ﻣوﺍﺭﺩ ﻣن ﺍﻟرﺯﻕ ﺗﻀﻤن ﻟﻬم العيش الكريم، ﺛﻢ أﺭﺳﻠﻮﺍ ﻳﺴﺘﺪﻋﻮﻥ العلماء من ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺍﺗﺴﻊ ﻭﻗﻮﻱ ﺑﻌﺪ إﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺑﻀﻢ بلاﺩ ﺍلشام والمغرب إلى ﻣﺼﺮ.

 فوجدوا أنفسهم إزاء رغبتهم في الانفتاح على الآخر؛ مضطرين إلى تخصيص ﻛﺮﺍﺳﻲ ﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍلإﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻣﺬاﻫﺐ أهل السنة ﺣﻠﻘات دﺭﺍﺳﻴﺔ تنافس مثيلتها من حلقات الشيعة الإسماعيلية، وبخاصة في علم الحديث الذي ظهر فيه محدثون في مصر ذكرهم مصنفو طبقات رجال الحديث، وكانت الرحلة إليهم في ذلك العصر.

    Research Summary

 When al-Mu’izz the Fatimid، and the commander of his forces، Johar al-Saqli entered egypt،they set their minds that Egypt would be a springboard for them to spread their doctrine and expand eastward، and the Fatimid caliphate would replace the Abbasid caliphate، and independent states in the Islamic East would be subject to its religious and political authority; Therefore، we find him and his military leader undertaking a major architecture movement that resulted in Cairo، and the most prominent of its Fatimid Al-Azhar monuments، as a platform through which the Ismaili Shi’a doctrine spreads

 They planned a comprehensive scientific policy based on the establishment of a major university، and then prepared the atmosphere for scientists، so they did not do anything only science، research and study; They made a living for them to ensure a decent life for them، then they brought scholars from the outside. This method was intensified and expanded and strengthened after the establishment of the unit annexing the Levant and Morocco to Egypt.

 They found themselves with a desire to open up to the other; We are obliged to allocate chairs to teach all Islamic schools of thought in their major university، so the doctrines of the Sunnis had seminars that rivaled their counterparts from the Ismaili Shi’a circles،، especially in hadith science which scholars in Egypt emerged to whom the trip for them in that era..

المقدمة

 بسم الله والصلاة والسلام على النعمة المهداة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، سيد الكونين والثقلين، كاشف الغمة، وعلى من تبعه من الأئمة.

 الأزهر الفاطمي الذي يعد في الوقت الحاضر من أبرز قلاع مذاهب أهل السنة، كان في الأصل مركزًا للدعوة للشيعة الإسماعيلية الفاطمية، وهي نقطة شائكة يفضل البعض تناولها سياسيا فقط، فنجد عرضًا وافيا لزحف الدولة الفاطمية من بلاد المغرب نحو مصر، وسيطرتهم عليها، أما فيما يتعلق بمكانة الأزهر الفاطمي العلمي، ودور علماء مذاهب أهل السنة فيحتاج إلى الدرس والتنقيب.

 وبخاصة إذا علمنا أن علم الحديث شهد نهضة في مصر خلال العصر الفاطمي، وكان بين جدران الأزهر مدرسة خاصة متميزة في هذا العلم، ونجد أنفسنا أمام تساؤلات تفرض نفسها، ومن أبرزها ما الذي دعا الدولة الفاطمية إلى فتح الساحة أمام محدثي مذاهب أهل السنة؟ برغم اختلاف نهجي أهل السنة والشيعة الإسماعيلية ([2]) في تناول هذا العلم.

 فكان هدفنا في المقام الأول هو رصد تلك الحالة من التناغم والانسجام، الذي نجم عن عناية الحكام الفاطميين بالعلم، وبخاصة علم الحديث؛ فظهر بمصر مجموعة من المحدثين ذكرهم مصنفو كتب طبقات المحدثين في طبقاتهم، على الرغم من الصراع السياسي بين حكام هذه الدولة وأنصار مذاهب أهل السنة في المشرق.

 واعتمدنا في البحث على منهج البحث التاريخي، وذلك باعتبار علم التاريخ في الأصل خارجًا من عباءة علم الحديث، وكذلك لأن موضوع هذا العلم – علم التاريخ – هو البحث عن جهود الإنسان وإنجازاته فيما مضى، ويكشف ثمرات وإنجازات العقل البشري، وما مرت به الدول والشعوب.

 ولإنجاز هذا البحث قمت بتقسيمه إلى خمسة أقسام كالآتي:

أولا: الجامع الأزهر المعنى والمبنى.

ثانيا: الحياة العلمية في مصر الفاطمية.

ثالثًا: نظم التعليم في الأزهر.

رابعًا: مدرسة الأزهر الفاطمي في الحديث وأبرز مراجعها:

  • مدرسة الأزهر الفاطمي.
  • علماء الحديث في الأزهر ومراجعه، وتضم تراجم لكبار محدثي الجامع الأزهر خلال العصر الفاطمي، مرتبين بحسب تاريخ وفاة كل منهم من الأقدم إلى الأحدث.

 واختتم البحث بخاتمة وقائمة المصادر والمراجع، وملحق توضيحي لموقع الأزهر الفاطمي.

 وأحمد الله على ما وفق وأعان.

أولًا: الجامع الأزهر المعنى والمبنى:

 لما تولى المعز لدين الله عرش الخلافة الفاطمية سنة (341هـ/ 945م) في بلاد المغرب العربي، اشتدت رغبته في فتح مصر، فجهز جيشا ضخما تعداده مائة ألف مقاتل، بقيادة جوهر الصقلي الذي نجح في القضاء على الدولة الإخشيدية في مصر سنة (358هـ/ 969م)([3]).

 تمكن جوهر الصقلي من السيطرة على مصر دون مقاومة تذكر؛ لضعف القوة العسكرية الإخشيدية فيها، ونشاط الدعاة الفاطميين الذين أوفدهم الخليفة المعز إلى مصر لنشر الدعوة الفاطمية، وقد نجح هؤلاء الدعاة في تأليب المصريين على السلطة الإخشيدية، فتهيأ الجو السياسي والنفسي لنجاح جوهر الذي لم يكد يستقر له الأمر، حتى شرع في حركة تعمير، فبدأ ببناء مدينة القاهرة في سنة (358هـ/ 969م)، وازدهرت هذه المدينة لتصبح حاضرة الخلافة الفاطمية، بعد قدوم الخليفة المعز لدين الله إليها في سنة (362هـ/ 972م)([4]).                                     

وكان للمساجد الجامعة مكانة خاصة في قلوب المسلمين؛ فكان من التقاليد الإسلامية إقامة مسجد جامع في كل مدينة يختطونها اقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فحظي المسجد الجامع بعناية في اختيار موضعه، وتخطيطه، وكان المسجد الجامع مع دار الإمارة في معظم الأحيان يشغلان بؤرة المدينة الإسلامية ومركز الحياة والحركة فيها، ففي هذا المسجد يلتقي الأمير بالمسلمين في أوقات الصلاة وغيرها من المناسبات([5]).

وقامت المساجد في التاريخ الإسلامي الطويل بعدة أدوار حضارية كان أهمها في مجال التعليم والتوعية، حتى أصبح التعليم بمختلف مراحله ومناهجه جزءا لا يتجزأ من رسالة المسجد، بل نستطيع القول إن المدارس النظامية ما هي إلا ربيبة المساجد.

 وخلال هذه المدة شيدت أربعة جوامع (مساجد جمعة) في القاهرة وهى: الأزهر، وجامع النور، وجامع الحاكم، وجامع المعز([6])، ومن أبرز المساجد الجامعة في مصر الجامع الأزهر الذي نحاول في السطور الآتية عرض دوره العلمي، الذي يعد صورة حية لعناية المسلمين بالعلم والمتعلمين، بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية والمذهبية.

إن هذا المسجد الجامع يعد جزءا من تاريخ مصر، بحيث إن المؤرخ يستطيع أن يؤرخ لمصر من تتبع الأزهر، فمن النادر أن وقع بمصر حادث له شأن إلا كانت في الأزهر بدايته ومنتهاه.

  • تسميته: ونبدأ بتسمية المسجد بهذا الاسم، فنجد العديد من الأقوال في تسمية الأزهر منها: أن المسجد الجامع منذ نشأته سمي بجامع القاهرة نسبة للعاصمة الجديدة، وقد تكون تسميته بالجامع الأزهر تأخرت قليلا عن التسمية الأولى، وأن اسم ” الجامع الأزهر” أُطلق عليه بعد إنشاء القصور الفاطمية في عهد العزيز بالله (365هـ/975م – 386هـ/996م )؛ فقد كان يطلق عليها اسم القصور الزهراء، ومنها أطلق علي جامع القاهرة وهو مسجد الدولة الرسمي اسم الجامع الأزهر حتى أوائل القرن التاسع الهجري، ثم تغير الاسم القديم جامع القاهرة شيئًا فشيئًا وغلب عليه اسم الجامع الأزهر([7])، الذي سمى بذلك نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول (صلى الله عليه وسلم) أم الحسن والحسين (رضي الله عنهما)، وهو الرأي الأرجح لدينا؛ فهو يعبر عن الهدف الأساس من تشييد الأزهر لنشر المذهب الفاطمي([8]). وقيل: إن هذا الجامع سمى بالأزهر نسبة إلى كوكب الزهرة الذي كان مزمعا إطلاق اسمه على القاهرة نفسها. ويقال سمى بهذا الاسم لأن القصور التي كانت تحوطه كانت زاهرة، وكان بناؤه زاهرا في وسطها، ويقال إنه سمي بهذا الاسم تفاؤلا بما سيكون عليه من شأن عالٍ بازدهار العلوم فيه([9]).
  •  المبنى: يعد الأزهر أول جامع أسس بالقاهرة، أنشأه القائد جوهر بن عبد الله الصقلي لما اختط القاهرة([10])؛ حيث وضع حجر الأساس يوم السبت 24جمادى الأولى سنة 359هـ/ 970م، وظل العمال والمهندسون يعملون في بنائه عامين تقريبا، حتى انتهى منه في أول جمعة من رمضان سنة 361هـ/ 972م، حيث افتتح رسميًّا في أبهة من المُلك وعظمته التي اشتهر بها الفاطميون أكثر من سواهم([11]).

 ويقع الأزهر في الجنوب الشرقي من القاهرة على مقربة من القصر الكبير الذي كان موجودا حينذاك بين حي الديلم وحي الترك([12]) في الجنوب.

كان مسطح الجامع عندما بناه جوهر الصقلي يقرب من نصف مسطحه الحالي، ثم ما لبث أن أضيفت إليه بنايات أخرى في أزمنة متعددة، حتى وصل إلى الحالة التي هو عليها الآن.

 يتكون الجامع الأزهر من جزء مسقوف يسمى بالمقصورة، وجزء غير مسقوف يسمى صحن الجامع الأزهر، والمقصورة كما شيدت تنقسم إلى قسمين:

 المقصورة الأصلية التي أنشأها جوهر، تتكون من 76 عمودًا من المرمر الأبيض، والمقصورة الجديدة التي أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا([13])، تتكون من 50 عمودًا من الرخام([14]).

 وأرضية المقصورة الجديدة ترتفع عن مستوى القديمة بحوالي نصف ذراع، ومسقوفة بالخشب، وصحن الجامع الأزهر يسلك منه إلى المقصورة من ثلاثة أبواب وله أرضية من الحجر.

وبأعلى الجدار الأصلي للجامع توجد شبابيك، القديمة منها ذات عقود مستديرة، وهي جصية مفرغة بأشكال هندسية، ويحيط بهذه النوافذ إفريز من الخط الكوفي بآيات من القرآن الكريم، وما زالت بقايا هذه الشبابيك تحدد الجامع القديم من جهاته الثلاث الشرقية والقبلية والبحرية.

 وقد شهد الجامع الأزهر عناية من قبل الدولة الفاطمية؛ فقام الخليفة الحاكم بترميمه في سنة (1009م/ 399هـ)، وتبرع له بباب خشبي ما زال بالمتحف الإسلامي بالقاهرة، وفي سنة (1125م/ 519هـ) تبرع الخليفة الآمر بمحراب خشبي للصلاة، وقد تمت أهم أعمال الترميم بالجامع في عهد الخليفة الحافظ لدين الله سنة (1129م/ 523هـ) الذي أمر بتشييد رواق حول الفناء، فضلا عن قبة مزينة بالجص المنقوش([15]).

ويعلو واجهة الجامع الأزهر مئذنة عالية تقع إلى اليسار من مئذنة قايتباي تكاد تكون عديمة النظير بين مآذن مصر، فبدنها العلوي مكون من ستة عشر ضلعا، بينما بقية المآذن لا تتجاوز الثمان، كما إن هذه المئذنة كسيت من الخارج ببلاطات من القاشانى الجميل، وتنتهى المئذنة برأسين بدل رأس واحد بناها السلطان الغوري([16]) آخر سلاطين دولة المماليك سنة 920هـ/ 1515م([17]).

ثانيًا: نظم التعليم في الأزهر الفاطمي:

 جاءت الدولة الفاطمية إلى الديار المصرية ومعها علماؤها ومفكروها، فكانت لهم الصدارة أول الأمر في التدريس والقضاء والدعوة، وفي صفر سنة (365هـ- أكتوبر 975م)، في أواخر عهد المعز لدين الله الفاطمي، جلس قاضى القضاة أبو الحسن على بن النعمان القيرواني في حلقة علمية عقدها بالجامع الأزهر، وبدأها بشرح مختصر أبيه في فقه آل البيت المسمى بالاقتصار([18])، في جمع من التلاميذ الذين دونت أسماؤهم في سجل خاص، وتعد هذه الحلقة أولى المجالس العلمية في الجامع الأزهر([19]).

 وفي أوائل عهد العزيز بالله جلس الوزير يعقوب بن كلس([20]) بالجامع الأزهر، وقرأ على الناس رسالة ألفها في الفقه الشيعي، تسمى الرسالة الوزيرية، وكان يحرص على سماعه الفقهاء والقضاة وكبار رجال الدولة([21]).

 وفي سنة (378هـ/988م) أستاذن ابن كلس الخليفة العزيز بالله في أن يعين بالأزهر جماعة من الفقهاء للقراءة والدرس، ويعقدون مجالسهم بالأزهر في كل جمعة من بعد الصلاة حتى العصر، وكان عددهم سبعة وثلاثين فقيها، وكان رئيسهم ومنظم حلقاتهم هو الفقيه أبو يعقوب قاضي الخندق، ورتب لهم العزيز أرزاقا وجرايات شهرية، وأنشأ لهم دارًا للسكنى بجوار الأزهر، وأجرى لهم ابن كلس رزقا من ماله الخاص([22]).

 وبذلك صار الأزهر جامعة للعلم والتعليم؛ ففي عام (380هـ/ 991م) رتب المتصدون لقراءة العلم بالأزهر، وكان هؤلاء الأساتذة الذين رتبهم ابن كلس وأقرهم العزيز بالله أول الأساتذة المدرسين الذين عينوا بالأزهر، ومن هذا التاريخ بدأ الأزهر حياته الجامعية العلمية.

 ابتدأ الأزهر مسيرته العلمية النظامية بخمسة وثلاثين طالبًا، ولم يقتصر تشجيع هؤلاء على العلم بما فرض لهم فحسب، بل كان هناك لون آخر من ألوان التشجيع حيث أكرمهم العزيز بالله بأن “خلع عليهم في يوم عيد الفطر، وحملهم على بغلات”([23]).

 ولم يكن الأزهر في ذلك الوقت مقصورا على الرجال، بل كان للمرأة فيه نصيب، فكن يفردن فيه بمجلس خاص([24])، وكان الغرض الأساس من حضور معظم النساء لهذه المجالس الدينية التي تعقد في الجامع الأزهر تعليمهن أصول المذهب الشيعي، وكانت هذا المجالس تتم تحت إشراف الخليفة، وتسمى بـ”مجالس الدعوة”، كما كان لحرم القصر رواق خاص بالقصر اسمه المحول، وكان مخصصا ليوم، ثم أصبح لهن يومان في الأسبوع يعقد منهما يوم لعامة النساء، ويوم لحريم القصر.

 وقد أقبلت المرأة على الدعوة إلى المذهب الإسماعيلي، وكان يطلق عليهن الموحِّدات، وكن يكتبن وثائق على أنفسهن باتباع المذهب الجديد، والمشاركة في نشر الدعوة الفاطمية([25]).

 وتمتعت المرأة المصرية ببيئة علمية أتاحت لها أن تدلوا بدلوها في علم الحديث، ومن أشهر محدثات القرن الرابع الهجري: أم حبيب، وهي والدة الحسن بن على الصدفي (ت في شعبان 379هـ) كان لديها الكثير من علم الحديث؛ ولا ريب فهي من أهل بيت الحديث: فوالدها محدث وابنها، وأخواتها من بنات أحمد بن عمرو بن السرح صاحب ابن وهب([26]).

 واتخذ علماء الدين حلقات علمية منظمة، وفي هذه الحلقات تخرج معظم المحدثين والفقهاء بمصر في القرن الرابع الهجري.

 ولم يقتصر دور الأزهر على العلوم الدينية واللغوية فقط بل كان علماء المسلمين في عصر ازدهار الإسلام يدرسون جميع أنواع العلوم والفنون، فكان منهم المؤرخ والطبيب، والفلكي، والجغرافي. وفي أواخر عهد الدولة الفاطمية كانت الدراسة بالأزهر حرة، وأسهم علماء الأزهر في جميع هذه العلوم والمعارف بالبحث والتأليف([27]).

 وكانت علوم الدين واللغة في المقدمة دائما، وكان للعلوم الدينية نوع خاص أوفر حظا، فعلوم القرآن والحديث والكلام وأصول الفقه علي مختلف المذاهب، وكذلك علوم اللغة من النحو والصرف والبلاغة ثم الأدب والتاريخ، هذه كلها كانت زاهرة في العصور الوسطي، وكانت الصيغة المذهبية تغلب على الدارسة بالأزهر ولا سيما في بادئ عهدها، ولم يكن ذلك غريبا في ظل دولة كالدولة الفاطمية، ولكن هذه الصيغة المذهبية لم تكن دائما مطلقة، ولم تكن الخلافة الفاطمية رغم تمسكها بصيغتها المذهبية العميقة تستطيع أن تحشد سواد الشعب المصري إلى جانبها في هذا المضمار، بل نراها في أحيان كثيرة تلجأ في ذلك إلي سياسة الرفق والتسامح.

 ومن أكبر الدلائل على سياسة الرفق والتسامح المرسوم الديني الذي أصدره الحاكم بأمر الله (386هـ/996م – 411هـ/1020م)، وهو من غلاة الفاطميين في سنة (381هـ/ 1888م) وفيه يقرر بعض الأحكام ويفسرها على إثر ما وقع بين الشيعة وأهل السنة من خلاف، ويحاول أن يوفق في ذلك بين المذاهب ([28])، فكتب في ذلك سجلا قرئ على المنابر بمصر كان فيه: “أمّا بعد فإنّ أمير المؤمنين يتلو عليكم آية من كتاب الله المبين، لا إِكْراهَ في الدِّينِ([29])، مضى أمس بما فيه، وأتى اليوم بما يقتضيه معاشر المسلمين نحن الأئمة، وأنتم الأمّة. لا يحلّ قتل من شهد الشهادتين ولا يحلّ عروة بين اثنين تجمعها هذه الأخوّة، عصم الله بها من عصم، وحرّم لها ما حرّم، من كل محرّم من دم ومال ومنكح، الصلاح والأصلح بين الناس أصلح، والفساد والإفساد من العبّاد يستقبح. يطوى ما كان فيما مضى فلا ينشر، ويعرض عما انقضى فلا يذكر. ولا يقبل علىما مرّ وأدبر من إجراءالأمور على ما كانت عليه في الأيام الخالية أيام آبائنا الأئمة المهتدين سلام الله عليهم أجمعين، مهديهم باللَّه وقائمهم بأمر الله، ومنصورهم باللَّه ومعزّهم لدين الله، وهو إذ ذاك بالمهديّة والمنصوريّة، وأحوال القيروان تجري فيها ظاهرة غير خفيّة ليست بمستورة عنهم ولا مطويّة. يصوم الصائمون على حسابهم ويفطرون، ولا يعارض أهل الرؤية فيما هم عليه صائمون ومفطرون، صلاة الخمس للدين بها جاءهم فيها يصلون وصلاة الضحى وصلاة التراويح لا مانع لهم منها ولا هم عنها يدفعون”([30]).

  •  الكتب والمكتبات:

 أما بالنسبة للكتب الدراسية التي كانت تدرس بالأزهر في العهد الفاطمي فكان على رأسها: كتاب ” الاقتصار” الذي وضعه النعمان بن محمد (ت: 363هـ/ 974م) قاضي المعز لدين الله في فقه آل البيت، ثم كانت له كتب أخرى، وهي كتاب “دعائم الإسلام([31])” وكتاب “اختلاف الفقهاء” وكتاب ” الأخيار” الذي عني بتدريسه في الأزهر، وكتاب “اختلاف أصول المذاهب” ، ومن المرجح أنها كانت تقرأ وتدرس بالأزهر حتى أواخر القرن الرابع الهجري.

 ثم قاموا بتدريس كتاب ألفه الوزير ابن كلس في الفقه الشيعي على مذهب الإسماعيلية مما سمعه في ذلك من المعز لدين الله، والعزيز بالله، وهو المعروف بالرسالة الوزيرية، وكان يجلس لقراءته وتدريسه بنفسه، وفي سنة 416هـ أمر الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله ولده الحاكم بأمر الله بأن يدرس للناس كتاب “دعائم الإسلام” وكتاب “مختصر الوزير” ورتب لمن يحفظها مالا.([32])

وإلى جانب عناية الفاطميين بالتعليم والعلم اهتموا بتأسيس خزائن الكتب التي وصفت بأنها من عجائب الدنيا بجوار الجامع الأزهر، وكانت على نوعين:

الأولى: خزائن القصر الخارجية وعددها أربعون خزانة.

الثانية: هي خزائن القصر الداخلية وكان الاطلاع عليها محظورا على العامة في حين أن العامة كان مسموحا لهم الاطلاع على الخزائن الخارجية وزيارتها.

واهتم الخلفاء بجمع نوادر المؤلفات وأمهات الكتب النادرة والكتب المخطوطة بخطوط أشهر الخطاطين([33]).

وكان للجامع الأزهر خزانة كتب كبيرة ذات أهمية خاصة، فإن ابن ميسر يقول في أخبار سنة (517هـ) أنه قد أسند إلى داعي الدعاة منصب الخطابة بالجامع الأزهر مع خزانة الكتب وإسناد الإشراف على خزائن الكتب إلى داعي الدعاة وهو أكبر رئيس ديني بعد قاضى القضاة، وهو دليل على قيمتها وأهميتها([34]).

وليس لدينا وصف لما كانت عليه هذه المكتبة، ولكن يمكن تخيل ما كانت عليه من خلال مطالعة ما كتبه المقريزي من وصف لخزانة الكتب الملحقة (بالمارستان العتيق) حيث يخبرنا بأنها تحوى: “عدة رفوف في دور ذلك المجلس العظيم، والرفوف مقطعة بحواجز، وعلى كل حاجز باب مقفل بمفصلات وقفل، وفيها من أصناف الكتب ما يزيد على مائتي ألف كتاب من المجلدات، فمنها الفقه على سائر المذاهب، والنحو واللغة، وكتب الحديث والتواريخ وسير الملوك، والنجامة والروحانيات، والكيمياء من كل صنف، النسخ كل ذلك بورقة مترجمة ملصقة على كل باب خزانة، وما فيها من المصاحف الكريمة في كل مكان فوقها… وفيها ناسخان وفراشان”([35]).

 مما سبق يتبين لنا أن الجامع الأزهر يعد تاريخيا المؤسسة الأم للعلماء، وبرغم ذلك لم يكن للأزهر قيادة ثابتة في بدء نشأته، بل كان يتولى إدارته السلاطين والأمراء، والوزراء، وفي بعض الفترات تسند لداعى الدعاة. أما الشئون الداخلية فيقوم بها المشايخ، يعاونهم خطيب المسجد ومساعدوه، وهو النظام الذي ظل متبعا طوال فترة الفاطميين. وفي عهد السلطان برقوق عين للأزهر ناظرًا في سنة (784هـ-1383م)، كان ينوب عن الحاكم في الإشراف المالي والإداري على شئون الأزهر([36]).

  • نظام الأروقة( [37]):

 عقب الفتح الفاطمي لمصر، لم تعد القاهرة ولاية تابعة للخلافة العباسية، ولا مستقلة استقلالا داخليا داخل حدود الخلافة، إنما أصبحت منذ نشأتها حاضرة دولة مستقلة منافسة لبغداد([38]).

 فكان أبواب الأزهر منذ بدأت الدراسة فيه مفتوحة لكل مسلم، يقصده طلاب العلم من مشارق الأرض ومغاربها، فكان يضم بين طلبته دائما إلى جانب الطلاب المصريين، عددًا كبيرًا من أبناء الأمم الإسلامية يتلقون الدراسة فيه، فضلًا عن الفقراء الذين حطوا رحالهم به، ويشير لذلك المقريزي بقوله “لم يزل بهذا الجامع منذ بني عدة من الفقراء يلازمون الإقامة فيه… ما بين عجم وزيالعة([39])، ومن أهل ريف مصر ومغاربة، ولكل طائفة رواق يعرف بهم”([40])، فكانت تجرى على هؤلاء الطلاب الأرزاق، وتقيم كل جماعة منهم في مكان خاص بها، وهذا النظام هو نظام الأروقة الذي بدأ في الأزهر منذ بناء الجامع ذاته([41]).

 وابتغاء المثوبة؛ “صار أرباب الأموال يقصدون هذا الجامع بأنواع البر من الذهب والفضة والفلوس إعانة للمجاورين فيه على عبادة الله تعالى، وكل قليل تحمل إليهم أنواع الأطعمة والخبز والحلاوات لا سيما في المواسم”([42]).

 فكان الرواق من ملحقات الأزهر التي تؤكد تحوله إلى جامعة تحمل صفة العالمية منذ وقت مبكر (نظام الأروقة) الذي بدأ بالأزهر منذ العصر الفاطمي، حيث أشار المقريزي عن طوائف المجاورين بالأزهر: “ما بين عجم ومغاربة… ولكل طائفة رواق يختص بهم”([43]).

واستمر هذا النظام قائما حتى عصر متأخر، وما زالت بقية منه إلى اليوم، ولم يكن الطلاب ينامون في هذه الأروقة، بل كان الرواق أشبه بسكرتارية ومكتبة لهم وخزائن لكتبهم الخاصة([44]).

 وكان من تمام التيسير أن يكون للرواق مكتبة خاصة به([45])، فالأرجح أنه كان بمعظمها مكتبات منذ وقت مبكر. وقد فُقِد أكثر هذه المكتبات([46])، ولم يَبْقَ منها إلا مكتبات رواق الصعايدة، ورِوَاق الأحناف، ورِوَاق المغاربة، ورِوَاق الأتراك والشَّوَام([47]).

ثالثًا: الحياة العلمية في مصر الفاطمية:

 نشطت الحياة العلمية في مصر الفاطمية، وكثر الأدباء، والشعراء، والعلماء الذين قصدوا مصر؛ لينهلوا من علمها، وقد حدثتنا كتب المصادر عن حركة علمية مزدهرة في مصر الفاطمية؛ وكان من أبرز عوامل هذا الازدهار عناية الفاطميين بنشر الثقافة العلمية والأدبية، وكان للجامع الأزهر أثر كبير في تدعيم هذه الحركة باتجاهاتها كافة.

 ولعل تشجيع الخلفاء الفاطميين ومن بعدهم الوزراء، والحفاوة التي استقبلوا بها العلماء، شجعت الكثير من العلماء في شتى أرجاء العالم الإسلامي، على أن يتجهوا إلى القاهرة، ويمارسوا نشاطهم العلمي، فضلا عن النشاط الذي أبداه المصريون في شتى مجالات المعرفة الانسانية([48]).

 وساعد كذلك على ازدهار الحركة العلمية في مصر الفاطمية، أن الخلفاء أنفسهم كانوا من طلبة العلم، وكانوا يوقرون أهل العلم ويقدمونهم.

 وقد فرضوا العلم على أولادهم، وعنوا بتعليمهم على أيدي نخبة من رجال عصرهم، فنرى المعز أول الخلفاء الفاطميين بمصر قد أحاطه في حداثته كبار الائمة والحفاظ، فشب محبا للعلم واسع الاطلاع، وما شوهد في مجلس إلا كان بيده كتاب([49]).

 ومن عوامل ازدهار الحياة العلمية في مصر الفاطمية، هؤلاء العلماء الذين قدموا في ركب المعز لدين الله وعلى رأسهم بنو النعمان، وهم أسرة مغربية نابهة قدمت إلى مصر في ركب المعز لدين الله، وتعاقب بنوها على قضاء مصر نحو نصف قرن، وكان عميدها العلامة أبو حنيفة النعمان المعروف بابن حيون (ت: 363هـ/ 974م) قاضى المعز لدين الله، وعمدة فقهاء الشيعة في عصره، وهو مؤلف كتاب دعائم الإسلام، وكتاب الاقتصار.

 ويأتي من بعده ولده القاضي أبو الحسن علي بن النعمان (ت: 374هـ/ 974م) وهو أول من درّس في الجامع الأزهر، وقرأ في حلقاته مختصر أبيه في فقه آل البيت، ثم ولده الحسين بن النعمان الذي تولى القضاء في عهد الحاكم بأمر الله (ت: 394هـ/ 1004م)، ثم أخوه القاضي عبد العزيز بن النعمان، وكان لهذه الأسرة دور بارز في الحركة العلمية في القرن الرابع الهجري([50]).

رابعًا: نشوء مدرسة الحديث في مصر وتطورها حتى العصر الفاطمي:

  • أ – مفهوم مصطلح الحديث:

 الحديث لغة: الجديد، أو هو ضد القديم، ويستعمل في اللغة أيضًا حقيقة في الخبر([51]).

والحديث في الاصطلاح عند الشيعة هو: ما يحكى قول المعصوم أو فعله أو تقريره، وربما عرّفه بعضهم بأنه: قول المعصوم أو حكاية قوله أو فعله أو تقريره؛ ليدخل فيه أصل الكلام المسموع عن المعصوم([52]).

 والمعصوم عند أهل السنة هو النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعند الشيعة هو النبي، والأئمة من أهل بيته (عليهم السلام)([53]).

 وعلم الحديث لدى علماء([54]) السنة يمكن تعريفه بأنه:

  • علم الحديث دراية: هو علم بقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث الصحة والضعف والعلو والنزول وكيفية التحمل والأداء وصفات الرجال.
  • علم الحديث رواية: هو علم يُبحث فيه عن أقوال النبي (صلى الله عليه وسلم) وأفعاله([55]).

أما بالنسبة لرواة الحديث فكانت ألقابهم كلًّا حسب درجته وقوة ذكائه وكثرة حفظه وغير ذلك، ومن هذه الألقاب:

  1. المُسنِد: وهو من يروي الحديث بإسناده، سواء كان عنده علم به أو ليس له إلا مجرد الرواية.
  2.  المحدث: وهو ” من اشتغل بالحديث رواية ودراية، وجمع رواة، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه.
  3. الحافظ: وهو أرفع من المحدث فهو: “من روى ما يصل إليه ووعى ما يحتاج لديه”([56]).
  4. نماذج من رواد مدرسة الحديث الأوائل:

 قبل عرض أبرز مراجع الحديث في مصر الفاطمية ممن قاموا على تدريس هذا العلم في حلقات الأزهر، أو تتلمذوا على أيديهم، أو نقلوا الحديث عنهم ممن سكنوا مصر، فلا بد من الإشارة إلى أن مصر من البلدان التي حظيت بدخول عدد كبير من الصحابة إلى أرضها –ثلاثمائة صحابي- غير أن أشهرهم ممن روى الحديث هو عبد الله بن عمرو بن العاص، الذي يعد أهم مراجع الحديث في مصر.

وقد قدم مصر مع والده، وكان من أيام النبي (صلى الله عليه وسلم) صواما قواما طالبا للعلم؛ فكتب عن النبي علما كثيرا، وكان أبو هريرة يعترف بمكانته وإكثاره من العلم، وقد حمل عنه المصريون علما كثيرا، وتوفي بمصر سنة خمس وستين، ودفن بداره؛ بسبب الحرب التي كانت دائرة بين مروان بن الحكم وعسكر ابن الزبير، وحدث عنه ابن المسيب وعكرمة، وأبو عبد الرحمن الحبلى، وعروة، ووهب، وابن أبى مليكة، وأبو عمرو شعيب بن محمد حفيده([57]).

وعقبة بن عامر الجهني (ت: 58هـ)، والذي ولاه معاوية ولاية مصر ثم عزله، وهو الذي رحل إليه أبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله؛ ليتأكدوا من متن حديث سمعاه من النبي([58]).

ونحن نعلم أن دراسة الحديث في العالم الإسلامي كله كانت تقوم أولًا على روايته عن الصحابة والتابعين، ثم لما كثر الوضع في الحديث بدأ العلماء يعنون بنقد الرجال، فوضعت أصول نقد السند، كما وضعت أصول نقد المتن، واستخلاص السنن من الأحاديث التي صحت، كان ذلك في جميع أنحاء العالم الإسلامي ومنها مصر.

 ولكن المصريين عنوا عناية خاصة برواية الحديث، وصار في مصر عدد كبير من المحدثين الثقات، رحل إليهم أصحاب مجاميع الحديث أمثال: البخاري، ومسلم، والنسائي، والدارقطني وغيرهم، ونقلوا روايات المصريين في الحديث؛ لذا فإن رصد المحدثين والحفاظ من المصريين، وإلقاء الضوء على جهدهم في هذا المجال يعد حلقة هامة في سلسلة التاريخ العام لعلم الحديث.

 ففي العصر الفاطمي وفد إلى مصر المحدث عبد الغنى بن سعيد (ت: 409هـ)، وروى عن أبى بكر محمد العسكري المصري (ت: 327هـ)، وأبى القاسم الكناني المصري (ت: 357هـ) وغيرهما، وجاء المحدث ابن مسرور البلخي (ت: 378هـ)، وروى عن ابن سعيد بن يونس المصري (ت: 409هـ)؛ لذا نجد أن مدرسة الحديث المصرية استمرت خلال العصر الفاطمي، ولم يأفل نجمها.

 فكان من نجوم المحدثين السنّة في تلك الفترة الحبال (ت 482هـ)، وهو الحافظ الإمام محدث مصر، أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعماني مولاهم الكتبي الوراق المصري، ولد سنة (391هـ/ 1001م) بمصر وعاش بها، وذُكر أنه مولىً لابن النعمان قاضى القضاة([59]).

ويزيد مشايخه عن ثلاثمائة، سمع عن الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي([60])، وخلق كثير، وكان يتاجر بالكتب، فحصل من الأصول والأجزاء، ما لا يوصف حتى كانت كتبه أكثر من خمسمائة قنطار([61]).

روى عنه: أبو عبد الله الحميدي (ت: 488هـ)، ومحمد بن محمد بن جماهر الطليطلي (ت: 466هـ) ومحمد بن إبراهيم البكري (ت: 449هـ)، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي (ت: 535هـ) قاضي المارستان وخلق سواهم.

وكان ممن يرجع إليه في الحديث، والجرح والتعديل، ومن أبرز مصنفاته: الوفيات، عوالي سفيان بن عيينة، حديث أبي موسى الزمن منتقى – انتقاء أبي نصر السجزي، أحاديث محمد بن مخلد مما انتقاه الحبال عليه([62]).

ومن أشهر المحدثين الذين شهدتهم مصر في أواخر العصر الفاطمي هو الحافظ السلفي (ت: 576هـ)، الذي انتهى إليه علوم الاسناد، وكان أوحد زمانه في علم الحديث، وطاف العالم الإسلامي لسماع الحديث، ثم استقر به الأمر بالإسكندرية، إذ بنى له الوزير المصري ابن السلار([63]) مدرسة للحديث بالإسكندرية سنة (546هـ)، فصارت مدرسته كعبة يحج إليها طلاب الحديث([64]).

 السلفي الحافظ العلامة شيخ الإسلام أبو طاهر عماد الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني، اشتهر بالسلفي نسبة إلى جد جده إبراهيم الذي كان يطلق عليه سِلَفة، وذلك على أرجح الأقوال.

ولد في محلة باب القصر بمدينة أصبهان التي كانت يومئذ عاصمة السلاجقة([65])، واختلف في سنة ولادته([66]).

 وكان أبو طاهر لا يسجل عام مولده، لكنه قال: كتبوا عني بأصبهان في أول سنة اثنتين وتسعين وأنا ابن سبع عشرة سنة أو نحوها، ليس في وجهي شعرة.

 بلغ شيوخ الحافظ السلفي من الكثرة بحيث يصعب تحديدهم، وذلك لتفرقهم في بلاد كثيرة متباعدة، وكثرة عددهم، فقد عمِّر رحمه الله طويلا، وطاف بلادًا كثيرة، وقد ألف لشيوخه ثلاثة معاجم وهي:

  • معجم أصفهان، وقد ذكر فيه شيوخه الذين أخذ عنهم في بلده أصفهان، وهم أكثر من ستمائة شيخ.
  • معجم بغداد ويسمى: المشيخة البغدادية، أو السفينة البغدادية.
  • معجم السفر وقد ذكر فيه شيوخه الذين التقى بهم في البلاد التي طاف بها، عدا بغداد وأصفهان.

 وكان أوحد زمانه في علم الحديث وأعرفهم بقوانين الرواية والتحديث، جمع بين علو الإسناد وعلو الانتقاد، وبذلك تفرد عن أبناء جنسه.

 ومن أشهر مؤلفاته:

  • معجم السفر الذي يعد من أهم الكتب في التاريخ والأدب([67]).
  • الوجيز في ذكر المجاز والمجيز، وهو عبارة عن آداب الإجازة وفوائدها وشروطها([68]).
  • المجالس السلماسية، وهى عبارة عن مجموعة من الأحاديث أملاها على تلامذته في مدينة سلماس سنة (506هـ)([69]).
  • معجم أصفهان، لشيوخه الأصفهانيين في جزء ضخم يحتوى على أكثر من ستمائة شيخ([70]).
  •  الأربعون البلدانية، ويسمى بكتاب الأربعين المستعين بتعيين ما فيه عن المعين([71]).

خامسا: من كبار أساتذة الحديث ومراجعه:

  • الحسن بن رشيق (ت: 370هـ/980م):

 هو أبو محمد العسكري المصري، منسوب إلى عسكر مصر، الإمام المحدث الصادق، مسند مصر، ولد سنة (283هـ/896م).

 سمع من أحمد بن حماد زغبة) ت: 318هـ)، ومحمد بن رزيق بن جامع المديني) ت: 391هـ)، وأبي عبد الرحمن النسائي (ت: 303هـ) فأكثر، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي ( ت 299هـ)، والمفضل بن محمد الجندي (ت: 308هـ)، وعبد السلام بن أحمد بن سهيل([72] )، ويموت بن المزرع) ت: 304هـ)، وأمم سواهم، وكان ذا فهم ومعرفة([73]).
 حدث عنه: الدارقطني (ت: 385هـ)، وعبد الغني بن سعيد (ت: 409هـ)، وعبد الرحمن بن النحاس) ت: 368هـ)، ومحمد بن المغلس الداودي) ت: 324هـ)، ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر (ت: 431هـ)، وعلي بن ربيعة التميمي)ت: 440هـ)، وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي )ت: 443هـ)، ومحمد بن الحسين الطفال ) ت: 448هـ)، وخلق من المغاربة، وكان محدث مصر في زمانه.

قال عنه أبو القاسم بن الطحان: روى عن خلق لا أستطيع ذكرهم، فما رأيت عالمًا أكثر حديثًا منه([74]).

  • الحسن بن إبراهيم بن زولاق المصري (ت: 386هـ/ 997م):

كان من جملة علماء الجامع الأزهر في العصر الفاطمي، ولد سنة (306هـ/ 919م) وعاصر الدولتين الإخشيدية والفاطمية، ونشأ في أسرة اشتهرت بكثرة العلماء، واشتهر هو الآخر برواية الحديث، وسير التاريخ، ومنها سيرة الخليفة المعز لدين الله الفاطمي([75]).

وكان لمؤلفاته أثر كبير على الحياة الثقافية في مصر، وعُدَّ رائد المؤرخين المصريين في العصور الإسلامية، حيث اعتمد المؤرخون على كتاباته ونقلوا عنه.

ولد ابن زولاق في الفسطاط لعائلة نبغ فيها العديد من العلماء؛ فكان جده الحسين بن الحسن (ت: 281هـ/ 290هـ) من مشاهير العلماء، وظل ابن زولاق يجتهد في علمه إلى أن التحق بالتدريس في الأزهر الشريف([76]).

التمس ابن زولاق خُطا أستاذه الكندي([77]) في كتابة التاريخ، فأصبح حجة في التاريخ في عهد الفاطميين، كما روى الحديث عن العديد من المحدثين، ومنهم: يحيى بن سليمان (ت 239هـ)، وأبو جعفر الطحاوي (ت: 321هـ)، كما روى كثيرون الحديث عنه، فسمع منه عبدالله بن وهبان بن أيوب بن صدقة (ت: 328هـ) وغيره.

والتحق بالتدريس في الجامع الأزهر، لقربه من الخليفة المعز لدين الله، وقد جمع في مؤلفاته بين التاريخ والأدب: فألف كتاب فضائل مصر وأخبارها، وسيرة المعز، وخطط مصر، وأخبار قضاة مصر جعله ذيلا لكتاب الكندي، ورسالة الموازنة بين مصر وبغداد في العلم والعلماء، ومختصر تاريخ مصر([78]).

وقد ترك العديد من المؤلفات في التاريخ والتراجم، التي استند إليها من تبعه من المؤرخين، كالذهبي في كتابه تذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء، وابن فرحون في كتابه الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، وابن حجر العسقلاني في كتابيه: الإصابة في تمييز الصحابة، ورفع الاصر عن قضاة مصر، والتقي الغزى في كتابه الطبقات السنية في تراجم الحنفية، وابن قطلوبغا في كتابه تاج التراجم في طبقات الحنفية، والخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد([79]).

  • ابن أبي العوام (ت: 418هـ/ 1027م):

هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن الحارث، أبو العباس المعروف بابن أبى العوام، ولد سنة (349هـ/ 960م)، من فقهاء الحنابلة، مصري الأصل والمنشأ، تولى قضاء برقة وصقلية والشام والحرمين، فضلًا عن قضاء مصر في عصر الحاكم بأمر الله سنة (405هـ/ 1014م)، كما تولى النظر في المعيار([80])، ودار ضرب العملة، والمواريث، والمساجد.

ويعد أول من نقل دواوين الحكم من بيت القاضي إلى الجامع الأزهر، روى الحديث عن أبيه وجده، وروى عن أبي بكر محمد بن جعفر (ت: 327هـ)، وأبي بشر الدولابي (ت 310هـ)، وأبي جعفر الطحاوي (ت: 321هـ)، ومحمد بن الحسين البخاري (ت: 256هـ)، وأسامة بن أحمد بن أسامة (ت: 357هـ)، وأحمد بن علي بن شعيب المدائنى (ت: 327هـ)، وروى عنه أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي (ت: 454هـ).

 وقد خصص ابن أبى العوام يومي الاثنين والثلاثاء للجلوس بالجامع الأزهر لتعليم الناس، والفصل بينهم في الخصومات والقضايا، ومن مصنفاته: مناقب أبى حنيفة وأصحابه([81]).

  • أبو العباس أحمد بن هاشم المصري (ت: 445هـ):

أبو العباس أحمد بن هاشم المصري، كان من كبار المحدثين والمقرئين، واشتهر بتدريس علم القراءات، ويعد من كبار الأساتذة بالأزهر الشريف في زمانه([82]).

  • أبو عبيدة القضاعي (ت: 454هـ/ 1062م):

هو محمد بن سلامة بن جعفر، ولد بمصر في أواخر القرن الرابع الهجري، وهو الإمام المحدث الحافظ المؤرخ أحد مشاهير نبلاء الأعلام، وأحد مشاهير أساتذة الأزهر في عصره، وقاضى القضاة بالديار المصرية.

 أوفده الخليفة المستنصر بالله الفاطمي (427هـ/1035م -487هـ/1094م) سفيرا إلى ثيودورا قيصر قسطنطينية (1042م/ 433هـ-1052م /444هـ)؛ ليحاول عقد الصلح بينهما.

له عدة مصنفات منها: الشهاب ومسند الأصحاب في الحديث، وكتاب مناقب الإمام الشافعي، وأبناء الأنبياء، وعيون المعارف وهما مختصرات في التاريخ، وكتاب المختار في ذكر الخطط والآثار، وهو تاريخ مصر والقاهرة حتى عصره.

روى عن أبى مسلم الكاتب (ت: 399هـ) ومن بعده، وقيل إنه حج في سنة (445هـ)، وحج في تلك السنة القضاعي، وسمع منه الحديث([83]).

الخاتمة

 عندما استقرت أمور الدولة العبيدية في شمال إفريقيا، تحروا تسمية دولتهم بالدولة الفاطمية؛ وقد قصد العبيديون من إطلاق تلك التسمية على دولتهم إبان عهد المعز لدين الله الانتساب للسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لما لاسمها من هوىً في نفوس المسلمين ومكانة. وقد انعكست تلك الرؤية على جامع القاهرة، فسمِّي بالجامع الأزهر نسبة للسيدة فاطمة الزهراء.

ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﺍلأﻳﺎﻡ ﺍلأﻭﻟﻰ ﻟﺤﻜﻤﻬﻢ ﺧﻄﺔ أﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺧﻄﻄﻮﺍ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎﺀ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍلأﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻓﻼ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﺷﺎﻏﻞ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ إﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻻ يلهيهم ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺯ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺪﺭﺱ؛ ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻬﻢ العيش ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﺛﻢ أﺭﺳﻠﻮﺍ ﻳﺴﺘﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺍﺗﺴﻊ ﻭﻗﻮﻱ ﺑﻌﺪ إﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺑﻀﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍلأﺧﺮﻯ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻭإﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭإﻗﺎﻣﺔ ﺍلأﺯﻫﺮ.

 ﺑﻞ وﺟﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﺣﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ نفسه.

وهذا إن عده البعض من قبيل التسامح الديني لحكام الدولة الفاطمية، فإنني أرجح أن حكام الفاطميين في مصر، وضعوا نصب أعينهم تلك المراكز الحضارية في المشرق الإسلامي – بغداد حاضرة العباسيين، وبخاري حاضرة السامانيين، وغزنة حاضرة الغزنويين، وأصفهان حاضرة بنى بويه، التي كانت مراكز جذب من مختلف البقاع، ووصفت تلك الحواضر بأنها كعبة العلماء، فرغبوا أن تكون القاهرة حاضرة لملكهم وكعبة للعلماء، وأن يكون الجامع الأزهر جامعة عالمية تنافس دور العلم بالمشرق.

 ويمكننا أن نضيف لما سبق ظهور وزراء من أهل السنة تولوا الوزارة وتدبير أمور البلاد للخلفاء الفاطميين، وعلى رأسهم الوزير السني الشافعي على بن السلار، الذي بنى المدرسة العادلية للسلفي بالإسكندرية، والتي أضحت في عهده منارة لأهل السنة.

 أما بالنسبة للأزهر الذي أسس في الأصل ليكون منبرًا للدعوة إلى المذهب الشيعي الإسماعيلي، فإنني أرجح أن فتحه أمام مذاهب أهل السنة لم يكن من باب التسامح فقط؛ بل كانت مدرسة الحديث على مذهب أهل السنة قد بلغت مكانة وضعت علماءها في طبقات المحدثين الأول.

 فكان أن اضطروا إلى الاعتراف بقيمة هؤلاء المحدثين الذين عرضنا لبعضهم ووجودهم، وعرضنا لمكانتهم التي فرضت نفسها برغم من المساندة السياسية للعلماء من أتباع المذهب الإسماعيلي، وذلك برغم من اختلاف نهج المذهبين في هذا العلم.

 ومن أبرز المحدثين السنّة الذين كان لهم دور بارز في التدريس بالجامع الأزهر: ابن أبي العوام الذي تولى قضاء مصر في عهد الحاكم بأمر الله، إلى جانب تدريسه بالجامع الأزهر، والحسن بن زولاق المؤرخ المصري، والحسن بن رشيق، وأحمد بن هاشم المصري، وأبو عبيدة القضاعي.

. ص13.


[1])) دكتوراه في الفلسفة في الدراسات الآسيوية، ودراسات وبحوث الحضارات – شعبة الحضارة الإسلامية في آسيا، مدير وحدة الدراسات الإيرانية– بالمركز الثقافي الآسيوي، وعضو مؤسس بمركز التاريخ العربي للنشر.

([2]) ولمزيد من المعلومات حول الإسماعيلية وعقائدهم يمكن مراجعة كتاب: إحسان إلهى ظهير: الإسماعيلية تاريخ وعقائد، باكستان، إدارة ترجمان السنة، 1985م؛ وسردار دميرك: علوم الحديث بين أهل السنة والجماعة والشيعة، بيروت، دار الكتب العلمية، 2013م.

([3]) خلف، محمود السيد: المحدثون الخولانيون في مصر من الفتح الإسلامي حتى نهاية الدولة الفاطمية، المملكة العربية السعودية، كلية الآداب مجلة جامعة طيبة، 2018 م، مج7، ع14، ص741.

([4]) المقريزي، تقى الدين أحمد بن علي: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى، ج4، ص51؛ عبد الجواد صابر إسماعيل: مجتمع علماء الأزهر، القاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، 2016م، ص9.

[5])) إسراء موسى: المساجد ودورها في بناء الفرد والمجتمع، غزة، الجامعة الإسلامية، ماجستير، 2017م، ص31؛ حسين مؤنس: المساجد، الكويت، سلسلة عالم المعرفة (37)، 1981م، ص42.

([6]) خسرو، ناصر: سفر نامة، ترجمة: يحيى الخشاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1993م، ص108.

([7]) سامي العبيد: الحياة الاجتماعية والثقافية في المغرب ومصر (297- 567هـ/ 909-1171م)، السودان، جامعة شندي، رسالة ماجستير، 2019م، ص147

(([8] عوف، أحمد محمد: الأزهر في ألف عام، الأزهر، مجمع البحوث الإسلامية، سلسلة البحوث الإسلامية، 1970م، ص27.

([9]) عوف، أحمد محمد: الأزهر في ألف عام، ص29.

([10]) السيوطي: حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق: محمد أبو الفضل، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية، ج2، ص251؛ ابن كثير: البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1988م، ج11، ص355.

([11]) سامى العبيد: الحياة الاجتماعية والثقافية في المغرب ومصر (297- 567هـ/ 909-1171م)، ص141.

([12]) الديلم فرع من الفرس لهم مميزات خاصة أكسبتهم إياها بيئتهم الجبلية. حامد غنيم: انتشار الإسلام حول بحر قزوين، القاهرة، دار نشر الثقافة، 1974م، ج1، ص33؛ وكان الديلم والترك ضمن جند جوهر الصقلي عند دخوله مصر، وكثر عدد الديلم في عهد العزيز بالله نزار (365هـ/975م – 386هـ/996م) وكثرت مبانيهم؛ فكانت لهم حارة بجوار باب زويلة القديم، وكانت تسمى بحارة الأمراء، وكان من جملتها حارة درب الأتراك لهفتكين التركي أحد أمراء العزيز بالله، ثم انفصلت عنها. على باشا مبارك: الخطط التوفيقية، القاهرة، المطبعة الأميرية، 1306هـ، ط1، ج1، ص10.

([13]) الأمير عبد الرحمن بن حسن جاويش القازدغلي “كتخدا مصر أي محافظ مصر” واشتهر باسم عبد الرحمن كتخدا كان من أمراء المماليك في عصر علي بك الكبير، وفي عام 1152هـ/1739م تولى منصب السردار، أي القائد العام.

([14]) عوف، أحمد محمد: الأزهر في ألف عام، ص34.

([15])      . p59 Doris Behrens;Islamic architecture in cairo،cairo، the American university، 1998.

[16])) قانصوه الغوري: من سلاطين المماليك البرجية، أجبر على السلطنة سنة 906هـ/ 1500م، وظل في ملك مصر والشام إلى أن قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516. عبد الوهاب عزام: مجالس السلطان الغوري، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، 2010م. ص15- ص18.

([17]) سعاد ماهر: الأزهر أثر وثقافة، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1962م، ص 44، ص45.

[18])) كتاب الاقتصار هو كتاب موجز في فقه الدولة الفاطمية، صنفه القاضي النعمان بن حيون المغربي بأسلوب سهل، واقتصر فيه على ما أجمع عليه الفقهاء من مسائل فقهية، ويحتوى الجزء الأول منه على: ذكر الطهارة، ذكر الصلاة، ذكر الجنائز، ذكر الزكاة، ذكر الصوم، ذكر الحج، ذكر الجهاد؛ والجزء الثاني: في البيع والشراء، والأيمان والنذور، الأطعمة، الأشربة، الطب، اللباس والطيب، الصيد، الذبائح. النعمان بن محمد المغربي: الاقتصار، تحقيق: محمد وحيد، دمشق، المعهد الفرنسي للدراسات العربية، 1957م.

([19]) عبد الجواد صابر إسماعيل: مجتمع علماء الأزهر إبان الحكم العثماني، ص10.

[20])) يعقوب بن يوسف بن كلس: أول الوزراء الفاطميين، من الوزراء الذين تولوا المناصب الإدارية في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي حتى أصبح وزيرًا في عهد هذا الخليفة وابنه العزيز. من يهود بغداد، تعلم فيها الكتابة والحساب، وانتقل مع والده إلى الشام، ومن ثَم إلى مصر التي تدرج في دولابها الوظيفي من العهد الإخشيدي إلى العهد الفاطمي، وأصبح وزيرا لدى الفاطميين سنة 368هـ/ 978م. على فيصل: يعقوب بن كلس أول الوزراء الفاطميين 368-380هـ/ 978-990م، العراق، مجلة كلية التربية للبنات، 2018م، مج 29، ص1836 – 1843.

([21]) محمد جمال الدين سرور: تاريخ الدولة الفاطمية، القاهرة، دار الفكر العربي، ص145.

[22])) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية الزاهرة في خطط المعزية القاهرة، تحقيق: أيمن فؤاد السيد، القاهرة: الدار العربية للكتاب، 1996، ص 108.

([23]) المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج2، ص273.

([24]) المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج2، ص 273؛ خفاجي، محمد عبد المنعم: الأزهر في ألف عام، القاهرة، المكتبة الأزهرية للتراث، ج1، ص38.

([25]) نريمان عبد الكريم: المرأة في مصر في العصر الفاطمي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1993م، ص184- 186.

([26]) الحبال، أبو إسحاق ابن سعيد: وفيات المصريين (375-456هـ)، تحقيق: محمود بن محمد الحداد، الرياض، دار العاصمة، ص31.

([27]) الأطرقجى، رمزية: الأزهر في ظل الفاطميين، جامعة بغداد، مجلة الآداب، العدد 25، 1979م، ص487.

([28]) سامي العبيد: الحياة الاجتماعية والثقافية في المغرب ومصر، ص151.

([29]) سورة البقرة، الآية 256.

([30]) ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد: كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، تحقيق: خليل شحادة، بيروت، دار الفكر، 1988م، ج4، ص76.

[31])) هو كتاب للقاضي النعمان بن محمد، نشره الأستاذ آصف على أصغر فيض. محمد كامل حسين: طائفة الإسماعيلية تاريخها ونظمها وعقائدها، مكتبة النهضة المصرية، 1959م. ص181.

([32] سامي العبيد: الحياة الاجتماعية والثقافية في المغرب ومصر، ص153.

([33]) خيال محمد مهدي: من تاريخ المكتبات في البلدان العربية، دمشق، وزارة الثقافة، 1992م، ص 135.

([34]) ابن ميسر، محمد بن علي: أخبار مصر، تصحيح: هنري ماسيه، القاهرة، المعهد العلمي الفرنسي، 1919م. ج2، ص63؛ سعاد ماهر: مساجد مصر وأولياؤها الصالحون، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1971م، ج1، ص 178.

([35]) المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج1، ص 408.

([36]) عبد الجواد صابر إسماعيل: مجتمع علماء الأزهر آبان الحكم العثماني، ص11.

([37]) الرواق: هو بناء يسكنه جماعة من الطلبة متحدي الجنس أو المذهب، وقد أنشأ هذه الأروقة أهل البر من المسلمين تيسيرا لطلب العلم، ولفظ رواق معناه المعماري هو: المكان المحصور بين صفين من البوائك (القناطر) وفي هذه الأروقة تلقى الدروس وتقام المناظرات والمناقشات.

([38]) ستانلي لين بول: سيرة القاهرة، ترجمة: حسن إبراهيم حسن، مكتبة النهضة المصرية، ط2، 1902م. ص119.

[39])) زيلع: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح اللام هم جيل من السودان في طرف أرض الحبشة، وهم مسلمون وأرضهم تعرف بالزيلع؛ وعند الحميري: أنها مدينة على ساحل بحر الحبشة المتصل بالبحر الأحمر، وأكثر التجارة في البحر الأحمر كانت إليها خلال تلك الفترة. ياقوت الحموي: معجم البلدان، بيروت، دار الفكر، ج3، ص164؛ الحميري، محمد بن عبد المنعم: الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، مؤسسة ناصر للثقافة، 1980م، ص282.

([40]) المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج2، ص277.

([41]) خفاجي: الأزهر في ألف عام، ج1، ص52.

([42]) المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج2، ص277.

([43]) المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، 1997م، ج6، ص390.

([44]) حسين مؤنس: المساجد، ص177.

([45]) الشيخ المراغي، أبو الوفا مصطفى: كلمة تاريخية عن المكتبة الأزهرية، من مخطوطات المكتبة الأزهرية، تاريخ، رقم 55299، ورقة4.

([46]) وقد ظلَّت هذه المكتبات على هذا الوضع، حتى نُفِّذت المقترحات التي تقدَّم بها الإمام “محمد عبده” لإصلاح الأزهر، ومن هذه المقترحات: إنشاء مكتبة أزهرية عامة، تعيدُ مجد مكتبة الأزهر القديمة، وتجمع شَتَات الكتب الموزَّعة بين الأَرْوِقَة. ومن أبرز الدوافع التي دَفَعت الإمام للتقدم بهذا المقترح: أن كتب الأَرْوِقَة تعرَّضت للضياع، والتسرب إلى أيدي المتربِّصين بها، ممن يعرف قيمتها؛ فتقدَّم الإمام “محمد عبده “إلى مجلس إدارة الأزهر، بمقترحاته التي نالت القبول، وبخاصة من الشيخ “حسونة النواوي” شيخ الأزهر – الشيخ الثالث والعشرين من شيوخ الأزهر، تولى سنة (1313هـ) بعد الشيخ الأنبابي – والشيخ حسونة من مواليد قرية النواوي بمحافظة أسيوط عام (1255هـ) ثم درس بالأزهر، واشتهر بالعلم والتقوى، وبقي في مشيخة الأزهر إلى عام (1317هـ) وتُوفِّي عام (1343هـ). ونُفِّذت الفكرة فعلًا سنة 1897م، ولم يَكْتَفِ الإمام في تكوين المكتبة بما جمع من مكتبات الأَرْوِقَة، بل دعا العظماء والعلماء إلى المشاركة في فضل تكوينها، فاستجاب لدعوته العديد منهم، وأبرزهم: “الشيخ حسونة النواوي”، الذي وَهَب مكتبته الخاصة، وكذلك ورثة المرحوم “سليمان باشا أباظة”، كما يوجد أكثر من اثنتي عشرة مكتبة خاصة مهداة للأزهر. الطعمي، محيي الدين: النور الأبهر في طبقات شيوخ الأزهر، بيروت، دار الجيل، 1992، ص34.

([47]) الأزهر تاريخه وتطوره، وزارة الأوقاف، 1964م، ص439.

([48]) – المهداوي، محمد حسين عبد الله: التراث الأدبي في ظل الدولة الفاطمية ودور المحدثين في نشره، العراق، العتبة الحسينية المقدسة مجلة دواة، العدد 13، 2017م، ص96.

([49]) – السنوسي صالح: الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مصر الفاطمية، السودان، جامعة أم درمان، رسالة دكتوراه، 2015م، ص141.

([50]) بدر الريحاني: العلماء ودورهم في الحياة العامة في مصر خلال العصر الفاطمي، الأردن جامعة آل البيت، كلية الآداب، رسالة ماجستير، 2017م، ص75.

([51]) الباجي، سليمان بن خلف: التعديل والتجريح، تحقيق: أحمد لبزار، المغرب، وزارة الأوقاف والشؤن الإسلامية، 1991، ج1، ص21

[52])) المامقاني، عبد الله: مقباس الهداية في علم الدراية، تحقيق: الشيخ محمد رضا المامقاني، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1411ه، ج1، ص57.

[53])) النجمي، محمد صادق: أضواء على الصحيحين، ترجمة: يحيى كمالي، إيران، مؤسسة المعارف الإسلامية، 1419ه، ص35.

([54]) تعريف أهل السنة؛ حيث كان الزرقاني حنفيا؛ ولسنا في مجال دراسة هذا الخلاف وتفنيده، لمزيد من المعلومات في هذا الخلاف راجع: سردار دميرل: علوم الحديث بين أهل السنة والجماعة والشيعة، ماليزيا، الجامعة الإسلامية العالمية، ص54.

([55]) الزرقاني، رضوان أبى هاشم: الروض الأزهر في حدود مشاهير علوم الجامع الأزهر، مخطوطات الأزهر رقم 339358، ورقة 20.

([56]) السيوطي، جلال الدين: تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، تحقيق: أبي قتيبة نظر محمد الفارابي، دار طيبة، ج1، ص11.

([57]) المزي: تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، 1988م، ج15، ص357؛ ابن الأثير، على بن أبى الكرم: أسد الغابة، تحقيق: عادل أحمد الرفاعي، بيروت، دار إحياء التراث، 1996م، ج3، ص 356.

([58]) محمد المختار ولد أباه: تاريخ علوم الحديث الشريف في المشرق والمغرب، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم إيسيكو، 2010م، ص113، 116.

([59]) الذهبي: تذكرة الحفاظ، ج3، ص1193.

([60]) عبد الغني بن سعيد (ت: 409هـ): هو الحافظ المتقن أبو محمد الأزدي المصري؛ سمع من عثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن بهزاذ السيرافي، وإسماعيل بن يعقوب الجراب، وعبد الله بن جعفر بن الورد، ويعقوب بن مبارك، وحمزة بن محمد الحافظ، وبالشام من: الفضل بن جعفر المؤذن، وأبى سليمان بن زيد وطبقتهم. وروى عنه محمد بن علي الصوري، وأبو عبد الله القضاعي، وعبد الرحمن بن أحمد البخاري، وأبو علي الأهوازي، وأبو إسحاق النعماني، وخلق كثير، كان عبدالغني إمام زمانه في علم الحديث وحفظه، ثقة مأمونا، ما رؤي بعد الدارقطنى مثله. الذهبي: تذكرة الحفاظ، ج3، ص1047.

([61]) الحبال: وفيات المصريين (375-456هـ)، ص9-11.

([62]) الحبال: وفيات المصريين (375-456هـ)، ص11.

[63])) الوزير العادل علي بن السلار، الملقب بالعادل الكردي العبيدي سيف الدين وزير الظافر بأمر الله (544هـ/1149م – 549هـ/ 1154م) بمصر، كان كرديًا زرزاريًا ربي في القصر وتنقل به الحال في الولايات بالصعيد وغيره إلى أن تولى الوزارة بالقهر من الوزير نجم الدين ابن مصال. وكان يميل إلى أهل العلم والصلاح سنيًا شافعيًا. ولي ثغر الإسكندرية واحتفل بالسلفي وأكرمه وبنى له المدرسة العادلية، وقتل سنة (548هـ). درويش يوسف: الدولة الفاطمية في عهد الوزير ابن السلار الكردي (544-548هـ/1149-1153م)، الأردن، جامعة آل البيت، مجلة المنارة، المجلد 23، العدد 3، 2017م، ص154، 158.

([64]) محمد كامل حسين: الحياة الفكرية والأدبية بمصر من الفتح العربي حتى أواخر الدولة الفاطمية، القاهرة، مؤسسة هنداوي، ص30، 31.

[65])) السلاجقة: مجموعة من القبائل التركية التي تنتمي لطائفة الأوغوز المنتشرة في بلاد ما وراء النهر، وكان ميكائيل بن سلجق زعيمهم يسكن في منطقة نور بخاري، حتى قام السلطان محمود الغزنوي بنقلهم إلى خراسان فكانت بداية نشوء دولتهم. الأصفهاني، عماد الدين: دولة آل سلجوق، القاهرة، شركة طبع الكتب العربية، 1900م، ص5-9.

([66]) القزويني: الإرشاد في معرفة علماء الحديث، تحقيق: محمد سعيد بن عمر إدريس، الرياض، مكتبة الرشد، د. ت، ص35.

[67])) طبع منه الجزء الأول في العراق، بتحقيق د بهيجة الحسني، سنة 1978م.

[68])) وهو مخطوط منه نسخة بإيرلندا، برقم 4864.

[69])) وهو مخطوط من نسختان في المكتبة الظاهرية بدمشق.

[70])) مفقود.

([71]) القزوينى: الارشاد في معرفة علماء الحديث، ص40؛ وهو مخطوط له نسخ متعددة في الظاهرية بدمشق.

([72]) البصري أبو بكر عبد السلام بن أحمد بن سهيل البصري (.. – حيا 368 هـ /.. – حيا 978م(، مفسر، محدث، روى عن الحسن بن رشيق العسكري (ت: 375هـ) في سنة 368هـ، له كتاب ” ثواب القرآن “. عادل نويهض: معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، بيروت، مؤسسة نويهض الثقافية، 1988م، ص282.

([73]) الذهبي، شمس الدين محمد: سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1985م، ج16، ص281.

([74]) الذهبي: تذكرة الحفاظ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1998م، ج3، ص112؛ كريم ماهود مناتى: إسهامات العلماء المصريين في انتعاش الحركة الفكرية في مصر في القرن الرابع الهجري، جامعة المستنصرية، كلية الآداب، ص11.

([75]) Encyclopedia of Arabic literature; Julie scott meisami،and paul starky،London،1998،vol1،p385

([76]) ابن كثير: البداية والنهاية، ج11، ص321؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء، ج16، ص463؛ موسوعة أعلام الفكر الإسلامي، القاهرة، 2004م، ص428.

[77])) أبو عمر الكندي (283 – ت بعد 355 هـ / 896 – بعد 966 م( محمد بن يوسف بن يعقوب، من بني كندة: مؤرخ، كان من أعلم الناس بتاريخ مصر وأهلها وأعمالها وثغورها. وله علم بالحديث والأنساب. وهو غير يعقوب الكندي الفيلسوف، ولد أبو عمر وتوفي بمصر، ومن كتبه (الولاة والقضاة – ط) في مجلد واحد، اشتمل على كتابيه (تسمية ولاة مصر) و(أخبار قضاة مصر)، وله أيضا (فضائل مصر – خ) صنفه لكافور الإخشيدي، (كانت ولايته سنة 355 – 357هـ) و(سيرة مروان بن الجعد) وكتاب (الموالي(. الزركلي، خير الدين: الأعلام، بيروت، دار العلم للملايين، ط5، 1980م، ج1، ص148.

([78]) على رضا قرة: معجم المخطوطات الموجودة في مكتبات إستانبول وأناطولي، تركيا، دار العقبة، 2005م، ج1، ص386.

([79]) كاظم موسوي: دائرة المعارف بزرك إسلامي، تهران، مركز دائرة المعارف، 1989م، جلد سوم 2، ص629.

[80])) والعيار: ما عايرت به المكاييل. عايَرْتُه. أي: سوّيته عليه فهو المِعْيار والعيار. الفراهيدي، الخليل بن أحمد: كتاب العين، تحقيق: مهدى المخزومي، وإبراهيم السامرائي، القاهرة، دار ومكتبة الهلال، ج2، ص239.

([81]) المقريزي: المقفى الكبير، تحقيق: محمد عثمان، بيروت، دار الكتب العلمية، ج1، ص473، 474.

([82]) محمد عبد المنعم خفاجي، وعلي علي صبح: الأزهر في ألف عام، ج1، ص59.

([83]) الطعمي: النور الأبهر في طبقات شيوخ الجامع الأزهر، ص45؛ سامي العبيد: الحياة الاجتماعية والثقافية في الدولة الفاطمية في المغرب ومصر، ص155.


مصادر البحث ومراجعه:

  • ابن الأثير: أبو الحسن على بن أبى الكرم (ت: 630هـ)

أسد الغابة، تحقيق: عادل أحمد الرفاعي، بيروت، دار إحياء التراث، 1996م.

  • الباجي: سليمان بن خلف (ت: 474هـ)

 التعديل والتجريح، تحقيق: أحمد لبزار، المغرب، وزارة الأوقاف والشؤن الإسلامية، 1991م.

  • بدر الريحاني: العلماء ودورهم في الحياة العامة في مصر خلال العصر الفاطمي، الأردن جامعة آل البيت، كلية الآداب، رسالة ماجستير، 2017م.
  • عبد الجواد صابر إسماعيل: مجتمع علماء الأزهر، القاهرة، دار الكتب والوثائق القومية.
  •  الحبال: الحافظ أبو إسحاق بن سعيد (ت: 482هـ)

وفيات المصريين (375-456هـ)، تحقيق: محمود بن محمد الحداد، الرياض، دار العاصمة.

  • حسين مؤنس: المساجد، الكويت، سلسلة عالم المعرفة (37)، 1981م.
  • الحميري: محمد بن عبد المنعم (ت: 900هـ/ 1494م)

 الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، مؤسسة ناصر للثقافة، 1980م.

  • ابن خلدون: عبد الرحمن بن محمد بن محمد (ت: 808هـ)

 كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، تحقيق: خليل شحادة، بيروت، دار الفكر، 1988م.

  • خلف، محمود السيد: المحدثون الخولانيون في مصر من الفتح الإسلامي حتى نهاية الدولة الفاطمية، كلية الآداب مجلة جامعة طيبة، 2018، مج7، ع14.
  • خيال محمد مهدي: من تاريخ المكتبات في البلدان العربية، دمشق، وزارة الثقافة، 1992م.
  •  الذهبي: شمس الدين أبى عبد الله محمد بن أحمد (ت 748هـ)

تذكرة الحفاظ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1998م.

  • رمزية الأطرقجى: الأزهر في ظل الفاطميين، جامعة بغداد، مجلة الآداب، العدد 25، 1979م.     
  • الزرقاني: رضوان أبو هاشم الحنفي

 الروض الأزهر في حدود مشاهير علوم الجامع الأزهر، مخطوطات الأزهر، رقم 339358، 1307هـ

  • سامي العبيد: الحياة الاجتماعية والثقافية في المغرب ومصر (297 -567هـ/ 909-1171م)، السودان، جامعة شندي، رسالة ماجستير، 2019م.
  • ستانلى لين بول: سيرة القاهرة، ترجمة: حسن إبراهيم حسن، مكتبة النهضة المصرية، ط2.
  •  سعاد ماهر: الأزهر أثر وثقافة، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

 مساجد مصر وأولياؤها الصالحون، مصر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1971م.

  • السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر (ت: 911هـ)

حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق: محمد أبو الفضل، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية.

 تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، تحقيق: أبو قتيبة نظر محمد الفاريابى، دار طيبة، القاهرة.

  • صالح السنوسي: الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مصر الفاطمية، السودان، جامعة أم درمان، رسالة دكتوراه، 2015م.
  •  ابن عبد الظاهر: محى الدين أبو الفضل (ت: 692هـ)

الروضة البهية الزاهرة في خطط المعزية القاهرة، تحقيق: أيمن فؤاد سيد، القاهرة، الدار العربية للكتاب، 1996م.

  • عبد الوهاب عزام: مجالس السلطان الغوري، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، 2010م.
  • على رضا قرة: معجم المخطوطات الموجودة في مكتبات إستانبول وأناطولى، تركيا، دار العقبة، 2005م.
  •  عوف، أحمد محمد: الأزهر في ألف عام، مجمع البحوث الإسلامية، 1970م.
  • القزويني: الخليل بن عبد الله بن أحمد ابن الخليل الخليلي القزويني أبو يعلى (ت: 446هـ)

الإرشاد في معرفة علماء الحديث، تحقيق: محمد سعيد بن عمر إدريس، الرياض، مكتبة الرشد، 1989م.

  •  كاظم موسوي: دائرة المعارف بزرك إسلامي، تهران، مركز دائرة المعارف، 1989م، مجلد 2.
  • ابن كثير: عماد الدين أبو الفداء إسماعيل (ت: 774هـ)

 البداية والنهاية، تحقيق: على شيري، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1988م.

  • كريم ماهود مناتى: إسهامات العلماء المصريين في انتعاش الحركة الفكرية في مصر في القرن الرابع الهجري، جامعة المستنصرية، كلية الآداب.
  • المامقاني: الشيخ عبد الله (ت: 1351هـ)

مقباس الهداية في علم الدراية، تحقيق: الشيخ محمد رضا المامقاني، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1411هـ.

  • محمد جمال الدين سرور: تاريخ الدولة الفاطمية، القاهرة، دار الفكر العربي.
  • محمد حسين عبد الله المهداوي: التراث الأدبي في ظل الدولة الفاطمية ودور المحدثين في نشره، مجلة دواة، مجلة فصلية تعنى بالبحوث اللغوية والتربوية.
  • محمد عبد المنعم خفاجي: الأزهر في ألف عام، القاهرة، المكتبة الأزهرية للتراث.
  • محمد كامل حسين: الحياة الفكرية والأدبية بمصر من الفتح العربي حتى أواخر الدولة الفاطمية، مصر مؤسسة هنداوي، 2018م.
  • محمد المختار ولد أباه: تاريخ علوم الحديث الشريف في المشرق والمغرب، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم إيسيكو، 2010م.
  • محمود حمدي زقزوق: موسوعة أعلام الفكر الإسلامي، القاهرة، 2004م.
  • محمود أبو العيون: الجامع الأزهر نبذة في تاريخه، مطبعة الأزهر، 1949م.
  • محيي الدين الطعمي: النور الأبهر في طبقات شيوخ الجامع الأزهر، بيروت، دار الجيل، 1992م.
  • المزي: الحافظ جمال الدين أبو الحجاج المزي (ت: 742هـ)

تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، ط1، 1988م.

  •  الفراهيدي: الخليل بن أحمد (ت: 170هـ)

 كتاب العين، تحقيق: مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، القاهرة، دار ومكتبة الهلال.

  • المقريزي: تقى الدين أحمد بن على (ت: 845هـ)

السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ج6.

كتاب المقفى الكبير، تحقيق: محمد اليعلاوي، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1987م.

 المواعظ والاعتبار، بيروت، دار صادر، د. ت.

  • ابن ميسر، محمد بن على (ت: 677هـ):

أخبار مصر، تصحيح: هنري ماسيه، القاهرة، المعهد العلمي الفرنسي، 1919م.

  •  ناصر خسرو: (ت القرن الخامس الهجري)

سفر نامة، ترجمة: يحيى الخشاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

  •  نريمان عبد الكريم: المرأة في مصر في العصر الفاطمي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1993م.
  •  أبو الوفا المراغي: كلمة تاريخية عن المكتبة الأزهرية، من مخطوطات المكتبة الأزهرية، تاريخ، رقم 55299.
  • ياقوت الحموي: أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله (ت: 626هـ/1229م)

معجم البلدان، بيروت، دار الفكر.

  • Encyclopedia of Arabic literature; Julie scott meisami،and paul starky،London،1998،vol1.
  •  Doris Behrens;Islamic architecture in cairo،cairo، the American university، 1998.

شكل رقم (1)

خريطة نادرة للجامع الأزهر والمنطقة المحيطة به

شكل رقم (2)

مكتبة الأزهر القديمة في أثناء وجودها في الجامع الأزهر – من مقتنيات مكتبة الأزهر

شكل رقم (3)

مخطط الجامع الأزهر

المصدر:

Doris Behrens;Islamic architecture in cairo،p58.

شكل رقم (4)

المصدر: محمود أبو العيون: الجامع الأزهر نبذة في تاريخه، مطبعة الأزهر، 1949م