فاطمة محمد عيسى محنشي
فاطمة محمد عيسى محنشي([1])
الملخص:
تكمن أهمية دراسة القرى الوقفية المصرية في عصر الدولة العثمانية ودورها في كسوة الكعبة والحجرة الشريفة (922هـ – 1296هـ /1517م -1879م) في توضيح دورها الوقفي على كسوة الكعبة المشرفة وكسوة الحجرة النبوية، وإلقاء الضوء على موقف السلاطين تجاه هذه القرى كالسلطان سليم الأول، ويشار إلى أهم القرى الوقفية في عهد السلطان سليمان القانوني على المدينتين المقدستين. وفي أثناء الدراسة يُتَعرَّف على موقف الأسرة العلوية تجاه القرى الوقفية وخاصة محمد علي باشا، وإبراز اهتمام السلاطين العثمانيين بالقرى الوقفية المصرية على التكايا والزوايا في المدينتين المقدستين، فعلى سبيل المثال تكية وقف الخاصكية القديمة،تكية السلطان مراد الثالث، ووقف الدشيــــشة المــــحــمــــدية، وتكيـة السلـــطان أحـــمــد.
لقد عانت الدولة العثمانية الكثير عند إدارة هذه القرى الوقفية وهذا ما وضِّح في نتائج الدراسة.
الكلمات المفتاحية: (القرىالوقفية المصرية، الدولة العثمانية، المدينتان المقدستان).
Abstract
The Egyptian Endowment Villages In The Era of The Ottoman Empire
And Its Role In The Covering of The Kaaba And The Honorable Chamber
(922-1296 AH / 1517-1879 CE)
The importance of studying the Egyptian endowment villages in the era of The Ottoman Empire and its role in the covering of The Kaaba and The Honorable Chamber (922-1296 AH / 1517-1879 CE) lies in clarifying their endowment role on the cladding of the Kaaba and the cladding of the Prophetic Chamber. And shed light on the position of the sultans towards these villages, such as Sultan Selim the First, and the most important endowment villages during the reign of Sultan Suleiman the Magnificent are referred to the two holy cities. In the course of the study, the Alawite family’s position towards endowment villages, especially Muhammad Ali Pasha, is recognized, and the Ottoman Sultans ’interest in the Egyptian endowment villages is highlighted in the hospice and angles in the two holy cities. For example, the old Khasikiyya endowment hospice, Sultan Murad III’s hospice, the Mohammedan dushisha endowment, Sultan Ahmed’s Tekkeh.
The Ottoman Empire suffered a lot when managing these endowment villages, and this is what was clarified in the results of the study.
Key words: (Egyptian endowment villages, The Ottoman Empire, the two holy cities).
التمهيد:
الوقف لغةً مصدر وَقَفَ، “ويقال: وقف فلان أرضَه وقفًا مُؤبَّـدًا إذا جَعَلها حَبِيسًا لا تُباع ولا تُورَثُ. وقد أبّد وقْفَها تأبيدًا”([2])، فهو حبس الموقوف لمصلحة معينة ومنفعة يستفيد منها من أوقف عليه هذا الوقف.
واصطلاحًا هو حبس العين الموقوفة على ملك لله تعالى، وصرف منفعتها على من أحبه الواقف، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الوقف يصح على الأغنياء والفقراء، وعليهما جميعًا، كما يصح على الأقرباء والغرباء، واشترط الفقهاء أن يكون الوقف على جهة بر وخير([3]).
والأوقاف من أهم القضايا التي تناولتها المصادر التشريعية وكُتب الفروع، ذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم حث المسلمين على أن يجعلوا لأنفسهم صدقة جارية تنفعهم بعد موتهم وانقطاع أعمالهم، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال أصاب عمر بخيبر أرضا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أصبت أرضا لم أصب مالا قط أنفس منه فكيف تأمرني به قال: “إن شئْتَ حَبَّسْتَ أصلَها وتصدَّقْتَ بها“، فتصدق عمر”([4])، وعن أبي هريرة رضي الله عنه “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له”([5]).
وما فعل ذلك الصحابة ومَن تبعهم إلا تحقيقًا للغاية التي من أجلها وُجِد الواقف، ألا وهي ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه، ثم سارت الأُمة الإسلامية على درب هؤلاء الأفذاذ، ومع مرور العصور وتوالي الأزمان بدأت تنكشف القيمة الحقيقية للأوقاف؛ إذ إنها أسهمت بدور حيوي في حل المشكلات التي واجهتها الأمة عبر تاريخها الحضاري الطويل، وإن فلسفة الأوقاف الإسلامية تكمن في كونها للناس عامة، لا فرق بين غني وفقير ورئيس ومرؤوس، حيث إنها تؤكد على حقيقة الإسلام ذاته، الذي جاء بكل ما هو خير للبشرية، فمن هنا جاءت فكرة الحديث عن القرى الوقفية المصرية في عصر الدولة العثمانية.
ويلاحظ بأن سعة الأوقاف المصرية وكثرة وارداتها جعل الدولة العثمانية أمام مسؤولية الحفاظ على تلك الأوقاف من خلال إجراء عمليات تفتيش مستمرة على واردات المؤسسات الوقفية التي كشفت عن الكثير من عمليات الاختلاس، الأمر الذي دفع الدولة العثمانية إلى إصلاح الجهاز الإداري الخاص بالأوقاف المصرية، فقد عينت دفتر دار([6]) خاص بالأوقاف سعيًا منها للقضاء على الفساد الذي شهدته المؤسسات الوقفية، ومنحت هذا الدفتردار صلاحيات واسعة، ويرافقه عدد من الجنود من أجل مساعدته في تنفيذ صلاحياته، وقد انتهج الدفتردار أسلوبًا جديدًا في استحصال أموال الأوقاف بأن ألغى نظام الالتزام في جمع أموال الأوقاف في أغلب القرى الوقفية، وأوكل بتلك المهمة إلى المباشرين، غير أن تلك الإجراءات لم تأتِ بنتائج مثمرة، فقد استمر الفساد يسري في المؤسسات الوقفية، وتلك نتيجة طبيعية إذا ما عُرف بأن حوالي نصف الأراضي المصرية هي أراضٍ وقفية، فضلًا عن عدم دراية الإداريين العثمانيين بالأوقاف المصرية وقلة خبرتهم، الأمر الذي أدى في النهاية إلى هجرات مستمرة لسكان القرى الوقفية التي انعكست سلبًا على الواردات العائدة لخزانة الولاية.
إن سقوط المماليك على يد العثمانيين عام (923هـ/1517م) جعل من مصر ولاية عثمانية غير أن السلطان سليم الأول([7]) أبقى على نظم الإدارة المملوكية فيها، لا سيما فيما يتعلق بمجال الأوقاف؛ إذ أصدر مرسومًا في عام (923هـ/1517م) إلى الملتزمين والمباشرين فحواه:
عدم تعرض جهات أوقاف (الجوامع، والربط([8])، والزوايا([9])، والمدارس، والمساجد، والمعابد)، وغيرها من الموقوفات على أعمال الخير والبر تاركًا مهمة إدارة تلك الأوقاف لقاضي عسكر ولاية مصر في الوقت الذي قامت فيه الدولة العثمانية بزيادة المؤسسات الوقفية في تلك الولاية، إذ قام بعض الولاة الذين تولوا إدارة شؤون مصر بتشييد العديد من المؤسسات الوقفية، فقد بنى (خيري بك)([10]) أول والٍ عثماني على مصر جامعًا ومدرسة عام (927هـ/1517م) عرف باسمه، فيما بنى الوالي (سليمان الخادم)([11]) في قلعة الجبل جامعين هما: (جامع بولاق، جامع سيدي سارية) عام (935هـ/1528م)، ومثلهم فعل الوالي داود باشا إذ بنى المدرسة الداودية وأوقف عليها أوقافًا كثيرة عام (940هـ/1533م)، غير أن التغيير الذي حصل هو أن العثمانيين اعتمدوا على أحكام المذهب الحنفي بما فيها أحكام الوقف في إداراتهم للأوقاف المصرية.
وتهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على أهم القرى الوقفية على صناعة الكسوة المشرفة وكسوة الحجرة النبوية الشريفة، وموقف أبرز سلاطين الدولة العثمانية من القرى الوقفية في مصر، وموقف محمد علي باشا من القرى الوقفية، والقرى الوقفية على التكايا والزوايا وما ترتب على إدارة الدولة العثمانية للأوقاف.
المبحث الأول:
القرى الوقفية على صناعة الكسوة([12]) المشرفة وكسوة الحجرة النبوية الشريف
كان الخلفاء والسلاطين ينفقون نفقات باهظة بهدف إقامة الشعائر في الحرمين الشريفين. وقد كانت تصرف هذه النفقات في العصور المتقدمة من بيت المال، فقد كسى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبةَ من بيت المال، وكذلك فعل مَن أتى بعده ممن قام بهذا العمل سواء في أيام الخلفاء الراشدين، أو الأمويين، أو العباسيين، وتعددت بعد ذلك مصادر نفقات الكسوة، فمن هبات وإرصاد على بيت الله الحرم ثابتة وغير ثابتة، وذلك فضلًا عن الأوقاف الثابتة على كسوة الكعبة وملحقاتها، فقدأوقف (السلطان عماد الدين إسماعيل) وقفًا من بيت مال المسلمين([13]).حيث اشترى قرية من بيت مال المسلمين بمصر ووقفها على كسوة الكعبة المشرفة في كل عام، وعلى كسوة الحجرة المقدسة، والمنبر الشريف، كل خمس سنوات مرة، وقيل كل ست سنوات مرة، تعمل من الديباج الأسود المرقوم بالحرير الأبيض، ولها طراز منسوج بالفضة المذهبة دائر عليها، إلا كسوة المنبر لأنها بتفصيص أبيض. ويؤكد (التقي الفاسي) أن الذي اشترى هذه القرية([14]) من بيت المال هو (الملك الصالح إسماعيل بن عبد الملك محمد بن قلاون([15])).
وإذا كان الفــاسي قـــد ذكـــر أن المـــلك الناصـــر إســـماعـــيــل لــم يــوقــف إلا قـــريــة ســنــدبــيــس([16]) فــقــط عــلى الحــرمــيــن الشــريــفــيــن، فإن الشــيخ عــبــد الله الشــرقاوي يــذكــر أن الســلطان المذكور قد أوقف قرية أخرى هي بيسوس([17]) وهي القرية نفسها التي ذكرها بيرثون خطأ باسم (بيسون) ولكن الاسم الأول هو الصحيح([18]).
موقف أبرز سلاطين الدولة العثمانية من القرى الوقفية في مصر:
أولًا: السلطان سليم الأول:
واجه السلطان سليم عظمَ حجم الأوقاف المصرية، وما يترتب على ذلك من إخلال بموارد الخزينة السلطانية، حيث إنه بصفة عامة لا تخضع أراضي الوقف للخراج أو ما كان يُسمى آنذاك بالميري([19])، وهو ما يمكن أن نطلق عليه الضريبة – إذا جاز استخدام اللفظ – المقررة على الأراضي، ومع أنه ليست هناك تقديرات محددة عن حجم الأوقاف المصرية آنذاك، إلا أن بعض المصادر ترى أن الأوقاف كانت تمثل عشرة قراريط من أراضي مصر أي حوالي 40% من جملة أراضي مصر الزراعية؛ إذ إن المساحة الكلية كان يرمز لها بأربعة وعشرين قيراطًا([20])، وهناك مصدر آخر يحدثنا أن السلطان سليم، لما دخل مصر واستولى عليها، نظر في بيوت المال ومصارفها([21]).
القرى الوقفية في عهد سليمان القانوني([22]):
توسعت القرى الوقفية في عهد السلطان سليمان القانوني وزاد عددها بعد أن رأى أنها لم تعد تكفي لكسوة الكعبة والحرم النبوي الشريف لتصل إلى عشر قرى، وقد ذكر (إبراهيم باشا رفعت)([23]) قرية أخرى تم وقفها على كسوة الكعبة المشرفة([24]) هي قرية أبو الغيث([25]) مؤكدًا على ذلك بنص وقفية (السلطان سليمان القانوني)، وخاصة أن أوقاف السلطان المملوكي (الصالح إسماعيل) لم تعد تكفي لتكاليف عمل كسوة الكعبة المشرفة([26])، فلقد سعت المؤسسات الرسمية في الدولة العثمانية وعلى رأسها السلطان نفسه بوقف الأوقاف النافعة للفقراء والمحتاجين فخصص السلطان العثماني سليمان الأول (القانوني) وقفية عام (947هـ/1540م)، يوقف فيها عشر قرىً من قرى مصر لينفق من ريعها على كسوة الكعبة المشرفة والحرم النبوي الشريف، وقد قال في هذه الوقفية بعد ديباجة طويلة تبين أنه ظل متفكرًا في كلام الله سبحانه وتعالى – وناظرًا ثواب الحج، “وعالـمًا بأن تعظيم الكعبة المستورة بالأستار الشريفة العالية وتشريفها في الحج يوجب الجنة”، ولذا فقد وَقَف جميع القرى الثلاث المسماة (بيسوس) وأبو الغيث وحوض بقمص([27]) الواقعة بالولاية المصرية التي كان الحاصل منها في السنة الواحدة (دخل هذه القرى مجتمعة) 89000 درهم([28]) أضاف السلطان سليمان القانوني سبع قرىً من قرى مصر([29]) هي: ســـلــكة([30])، وســر وبـجـنـجة([31])، ومــنــية النــصارى([32])، وبــطالــيا([33])، ومــنايـل وكــوم ريحــان([34])، وبــيــجــام([35]).
ومع كل هذه الأوقـاف الضـخـمـة فإن الظـروف كانت تـتطـلب مــساعــدات أخـرى لعـمـل الكسوة؛ لـتـذهــب في الميعاد المحــدد في شـهـر شـوال مــن كل عام؛ لـذلك فـقـد كانـت تـصـدر فـرمـانات([36]) مـن الــدولة العـثـمانـية إلى بـاشـا مـصـر بـشـأن ما تحـتاجه صـناعة الكـسـوة، بأن يـدفع لأمـيـر الحــاج([37]) أو لـناظــر([38]) الـكـسـوة مـبلغ يستطيع به القضاء على تلك الظروف الناشئة([39]). ولما أدخلت الدولة العثمانية مصر تحت سيادتها اختصت بكسوة الحجرة الشريفة النبوية وكسوة البيت الداخلية، واختصت مصر بكسوة الكعبة الخارجية، ومنذ ذلك الوقت صارت هذه الكسوة المباركة ترسل من مصر سنويًا وهي: 8 ستائر من الحرير الأسود المكتوب بالنسيج في كل مكان منه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وطول الستارة نحو 15 م2، ومتوسط عرضها 5 أمتار وبعض سنتميترات، وكل ستارتين تعلقان على جهة من جهات الكعبة، فتربطان من أعلاها في حلقات غاية في المتانة قد تثبتت في سقف الكعبة، ثم تربطان إلى بعضهم بواسطة عرىً وأزرة، وتثبتان من أسفل في حلقات وضعت في الشاذروان، وهكذا كلما وضعت ستارة تثبت في التي([40]) بجوارها بواسطة هذه الأزرة، حتى إذا انتهت كلها صارت كالقميص المربع الأسود، ثم يُوضع على محيط البيت المعظم فوق هذه الستائر فيما دون ثلثها الأعلى حزام يسمى رنكا، مركب من أربع قطع مصنوعة من المخيش المذهب مكتوب فيه بالخط العربي الجميل آيات قرآنية، كتبها مع غيرها من أعمال الكسوة الشريفة (في زمن المرحوم إسماعيل باشا([41]) خديوي([42]) مصر) الخطاط الطائر الصيت النادرة النابغة المرحوم عبد الله بك زهدي([43]) أحسن الله إليه ومكتوب على الحزام من الجهة التي فيها باب الكعبة (بسم الله الرحمن الرحيم) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (*) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ([44])، ومكتوب في الجهة التي تليها من جهة الحجر الأسود (بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْراَهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ اْلْمُشْرِكيِنَ (95) إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالمَيِن (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِنَاتٌ مَّقَامُ إِبَراهيمَ([45])﴾)، (بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْراَهِيمَ مَكَانَ اْلبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفينَ وَاْلقَائِمينَ وَاْلرُّكَّعِ السُّجُود (26) وَأذِّنْ فيِ النَّاسِ بِالحَجّ يَأتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأَتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27)﴾) ومكتوب في الجهة المقابلة للمقام المالكي ﴿لْيِشْهَدُواْ مَنَافعَ لهَم وَيَذْكُرُوا اْسْمَ اللهِ فيِ أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهيَمةِ الأَنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ البائِسَ الفَقِيرَ، ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ اْلعَتِيقِ (28)﴾ ومكتوب في الجهة الرابعة وهي التي بها الميزاب (في أيام دولة مولانا السلطان الأعظم ملك ملوك العرب والعجم السلطان محمد الخامس خان ابن السلطان عبد المجيد خان ابن السلطان محمود خان الغازي ابن السلطان عبد الحميد خان ابن السلطان أحمد خان ابن السلطان محمد خان ابن السلطان إبراهيم خان ابن السلطان مراد خان ابن السلطان عثمان خان خلد الله تعالى ملكه)([46]) والكسوة الشريفة تعمل في مصر سنويًا بدارٍ فسيحة الخرنفش، وإدارتها موكولة لمديرها عبدالله فائق بك الذي رقيت الكسوة في مدته رقيًّا ظاهرًا باهرًا بالتحسينات التي يدخلها عليها من آن إلى آخر. ومصاريف الكسوة في ذلك الوقت كانت تصرف من المالية وميزانيها سنويًا 4550 جنيهًا مصريًا([47]).
المبحث الثاني:
موقف محمد علي باشا من القرى الوقفية:
لما تولى محمد علي باشا([48]) حكم مصر ذكر في فرمان التولية، الذي تضمن مفاخر هذه الأسرة وامتيازاتها، أن على خزينة مصر القيام بالنفقات السنوية التي تقوم بها عادة للحرمين الشريفين، وقد قام كل خديوي منذ ذلك الوقت بهذا الواجب، كفرض محتم عليهم، لم يتوانَ في أدائه واحد منهم. واستمروا على إرسالها إلى الكعبة الشريفة، مع ركب المحمل([49]) كشعيرة من الشعائر. وكان كل (خديوي) منهم يرسلها باسمه، عند توليه حتى عامي (1332هـ/1913م – 1333هـ/1914م)، وذلك عقب إعلان الحرب العالمية الأولى، فمنعت الحكومة الإنكليزية إرسال المحمل المصري إلى الحجاز، بسبب انحياز الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا وحلفائها، ولكنها، أي: إنكلترا كانت تسمح بإرسال الكسوة والصرة([50]) فقط، فكان مأمور المحمل الملكي وإمامة يحملون الكسوة والصرة فيأتون بها إلى مرفأ (جدة)، حيث يسلمونها إلى وكيل أمير مكة، ثم يقفلون إلى مصر راجعين. وقد كانت العادة المتبعة إلى عام (1332هـ/1914م)، أن يكتب اسم السلطان العثماني فقط على الحزام، وفي عام (1333هـ/1915م)، أضيف إلى جانب اسم السلطان العثماني هذه العبارة (والآمر بها السلطان الكامل حسين) إشارة إلى السلطان حسين كامل الذي تولى السلطنة المصرية، وقد كسيت الكعبة بهذه الكسوة بعد أن نزعت عنها الحكومة المحلية في الحجاز العبارة المذكورة، وفي عام (1334هـ/1916م)، كان الملك حسين بن علي ملك الحجاز قد أعلن الثورة ضد الدولة العثمانية التي كانت في عام (1334هـ/1916م)([51])، أرسلت للكعبة كسوة خارجية مع الشريف علي حيدر باشا) لإكساء الكعبة عند استرداد مكة، فبقيت الكسوة في المدينة المنورة إلى عام (1341هـ/1922م)، فجلبها الملك حسين من هناك وكسا الكعبة بها، ولما ولى السلطان فؤاد الأول في (22 ذي الحجة عام 1335هـ/9 أكتوبر عام 1917م) أمر بصنع كسوة جديدة يكتب عليها اسم عظمته بدلًا من تلك التي كانت تحمل اسم السلطان حسين. وعمل للمحمل كسوة جديدة بدلًا عن كسوته التي كانت باسم الخديو السابق صاحب السمو (عباس حلمي الثاني) وظلت باسم عظمة السلطان فؤاد حتى عام (1341هـ/1922م) أبدلت برسم صاحب الجلالة الملك (فؤاد الأول)([52]).
القرى الوقفية على التكايا والزوايا
تكية([53]) وقف الخاصكية القديمة:
سميت تكية الخاصكية القديمة في الوثائق المصرية باسم (تكية المدينة المنورة)([54])، وعُرفت أيضًا بوقف الخاصكية الكبرى، وأصل كلمة خاصكية: Haseki من خاص أسكي، أي: “القديم الخاص”، ولذلك فقد أُطلق لفظ “خاصكي” بالمعنى العام على منسوبي الأندرون([55]) القدماء العاملين في مختلف المجال الخدمي، وخاصة الجهاز التعليمي الثاني الخاص بأطفال الانكشارية، وقيل إنَّ المسمى أُطلق على الجواري اللاتي وجدن القبول من السلطان، وقيل لفظ خاصكي أُطلق على جماعة السلطان الذين يدخلون عليه في أوقات خلوته وفراغه، ويقومون بخدمة القصر والإسطبل، ويتميزون عن غيرهم في الخدمة بحملهم سيوفَهم، وكان لباسُهم على الطراز المزركش([56])، وسميت الخاصكية أيضًا بوقفية زوجة السلطان سليمان القانوني(900-975هـ/1512-1566م)، (خاصكي سلطان)، وقد أوقفت زوجة السلطان عام(924هـ/1542م) 78,82 فدان في مصر على أهالي الحرمين الشريفين، وذلك لإنشاء تكيتين في مكة المكرمة والمدينة المنورة([57]).
وأصدرت زوجة السلطان أمرًا بإنشاء سفينتين في السويس([58]) لنقل احتياجات التكيتين ولوازمهما من السويس إلى ينبع وجدة، وخُصص على وقف الخاصكية الكبرى (20 ألف) إردب([59]) من الغلال تُرسل إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة([60])كل عام، فضلًا عن السمن والأرز والبصل وغيرها من لوازم عمل التكية([61]).
ويُبرز عملُ زوجة السلطان دورَ النساء الفعَّال وإسهامهن في أعمال البر والخير في عهد الدولة العثمانية التي تكالبت عليها الافتراءات والادعاءات لهدرها حقوق المرأة المسلمة، وهذه الأعمال تدل على مدى سلطة المرأة التي تستطيع أن تأمر ببناء سفينتين، وهذا ليس بالأمر السهل أو البسيط، لما له من إجراءات مالية وروتينية حتى تبنى سفن تحمل هذه الغلال، مما يرد على الافتراءات والادعاءات على الدولة العثمانية، وما أُلحق بسمعة الدولة من إهدار للأموال على لهو السلاطين وملذاتهم. ومن اللافت للنظر تجاهل كثير من المؤرخين الأعمالَ الخيرية للدولة العثمانية، وتسليط الضوء فقط على السلبيات، أما الإيجابيات فقد تجوهلت، وأَهملت بعضُ المصادر دور إبراهيم باشا خلال ولايته لمصر (1081هـ -1084هـ/1670م – 1673م) وما قام به من تنظيمات واسعة لأوقاف الحرمين الشريفين وغلالها، ومنها أنه:
– أمر باستقطاع تكية الخاصكية في مكة لصالح وقف الخاصكية الصغرى، الذي وسع من أوقافها بصورة كبيرة.
– وأمر بإعادة بنائها لتنتهي في عام (1085هـ/1674م)، كما منح وقف الخاصكية الصغرى سفينة من سفينتي الخاصكية الكبرى.
– حوَّل المبلغ المخصص لمكة المكرمة إلى أغوات الكعبة، أما تكية الخاصكية في المدينة فقد ظل وقف الخاصكية الكبرى يرسل إليها بجميع لوازمها واحتياجاتها.
تكية السلطان مراد الثالث([62]): “وقف الدشيشة([63]) الصغرى“:
جـعـل السـلـطـان مراد الثالث بن سليم الثاني([64]) (ت 1003هـ/1595م) دشـيـشة لأجـل فـقـراء المـديـنـة الشـريـفـة، ووقـف عـلـيـها أوقـافًا كـثـيـرة وبها النـفـع التـام لأهـل المدينة([65])، فلقد أوقف السلطان مراد الثالث وقفًا ضخمًا ضم مساحات كبيرة في إحدى وعشرين قرية مصرية في أقاليم القليوبية([66])، والجيزة([67])، والغربية([68])، والدقهلية([69])، والبحيرة([70])، والمنوفية([71])، وقد أوقفها السلطان مراد الثالث (982–1003هـ/1574–1594م): على مدرسة لتحفيظ القرآن وسبيل ماء ضخمًا في مكة المكرمة وعمل سحابة([72]) بصحبة موكب الحج المصري لراحة الحجيج. وكان على وقف المرادية إرسال 22.000 إردب من الغلال في كل عام، وكانت تُشحن مع كميات كبيرة من السمن والبصل والأرز والعدس([73])، حتى أصبحت التكية جامعة لأوصاف الكمال، حاوية لأنواع النعم للواردين والنازلين والفقراء والمساكين والمسافرين، مفتحة لهم الأبواب، كذلك فقد سُمح للفقراء أن يأكلوا منها ويبيتوا فيها([74]). كما كانت تُشحن كميات كبيرة من المواد الغذائية إلى ينبع ثم منها إلى المدينة المنورة لتكية الوقف بها، وكان السلطان مراد الثالث قد أمر بوقف سفينة لحساب الوقف في البحر الأحمر لنقل احتياجات التكية في كل عام من السويس إلى ينبع، كما رصد مبلغ 170,000 بارة([75]) لعمليات نقل الحبوب من بولاق([76]) إلى السويس، ومنها إلى ينبع([77]). واشترط السلطان مراد الثالث شروطًا كثيرة حتى لا تهمل ولا تحرق التكية، منها:
أن يُطبخ كل يوم في مطبخها مئتان وستون أوقية([78]) من لحم الغنم. ويُطبخ لمرقة أرز الغداء سبعة أكيال من الأرز المنقى. ولمرقة الحنطة ستة أكيال من البر، وعَيَّن لخبزها كل يوم خمسة وعشرين كيلًا من الدقيق البر الخالص، كما شرط أن يخبز هذا المقدار بلا نقصان، ويصرف إلى الفقراء، وحدد السلطان مراد الثالث شروط الوقف وما يصرف في كل يوم، كما حدد ما يصرف على هذه الأطعمة من وقود وماء وملح وعسل([79]).
أُسس هذا الوقفَ السلطانُ محمد الثالث([80]) (1003-1012هـ/1594-1603م)، أوقف مساحات مختلفة في حوالي 26 قرية مصرية من قرى الدقهلية، والمنوفية، والشرقية، والقليوبية، والفيوم، والغربية، وسميت هذه الأوقاف بالأوقاف المحمدية، كما قرر إنشاء تكية بالمدينة المنورة فضلًا عن توزيع كميات من الغلال العينية على أهالي مكة المكرمة، وكان وقف المحمدية يرسل في كل عام حوالي 99.000 إردبًا من الغلال، يرسل منها إلى أهالي مكة المكرمة 2.624 إردبًا، وكان يستقطع منها 500 إردب إلى شريف ينبع وأقاربه، في حين كان يرسَل الباقي لتكية المحمدية بالمدينة المنورة، ومن هنا فقد امتلك وقف المحمدية مركبين في النيل لنقل الغلال والحبوب من الأقاليم إلى شونة الوقف في بولاق، حيث تنقل على ظهور الجمال إلى شونة السويس([81])، تمهيد لنقلها إلى الحجاز، واللافت للنظر أنَّ الوقف كان يتحمل جميع مصاريف عمليات النقل، حتى نقل الغلال من ينبع إلى المدينة المنورة، ووصل قيمة نقل الغلال عام (1088هـ/1677م) إلى 236,500 بارة، فضلًا عن ذلك كان على الوقف إرسال صُرّة نقدية للحرمين الشريفين أيضًا، وكانت تبلغ 260,800 بارة في كل عام، منها (166,0) بارة مخصصة لأهالي المدينة المنورة ([82]).
تكيـة السلـــطان أحـــمد ([83]):
أنشأ السلطان أحمد هذه التكية وغيرها من المنشآت الأخرى، وجعل عليها الأوقاف، وكان يرسل سنويًّا لهذه التكية في المدينة المنورة مبلغًا قدره 79,960 من الأنصاف الفضية، وذلك خلال القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي([84]).
م | العاملون في التكية المرادية وكانت المصروفات المخصصة للعاملين بالتكية موزعة كما يأتي([85]) | مصروفاتهم اليومية |
1 | المشرف على الطباخين والطهي والذي ينظر في أمور الطعام في وقت التوزيع | 6 دراهم([86]) |
2 | شيخ العمارة أي التكية | 3 دراهم |
3 | الرجال القائمون على حراسة لحوم التكية من الضياع | 3 دراهم |
4 | رئيس الطباخين المعيَّن على رأس 5 من الطباخين | 6 دراهم |
5 | الطباخون الخمسة، لكل واحد منهم | 4 دراهم |
6 | الكلاري الذي يقوم بحفظ الحوائج | 10 دراهم |
7 | حملة اللحم والدقيق | 3 دراهم |
8 | الطحان المسؤول عن طحن الدقيق | 6 دراهم |
9 | رئيس الخبازين | 8 دراهم |
10 | الخبازون الأربعة العاملون في التكية، لكل واحد منهم | 5 دراهم |
11 | السقا المختص بالماء | 6 دراهم |
12 | مغربل الحبوب | 4 دراهم |
13 | من يقوم بحراسة مخزن الحنطة | درهمان |
14 | المخصص لدق الحنطة | 4 دراهم |
15 | من يقوم بحفظ مخزن الحطب | 4 دراهم |
16 | الرجال الذين يختصون بتنقية الأرز والحنطة، وعددهم 6 | درهمان |
17 | المختصون بغسل المراجل والأواني، وعددهم 4 أفراد، لكل فرد منهم | 4 دراهم |
18 | الفراشون، وعددهم 2 | 4 دراهم |
19 | المخصصون لرفع القمامة | درهمان |
20 | المختصون بتشغيل السراج في التكية | درهمان |
21 | نجار قادر على ترميم بناء التكية وسد ثقبات العمارة (التكية) | 6 دراهم |
22 | الرجال العاملون في السقاية، وعددهم أربعة، لهم (لكلهم أم للواحد منهم؟ | 10 دراهم |
ملحقات
ملحق1: لآخر مواكب المحمل المصري
ملحق2: لموكب نقل ثوب مقام إبراهيم
الخاتـمة
خرج البحث بالنتائج الآتية:
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
([1]) أستاذ مساعد في جامعة طيبة Email: [email protected].
(([2] الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، تحقيق: محمد عوض مرعب، ط1، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 2001م: 14/146.
( ([3]يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين في مصر إبان العصر العثماني في الفترة (923 – 1220هـ/1517-1805م)، جامعة الأزهر، القاهرة، كلية اللغة العربية، قسم التاريخ والحضارة، رسالة ماجستير: ص 43.
([4]) البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة (ت 256هـ)، الجامع الصحيح = صحيح البخاري، ط1، دار الشعب، القاهرة، 1407هـ/1987م: 4/14.
([5]) الترمذي، محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي، الجامع الصحيح سنن الترمذي، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرين، دار إحياء التراث العربي، بيروت، (د.ت): 3/660.
([6]) دفتر دار Defterdar: أي ممسك الدفتر، وهي كلمة تتكون من دفتر ودار، بمعنى القابض على الدفتر، وهو أكبر منصب للشؤون المالية في الدولة العثمانية، يقابله في الوقت الراهن وزير المالية، وكانت له مزايا عديدة وصلاحيات كثيرة، وبعد توسع نطاق الدولة أصبحت هذه الوظيفة بين اثنين: دفتردار الروملي، ودفتر دار الأناضول، وسمي الأول بشق أول، والثاني بشق ثاني، ثم استحدث دفتردار العرب والعجم بعد استيلاء السلطان سليم على سوريا، وكان مقره حلب، نهايات القرن العاشر الهجري – السادس عشر الميلادي، فأصبح لكل ولاية دفتردار يقوم بتنظيم الشؤون المالية في الولاية ثم تغير الوضع بعد القرن الثاني عشر الهجري – الثامن عشر الميلادي، وقد كان الدفتردار يرافق الصدر الأعظم دائمًا، ويحتفظ بسجلات الأراضي وتوزيع الإقطاعيات، يُنظر: صابان، سهيل، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية، مراجعة: عبد الرزاق بركات، (د. ط)، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، 1421هـ/2000م: ص113 – 114.
([7]) هو سليم الأوّل بن بايزيد الثاني امتد حكمه من 918هـ/1512م إلى 926هـ/1520م، وهو تاسع سلاطين الدولة العثمانية، وخليفة المسلمين الرابع والسبعون، وأوّل من حمل لقب “أمير المؤمنين” من آل عثمان، وهو أصغر أبناء بايزيد الثاني، كان قبل اعتلائه العرش واليًا على طرابزون البعيدة عن إسطنبول. توفي في جورلو شرقي إسطنبول. يُنظر: كولن، صالح، سلاطين الدولة العثمانية، ترجمة منى جمال الدين، ط1، القاهرة، دار النيل للطباعة والنشر،1435هـ/ 2014م، ص 90-91.
([8]) الربط: جمع رباط بكسر الراء، وهو في اللغة: ملازمة ثغر العدو، وهو منحوت من رباط الخيل، أي: إعدادها لجهاد العدو، وفي الاصطلاح: الرباط دار حصينة كان العرب المسلمون يقيمونها لأغراض حربية ودينية في مناطق الثغور على الحدود الفاصلة ما بين الدول الإسلامية وما يجاورها من الدول الأخرى. ينظر: الخطيب، مصطفى عبد الكريم، معجم المصطلحات والألقاب التاريخيَّة، ط1، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1416هـ/1996م: ص217.
([9]) الزوايا: جمع زاوية، وهي لفظة مأخوذة من الانزواء، قالت العرب: انزوى القوم بعضهم إلى بعض، إذا تدانوا وتضاموا. وفي الاصطلاح: الزاوية مكان يتخذ للاعتكاف والعبادة والمطالعة، وهو على شكل خلوة أو رواق في المسجد إذا كان مشتملًا على مصل مستور، ولكل زاويا شيخ يكون منقطعًا لها فتعرف به. يُنظر: الخطيب، مصطفى عبد الكريم، معجم المصطلحات والألقاب التاريخيَّة، ص217.
([10]) خيري بك: أول الولاة الذين ولاهم السلطان سليم على مصر، وكان من كبار رجال قانصوه الغوري، انضم إلى الأتراك في الشام، وكان يشغل منصب نائب حلب. وعده السلطان سليم بأن يوليه ولاية مصر جزاء له على معاونته في فتحها وقد بر السلطان بوعده. يُنظر: زكي، عبد الرحمن، القاهرة تاريخها وآثارها (969هـ -1825م) من جوهر القائد إلى الجبرتي المؤرخ، (د.ط)، الدار المصرية للتأليف والترجمة – دار الطباعة الحديثة، القاهرة، 1386هـ/1966م: ص 198.
([11]) سليمان الخادم: قام بحملة 945هـ/1538م، كاستجابة ناجحة لدرء الخطر عن الأماكن المقدسة في الحجاز، وكسر الحصار الاقتصادي الذي كانت تمارسه السفن البرتغالية على التجار المسلمين ومد الدعم للممالك الإسلامية في المنطقة. يُنظر: مهنا، هاني زامل عبد الإله، حملة سليمان باشا الأرنؤوطي (الخادم) (945هـ/1538م) دراسة تحليلية لوثيقة عثمانية، جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مداولات اللقاء العلمي السنوي الثامن: دول مجلس التعاون لدولة الخليج عبر العصور، 2007م/ إبريل – ربيع الآخر، ص409.
([12]) الكسوة: الكِسُوْةُ يقصد بها كَسَوْتُهُ ثوبًا (كِسْوة) (فاكْتَسَى) والكِسَاءُ واحدُ وتكسى بالكِساء لَبِسَهُ وكَسِي العُرْيانُ أي: (اْكتَسَى) يُنظر: الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر (ت:600هـ/1261م)، مختار الصّحاح، (د.ط) مكتبة لبنان، بيروت، 1409هـ/1989م: ص502 – 503.
( ([13]يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين:: ص 265.
(([14] يُنظر: نفسه: ص 266.
([15]) الملك الصالح إسماعيل: هو أبو الفداء عماد الدين إسماعيل ابن الملك الناصر محمد بن قلاون، بويع بالسلطنة بعد خلع أخيه الناصر أحمد، عندما عاد إلى الكرك، وذلك يوم الخميس 12 محرم عام (743هـ/1342م)، فلبس شعار الملك من باب الستارة، ولما تم له أمر السلطنة عزل من عزل، وولى من ولى، وأظهر العدل في الرعية، ونظر إلى القوي والضعيف بالتسوية، وبسط فيهم العدل، وأثنى كل أحد من الناس عليه بالفضل، واستمر على ذلك، وسلك طريقة أبيه على أحسن المسالك، فأحبته الرعية، وسار فيهم سيرة مرضية. يُنظر: الحنفي محمد بن أحمد بن إياس (852هـ – 930هـ/1448م – 1523م)، بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحقيق: محمد مصطفى، ط2، مكتبة دار الباز، مكة المكرمة، 1403هـ/1983م: 1/498 – 499.
([16]) سِنْدبيس: هي من القرى القديمة اسمها الأصلي دِسْبَندِس وردت به في كتاب فتح مصر ضمن القرى التي نزل بها العرب في الحوف الشرقي، وفي القرن السادس الهجري حرف اسمها إلى الاسم الحالي لسهولة النطق به فوردت به في قوانين ابن مماتى وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي التحفة من أعمال القليوبية. يُنظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945م، (د.ط)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1415هـ/1994م، القسم الثاني: 1/56.
(([17] بيسوس: أو باسوس هي من القرى القديمة اسمها الأصلي بيسوس وردت في نزهة المشتاق بين شبرة (شبرا الخيمة) وبين الخرقانية وفي نسخ أخرى منها وردت محرفة باسم تنسوس وبيسوس، وهي قرية عامرة حسنة. ووردت في المشترك لياقوت بيسوس في كورة الشرقية وفي قوانين ابن مماتى وفي تحفة الإرشاد بيسوس من أعمال الشرقية، وفي التحفة من أعمال القليوبية، ووردت باسم باسوس لسهولة النطق بها وهو اسمها الحالي. يُنظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية: 1/55.
(([18] يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين: 1/267.
([19]) الميري: لفظ فارسي متداول في البلاد العربية منذ بداية العصر الأيوبي، استمر حتى نهاية العصر العثماني بمعنى الضريبة المفروضة على الأرض. يُنظر: الخطيب، مصطفى عبد الكريم، معجم المصطلحات والألقاب التاريخيَّة، ص415 – 416.
([20]) القيراط: زنة تساوي 2,004375 (غرامين ونيف) أي: واحد من 16من الدراهم. يُنظر: صابان، سهيل، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية: ص187.
([21]) يُنظر: عفيفي، محمد، الأوقاف والحياة الاقتصادية في مصر في العصر العثماني، (د.ط)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1991م: ص27.
([22]) السلطان سليمان القانوني (900 – 974هـ/1494 – 1566م): هو ابن سليم خان الأول، اشتهر بالتسامح والعدالة. قام بمعاقبة الخارجين عن القانون ومنهم الباشوات والضباط الذين ثبت فسادهم، كما أنه نظَّم الضرائب، وفرض على الجنود أن يدفعوا ثمن ما يستولون عليه في طريقهم إلى الجبهة، وسعى إلى إقامة نظام عدالة. يُنظر: مصطفى، أحمد عبد الرحيم، أصول التاريخ العثماني، ط1، دار الشروق، القاهرة، 1402هـ/1982م: ص87 – 88.
([23]) عُيِّن إبراهيم باشا رفعت رئيسَ حرس المحمل (قومندانة) عام 1318هـ/1901م، فقام بتدوين الرحلة من أول خطوة فيها إلى آخر خطوة وإخراجها للناس؛ لينتفعوا بها، وليستضيئوا بنورها إذا حجوا إلى البيت الحرام أو قصدوا الجزيرة، وفي عام 1320هـ/1903م، وعام 1321هـ/1904م، وعام 1325هـ/1908م عُيِّن أميرًا للحج، فقام بكتابة وتصوير كل ما يقع عليه النظر. يُنظر: باشا، إبراهيم رفعت، مرآة الحرمين الرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية، ط1، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، (د.ت): 1/3.
(([24] يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين: 1/267.
([25]) أبو الغيث: تعرف باسم (أبو الغيط) أراضي هذه الناحية أصلها جزيرة كبيرة قديمة وردت في مباهج الفكر باسم جزيرة اللخميين (الأخميين) ثم وردت في التحفة مع الخاقانية (الخرقانية) باسم الخاقانية وجزيرتها من أعمال القليوبية وفي تربيع سنة 933هـ/1527م، فصلت هذه الجزيرة عن ناحيتي الخرقانية والأخميين باسم (أبو غيث) كما ورد في دفتر المقاطعات سنة 1079هـ/1668م، ثم وردت بعد ذلك باسم (أبو الغيث) كما ورد في دليل سنة 1224هـ/1809م، ثم حرف الاسم إلى (أبو الغيط) وهو اسمها الحالي الذي وردت به في تاريخ (1228هـ/1813م). يُنظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية: 1/53.
(([26] يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين: 1/ ص267.
([27]) حوض بقمص: هو الحوض الذي يعرف اليوم باسم (حوض بقيس) بأراضي ناحية مر صفا بمركز بنها بمديرية القليوبية. يُنظر: أحمد، يوسف، المحمل والحج، ط1، مطبعة حجازي، القاهرة، 1937م: 1/258.
([28]) يُنظر: حلمي، إبراهيم، كسوة الكعبة المشرفة وفنون الحجَّاج، مؤسسة أخبار اليوم عدد 320، القاهرة، 1415هـ/1994م: ص54.
(([29] يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين: ص266.
(([30] سلكة: هي اليوم إحدى قرى مركز المنصورة بمديرية الدقهلية. يُنظر: أحمد، يوسف، المحمل والحج:1/258.
([31]) سر وبجنجة: صوابه سرو بجنجة وهي القرية التي تعرف اليوم باسم (السرو) بمركز فارسكور بمديرية الدقهلية هي القرية التي تعرف اليوم باسم (أويش الحجر) بمركز المنصورة بمديرية الدقهلية. يُنظر: أحمد، يوسف، المحمل والحج:1/258.
(([32] منية النصارى: وردت في تحفة الإرشاد منية النصارى المجاورة لشارمساح من أعمال الدقهلية، ووردت في مشترك قوانين الدواوين منية النصارى وتعرف ببهرمس المجاورة للمحلة، ثم وردت في التحفة باسم باطيفه النصارى من أعمال الدقهلية، وورودها بهذا الشكل خطأ في تركيب الحروف بسبب سوء النقل، وصوابه بساط ومنية النصارى، وبالبحث عن هذه القرية تبين أنها كانت مشتركة مع شارمساح في السكن والزمام وفي سنة 1228هـ/1813م ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى شارمساح (مركز فارسكور) وبذلك صارتا ناحية واحدة باسم شرمساح من ذلك التاريخ. يُنظر: رمزي، محمد،القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، القسم الثاني: 1/436 – 437.
([33]) بطاليا: أو طاليا إحدى قرى مركز أشمون بمديرية المنوفية، كما أنه كان يوجد قديما قرية اسمها بتالي بولاية الغربية. يُنظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية: 1/258.
([34]) منايل: هي من القرى القديمة، وقد دلني البحث على أنها كانت تسمى كوم ريحان. وردت في التحفة من أعمال القليوبية، ويستفاد مما ورد أنه في دليل عام (1224هـ/1809م) في ربيع عام (933هـ/1527م)، غيّر اسم كوم ريحان إلى المنايل، فورد في ولاية قليوب في حرف الألف المنايل هي كوم ريحان ترد في حرف الكاف، وقال: “وتعرف بالمنايل كوم ريحان”. والظاهر أن كوم ريحان كان بها حوض يعرف بالمنايل وتغلب اسمه على اسم القرية فعرفت بالمنايل، وقد وردت باسم منايل كوم ريحان في كتاب وقف الكسوة الشريفة المحرر في سنة 947هـ، ثم حذف منها كوم ريحان فأصبحت باسم المنايل وهو اسمها الحالي. يُنظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، القسم الثاني: 1/34.
([35]) بيجام: هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتى وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية، وفي التحفة من أعمال ضواحي القاهرة. يُنظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، القسم الثاني: 1/12.
([36]) الفرمانات: مفردها فرمان: في الفارسية بمعنى الأمر، وما يصدر عن السلطان من أوامر رسمية. وهو مكتوب، ويسمى كذلك برات، مثال، منشور، بيتي، حكم، توقيع، نيشان. يسرلغ. وفي رأس صحيفة الفرمان تكتب كلمة (هو) اختصار الكلمة الله. وتحتها طغراء السلطان. ثم يذكر إن كان هذا المكتوب فرمان أو برات أو غير ذلك. ثم يذكر اسم ولقب المرسل إليه، وما يأمر به السلطان ثم يذكر إن كان هذا المكتوب فرمان أو برات أو غير ذلك. ثم يذكر اسم المرسل إليه ولقبه، وما يأمر به السلطان، ويرغب فيه، في إفادة غاية في الوضوح ثم الدعاء بالتوفيق في تنفيذ الأمر، وفي النهاية يذكر تاريخ الفرمان والموضوع الذي أصدر منه، وتدون هذه الفرمانات في إدارة خاصة بالديوان السلطاني. كما يقيد مضمونه وفحواه في سجل خاص، ويرسل الفرمان إلى المرسل إليه وينظر فيه القاضي، وبعد التحقيق من أنه ليس مزورًا يدوّن في المحكمة الشرعية، ثم ينفذ ما جاء فيه من حكم. وبعد التنظيمات كانت منحصرة في مسائل خاصة معينة. وقد حل محلها ما يعرف بـ (إرادة). يُنظر: المصري، حسين نجيب، معجم الدولة العثمانية، ط1، الدار الثقافية للنشر، القاهرة، 1425هـ/2004م: ص100.
([37]) أمير الحج: الرئيس المنتخب أو المشرف المعين على قافلة الحج المتوجهة من إستانبول إلى مكة المكرمة. يُنظر: صابان، سهيل، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية: ص47.
([38]) ناظر الوقف: للناظر دور هام في الإشراف على جباية ريع الوقف، وصرف المبالغ المقدرة للمستحقين بحجة الوقف، مع إعداد حساب سنوي بالاشتراك مع بقية موظفي الوقف وأيضًا اختيار موظفي الوقف في حالة عدم وجود شرط من الواقف بتقرير أشخاص بعينهم، ومراقبة عمل الموظفين وانتظامهم في العمل انظر. يُنظر: عفيفي، محمد، الأوقاف والحياة الاقتصادية في مصر في العصر العثماني: ص87.
(([39] يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين: ص267.
(([40] يُنظر: البتنوني، محمد لبيب (ت 1357هـ/1938م)، الرحلة الحجازية، ط2، مطبعة الجمالية، القاهرة، 1329هـ/1911م: ص136.
([41]) إسماعيل بن إبراهيم باشا: ثاني ثلاثة أنجال إبراهيم باشا ابن محمد علي المكدوني مولدًا، والمصري قلبًا ومطامع وجهادًا، ولد في 31 ديسمبر عام 1830م/1246هـ. أصيب برمد صديدي، عجز الأطباء بمصر عن مداواته، فأُرسل إلى فينّا، وهو في الرابعة عشر من عمره، ليعالج فيها، ويربى في الوقت عينه تربية أوروبية، فقضى هناك عامين تحسنت صحته فيهما تحسنًا بينًا، فأمر جده بانتقاله إلى المدرسة المصرية في باريس، وهي دار تربية أسسها في تلك العاصمة محمد علي باشا عينه، وتولى بعده الملك فؤاد الأول. يُنظر: الأيوبي، إلياس، تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا من سنة 1863م إلى سنة 1879م، (د.ط)، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 1433هـ/2012م: ص45 – 46.
(([42] خديوي: وخِدْيو بمعنى السيد شاعت في مصر عام ١٢٨٤هـ/1867م، حين منح السلطان العثماني عبد العزيز هذا اللقب لإسماعيل باشا (١٢٨٥- ١٢٩٧هـ/1868 – 1879م) المنحدر من محمد علي باشا، وذلك بعد أن عرض إسماعيل باشا على السلطان أن يلقب بـ(عزيز) لكنه لأسباب عدة منح لقب خديو بدلًا من عزيز. يُنظر: الحلاق، حسان وصباغ، عباس، المعجم الجامع في المصطلحات الأيوبيَّة والمملوكيَّة والعثمانيَّة ذات الأصول العربيَّة والفارسيَّة والتركيَّة، ط1، دار العلم للملايين، بيروت، جُمادى الآخرة 1420هـ/ سبتمبر 1999م: ص81 – 82.
([43]) عبد الله الزهدي: كانت له شهرة عظيمة بين الخطاطين ويعد من أساتذة الخط المعروفين في زمنه، ولما له من المكانة الأدبية بكتابة الحرمين والكسوة بالحجاز وسبيل أم عباس بالقاهرة، استمر عبد الله بك يخدم الخط ويجوده حتى توفي بمصر عام (1296هـ/١٨٧٨م)، يُنظر: أحمد، يوسف، المحمل والحج: 1/83.
([46]) البتنوني، محمد لبيب، الرحلة الحجازية: ص137.
(([48] محمد علي باشا: ولد محمد علي بن إبراهيم أغا بقولة عام (1182هـ/1769م)، وكان أبوه أحد قادة الحامية في تلك المدينة إلى أن مات في عام (1186هـ/1773م)، فقام برعايته عمه طوسون أغا حاكم المدينة إلى أن قتل، فأخذه أحد أصدقاء والده، ورباه تربية عسكرية، حتى أصبح أحد جنوده، ثم قائدا للحامية بتلك المدينة. استدعي محمد علي باشا إلى الحملة التي بعثت بها الدولة العثمانية لإخراج الفرنسيين من مصر عام (1216هـ/1801م)، وانتصرت قوات الدولة بمساعدة الإنجليز في موقعة أبو قير، ودخلوا مصر وأخرجوا الحملة الفرنسية، ورقي محمد علي بعد ذلك إلى رتبة سر ششمة. يُنظر: إسماعيل، محمد حسام الدين، مدينة القاهرة من ولاية محمد علي إلى إسماعيل 1805-1879م، (د.ط)، دار الأوقاف العربية للنشر، القاهرة، 1417هـ/1997م: ص53 – 54. اشترك محمد علي باشا في الحملات التي كانت توجهها حكومة المدينة المنورة لتعقب قاطعي الطرق، أو لتحصيل أموال الدولة، وقد تولى قيادة بعض الحملات وأبدى براعة استرعت نظر الوالي الذي قربه منه، وفي (يوم الإثنين 13صفر 1220هـ/13 مايو1805م) اختار زعماء الشعب المصري محمد علي واليًا للبلاد، وألبسه السيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي خلعة الولاية. يُنظر: عبد المنعم، صبحي وسليمان، عبد الحميد، دراسات في تاريخ الدولة العثمانية، (د.ط)، مكتبة الرشد، الرياض، 1425هـ/2004م: ص194 – 197.
([49]) محمل الحج: من رموز سيادة السلطان على الحرمين، اتخذ كشعار منذ بداية العصر المملوكي، والمحمل كالمحفنة يحمله بعير يتقدم قافلة الحج لا يركبه أحد ولا يستخدم إلا لهذه الغاية. في أعلاه قبة وعلم كان يزين بالذهب والجواهر. أول من أمر بتجهيزه على هذا النحو الملك الظاهر بيبرس عام (670هـ/1271م)، وقد استمر العمل به إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى. وألغي هذا التقليد في أعقاب الخلاف بين الحكومتين المصرية والسعودية، بسبب ما كان يرافق المحمل من مظاهر تتعارض مع روح العقيدة الإسلامية، كالعزف الموسيقي وأعمال الرقص التي كان يقوم بها أهل الجذب والدراويش، وكلها من وجهة نظر الفقهاء من البدع الضالة. يُنظر: الخطيب، مصطفى عبد الكريم، معجم المصطلحات والألقاب التاريخيَّة: ص390. يُنظر ملحق1 في آخر البحث.
([50]) الصرّة: وتكتب في بعض المراجع الصر، أموال كان السلطان العثماني يرسلها إلى أمراء مكة وأشراف الحجاز في مواسم الحج لإنفاقها على العلماء والفقراء في الحرمين المكي والمدني، كما كان يُرسَل قسم منها إلى شيوخ القبائل لضمان عدم اعتدائهم على قافلة الحج. ويطلق على حاملها لقب: الصرة أميني الذي كان ينطلق حاملًا هذه الأموال في 12 رجب من كل عام لإيصالها إلى أصحابها قبل مرور قافلة الحج. يُنظر: الخطيب، مصطفى عبد الكريم، معجم المصطلحات والألقاب التاريخيَّة: ص289 – 290.
([51]) يُنظر: أحمد، يوسف، المحمل والحج: 1/261.
([53]) التكية: لفظ تركي أطلق على رباط الصوفية. يُنظر: الخطيب، مصطفى عبد الكريم، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية: ص110.
([54]) يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين: ص368.
([55]) الأندرون:: Alandron وهو الجهاز المتأصل في الدولة العثمانية اعتبارًا من القرن التاسع الهجري/ أواسط القرن الخامس عشر الميلادي، بعد المدارس التقليدية المعروفة، وكان التقليد المتبع بعد جمع الأطفال (دَوْشيرمة) الانكشارية من بيع العائلات المسيحية لهم، وهم بأعمار مختلفة، بأن تقوم الدولة أولًا بتسليمهم لبعض العائلات التركية المسلمة، فيتعلمون اللغة التركية ومبادئ الدين الإسلامي والآداب والسلوك، ثم يجري بعد ذلك وضع هؤلاء العجمية في أحد القصور الحديثة، مثل سراي غلطة وسراي أدرنة وسراي إبراهيم باشا وسراي إسكندر جلبي. يُنظر: أوغلي، أكمل الدين إحسان، الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، ترجمة: صالح سعداوي، ط2، مركز الأبحاث التاريخية للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، إستانبول، إرسيكا، 1432هـ/2011م: 1/159.
([56]) يُنظر: صابان، سهيل، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية: ص95.
([57]) يُنظر: عبد المعطي، حسام محمد، العلاقات المصرية الحجازية في القرن 18م، (د.ط) الهيئة العامة للكتاب، فرع الصحافة، القاهرة، 1412هـ/1991م: ص278.
(([58] السويس: تعتبر إحدى محافظات إقليم القناة وسيناء، وتقع شرق الدلتا شمال خليج السويس وعلى المدخل الجنوبي لقناة السويس، يحدها شمال محافظة الإسماعيلية ومحافظة شمال سيناء، وجنوب منطقة البحر الأحمر، وشرق محافظة جنوب سيناء، وغرب القاهرة والجيزة. وفي السويس ميناء عملاق بمنطقة العين الساخنة، وتم بناء سفن للصيد داخل خليج السويس. يُنظر:
www sis.gov eglar/Templates/Articles/Tmp
(([59] الإردب: إردب: نوع من الموازيين المستخدمة في مصر سعته أربعة وعشرون صاعًا، يُنظر، الخطيب، مصطفى عبد الكريم، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية: ص23. أما الذي في الحجاز فيساوي مئة وعشرين أوقية، وكان يساوي تسعة أكيال حسب الكيل الإستانبولي القديم. يُنظر: صابان، سهيل، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية: ص28.
([60]) يُنظر: عبد المعطي، حسام محمد، العلاقات المصرية الحجازية في القرن 18م: ص278.
([62]) السلطان مراد الثالث: بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول، ولد عام (953هـ/1544م)، وجلس على العرش عام 982هـ في أول رمضان، وكان يبلغ من العمر 29 عامًا، وامتدت سلطنته حتى عام (1003هـ/1594م)، في أول جلوسه أعطى 110 آلاف ذهبًا للوزراء وفرق الجيش و”اليكيرجيين” لاستجلاب محبتهم له، وهذه العطية جلبت الأخطار؛ لأنه ترتب عليها أنها صارت عادة، وأنَّ من تأخر عنها من السلاطين كان يرى التعب من اليكيجريين وغيرهم من أصحابها، حتى صاروا يتمنون تجديد السلاطين لأجل هذه العادة ويسعون في ذلك. يُنظر: حليم، إبراهيم بك، الدولة العثمانية العلية (التحفة الحليمة)، ط1، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، 1422هـ/2002م: ص141.
([63]) الدشيشة: هي طعام مصنوع من القمح، كان يُرسل من الجرايات إلى أهل الحرمين الشريفين ليُطعَم به الفقراء والمستحقين من العاملين عليها وغيرهم في العصرين المملوكي والعثماني. يُنظر: الخطيب، مصطفى عبد الكريم، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية: ص182.
([64]) مراد الثالث: كان قبل اعتلائه العرش واليًا على آق شهير وساروهان (مانيسا)، وأول أعماله هو ترميم الكعبة المشرفة، وقد جدد ولاية الصدر الأعظم محمد سوكولو باشا الذي عمل من قبل في المنصب نفسه تحت حكم أبيه وجده، وبالتالي أصبح محمد سوكولو باشا رجل الدولة الأول والوحيد في التاريخ العثماني الذي يمتد منصبه الإداري كصدر أعظم على مدى ثلاث فترات حكم لثلاثة سلاطين مختلفين لقد كان دور سوكولو في الإدارة من العمق بحيث سميت فترة ولايته فيما بعد بـ حقبة سوكولو. يُنظر: كولن، صالح، سلاطين الدولة العثمانية: ص130 – 131.
(([65] امتد الاهتمام بإنشاء الأوقاف إلى الحرمين الشريفين والقائمين عليه من الموظفين والعمال، حيث رتب الخليفة عدلي محمود الثاني ابن السلطان عبد الحميد الأول (ت 1255هـ/1839م) “مرتبات للعلماء والخطباء بالحرمين الشريفين، وللقائمين بخدمة المسجدين الشريفين، مثل: المؤذنين، والفراشين، والكناسين، والبوابين، وجعل للجميع مرتبات جزيلة من النقود الجليلة، بعضها شهريات وبعضها سنويات، واشترى لذلك عقارات كثيرة”. يُنظر: السرجاني، راغب، روائع الأوقاف في الحضارة الإسلامية، ط1، نهضة مصر، القاهرة، 2010م: ص145.
([66]) القليوبية: من أقاليم الوجه البحري بمصر استحدثت في سنة 715هـ/ 1315م، بمرسوم من الملك الناصر محمد بن قلاون لما أمر بعمل الروك الناصري، وكانت نواحيها قبل ذلك تابعة لإقليم الشرقية ثم فصلت عنها باسم الأعمال القليوبية نسبة إلى مدينة قليوب التي كانت قاعدة لها، في سنة 933هـ/1527م، أطلق عليها اسم ولاية القليوبية، ثم مأمورية القليوبية في سنة 1826م وفي سنة 1833م، صدر أمر عالٍ بتسمية المأموريات باسم مديريات فسميت مديرية القليوبية، وقاعدتها الآن مدينة بنها. يُنظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، القسم الثاني: 1/19.
([67]) الجيزة: كانت في عهد الفراعنة والبطالمة والرومان، ثلاثة أقسام منفصلة بعضها عن بعض، وهي قسم أوسيم وقسم منف وقسم أطفيح، وبقي هذا التقسيم أيام العرب أيضًا. إلى أن استولت الدولة الفاطمية على مصر، فجعلت قسمي أوسيم ومنف قسمًا واحدًا باسم الجيزية، مع بقاء أطفيح قسمًا قائمًا بذاته. يُنظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية: القسم الثاني، 3 /6.
([68]) الغربية: تكونت بهذا الاسم في عهد الدولة الفاطمية، وأطلق عليها الغربية لوقوعها غربي فرع النيل الشرقي، وفي سنة 715هـ/1315م، سمين ولاية الغربية، وفي سنة 1826م قسمن إلى خمس مأموريات، وفي سنة 1833م جعلت إقليمًا واحدًا باسم مديرية الغربية. يُنظر: رمزي، محمد القاموس الجغرافي للبلاد المصرية: القسم الثاني، 2/8.
([69]) الدقهلية: تكون إقليم الدقهلية باسمه الحالي في عهد الدولة الفاطمية، وكان قبل ذلك مقسمًا إلى كور صغيرة كل كورة قائمة بذاتها ثم ضم بعضها إلى بعض وسميت الدقهلية نسبة لقاعدتها دقهلة. وكان يجاور إقليم الدقهلية من الجهة الشمالية كورة الأبوانية، وهي إقليم المنزلة الحالي نسبة لقاعدتها أبوان التي خربت بسبب طغيان بحيرة المنزلة عليها، وكانت منطقة صناعية آهلة بالسكان، وقد اختفت هذه الكورة من الأقسام الإدارية المصرية في الروك الناصري سنة 715هـ/1315م وضمت بلادها إلى إقليم الدقهلية. يُنظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، القسم الثاني، 1/ 26.
([70]) البحيرة: كانت تسمى باسم كورة البحيرة، وفي أيام الدولة الفاطمية أضيف إليها كور أخرى مجاورة لها، فصارت إقليمًا كبيرًا باسم البحيرة، وفي سنة 715هـ/1315م، أطلق عليها أعمال البحيرة، وفي سنة 933هـ/1527م سميت ولاية البحيرة، وفي سنة 1833م أصبحت تسمى مديرية البحيرة وقاعدتها مدينة دمنهور. ينظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية: القسم الثاني، 2/20.
([71]) المنوفية: تكونت بهذا الاسم في عهد الدولة الفاطمية، نسبة إلى منوف التي كانت قاعدة لها، وكانت قبل ذلك مقسمة إلى كور ضم بعضها إلى بعض، وفي سنة 715هـ/1315م سميت الأعمال المنوفية، وفي سنة 933ه-1527م سميت ولاية المنوفية، وفي سنة 1826م أطلق عليها اسم مأمورية المنوفية، وفي سنة 1833م سميت مديرية المنوفية، وقاعدتها الآن شبين الكوم.يُنظر: رمزي، محمد، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، 2/15.
([72]) سحابة ماء: مثل السقاية تحمل مع المحمل حتى يشرب الحجاج، والسحابات هي بمثابة أوعية تُملأ بالمياه لإرواء العطشى في كل مكان ترحل إليه قافلة الحج، ولقد قام العديد من سلاطين المماليك والأمراء الأتراك بتوفير تلك السحابات لترافق ركب الحجاج في أثناء الذهاب للحج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن بين السلاطين الأتراك الذين عنوا بهذا العمل السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق (784-801هـ/1382-1398م) الذي كان يوفر سحابة تسير مع قافلة الحجاج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة سنويًّا لإرواء الحجيج، وكان يُصرف للحجاج كل ما يلزمهم من الماء والزاد. يُنظر: قمر، محمد أحمد محمد، المنشآت الخيرية والاجتماعية للسلاطين والأمراء الأتراك بالحرمين الشريفين في العصر المملوكي، جامعة الزقازيق، المؤتمر الدولي الخامس “العرب والترك عبر العصور”، جامعة قناة السويس، الإسماعلية، دار المنظومة الإلكترونية، 4 – 6 مارس 2013م: ص641.
([73]) يُنظر: عبد المعطي، حسام محمد، العلاقات المصرية الحجازية في القرن 18م: ص279.
([74]) يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين: ص369.
([75]) بارةPara: الاسم العام للنقد أو الفلوس والدراهم، وهو في الأصل نقد معدني مضروب في عهد السلطان مراد الرابع كان أكثر بقليل من خمسة قراريط، وكانت الآقجة الواحدة في عهد السلطان محمد الفاتح تساوي ثلاث بارات، وكذلك في عهد السلطان أحمد الثالث. وكان القرش الواحد يساوي أربعين باره وزنته اثناعشر قيراطا من الفضة. وكانت على فئتين فئة العشرين بارة وفئة العشرة بارة. وضرب في عهد السلطان سليم الثالث فئة المئة بارة والخمسين بارة. وكان القرش الواحد في عهد محمود الثاني يساوي أربعين باره، والبارة الواحدة ثلاث آقجات والآقجة الواحدة ثلاثة بول (أي طابع). يُنظر: صابان، سهيل، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية: ص51.
([76]) بولاق: أصل كلمة بولاق اختلف الناس في معنى بولاق، فبعضهم قال: إن أصل الكلمة هو (بو) أي الجميلة بالفرنسية (ولاك) تعني بحيرة، أي أن معنى الكلمة (البحيرة الجميلة)، ثم تحريفها من بولاك إلى بولاق، ولكن لا يوجد ما يؤكد هذا، حيث إن بولاق كانت موجودة قبل الحملة الفرنسية، ويرجح بعضهم أن أصل تكوين منطقة بولاق، يعود إلى غرق سفينة كبيرة في هذا الموقع، ثم مع إطماء النيل بكثرة في هذه المنطقة، بدأت الأرض تعلو، وتتكون أرض جديدة هي بولاق الآن، وكانت الجزيرة المقابلة لها – وهي جزيرة الزمالك الآن – يطلق عليها اسم جزيرة بولاق. https://ahlmasrnews.com/770203
([77]) يُنظر: عبد المعطي، حسام محمد، العلاقات المصرية الحجازية في القرن 18م: ص279.
([78]) أوقية: ثقل يساوي أربعين درهم، وحديث تعادل 10 دراهم وخمسة أسباع الدرهم، وقيل إنها تساوي 1/12 من الرطل المصري، حيث يساوي الرطل 444. جرام تقريبًا. مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة. يُنظر: بدر، عبد الباسط، المدينة المنورة في الوثائق العثمانية، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، 1423هـ: 2/ صفحة المقدمة (م).
([79]) يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين: ص369.
([80]) السلطان محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني (974 – 1012هـ/1566 – 1603م) امتد حكمه في المدة ما بين عامي (1003 – 1012هـ/1595 – 1603م)، وكان عمره حين توج على العرش 29 عامًا. قتل جميع إخوته الذكور وعددهم 19 أميرًا، كما قضى على أتباع السراي السلطانية. يُنظر: ياغي، إسماعيل أحمد، الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 1416هـ/1996م: ص102.
([81]) السويس: تعتبر إحدى محافظات إقليم القناة وسيناء، وتقع شرق الدلتا شمال خليج السويس وعلى المدخل الجنوبي لقناة السويس، يحدها شمال محافظة الإسماعيلية ومحافظة شمال سيناء، وجنوب منطقة البحر الأحمر، وشرق محافظة جنوب سيناء، وغرب القاهرة والجيزة. وفي السويس ميناء عملاق بمنطقة العين الساخنة، وتم بناء سفن للصيد داخل خليج السويس.
www sis.gov eglar/Templates/Articles/Tmp
([82]) يُنظر: عبد المعطي، حسام محمد، العلاقات المصرية الحجازية في القرن 18م: ص282.
([83]) السلطان أحمد الأول: بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني ولد عام (998ه-1590م) وتوفي عام (1062ه–1617م)، وتولى الحكم بعد وفاة والده وعمره 14 عامًا في عام (1012هـ/1603م)، ولم يجلس أحد قبله من سلاطين آل عثمان على العرش في هذا السن، وكان قد اتصف بحب الخير، فأقام لأهل الحرمين الشريفين عمارة البيت وكسوة الكعبة والبيت الحرام والحجرة النبوية الشريفة، وأصلح مآثر كثيرة بمكة، كما أنشأ وقفًا من قرى مصر على خدام الحرمين الشريفين. يُنظر: ياغي، إسماعيل أحمد، الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث: ص104.
([84]) يُنظر: بيومي، محمد علي فهيم، مخصصات الحرمين الشريفين: ص370 – 371.
([85]) يُنظر: فهمي، سميرة علي، إمارة الحج في مصر العثمانية 1517م – 1798م، (د.ط)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2001م: ص48.
([86]) الدرهم: من أنواع العملات المعدنية التي تداولها العرب المسلمون منذ بداية العصر الإسلامي، اشتق اسمها من الأصل اليوناني (دراخمة Drachma)، جاءتهم عن طريق الفرس. والدرهم مصكوك من الفضة والنحاس. يُنظر: الخطيب، مصطفى عبد الكريم، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية: ص179 – 180.
قائمة المصادر والمراجع
أولًا – الكتب:
ثانيًا – المعاجم والموسوعات والدوريات العلمية: