مركز عدن للدراسات التاريخية

وسائل التوعية وأساليبها في الحفاظ على المواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب بالجمهورية اليمنية من وجهة نظر أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة

د. علي بن مبارك صالح طعيمان

د. علي بن مبارك صالح طعيمان([1])

ملخص:

تزخر محافظة مأرب في وسط الجمهورية اليمنية بالعديد من المواقع والمعالم الأثرية الهامة التي شكلت دورا كبيرا في تاريخ الجزيرة العربية بشكل عام، وفي جنوبها على وجه الخصوص، وقد تعرضت أجزاء من تلك المواقع والمعالم الأثرية للعبث والتخريب مُنذ بداية خمسينيات القرن الماضي، حتى جاء نظام الدولة ووضع عددا من القوانين والمواد الرادعة حيال ذلك، وقام بمحاسبة من يقوم بالاعتداء عليها، إلا أن غياب الدولة قد شكّل بيئة خصبة لقيام العديد من أعمال النهب والتخريب والدمار لمواد بنائها، وهو ما يتطلب وجود عدد من الوسائل والأساليب التي من الضرورة مشاركة المجتمع المحلي بها وتوعيته، لما لها من دور كبير في التخفيف عن مثل هذه العمليات.

اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي الوصفي، وقام الباحث بإجراء الدراسة في الفترة من 21/6/ 2020م إلى الفترة 20/ 8/ 2020م ممثلة في وضع استبانات تشتمل على 20 عبارة لقياس اتجاهات أبناء محافظة مأرب وساكنيها وبعض من أبناء المحافظات المجاورة، في الأساليب والطرق المناسبة لغرض الحفاظ على الآثار وحمايتها والاهتمام بها، وقد وزع المقياس على عدد 255 فردًا من عينات المجتمعات المحلية، وممن يحملون مؤهلات علمية مختلفة كالآثاريين والمعماريين والمؤرخين والمتخصصين والهواة، وأعمار متفاوتة. توصلت الدراسة إلى نتائج توضح مدى وعي المجتمع المحلي الذي شملتهم عينات الدراسة، وأشارت إلى عملية التوافق على بعض من المعلومات الرئيسة التي من الواجب القيام بها من قبل المجتمع المحلي كأفراد وواجب الدولة ممثلة بمكاتب الآثار وفروعها والسلطة المحلية والأمنية، كما توصلت الدراسة إلى معرفة وعي الجيل الحديث بأهمية الآثار من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

Abstract:

 Marib Governorate in the center of the Republic of Yemen is rich with many important archaeological sites and monuments that played a major role in the history of the Arabian Peninsula in general، and in its south in particular. A number of deterrent laws and materials have been put in place in this regard، and those who attack them are held accountable، but the absence of the state has formed a fertile environment for many acts of looting، sabotage and destruction of building materials، which requires the presence of a number of means and methods that it is necessary to participate in and raise awareness of the local community، because It has a great role in alleviating such operations.

The study relied on the descriptive analytical method، and the researcher conducted the study from 21.06.2020 to 20.8.2020 represented by developing questionnaires that include 20 phrases to measure the attitudes of the people of Marib Governorate and its residents and some of the people of the neighboring governorates، in the appropriate methods and methods. For the purpose of preserving، protecting and caring for antiquities، the scale was distributed to 255 individuals from local community samples، who dream of different academic qualifications، and of varying ages. The study reached results that show the extent of awareness of the local community included in the study samples، and indicated the process of agreeing on some of the main information that must be carried out by the local community as individuals and the duty of the state represented by antiquities offices and its branches and the local and security authority، as the study found to know the awareness of the generation Talk about the importance of antiquities from the social، economic and cultural aspects.

مقدمة:

تضم محافظة مأرب العديد من المواقع والمعالم الأثرية القديمة، و تعد الآثار المعمارية الشاخصة للعيان في المحافظة من بين أضخم الآثار القديمة في الجمهورية اليمنية، حيث إن فيها عاصمة مملكة سبأ مدينة مأرب القديمة، وفيها أكبر المعابد وأهمها في الجزيرة العربية (معبد أوام)، وهو أكبر حرم مقدس لدى العرب قبل الإسلام، و(معبد برآن) الذي تمثل أعمدته أطول أعمدة معمارية في اليمن، فضلًا عن بقايا معالم سد مأرب القديم، الذي كان يغذي الأراضي الزراعية في محافظة مأرب؛ ولما للآثار من أهمية بالغة في تعزيز الهوية الوطنية لدى الشعوب، وما تمد به من موارد مالية تسهم في زيادة الدخل القومي للبلاد تركزت دراستنا حول حماية المواقع وسلامتها من وجهة نظر أبناء محافظة مأرب ومن يسكن فيها من أبناء المحافظات المجاورة.

ولما تمر به اليمن في هذه المرحلة([2]) عمل الباحث على هذه الدراسة لمعرفة مدى وعي المجتمع المحلي بأهمية الآثار والحفاظ عليها، والتعرف على من يقع على عاتقه الحماية الأمنية من وجهة نظر أبناء محافظة مأرب؛ ومع كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة أردنا التعرف على مدى أهمية تفعيل تلك الوسائل في التوعية المحلية والحد من العبث بالآثار والتعريف بأهميتها، فضلًا عن تعميق مفهوم الهوية الوطنية التي تمتد جذورها لآلاف السنين، ومما سيزيد من تعميق التأصيل اليمني إلى أزمنة ضاربة في أعماق التاريخ.

 تمثل تلك الآثار دلائل مادية يستدل بها على العمق الحضاري الذي نفخر ونفاخر به كيمنيين، وبما أن مثل هذه الدراسات تبين مدى الدور الذي يقوم به المجتمع في الحد من العبث بالآثار، سواء من حيث الحفر العشوائي، أم من حيث معالجة الأفكار المغلوطة لدى عامة الناس، والقائمة على هوس الكنوز في البحث عن مواقع الآثار وتخريبها، ومدى تفعيل الطُرق المُثلى في الحفاظ عليها بشكل يضمن لها مكانتها التاريخية وديمومة بقاء معالمها المعمارية، وبقائها يعني الحفاظ على هوية وتاريخ وتراث الشعب اليمني.

أهمية الدراسة:

تكمن أهمية الدارسة من أهمية الموضوع، من حيث تفعيل وسائل الوعي وأساليبه في الحفاظ على المواقع والمعالم الأثرية التي تعد أحد أبرز أعمدة الثروة المستدامة التي لا تنضب، مع المقارنة بغيرها من موارد الدخل القومي للبلاد، ولهذا استندت الدراسة على العديد من الركائز الهامة في معرفة الأساليب والطرق الصحيحة في الحفاظ على المواقع الأثرية من وجهة نظر أبناء المحافظة وغيرهم من أبناء المحافظات المجاورة، فضلًا عن ذلك فإن أهم ما دفع الباحث لهذه الدراسة هي نُدرة الدراسات العلمية بهذا الجانب في اليمن بشكل عام وفي محافظة مأرب على وجه الخصوص.

أهداف الدراسة:

قام الباحث بإجراء هذه الدراسة لغرض التوصل إلى الأهداف الآتية:

  1. إبراز دور المجتمع المحلي في اتخاذ الطرق والأساليب في الحفاظ على الآثار بشكل عام.
  2. التعرف على وسائل التواصل الاجتماعي البارزة التي تؤدي الدور الكبير في توعية المجتمعات المحلية.
  3. التعرف على الجهة التي ستعمل على حماية المواقع الأثرية في ظل الظروف التي يمر بها البلاد.
  4. التوصل إلى توعية الناس في مدى خطورة البحث عن الكنوز الوهمية في المواقع الأُثرية.

مشكلة الدراسة:

نظرًا لأهمية التعرف على الطرق والأساليب في الحفاظ على الآثار من وجهة نظر أبناء محافظة مأرب وغيرهم، إلا أن هناك مشكلة أساسية تمثلت في الآتي:

  • متغيرات الإجابة على معلومات الدراسة مما يعكس استصعاب تحليلها.
  • اختلاف الرأي في اتجاهات عينة الدراسة من حيث حماية المواقع الأثرية. علاوة على ذلك نُدرة الدراسات العلمية التي تناولت هذه الجوانب الهامة في اليمن بشكل عام وفي مأرب على وجه الخصوص.

منهج الدراسة:

اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي وهو المنهج المتبع في مثل هذه الدراسات، والذي من خلاله توصل الباحث لجمع المعلومات والبيانات المطلوبة، والتي تمثلت في حصر وجهات نظر عينة الدراسة (المجتمع المحلي) من حيث الوسائل والأساليب الأساسية التي يعتمد عليها في حماية المواقع الأثرية بمحافظة مأرب وتحليل تلك النتائج من خلال قياس توجهات العينات المختلفة التي تنتمي لمديريات محافظة مأرب وخارج محافظة مأرب وشملت 255 فردًا متفاوتين في المستويات العلمية والجنس ومديريات الانتماء.

نطاق الدراسة الجغرافي:

اقتصرت الدارسة على استهداف عينات من أبناء محافظة مأرب وبعض من أبناء المناطق المجاورة لمحافظة مأرب، فضلًا عن عدد من وجهات النظر لمن يسكن مأرب من المحافظات اليمنية الأخرى. وبلا شك فإن المواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب ما هي إلا نموذج لجميع الآثار في محافظات الجمهورية اليمنية.

أداة الدراسة:

  • الاستبانات (الإلكترونية).
  • المقابلات الشخصية.
  • قياس وتحليل طرق وأساليب الحفاظ على المواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب.

عناصر الدراسة

أولًا- مفاهيم الآثار ودورها:

تمثل الآثار المادية خير شاهد على استيطان وتعاقب الحضارات في أي مكان وبأي زمان، وبهذا فإن الآثار التي تقع في النطاق الجغرافي لمحافظة مأرب تمثل الدور الأبرز والأكثر تركيزًا على مستوى المحافظات اليمنية بشكل عام، وهذا لا يعني التقليل من مواقع ومعالم الآثار في المحافظات اليمنية الأخرى، بل من حيث تواجد النسبة الكبيرة من الشواهد الأثرية الضخمة ذات المعالم المعمارية والنقوش الكتابية والفنية؛ حيث تركزت الحضارة اليمنية القديمة في المناطق الشرقية من اليمن القديم وقد برزت فيها مملكة سبأ بجميع مراحلها الزمنية مُنذ بداية الألف الأول قبل الميلاد حتى القرن السادس الميلادي.

علاوة على ذلك فهناك العديد من المعالم الأثرية التي تعود لممالك عربية قديمة، منها المناطق الشمالية من محافظة مأرب ومن أبرزها مدينة براقش (يثل)([3]) قديمًا التي كانت تمثل أحد المدن الأثرية القديمة والتي تعود لحضارة مملكة (معين)، وكذلك العديد من المعالم الأثرية التي تقع في الجزء الجنوبي من محافظة مأرب وهي المراكز الحضارية مثل: (العادي –(مريمة قديمًا) و(حنو الزرير)، وغيرها من المعالم الأثرية التي تعود لحضارة مملكة قتبان وتتبع مناطقها إداريًا لمحافظة مأرب.

ومما سبق في التوضيح حول المعالم الأثرية والحضارية التي تقع في النطاق الإداري لمحافظة مأرب تبين أن مأرب كانت تمارس فيها قديمًا جميع النشاطات الحضارية (الدينية – السياسية- الاجتماعية- الاقتصادية- الفنية). وهذا التفاعل الحضاري في المنطقة بجميع جوانبه يمثل دورًا أساسيًا في التفاعل الفكري والمعنوي بين المجتمع القديم، نتج عنه ثروة تاريخية حضارية مادية شاهدة على الرقي الحضاري لتلك الممالك اليمنية القديمة التي قامت في مأرب.

الدور الحضاري والتاريخي للمواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب:

 تمثل المواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب الفترات الزمنية المتعاقبة منذ بداية الاستقرار الحضاري، وما قبل تأسيس المدن والمعابد، حيث بدأت أولى المراكز الحضارية في الواحات الصحراوية في العصور الحجرية، وفي المناطق الغربية من مأرب التي تعود شواهدها الأثرية إلى مرحلة العصور البرونزية، التي سبقت عصر الممالك اليمنية القديمة (سبأ– معين – قتبان- أوسان- حضرموت- حمير) وكل هذه الممالك قد برزت على أراضي متفرقة في جنوب الجزيرة العربية بشكل عام، حيث كانت مملكة سبأ هي المملكة التي اتخذت من مدينة صرواح ومأرب مراكز حضارية لها وشيدت فيها المعابد([4]).

كانت مدينة صرواح القديمة أحد المدن التي ظهرت فيها الكتابات والعمارة منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد، التي قامت عليها الحضارة السبئية، وتحوي المدينة المنشآت المعمارية الضخمة([5])، والنقوش الكتابية التي تعد من بين أطول وأهم النقوش في الجزيرة العربية ومنها نقش النصر الكبير، الموسوم بـ((RES 3945= GL1000 الذي يعود تاريخه إلى عهد المكرب السبئي (كرب إل وتر) القرن السابع قبل الميلاد([6]).

لوحة: 1 مدينة صرواح القديمة نقلًا عن أرشيف المعهد الألماني للآثار- DAI- 2006م

وكذلك النقش الموسوم بـ 2005-50) – sirwah) (صرواح)، والمعروف بنقش الملك (يثع أمر وتر) الذي كشفت عنه بعثة المعهد الألماني للآثار في اليمن (DAI) التي نفذت حفريات في مدينة صرواح القديمة عام 2005م([7]).

تعد صرواح القديمة المدينة والحاضرة الأولى لمملكة سبأ في العصر السبئي القديم (الأول)، وهي المدينة التي كان اتخذها مكاربة مملكة سبأ عاصمة لهم([8])، وفيما بعد بقيت مدينة صرواح القديمة أحد الحواضر والمدن خلال العصر السبئي المعروف بعصر (ملوك سبا)([9]). إلا أنها ليست العاصمة. صرواح القديمة، وقد وصفت صرواح بأنها العاصمة الدينية لمملكة سبأ، وأنها كانت مدينة تُزاهي مدينة مأرب، وقد اهتم بموقعها الجغرافي المُمَيز المرتفع بين الجبال([10]).

لوحة-2 معبد أوعال صرواح، نقلًا عن أرشيف المعهد الألماني للآثار- DAI- 2006م

تمثل مدينة مأرب القديمة العاصمة والمدينة الكبيرة لمملكة سبأ التي لم يتم الكشف عنها بشكل كلي حتى اليوم، سوى بعض من المسوحات الأثرية التي أجريت حول المدينة وداخلها، ومجسات علمية بداخل أسوار المدينة القديمة. وتعد مدينة مأرب القديمة العاصمة السياسية لمملكة سبأ، وهي ورد ذكرها في النقوش بتسميات مثل: (مريب)(مرب)([11])، وتحتل مدينة مأرب موقعا جغرافيا متميزا يقع على تلٍ مرتفع على الضفة الشمالية لوادي أذنة([12])، وتقع على الأراضي المطلة على رملة السبعتين (صيهد) من الناحية الشرقية، علاوة على ذلك أنها قريبة من الأراضي الجبلية، وقد كفل لها موقعها الاستراتيجي مرور طرق التجارة العالمية القديمة، والقادمة من الموانئ الشرقية والجنوبية الشرقية من الجزيرة العربية([13]).

لوحة 3- معالم مدينة مأرب القديمة عاصمة مملكة سبأ- نقلًا عن أرشيف فريق إعداد مواقع مأرب تراث عالمي (اليونسكو) 2021.

ومن بين المعالم الأثرية في محافظة مأرب سد مأرب القديم الذي يعد أهم منجزات الري في الجزيرة العربية، حيث يقع السد في أضيق نقطة بين الجبيلين (جبل البلق القبلي – الشمالي) و(جبل البلق الجنوبي – الأوسط). ويقوم بحجز مياه الأمطار المتدفقة بسرعة عالية من أعالي الجبال الجنوبية والجنوبية الغربية من مأرب، ويعرف بميزاب اليمن الشرقي.

ويمثل السد في بدايته حاجزا بسيطا من التربة والأحجار التي كانت توضع في بداية الأمر للتقليل من سرعة تدفق المياه في الوادي وتفادي تدمير الحقول الزراعية القريبة من الوادي، علاوة على ذلك تقام تلك التحويلات لغرض تحويل جزء من مياه الوادي إلى مواقع الحقول الزراعية للانتفاع بها في ري محاصيل تلك الحقول. وتطور بناء السد حتى أصبح يمثل عمارة ضخمة تقوم بوظيفة حجز الوادي كاملًا، حيث يبلغ طول حاجز السد 650م، ويصل سمكه 20م، وارتفاع بناء الحاجز المعماري 15م تقريبًا، بناءً على ما تبقى من عمارة المصرفين الشمالي والجنوبي([14]).

لوحة -4سد مأرب القديم المصرفين الشمالي والجنوبي. نقلًا عن أرشيف فريق إعداد مواقع مأرب تراث عالمي (اليونسكو)- 2021م

    وأصبح السد عبر هذين المصرفين يعمل على تحويل كميات المياه عبر قنوات رئيسة وفرعية لري الأراضي الزراعية حول المصرفين الشمالي والجنوبي، وقد أمكن حساب الزمن الذي ظل السد يعمل فيه بكفاءة عالية والتي تقدر بحوالي 2500 سنة من خلال دراسة الإرسابات الطمئية التي تبين أن معدل الترسيب السنوي لها كان بمقدار 1.1سم في السنة([15]).

(خريطة: 1) موقع مدينة مأرب القديمة نقلًا عن (Pietsch، et al، 2010:786).

ومن بين المواقع الأثرية الهامة في محافظة مأرب هو معبد أوام الذي يعد من بين أهم وأكبر المعابد الأثرية في الجزيرة العربية([16])، و يمثل أحد الصروح الدينية التي برزت في مملكة سبأ، ويقع معبد أوام على بعد 4 كم – 3.5 كم إلى الجهة الجنوبية من مدينة مأرب القديمة عاصمة مملكة سبأ،([17]).

 لوحة-5 صورة جوية لمعبد أوام.

ويمثل الموقع الجغرافي الذي يقع فيه معبد أوام من بين المواقع المقدسة لدى السبئيين قبل بناء المعبد، وقد سمي (أوام)، وأن (أو) هو اسم فاعل للفعل (أوى) بمعنى أنه عبارة عن مكان ملجأ أو مُعيذ، ومنه تأتي الألفاظ المأوى والإيواء([18]).

لوحة: 6 معبد أوام – بهو الأعمدة نقلًا عن أرشيف فريق إعداد مواقع مأرب تراث عالمي (اليونسكو) 2021.

وأصبح المكان الذي يحيط بالمعبد هو الملجأ للإنسان والحمى الذي يتقرب به إلى الإله دون أي علاقة إدارية وسياسية أو جغرافية لاختيار المكان([19]). ويعود تاريخ بناء المعبد إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، بناء على النقوش الكتابية التي عثرت عليها البعثة الأمريكية التي عملت في المعبد، لفترات مختلفة وبالتحديد في النقوش الموسوم بـ GL484=MB2001I-16([20]).

ويأتي دور معبد برآن الصرح المعماري الديني الهام، الذي يقع في وسط واحة مأرب، وهو أحد أهم المعابد السبئية القديمة الواقعة خارج المدن.

لوحة 7 – معبد برآن- صورة جوية – أرشيف فريق إعداد مواقع مأرب تراث عالمي (اليونسكو) 2021.

ويقع على بعد 3 كم إلى الجهة الجنوبية من مدينة مأرب القديمة، وعلى الضفة الجنوبية من وادي ذنة([21])، وعلى بعد 1 كم من الجهة الشمالية من معبد أوام([22]). ويمثل المعبد استمرارية استخدامه في العبادة الوثنية من فترة الألف الأول قبل الميلاد حتى القرون الميلادية الأولى، وأدت تلك الاستمرارية في استخدام المعبد إلى تجديدات كانت تتم بين فترة وأخرى في جميع عناصر المعبد المعمارية. و مما يؤكد ذلك الكتابات والنقوش القديمة التي تعود لفترات متفاوتة عُثر عليها بداخل المعبد (CIH314- Fa 53- 54-Ja 532 CIH 400([23]).

لوحة- 8 معبد برآن

(خريطة: 2) المواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب – أرشيف فريق إعداد مواقع مأرب تراث عالمي (اليونسكو) 2021.

وهناك العديد من المواقع الأثرية التي تقع خارج واحة مأرب، على سبيل المثال مدينة براقش (يثل) أحد أهم المدن اليمنية القديمة التابعة لمملكة معين، وتقع في الجهة الشمالية من محافظة مأرب، وبالتحديد فيما قبل التقاء وادي مجزر مع وادي الجوف، وتقع على تلٍّ ترابي، يعود تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد([24]) وقد ازدهرت المدينة منذ القرن الأول قبل الميلاد واستمرت حتى القرن الأول الميلادي([25]). وهناك العديد من المواقع الأثرية التي تقع في واحة مأرب وخارجها في المديريات التابعة لمحافظة مأرب، التي اكتُشف بعض منها وبعضها مازال في باطن الأرض بانتظار الأجيال القادمة للكشف عنه (خريطة: 1-2).

الدور العلمي للمواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب:

تمثل الآثار المعمارية أهم الشواهد الحضارية للعمارة القديمة التي قام ببنائها الإنسان القديم في محافظة مأرب، والمتمثلة في المواقع والمعالم الأثرية التي يعود بناء الأغلب منها إلى ما يقارب ثلاثة آلاف عام من الحاضر، وبهذا تصبح هذه المعالم بعمارتها القديمة التي حافظت على مواد بنائها وتماسكها وترابطها من أهم الدلائل المادية على جودة مواد بنائها وتقنيتها والفكر المعماري المتطور في اليمن القديم لدى الإنسان الذي أحسن اختيارها، وبلا شك فإن تلك المواد ستبقى مثالًا يُستفاد منها في الجانب المعماري من حيث تطوير المدن والعمارة بكل مخططاتها، وإعادة استخدام تلك المواد ذات الديمومة الأطول والمقاومة للبيئة بشكل أكبر في العمارة الحديثة.

وعلى سبيل المثال استخدام مادة الأحجار البازلتية في أساسات العمارة القديمة وإعادة استخدمها في العمارة الحديثة، لما يتسم به هذا النوع من الأحجار ذات القوة والصلابة، التي قادت الإنسان لاختيارها في أساسات العمارة، ويأتي ذلك نتاج ترا كم الخبرات العملية في البناء بها بالأساسات المعمارية القديمة لما تتسم به تركيبتها الجيولوجية([26]).

ومن حيث تحقيق الأهمية العلمية ودورها في المجتمع يتم الاعتماد على الأبحاث العلمية والدوريات ذات الاختصاص بالجانب الأثري، والجغرافيا التاريخية وأبحاث تطوير العمارة، وهو ما سيهدف في الأخير إلى تكوين معرفة علمية ثقافية عن كل المعالم الأثرية بشكل حضاري متكامل([27]).

الدور الاقتصادي للمواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب:

تعد المواقع والمعالم الاُثرية أحد أهم روافد السياحة ومناطق الجذب السياحي، حيث تمثل السياحة الثقافية الكثير من بين اهتمام الزوار، وبهذا فإن عوامل الجذب السياحي تعتمد بشكل أساسي على تطوير هذا القطاع الثقافي الحيوي الهام ([28])، كما يأتي دور المواقع الأثرية في عملية إعدادها كأحد الموارد الهامة في تطور اقتصاديات البلدان من خلال الارتباط الوثيق بين التراث والسياحة([29]).

ويأتي دور الأهمية الاقتصادية في تطوير المواقع والمعالم الأثرية مثل: مدينة مأرب القديمة – معبد أوام – معبد برآن – معبد حرونم- سد مأرب القديم- مدينة صرواح القديمة، العادي- براقش- حنو الزرير – المساجد، والعديد من المعالم الأخرى في المحافظة مما سيسهم في زيادة أعداد السواح القادمين لهذه المعالم الأثرية العظيمة، التي تمثل شاهدًا بارزًا من شواهد حضارة ممالك اليمن السعيد قديمًا، مثل مراكز حضارة مملكة سبأ ومعين وقتبان. وعلى سبيل الحصول الموارد الاقتصادية فلابد من تزويد الخدمات اللازمة للإقامة والتسوق، وتوفير الخدمات البنكية والصحية، وتوفير وسائل الاتصالات الضرورية بحيث تصبح مؤهلة لتكون إحدى الوجهات السياحية المتكاملة لمحبي السياحة الثقافية من زوار الداخل بشكل خاص، وزوار الخارج بشكل عام([30]). وفي المقابل وقبل كل شيء لابد من إرساء دعائم الأمن والأمان في هذ هذه المعالم الأثرية وما حولها لضمان الجانب الاقتصادي القائم على السياحة.

الهوية العامة للمواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب:

تمثل المعالم الأثرية في محافظة مأرب أحد أهم رموز الهوية الوطنية لدى الإنسان اليمني اليوم، حيث إن معالم سد مأرب القديم وأعمدة معبد أوام وبرآن أصبحت رمزًا وطنيًا حضاريًا وثقافيًا لدى اليمنيين، حيث نجدها قد طبعت معالمها على النقود، وعلى أغلفة البريد، وأغلفة كتب المدارس والمناهج العلمية، بحكم أنها تمثل هوية شعب ورمزية حضارته القديمة، كيف لا؟! وفيها سد مأرب الذي ذاع صيته وتناقلت أخباره بين العرب والأكثر رمزية بين العرب انتسابًا وتأصيلًا.

وعلى سبيل المثال لبعض دول العالم ومدنها هوية تتمثل في معالمها التراثية البارزة مثل جمهورية مصر العربية رمزها الاهرامات ودولة الصين الشعبية ورمزها سور الصين العظيم وعلى سبيل المثال بالداخل اليمني حيث تمثل مدينة شبام مدينة الطين رمزية لشعب حضرموت وهكذا([31]).

ومن هنا نجد أن الهوية الخاصة باليمنيين بشكل عام تمثل جزءا من مبدئه الديناميكي الذي يواصل به اليمني عملية ابداعاته واستلهامه منها الدالة على ماضيه، بل إن الآثار المتمثلة في ماضيه تمثل له الحصن المنيع الذي يحتمي به للمحافظة على شخصيته وهويته ومواقف نضاله وتاريخه([32]).

ثانيًا: وسائل التوعية وأساليبها

تمثل التوعية حجر الزاوية في الحفاظ على المواقع والمعالم الأثرية بشكل عام، وبخاصة المدن الأثرية التي لحقت بها أضرار كبيرة من قلة الوعي لدى المجتمعات بأهمية الآثار والمعالم العمرانية القديمة حتى أصبح لدى عامة الناس تصور بأن هذه الآثار هي لأمم قد خلت، ولا تقع في نطاق ملكية خاصة اليوم، وبهذا تصبح عرضة لعملية الانهيار والاندثار واستخراج مواد بناء المواقع الأثرية لإعادة استخدامها في بناء المنشآت المعمارية الحديثة، وقد أثرت هذه الآفة الخطيرة في تدمير العديد من المواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب والعديد من المحافظات المجاورة التي تزخر بالمعالم الأثرية التي تعود لحضارة الممالك اليمنية قبل الإسلام. ومن بين المواقع التي تعرضت لعملية الاندثار في محافظة مأرب مثل موقع معبد (المساجد) الذي يقع في جنوب مديرية الجوبة في منطقة (الخثلة – الفقراء) وغيره العديد من المواقع التي لم تعد معالمها الأثرية القديمة باقية حتى اليوم.

ومن هذا المنطلق لابد من التعريف بوسائل وأساليب التوعية التي تحافظ على مثل هذه المواقع والمعالم الأثرية التي تمثل إرثا إنسانيا حضاريا قديما، يمثل جزءا من الهوية الوطنية وتعميقها لدى المجتمع، وفضلًا عن تنمية هذا التراث ليصبح أحد أهم الموارد الاقتصادية للدولة بشكل عام، حيث إن التراث من بين الثروات التي لا تنضب، وكل ما كانت المحافظة عليها بشكل أكثر وأفضل كلما أصبح بقاؤها لفترة أطول.

ومن بين أهم الوسائل والأساليب التي من الممكن أن تساعد في عملية الحفاظ على المواقع والمعالم الأثرية هي ما يلي([33]):

– تأسيس مجلس محلي أو جمعية علمية تضم العديد من المتخصصين في مجال الآثار، تهتم بمباشرة العناية ومراقبة ومتابعة المواقع الأثرية، ويتم تأسيس مجلس محلي للآثار في المحافظة أو جمعية علمية أو مركز بحثي خاص بالمواقع والمعالم الأثرية بجميع فتراتها، يدعم من صندوق مالي يتبع السلطة المحلية بالمحافظة وترصد له ميزانية سنوية.

-تكوين الآلية الصحيحة التي يبدأ عبرها في عمليات الترميم العلمي لتفادي أي انهيارات أو تشققات في المواقع والمعالم الأثرية، ويطبّق ذلك على جميع المواقع الأثرية التي تحتاج إلى تدخل عاجل. ومن الأفضل أن يتم الحفاظ على المعلم الأثري القديم للمنشآت المعمارية التي تحتاج إلى الترميم.

ومن بين أولويات التخطيط لمثل هذه الوسائل والأساليب في عملية التوعية من الممكن الاعتماد على نوعين منها، الأول: التدريب والتأهيل للموار البشرية، التي لابد أن تقوم بعملية إحياء الآثار المعمارية من خلال العملية الإشراف والرقابة المباشرة، حيث تعمل على تدريب وتأهيل الكوادر المحلية عبر الدورات العلمية وورش العمل والنقاش والتطبيق العملي، وتهتم بشكل أولي بعملية الحفاظ على المواقع والمعالم الأثرية بصورة علمية مدروسة.

النوع الثاني: يتمثل في تفعيل الدور الإعلامي عبر وضع خطة إعلامية مصورة لجميع المواقع والمعالم الأثرية، والتعريف بالدور الحضاري والتاريخي والاجتماعي والاقتصادي لجميع المعالم والمدن الأثرية، مع إبراز القيم العلمية التي تتسم وتتميز بها تلك المواقع عن غيرها وما مدى تأصيلها([34]).

ومن بين وسائل التوعية الهامة أيضًا المؤسسات التربوية والتعليمية، التي تُنشر عبرها ثقافة الوعي الأثري بين طلاب تلك المؤسسات، حيث تؤدي الجامعات دورًا مهمًا وحيويًا في الحفاظ على التراث من خلال طلاب الجامعة؛ حيث تساعدهم على معرفة المعالم الأثرية، وتسهم بشكل كبير في تعريف الطلاب بأهمية الآثار، كما تزرع فيهم كيفية التعامل معها والحفاظ عليها([35]). وعلى سبيل المثال أقسام الآثار في كليات الجامعات عليهم أن يرسوا قاعدة سنوية ينظمها قسم الآثار تحت اسم (أسبوع الوعي الأثري).

وقد شملت هذه الدراسة العديد من الإيضاحات حول أهمية وسائل وأساليب التوعية التي وضعها الباحث في الاستمارات التي وزعت على الفئات المستهدفة (المجتمع المحلي) في محافظة مأرب والمحافظات المجاورة أو من الساكنين في محافظة مأرب.

ثالثًا: مسؤولية الوعي الأثري

  • السلطة المركزية- الوزارات – الهيئات

السلطات المركزية كالوزارات والهيئات الجهة المركزية هي التي تشرف بشكل مباشر على الآثار في الجمهورية اليمنية من أقصاها إلى أقصاها، وبهذا فإنه قد صدر قرار جمهوري رقم (21) لسنة 1994م، بشأن الآثار، وتعديلاته رقم (8) في العام 1997م، ومن أهم مواده: الأولى هي التسمية حيث قضت بتسمية القانون (قانون الآثار)، وعلى الجهة المركزية التي يتبع لها، وهي وزارة الثقافة- الهيئة العامة للآثار والمتاحف([36])، وتعد هذه الجهات الحكومية هي الجهة المركزية التي تشرف على مكاتب فروع الآثار في المحافظات.

ومن بين المواد التي ضمها قانون الآثار هو ما ورد في المادة رقم (14) من القرار رقم (21) التي تقضي بأحقية السلطة الأثرية ممثلة بالهيئة العامة للآثار والمتاحف بإيقاف أو إزالة أي أعمال تعديات على الآثار، والاستعانة بالسلطة الأمنية، ولها الحق بإعادة ما أتلفه بنفسه أو القيام به على نفقته الخاصة([37]).

ومن خلال قانون الآثار وتعديلاته على الدولة القيام بواجبتها ممثلة بوزارة الثقافة- الهيئة العامة للآثار والمتاحف والعمل على تطبيق القانون على أرض الميدان وعندما يكون هناك عدم معرفة وقلة وعي بالآثار تعقد الدورات وورش العمل والحوارات والمناقشات لمدراء العموم، وتعميم تنفيذ تلك الورش على الفروع العامة بما فيها مثلًا فرع الآثار في محافظة مأرب.

وعلى من يقوم بتلك الدورات وما في حكمها أن يسلط الضوء على أهمية القيمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للآثار من أجل الوصول إلى زيادة الحفاظ عليها لتحسين قطاع الآثار وزيادة فرص العمل للتوظيف في قطاع الآثار من المتخصصين([38]).

  •  السلطة المحلية- السلطة الأمنية- المنظمات الدولية

تمثل السلطة المحلية دور الإشراف المحلي المباشر على مكتب فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف، حيث يرتبط بالمركزية ومكتب تنفيذي في المحافظة، وتعد السلطة المحلية ممثلة بالمجلس المحلي بالمحافظة الذي يرأسه المحافظ، ومدير فرع الهيئة العام للآثار عضو المكتب التنفيذي في المحافظة المسؤولين الأولين عن تلك الجهات، كما أن هناك سلطات محلية في كل مديرية من مديريات المحافظات، ولمكتب الآثار فرع في المديرية التابعة للمحافظة، ويرجع مدير مكتب الآثار في المديرية لمدير عام مكتب هيئة الآثار في المحافظة، وتتحمل السلطات المحلية المهمة الإشرافية على المكتب، والرفع بكل ما يهم المكتب وتنفيذه بالتعاون ما بين السلطة المحلية والسلطة الأمنية في المحافظة متى ما دعت الحاجة لتنفيذ أية مهام حسب قانون الآثار أعلاه.

ويترتب على المكاتب التابعة لهيئة الآثار المهام الإدارية من حيث الحماية والترميم والصيانة، وتنفيذ الخطط الميدانية في كل موقع من المواقع الأثرية التي تقع في نطاق حدود المديرية؛ وفيما يتعلق بأهمية الوعي المحلي نجد أنه يقع على عاتق السلطة المحلية دعم المكتب المحلي فيها بالميزانية المعدة لها، من بينها أهمية الوعي المحلي، كون المواقع الأثرية تقع في حدود الأرياف، وهو ما يتطلب عملية دعم الوعي والإسهام فيه من جميع الجوانب للتثقيف بأهمية الآثار ودورها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي لدى شريحة واسعة من المجتمع، وتنفيذ ما يتحقق من ذلك على الميدان لضمان أهمية الوعي لدى بقية شرائح المجتمع.

وبما أن حماية التراث من بين أولويات المنظمات الدولية مثل اليونسكو (منظمة التربية والعلم والثقافة)، حيث إن الجمهورية اليمنية من بين الدول التي وقعت مؤخرًا على اتفاقية اليونسكو 1972م، وهي الاتفاقية التي تعني مواد منها بحماية الآثار والمحافظة عليها، وتسجيل ما يحمل القيمة العالمية الاستثنائية تمهيدًا لتسجيلها بقائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي تشرف عليه لجنة تعرف بـ(لجنة التراث العالمي)، وتركز على عملية الحفظ والصيانة والرصد والدراسة والمراقبة للمواقع التي تحمل القيمة العالمية الاستثنائية([39]).

كما يقتضي تفعيل دور المؤسسات والمنظمات الدولية التي لابد أن يكون لها دور في حماية التراث الثقافي كونه تراث يهم البشرية جميعا، منها على سبيل المثال المواثيق والاتفاقيات الدولية التي بدأ تفعيلها عالميًا منذ ظهور فكرة حماية التراث، مثل ميثاق أثينا عام 1931- 1933م، وميثاق البندقية عام 1964م([40]).

  • المجتمع المحلي – الملّاك- الجمعيات المحلية

يمثل المجتمع المحلي المحيط بالمواقع والمعالم الأثرية دورًا محوريًا في عملية الوعي الأثري؛ لكونه الشريحة الهامة القريبة بل الملتصقة به مباشرة، ويقع على عاتق المجتمع المحلي في محافظة مأرب الدور الكبير في عملية الحفاظ عليها؛ لكون المواقع والمعالم الأثرية دائمًا ما تقع في نطاق ملكية القبائل الموزعة على أغلب مديريات المحافظة التي تقع في نطاقها المعالم الأثرية، وبالتحديد الملّاك الذين تقع في نطاق أراضيهم الخاصة، إذ يتولون عملية التوعية بالمواقع من حيث منع التعدي عليها، سواء من أعمال الهدم والتدمير والطمس والحفر العشوائي الذي دائمًا ما يلحق ضررا كبيرًا بالمواقع الأثرية ويطمس طبقاتها الأثرية القديمة، مما يصعب دراستها من خلال التنقيب الميداني مُستقبلًا؛ مع مراعاة تطبيق ما ورد في قانون الآثار رقم (21) للعام 1994م، وتعديلاته للعام 1997م مادة رقم (15) (18)([41])، ومن هنا وجبت عملية دعم المجتمع المحلي والملاك المباشرين عبر تفعيلهم وإشراكهم في وضع الخطط المستقبلية لحماية وسلامة المواقع الأثرية.

وبهذا يكون إشراك المجتمع المحلي فيما يتعلق بالآثار أمرا في غاية الأهمية، وبخاصة في وضع خطة الإدارة على جميع المواقع والمعالم الأثرية، وفي المقابل لابد من عملية وضع للخطط والبرامج الداعمة للمحافظة عليه([42]) بشكل مستمر، ويخضع للمراقبة من قبل مكاتب الآثار المعنية بالمديرية والمحافظة.

  • مؤسسات التعليم – الجامعات- المعاهد- المدارس –مراكز العلمية والمتخصصة بالجانب التاريخي والأثري والثقافي بشكل عام

تمثل مؤسسات التعليم دورًا مهمًا في غرس التوعية لدى المجتمعات المحلية، حيث إنها المؤسسات التي يمر بها جميع أبناء المجتمع في تعليمهم الأساسي بالمدارس والتعليم العالي في الجامعات والمعاهد والكليات المهنية، ولعل أهم ما يترتب من مهام على أساتذة تلك المؤسسات التعليمية هي الوعي بأهمية الآثار وقيمتها من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ودورها في عملية إيجاد فرص العمل، والتوعية فيما يتعلق بتعميق الهوية الوطنية لدى منتسبي تلك المؤسسات التعليمية، والاعتزاز بتأصيل مجتمعاتهم من خلال الآثار ذات الشواهد المادية الضاربة جذورها في عمق التاريخ. وقد يؤدي ذلك إلى رفع مسئولية المشاركة في مشاريع الحفاظ على الآثار([43])، على حسب الاختصاص.

يأتي تفعيل دور المؤسسات التعليمية عبر أوجه الشراكة والاتفاقيات ما بين مكاتب الآثار في المحافظة وبين مكاتب التربية والتعليم في المديريات على إعطاء دورات لأعضاء هيئة تدريس المؤسسات التعليمية في التعريف بالآثار؛ لتُعرض على الطلاب بالطريقة العلمية المنهجية الدقيقة، وكلما كان إيصال الفكرة لطلاب الفئة المستهدفة علميًّا كان أداء توصيل الوعي بشكل أفضل، وبالتالي يستفاد من الطلاب في خروجهم في الزيارات الميدانية للمواقع والمعالم الأثرية في المحافظة، والتعرف عليها عن قرب، ومرافقتهم في زيارة تلك المواقع من قبل المتخصصين من الآثاريين والمرشدين السياحيين لإيصال المعلومات الكافية والصحيحة عن المواقع والمعالم الأثرية التي يزورها الطلاب، وتكليفهم بكتابة تقارير عن زيارتهم لتلك المواقع للتعرف عليها، وترسيخ أهميتها لدى شريحة الطلاب.

وفي العام 2016م صدر قرار جمهوري رقم (145) يقضي بتأسيس جامعة في مأرب باسم (جامعة إقليم سبأ) وهي الجامعة الحكومية التي قد سبقها تأسيس كلية في العام 2006م في المحافظة، وتضم الجامعة عددا من الكليات، ومنها كلية الآداب والعلوم الإنسانية وبها قسم الآثار والسياحة، وهذا ما سيدعم تفعيل دور المؤسسات التعليمية عبر الاستعانة بمنسوبي القسم من أعضاء هيئة تدريس وطلاب منتظمين وخريجين.

  • مؤسسات الاعلام

يمثل الإعلام بجميع أنواعه وأقسامه المسموعة والمقروءة والمرئية، وبما في ذلك ((Social media (وسائل التواصل الاجتماعي) بجميع أنواعها أهم ما يمكن أن يوصِّل رسالة التوعية في المجتمعات الحالية، حيث أصبحت تعتمد في جميع تواصلها ومصادر أخبارها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبهذا فيركّز على تفعيل دور المنصات الإعلامية في جميع وسائل التواصل، وذلك بأهمية الآثار والحفاظ عليها لما لها من قيمة اقتصادية وعملية وثقافية واجتماعية، فضلًا عن إيصال فكرة عن اللوائح والقوانين حيال من يقوم بعملية النهب أو الحفر العشوائي أو السرقة أو التدمير، وإظهار العقوبة الخاصة بمرتكب تلك الأعمال التي من شأنها المساس بالآثار، والتوعية الإعلامية عبر الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء، أو وسائل التواصل الاجتماعي ونحوها من الوسائل الإعلامية.ومن الأفضل أن يكون دور تلك المنصات الإعلامية بالجانب الآخر لما يمثله التراث من عمق حضاري وإرث إنساني وثقافي يوثق تاريخ الحضارات القديمة والاستفادة منها في بناء الحاضر سواء عبر الاستفادة من العمارة والفن ونحوها؛ ويُفعّل الدور الإعلامي على النحو الآتي:

1-إبراز الأهمية التاريخية والثقافية للمواقع والمعالم الأثرية.

2- نشر الوعي العام بين المواطنين للحفاظ على تراثهم.

3-تفعيل دور ومشاركة أبناء المجتمع ومؤسساته المختلفة.

4-التوعية بكيفية خطة إدارة المواقع والمعالم الأثرية وفق الطرق العلمية ذات المنهجية المتخصصة في هذا المجال([44]).

  • المهتمين والهواة ودور المجتمع المحلي في الحفاظ على الآثار

تضم المجتمعات الكثير من المهتمين والهواة بالماضي، ويدفعهم إلى ذلك حب التعرف على أسرار الحضارات القديمة من خلال الآثار والدلائل المادية والشواهد المعمارية، وبهذا تشكل هذه الفئة جزءا من المجتمعات التي سيكون لها دور في عملية التوعية بأهمية الآثار والتعرف عليها، وهو ما يهدف إلى الحفاظ عليها وصونها وإبرازها بالصورة الحضارية اللائقة بها تجاه المجتمعات بشكل عام، وهنا لابد من الاستفادة من هذه الفئة من حيث عملية الحفاظ على الآثار، مع مراعاة أن تخضع تدخلات هؤلاء المهتمين و الهواة لمواد ولوائح قانون الآثار بالجمهورية اليمنية.

منهجية الدراسة

مجتمع الدراسة:

تركز مجتمع الدراسة على عينة مختلفة من أبناء محافظة مأرب من جميع المديريات التابعة للمحافظة، فضلًا عن مشاركة نسبة من العينة من أبناء المحافظات المجاورة أو من الساكنين في محافظة مأرب، وقد شملت عينة الدراسة (255) فردًا، حيث وزّعت الاستبانات الإلكترونية عليهم بشكل عشوائي، وبعد حصر جميع الاستبانات تبين أن 35 استبانة غير صالحة، وتم معرفة تغيرات عينة الدراسة من خلال الانتماء لمحافظة مأرب – العمر- المؤهل العلمي- العمل (جدول: 1).

 (جدول 1) يوضح نسب عينة الدراسة حسب الانتماء لمحافظة مأرب- العمر- مستوى التعليم- العمل ومتغيراتها.

عينة الدراسةمأربخارج مأربالمجموع الكلي
الانتماء لمحافظة مأرب70%30%100%
العمرمن 20- 3030-60 
 55%45%100%
مستوى التعليمأساسيثانويبكالوريوسماجستيردكتوراه 
 18%%3120%24%%7100%
العمليعمللا يعمل 
 34%66%100%

أداة الدراسة:

اتبعت الدراسة الأداة التي انتهجتها العديد من الدراسات التي تناولت قياسات توجه المجتمعات في مثل هذه المواضيع العامة، وقد حاول الباحث أن يعمل على تجميع البيانات بوساطة قياس الوعي الأثري في مجتمع محافظة مأرب من وجهة نظر أبنائها وأبناء المحافظات المجاورة والساكنين في المحافظة من زمن طويل، حيث قُسّمت المحاور الرئيسة إلى قسمين القسم الأول: هو القسم الخاص بالمعلومات الأساسية (الأولية) التي تشمل الانتماء لمحافظة مأرب- العمر- المؤهل- العمل.

القسم الثاني: اعتمد الباحث في هذا القسم أسئلة التركيز على قياس دور المجتمع المحلي- عينة الدراسة- من حيث مدى معرفته واهتمامه بالمواقع والمعالم الأثرية، وتناول الأسئلة المفتوحة مثل: -هل تسكن بالقرب من موقع أو معالم أثرية؟ –ما دورك في الآثار؟ -ما هو اهتمامك بالمعالم والمواقع الأثرية؟ -ما هي المواقع الأثرية المهمة بالنسبة لك؟ (جدول:2). وقد بينت النسبة الإحصائية أن النسبة الأعلى من العينة المستهدفة (المجتمع المحلي) من أبناء محافظة مأرب –والنسبة الأعلى منهم هم الساكنون بالقرب من المواقع الأثرية، وبالتالي سيكون لهم دور في توعية المجتمع بأهميتها، كما تبين أن دورهم كمهتمين جاءت بنسبة 99% من بين النسبة العامة لعينة الدراسة وهي أعلى نسبة، ويستخلص من ذلك قلة المتخصصين في الآثار، ودور المجتمع في اهتمامهم بالمواقع والمعالم الأثرية التي تمثل لهم الشيء الكثير في تعميق تاريخيتها وارتباطها بهويتهم الثقافية.

(جدول:2) ارتباط قياسات مدى دور عينة الدراسة (المجتمع المحلي) في الآثار وقربه منها ومعرفته بها.

السؤالنعملامسافة متوسطة
هل تسكن بالقرب من موقع أثري72%23%5%
ما هو دورك في الآثارمهتم فقطباحث آثارأستاذ جامعي
91%5%5%
هل لديك اهتمام بالمواقع والمعالم الأثريةمهتمغير مهتملا تمثل بالنسبة لي شيء
99%1%0%
ما هي المواقع والمعالم الأثرية التي تشكل بالنسبة لك هوية وطنيةجميعهاالظاهر منهاالذي في باطن الأرض
87%11%3%

القسم الثالث: (قياس وسائل وأساليب التوعية بأهمية الآثار في محافظة مأرب)، والذي يهدف إلى معرفة التوصل لقياس أهمية الوسائل والأساليب التي يوصل عبرها إلى إدراك أهمية الوعي بالآثار في أوساط مجتمع محافظه مأرب، مع الأخذ بعين الاعتبار بمقاييس مستوى الوعي الأثري لدى الفئات المستهدفة التي شملتها الاستبانة التي تحتوي على 20 عبارة (جدول:3).

(جدول: 3) يبين عبارات الاستبانة، وجميع النسب المئوية لكل فقرة وقياساتها وترتيب كل مقياس.

مالعبارةموافق بشدة (1)موافق (2)محايد (3)لا أوافق (4)لا أوافق بشدة (5)الترتيب
1  تعد وسائل الإعلام الحكومي من أهم طرق وأساليب التوعية بالآثار90752418131
41%34%11%8%6%
2تمثل وسائل التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة في التوعية بالآثار120603073 
55%27%14%3%1%1
3كان دور السلطات المحلية فعالا في سبيل التوعية والحفاظ على المواقع الأثرية57274772174
26%12%21%33%8%
4يتوجب على الشباب القيام بدورهم في توعية المجتمع المحلي81633518231
37%29%16%8%10%
5المحافظة على المواقع والمعالم الأثرية يُعزز مستقبلًا رسم الهوية الوطنية لدى المجتمع المحلي6795123882
30%43%6%17%4%
6زادت معرفتك بالآثار من خلال استخدامك لوسائل التواصل بالتحديد الواتس آب والفيس بوك1207612751
55%35%5%3%2%
7زادت في الفترة الأخيرة نسبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في محافظة مأرب وقد تم تفعيلها كإحدى وسائل التوعية بأهمية الآثار من قبل السطات الحكومية302018105474
14%9%8%48%21%
8يقوم مكتب الآثار في المحافظة وفروعه في المديريات بواجباتها الإدارية والقانونية لحماية الآثار18143889614
8%6%17%41%28%
9تمثل المجالس العامة بالمجتمع دورا فعالا في التوعية والحفاظ على المواقع والمعالم الأثرية بالمحافظة12183761925
5%8%17%28%42%
10حافظ المجتمع المحلي المحيط بالمواقع الأثرية بنسبة كبيرة وفعالة في ظل غياب دور الدولة73812816222
33%37%13%7%10%
11يوجد شغف كبير لدى المجتمعات المحلية في الكشف العلمي عن المواقع الأثرية في المحافظة648752892
29%39%24%4%4%
12يتم إشراك المجتمع المحلي من غير المتخصصين في المسح والتنقيب عن الآثار في المحافظة231517107584
10%7%8%49%26%
13ستسهم موارد الآثار بعد فتح السياحة في زيادة الدخل القومي بالمحافظة والإقليم1128371261
51%38%3%5%3%
14زادت أعمال العبث بالمواقع والمعالم الأثرية بالمحافظة في ظل ظروف الحرب الراهنة التي تشهدها البلاد40368436243
18%16%38%18%10%
15في الوضع الراهن يتوجب على القبيلة التي يقع في نطاقها المواقع الأثرية مسئولية حماية وسلامة تلك المواقع8111089122
37%50%4%4%5%
16نسبة كبيرة من العوام يعتقد أن الآثار تعني له الكنوز المادية67115811192
30%52%4%5%9%
17لديك أمل كبير بعد الاستقرار الأمني بعودة العمل الأثري العلمي والكشف عن الآثار لتعميق التاريخ اليمني والسبئي بشكل خاص1217674121
55%35%3%2%5%
18زيادة عدد المتخصصين في الآثار بالمحافظة يؤدي إلى زيادة في الكشف الأثري ودراسة المواقع الأثرية وحمايتها135743341
62%34%1%1%2%
19أسهمت البعثات الأثرية التي عملت في مأرب خلال العقدين الماضيين في الكشف عن الآثار وصيانتها وترميمها34251591554
16%11%7%41%25%
20العمل على إيداع القطع الأثرية المكتشفة في المواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب بمتحف مأرب وتأهيليه مستقبلًا1175593091
53%25%4%10%4%

المعالجة الإحصائية:

بعد تفريغ البيانات من الاستبانة تمت المعالجة الإحصائية على النحو الآتي، حيث تنقسم الإحصائية إلى خمس فقرات موافقة بشدة1 – موافق 2- محايد 3- لا أوافق 4- لا أوافق بشدة 5. (جدول: 3).

1-فرز التكرارات.

2- النسبة المئوية.

3- الإحصائية.

المتوسط الحسابي.

5- تحليل النسبة العامة لكل عبارة لإيضاح الفوارق بين اتجاهات عينة الدراسة (مجتمع محافظة مأرب).

يبين الجدول رقم (3) النسبة المئوية من جميع الإجابات على كل عبارة واستخراج الأعلى ترتيبًا من بين الإجابات، وبعد وضع المخطط البياني لجميع الإجابات تبين أن القياس المعياري -1 هو الأكثر توافقًا مع مضمون كل عبارة التي تعني موافق بشدة على العبارة، وبقدر 8 عبارات، وكانت الأقل توافقًا في المقياس المعياري هي الخيار رقم 5 لا أوفق بشدة، الذي جاء في العبارة: (تمثل المجالس العامة بالمجتمع دورا فعالا في التوعية والحفاظ على المواقع والمعالم الأثرية بالمحافظة)؛ ويأتي بعدها الخيار رقم 3 بـ(محايد) بزيادة في عبارة واحدة وهي: (زادت أعمال العبث بالمواقع والمعالم الأثرية بالمحافظة في ظل ظروف الحرب الراهنة التي تشهدها البلاد)، أما الرقم 4 الذي يمثل موافق فقد جاء بخمس عبارات، كذلك هو الرقم المعياري 2 الذي جاء مرتفعًا بخمس عبارات (جدول:4).

(جدول:4) رسم بياني يوضح ترتيب ونسبة قياس كل عبارة

يتبين من الدراسة أن دور المجالس العامة هو الأقل تأثيرًا من حيث توعية الناس بالآثار وأهميتها والحفاظ عليها، كما يتبين أنها الأقل من حيث إجماع عينة الدراسة على أنه لم يُناقَش موضوع الآثار في المجالس العامة للمجتمع، كما تم الاتفاق على أن وسائل التواصل الاجتماعي قد زادت من عملية التعرف على الآثار بشكل كلي، ومعرفة أهميتها ودورها في زيادة الدخل القومي للبلاد، فضلًا أن زيادة عدد المتخصصين في الآثار من كل منطقة يكون لهم دور في حماية المواقع والمعالم الأثرية، علاوة على ذلك الاتفاق حول الأمل الكبير الذي يحدوهم بعد الاستقرار الأمني للبلاد في زيادة الكشوفات الأثرية.

كما جاء عدم الاتفاق على دور السلطات المحلية في أهمية الآثار والتوعية بها، فضلًا عن عدم التوافق في أن البعثات الأثرية التي عملت في مأرب لم تقم بإيداع القطع الأثرية بمتحف مأرب الإقليمي، والعمل على تأهيله.

النتائج:

شملت الدراسة قياس مدى الوعي الأثري بين مجتمع أبناء محافظة مأرب والمحافظات المجاورة ومن يسكنون في مأرب، حيث استهدفت عيّنات مختلفة من حيث العمر والانتماء لمحافظة مأرب والمؤهل، ومدى علاقة كل فرد بالمواقع والمعالم الأثرية من حيث موقعه الجغرافي والانتماء المجتمعي، وتمثلت تلك التوصيات في عدد من النقاط الأساسية الآتية:

1-وضحت الدراسة أنه يتوجب بقوة تفعيل دور الإعلام الحكومي (الرسمي) في توعية المجتمعات بأهمية الآثار من خلال قنواته الرسمية (المرئية- المقروءة- المسموعة).

2- وضحت الدراسة دور وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة التوعية العامة بالآثار، حيث تبين ذلك من خلال أن الغالبية العظمى لم يعرف بالمواقع والمعالم الأثرية إلا من وسائل التواصل الاجتماعي وبخاصة (واتس أب وفيس بوك) حيث إنهما البرنامجان الأكثر استخدامًا في محافظة مأرب وما جاورها.

3- توصلت الدراسة إلى أن المجتمع المحلي (القبيلة) التي تقع المواقع الأثرية في نطاقها الجغرافي قد أسهمت في حماية المواقع والمعالم الأثرية من منظور أنها ملكية خاصة لتلك القبائل. وحافظت عليها في الآونة الأخيرة.

4-توصلت الدراسة إلى معرفة الشغف الكبير لدى المجتمع المحلي (عينة الدراسة) في معرفة الأهمية التاريخية والحضارية عن ماهية الآثار ومتى بُنيت؟ وكيف؟ ولماذا؟ وما وظيفتها؟

5-توصلت الدراسة إلى أن المجتمع المحلي (عينة الدراسة) يرى أن الآثار تعد موردا هاما من موارد الدولة التي ستسهم في رفد اقتصاد البلاد أسوة ببعض الدول العربية والأجنبية.

6-توصلت الدراسة إلى أن نسبة كبيرة من عامة المجتمع يرى أن الآثار ما هي إلا أماكن دفن الكنوز المادية للأمم السابقة، والبحث عنها من أجل المادة فقط.

7- توصلت الدراسة بالإجماع على تأهيل المتحف الإقليمي في محافظة مأرب، لغرض إيداع القطع الأثرية المكتشفة في مواقع ومعالم مأرب وعرضها مستقبلًا على الزوار.

8-توصلت الدراسة إلى أن نسبة كبيرة من عينة الدراسة (المجتمع المحلي) يرى أن البعثات الأثرية الأجنبية – المحلية قد أسهمت في كثير من أعمال الكشف الأثري والترميم والصيانة، وقد اكتسبت تلك المواقع أهميتها من أعمال تلك البعثات التي عملت في المواقع والمعالم الأثرية في محافظة مأرب.

التوصيات:

تبين من نتائج الدراسة والمعالجة الإحصائية الاتفاق في نسبة كبيرة من عبارات الدراسة والاختلاف في جزء منها، ومن خلال الفوارق والاتجاهات توصي الدراسة بالآتي:

  • تفعيل الإعلام الرسمي الحكومي وغير الحكومي المرئي أو المسموع أو المقروء بجميع قنواته؛ لإيصال الفكرة العامة للناس بأهمية الآثار والمحافظة عليها وصيانتها وردع من يعبث بها وتطبيق الإجراءات القانونية عليه، من خلال قانون الآثار الصادر بعام 1994- وتعديلاته للعام 1997م.
  • تفعيل دور مكاتب الآثار المحلية من حيث المراقبة والصيانة والترميم والتسوير.
  • تفعيل دور المجتمع المحلي المحيط بالمواقع والمعالم الأثرية من حيث الحراسة والعمل الإداري مع البعثات وإشراكه في وضع خطط العمل الإداري.
  • قيام السلطات الأمنية والمحلية بالحد من أعمال العبث العشوائي بالمواقع والمعالم الأثرية ومعاقبة من يتعدى عليها بشكل مباشر أو غير مباشر، وتطبيق وسائل الحماية للحد من الزحف العمراني والزراعي.
  • عقد دورات وورش عمل عبر مكاتب الآثار والتعاون مع المكاتب الأخرى ذات العلاقة مثل الإعلام- التجارة- الأوقاف- الأشغال…إلخ. في سبيل توعية المجتمع المحلي وإبعاد فكرة وهوس كنوز الآثار وما يتعلق بها لدى عامة المجتمع.
  • إدراج المواقع والمعالم الأثرية من ضمن الخريطة العامة لمخططات المدن الرئيسة، وإسقاطها بأرقام خاصة، وترك مسافات شاسعة كحماية عامة لكل موقع.
  • يتوجب على الجهات المعنية القيام بأعمال المسح الأثري وتوثيقه وأرشفته بأرقام وإحداثيات وتسميات كخطوة أساسية لأي عملية حفاظيه، والشروع في عملية الصيانة والترميم، ليبقى هذا التراث شاهدًا حتى إن تعرض للطمس أو التخريب أو الهدم بالكامل.
  • تفعيل ذلك بالشروع في عمل موسوعة أو مدونة أو كتاب يضم جميع المعالم الأثرية في محافظة مأرب، ويضاف إليها الخرائط والصور والأشكال والمخططات مزودة بالشروحات.

من أرشيف فريق إعداد ملف مأرب في قائمة التراث العالمي، الذي يعمل الباحث رئيسًا للفريق، تاريخ العمل الميداني يوليو- 2021م.


[1])) أستاذ الآثار والعمارة القديمة المساعد، جامعة حائل، قسم السياحة والآثار – جامعة إقليم سبأ، قسم الآثار والسياحة- مأرب (اليمن).

[2])) المرحلة الحالية يقصد بها مرحلة (الحرب)، والتي بدأت منذ عام (2015م حتى الآن) أي كتابة هذه الدراسة.

[3])) يثل: تقع مدينة يثل القديمة في وادي الخارد (مجزر) وتعرف حاليًا بمدينة (براقش)، وهي من بين أهم مدن مملكة معين بعد العاصمة (قرناو) للمزيد انظر (دي ميغرية، اليساندرو (1999م): يثل في كتاب: اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة/ بدر الدين عرودكي، مراجعة/ يوسف محمد عبدالله، (باريس: معهد العالم العربي، دمشق: دار الأهالي) ص 138-139.

[4] عبد الله، يوسف محمد، (1990م):أوراق في تاريخ اليمن القديم وآثاره بحوث ومقالات، الطبعة الثانية،(لبنان: بيروت، دار الفكر). ص 189.

[5] طعيمان، علي بن مبارك بن صالح، (2018م): أنظمة الري القديمة في واحة صرواح وما حولها مُنذ الألف الأول قبل الميلاد حتى القرن السادس الميلادي، أطروحة دكتوراه غير منشورة- قسم الآثار- كلية السياحة والآثار – جامعة الملك سعود، ص5.

[6] – بافقيه، محمد عبدالقادر، وآخرون، (1985م) مختارات من النقوش اليمنية القديمة، (تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وزارة الثقافة)، ص57.

[7] -Arbach، Mounir. (2014): Yaṯa ‘’amar Watār fils de Yakrubmalik، mukarrib de Saba’et le synchronisme sabéo – assyrien sous Sargon II (722-705 av. J.-C.). Semitica et Classica، (7)، PP،66-

[8] – Al-Garoo، A. S. 1989: Historic Review of Spate Irrigation and its effect on agricultural development. In Subregional Expert Consultation on Wadi Development for Agriculture in the Natural Yemen، Aden (Yemen، D.)، 6-10 Dec 1987.‏ PP 36. الإرياني، مطهر علي(1990)L نقوش مسنديه وتعليقات، الطبعة الثانية، (صنعاء: مركز الدراسات والبحوث اليمنية). ص 185.

[9]– طعيمان، علي بن مبارك صالح (2014) م: مصائد الوعول في مدينة صرواح القديمة وما حولها (دراسة أثرية معمارية)، رسالة ماجستير غير منشورة (قسم الآثار- كلية السياحة والآثار- جامعة الملك سعود).ص 4.

[10] Pietsch، D.، Schenk، K.، Japp، S.، & Schnelle، M. (2013). Standardised recording of sediments in the excavation of the Sabaean town of Sirwah، Yemen. Journal of archaeological science، 40(5)، 2430-2445.‏

[11] CIH 3717. Gl – 1717-1718 1719.RES 4370

[12] هو الوادي الذي يقسم واحة مأرب إلى قسمين مشكلة واحتين: شمالية سميت باسم (أبين) وجنوبية سميت باسم (يسرن) وتقدر المساحة العامة لهما حوالي 5700 هكتار وهي أراضٍ كانت مستغلة للزراعة بفعل نظام ري سد مأرب القديم. للمزيد انظر (فوكت، بوركهاد؛،(1999)م: مأرب عاصمة سبأ، في كتاب: اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة/ بدر الدين عرودكي، مراجعة/ يوسف محمد عبد الله، (باريس: معهد العالم العربي، دمشق: دار الأهالي) 107- 109.

[13] – مرقطن، محمد حسين،(2008)م: العاصمة السبئية مأرب: دراسة في تاريخها وبُنيتها الإدارية والاجتماعية في ضوء النقوش السبئية، في كتاب المدينة في الوطن العربي في ضوء الاكتشافات الآثارية: النشأة والتطور، الطبعة الأولى، مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيري، ص108- 109..

[14] للمزيد انظر: فخري، أحمد،(1988): رحلة أثرية إلى اليمن، ترجمة/ هنري رياض، مراجعة/ عبد الحليم نور الدين، الطبعة الأولى، (الجمهورية العربية اليمنية: وزارة الإعلام والثقافة). طعيمان، علي بن مبارك بن صالح، (2017)م: سد مأرب القديم: دراسة حالة، سلسلة مداولات علمية محكمة للقاء العلمي السنوي لجمعية دول مجلس التعاون الخليجي عبر العصور – 17. المنعقد في مملكة البحرين- المنامة في 28 رجب في 1437هـ- 27 أبريل- 2016 م، ص 47- 72.

[15] – Brunner، U. (1983): Die Erforschung der antiken Oase von Mârib mit Hilfe geomorphologischer Untersuchungs methoden، ABADY II.pp 106.

برونر، أولي، (1999)م: بدايات الري، في كتاب: اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة/ بدر الدين عرودكي، مراجعة/ يوسف محمد عبد الله، (باريس: معهد العالم العربي، دمشق: دار الأهالي) ص 53- 54؛ طعيمان، علي بن مبارك بن صالح، (2017)م أ: سد مأرب القديم: دراسة حالة، سلسلة مداولات علمية محكمة للقاء العلمي السنوي لجمعية دول مجلس التعاون الخليجي عبر العصور – 17. المنعقد في مملكة البحرين- المنامة في 28 رجب في 1437هـ- 27 أبريل- 2016 م، ص 47- 72.

[16] فوكت، بوركهاد؛ غلازيمان، وليام (1999)م: معابد مأرب، في كتاب: اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة/ بدر الدين عرودكي، مراجعة/ يوسف محمد عبد الله، (باريس: معهد العالم العربي، دمشق: دار الأهالي) 130- 149.

[17] فخري، أحمد،(1988)م: رحلة أثرية إلى اليمن، ترجمة/ هنري رياض، مراجعة/ عبد الحليم نور الدين، الطبعة الأولى، (الجمهورية العربية اليمنية: وزارة الإعلام والثقافة). ص 119.

de Maigret،Alessandro:(2002); Arabia Felix: An Exploration of the Archaeological History of Yemen. Translated by Rebecca Thompson. Stacey International، London.

[18] عبد الله، يوسف محمد(1990)م: أوراق في تاريخ اليمن القديم وآثاره، بحوث ومقالات، الطبعة الثانية،(لبنان: بيروت، دار الفكر). ص 49.

[19] Maraqten، Mohammed، (2015): Sacred spaces in ancient Yemen – The Awām Temple، Maʾrib، Pre-Islamic South Arabia and its neighbours: new developments of research، Proceedings of the 17th Rencontres Sabéennes held in Paris، 6–8 June 2013.pp 108.

[20] Zaydoon،Zaid & Mohammed Maraqten: (2008)” The Peristyle Hall: remarks on the history of construction based on recent archaeological and epigraphic evidence of the AFSM expedition to the Awām temple in Mārib، Yemen. Proceedings of the Seminar for Arabian Studies 38، pp. 328–331.

[21] بوركهارد فوكت، وآخرون، (2000)م: عرش بلقيس، معبد إلمقه برآن في مأرب، الجمهورية اليمنية – صنعاء – مطابع الكتاب المدرسي. ص 9.

[22] العريقي، منير عبد الجليل، (2002)م: الفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم من 1500 ق. م إلى 600م، الطبعة الأولى، (جمهورية مصر العربية – القاهرة، مكتبة مدبولي). ص169.

[23] Nebes، Norbert، (2005): Zur Chronologie der Inschriften aus dem Bar’an-Tempel، Archäologische Berichte aus dem Yemen، Deutsches Archäologisches Institu، Band X Ṣan̄a، pp 112-115.

[24] ماركو لونغو، برونو (1999)م: أنظمة الري في براقش، في كتاب: اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة/ بدر الدين عرودكي، مراجعة/ يوسف محمد عبد الله، (باريس: معهد العالم العربي، دمشق: دار الأهالي) ص 78-.؛ طعيمان، علي بن مبارك صالح، (2015)م: تقنية نظام الري القديم في سهل صرواح ” دراسة ميدانية لمنشآت شرق معبد أوعال صرواح” مجلة اللقاء السنوي السادس عشر لجمعية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبر العصور، المُنعقد في مملكة البحرين – المنامة 22 جمادى الآخر 1437هـ/ 24 أبريل 2015م، ص80.

[25] de Maigret A.، (1991): The Excavation of the Temple of Nakrah at Baraqish (Yemen).P P 159.

[26] طعيمان، علي بن مبارك بن صالح، (2017)م: أهمية أحجار البازلت في بناء أساسات العمارة القديمة في جنوبي الجزيرة العربية، مداولات اللقاء العلمي السادس للجمعية السعودية للدراسات الأثرية 9- 11 محرم- 10- 12 أكتوبر 2016م. ص150.

[27] Lipe، W.: (1984);Value and Meaning in Cultural Resource،Cambridge University Press، London، p.6.

الهياجي، ياسر هاشم عماد: (2017)م: اتجاهات طلبة جامعة الملك سعود نحو الوعي بأهمية التراث، مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية، المجلد السابع عشر/ العدد الثاني، ص 626- 639.

[28] – الشبار، جهاد عيسى، (2016)م: اقتصاديات السياحة في المملكة العربية السعودية ووسائل النهوض بها، سلسلة دراسات علمية محكمة -36، من إصدارات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري في المملكة. ص 63- 64.

[29] الهياجي، ياسر هاشم عماد: (2017)م: اتجاهات طلبة جامعة الملك سعود نحو الوعي بأهمية التراث. ص626- 639.

[30] الشبار، جهاد عيسى،(2016)م: اقتصاديات السياحة ص 139- 140.

[31] للمزيد انظر: باوزير، محمد بن هاوي (2014م) دراسات في تاريخ حضرموت، الطبعة الأولى، دار الوفاق، عدن، ص 203.

[32] عبد الله، يوسف محمد، (1990)م: أوراق في تاريخ اليمن القديم وآثاره بحوث ومقالات ص 404- 405.

[33] الزهراني، عبداﻟﻨﺎصر بن عبد الرحمن، (2012) م: إدارة التراث العمراني، دراسات آثارية(7)، سلسلة علمية محكمة تصدرها الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، الرياض، ص 144- 145.

[34] [34] المرجع السابق ص 145- 146.

[35] الهياجي، ياسر هاشم عماد: (2017)م: اتجاهات طلبة جامعة الملك سعود نحو الوعي بأهمية التراث. ص 631.

[36] قانون الآثار، (2006)م: الصادر عن الجمهورية اليمنية رقم (21) للعام 1994م، وتعديلاته رقم (8) للعام 1997م. ص2.

[37] قانون الآثار، 2006م: ص8.

[38] الهياجي، ياسر هاشم عماد: (2017)م: اتجاهات طلبة جامعة الملك سعود نحو الوعي بأهمية التراث. ص 630.

[39] مارشال، دنكان وآخرون، (2011)م: دليل موارد التراث العاملي، أعداد ترشيحات الإدراج في قائمة التراث العالمي، الطبعة الثانية، صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011م. Preparing World Heritage Nominations (Second edition،: (20 ص 8- 11.

[40] عليان، جمال (2005م) الحفاظ على التراث الثقافي، عالم المعرفة العدد (322) ديسمبر، الكويت، ص 57- 98. باوزير، محمد بن هاوي، (2009م) إشكالية الحفاظ على التراث المعماري والعمراني وعلاقة المعماريين والأثريين والمؤرخين بعملية الحفاظ، بحث المشاركة في المشاركة في المؤتمر الهندسي الثاني (30-31- مارس) كلية الهندسة – جامعة عدن، مطبعة جامعة عدن، الجزء الأول، ص 118- 120.

[41] قانون الآثار، 2006م: ص 9- 10.

[42] – الزهراني، عبد اﻟﻨﺎصر بن عبد الرحمن، (2012)م: إدارة التراث العمراني، ص 141.

[43] [43] [43] الهياجي، ياسر هاشم عماد: (2017م): اتجاهات طلبة جامعة الملك سعود نحو الوعي بأهمية التراث. ص 630.

[44] [44] – الزهراني، عبد اﻟﻨﺎﺻﺮ بن عبد الرحمن، (2012)م: إدارة التراث العمراني، ص 146.


المصادر والمراجع العربية والأجنبية:

أولًا المصادر والمراجع العربية:

  • باوزير، محمد بن هاوي، 2004م: دراسات في تاريخ حضرموت، الطبعة الأولى، دار الوفاق، عدن.
  • باوزير، محمد بن هاوي، 2009م: إشكالية الحفاظ على التراث المعماري والعمراني وعلاقة المعماريين والأثريين والمؤرخين بعملية الحفاظ، بحث المشاركة في المشاركة في المؤتمر الهندسي الثاني (30-31- مارس) كلية الهندسة – جامعة عدن، مطبعة جامعة عدن، الجزء الأول، ص118- 120.
  • برونر، أولي، 1999م: بدايات الري، في كتاب: اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة/ بدر الدين عرودكي، مراجعة/ يوسف محمد عبد الله، (باريس: معهد العالم العربي، دمشق: دار الأهالي) ص53- 54.
  • بوركهارد فوكت، وآخرون، 2000م: عرش بلقيس، معبد إلمقه برآن في مأرب، الجمهورية اليمنية – صنعاء – مطابع الكتاب المدرسي.
  • دي ميغرية، اليساندرو 1999: يثل في كتاب: اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة/ بدر الدين عرودكي، مراجعة/ يوسف محمد عبدالله، (باريس: معهد العالم العربي، دمشق: دار الأهالي)، ص138-139.
  • الزهراني، عبداﻟﻨﺎصر بن عبدالرحمن، 2012م: إدارة التراث العمراني، دراسات آثارية(7)، سلسلة علمية محكمة تصدرها الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، الرياض.
  •  الشبار، جهاد عيسى، 2016م: اقتصاديات السياحة في المملكة العربية السعودية ووسائل النهوض بها، سلسلة دراسات علمية محكمة -36، من إصدارات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري في المملكة.
  • طعيمان، علي بن مبارك صالح، 2015م: تقنية نظام الري القديم في سهل صرواح “دراسة ميدانية لمنشآت شرق معبد أوعال صرواح”، مجلة اللقاء السنوي السادس عشر لجمعية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبر العصور، المُنعقد في مملكة البحرين – المنامة 22 جماد الأخر 1437هـ/ 24 أبريل 2015م، ص69- 100.
  • طعيمان، علي بن مبارك بن صالح، 2017م أ: سد مأرب القديم: دراسة حالة، سلسلة مداولات علمية محكمة للقاء العلمي السنوي لجمعية دول مجلس التعاون الخليجي عبر العصور – 17. المنعقد في مملكة البحرين- المنامة في 28 رجب في 1437هـ- 27 أبريل- 2016 م، ص47- 72.
  • طعيمان، علي بن مبارك بن صالح، 2017م، أهمية أحجار البازلت في بناء أساسات العمارة القديمة في جنوبي الجزيرة العربية، مداولات اللقاء العلمي السادس للجمعية السعودية للدراسات الأثرية 9- 11 محرم- 10- 12 أكتوبر 2016م. ص139 –160.
  • عبد الله، يوسف محمد، 1990م: أوراق في تاريخ اليمن القديم وآثاره بحوث ومقالات، الطبعة الثانية،(لبنان: بيروت، دار الفكر).
  • العريقي، منير عبد الجليل، 2002م: الفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم من 1500 ق. م إلى 600م، الطبعة الأولى، (جمهورية مصر العربية – القاهرة، مكتبة مدبولي).
  • عليان، جمال، 2005م: الحفاظ على التراث الثقافي، عالم المعرفة العدد (322) ديسمبر، الكويت، ص57- 98.
  • فخري، أحمد، 1988م: رحلة أثرية إلى اليمن، ترجمة/ هنري رياض، مراجعة/ عبدالحليم نور الدين، الطبعة الأولى، (الجمهورية العربية اليمنية: وزارة الإعلام والثقافة).
  • فوكت، بوركهاد، 1999م: مأرب عاصمة سبأ، في كتاب: اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة/ بدر الدين عرودكي، مراجعة/ يوسف محمد عبد الله، (باريس: معهد العالم العربي، دمشق: دار الأهالي) 107- 109.
  • فوكت، بوركهاد؛ غلازيمان، وليام، 1999م: معابد مأرب، في كتاب: اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة/ بدر الدين عرودكي، مراجعة/ يوسف محمد عبد الله، (باريس: معهد العالم العربي، دمشق: دار الأهالي) 130- 149.
  • مارشال، دنكان وآخرون، 2011م: دليل موارد التراث العاملي، أعداد ترشيحات الإدراج في قائمة التراث العالمي، الطبعة الثانية، صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011م.
  • ماركو لونغو، برونو، 1999م: أنظمة الري في براقش، في كتاب: اليمن في بلاد ملكة سبأ، ترجمة/ بدر الدين عرودكي، مراجعة/ يوسف محمد عبد الله، (باريس: معهد العالم العربي، دمشق: دار الأهالي) 78- 78.
  • مرقطن، محمد حسين، 2008م: العاصمة السبئية مأرب: دراسة في تاريخها وبُنيتها الإدارية والاجتماعية في ضوء النقوش السبئية، في كتاب المدينة في الوطن العربي في ضوء الاكتشافات الآثارية: النشأة والتطور، الطبعة الأولى، مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيري، ص108-109.
  • الهياجي، ياسر هاشم عماد: 2017م: اتجاهات طلبة جامعة الملك سعود نحو الوعي بأهمية التراث، مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية، المجلد السابع عشر/ العدد الثاني، ص626- 639.

المصادر والمراجع الأجنبية:

  • Brunner، U. 1983: Die Erforschung der antiken Oase von Mârib mit Hilfe geomorphologischer Untersuchungs methoden، ABADY II.
  • de Maigret A.، 1991: The Excavation of the Temple of Nakrah at Baraqish (Yemen).
  • Lipe، W. 1984: Value and Meaning in Cultural Resource،Cambridge University Press، London، 1.22
  • Maraqten، Mohammed، 2015: Sacred spaces in ancient Yemen – The Awām Temple، Maʾrib، Pre-Islamic South Arabia and its neighbours: new developments of research، Proceedings of the 17th Rencontres Sabéennes held in Paris، 6–8 June 2013.pp 107- 133.
  • Nebes، Norbert، 2005: Zur Chronologie der Inschriften aus dem Bar’an-Tempel، Archäologische Berichte aus dem Yemen، Deutsches Archäologisches Institu، Band X Ṣan̄a، pp 111-125.
  • Pietsch، D.، Kühn، P.، Scholten، T.، Brunner، U.، Hitgen، H.، & Gerlach، I. (2010). Holocene soils and sediments around Ma’rib Oasis، Yemen: Further Sabaean treasures?. The Holocene، 20(5)، 785-799.‏
  • Pietsch، D.، Schenk، K.، Japp، S.، & Schnelle، M. (2013). Standardised recording of sediments in the excavation of the Sabaean town of Sirwah، Yemen. Journal of archaeological science، 40(5)، 2430-2445.‏

قائمة الرموز والاختصارات:

مالمعنىالرمز
1Corpus Inscriptions Semiticarum pars Quarta، Inscriptions. Himyariticas et Sabaeas Countinens. كوربوس: مدونة النقوش السامية الأجزاء 1-2-3- 4 عنيت بنشر النقوش الحميرية والسبئية.CIH
2مجموعة‌ نقوش ‌أحمد ‌فخري.Fa
3مجموعة نقوش إدوارد جلازر.GL
4مجموعة‌ إلبرت جام.Ja
5Repértoire d’épigraphie sémitique، publie par la commission du Corpus inscriptionum semiticarum، Tom، V، VI، VII، VIII. مدونة النقوش السامية، نشرت بواسطة الأكاديمية الفرنسية للنقوش والفنون اليمنية.RES  
6المعهد الألماني للآثارDAI
7مجلدABADY
8نقوش البعثة الامريكية في معبد أوامMB

*يتقدم الباحث بجزيل الشكر والتقدير للسلطة المحلية بمحافظة مأرب لما قدموه من تسهيلات في أثناء جمع المادة العلمية، وكذلك لسفارة بلدنا ومندوبيتها في اليونسكو ممثلة بالسفير د. محمد جميح.

*جميع الصور والخرائط مأخوذة