يتوافد تباعاً اليوم إلى مدينة الغيضة عاصمة المهرة أساتذة جامعات وباحثون مشاركون في أعمال مؤتمر (المهرة عبر التاريخ) الذي ستحتضنه الغيضة خلال اليومين القادمين السبت والأحد، الموافق 8-9 أكتوبر الجاري، ينظم المؤتمر مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية بمشاركة مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث، وبرعاية كريمة من الأستاذ محمد علي ياسر محافظ محافظة المهرة رئيس المكتب التنفيذي للمجلس المحلي.
ويعتبر المؤتمر حدثاً علمياً هاماً تشهده المهرة لأول مرة في تاريخها الذي لم ينل حظه من الاهتمام ، ويهدف إلى إبـــراز الإرث الحضاري والثقافي الخصب الذي زخرت به المهرة على مدار تاريخها، وتوضيح الوضع الاجتماعي والسياسي والكيانات التي ظهرت فيها قديما وحديثا، وإبراز عراقة وأصالة اللغة المهرية وعلاقاتها بغيرها من اللغات، والعمل على توسيعها وتطويرها، وتشجيع المؤسسات المختصة والباحثين على بذل المزيد من العناية والاهتمام بتاريخ المهرة وتراثها وآثارها، والاستفادة من العوامل الداخلية التي ساعدت على الاستقرار والأمان في المهرة، وتقوية بنيتها الاجتماعية والاقتصادية والتفاعل الإيجابي مع محيطها، وفهم ماضي المهرة، والاستفادة من دروسه وعبره، ومن إيجابياته وسلبياته.
وستقدم إلى المؤتمر 30 بحثاً تتعرض لمختلف جوانب تاريخ المهرة، وفق المحاور التالية:
المحور الأول: المهرة في التاريخ القديم:
– موقع المهرة وجغرافيتها، وأثر الظروف الطبيعية في تاريخها.
– المهرة في المصادر والنقوش التاريخية القديمة.
– أوضاع المهرة في عهد الدول اليمنية القديمة.
– اللغة المهرية وجذورها التاريخية وعلاقتها باللغات العربية القديمة.
المحور الثاني: المهرة في التاريخ الإسلامي:
– دخول المهرة في الإسلام، ودورها في الفتوحات الإسلامية.
– علاقاتها وتفاعلاتها مع التيارات الفكرية والدينية.
– أوضاعها العامة في عهد دول الخلافة، وفي مرحلة الدول المحلية المستقلة.
المحور الثالث: المهرة في التاريخ الحديث والمعاصر:
– المهرة في عهد سلاطين آل عفرار.
– المهرة في عهد التنافس الاستعماري والحكم العثماني والبريطاني لليمن.
– علاقة المهرة بالسلطنات والكيانات السياسية المجاورة.
– عاداتها وتراثها وأوضاعها العامة من الاستقلال إلى الوحدة.
– شخصيات مهرية رائدة (في كل مراحل ماضيها).
ومن المعروف إن المهرة قد عَرَفت النشاط البشري والحضاري منذ فجر التاريخ، بحكم موقعها الجغرافي المميز في جنوب الجزيرة العربية وإطلالها على البحر العربي وتوفر مناخ معتدل وممطر على بعض جهاتها في بعض فصول السنة، وتضاعفت أهميتها في عهد ازدهار تجارة اللُّبان الذي كان يمر عبر برها وبحرها، ومنحتها أوضاعها الطبيعية الداخلية الخاصة بها طابعاً اجتماعياً وثقافياً ولغوياً خاصاً بها منذ القدم، وتأثرت أوضاعها بالظروف العامة للعصر الإسلامي وبكل ما شهده من تفاعل فكري وسياسي، وكان لرجالها دورهم البارز في نشر الإسلام وبناء الدولة الإسلامية، كما شهدت في العصر الحديث ظهور تكتلات وكيانات سياسية أبرزها سلطنة آل عفرار في المهرة وسقطرى التي مثلت مرحلة مهمة في تاريخها الحديث المعاصر.
الجدير بالذكر إن هذا هو المؤتمر العلمي الخامس لمركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر، وقد سبق له خلال عمره القصير أن عقد ثلاثة مؤتمرات علمية ، بمعدل مؤتمر كل عام، فقد عقد مؤتمره العلمي الأول في مارس 2018م بعد عام من تأسيسه، تحت عنوان “المرأة في عدن في مرحلة ما قبل الاستقلال الوطني ” وعقد عقد مؤتمره العلمي الثاني في ابريل2019م، بعنوان (دور الحضارم في عدن عبر التاريخ) أما مؤتمره العلمي الثالث فقد عُقد في عتق عاصمة محافظة شبوة في نوفممر 2020م تحت عنوان “شبوة تاريخ وحضارة”، وعقد مؤتمر العلمي الرابع في عدن في ديسمبر من العام الماضي 2021م، بعنوان “عدن..رؤية في تاريخها التجاري ومستقبلها الاستثماري والاقتصادي”. كما نظم المركز العديد من الندوات العلمية والحلقات النقاش والمحاضرات والنزولات الميدانية إلى بعض المواقع الأثرية والتاريخية، وأصدر المركز عدد من الكتب التي تضمنت أبحاث المؤتمرات والندوات العلمية، فضلا عن انتظام صدور مجلة المركز (دراسات تاريخية) الفصلية والمحكمة.
ويأتي انعقاده كثمرة للتنسيق بين مركز عدن للدراسات والبحوث ومركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث، وستصدر أبحاث المؤتمر لاحقاً في كتاب بنفس العنوان (المهرة عبر التاريخ).