في زيارة ميدانية هي الأولى من نوعها وصل صباح اليوم السبت، الموافق 21أغسطس2021م وفد مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر إلى (رباط باعباد)، أحد الأربطة العلمية التاريخية المنسية والمهملة في أحضان قرية (أرحب) الأثرية العريقة، الواقعة في وادٍ خصيب يزدان بالخضرة والجمال بين سلاسل جبلية، بمديرية الحصين، محافظة الضالع، ضمن اهتمام المركز في إبراز وتوثيق وتدوين المعالم التاريخية والحضارية.
ضم الوفد الأستاذ محمد سالم بن علي جابر المشرف العام للمركز، د.محمود السالمي مدير المركز، أ. د. علي صالح الخلاقي مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة، أ.د. طه حسين هديل مدير دائرة الدوريات، والباحث د.نادر سعد العمري، وبتنسيق ومشاركة د.عبدالفتاح قاسم الشعيبي والأستاذ محمود أحمد الجثام، ورافق الوفد الأستاذ فضل محمود ناصر مدير عام الآثار بمحافظة الضالع.
وفور وصول الوفد اصطحبه دليل الرحلة الشيخ فضل عبدالوهاب محمد موسى باعباد في جولة في أقسام الرباط العلمي وقدم شرحاً ضافياً عن تاريخ الرباط الذي كان أحد أشهر الأربطة العلمية على مدى قرون مضت، وتخرج منه مئات من طلاب العلم ممن كانوا يدرسون ويسكنون في الرباط مجاناً، وكان ينفق على الرباط من عائدات الأوقاف المخصصة له في كثير من المناطق مثل بلاد الشاعري وحرير وخلَّة والشعيب وجُبن، كما تخرج منه مشايخ علم ودين أسهموا في أنشأوا مدارس دينية في العديد من قرى الضالع وحالمين وحرير، وظل الرباط منارة علمية ودينية، يؤمه طلاب العلم من مختلف مناطق الضالع والشعييب ومريس وجُبن وحرير وحالمين وغيرها حتى تم اغلاقه من قبل الاستعمار البريطاني بعد سيطرته على الضالع.
ورغم عقود عديدة من الإهمال وما لحقت به من أضرار جسيمة، تتمثل في تهدم أجزاء من سقوفه ما زال مبنى الرباط قائماً بأعمدته وعقوده الحجرية تقاوم الزمن.
وقد تم التأكيد على أهمية الالتفات لهذا المعلم الديني والحضاري الفري، سواء من قبل الجهات الرسمية أو الشعبية للإسراع في ترميم ما تهدم من سقوفه وإعادة ترميم أجزاءه من الداخل، والحفاظ على مظهره التاريخي.
كما زار الوفد قبة الولي موسى ابن عبدالواحد التي تقع على أكمة جبلية غير بعيد عن قرية أرحب، وبدت في وضع أفضل من الرباط العلمي، حيث تم تسوير حوض الماء ومحيط القبة بأسلاك شائكة.
وفي ختام الزيارة استضاف الأهالي الوفد الزائر على مأدبة غداء في منزل الشيخ فضل عبدالوهاب باعباد، وهو ضابط متقاعد خدم في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في سلاح الدبابات وتزدان واجهة منزله بصور عسكرية تذكارية عن سنوات خدمته وبشهادتين كان فيها الأول على دفعته في التأهيل العسكري العالي، وهو أحد ضحايا حرب احتلال الجنوب صيف 94م من كوادر الجيش الجنوبي، وارتبط منذ ذلك الحين بزراعة الأرض ..
وقد شكر الوفد الأهالي على حسن استقبالهم وكرم ضيافتهم ، وغادر وهو يحمل انطباعات رائعة عن منطقة جميلة بطبيعتها وبطيبة أهلها وبما تحتضنه من معالم تاريخية نالها الإهمال، ويجب صيانتها والحفاظ عليها لتظل شاهد حضاري يروي للأجيال حكاية تاريخ مجيد ، يحتاج للتجديد.